مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المورِّثات،‏ الدَّنا،‏ وأنتم
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • المورِّثات،‏ الدَّنا،‏ وأنتم

      انظروا الى نفسكم بتمعن في المرآة.‏ لاحظوا لون عينيكم،‏ بنية شعركم،‏ لون بشرتكم،‏ وشكل جسمكم.‏ فكروا في المواهب التي تتحلون بها.‏ لماذا تبدون على ما انتم عليه؟‏ لماذا تملكون هذه الصفات والمواهب الخاصة بكم؟‏ يجري توضيح هذا اللغز اليوم من خلال التعمق في علم الوراثة وتأثيرات البيئة.‏

      وتقولون بتأفف:‏ ‹علم الوراثة؟‏ يبدو هذا الموضوع علميا وصعبا الى حد يعجز المرء عن فهمه!‏›.‏ لكن هل سبق ان اخبرتم فتاة انها تملك عيني والدها الخضراوين وأنها أخذت عن امها شعرها الاحمر ونمشها؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فأنتم تعرفون حتى الآن واقعا اساسيا في علم الوراثة،‏ ألا وهو أن الميزات الجسدية تُنقل من الوالدين الى الولد.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ قد يكون هذا الواقع بداية فهمكم لكيفية وصول الانسان الى هنا —‏ بالتطور او بالخلق.‏ لكن بادئ ذي بدء،‏ لنرَ كيف يحمل كلٌّ منا ميراث اجيال كثيرة.‏

      يتألف جسمكم من وحدات حية صغيرة جدا تدعى الخلايا،‏ ويبلغ عددها وفقا لأحد التقديرات نحو ١٠٠ تريليون خلية.‏ وفي نواة كل خلية هنالك آلاف المورِّثات.‏ وهي وحدات وراثية مستقلة تتحكم في الخلية وتحدِّد بالتالي بعض صفاتكم المميِّزة.‏ وقد يحدِّد عدد من المورِّثات فئة دمكم؛‏ وتحدِّد اخرى بنية شعركم،‏ لون عينيكم،‏ وهلمَّ جرّا.‏ وهكذا تحمل كل خلية مخطَّطا وراثيا مصغَّرا،‏ او شفرة وراثية،‏ يحتوي على كل المعلومات اللازمة لبناء جسمكم،‏ إصلاحه،‏ او تنظيم عمله.‏ (‏انظروا الرسم البياني في الصفحة ٥.‏)‏ فهل من الممكن ان يكون كل ذلك قد حدث صدفة؟‏

      كيف كُشف النقاب عن اللغز

      ان النظرية القائلة اننا نرث الصفات من خلال الدم ابتكرها أرسطو في القرن الرابع ق‌م ولاقت رواجا لأكثر من الف سنة.‏ وقد اثرت هذه النظرية في الفكر اليوم حتى انها صارت جزءا من عدة لغات بما فيها اللغة العربية.‏ فنقول مثلا،‏ «قرابة الدم»،‏ او إذا تحدثنا عن الولد وأبيه نقول انه «من لحمه ودمه».‏

      في القرن الـ‍ ١٧،‏ جرى اكتشاف البُييضات والخلايا المنوية،‏ لكن لم يُفهم دورها الفعلي.‏ وظنَّ البعض ان مخلوقات بالغة الصغر مكتملة الشكل موجودة إما داخل البييضة او داخل الخلية المنوية.‏ لكن بحلول القرن الـ‍ ١٨،‏ ادرك الباحثون بالصواب ان البييضة والخلية المنوية تتحدان لتكوين جنين.‏ لكن لم يكن قد وُجد بعد تفسير دقيق للوراثة.‏

      ولم يكن حتى سنة ١٨٦٦ ان نشر راهب نمساوي يدعى ڠريڠور منْدل اول نظرية صحيحة عن الوراثة.‏ فقد اكتشف منْدل،‏ من خلال التجارب التي اجراها على البازلّا،‏ ما دعاه «العناصر الوراثية المتميِّزة» المختبئة في الخلايا الجنسية،‏ وأكد انها المسؤولة عن نقل الميزات من جيل الى جيل.‏ وهذه «العناصر الوراثية المتميِّزة» ندعوها اليوم المورِّثات.‏

      حوالي سنة ١٩١٠،‏ اكتُشف ان المورِّثات موجودة في بنى داخل الخلية تدعى الصبغيات.‏ وتتألف الصبغيات بشكل رئيسي من الپروتين والدَّنا DNA (‏الحَمض الريبي النووي المنقوص الاكسجين)‏.‏ وبما ان العلماء كانوا مدركين اهمية دور الپروتين في الوظائف الاخرى للخلية،‏ فقد افترضوا لسنوات عديدة ان الپروتين الصبغي يحمل المعلومات الوراثية.‏ ثم في سنة ١٩٤٤،‏ قدَّم الباحثون اول برهان على ان المورِّثات مؤلفة من الدَّنا،‏ وليس من الپروتين.‏

      سنة ١٩٥٣،‏ عندما اكتشف جيمس واطسون وفرنسيس كريك التركيب الكيميائي للدَّنا اللولبي الشكل،‏ المؤلف من جزيئات شبيهة بالخيوط،‏ كان ذلك خطوة كبيرة في المضي قدما لكشف النقاب عن لغز الحياة.‏

  • ما يكشفه المجهر
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • ما يكشفه المجهر

      دُعيت الخلية وحدة الحياة الاساسية.‏ فالاشياء الحية —‏ بما فيها النبات،‏ الحشرات،‏ الحيوانات،‏ والبشر —‏ مصنوعة من الخلايا.‏ وعلى مر السنين،‏ يمعن العلماء النظر في العمليات التي تحدث داخل الخلية ويكشفون الكثير من اسرار علم الاحياء الجزيئي وعلم الوراثة.‏ فلنلقِ نظرة اقرب على الخلايا ونتأمل في ما اكتشفه العلم عن هذه الوحدات الحياتية المجهرية الرائعة.‏

      نظرة خاطفة عبر المجهر

      تختلف الخلايا في الشكل.‏ فبعضها مستطيل والآخر مربع.‏ وهنالك خلايا كروية،‏ خلايا بيضاوية الشكل،‏ وخلايا تبدو مثل البقع.‏ تأملوا في الآميبا،‏ عضوية ذات خلية واحدة لا تملك شكلا محدَّدا،‏ فهي تغيِّر شكلها كلما تحركت.‏ والمثير للاهتمام ان شكل الخلية غالبا ما يشير الى عملها.‏ مثلا،‏ بعض خلايا العضلات طويلة ورفيعة وتتقلص عندما تنجز عملها.‏ أما الخلايا العصبية —‏ التي تنقل الرسائل الى انحاء الجسم —‏ فلها اغصان طويلة.‏

      وتختلف الخلايا في الحجم ايضا.‏ لكنَّ معظمها فائق الصغر بحيث لا يُرى بالعين المجردة.‏ ولتدركوا كم يبلغ حجم خلية متوسطة الحجم،‏ انظروا الى النقطة في آخر هذه الجملة.‏ ان هذه النقطة الصغيرة يمكن ان تتسع لنحو ٥٠٠ خلية متوسطة الحجم!‏ وإذا بدت لكم هذه الخلايا صغيرة جدا،‏ فما القول في بعض الخلايا الجرثومية التي هي اصغر بنحو ٥٠ مرة؟‏ والخلية الكبرى؟‏ ينطبق هذا الوصف على الجزء الاصفر من بيضة النعام —‏ «عملاق» من خلية واحدة،‏ يعادل حجمه حجم كرة البايسبول او الكريكيت تقريبا!‏

      وبما ان معظم الخلايا لا يمكن رؤيته بالعين المجردة،‏ يستعمل العلماء ادوات،‏ كالمجهر،‏ لدراستها.‏a لكن حتى بهذه الوسيلة،‏ تبقى بعض التفاصيل المعقَّدة في الخلية التي لا يمكن تمييزها بشكل كامل.‏ تأملوا في ما يلي:‏ يمكن ان يكبِّر مجهر إلكتروني خلية نحو ٠٠٠‏,٢٠٠ مرة —‏ تكبير يمكن ان يجعل النملة تبدو بطول يتعدى الـ‍ ٨٠٠ متر (‏٢/‏١ ميل)‏.‏ لكن حتى مع هذا التكبير،‏ هنالك تفاصيل في الخلية لا يمكن رؤيتها!‏

      وهكذا وجد العلماء ان الخلية معقدة بشكل مذهل.‏ يعلن الفيزيائي پول دايڤيس في كتابه المعجزة الخامسة (‏بالانكليزية)‏:‏ «تمتلئ كل خلية ببنى صغيرة تبدو كأنها آتية مباشرة من كتيِّب مهندس.‏ فتجدون وفرة من البنى التي تشبه الملاقط،‏ المقصات،‏ المضخّات،‏ المحركات،‏ الرافعات،‏ الصمامات،‏ الانابيب،‏ السلاسل،‏ حتى المركبات المتناهية الصغر.‏ لكنَّ الخلية هي طبعا اكثر من مجرد كيس من الادوات.‏ فمختلف العناصر تجتمع بعضها مع بعض لتؤدي عملا منسجما،‏ مثل خط تجميع متقن في مصنع».‏

      الدَّنا —‏ جُزَيء الوراثة

      يبدأ البشر كما النباتات والحيوانات المتعددة الخلايا بخلية واحدة.‏ وبعد ان تبلغ هذه الخلية حجما معينا،‏ تنقسم وتؤلف خليّتين.‏ ثم تنقسم هاتان الخليّتان وتشكلان اربع خلايا.‏ وإذ تستمر الخلايا في الانقسام،‏ تتخصَّص —‏ اي،‏ تتميَّز لتصبح خلايا عضلية،‏ عصبية،‏ جلدية وهلمَّ جرّا.‏ وفيما تستمر العملية تجتمع خلايا كثيرة بعضها مع بعض لتؤلف انسجة.‏ فالخلايا العضلية مثلا تتحد وتشكل النسيج العضلي.‏ وتؤلف انواع الانسجة المختلفة الاعضاء،‏ مثل القلب،‏ الرئتين والعينين.‏

      وتحت الغلاف الرقيق لكل خلية هنالك سائل هلامي يدعى السيتوپلازما.‏ وداخل هذا السائل،‏ ضمن غشاء رقيق،‏ توجد النواة.‏ وقد دعيت النواة مركز التحكم في الخلية لأنها توجِّه تقريبا كل نشاطات الخلية.‏ وتتضمَّن النواة البرنامج الوراثي للخلية،‏ مكتوبا في الحَمض النووي الريبي المنقوص الاكسجين —‏ الدَّنا DNA.‏

      تقع جُزيئات الدَّنا الملتفة بإحكام في صبغيات الخلية.‏ وتحتوي مورِّثاتكم التي هي اجزاء من جُزيئات الدَّنا على كل المعلومات اللازمة لجعلكم ما انتم عليه.‏ توضح دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان البرنامج الوراثي الموجود في الدَّنا يجعل كل كائن حي مختلفا عن كل الاشياء الحية الاخرى».‏ وتضيف:‏ «ان هذا البرنامج يجعل الكلب مختلفا عن السمكة،‏ حمار الزَّرد عن الوردة،‏ والصفصاف عن الزنبور.‏ وهو يجعلكم مختلفين عن اي شخص آخر على الارض».‏

      ان كمية المعلومات التي يحتويها الدَّنا في خلية واحدة فقط هي مذهلة.‏ فهي تستطيع ان تملأ نحو مليون صفحة بحجم هذه الصفحة التي تقرأونها!‏ وبما ان الدَّنا مسؤول عن نقل المعلومات الوراثية من جيل من الخلايا الى آخر،‏ فقد دُعي المخطَّطَ التوجيهي للحياة بكاملها.‏ لكن كيف يبدو الدَّنا؟‏

      يتألف الدَّنا من سلسلتين ملتفتين احداهما حول الاخرى بحيث تشكِّلان بنية لولبية مزدوجة تشبه دَرَجا لولبيا.‏ وتتصل السلسلتان بواسطة اتحاد اربعة عناصر تدعى القواعد.‏ فكل قاعدة في احدى السلسلتين تقترن بقاعدة في السلسلة الاخرى.‏ وكل قاعدتين مقترنتين تؤلفان درجة من درجات سلَّم الدَّنا اللولبي.‏ والترتيب الدقيق للقواعد في جُزيء الدَّنا هو ما يحدِّد المعلومات الوراثية التي يحملها.‏ وببسيط العبارة،‏ ان هذا التسلسل يحدِّد عمليا كل شيء عنكم،‏ بدءا من لون شعركم حتى شكل انفكم.‏

      الدَّنا،‏ الرَّنا،‏ والپروتينات

      ان الپروتينات هي الجزيئات الكبيرة الاكثر وفرة في الخلايا.‏ وقد قدِّر انها تؤلف اكثر من نصف الوزن الجاف لمعظم العضويات!‏ وتتألف الپروتينات من وحدات بناء اصغر تدعى الحموض الأمينية.‏ بعضها يصنعه جسمكم؛‏ وبعضها الآخر تحصلون عليه من خلال غذائكم.‏

      وللپروتينات وظائف كثيرة.‏ مثلا،‏ هنالك الهيموڠلوبين،‏ وهو پروتين موجود في خلايا الدم الحمراء ينقل الاكسجين عبر جسمكم.‏ ثم هنالك الاجسام المضادة التي تساعد جسمكم على تفادي الامراض.‏ وتساعد پروتينات اخرى،‏ مثل الإنسولين،‏ على استقلاب الطعام بالاضافة الى تنظيم مختلف وظائف الخلايا.‏ وعموما،‏ قد يكون هنالك آلاف الانواع المختلفة من الپروتينات في جسمكم.‏ وقد يكون هنالك مئات في خلية واحدة فقط!‏

      ينجز كل پروتين وظيفة معيّنة تحدِّدها مورثة الدَّنا الخاصة به.‏ لكن كيف يجري فك رموز المعلومات الوراثية في مورِّثة الدَّنا لكي يُصنع پروتين معيَّن؟‏ كما يظهر في الرسم البياني المرفق «كيف تُصنع الپروتينات»،‏ ينبغي اولا ان تُنقل المعلومات الوراثية المخزَّنة في الدَّنا من نواة الخلية الى السيتوپلازما،‏ حيث تقع الجُسيمات الريبية،‏ اي المعامل المنتجة للپروتينات.‏ ويُنجز هذا النقل بواسطة الحمض الريبي النووي (‏الرَّنا RNA)‏.‏ ثم «تقرأ» الجُسيمات الريبية في السيتوپلازما تعليمات الرَّنا وتجمع الحموض الأمينية بالتسلسل الملائم لتشكيل پروتين معيَّن.‏ اذًا،‏ هنالك علاقة وثيقة بين الدَّنا،‏ الرَّنا وتكوُّن الپروتينات.‏

      اين ابتدأ؟‏

      اسرت دراسة علم الوراثة وعلم الاحياء الجزيئي اهتمام العلماء طوال عقود.‏ ورغم الشكوك التي ساورت الفيزيائي پول دايڤيس حول وجود خالق وراء كل هذه الامور،‏ فقد اعترف قائلا:‏ «كل جُزيء لديه وظيفة معيَّنة ومكان محدَّد في التصميم العام بحيث يجري صنع المواد الصحيحة.‏ وهنالك الكثير من الذهاب والاياب في الخلية.‏ فينبغي ان تسافر الجُزيئات عبر الخلية لتلتقي اخرى في المكان المناسب والوقت المناسب لكي تستطيع ان تنجز وظائفها بشكل جيد.‏ ويحدث كل ذلك دون وجود رب عمل يأمر الجُزيئات بما يجب ان تفعله ويوجِّهها الى اماكنها الملائمة.‏ ولا يوجد مشرف لمراقبة نشاطاتها.‏ فبكل بساطة تقوم الجُزيئات بما ينبغي ان تقوم به:‏ تضرب جميع الجهات وهي تنتقل على غير هدى،‏ تصطدم بعضها ببعض ثم ترتد،‏ او تلتصق بعضها ببعض.‏ .‏ .‏ .‏ فبطريقة ما،‏ وبشكل جماعي،‏ تتحد هذه الذرَّات معا مؤدية رقصة الحياة بدقة متناهية».‏

      لسبب وجيه،‏ استنتج كثيرون ممَّن درسوا العمليات التي تحدث داخل الخلايا انه لا بد من وجود قوة ذكية مسؤولة عن خلقها.‏ فدعونا نتأمل في السبب.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لدراسة محتوى الخلايا وميزاتها من الناحية الكيميائية،‏ يستعمل العلماء ايضا فرّازة،‏ وهي اداة تفصل مكوِّناتها.‏

      ‏[الاطار/‏الرسم في الصفحة ٥]‏

      نظرة الى داخل الخلية

      داخل كل خلية توجد نواة —‏ مركز التحكُّم في الخلية.‏ وفي النواة،‏ هنالك الصبغيات التي تتألف من جُزَيئات الدَّنا الملتفة بإحكام والپروتين.‏ ومورِّثاتنا هي في جُزَيئات الدَّنا هذه.‏ والجُسيمات الريبية،‏ المعامل المنتجة للپروتين،‏ هي في سيتوپلازما الخلية الموجود خارج النواة.‏

      ‏[الرسم]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      الخلية

      الجسيمات الريبية

      السيتوپلازما

      النواة

      الصبغيات

      الدَّنا —‏ سلَّم الحياة

      ‏[الرسم في الصفحة ٧]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      كيف تتناسخ الدَّنا

      من اجل تبسيط الصورة،‏ رُسمت الدَّنا اللولبية مسطَّحة

      ١ قبل ان تنقسم الخلايا لتنتج الجيل التالي من الخلايا،‏ ينبغي ان تتناسخ الدَّنا.‏ اولا،‏ تساعد الپروتينات على فلق اجزاء من سلسلتي الدَّنا المزدوجتين

      پروتين

      ٢ ثم،‏ باتباع مبدإ تزاوج القواعد الصارم،‏ ترتبط قواعد حرة (‏متوفرة)‏ في الخلية بالقواعد الملائمة لها في السلسلتين الاصليتين

      قواعد حرة

      ٣ اخيرا،‏ تُصنع نسختان من المخطَّطات الوراثية.‏ وهكذا،‏ عندما تنقسم الخلية،‏ تحصل كل خلية جديدة على مخطَّط وراثي مطابق للآخر

      پروتين

      پروتين

      قانون تزاوج القواعد في الدَّنا:‏

      أ دائما مع ت

      أ  ت تيمين

      ت  أ أدنين

      س دائما مع ڠ

      س  ڠ ڠوانين

      ڠ  س سيتوزين

      ‏[الرسم في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      كيف تُصنع الپروتينات

      للتبسيط نصوِّر پروتينا مؤلفا من ١٠ حوامض امينية.‏ فمعظم الپروتينات تحتوي على اكثر من ١٠٠

      ١ يفلق پروتين معيَّن جزءا من سلسلتي الدَّنا

      پروتين

      ٢ تتصل قواعد الرَّنا الحرة بقواعد الدَّنا المكشوفة على سلسلة واحدة فقط،‏ مشكِّلة بذلك سلسلة من الرَّنا الرسول

      قواعد رنا حرة

      ٣ ينفصل الرَّنا الرسول المشكَّل حديثا عن الدَّنا ويتحرك مبتعدا نحو الجُسيمات الريبية

      ٤ يختار احد جزيئات الرَّنا الناقل حمضا امينيا ويأتي به الى الجُسيم الريبي

      الرَّنا الناقل

      الجسيمات الريبية

      ٥ فيما يتحرك الجُسيم الريبي على طول الرَّنا الرسول،‏ تتألف سلسلة من الحوامض الامينية

      حوامض امينية

      ٦ فيما تتكوَّن السلسلة الپروتينية،‏ تبدأ بالالتفاف حتى تتَّخذ الشكل اللازم لإنجاز وظيفتها كما ينبغي.‏ بعد ذلك،‏ يُطلق الجسيم الريبي هذه السلسلة

      للرَّنا الرسول طرفان مهمان:‏

      واحد يفهم شفرة الرَّنا الرسول

      الآخر يحمل الحمض الاميني الصحيح

      الرَّنا الناقل

      قواعد الرَّنا تستعمل الـ‍ ي عوض الـ‍ ت،‏ اذًا الـ‍ ي تتحد بالـ‍ أ

      أ  ي يوراسيل

      ي  أ أدنين

  • ماذا وراء لغز الحياة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • ماذا وراء لغز الحياة؟‏

      يقوم جُزَيء الدَّنا DNA بأمور مذهلة.‏ فهو يلعب كلا الدورين اللذين تتطلبهما الخلايا من المواد الوراثية.‏ اولا،‏ يُستنسخ الدَّنا بدقة متناهية بحيث تنتقل المعلومات من خلية الى خلية.‏ ثانيا،‏ يخبر التسلسل في الدَّنا الخلية اي پروتين ينبغي صنعه،‏ محدِّدا بذلك ماذا ستصبح عليه الخلية والوظيفة التي ستقوم بها.‏ لكنَّ الدَّنا لا يقوم بهذه العمليات دون مساعدة.‏ فهنالك پروتينات كثيرة متخصِّصة لها علاقة بالامر.‏

      لا يستطيع الدَّنا وحده ان يخلق الحياة.‏ فهو يحتوي على كل المعلومات اللازمة لصنع كل الپروتينات التي تحتاج اليها الخلية الحية،‏ بما فيها الپروتينات التي تنسخ الدَّنا لانتاج الجيل التالي من الخلايا والپروتينات التي تساعد الدَّنا على صنع پروتينات جديدة.‏ لكنَّ كمية المعلومات الهائلة المخزَّنة في مورِّثات الدَّنا عديمة الجدوى دون الرَّنا RNA والپروتينات المتخصِّصة،‏ التي تشمل الجسيمات الريبية،‏ اللازمة من اجل «قراءة» واستخدام هذه المعلومات.‏

      وبشكل مماثل،‏ لا تستطيع الپروتينات وحدها ان تنتج الحياة.‏ فالپروتين المنعزل لا يستطيع ان ينتج المورِّثة التي تملك الشفرة لصنع المزيد من ذلك الپروتين عينه.‏

      اذًا،‏ ماذا اظهر كشف النقاب عن لغز الحياة؟‏ يزوِّد علم الوراثة وعلم الاحياء الجزيئي الحديثان برهانا كافيا على العلاقات الشديدة التعقيد والتي يعتمد بعضها على بعض بين الدَّنا،‏ الرَّنا،‏ والپروتين.‏ وتدل هذه الاكتشافات ضمنيا ان الحياة تعتمد على وجود كل هذه العناصر في آن واحد.‏ وعلى هذا الاساس لا يمكن ان تنشأ الحياة صدفة.‏

      والتفسير المعقول الوحيد هو ان خالقا فائق الذكاء وضع المعلومات في الدَّنا ضمن شفرة وصنع في الوقت نفسه الپروتينات بشكلها المكتمل.‏ وابتكر التفاعل في ما بينها بشكل رائع،‏ بحيث تضمن هذه العملية حالما تبدأ استمرار قيام الپروتينات بنسخ الدَّنا لصنع المزيد من المورِّثات،‏ فيما تفك پروتينات اخرى رموز الشفرة لتصنع المزيد من الپروتينات.‏

      فمن الواضح ان مَن ابدأ دورة الحياة الرائعة هو المصمِّم البارع،‏ يهوه اللّٰه.‏

      مصنوعون بطريقة رائعة

      رغم ان الكتاب المقدس ليس كتابا علميا،‏ فهو يلقي بعض الاضواء على دور الخالق،‏ مصمِّم شفرة الحياة.‏ فمنذ نحو ثلاثة آلاف سنة خلت،‏ قال ملك اسرائيل داود،‏ الذي لم يكن يعرف شيئا عن التقدم الذي يحصل اليوم في الابحاث الوراثية،‏ موجها كلامه الى خالقه بأسلوب شعري:‏ «انت اقتنيت كليتيَّ.‏ نسجتني في بطن امي.‏ احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا.‏ عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.‏ لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعتُ في الخفاء ورُقِمتُ في اعماق الارض».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٥‏.‏

      لذلك انظروا مجددا الى نفسكم بتمعن في المرآة.‏ لاحظوا لون عينيكم،‏ بنية شعركم،‏ لون بشرتكم،‏ وشكل جسمكم.‏ فكروا كيف ورثتم هذه الميزات من الاجيال التي مضت وكيف انها تنتقل الى ذريتكم.‏ والآن،‏ فكروا في الذي نظَّم هذه الآليَّة الرائعة.‏ فقد يدفعكم ذلك الى ترديد الكلمات التي كتبها الرسول يوحنا:‏ «انت مستحق،‏ يا يهوه الهنا،‏ ان تنال المجد والكرامة والقدرة،‏ لأنك خلقت كل الاشياء،‏ وهي بمشيئتك وُجدت وخُلقت».‏ —‏ كشف ٤:‏١١‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

      صدفة عمياء؟‏

      تؤكد نتائج الابحاث الحديثة التي قام بها عالمان بريطانيان ان الشفرة الوراثية ليست وليدة صدفة عشوائية.‏ تذكر مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏:‏ «اظهرت ابحاثهما ان [الشفرة الوراثية] هي الافضل بين نحو بليون بليون الشفرات المحتملة».‏ فمن ١٠٢٠ (‏١ يتبعه ٢٠ صفرا)‏ من الشفرات الوراثية المحتملة،‏ اختيرت واحدة فقط في التاريخ الباكر للحياة.‏ ولماذا هذه الشفرة بالذات؟‏ لأنها تقلِّل الى الحد الادنى الاخطاء الناجمة عن عملية انتاج الپروتين وعن الطفرات الوراثية.‏ وبكلمات اخرى،‏ تضمن هذه الشفرة الخصوصية ان تُتبع القوانين الوراثية بدقة.‏ ورغم ان البعض يعزو اختيار هذه الشفرة الوراثية الى «ضغوط قوية تساهم في الانتقاء»،‏ فقد استنتج الباحثان انه «من المستبعد جدا ان تكون هذه الشفرة الفعالة وليدة الصدفة».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة