مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المانيا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
    • احتفال نصر في برلين

      بعد مضي ذلك العهد من القمع الشيوعي،‏ شعر الاخوة بأنهم لا بد ان يحتفلوا.‏ فكانوا يتوقون الى التعبير ليهوه،‏ في اجتماع عام،‏ عن شكرهم على الفرصة التي أُتيحت لهم الآن ليخدموه بمزيد من الحرية.‏

      وحالما سقط جدار برلين في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٨٩،‏ اعطت الهيئة الحاكمة ارشادات بشأن اعداد الخطط لعقد محفل اممي في برلين.‏ فأقيمت بسرعة هيئة للاعتناء بشؤون المحفل.‏ وكان مقرَّرا ان تجتمع هذه الهيئة مساء ١٤ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٠ لمناقشة ترتيبات المحفل.‏ ولا يزال هلموت مارتن يذكر حين طلب منه ديتريخ فورستر،‏ ناظر المحفل المعيَّن،‏ ان يعلن للاخوة المجتمعين انه في وقت ابكر من ذلك اليوم مُنح الاعتراف الرسمي لشهود يهوه في المانيا الشرقية.‏ نعم،‏ لقد رُفع الحظر رسميا!‏

      بما ان الترتيبات لعقد المحفل كانت تجري في وقت متأخر نسبيا،‏ لم يكن بالامكان الحصول على الملعب الاولمپي في احدى نهايات الاسابيع.‏ ولذلك حُدِّد موعد عقد المحفل من الثلاثاء الى الجمعة،‏ من ٢٤ الى ٢٧ تموز (‏يوليو)‏.‏ وعندما حان الوقت لتسلُّم الملعب،‏ لم يكن لدى الاخوة سوى يوم واحد ليهيِّئوا التسهيلات للمحفل،‏ ومجرد ساعات قليلة ليزيلوا كل التجهيزات بعد المحفل.‏

      ولذلك،‏ يوم الاثنين في ٢٣ تموز (‏يوليو)‏،‏ كان مئات المتطوعين حاضرين في الملعب قبل الساعة الخامسة صباحا.‏ ويتذكر ڠريڠور رايخارت،‏ وهو عضو في عائلة بيت ايل في زلترس،‏ ان «الاخوة الذين اتوا من المانيا الشرقية انكبوا على العمل بحماسة،‏ وكأنهم قد اعتادوا القيام بعمل كهذا لسنوات».‏ وذكر لاحقا احد الرسميين في الملعب انه مسرور لأن «الملعب نُظِّف لأول مرة تنظيفا شاملا».‏

      سافر نحو ٥٠٠‏,٩ الماني شرقي الى المحفل على متن ١٣ قطارا مستأجرا.‏ وأتى آخرون على متن ٢٠٠ باص مستأجر.‏ ويخبر احد الشيوخ انه حين كان يصنع الترتيبات لاستئجار احد القطارات،‏ قال لموظف في السكك الحديدية انه يجري التخطيط لاستئجار ثلاثة قطارات من منطقة درسدِن وحدها.‏ فجحظت عينا الموظف وسأله:‏ «هل هنالك حقا هذا العدد الكبير من شهود يهوه في المانيا الشرقية؟‏!‏».‏

      بالنسبة الى مَن سافروا على متن القطارات المستأجرة،‏ بدأ المحفل قبل بلوغهم برلين.‏ يتذكر هارالت پيسلر،‏ شيخ من ليمباخ-‏اوبرفرونا:‏ «التقينا في محطة القطارات في كمنتز لنستقل القطار المخصص لنا.‏ وكانت الرحلة الى برلين لا تُنسى.‏ فبعد سنوات الحظر الطويلة،‏ التي تابعنا خلالها عملنا سرا في فرق صغيرة،‏ تمكَّنا فجأة من رؤية عدد كبير جدا من الاخوة في وقت واحد.‏ وخلال كامل الرحلة،‏ كنا نعاشر واحدنا الآخر في مختلف عربات القطار،‏ ونتكلم مع الاخوة الذين لم نرَهم لسنوات،‏ لا بل لعقود.‏ لا يمكن للكلمات ان تعبِّر عن فرحة اللقاء!‏ فكل واحد منا كان قد كبر في السن لكننا كلنا قد احتملنا بأمانة.‏ جرى استقبالنا في المحطة في برلين-‏ليختنبرڠ،‏ وأرشدتنا مكبِّرات الصوت الى مختلف نقاط التجمع حيث كان اخوتنا في برلين ينتظروننا ومعهم لافتات كبيرة.‏ فيا له من اختبار جديد كليا —‏ لم نعد متخفين بعد الآن!‏ فقد لمسنا لمس اليد ما كنا نقرأ او نسمع عنه فقط في الماضي:‏ اننا حقا معشر اخوة عالمي كبير!‏».‏

      وبالنسبة الى شهود كثيرين،‏ كان هذا اول محفل لهم على الاطلاق.‏ يتذكر ڤِلفريت شروتر:‏ «لقد غمرنا الفرح حين تسلمنا الدعوة الى الحضور».‏ ويمكننا ان نفهم شعوره.‏ فقد انتذر سنة ١٩٧٢،‏ حين كان العمل لا يزال محظورا.‏ ويتابع:‏ «قبل موعد المحفل بأسابيع كنا ننتظر بشوق غامر.‏ فأنا لم أرَ مثل ذلك قبلا،‏ ولا رآه اخوة عديدون آخرون.‏ فلم نكن نصدِّق اننا سنرى معشر اخوة عالميا مجتمعين معا في ملعب كبير».‏

      فلَكَم تمنى الاخوة الذين كانوا يعيشون في برلين الشرقية ان يذهبوا مسافة الكيلومترات القليلة لينضموا الى اخوتهم المجتمعين في المحافل في الجهة الاخرى من المدينة!‏ وها قد اتى الوقت الذي يمكنهم فيه القيام بذلك.‏

      كان عدد الحضور نحو ٠٠٠‏,٤٥ اتوا من ٦٤ بلدا.‏ وبينهم كان سبعة اعضاء من الهيئة الحاكمة.‏ فقد اتوا ليفرحوا مع اخوتهم المسيحيين الآتين من المانيا الشرقية في تلك المناسبة التاريخية.‏ ففي هذا الملعب نفسه كان ان الرايخ الثالث سعى الى استعمال الالعاب الاولمپية لسنة ١٩٣٦ ليذهل العالم بإنجازاته.‏ لكنَّ التصفيق الحاد الذي تردَّد صداه في هذه المرة في كل ارجاء الملعب عينه،‏ لم يكن احتفاءً بالرياضيين وتعبيرا عن الفخر الوطني.‏ فالجماهير المحتشدة في الملعب كانوا اعضاء في عائلة شعب يهوه الاممية الفرحة حقا،‏ وتصفيقهم كان تعبيرا عن الشكر ليهوه والتقدير لحقائق كلمته الثمينة.‏ وفي تلك المناسبة قدم ٠١٨‏,١ شخصا انفسهم لمعمودية الماء،‏ ومعظمهم كانوا قد تعلَّموا الحق تحت الحظر في المانيا الشرقية.‏

      ان الفريق الذي ربما تمكن اعضاؤه من فهم مشاعر الاخوة الالمان الشرقيين على نحو افضل كان الفريق المؤلف من نحو ٥٠٠‏,٤ مندوب حماسي من پولندا،‏ المجاورة لألمانيا الشرقية.‏ فقد عانوا هم ايضا الحظر لسنوات عديدة وحضروا مؤخرا اول محفل كبير لهم منذ سنوات طويلة.‏ كتب احد الشهود الپولنديين لاحقا:‏ «يقدِّر الاخوة الذين اتوا من پولندا كثيرا روح التضحية بالذات التي اعرب عنها جيرانهم في الغرب،‏ الذين زوَّدوهم مجانا بأماكن الاقامة،‏ الطعام،‏ والنقليات الى ومن مكان المحفل؛‏ ودون ذلك لما استطاع كثيرون منا المجيء».‏

      وحتى الاخوة من المانيا الغربية الذين كانوا معتادين المحافل في الحرية تأثروا جدا.‏ علَّق كلاوس فايڠه،‏ من عائلة بيت ايل في زلترس قائلا:‏ «لقد ابتهج قلبنا برؤية عدد من اخوتنا الاكبر سنا الامناء —‏ وبعضهم لم يُضطهد فقط خلال السنوات الـ‍ ٤٠ من الحكم الشيوعي،‏ بل ايضا خلال عهد الرايخ الثالث —‏ يجلسون في القسم المخصص لهم،‏ حيث جلس في السابق ادولف هتلر وغيره من الاعيان النازيين».‏ فقد خُصِّص بمحبة هذا الجزء المميَّز من الملعب للمسنين والمقعدين.‏ فيا له من رمز رائع الى ملكوت اللّٰه المنتصر الآن على القوى السياسية التي تآ‌مرت لوقف مسيرته نحو النصر النهائي!‏

      ايجاد اماكن للاجتماع معا

      بعد رفع الحظر في المانيا الشرقية،‏ صُنعت الترتيبات بسرعة ليستفيد الاخوة هنالك من البرنامج القانوني للمحافل الذي يتمتع به خدام يهوه في كل انحاء الارض.‏ حتى قبل ان يُعاد تنظيم الدوائر كاملا،‏ جرت دعوة الجماعات الى حضور ايام المحافل الخصوصية والمحافل الدائرية في المانيا الغربية.‏ وفي بادئ الامر كان الحضور يتألف من المان غربيين وألمان شرقيين بالتساوي.‏ وهذا وطَّد اواصر الاخوَّة وأعطى ايضا الاخوة الالمان الشرقيين فرصة ليتعلموا ترتيبات المحافل بالعمل مع نظرائهم من المانيا الغربية.‏

      وحين تشكلت الدوائر،‏ دُعي الاخوة في المانيا الشرقية الى استعمال قاعات المحافل الموجودة في المانيا الغربية.‏ وكان خمس منها —‏ في برلين،‏ ميونيخ،‏ بوخنباخ،‏ مولبيرڠن،‏ وتراپنكامپ —‏ قريبا كفاية من الحدود السابقة ليتمكن الاخوة من استعمالها.‏ لكن حالما سنحت الفرصة،‏ ابتدأ العمل ببناء قاعة محافل في المانيا الشرقية.‏ وهذه القاعة الواقعة في ڠلاوْخاوْ،‏ قرب درسدِن،‏ دُشِّنت في ١٣ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٤،‏ وهي الآن اكبر قاعة محافل لشهود يهوه في المانيا،‏ وتتسع لـ‍ ٠٠٠‏,٤ شخص.‏

      وقد اولي الانتباه ايضا لبناء قاعات الملكوت.‏ فذلك لم يكن مسموحا به في جمهورية المانيا الديموقراطية،‏ ولكنَّ القاعات صارت لازمة الآن من اجل الاعتناء بالشهود الاكثر من ٠٠٠‏,٢٠ في تلك الناحية من العالم.‏ وقد دُهش الآخرون من طريقة القيام بعمل البناء.‏

      كتبت احدى الصحف بشأن بناء قاعة ملكوت في ستاڤنهاڠن:‏ «لقد اخذت الدهشة المشاهدين الفضوليين بسبب طريقة تشييد البناء وسرعة تشييده.‏ .‏ .‏ .‏ فقد قام بالبناء نحو ٢٤٠ بنَّاء متمرِّسا يعملون بـ‍ ٣٥ مهنة،‏ وكلهم متطوعون وكلهم شهود ليهوه.‏ كل ذلك جرى في غضون نهاية اسبوع واحدة ودون ان يتقاضوا اجرا».‏

      وكتبت صحيفة اخرى بشأن قاعة ملكوت بُنيت في زاڠارت على جزيرة روڠن في بحر البلطيق:‏ «يقوم نحو ٥٠ رجلا وامرأة،‏ كقفير نحل،‏ بتحضير اساسات البناء.‏ لكنَّ الفوضى لا تعمّ موقع البناء.‏ فالغريب في الامر هو ان الجو مريح وودي.‏ ورغم السرعة الواضحة التي يجري بها العمل،‏ لا تبدو علامات التوتر على احد،‏ فلا احد يجرح رفقاءه العمال بكلامه كما يحدث في معظم مواقع البناء».‏

      وبحلول نهاية سنة ١٩٩٢،‏ كانت سبع قاعات ملكوت قد بُنيت،‏ وكانت ١٦ جماعة تستعملها.‏ كان يجري التخطيط لبناء نحو ٣٠ قاعة اخرى.‏ وبحلول سنة ١٩٩٨،‏ كانت اكثر من ٧٠ في المئة من الجماعات في ما كان سابقا المانيا الشرقية تجتمع في قاعاتها الخاصة للملكوت.‏

      المحافل الاممية المثيرة

      عندما رُفعت القيود الحكومية في بلد بعد آخر في اوروپا الشرقية،‏ رتَّبت الهيئة الحاكمة لعقد محافل في تلك البلدان.‏ وقد كانت هذه مناسبات للبنيان الروحي،‏ مناسبات يُشجَّع فيها الاخوة على البقاء مركِّزين بشكل واضح على العمل الذي فوَّض اللّٰه الى خدامه ان يقوموا به.‏ (‏متى ٦:‏١٩-‏٢٤،‏ ٣١-‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٤‏)‏ وبما ان شهودا كثيرين في هذه البلدان لم يكونوا قادرين لسنوات على الاجتماع إلا في فرق صغيرة،‏ مكَّنتهم هذه المحافل من التعرُّف برفقائهم الشهود والتشجُّع بالدليل على بركة يهوه على احتمالهم الامين.‏ وقد دُعي ايضا مندوبون من بلدان اخرى ليتمتع الاخوة بشكل اكمل بمعشر الاخوة العالمي الذي هم جزء منه.‏ وبين هؤلاء المندوبين اتى كثيرون من المانيا.‏ وقد حضروا بأعداد كبيرة في المحافل الاممية التي عُقدت بين سنتي ١٩٨٩ و ١٩٩٣ في پولندا،‏ هنڠاريا،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ والاتحاد السوڤياتي السابق.‏

      في اليوم الذي سبق ابتداء المحفل الاممي «محبُّو الحرية الالهية» لسنة ١٩٩١ في پراڠ،‏ في ما هو الآن الجمهورية التشيكية،‏ اخبرت الصحيفة ليدوڤي نوڤيني (‏بالتشيكية)‏ عن العمل الرائع الذي قام به فريق من ٤٠ شاهدا في تركيب «اجهزة الصوت التي اعارهم اياها ‹اخوتهم من المانيا›».‏ ولم يعِر الاخوة الالمان اجهزة الصوت فحسب،‏ بل كانوا ايضا جزءا من الفريق الذي ركَّبها.‏ لقد كانوا سعداء لأنهم استطاعوا بهذه الطريقة ان يمنحوا اخوتهم التشيكيين فوائد الخبرة التي اكتسبوها من عقود في تنظيم المحافل.‏ وفيما كان عدد المندوبين الالمان في المحافل الاممية يقتصر بمعظمه على مئات عديدة،‏ دُعي ٠٠٠‏,٣٠ مندوب الى هذا المحفل في پراڠ.‏ وكم كان محفلا رائعا!‏

      كتب ديتِر كابوس،‏ الذي خدم كناظر كورة في تشيكوسلوڤاكيا سنة ١٩٥٥ والذي حضر هذا المحفل كمندوب من المانيا:‏ «عندما صدرت ترجمة العالم الجديد [التي تُطبع الآن على مطابع الجمعية]،‏ وقف الجميع،‏ ودوَّى في المدرَّج تصفيق عفوي بدا انه سيدوم ابدا.‏ عانقنا جميعا واحدنا الآخر؛‏ وذرف الآلاف دون خجل دموع الفرح.‏ وتذكرنا الوقت الذي كنا فيه في معسكر السجناء عندما كنا نحن الـ‍ ١٦ أخا نملك كتابا مقدسا واحدا فقط.‏ وبقي كثيرون ساعة او اكثر بعدما انتهى البرنامج يرنمون ويتمتعون بالمعاشرة الرائعة».‏

      في السنة التالية،‏ ١٩٩٢،‏ كان المندوبون الالمان حاضرين ايضا في المحفل الاممي الذي عقد في سانت پيترسبرڠ،‏ روسيا.‏ وقد يتذكر بعض المندوبين ان الوضع لم يكن خاليا من المشاكل،‏ على الاقل في ما يتعلق بإيواء المندوبين الالمان.‏ لكنَّ ذلك تبين انه شهادة ايضا.‏ فعندما اضطر فريق من المندوبين الى الانتقال من فندق الى آخر في مهلة قصيرة،‏ تأثرت جدا مترجمة الفريق الروسية البالغة من العمر ٥٠ سنة بسلوك الشهود حتى انها قالت:‏ «انتم لستم اشخاصا عاديين؛‏ فأنتم لا تصرخون وتغضبون!‏».‏ ولكن ما كان يهم هؤلاء المندوبين اكثر هو الروح التي اظهرها اخوتهم وأخواتهم الروس.‏ فبعد المحفل،‏ كتب احد المندوبين الالمان:‏ «تعجز الكلمات عن وصف مدى تقدير الاخوة للبرنامج.‏ فدون كتب مقدسة وكتب ترانيم [وهي متوفرة بكمية محدودة في ذلك الوقت في روسيا]،‏ أصغَوا بترقب وانتباه الى ما كان يهوه يقوله لهم».‏

      في السنة التالية،‏ حضر اكثر من ٢٠٠‏,١ شاهد الماني المحافل الاممية في موسكو،‏ روسيا،‏ وفي كييڤ،‏ اوكرانيا.‏ ويا للقصص المثيرة التي حملوها معهم لدى عودتهم الى ديارهم!‏ وبين هؤلاء المندوبين كان تيطس تُويْبنر،‏ ناظر جائل منذ سنة ١٩٥٠،‏ الذي قال:‏ «كنت قد وعدت زوجتي انه اذا رُفع الحظر عن العمل يوما ما في الشرق،‏ فسأكون بين الذين سيحضرون اول محفل في موسكو».‏ وبعد القيام بذلك فعليا في سنة ١٩٩٣،‏ قال:‏ «انها لعجيبة ان اتمكَّن من توزيع مجلات عن الحكومة الالهية في الساحة الحمراء»!‏ وكتب مندوب آخر:‏ «حضرنا هذا المحفل لنشجِّع اخوتنا الروس،‏ وقد فعلنا ذلك دون شك.‏ ولكنَّ العكس صحيح ايضا.‏ لقد شجَّعَنا اخوتنا الروس بطريقة رائعة بمثالهم في اظهار المحبة،‏ الشكر،‏ الامانة،‏ والتقدير».‏

      لم يسَع اعضاء عائلة بيت ايل في زلترس إلا ان يكونوا شاكرين على امتياز خدمة اخوة وأخوات امناء كهؤلاء.‏ وقد عَمُق تقديرهم لهذا الامتياز اكثر عندما سمعوا تقارير سائقي شاحنات بيت ايل العائدين من تسليم مؤن الاغاثة والمطبوعات في بلدان اخرى والذين أخبروا عن حرارة ترحيب الاخوة بهم،‏ وعن فرحهم بالمشاركة في تفريغ الشاحنات حتى في وقت متأخر من الليل،‏ والصلوات الموحَّدة التي قدَّموها قبل ان يودِّعوا الذين اجروا عمليات التسليم.‏

      المزيد من البناء —‏ لسد الحاجات الملحَّة

      رُفع الحظر في بلد بعد آخر في اوروپا الشرقية.‏ وعقدت محافل كبيرة.‏ وجرى الاسراع في عمل الكرازة بالبشارة.‏ فصار الطلب على مطبوعات الكتاب المقدس لسد حاجات ذلك الجزء من الحقل يزداد بسرعة.‏ فكيف يمكن سدّ هذه الحاجات؟‏ دُعي فرع المانيا الى القيام بدور اضافي.‏

      قبلا،‏ في سنة ١٩٨٨،‏ وقبل ان ينهار جدار برلين،‏ سمحت الهيئة الحاكمة بتوسيع بمقدار ٥٠ في المئة لتسهيلات الفرع في المانيا.‏ في البداية،‏ صعُب على لجنة الفرع ان تفهم لماذا هذا التوسيع ضروري.‏ فقد دُشِّن قبل اربع سنوات فقط مجمَّع كبير وجديد تماما.‏ رغم ذلك قدَّم الاخوة طلبا خطيا الى رسميي الحكومة المحليين.‏ يتذكر الاخ روتكي:‏ «عندما قدَّمنا خرائطنا،‏ همس إليَّ مدير مصلحة البناء في زلترس:‏ ‹انصحكم بالتوسيع قدر المستطاع لأن السلطات لن تمنحكم ابدا رخصة للتوسيع ثانية›.‏ وهذا ما جعلنا نفكر في الامر».‏ والجدير بالملاحظة انه خلال عدة اشهر حصلنا على الرخصة من جميع المكاتب الحكومية المختلفة،‏ وازداد التوسيع المقترح في الاساس ان يكون ٥٠ في المئة الى ١٢٠ في المئة!‏

      بدأ البناء الفعلي في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩١.‏ وكما يظهر،‏ لم يكن كل الاخوة والاخوات مقتنعين بالحاجة،‏ كما دلَّ على ذلك التجاوب البطيء مع الاعلانات عن الحاجة الى عمال متمرِّسين للمشاركة في هذا المشروع،‏ وأيضا الدعم المادي المحدود.‏ فماذا يمكن فعله؟‏

      من الواضح انه لزم ان يعرف الاخوة المزيد عن الموضوع،‏ لذلك عُقدت اجتماعات خصوصية مع شيوخ مختارين في جميع قاعات المحافل في المانيا في ٣ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩١.‏ وشُرح انه في العقد السابق،‏ ازداد انتاج الكتب في فرع المانيا ثلاثة اضعاف تقريبا.‏ ورُفع الحظر في پولندا،‏ هنڠاريا،‏ المانيا الشرقية،‏ رومانيا،‏ بلغاريا،‏ اوكرانيا،‏ والاتحاد السوڤياتي.‏ فكانت تُمدّ بلدان خارج الحدود الالمانية بالمطبوعات.‏ وكان الناشرون في هذه البلدان يتوسلون للحصول على مطبوعات.‏ فطُلب من فرع زلترس القيام بدور رئيسي في تزويدها.‏ عندما رأى الاخوة بوضوح هذه الحاجة،‏ صار دعمهم سخيا جدا.‏

      في الواقع،‏ ان النقص في التجاوب الذي حصل في البداية تبيَّن انه بركة.‏ وكيف ذلك؟‏ بدلا من الاعتماد فقط على متطوعين من المانيا،‏ قرر الفرع استخدام التدبير الذي صنعته الهيئة الحاكمة سنة ١٩٨٥.‏ ففي ذلك الوقت ابتُدئ ببرنامج المتطوعين الامميين للبناء.‏ وقبل انهاء العمل في فرع المانيا،‏ كان قد عمل ٣٣١ متطوعا من ١٩ بلدا مختلفا مع عائلة بيت ايل.‏

      وقد ساعد ايضا في العمل شهود كثيرون من المانيا؛‏ ومعظمهم قاموا بذلك خلال عطلهم.‏ وشملوا حوالي ٠٠٠‏,٢ ناشر من المانيا الشرقية سابقا،‏ الذين على الارجح لم يحلم معظمهم خلال الحظر بإمكانية العمل يوما ما في بيت ايل.‏

      نهاية اسبوع مخصصة للتدشين

      سواء بالدعم المادي او الجسدي او بالصلوات،‏ ساهم جميع شهود يهوه في المانيا في مشروع البناء هذا.‏ فقد كان زلترس بيتَ ايل الخاص بهم،‏ مجمَّع بناء موسَّع جدا ارادوا هم الآن ان يخصصوه ليهوه.‏ وهكذا،‏ قبل ان يشرف عمل البناء على النهاية بوقت طويل،‏ صُنعت الترتيبات لكامل معشر الاخوة في المانيا بالاضافة الى ضيوف كثيرين من الخارج ليجتمعوا معا من اجل الاحتفال.‏

      بدأ البرنامج صباح يوم السبت في ١٤ ايار (‏مايو)‏ ١٩٩٤،‏ مع التشديد على انه قد انفتح «باب كبير يؤدي الى النشاط» في اوروپا الشرقية.‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏٩‏)‏ لقد كان مقوِّيا للايمان سماع الاخوة من هذه البلدان يخبرون شخصيا عن الزيادات الرائعة التي يتمتعون بها وتوقعات النمو الاضافي.‏ واستمر حماس ذلك اليوم الذي تمتع به ٦٥٨‏,٣ شخصا في زلترس الى يوم الاحد.‏ ودُعي جميع شهود يهوه في المانيا الى الاجتماع في ستة مدرَّجات استؤجرت لهذه المناسبة —‏ في بريمن،‏ كولون،‏ ڠَلْزنكِرْخِن،‏ لَيْپتزيڠ،‏ نورمبورڠ،‏ وشتوتڠارت.‏

      فيما صمت عشرات الآلاف بترقب،‏ بدأ البرنامج في وقت واحد في المواقع الستة جميعها.‏ وبعد مراجعة مختصرة لبرنامج التدشين ليوم السبت في زلترس،‏ كانت هنالك تقارير اضافية مبهجة للقلب من المندوبين الاجانب.‏ والبارز كان المحاضرات التي أُلقيت في ڠَلْزنكِرْخِن،‏ لَيْپتزيڠ،‏ وشتوتڠارت،‏ وكل منها ألقاها عضو من الهيئة الحاكمة كان حاضرا.‏ ولإفادة المستمعين في المواقع الثلاثة الاخرى،‏ نُقلت هذه المحاضرات بواسطة خطوط اتصالات هاتفية.‏ وجرى تشجيع جميع الـ‍ ٩٠٢‏,١٧٧ الحاضرين على البقاء اقوياء في الايمان ومقاومة اية محاولة لجعلهم متباطئين.‏ فالآن هو الوقت للعمل!‏ لقد فتح يهوه فجأة الباب للتوسع في اوروپا الشرقية،‏ ولا يجب ان يسمحوا لأيّ شيء بأن يمنع انجاز هذا العمل.‏ وقبل ان يحنوا رؤوسهم ليشكروا يهوه،‏ اشتركوا في ترنيم:‏ «اَلْإِخْوَةُ بِٱلْأُلُوفِ/‏ حَوْلِي قَدِ ٱلْتَفُّوا/‏ كَيْ يَشْهَدُوا بِٱلْحَقِّ/‏ عَنْ يَهْوَهَ ٱصْطَفُّوا».‏ ونادرا ما كان هنالك اظهار اعظم للوحدة والتصميم المميِّزَين لشعب يهوه.‏

      ورغم قرب انتهاء عطلة نهاية الاسبوع الرائعة هذه المخصصة للتدشين،‏ استمر التوسع.‏ وباكرا في صباح اليوم التالي،‏ كان عمَّال البناء مشغولين بالعمل مرة اخرى.‏ فالترتيب الجديد لبناء مخزن،‏ الذي صنعته مؤخرا الجمعية لتجنُّب تضاعف العمل والنفقات غير الضروريَّين،‏ استلزم مكانا اضافيا للشحن في زلترس.‏

      في سنة ١٩٧٥،‏ انتج فرع المانيا ٠٩٥‏,٨٣٨‏,٥ كتابا و ١٢٠‏,٢٨٩‏,٢٥ مجلة.‏ وبعد عقدين،‏ خلال سنة الخدمة ١٩٩٨،‏ ازداد الانتاج الى ٩٩٨‏,٣٣٠‏,١٢ كتابا،‏ ٦٣٠‏,٦٦٨‏,١٩٩ مجلة،‏ و ١٨٤‏,٦٥٦‏,٢ كاسيتا سمعيا.‏ لقد كان مرد هذا النمو الهائل في الاساس الى الطلب من بلدان اوروپا الشرقية.‏

      فيما رُفع الحظر في بلد بعد آخر،‏ ابتدأ زلترس بشحن المطبوعات الى بلدان اضافية في اوروپا الشرقية.‏ وفي الواقع،‏ أُرسل ٦٨ في المئة من انتاج المطبوعات في زلترس بين ايار (‏مايو)‏ ١٩٨٩ وآب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٨،‏ اي ٧٩٣‏,٥٨ طنا،‏ الى ٢١ بلدا في اوروپا الشرقية وآسيا.‏ وهذا يساوي صفا من ٥٢٩‏,٢ شاحنة،‏ كل واحدة منها محملة بـ‍ ٢٣ طنا من المطبوعات.‏

      البناء،‏ ولكن الكرازة ايضا

      منذ سنة ١٩٧٥،‏ قطع شهود يهوه شوطا كبيرا في ما يختص بعمل البناء.‏ وكنوح،‏ الذي كان ‹كارزا بالبرِّ› بالاضافة الى كونه بانيا،‏ يسعى الشهود الى الموازنة بين مسؤولياتهم.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ فهم يدركون ان عمل البناء هو عامل مهم في العبادة الحقة اليوم.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يبقون اعينهم مركَّزة بوضوح على اهمية وإلحاح عمل الكرازة بالبشارة.‏

      وفي الواقع،‏ تلاحظ دائرة الخدمة ان النشاط الاضافي المتعلق بعمل البناء في زلترس أدى فعليا الى زيادة الوقت المصروف في خدمة الحقل.‏ وطبعا،‏ كان تشييد مبان ثيوقراطية شهادة بحد ذاته.‏ فقاعات الملكوت بالاضافة الى قاعات المحافل التي بُنيت بسرعة كانت سببا مستمرا لدهشة المراقبين.‏ وهكذا فإن عمل البناء الذي يقوم به شهود يهوه بحماسة وتفانٍ يساعد على توجيه الانتباه الى البشارة التي يكرزون بها.‏ والاشخاص المستقيمون فضوليون بشأن معرفة القوة الدافعة لشهود يهوه،‏ التي لا تُرى في ايّ فريق ديني آخر.‏

      ماذا حصل لماڠدَبورڠ؟‏

      ان احدى قاعات الملكوت التي دُشِّنت في هذه الفترة كانت في ماڠدَبورڠ.‏ وقديما في سنة ١٩٢٣،‏ نقلت الجمعية مكتبها في المانيا من بارمن الى ماڠدَبورڠ.‏ وبين سنتي ١٩٢٧ و ١٩٢٨،‏ بُنيت هناك قاعة محافل رائعة تتسع لـ‍ ٨٠٠ شخص،‏ دعاها الاخوة «قاعة القيثارة» تقديرا لكتاب جمعية برج المراقبة قيثارة اللّٰه (‏بالانكليزية)‏.‏ وقد زيِّن حائطها الخلفي بنقش ناتئ للملك داود يعزف على قيثارة.‏

      في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٣٣،‏ صادر النازيون ممتلكات الجمعية في ماڠدَبورڠ،‏ أقفلوا المصنع،‏ ورفعوا الصليب المعقوف فوق المباني.‏ بعد الحرب العالمية الثانية،‏ أُعيدت الممتلكات الى الشهود،‏ ولكن ليس لوقت طويل.‏ ففي آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥٠،‏ جرَّد الرسميون الشيوعيون الشهود من ملكيتهم.‏

      سنة ١٩٩٣،‏ بعد اعادة توحيد الالمانيتين،‏ أُعيد قسم مهم من الممتلكات الى الجمعية،‏ وجرى التعويض عن جزء كبير مما تبقَّى.‏ وبين الاشياء التي أُعيدت كانت «قاعة القيثارة» السابقة.‏ بعد عدة اشهر من تجديد الممتلكات،‏ صار لدى ماڠدَبورڠ قاعة ملكوت مناسبة وضرورية.‏

      ‏«انها المرة الثالثة التي تُدشَّن فيها هذه المباني —‏ اولا في عشرينات الـ‍ ٩٠٠‏,١،‏ ثم في سنة ١٩٤٨،‏ والآن ايضا في سنة ١٩٩٥»،‏ هذا ما اوضحه پيتر كونشاك اثناء الاحتفال بالتدشين.‏ وألقى ڤيلي پول،‏ ممثِّلا لجنة الفرع في المانيا،‏ خطاب التدشين.‏ وقد خدم هذا الاخ في بيت ايل في ماڠدَبورڠ عندما كان شابا.‏ وفي الواقع،‏ في سنة ١٩٤٧،‏ عندما زار هايدن كوڤنڠتن من المركز الرئيسي العالمي وتكلم مع الاخوة في هذه القاعة عينها،‏ كان الاخ پول مترجما له.‏ فأفضى هذا بما في داخله الى الـ‍ ٤٥٠ ضيفا مدعوا قائلا:‏ «يمكنكم ان تتخيلوا كيف اشعر وأنا ألقي هذا الخطاب».‏

      ان جماعات ماڠدَبورڠ العديدة التي تجتمع اليوم بانتظام في «قاعة القيثارة» السابقة تلمس حقيقة كلمات يهوه لخدامه كما دوَّنها اشعياء منذ ٧٠٠‏,٢ سنة:‏ «كل آلة صُوِّرت ضدكِ لا تنجح».‏ او كما ذكَّر الملك حزقيا رجاله مرة:‏ «معنا الرب الهنا ليساعدنا ويحارب حروبنا».‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏١٧؛‏ ٢ أخبار الايام ٣٢:‏٨‏.‏

      مكتب ترجمة

      ان احد الاوجه المهمة للعمل الذي يجري في فرع المانيا يشمل الترجمة.‏ فقد نُقل قسم الترجمة الالماني من برن،‏ سويسرا،‏ الى ڤيسبادن سنة ١٩٥٦.‏ وكان مؤلفا في ذلك الوقت من اربعة اشخاص فقط.‏ خدمت أليس برنر وإيريكا سوربر،‏ اللتان كانتا في ذلك الفريق،‏ بأمانة حتى مماتهما.‏ ولا تزال آني سوربر،‏ واحدة من الاشخاص الاربعة الاوائل،‏ تخدم في هذا القسم.‏ وقد نما على مرِّ السنين،‏ بحيث صار الشهود الالمان الآن يتسلَّمون غالبا ليس فقط برج المراقبة واستيقظ!‏ بل ايضا الكتب المجلدة بلغتهم في الوقت نفسه الذي تصدر فيه بالانكليزية.‏

      قديما في ستينات الـ‍ ٩٠٠‏,١،‏ كان يجري ايضا مقدار معين من عمل الترجمة بالروسية والپولندية في المانيا،‏ بالاضافة الى الترجمة بالالمانية.‏ وقد اهتمت بذلك دائرة خدمة الحقل الاجنبي،‏ التي اعتنت بالعمل في مختلف البلدان التي تحت الحظر،‏ من بينها الاتحاد السوڤياتي،‏ المانيا الشرقية،‏ وپولندا.‏

      عندما اصبح ممكنا،‏ دُعي بعض المترجمين ذوي الخبرة من پولندا وعدد من المترجمين المحتملين من الاتحاد السوڤياتي الى زلترس.‏ وهناك،‏ كانت لديهم الاجهزة الضرورية بالاضافة الى المحيط المريح لينالوا تدريبا اضافيا بغية القيام بعملهم.‏ وكان باستطاعتهم ايضا الاستفادة من خبرة المترجمين الالمان،‏ الذين قدَّموا اقتراحات مساعِدة حول كيفية معالجة المشاكل الشائعة التي يواجهها جميع المترجمين،‏ بغض النظر عن اللغة.‏ وسرعان ما أحب اعضاء عائلة بيت ايل في زلترس هؤلاء الاخوة.‏

      طبعا،‏ كان التدريب وقتيا.‏ ففي النهاية،‏ كان على هؤلاء المترجمين العودة الى بلدهم الام.‏ لذلك،‏ بعد ان دُشِّن مجمَّع بيت ايل الجديد قرب وارسو،‏ في پولندا،‏ سنة ١٩٩٢،‏ وبعد ان اكمل المترجمون الپولنديون في المانيا مشروعا مهما،‏ انضموا الى باقي فريق الترجمة في پولندا.‏

      ولكن،‏ قبل ان يغادروا بدأ المزيد من المترجمين المحتملين —‏ روس وأوكرانيون —‏ بالمجيء للتدريب.‏ وقد اتى اول خمسة في ٢٧ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩١،‏ وأتى آخرون لاحقا.‏ وككل،‏ اتى اكثر من ٣٠ مترجما.‏

      في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٤،‏ غادر المترجمون الروس ليقيموا في بيت ايل الذي كان آنذاك قيد الانشاء في سولْنتشْنويي،‏ قرب سانت پيترسبرڠ.‏ أما المترجمون الاوكرانيون،‏ فهم في وقت هذه الكتابة يتوقعون الانتقال قريبا الى بيت ايل جديد مخطط لأوكرانيا.‏ ومن وقت الى آخر،‏ كانت فرق ترجمة اخرى تعمل ايضا في زلترس وقد استفادت من المساعدة التي حصلت عليها.‏ خدم كل ذلك كمذكِّر دائم بأن قصد يهوه هو جمعُ شعب «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة» ليشكلوا «ارضا جديدة»،‏ اساسا لمجتمع بشري يقف نفسه لخدمة الاله الحقيقي الوحيد،‏ يهوه.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      مكان لعقد حلقات دراسية اممية

      جذب الموقع المناسب لفرع المانيا العديد من الزوار.‏ وتدَّعي فرانكفورت امتلاك اكبر بوابة يمر عبرها المسافرون في اوروپا القارية وهي مطار راين-‏مَيْن.‏ وبما ان زلترس تبعد اقل من ٦٠ كيلومترا (‏٤٠ ميلا)‏ عن مطار فرانكفورت،‏ يجد العديد من الشهود انه من المنعش القيام بزيارة قصيرة للتجول في التسهيلات والتمتع لوقت قصير بضيافة عائلة الفرع بالرغم من توجههم الى مكان آخر.‏

      وقد تبين ايضا ان موقع زلترس جيد لعقد حلقات دراسية اممية واجتماعات يلتقي فيها ممثلون من مختلف الفروع للتشاور.‏ وهكذا،‏ في سنة ١٩٩٢،‏ رتبت لجنة النشر للهيئة الحاكمة ان يجتمع ممثلون من ١٦ فرعا اوروپيا بإخوة من بروكلين مدة اربعة ايام.‏ وكان هدفهم تنسيق عملهم للتأكد من انه سيكون هنالك مخزون وافر من الطعام الروحي لكل فروع اوروپا،‏ بما فيها الفروع في البلدان الضعيفة اقتصاديا.‏

      حتى قبل ذلك،‏ كان شهود يهوه في المانيا يقدّمون مطبوعات الكتاب المقدس مجانا لجميع الناس المهتمين بقراءتها.‏ وهذا يدحض بالتأكيد تهمة المقاومين بأن جمعية برج المراقبة تبيع المطبوعات بهدف كسب المال.‏

      بعد الحلقات الدراسية في زلترس،‏ توسّع هذا الترتيب ليشمل كامل اوروپا.‏ وقد تبيَّن ان له فائدة خصوصية في اوروپا الشرقية،‏ حيث يُظهر عدد كبير من الناس جوعا للامور الروحية ولكنهم غالبا ما يرزحون تحت ضغوط اقتصادية.‏ ولكن كيف تُغطَّى نفقات عمل الملكوت العالمي؟‏ بالتبرعات الطوعية التي يقدمها شهود يهوه وذوو التقدير الآخرون.‏ ولماذا يقدمون هذه التبرعات؟‏ يقوم البعض بذلك لأنهم يدركون قيمة اعطاء كل شخص ممكن الفرصة للتعلم كيف يمكن ان يحسِّن تطبيق مبادئ الكتاب المقدس حياته الآن.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏)‏ وما يدفع الآخرين ايضا هو الرغبة في المساهمة بهذه الطريقة في ايصال بشارة ملكوت اللّٰه الى الناس في جميع البلدان قبل ان ينهي اللّٰه نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      عُقدت حلقة دراسية ثانية لاحقا في سنة ١٩٩٢ تمحورت حول اقتراح ان يشحن فرع المانيا المطبوعات مباشرة الى الجماعات في البلدان الاوروپية بدلا من ارسالها الى مكاتب الفروع لإعادة شحنها،‏ كما كان يجري حتى ذلك الوقت.‏ وفي حلقة دراسية ثالثة عُقدت في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٣،‏ اتُّخذت تدابير لضم ست دول من اوروپا الوسطى الى هذا الترتيب.‏ وفي شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٤،‏ عُقدت في ڤيينا،‏ النمسا،‏ حلقة دراسية من اجل دول اوروپا الشرقية،‏ وصُنعت تدابير لإفادة الجماعات في ١٩ بلدا اضافيا.‏

      ان فوائد هذا الترتيب واضحة.‏ فالنفقات تنخفض لأنه ليست هنالك حاجة الى خزن المطبوعات في كل فرع؛‏ وهكذا لا تعود هنالك حاجة الى استخدام اقسام شحن افرادية كبيرة في كل بلد.‏ وفي بعض البلدان،‏ يلغي هذا الترتيب الحاجة الى توسيع تسهيلات بيوت ايل الموجودة.‏ وحين تُبنى بيوت ايل جديدة،‏ لا يكون ضروريا بناؤها كبيرة جدا،‏ لأن فرع المانيا يعتني بخزن،‏ حزم،‏ وشحن المطبوعات.‏

      في حين ان فرع المانيا زوَّد سنة ١٩٨٩ حوالي ٠٠٠‏,٢ مادَّة بـ‍ ٥٩ لغة،‏ زوَّد سنة ١٩٩٨،‏ ٩٠٠‏,٨ مادَّة بـ‍ ٢٢٦ لغة.‏ وابتداء من نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٨،‏ يزوِّد الفرع في زلترس،‏ المانيا،‏ ١٤٤‏,٧٤٢ ناشرا في ٨٥٧‏,٨ جماعة في ٣٢ بلدا بحاجاتهم من المطبوعات.‏

      بغض المسيحيين الحقيقيين —‏ ليس شيئا من الماضي

      في الليلة الاخيرة التي سبقت موت يسوع،‏ اخبر رسله:‏ «لأنكم لستم جزءا من العالم،‏ بل انا اخترتكم من العالم،‏ لذلك يبغضكم العالم.‏ .‏ .‏ .‏ إن كانوا قد اضطهدوني،‏ فسيضطهدونكم ايضا».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لذلك كان متوقعا ان اضطهاد شهود يهوه في المانيا لن يتوقف كليا بعد سقوط رايخ هتلر الثالث.‏ وعلى نحو مماثل،‏ استمر اضطهاد شهود يهوه في البلدان حيث رُفع الحظر الذي فرضته انظمة الحكم الشيوعية،‏ بالرغم من حيازة الناس بشكل عام حرية شخصية اكبر.‏ لقد اتخذ ببساطة اشكالا اخرى.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏.‏

      واليوم،‏ اذ حلَّ المرتدون محل مضطهدي شعب يهوه السابقين،‏ شهروا سلاحهم لضرب رفقائهم المسيحيين السابقين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٨-‏٥١‏)‏ ففي اواخر ثمانينات وأوائل تسعينات الـ‍ ٩٠٠‏,١،‏ صار هؤلاء المرتدون يجاهرون بآ‌رائهم اكثر،‏ وازدادت اتهاماتهم الباطلة وأصبحت اكثر خبثا.‏ وقدم بعض منتجي برامج المقابلات التلفزيونية المرتدين بأنهم «خبراء» بشهود يهوه.‏ ولكنَّ بعض الاشخاص المستقيمين شكّوا في حكمة الاستناد الى اقاويل من اعضاء سابقين ساخطين ليحكموا على الشهود.‏ فبعد ان عُرض احد هذه البرامج على التلفزيون،‏ اتصل شاب بمكتب الجمعية في زلترس موضحا انه قبل بضع سنوات درس معه هذا الشاهد السابق الذي أُجريت المقابلة معه.‏ ولأسباب شخصية اوقف الدرس.‏ لكن لدى مشاهدته هذا البرنامج التلفزيوني والتعرُّف بمعلِّمه السابق،‏ اغتاظ جدا.‏ وسأل:‏ «كيف يمكنه ان يقول اشياء كهذه؟‏ فهو يعرف ان ما يقوله عن الشهود غير صحيح».‏ وكانت النتيجة ان استأنف هذا الشاب درسه للكتاب المقدس،‏ لكن هذه المرة مع شيخ في الجماعة المحلية.‏

      طبعا،‏ هنالك اناس كثيرون يقبلون دون ايّ شك ما يسمعونه على التلفزيون او ما يقرأونه في الصحف.‏ وبسبب تكرر هجمات وسائل الاعلام على شهود يهوه،‏ أعدَّت الجمعية كراسة مؤلفة من ٣٢ صفحة مخصصة لإبطال هذا الفيض من الدعاية المضلِّلة.‏ وهي بعنوان:‏ جيرانكم،‏ شهود يهوه —‏ مَن هم؟‏،‏ (‏بالالمانية)‏.‏

      تحتوي الكراسة على معلومات واقعية أُخذت من استطلاع جرى سنة ١٩٩٤ شارك فيه حوالي ٠٠٠‏,١٤٦ شاهد في المانيا.‏ دحضت نتائج هذا الاستطلاع بسهولة الكثير من الآراء الخاطئة التي كوَّنها الناس عن الشهود.‏ دين عجائز؟‏ اربعة من كل عشرة شهود في المانيا هم ذكور ومعدل عمر الشهود هو ٤٤ سنة.‏ دين يتألف من اشخاص غُسلت أدمغتهم منذ الطفولية؟‏ اثنان وخمسون في المئة من مجموع الشهود صاروا شهودا وهم راشدون.‏ دين يحطم العائلات؟‏ تسعة عشر في المئة من الشهود هم عزّاب،‏ ٦٨ في المئة متزوجون،‏ ٩ في المئة ارامل،‏ و ٤ في المئة فقط مطلَّقون،‏ وعدد كبير منهم هم مطلَّقون قبل صيرورتهم شهودا.‏ دين يمنع انجاب الاولاد؟‏ نحو اربعة اخماس الشهود المتزوجين هم والدون.‏ دين مؤلف من اشخاص ذوي مقدرة عقلية دون المستوى؟‏ يتكلم ثلث الشهود لغة اجنبية واحدة على الاقل،‏ و ٦٩ في المئة منهم يبقون بصورة منتظمة على اطلاع على الحوادث الجارية.‏ دين يمنع اعضاءه من التمتع بالحياة؟‏ على اساس اسبوعي،‏ يقضي كل شاهد ٢‏,١٤ ساعة في مختلف انواع التسلية.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يعطي الاولوية للمساعي الروحية،‏ اذ يقضي كمعدل ٥‏,١٧ ساعة كل اسبوع في النشاطات الدينية.‏

      ان القضية التي حظيت بانتباه خصوصي في الكراسة تناولت «اوليڤر الصغير».‏ فبعد ولادته بوقت قصير في سنة ١٩٩١،‏ اكتشف الاطباء ثقبا صغيرا في قلبه.‏ وفي الوقت المحدد،‏ قامت ام اوليڤر بالاستعدادات لإجراء عملية له؛‏ وانسجاما مع معتقداتها الدينية،‏ وجدت الاطباء المستعدين لإجرائها دون دم.‏ لكنَّ المقاومين حوَّروا القصة في محاولة لتشويه سمعة شهود يهوه.‏ حتى بعد اجراء العملية بنجاح دون نقل ايّ دم،‏ جعلت احدى الصحف من القضية عنوانها الرئيسي،‏ قائلة ان اوليڤر أُنقذ بإعطائه ‹الدم المنقذ للحياة›،‏ بالرغم من مقاومة ام «متعصبة».‏ وقد دُحض هذا الكذب الواضح في الكراسة.‏

      في البداية،‏ أُعدَّت هذه الكراسة فقط للذين كانوا يطرحون اسئلة عن التهم الباطلة التي حيكت ضد الشهود.‏ ولكن،‏ في سنة ١٩٩٦ أُعيد تصميم الغلاف،‏ وفي الصفحة الاخيرة من الكراسة،‏ عُرض درس بيتي مجاني في الكتاب المقدس،‏ وقد وزِّعت ٠٠٠‏,٨٠٠‏,١ نسخة منها في كل انحاء المانيا.‏

      تزويد وسائل الاعلام بمعلومات صحيحة

      في تلك السنة عينها،‏ اتُّخذت ايضا خطوة اضافية لمواجهة جهود المقاومين المستمرة في استعمال وسائل الاعلام لإعطاء صورة مشوّهة عن شهود يهوه.‏ وعيِّن ڤالتِر كوبي رئيس لجنة مسؤولة عن الخدمات الاعلامية.‏ يوضح قائلا:‏ «أجبرتنا الحملة الواسعة التي شنَّها المقاومون على اعطاء اجوبة مدروسة،‏ وذلك بجعل المعلومات متوفرة اكثر».‏ فعيِّن افراد ذوو مقدرة على القيام بعلاقات عامة فعّالة.‏ وعُقدت حلقات دراسية لتدريبهم.‏ وقسِّم البلد الى ٢٢ منطقة مناسبة،‏ وبحلول سنة ١٩٩٨ كان هنالك المئات من عمال الخدمات الاعلامية المدرَّبين الذين يعتنون بحاجات تلك المناطق.‏ فهم يهتمون اهتماما خصوصيا بالاتصال شخصيا بالمحررين والصحافيين.‏

      وفي ما يتعلق بالعمل في هذا القسم،‏ صُنعت الترتيبات ايضا لإجراء عروض عامة لكاسيت الڤيديو شهود يهوه يثبتون في وجه الاعتداء النازي‏،‏ (‏بالانكليزية)‏.‏ وفي ٦ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٦،‏ جرى العرض الاول في العالم لنسخة كاسيت الڤيديو الالمانية يثبتون في متحف معسكر اعتقال رَڤنْسْبروك التذكاري،‏ حيث سُجن العديد من شهود يهوه.‏ وحضر صحافيون ومؤرخون بارزون.‏

      بحلول ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨،‏ بلغ مجموع الحشود التي اجتمعت لحضور هذا الڤيديو اكثر من ٠٠٠‏,٢٦٩ شخص في ٣٣١ عرضا عاما.‏ ولم يشمل هؤلاء الحاضرون الشهود فقط بل ايضا ممثلين عن الصحافة،‏ رسميين حكوميين،‏ وأناسا من العامة.‏ وعلقت مئات الصحف جميعها بطريقة ايجابية على هذه العروض.‏ وكان ١٧٦ عرضا من هذه العروض الڤيديوية يشمل معرضا عن اضطهاد النازيين لشهود يهوه.‏

      وبأعداد اكبر ايضا،‏ يشارك ممثلون عن وسائل الاعلام مشاعر الصحافي الذي كتب في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٣ في مايسنر تسايتونڠ (‏بالالمانية)‏:‏ «الذين يظنون ان شهود يهوه يتبعون بطريقة عمياء وبسذاجة تعاليم غير واقعية للكتاب المقدس سيندهشون لدى اكتشافهم كيف يحددون بدقة هوية مثالهم،‏ يسوع المسيح،‏ وكيف يحوِّلون هذه المعرفة الى حياة ذات قصد».‏

      بعد نصف قرن،‏ لا يزالون ثابتين

      لقد مرَّ اكثر من نصف قرن على اطلاق سراح شهود يهوه في المانيا من معسكرات الاعتقال.‏ لكنَّ سجل استقامتهم لم يضمحل صائرا تاريخا منسيا.‏ فهو لا يزال يقدِّم شهادة قوية للعالم.‏ وبعض الذين كانوا في معسكرات الاعتقال بسبب عدم المسايرة على ايمانهم لا يزالون احياء في وقت هذه الكتابة،‏ ولا يزالون غيورين في خدمة يهوه الآن كما كانوا آنذاك.‏ ويشهد موقفهم الشجاع على ان يهوه قادر على حماية شعبه.‏ أصغوا الى ما يقوله بعض الناجين من معسكرات الاعتقال،‏ بالنيابة عن مئات مثلهم،‏ ولاحظوا اعمارهم (‏في اوائل سنة ١٩٩٨)‏،‏ كما هي ظاهرة بين هلالين:‏

      هاينريخ ديكمان (‏٩٥)‏:‏ «أُجبرت في زاكسنهاوزن على مشاهدة اخي اوڠست يُعدم امام المعسكر بكامله.‏ وكانت لدي الفرصة ليُطلق سراحي فورا بإنكار ايماني.‏ ولأنني رفضت المسايرة،‏ قال قائد المعسكر:‏ ‹فكِّر مرة اخرى وسترى كم ستعيش طويلا›.‏ ولكن بعد خمسة اشهر،‏ كان هو مَن لقي حتفه وليس انا.‏ لقد كان شعاري ولا يزال:‏ ‹ثق بيهوه بكل قلبك›».‏

      آن ديكمان (‏٨٩)‏:‏ «اعتبره [اختبار معسكر الاعتقال] تدريبا لمساعدتي على المحافظة على الاستقامة امام الخالق العظيم ومعطي الحياة،‏ يهوه.‏ لقد اغنت كل اختباراتي حياتي وقرَّبتني اكثر الى اللّٰه.‏ ان الايمان باللّٰه واظهار المحبة له كانا حافزا لي كل هذه السنين.‏ ولم يرغمني احد قط على ذلك».‏

      يوزِف رايڤالد (‏٨٦)‏:‏ «اتطلع برضا الى وقت الامتحان الصعب،‏ لأنني حافظت على ايماني وحيادي المسيحيين رغم الضغط والمعاناة.‏ انا مقتنع اني نجوت فقط بمساعدة الاله الكلي القدرة،‏ يهوه!‏ ان اقتناعي المسيحي الآن هو اقوى مما كان آنذاك،‏ وأمنيتي هي الاستمرار في الوقوف دون مسايرة الى جانب اللّٰه».‏

      إلفريدا لور (‏٨٧)‏:‏ «عندما اتذكر الامور التي اختبرتها خلال ثماني سنوات من السجن اثناء حكم هتلر،‏ يجب ان اقول انه لم يكن هنالك شيء غير متوقع.‏ لقد كان واضحا ان طريق الحق يعني،‏ من ناحية،‏ الصراع والاضطهاد،‏ ولكن من ناحية اخرى،‏ الفرح والانتصار.‏ ولا اعتبر ذلك الوقت ضائعا او دون فائدة».‏

      ماريا هومباخ (‏٩٧)‏:‏ «تملأني فرحا المعرفة انني نلت هذا الامتياز الفريد ان ابرهن عن محبتي وشكري ليهوه تحت اقسى الظروف.‏ لم يجبرني احد على ذلك!‏ على العكس،‏ فالذين حاولوا اجبارنا كانوا اعداءنا الذين حاولوا بالتهديدات ان يجعلونا نطيع هتلر اكثر من اللّٰه.‏ ولكن بلا جدوى!‏ وبضمير صالح،‏ كنت سعيدة حتى عندما كنت خلف جدران السجن».‏

      ڠيرتْرُوت پويتسنڠر (‏٨٦)‏:‏ «حُكم علي بثلاث سنين ونصف في سجن انفرادي.‏ وفيما كان الشرطي يعيدني الى زنزانتي بعد اصدار الحكم عليّ،‏ قال لي:‏ ‹شكرا لك.‏ لقد شجعتني ان أومن باللّٰه مرة اخرى.‏ ابقَي شجاعة كما انت،‏ ولن تواجهي مشكلة في قضاء هذه السنوات الثلاث والنصف›.‏ كم كان كلامه صحيحا!‏ ففيما كنت في السجن الانفرادي اختبرت بشكل خصوصي محبة يهوه والقوة التي يعطيها».‏

      نعم،‏ يبقى الناجون من معسكرات الاعتقال ثابتين.‏ والآن بعد اكثر من نصف قرن من اطلاق سراحهم،‏ لا يزال مسلك استقامة هؤلاء الشهود يخدم شهادة للعالم وتسبيحا ليهوه.‏ فيا له من تشجيع لخدام اللّٰه جميعا!‏

      لم تنته الكرازة بالبشارة بعد في المانيا.‏ فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية،‏ خُصصت اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٠٠ ساعة لإخبار الناس هنا عن ملكوت اللّٰه.‏ وفي الوقت نفسه،‏ اثَّرت خدمة شهود يهوه في المانيا في حياة الناس في بلدان اخرى.‏ فهم ينظرون الى انفسهم،‏ لا كفريق قومي منفصل،‏ بل كجزء من عائلة عالمية مؤلفة من عبَّاد ليهوه.‏

      جرت رؤية هذا الدليل اللافت للنظر على هذه الوحدة العالمية في سنة ١٩٩٨ عندما حضر ٤٧٢‏,٢١٧ شخصا محافل «طريق اللّٰه للحياة» الاممية الخمسة التي عُقدت في المانيا.‏ حضر المندوبون من بلدان كثيرة؛‏ وقدِّم البرنامج كله بـ‍ ١٣ لغة.‏ شدَّدت المحافل على الحاجة الى الامانة المستمرة والمثابرة على الكرازة بالبشارة.‏ وبمساعدة يهوه،‏ يصمم شهود يهوه في المانيا على الاستمرار بولاء في طريق اللّٰه للحياة.‏

  • المانيا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
    • ‏[الصورة في الصفحة ٦٩]‏

      محفل «الملكوت الظافر» الاممي،‏ نورمبورڠ،‏ ١٩٥٥

      ‏[الصور في الصفحة ٧٣]‏

      ساعد الشهود الالمان كثيرين من المهاجرين على الاستفادة من حق الكتاب المقدس

      ‏[الصورة في الصفحة ٨٨]‏

      مجمَّع بيت ايل في ڤيسبادن سنة ١٩٨٠

      ‏[الصورة في الصفحة ٩٠]‏

      لجنة الفرع (‏من اليسار الى اليمين)‏.‏ الصف الامامي:‏ ڠونتر كونْس،‏ ادمونت آنشتات،‏ رايمون تمْپلتن،‏ ڤيلي پول.‏ في الخلف:‏ أيْبرهارت فابيان،‏ ريتشارد كِلْسي،‏ ڤرنر روتكي،‏ پيتر ميتريڠه

      ‏[الصور في الصفحة ٩٥]‏

      بعض قاعات المحافل العشر التي تُستخدم في المانيا

      ١-‏ ڠلاوْخاوْ

      ٢-‏ رُويْتْلنڠن

      ٣-‏ ميونيخ

      ٤-‏ مكنهايم

      ٥-‏ برلين

      ‏[الصورة في الصفحة ٩٩]‏

      مارتن وڠيرتْرُوت پويتسنڠر

      ‏[الصور في الصفحتين ١٠٠ و ١٠١]‏

      تسهيلات الفرع في زلترس

      ‏[الصور في الصفحة ١٠٢]‏

      بعض الذين من المانيا في الخدمة الارسالية الاجنبية:‏ (‏١)‏ مانفرِت توناك،‏ (‏٢)‏ مرڠريتا كونيڠر،‏ (‏٣)‏ پاول أنڠلِر،‏ (‏٤)‏ كارل زوميش،‏ (‏٥)‏ ڠونتر بوشبِك

      ‏[الصور في الصفحة ١١٠]‏

      عندما رُفع الحظر في بلدان اوروپا الشرقية،‏ أُرسلت اليها شحنات كبيرة من المطبوعات

      ‏[الصور في الصفحة ١١٨]‏

      محفل برلين،‏ ١٩٩٠

      ‏[الصور في الصفحة ١٢٤]‏

      اول قاعة ملكوت بُنيت في المانيا الشرقية السابقة

      ‏[الصور في الصفحتين ١٣٢ و ١٣٣]‏

      برنامج التدشين —‏ في زلترس (‏كما هو ظاهر اعلاه)‏،‏ ثم في ستة مدرَّجات في كل انحاء المانيا

      ‏[الصورة في الصفحة ١٣٩]‏

      وسائل لمواجهة فيض من المعلومات الخاطئة

      ‏[الصور في الصفحتين ١٤٠ و ١٤١]‏

      على الرغم من سَجن هؤلاء المسيحيين الاولياء في معسكرات الاعتقال (‏حيث كانت تحدَّد هوية شهود يهوه بمثلَّث ارجواني)‏،‏ بقوا ثابتين في الايمان (‏يظهرون هنا في براندنبورڠ سنة ١٩٩٥)‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٤٧]‏

      في الصفحة المقابلة،‏ بحسب دوران عقارب الساعة:‏ هاينريخ ديكمان،‏ آن ديكمان،‏ ڠيرتْرُوت پويتسنڠر،‏ ماريا هومباخ،‏ يوزِف رايڤالد،‏ إلفريدا لور

  • المانيا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
    • ‏[الصورة في الصفحة ١٣٩]‏

      وسائل لمواجهة فيض من المعلومات الخاطئة

      ‏[الصور في الصفحتين ١٤٠ و ١٤١]‏

      على الرغم من سَجن هؤلاء المسيحيين الاولياء في معسكرات الاعتقال (‏حيث كانت تحدَّد هوية شهود يهوه بمثلَّث ارجواني)‏،‏ بقوا ثابتين في الايمان (‏يظهرون هنا في براندنبورڠ سنة ١٩٩٥)‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٤٧]‏

      في الصفحة المقابلة،‏ بحسب دوران عقارب الساعة:‏ هاينريخ ديكمان،‏ آن ديكمان،‏ ڠيرتْرُوت پويتسنڠر،‏ ماريا هومباخ،‏ يوزِف رايڤالد،‏ إلفريدا لور

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة