-
ترك سجل الاحافير يتكلَّمالحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
الحياة تظهر فجأة
١٦ (أ) ماذا يقود احد العلماء المرء الى التوقع عن سجل الاحافير الباكر؟ (ب) هل يتمم سجل الاحافير هذا التوقع؟
١٦ لننظر عن كثَب في الأدلَّة. يقول روبرت جاسترو في كتابه العمالقة الحُمر والاقزام البِيض: «في وقت من الاوقات، في البليون سنة الاولى، ظهرت الحياة على سطح الارض. وببطء، كما يدل سجل الاحافير، تسلَّقت العضويات الحية السلَّم من الاشكال البسيطة الى الاكثر تقدمًا.» من هذا الوصف يتوقع المرء ان يكون سجل الاحافير قد اثبت تطورًا بطيئًا من اشكال الحياة «البسيطة» الاولى الى الاشكال المعقَّدة. إلا ان الكتاب نفسه يقول: «البليون سنة الاولى الحرجة، التي ابتدأت خلالها الحياة، هي صفحات بيضاء في تاريخ الارض.»١٦
١٧ هل يمكن ان تُدعى الاشكال الاولى للحياة «بسيطة»؟
١٧ وأيضا، هل يمكن حقًّا وصف تلك الاصناف الاولى للحياة بأنها «بسيطة»؟ «بالرجوع في الزمن الى عصر اقدم الصخور،» يقول التطور من الفضاء، «لا تُظهِر البقايا الأُحفورية للاشكال القديمة للحياة المكتشفة في الصخور بدايةً بسيطة. ومع اننا قد نميل الى التفكير في احافير البكتيريا وأحافير الطحالب والفُطْريات المجهرية بأنها بسيطة بالمقارنة مع الكلب او الحصان، يبقى مستوى المعلومات مرتفعًا جدًّا. فأغلب التعقيد الكيميائي الحيوي للحياة كان موجودا وقتما تشكَّلت اقدم الصخور السطحية للارض.»١٧
١٨ هل يوجد اي دليل أُحفوري على تطور المخلوقات الوحيدة الخلية الى مخلوقات متعددة الخلايا؟
١٨ من هذه البداية، هل يمكن ايجاد ايّ دليل على الاطلاق يُثبت ان العضويات الوحيدة الخلية تطورت الى عضويات متعددة الخلايا؟ يقول جاسترو: «ان سجل الاحافير لا يحتوي على ايّ اثر لتلك المراحل البدائية في نمو العضويات المتعددة الخلايا.»١٨ وبدلا من ذلك، يصرِّح: «يحتوي سجل الصخور على القليل جدًّا، ما عدا البكتيريا والنباتات الوحيدة الخلية، الى ان وقع اختراق رئيسي قبل نحو بليون سنة، بعد حوالي ثلاثة بلايين سنة من التقدم الخفيّ. فظهرت على الارض اول المخلوقات المتعددة الخلايا.»١٩
١٩ ماذا حدث في بداية ما يُسمَّى بالدوْر الكمْبري؟
١٩ وهكذا، في بداية ما يُسمَّى بالدوْر الكمْبري، يتَّخذ سجل الاحافير تغيُّرا مذهلا يتعذَّر تفسيره. فيَظهر فجأةً تنوُّع كبير من المخلوقات البحرية المعقَّدة التامة النمو، والعديد بأصداف خارجية صلْبة، حتى ان هذا الزمن كثيرا ما يُسمَّى «انفجار» الاشياء الحية. ويصف نظرة الى الحياة ذلك: «ابتداءً من قاعدة الدوْر الكمْبري وامتدادًا الى نحو ١٠ ملايين سنة، ظهرت لاوَّل مرة كل مجموعات اللافَقاريات الرئيسية ذات الهياكل العظمية، وذلك في اروع انبعاث في التنوُّع سُجِّل على كوكبنا السيّار في ايّ وقت مضى.» فظهر الحلزون والاسفَنج ونجوم البحر والحيوانات الشبيهة بالكَرْكَنْد المدعوّة ثُلاثيَّات الفصوص trilobites والكثير غيرها من المخلوقات البحرية المعقَّدة. وعلى نحو جدير بالاهتمام، يلاحظ الكتاب نفسه: «في الواقع، نمَّت بعض ثُلاثيَّات الفصوص المنقرضة عيونًا اكثر تعقيدًا وفعاليةً مما لأي حيوان حيّ مفصلي الارجل arthropod.»٢٠
٢٠ هل توجد اية حلقات أُحفورية بين انفجار الحياة الكمْبري وما جرى قبله؟
٢٠ وهل توجد حلقات أُحفورية بين انفجار الحياة هذا وما جرى قبله؟ في زمن داروين لم توجد مثل هذه الحلقات. فقد اقرَّ: «وعلى السؤال لماذا لا نجد ترسبات احافيرية غنية تنتمي الى تلك الادوار الابكر المفترَضة التي تسبق النظام الكمْبري، لا يمكنني ان اعطي جوابا مُرضيا.»٢١ وهل تغيَّرت الحالة اليوم؟ لاحَظ الپالينتولوجي ألفرِد س. رومر تصريح داروين عن «الطريقة المباغتة التي بها تظهر فجأة مجموعات كاملة من الانواع» فكتب: «تحت هذا [الدوْر الكمْبري] هنالك سماكات ضخمة من الرواسب حيث يُتوقَّع وجود اسلاف الاشكال الكمْبرية. ولكننا لا نجدها؛ فهذه الطبقات الاقدم تكاد تخلو من الدليل على الحياة، ويمكن القول بشكل معقول ان الصورة العامة تتفق مع فكرة الخلق الخصوصي في بداية الازمنة الكمْبرية. ‹وعلى السؤال لماذا لا نجد ترسبات احافيرية غنية تنتمي الى تلك الادوار الابكر المفترَضة التي تسبق النظام الكمْبري،› قال داروين، ‹لا يمكنني ان اعطي جوابا مُرضيا.› ونحن ايضا لا يمكننا ذلك اليوم،» قال رومر.٢٢
٢١ اية حجَّتين لم تَثبتا، ولماذا؟
٢١ يجادل البعض بأن صخور ما قبل الكمْبري تغيَّرت بالحرارة والضغط الى حد انها لم تحتفظ بالحلقات الأُحفورية، او انه لم تترسَّب صخور في البحار الضحلة حتى يُحتفَظ بالاحافير. «لم تَثبت اية من هاتين الحجتين،» يقول مؤيدو التطور سَلڤادور ا. لوريا، ستِيفن جاي ڠولد، وسام سينڠر. ويضيفون: «اكتشف الجيولوجيون العديد من رواسب ما قبل الكمْبري غير المتغيِّرة، وهي لا تحتوي على احافير لعضويات معقَّدة.»٢٣
٢٢ نظرًا الى هذه الوقائع، اية تعليقات قدَّمها احد الكيميائيين الحيويين؟
٢٢ هذه الوقائع حملت الكيميائي الحيوي د. ب. ڠاوِر على التعليق، كما نقلته تايمز في كَنْت، انكلترا: «لا يمكن التوفيق بين رواية الخلق في سفر التكوين ونظرية التطور. فلا بد ان تكون الواحدة صائبة والاخرى خاطئة. وقصة الاحافير اتفقت مع رواية سفر التكوين. ففي أقدم الصخور لم نجد سلسلة احافير تغطِّي التغيُّرات التدريجية من أقدم المخلوقات البدائية الى الاشكال الكاملة النمو، بل بالاحرى ظهرت فجأة انواع كاملة النمو في أقدم الصخور. وبين كل نوع وآخر كان هنالك انعدام تام للاحافير المتوسطة.»٢٤
٢٣ ماذا استنتج عالِم بالحيوان؟
٢٣ واستنتج العالِم بالحيوان هارولد كوفِن: «اذا صحَّ التطور التقدمي من البسيط الى المعقَّد، فان اسلاف هذه المخلوقات الحية التامة النمو في الدوْر الكمْبري يلزم العثور عليها؛ ولكن لم يُعثر عليها ويعترف العلماء بأن الامل ضئيل في العثور عليها يومًا ما. فعلى اساس الوقائع وحدها، وعلى اساس ما يُكتَشف فعلا في الارض، تكون نظرية العمل الخلقي الفجائي الذي عنه نتجت الاشكال الرئيسية للحياة ملائمة بشكل افضل.»٢٥
ظهورات فجائية مستمرة، تغيُّر قليل
٢٤ هل شهادة سجل الاحافير هي نفسها في الطبقات فوق الدوْر الكمْبري؟
٢٤ في الطبقات فوق انفجار الحياة الكمْبري هذا، تكون شهادة سجل الاحافير هي نفسها تكرارا: اجناس جديدة من الحيوانات وأجناس جديدة من النبات تظهر فجأة، دون ارتباط بأيّ شيء جرى قبلها. وما ان تصير على المسرح حتى تستمر بقليل من التغيُّر. يصرِّح الجدول الزمني التطوري الجديد: «يكشف السجل الآن ان الانواع تبقى عادةً مئة ألف جيل، او حتى مليونا او اكثر، دون ان تتطور كثيرًا. . . . وبعد نشأتها، تختبر معظم الانواع قليلا من التطور قبل ان تنقرض.»٢٦
٢٥ اي استقرار مدهش تظهره الحشرات؟
٢٥ على سبيل المثال، ظهرت الحشرات في سجل الاحافير فجأة وبوفرة، دون اية اسلاف تطورية. وهي ايضا لم تتغيَّر كثيرًا حتى يومنا هذا. وبشأن العثور على ذبابة أُحفورية صُنِّفت بأن «عمرها ٤٠ مليون سنة،» قال الدكتور جورج پويْنار الاصغر: «التشريح الداخلي لهذه المخلوقات يماثل بشكل مدهش ما تجدونه في الذباب اليوم. فالجناحان والأرجل والرأس، وحتى الخلايا في داخلها، عصرية المنظر جدًّا.»٢٧ وعلَّق تقرير في ذا ڠلوب آند ميل في تورونتو: «خلال ٤٠ مليون سنة من الجهاد لتسلُّق سلَّم التطور، لم تكد تحرز ايّ تقدم ملحوظ.»٢٨
٢٦ كيف تُظهِر النباتات والحيوانات الاستقرار نفسه؟
٢٦ وتوجد صورة مماثلة للنبات. فقد عُثر في الصخور على اوراق أُحفورية لأشجار وجَنَبات كثيرة تُظهِر اختلافا قليلا جدًّا عن اوراق نباتات كهذه اليوم: السنديان، الجَوز، القارية hickory، العنب، المَغْنولِيَّة، النخل، والعديد غيرها. وتتبع اجناس الحيوانات النمط نفسه. فأسلاف الحيوانات العائشة اليوم تَظهر فجأة في سجل الاحافير وكانت تشبه كثيرا نظائرها الحية. وهنالك تنوُّعات كثيرة، ولكن يسهُل تحديد هويتها جميعا بأنها من «الجنس» نفسه. وتذكر مجلة ديسْكَڤَر مثالا لذلك: «سرطان النِّضْوة horseshoe crab . . . وُجد على الارض بدون تغيير تقريبًا طوال ٢٠٠ مليون سنة.»٢٩ والحيوانات التي انقرضت اتّبعت ايضًا النمط نفسه. فالدينوصورات، مثلا، تظهر فجأة في سجل الاحافير، بلا حلقات مع ايّ من الاسلاف قبلها. وقد تكاثرت جدًّا، ثم انقرضت.
٢٧ ماذا تقول مطبوعة علمية عن ‹التحسُّن› التطوري؟
٢٧ وعن هذه النقطة تذكر النشرة لمتحف فيلد للتاريخ الطبيعي في شيكاڠو: «تَظهر الانواع في السلسلة المتعاقِبة على نحو مفاجئ جدًّا، تُظهر القليل او لا شيء من التغيُّر خلال وجودها في السجل، ثم تختفي من السجل بغتةً. ولا يتَّضح دائمًا، وفي الواقع نادرًا ما يتَّضح، ان السلائل كانت فعلا افضل تكيُّفا من سابقاتها. وبكلمات اخرى، يصعب العثور على تحسُّن أَحيائي.»٣٠
لا ميزات انتقالية
٢٨ هل عُثر مرةً على اشكال انتقالية للعظام والاعضاء؟
٢٨ والصعوبة الاخرى التي يواجهها التطور هي واقع انه لا توجد في ايّ مكان من سجل الاحافير عظام او اعضاء مشكَّلة جزئيًّا يمكن اعتبارها بداية لميزة جديدة. مثلا، هنالك احافير لاصناف مختلفة من المخلوقات الطائرة — الطيور، الخفافيش، المجنَّحات الاصابع pterodactyls المنقرضة. فبحسب نظرية التطور، لا بد ان تكون قد تطورت من اسلاف انتقالية. غير انه لم يُعثر على ايّ من هذه الاشكال الانتقالية. ولا يوجد لها ايّ اثر. فهل هنالك احافير لزرافَى اعناقها ثُلثا او ثلاثة ارباع طولها الحالي؟ وهل هنالك احافير لطيور يتطور منقارها من فك حيوان زاحف؟ وهل يوجد دليل أُحفوري لسمكة تنمِّي حوضًا برمائيًّا، او لزعانف سمك تتحول الى ارجُل وأقدام وأصابع برمائية؟ الواقع هو ان البحث عن مثل هذه الميزات النامية في سجل الاحافير برهن انه مسعى عقيم.
٢٩ بماذا يعترف مؤيدو التطور الآن عن الاشكال الانتقالية المزعومة؟
٢٩ لاحظت العالِم الجديد ان التطور «يتكهَّن بأن السجل التام للاحافير يتألف من سلالات لعضويات تُظهِر تغيُّرًا تدريجيا على نحو مستمر لفترات طويلة من الزمن.» ولكنها اقرَّت: «لسوء الحظ، لا يبلغ سجل الاحافير هذا التوقع، لان الانواع الأُحفورية الفردية نادرا ما يرتبط احدها بالآخر بأشكال متوسطة معروفة. . . . يبدو فعلا ان الانواع الأُحفورية المعروفة لا تتطور حتى طوال ملايين السنين.»٣١ ويكتب عالِم الوراثة ستابينز: «لا تُعرف اشكال انتقالية بين ايّ من الشُّعب phyla الرئيسية للحيوانات او النباتات.» وهو يتحدث عن «الفجوات الكبيرة التي توجد بين العديد من طوائف العضويات الرئيسية.»٣٢ «وفي الواقع،» يعترف الجدول الزمني التطوري الجديد، «ان سجل الاحافير لا يدعم بالوثائق بإقناع انتقالا واحدًا من نوع الى آخر. وعلاوة على ذلك، فقد دامت الانواع على نحو مدهش فترات طويلة من الزمن.»٣٣ — الأحرف المائلة مضافة.
٣٠ ماذا تؤكد دراسة شاملة؟
٣٠ ويتَّفق ذلك مع الدراسة الشاملة التي اجرتها جمعية لندن الجيولوجية ورابطة انكلترا الپالينتولوجية. والپروفسور في العلوم الطبيعية جون ن. مور ذكر عن النتائج: «أعدَّ حوالي ١٢٠ عالمًا، جميعهم اختصاصيون، مؤلَّفًا هائلا من ٣٠ فصلا يحتوي على اكثر من ٨٠٠ صفحة ليقدِّموا سجل احافير النباتات والحيوانات، مقسَّمة الى نحو ٥٠٠,٢ مجموعة. . . . ويظهر فيه ان كل شكل او جنس رئيسي من النبات والحيوان له تاريخ مستقل ومتميِّز عن جميع الاشكال او الاجناس الاخرى! فالمجموعات من النباتات والحيوانات على السواء تظهر فجأة في سجل الاحافير. . . . الحيتان، الخفافيش، الأحصنة، الرئيسيات primates، الفيَلة، الارانب البرِّية، السناجيب، الى آخره، جميعها متميِّزة عند ظهورها الاول كما هي الآن. لا يوجد اثر لسلَف مشترك، فضلا عن انه لا توجد حلقة مع ايّ من الزواحف، الاسلاف المزعومة.» وأضاف مور: «يُحتمل جدًّا انه لم يُعثر على اشكال انتقالية في سجل الاحافير لانه لا وجود البتة لاشكال انتقالية في المرحلة الأُحفورية. ومن المرجح جدًّا ان الانتقالات بين الاجناس الحيوانية و/او الانتقالات بين الاجناس النباتية لم تحدث قط.»٣٤
٣١ هل يختلف ما يقوله سجل الاحافير الآن عما قاله في ايام داروين؟
٣١ وهكذا فان ما صحَّ في ايام داروين يصحُّ اليوم ايضًا. ودليل سجل الاحافير يبقى كما قال العالِم بالحيوان دارْسي طومْسون منذ سنين في كتابه عن النمو والشكل: «لم يعلِّمنا التطور الدارويني كيف تحدَّرت الطيور من الزواحف، الثدييَّات من رُباعيات القوائم الاولى، رُباعيات القوائم من الاسماك، ولا الفَقاريات من سلالة اللافَقاريات. . . . والبحث عن معابر للفجوات بينها انما هو بحث لا يُجدي نفعًا، الى الابد.»٣٥
ماذا عن الحصان؟
٣٢ ماذا يُعرض كثيرًا كمثال نموذجي للتطور؟
٣٢ ومع ذلك، كثيرًا ما يقال ان الحصان على الاقل مثال نموذجي للتطور الموجود في سجل الاحافير. وكما تصرِّح دائرة معارف الكتاب العالمي: «الأحصنة هي بين افضل الامثلة المدعومة بالوثائق للنمو التطوري.»٣٦ والايضاحات عن ذلك تبتدئ بحيوان صغير جدًّا وتنتهي الى الحصان الكبير ليومنا. ولكن هل يؤيِّد دليل الاحافير ذلك حقًّا؟
٣٣ هل يؤيِّد حقًّا دليل الاحافير تطور الحصان؟
٣٣ تعلِّق دائرة المعارف البريطانية: «تطوُّر الحصان لم يكن قط في خط مستقيم.»٣٧ وبكلمات اخرى، لا يُظهر دليل الاحافير في ايّ مكان نموًّا متدرِّجا من الحيوان الصغير الى الحصان الكبير. ويقول مؤيد التطور هِتْشِنْڠ عن هذا النموذج التطوري الرئيسي: «وإن صُوِّر مرَّةً بأنه بسيط وواضح، فهو الآن معقَّد بحيث ان قبول وجهة نظر معيَّنة بدلا من اخرى هو مسألة ايمان اكثر مما هو اختيار منطقي. ان الإيوهيپُّس Eohippus، المفترض انه أقدم حصان، والذي قال الخبراء انه انقرض منذ زمن بعيد واننا لا نعرفه إلا عن طريق الاحافير، قد يكون في الواقع حيًّا وبخير وليس حصانا على الاطلاق — قد يكون حيوانا خجولا بحجم الثعلب يسمَّى الوَبْر وينطلق مسرعًا في انحاء الدغل الافريقي.»٣٨
٣٤، ٣٥ (أ) لماذا يشك البعض الآن في مكان الإيوهيپُّس؟ (ب) هل عُثر على اية اسلاف تطورية لتنوُّعات الأحصنة الأُحفورية؟
٣٤ ان في جعل الإيوهيپُّس الصغير سلفًا للحصان مطًّا للخيال، وخصوصًا بالنظر الى ما يقوله الجدول الزمني التطوري الجديد: «افتُرض بصورة واسعة ان [الإيوهيپُّس] تحوَّل ببطء ولكن بثبات الى حيوان خيْلي equine اكْمَل.» ولكن هل تدعم الوقائع هذا الافتراض؟ يجيب الكتاب: «الانواع الأُحفورية لـ [الإيوهيپُّس] تُظهر دليلا زهيدا على التعديل التطوري.» وهكذا يسلِّم بخصوص سجل الاحافير: «انه يفشل في دعم التاريخ الكامل لفصيلة الحصان بالوثائق.»٣٩
٣٥ ولذلك يقول الآن بعض العلماء ان الإيوهيپُّس الصغير لم يكن قط صنفا من الأحصنة او سلفًا لأحدها. وكل صنف من الاحافير وُضِع في سلالة الحصان اظهر استقرارًا فريدًا، دون ان توجد بينه وبين غيره اشكالٌ انتقالية اعتُقد انها اسلاف تطورية. ولا يجب ان يكون مدهشا ان توجد احافير لأحصنة من مختلف الحجوم والاشكال. فحتى في يومنا تتنوَّع الأحصنة من اقزام الخيل الى افراس الحرث الكبيرة. وجميعها تنوُّعات ضمن فصيلة الحصان.
ما يقوله حقًّا سجل الاحافير
٣٦ ماذا يبيِّن حقًّا سجل الاحافير؟
٣٦ عندما نترك سجل الاحافير يتكلَّم، لا تميل شهادته الى التطور. وبدلا من ذلك، فان شهادة سجل الاحافير تميل الى الخلق. انها تبيِّن ان الاجناس المختلفة العديدة من الاشياء الحية ظهرت فجأةً. وبينما كان هنالك تنوُّع عظيم في كل جنس، فان هذه لم تكن لها اية حلقات مع اسلاف تطورية قبلها. ولم تكن لها ايضا اية حلقات مع الاجناس المختلفة من الاشياء الحية التي اتت بعدها. وقد استمرت الاجناس المتنوعة من الاشياء الحية بقليل من التغيُّر لفترات طويلة من الزمن قبل ان ينقرض بعضها، فيما تبقى الاخرى حتى يومنا هذا.
٣٧ كيف يعترف بذلك احد مؤيدي التطور؟
٣٧ «لا يمكن اعتبار مفهوم التطور تفسيرًا علميًّا قويًّا لوجود مختلف اشكال الحياة،» يستنتج مؤيد التطور إدموند صموئيل في كتابه الترتيب: في الحياة. ولِمَ لا؟ يضيف: «ما من تحليل دقيق للتوزيع الجغرافي الحيوي او لسجل الاحافير يمكن مباشرةً ان يؤيِّد التطور.»٤٠
٣٨ ماذا يستنتج الباحث غير المتحيِّز؟
٣٨ فمن الواضح ان الباحث غير المتحيِّز سيصل الى الاستنتاج ان الاحافير لا تؤيِّد نظرية التطور. ومن جهة اخرى، يساند دليل الاحافير بشدة الحُجج التي هي لمصلحة الخلق. وكما صرَّح العالِم بالحيوان كوفِن: «بالنسبة الى العلماء العلمانيين، تشكِّل الاحافير، وهي ادلة على الحياة في الماضي، مَحكَمة الاستئناف النهائية والاخيرة، لان سجل الاحافير هو التاريخ المعتمَد الوحيد المتوافر للعِلم عن الحياة. فاذا كان هذا التاريخ للاحافير لا يتفق مع نظرية التطور — وقد رأينا انه لا يتفق — فماذا يعلِّم؟ انه يخبرنا بأن النباتات والحيوانات خُلِقت في اشكالها الاساسية. وأن الوقائع الاساسية لسجل الاحافير تؤيِّد الخلق، لا التطور.»٤١ والفلَكي كارل ساڠَن اعترف باخلاص في كتابه كوزموس: «ادلة الاحافير يمكن ان تتلاءم مع فكرة مصمم عظيم.»٤٢
-
-
ترك سجل الاحافير يتكلَّمالحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
[الاطار/الصور في الصفحتين ٦٨ و ٦٩]
ما تقوله الأدلَّة الأُحفورية . . . عن اصل الاشياء الحية
عن اصل الحياة:
«على الاقل ثلاثة ارباع صفحات كتاب الدهور المحفور في قشرة الارض هي بيضاء.» — العالم الذي نعيش فيهc
«الخطوات الاولى . . . غير معروفة؛ . . . لا يبقى لها ايّ اثر.» — العمالقة الحُمر والاقزام البِيضd
عن الحياة المتعددة الخلايا:
«كيف نشأت الحيوانات المتعددة الخلايا وما اذا حدثت هذه الخطوة مرةً واحدة او اكثر وبطريقة واحدة او اكثر يبقى مسألة صعبة ومثار جدال دائم وهو . . . ‹في التحليل الاخير غير قابل حقًّا للاجابة.›» — العِلمe
«ان سجل الاحافير لا يحتوي على ايّ اثر لتلك المراحل البدائية في نمو العضويات المتعددة الخلايا.» — العمالقة الحُمر والاقزام البِيضf
عن الحياة النباتية:
«يتطلع معظم علماء النبات الى سجل الاحافير كمصدر للتنوُّر. ولكن . . . لم تُكتشف مساعَدة كهذه. . . . وليس هنالك دليل على ايّ اسلاف.» — التاريخ الطبيعي للنخيلg
عن الحشرات:
«لا يعطي سجل الاحافير اية معلومات عن اصل الحشرات.» — دائرة المعارف البريطانية h
«لا توجد اية احافير معروفة تُظهر ما بدت عليه الاسلاف البدائية للحشرات.» — الحشراتi
عن الحيوانات ذات العمود الفقري:
«غير ان البقايا الأُحفورية لا تعطي اية معلومات عن اصل الفَقاريات.» — دائرة المعارف البريطانية j
عن السمك:
«بحسب معرفتنا، ما من ‹حلقة› ربطَت هذا الحيوان الجديد بأيّ من اشكال الحياة السابقة. فالسمك ظَهَر وحسب.» — عجائب وأسرار عالم حيواناتنا k
عن صيرورة السمك برمائيات:
«أما كيف او لماذا فعل ذلك فربما لن نعرف ابدًا.» — الاسماكl
عن صيرورة البرمائيات زواحف:
«احد الاوجه المثبِّطة لسجل الاحافير عن تاريخ الفَقاريات هو انه يُظهر القليل جدًّا عن تطور الزواحف خلال ايامها الاولى، حين كانت تنشأ البيضة ذات القشرة.» — الزواحفm
عن صيرورة الزواحف ثدييَّات:
«لا توجد حلقة مفقودة [تربط] الثدييَّات بالزواحف.» — الزواحفn
«لسوء الحظ، تكشف الاحافير القليل جدًّا عن المخلوقات التي نعتبرها اول الثدييَّات الحقيقية.» — الثدييَّاتo
عن صيرورة الزواحف طيورا:
«الانتقال من زواحف الى طيور يُعوزه الدعم بالوثائق اكثر من غيره.» — عمليات التطور العضويp
«لم يُعثر بعدُ على أُحفور لزاحف كهذا شبيه بالطير.» — دائرة معارف الكتاب العالميq
عن القِرَدة:
«لسوء الحظ، ان سجل الاحافير الذي يمكِّننا من تتبُّع ظهور القِرَدة لا يزال ناقصًا بشكل ميئوس منه.» — الرئيسياتr
«القِرَدة العصرية، مثلا، يبدو انها انبثقت من العدم. فليس لها ماضٍ، ولا سجل أُحفوري.» — ساينس دايجستs
من القرد الى الانسان:
«لا يوجد دليل أُحفوري او دليل مادي آخر يربط مباشرة الانسان بالقرد.» — ساينس دايجستt
«لا تتألف الاسرة البشرية من سلسلة نسَب وحيدة تمتدّ من شكل يُشبه القِرَدة الى نوعنا.» — الجدول الزمني التطوري الجديدu
-