-
المانياالكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
-
-
احتفال نصر في برلين
بعد مضي ذلك العهد من القمع الشيوعي، شعر الاخوة بأنهم لا بد ان يحتفلوا. فكانوا يتوقون الى التعبير ليهوه، في اجتماع عام، عن شكرهم على الفرصة التي أُتيحت لهم الآن ليخدموه بمزيد من الحرية.
وحالما سقط جدار برلين في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٨٩، اعطت الهيئة الحاكمة ارشادات بشأن اعداد الخطط لعقد محفل اممي في برلين. فأقيمت بسرعة هيئة للاعتناء بشؤون المحفل. وكان مقرَّرا ان تجتمع هذه الهيئة مساء ١٤ آذار (مارس) ١٩٩٠ لمناقشة ترتيبات المحفل. ولا يزال هلموت مارتن يذكر حين طلب منه ديتريخ فورستر، ناظر المحفل المعيَّن، ان يعلن للاخوة المجتمعين انه في وقت ابكر من ذلك اليوم مُنح الاعتراف الرسمي لشهود يهوه في المانيا الشرقية. نعم، لقد رُفع الحظر رسميا!
بما ان الترتيبات لعقد المحفل كانت تجري في وقت متأخر نسبيا، لم يكن بالامكان الحصول على الملعب الاولمپي في احدى نهايات الاسابيع. ولذلك حُدِّد موعد عقد المحفل من الثلاثاء الى الجمعة، من ٢٤ الى ٢٧ تموز (يوليو). وعندما حان الوقت لتسلُّم الملعب، لم يكن لدى الاخوة سوى يوم واحد ليهيِّئوا التسهيلات للمحفل، ومجرد ساعات قليلة ليزيلوا كل التجهيزات بعد المحفل.
ولذلك، يوم الاثنين في ٢٣ تموز (يوليو)، كان مئات المتطوعين حاضرين في الملعب قبل الساعة الخامسة صباحا. ويتذكر ڠريڠور رايخارت، وهو عضو في عائلة بيت ايل في زلترس، ان «الاخوة الذين اتوا من المانيا الشرقية انكبوا على العمل بحماسة، وكأنهم قد اعتادوا القيام بعمل كهذا لسنوات». وذكر لاحقا احد الرسميين في الملعب انه مسرور لأن «الملعب نُظِّف لأول مرة تنظيفا شاملا».
سافر نحو ٥٠٠,٩ الماني شرقي الى المحفل على متن ١٣ قطارا مستأجرا. وأتى آخرون على متن ٢٠٠ باص مستأجر. ويخبر احد الشيوخ انه حين كان يصنع الترتيبات لاستئجار احد القطارات، قال لموظف في السكك الحديدية انه يجري التخطيط لاستئجار ثلاثة قطارات من منطقة درسدِن وحدها. فجحظت عينا الموظف وسأله: «هل هنالك حقا هذا العدد الكبير من شهود يهوه في المانيا الشرقية؟!».
بالنسبة الى مَن سافروا على متن القطارات المستأجرة، بدأ المحفل قبل بلوغهم برلين. يتذكر هارالت پيسلر، شيخ من ليمباخ-اوبرفرونا: «التقينا في محطة القطارات في كمنتز لنستقل القطار المخصص لنا. وكانت الرحلة الى برلين لا تُنسى. فبعد سنوات الحظر الطويلة، التي تابعنا خلالها عملنا سرا في فرق صغيرة، تمكَّنا فجأة من رؤية عدد كبير جدا من الاخوة في وقت واحد. وخلال كامل الرحلة، كنا نعاشر واحدنا الآخر في مختلف عربات القطار، ونتكلم مع الاخوة الذين لم نرَهم لسنوات، لا بل لعقود. لا يمكن للكلمات ان تعبِّر عن فرحة اللقاء! فكل واحد منا كان قد كبر في السن لكننا كلنا قد احتملنا بأمانة. جرى استقبالنا في المحطة في برلين-ليختنبرڠ، وأرشدتنا مكبِّرات الصوت الى مختلف نقاط التجمع حيث كان اخوتنا في برلين ينتظروننا ومعهم لافتات كبيرة. فيا له من اختبار جديد كليا — لم نعد متخفين بعد الآن! فقد لمسنا لمس اليد ما كنا نقرأ او نسمع عنه فقط في الماضي: اننا حقا معشر اخوة عالمي كبير!».
وبالنسبة الى شهود كثيرين، كان هذا اول محفل لهم على الاطلاق. يتذكر ڤِلفريت شروتر: «لقد غمرنا الفرح حين تسلمنا الدعوة الى الحضور». ويمكننا ان نفهم شعوره. فقد انتذر سنة ١٩٧٢، حين كان العمل لا يزال محظورا. ويتابع: «قبل موعد المحفل بأسابيع كنا ننتظر بشوق غامر. فأنا لم أرَ مثل ذلك قبلا، ولا رآه اخوة عديدون آخرون. فلم نكن نصدِّق اننا سنرى معشر اخوة عالميا مجتمعين معا في ملعب كبير».
فلَكَم تمنى الاخوة الذين كانوا يعيشون في برلين الشرقية ان يذهبوا مسافة الكيلومترات القليلة لينضموا الى اخوتهم المجتمعين في المحافل في الجهة الاخرى من المدينة! وها قد اتى الوقت الذي يمكنهم فيه القيام بذلك.
كان عدد الحضور نحو ٠٠٠,٤٥ اتوا من ٦٤ بلدا. وبينهم كان سبعة اعضاء من الهيئة الحاكمة. فقد اتوا ليفرحوا مع اخوتهم المسيحيين الآتين من المانيا الشرقية في تلك المناسبة التاريخية. ففي هذا الملعب نفسه كان ان الرايخ الثالث سعى الى استعمال الالعاب الاولمپية لسنة ١٩٣٦ ليذهل العالم بإنجازاته. لكنَّ التصفيق الحاد الذي تردَّد صداه في هذه المرة في كل ارجاء الملعب عينه، لم يكن احتفاءً بالرياضيين وتعبيرا عن الفخر الوطني. فالجماهير المحتشدة في الملعب كانوا اعضاء في عائلة شعب يهوه الاممية الفرحة حقا، وتصفيقهم كان تعبيرا عن الشكر ليهوه والتقدير لحقائق كلمته الثمينة. وفي تلك المناسبة قدم ٠١٨,١ شخصا انفسهم لمعمودية الماء، ومعظمهم كانوا قد تعلَّموا الحق تحت الحظر في المانيا الشرقية.
ان الفريق الذي ربما تمكن اعضاؤه من فهم مشاعر الاخوة الالمان الشرقيين على نحو افضل كان الفريق المؤلف من نحو ٥٠٠,٤ مندوب حماسي من پولندا، المجاورة لألمانيا الشرقية. فقد عانوا هم ايضا الحظر لسنوات عديدة وحضروا مؤخرا اول محفل كبير لهم منذ سنوات طويلة. كتب احد الشهود الپولنديين لاحقا: «يقدِّر الاخوة الذين اتوا من پولندا كثيرا روح التضحية بالذات التي اعرب عنها جيرانهم في الغرب، الذين زوَّدوهم مجانا بأماكن الاقامة، الطعام، والنقليات الى ومن مكان المحفل؛ ودون ذلك لما استطاع كثيرون منا المجيء».
وحتى الاخوة من المانيا الغربية الذين كانوا معتادين المحافل في الحرية تأثروا جدا. علَّق كلاوس فايڠه، من عائلة بيت ايل في زلترس قائلا: «لقد ابتهج قلبنا برؤية عدد من اخوتنا الاكبر سنا الامناء — وبعضهم لم يُضطهد فقط خلال السنوات الـ ٤٠ من الحكم الشيوعي، بل ايضا خلال عهد الرايخ الثالث — يجلسون في القسم المخصص لهم، حيث جلس في السابق ادولف هتلر وغيره من الاعيان النازيين». فقد خُصِّص بمحبة هذا الجزء المميَّز من الملعب للمسنين والمقعدين. فيا له من رمز رائع الى ملكوت اللّٰه المنتصر الآن على القوى السياسية التي تآمرت لوقف مسيرته نحو النصر النهائي!
ايجاد اماكن للاجتماع معا
بعد رفع الحظر في المانيا الشرقية، صُنعت الترتيبات بسرعة ليستفيد الاخوة هنالك من البرنامج القانوني للمحافل الذي يتمتع به خدام يهوه في كل انحاء الارض. حتى قبل ان يُعاد تنظيم الدوائر كاملا، جرت دعوة الجماعات الى حضور ايام المحافل الخصوصية والمحافل الدائرية في المانيا الغربية. وفي بادئ الامر كان الحضور يتألف من المان غربيين وألمان شرقيين بالتساوي. وهذا وطَّد اواصر الاخوَّة وأعطى ايضا الاخوة الالمان الشرقيين فرصة ليتعلموا ترتيبات المحافل بالعمل مع نظرائهم من المانيا الغربية.
وحين تشكلت الدوائر، دُعي الاخوة في المانيا الشرقية الى استعمال قاعات المحافل الموجودة في المانيا الغربية. وكان خمس منها — في برلين، ميونيخ، بوخنباخ، مولبيرڠن، وتراپنكامپ — قريبا كفاية من الحدود السابقة ليتمكن الاخوة من استعمالها. لكن حالما سنحت الفرصة، ابتدأ العمل ببناء قاعة محافل في المانيا الشرقية. وهذه القاعة الواقعة في ڠلاوْخاوْ، قرب درسدِن، دُشِّنت في ١٣ آب (اغسطس) ١٩٩٤، وهي الآن اكبر قاعة محافل لشهود يهوه في المانيا، وتتسع لـ ٠٠٠,٤ شخص.
وقد اولي الانتباه ايضا لبناء قاعات الملكوت. فذلك لم يكن مسموحا به في جمهورية المانيا الديموقراطية، ولكنَّ القاعات صارت لازمة الآن من اجل الاعتناء بالشهود الاكثر من ٠٠٠,٢٠ في تلك الناحية من العالم. وقد دُهش الآخرون من طريقة القيام بعمل البناء.
كتبت احدى الصحف بشأن بناء قاعة ملكوت في ستاڤنهاڠن: «لقد اخذت الدهشة المشاهدين الفضوليين بسبب طريقة تشييد البناء وسرعة تشييده. . . . فقد قام بالبناء نحو ٢٤٠ بنَّاء متمرِّسا يعملون بـ ٣٥ مهنة، وكلهم متطوعون وكلهم شهود ليهوه. كل ذلك جرى في غضون نهاية اسبوع واحدة ودون ان يتقاضوا اجرا».
وكتبت صحيفة اخرى بشأن قاعة ملكوت بُنيت في زاڠارت على جزيرة روڠن في بحر البلطيق: «يقوم نحو ٥٠ رجلا وامرأة، كقفير نحل، بتحضير اساسات البناء. لكنَّ الفوضى لا تعمّ موقع البناء. فالغريب في الامر هو ان الجو مريح وودي. ورغم السرعة الواضحة التي يجري بها العمل، لا تبدو علامات التوتر على احد، فلا احد يجرح رفقاءه العمال بكلامه كما يحدث في معظم مواقع البناء».
وبحلول نهاية سنة ١٩٩٢، كانت سبع قاعات ملكوت قد بُنيت، وكانت ١٦ جماعة تستعملها. كان يجري التخطيط لبناء نحو ٣٠ قاعة اخرى. وبحلول سنة ١٩٩٨، كانت اكثر من ٧٠ في المئة من الجماعات في ما كان سابقا المانيا الشرقية تجتمع في قاعاتها الخاصة للملكوت.
المحافل الاممية المثيرة
عندما رُفعت القيود الحكومية في بلد بعد آخر في اوروپا الشرقية، رتَّبت الهيئة الحاكمة لعقد محافل في تلك البلدان. وقد كانت هذه مناسبات للبنيان الروحي، مناسبات يُشجَّع فيها الاخوة على البقاء مركِّزين بشكل واضح على العمل الذي فوَّض اللّٰه الى خدامه ان يقوموا به. (متى ٦:١٩-٢٤، ٣١-٣٣؛ ٢٤:١٤) وبما ان شهودا كثيرين في هذه البلدان لم يكونوا قادرين لسنوات على الاجتماع إلا في فرق صغيرة، مكَّنتهم هذه المحافل من التعرُّف برفقائهم الشهود والتشجُّع بالدليل على بركة يهوه على احتمالهم الامين. وقد دُعي ايضا مندوبون من بلدان اخرى ليتمتع الاخوة بشكل اكمل بمعشر الاخوة العالمي الذي هم جزء منه. وبين هؤلاء المندوبين اتى كثيرون من المانيا. وقد حضروا بأعداد كبيرة في المحافل الاممية التي عُقدت بين سنتي ١٩٨٩ و ١٩٩٣ في پولندا، هنڠاريا، تشيكوسلوڤاكيا، والاتحاد السوڤياتي السابق.
في اليوم الذي سبق ابتداء المحفل الاممي «محبُّو الحرية الالهية» لسنة ١٩٩١ في پراڠ، في ما هو الآن الجمهورية التشيكية، اخبرت الصحيفة ليدوڤي نوڤيني (بالتشيكية) عن العمل الرائع الذي قام به فريق من ٤٠ شاهدا في تركيب «اجهزة الصوت التي اعارهم اياها ‹اخوتهم من المانيا›». ولم يعِر الاخوة الالمان اجهزة الصوت فحسب، بل كانوا ايضا جزءا من الفريق الذي ركَّبها. لقد كانوا سعداء لأنهم استطاعوا بهذه الطريقة ان يمنحوا اخوتهم التشيكيين فوائد الخبرة التي اكتسبوها من عقود في تنظيم المحافل. وفيما كان عدد المندوبين الالمان في المحافل الاممية يقتصر بمعظمه على مئات عديدة، دُعي ٠٠٠,٣٠ مندوب الى هذا المحفل في پراڠ. وكم كان محفلا رائعا!
كتب ديتِر كابوس، الذي خدم كناظر كورة في تشيكوسلوڤاكيا سنة ١٩٥٥ والذي حضر هذا المحفل كمندوب من المانيا: «عندما صدرت ترجمة العالم الجديد [التي تُطبع الآن على مطابع الجمعية]، وقف الجميع، ودوَّى في المدرَّج تصفيق عفوي بدا انه سيدوم ابدا. عانقنا جميعا واحدنا الآخر؛ وذرف الآلاف دون خجل دموع الفرح. وتذكرنا الوقت الذي كنا فيه في معسكر السجناء عندما كنا نحن الـ ١٦ أخا نملك كتابا مقدسا واحدا فقط. وبقي كثيرون ساعة او اكثر بعدما انتهى البرنامج يرنمون ويتمتعون بالمعاشرة الرائعة».
في السنة التالية، ١٩٩٢، كان المندوبون الالمان حاضرين ايضا في المحفل الاممي الذي عقد في سانت پيترسبرڠ، روسيا. وقد يتذكر بعض المندوبين ان الوضع لم يكن خاليا من المشاكل، على الاقل في ما يتعلق بإيواء المندوبين الالمان. لكنَّ ذلك تبين انه شهادة ايضا. فعندما اضطر فريق من المندوبين الى الانتقال من فندق الى آخر في مهلة قصيرة، تأثرت جدا مترجمة الفريق الروسية البالغة من العمر ٥٠ سنة بسلوك الشهود حتى انها قالت: «انتم لستم اشخاصا عاديين؛ فأنتم لا تصرخون وتغضبون!». ولكن ما كان يهم هؤلاء المندوبين اكثر هو الروح التي اظهرها اخوتهم وأخواتهم الروس. فبعد المحفل، كتب احد المندوبين الالمان: «تعجز الكلمات عن وصف مدى تقدير الاخوة للبرنامج. فدون كتب مقدسة وكتب ترانيم [وهي متوفرة بكمية محدودة في ذلك الوقت في روسيا]، أصغَوا بترقب وانتباه الى ما كان يهوه يقوله لهم».
في السنة التالية، حضر اكثر من ٢٠٠,١ شاهد الماني المحافل الاممية في موسكو، روسيا، وفي كييڤ، اوكرانيا. ويا للقصص المثيرة التي حملوها معهم لدى عودتهم الى ديارهم! وبين هؤلاء المندوبين كان تيطس تُويْبنر، ناظر جائل منذ سنة ١٩٥٠، الذي قال: «كنت قد وعدت زوجتي انه اذا رُفع الحظر عن العمل يوما ما في الشرق، فسأكون بين الذين سيحضرون اول محفل في موسكو». وبعد القيام بذلك فعليا في سنة ١٩٩٣، قال: «انها لعجيبة ان اتمكَّن من توزيع مجلات عن الحكومة الالهية في الساحة الحمراء»! وكتب مندوب آخر: «حضرنا هذا المحفل لنشجِّع اخوتنا الروس، وقد فعلنا ذلك دون شك. ولكنَّ العكس صحيح ايضا. لقد شجَّعَنا اخوتنا الروس بطريقة رائعة بمثالهم في اظهار المحبة، الشكر، الامانة، والتقدير».
لم يسَع اعضاء عائلة بيت ايل في زلترس إلا ان يكونوا شاكرين على امتياز خدمة اخوة وأخوات امناء كهؤلاء. وقد عَمُق تقديرهم لهذا الامتياز اكثر عندما سمعوا تقارير سائقي شاحنات بيت ايل العائدين من تسليم مؤن الاغاثة والمطبوعات في بلدان اخرى والذين أخبروا عن حرارة ترحيب الاخوة بهم، وعن فرحهم بالمشاركة في تفريغ الشاحنات حتى في وقت متأخر من الليل، والصلوات الموحَّدة التي قدَّموها قبل ان يودِّعوا الذين اجروا عمليات التسليم.
المزيد من البناء — لسد الحاجات الملحَّة
رُفع الحظر في بلد بعد آخر في اوروپا الشرقية. وعقدت محافل كبيرة. وجرى الاسراع في عمل الكرازة بالبشارة. فصار الطلب على مطبوعات الكتاب المقدس لسد حاجات ذلك الجزء من الحقل يزداد بسرعة. فكيف يمكن سدّ هذه الحاجات؟ دُعي فرع المانيا الى القيام بدور اضافي.
قبلا، في سنة ١٩٨٨، وقبل ان ينهار جدار برلين، سمحت الهيئة الحاكمة بتوسيع بمقدار ٥٠ في المئة لتسهيلات الفرع في المانيا. في البداية، صعُب على لجنة الفرع ان تفهم لماذا هذا التوسيع ضروري. فقد دُشِّن قبل اربع سنوات فقط مجمَّع كبير وجديد تماما. رغم ذلك قدَّم الاخوة طلبا خطيا الى رسميي الحكومة المحليين. يتذكر الاخ روتكي: «عندما قدَّمنا خرائطنا، همس إليَّ مدير مصلحة البناء في زلترس: ‹انصحكم بالتوسيع قدر المستطاع لأن السلطات لن تمنحكم ابدا رخصة للتوسيع ثانية›. وهذا ما جعلنا نفكر في الامر». والجدير بالملاحظة انه خلال عدة اشهر حصلنا على الرخصة من جميع المكاتب الحكومية المختلفة، وازداد التوسيع المقترح في الاساس ان يكون ٥٠ في المئة الى ١٢٠ في المئة!
بدأ البناء الفعلي في كانون الثاني (يناير) ١٩٩١. وكما يظهر، لم يكن كل الاخوة والاخوات مقتنعين بالحاجة، كما دلَّ على ذلك التجاوب البطيء مع الاعلانات عن الحاجة الى عمال متمرِّسين للمشاركة في هذا المشروع، وأيضا الدعم المادي المحدود. فماذا يمكن فعله؟
من الواضح انه لزم ان يعرف الاخوة المزيد عن الموضوع، لذلك عُقدت اجتماعات خصوصية مع شيوخ مختارين في جميع قاعات المحافل في المانيا في ٣ تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٩١. وشُرح انه في العقد السابق، ازداد انتاج الكتب في فرع المانيا ثلاثة اضعاف تقريبا. ورُفع الحظر في پولندا، هنڠاريا، المانيا الشرقية، رومانيا، بلغاريا، اوكرانيا، والاتحاد السوڤياتي. فكانت تُمدّ بلدان خارج الحدود الالمانية بالمطبوعات. وكان الناشرون في هذه البلدان يتوسلون للحصول على مطبوعات. فطُلب من فرع زلترس القيام بدور رئيسي في تزويدها. عندما رأى الاخوة بوضوح هذه الحاجة، صار دعمهم سخيا جدا.
في الواقع، ان النقص في التجاوب الذي حصل في البداية تبيَّن انه بركة. وكيف ذلك؟ بدلا من الاعتماد فقط على متطوعين من المانيا، قرر الفرع استخدام التدبير الذي صنعته الهيئة الحاكمة سنة ١٩٨٥. ففي ذلك الوقت ابتُدئ ببرنامج المتطوعين الامميين للبناء. وقبل انهاء العمل في فرع المانيا، كان قد عمل ٣٣١ متطوعا من ١٩ بلدا مختلفا مع عائلة بيت ايل.
وقد ساعد ايضا في العمل شهود كثيرون من المانيا؛ ومعظمهم قاموا بذلك خلال عطلهم. وشملوا حوالي ٠٠٠,٢ ناشر من المانيا الشرقية سابقا، الذين على الارجح لم يحلم معظمهم خلال الحظر بإمكانية العمل يوما ما في بيت ايل.
نهاية اسبوع مخصصة للتدشين
سواء بالدعم المادي او الجسدي او بالصلوات، ساهم جميع شهود يهوه في المانيا في مشروع البناء هذا. فقد كان زلترس بيتَ ايل الخاص بهم، مجمَّع بناء موسَّع جدا ارادوا هم الآن ان يخصصوه ليهوه. وهكذا، قبل ان يشرف عمل البناء على النهاية بوقت طويل، صُنعت الترتيبات لكامل معشر الاخوة في المانيا بالاضافة الى ضيوف كثيرين من الخارج ليجتمعوا معا من اجل الاحتفال.
بدأ البرنامج صباح يوم السبت في ١٤ ايار (مايو) ١٩٩٤، مع التشديد على انه قد انفتح «باب كبير يؤدي الى النشاط» في اوروپا الشرقية. (١ كورنثوس ١٦:٩) لقد كان مقوِّيا للايمان سماع الاخوة من هذه البلدان يخبرون شخصيا عن الزيادات الرائعة التي يتمتعون بها وتوقعات النمو الاضافي. واستمر حماس ذلك اليوم الذي تمتع به ٦٥٨,٣ شخصا في زلترس الى يوم الاحد. ودُعي جميع شهود يهوه في المانيا الى الاجتماع في ستة مدرَّجات استؤجرت لهذه المناسبة — في بريمن، كولون، ڠَلْزنكِرْخِن، لَيْپتزيڠ، نورمبورڠ، وشتوتڠارت.
فيما صمت عشرات الآلاف بترقب، بدأ البرنامج في وقت واحد في المواقع الستة جميعها. وبعد مراجعة مختصرة لبرنامج التدشين ليوم السبت في زلترس، كانت هنالك تقارير اضافية مبهجة للقلب من المندوبين الاجانب. والبارز كان المحاضرات التي أُلقيت في ڠَلْزنكِرْخِن، لَيْپتزيڠ، وشتوتڠارت، وكل منها ألقاها عضو من الهيئة الحاكمة كان حاضرا. ولإفادة المستمعين في المواقع الثلاثة الاخرى، نُقلت هذه المحاضرات بواسطة خطوط اتصالات هاتفية. وجرى تشجيع جميع الـ ٩٠٢,١٧٧ الحاضرين على البقاء اقوياء في الايمان ومقاومة اية محاولة لجعلهم متباطئين. فالآن هو الوقت للعمل! لقد فتح يهوه فجأة الباب للتوسع في اوروپا الشرقية، ولا يجب ان يسمحوا لأيّ شيء بأن يمنع انجاز هذا العمل. وقبل ان يحنوا رؤوسهم ليشكروا يهوه، اشتركوا في ترنيم: «اَلْإِخْوَةُ بِٱلْأُلُوفِ/ حَوْلِي قَدِ ٱلْتَفُّوا/ كَيْ يَشْهَدُوا بِٱلْحَقِّ/ عَنْ يَهْوَهَ ٱصْطَفُّوا». ونادرا ما كان هنالك اظهار اعظم للوحدة والتصميم المميِّزَين لشعب يهوه.
ورغم قرب انتهاء عطلة نهاية الاسبوع الرائعة هذه المخصصة للتدشين، استمر التوسع. وباكرا في صباح اليوم التالي، كان عمَّال البناء مشغولين بالعمل مرة اخرى. فالترتيب الجديد لبناء مخزن، الذي صنعته مؤخرا الجمعية لتجنُّب تضاعف العمل والنفقات غير الضروريَّين، استلزم مكانا اضافيا للشحن في زلترس.
في سنة ١٩٧٥، انتج فرع المانيا ٠٩٥,٨٣٨,٥ كتابا و ١٢٠,٢٨٩,٢٥ مجلة. وبعد عقدين، خلال سنة الخدمة ١٩٩٨، ازداد الانتاج الى ٩٩٨,٣٣٠,١٢ كتابا، ٦٣٠,٦٦٨,١٩٩ مجلة، و ١٨٤,٦٥٦,٢ كاسيتا سمعيا. لقد كان مرد هذا النمو الهائل في الاساس الى الطلب من بلدان اوروپا الشرقية.
فيما رُفع الحظر في بلد بعد آخر، ابتدأ زلترس بشحن المطبوعات الى بلدان اضافية في اوروپا الشرقية. وفي الواقع، أُرسل ٦٨ في المئة من انتاج المطبوعات في زلترس بين ايار (مايو) ١٩٨٩ وآب (اغسطس) ١٩٩٨، اي ٧٩٣,٥٨ طنا، الى ٢١ بلدا في اوروپا الشرقية وآسيا. وهذا يساوي صفا من ٥٢٩,٢ شاحنة، كل واحدة منها محملة بـ ٢٣ طنا من المطبوعات.
البناء، ولكن الكرازة ايضا
منذ سنة ١٩٧٥، قطع شهود يهوه شوطا كبيرا في ما يختص بعمل البناء. وكنوح، الذي كان ‹كارزا بالبرِّ› بالاضافة الى كونه بانيا، يسعى الشهود الى الموازنة بين مسؤولياتهم. (٢ بطرس ٢:٥) فهم يدركون ان عمل البناء هو عامل مهم في العبادة الحقة اليوم. وفي الوقت نفسه، يبقون اعينهم مركَّزة بوضوح على اهمية وإلحاح عمل الكرازة بالبشارة.
وفي الواقع، تلاحظ دائرة الخدمة ان النشاط الاضافي المتعلق بعمل البناء في زلترس أدى فعليا الى زيادة الوقت المصروف في خدمة الحقل. وطبعا، كان تشييد مبان ثيوقراطية شهادة بحد ذاته. فقاعات الملكوت بالاضافة الى قاعات المحافل التي بُنيت بسرعة كانت سببا مستمرا لدهشة المراقبين. وهكذا فإن عمل البناء الذي يقوم به شهود يهوه بحماسة وتفانٍ يساعد على توجيه الانتباه الى البشارة التي يكرزون بها. والاشخاص المستقيمون فضوليون بشأن معرفة القوة الدافعة لشهود يهوه، التي لا تُرى في ايّ فريق ديني آخر.
ماذا حصل لماڠدَبورڠ؟
ان احدى قاعات الملكوت التي دُشِّنت في هذه الفترة كانت في ماڠدَبورڠ. وقديما في سنة ١٩٢٣، نقلت الجمعية مكتبها في المانيا من بارمن الى ماڠدَبورڠ. وبين سنتي ١٩٢٧ و ١٩٢٨، بُنيت هناك قاعة محافل رائعة تتسع لـ ٨٠٠ شخص، دعاها الاخوة «قاعة القيثارة» تقديرا لكتاب جمعية برج المراقبة قيثارة اللّٰه (بالانكليزية). وقد زيِّن حائطها الخلفي بنقش ناتئ للملك داود يعزف على قيثارة.
في حزيران (يونيو) ١٩٣٣، صادر النازيون ممتلكات الجمعية في ماڠدَبورڠ، أقفلوا المصنع، ورفعوا الصليب المعقوف فوق المباني. بعد الحرب العالمية الثانية، أُعيدت الممتلكات الى الشهود، ولكن ليس لوقت طويل. ففي آب (اغسطس) ١٩٥٠، جرَّد الرسميون الشيوعيون الشهود من ملكيتهم.
سنة ١٩٩٣، بعد اعادة توحيد الالمانيتين، أُعيد قسم مهم من الممتلكات الى الجمعية، وجرى التعويض عن جزء كبير مما تبقَّى. وبين الاشياء التي أُعيدت كانت «قاعة القيثارة» السابقة. بعد عدة اشهر من تجديد الممتلكات، صار لدى ماڠدَبورڠ قاعة ملكوت مناسبة وضرورية.
«انها المرة الثالثة التي تُدشَّن فيها هذه المباني — اولا في عشرينات الـ ٩٠٠,١، ثم في سنة ١٩٤٨، والآن ايضا في سنة ١٩٩٥»، هذا ما اوضحه پيتر كونشاك اثناء الاحتفال بالتدشين. وألقى ڤيلي پول، ممثِّلا لجنة الفرع في المانيا، خطاب التدشين. وقد خدم هذا الاخ في بيت ايل في ماڠدَبورڠ عندما كان شابا. وفي الواقع، في سنة ١٩٤٧، عندما زار هايدن كوڤنڠتن من المركز الرئيسي العالمي وتكلم مع الاخوة في هذه القاعة عينها، كان الاخ پول مترجما له. فأفضى هذا بما في داخله الى الـ ٤٥٠ ضيفا مدعوا قائلا: «يمكنكم ان تتخيلوا كيف اشعر وأنا ألقي هذا الخطاب».
ان جماعات ماڠدَبورڠ العديدة التي تجتمع اليوم بانتظام في «قاعة القيثارة» السابقة تلمس حقيقة كلمات يهوه لخدامه كما دوَّنها اشعياء منذ ٧٠٠,٢ سنة: «كل آلة صُوِّرت ضدكِ لا تنجح». او كما ذكَّر الملك حزقيا رجاله مرة: «معنا الرب الهنا ليساعدنا ويحارب حروبنا». — اشعياء ٥٤:١٧؛ ٢ أخبار الايام ٣٢:٨.
مكتب ترجمة
ان احد الاوجه المهمة للعمل الذي يجري في فرع المانيا يشمل الترجمة. فقد نُقل قسم الترجمة الالماني من برن، سويسرا، الى ڤيسبادن سنة ١٩٥٦. وكان مؤلفا في ذلك الوقت من اربعة اشخاص فقط. خدمت أليس برنر وإيريكا سوربر، اللتان كانتا في ذلك الفريق، بأمانة حتى مماتهما. ولا تزال آني سوربر، واحدة من الاشخاص الاربعة الاوائل، تخدم في هذا القسم. وقد نما على مرِّ السنين، بحيث صار الشهود الالمان الآن يتسلَّمون غالبا ليس فقط برج المراقبة واستيقظ! بل ايضا الكتب المجلدة بلغتهم في الوقت نفسه الذي تصدر فيه بالانكليزية.
قديما في ستينات الـ ٩٠٠,١، كان يجري ايضا مقدار معين من عمل الترجمة بالروسية والپولندية في المانيا، بالاضافة الى الترجمة بالالمانية. وقد اهتمت بذلك دائرة خدمة الحقل الاجنبي، التي اعتنت بالعمل في مختلف البلدان التي تحت الحظر، من بينها الاتحاد السوڤياتي، المانيا الشرقية، وپولندا.
عندما اصبح ممكنا، دُعي بعض المترجمين ذوي الخبرة من پولندا وعدد من المترجمين المحتملين من الاتحاد السوڤياتي الى زلترس. وهناك، كانت لديهم الاجهزة الضرورية بالاضافة الى المحيط المريح لينالوا تدريبا اضافيا بغية القيام بعملهم. وكان باستطاعتهم ايضا الاستفادة من خبرة المترجمين الالمان، الذين قدَّموا اقتراحات مساعِدة حول كيفية معالجة المشاكل الشائعة التي يواجهها جميع المترجمين، بغض النظر عن اللغة. وسرعان ما أحب اعضاء عائلة بيت ايل في زلترس هؤلاء الاخوة.
طبعا، كان التدريب وقتيا. ففي النهاية، كان على هؤلاء المترجمين العودة الى بلدهم الام. لذلك، بعد ان دُشِّن مجمَّع بيت ايل الجديد قرب وارسو، في پولندا، سنة ١٩٩٢، وبعد ان اكمل المترجمون الپولنديون في المانيا مشروعا مهما، انضموا الى باقي فريق الترجمة في پولندا.
ولكن، قبل ان يغادروا بدأ المزيد من المترجمين المحتملين — روس وأوكرانيون — بالمجيء للتدريب. وقد اتى اول خمسة في ٢٧ ايلول (سبتمبر) ١٩٩١، وأتى آخرون لاحقا. وككل، اتى اكثر من ٣٠ مترجما.
في كانون الثاني (يناير) ١٩٩٤، غادر المترجمون الروس ليقيموا في بيت ايل الذي كان آنذاك قيد الانشاء في سولْنتشْنويي، قرب سانت پيترسبرڠ. أما المترجمون الاوكرانيون، فهم في وقت هذه الكتابة يتوقعون الانتقال قريبا الى بيت ايل جديد مخطط لأوكرانيا. ومن وقت الى آخر، كانت فرق ترجمة اخرى تعمل ايضا في زلترس وقد استفادت من المساعدة التي حصلت عليها. خدم كل ذلك كمذكِّر دائم بأن قصد يهوه هو جمعُ شعب «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة» ليشكلوا «ارضا جديدة»، اساسا لمجتمع بشري يقف نفسه لخدمة الاله الحقيقي الوحيد، يهوه. — كشف ٧:٩، ١٠؛ ٢ بطرس ٣:١٣.
مكان لعقد حلقات دراسية اممية
جذب الموقع المناسب لفرع المانيا العديد من الزوار. وتدَّعي فرانكفورت امتلاك اكبر بوابة يمر عبرها المسافرون في اوروپا القارية وهي مطار راين-مَيْن. وبما ان زلترس تبعد اقل من ٦٠ كيلومترا (٤٠ ميلا) عن مطار فرانكفورت، يجد العديد من الشهود انه من المنعش القيام بزيارة قصيرة للتجول في التسهيلات والتمتع لوقت قصير بضيافة عائلة الفرع بالرغم من توجههم الى مكان آخر.
وقد تبين ايضا ان موقع زلترس جيد لعقد حلقات دراسية اممية واجتماعات يلتقي فيها ممثلون من مختلف الفروع للتشاور. وهكذا، في سنة ١٩٩٢، رتبت لجنة النشر للهيئة الحاكمة ان يجتمع ممثلون من ١٦ فرعا اوروپيا بإخوة من بروكلين مدة اربعة ايام. وكان هدفهم تنسيق عملهم للتأكد من انه سيكون هنالك مخزون وافر من الطعام الروحي لكل فروع اوروپا، بما فيها الفروع في البلدان الضعيفة اقتصاديا.
حتى قبل ذلك، كان شهود يهوه في المانيا يقدّمون مطبوعات الكتاب المقدس مجانا لجميع الناس المهتمين بقراءتها. وهذا يدحض بالتأكيد تهمة المقاومين بأن جمعية برج المراقبة تبيع المطبوعات بهدف كسب المال.
بعد الحلقات الدراسية في زلترس، توسّع هذا الترتيب ليشمل كامل اوروپا. وقد تبيَّن ان له فائدة خصوصية في اوروپا الشرقية، حيث يُظهر عدد كبير من الناس جوعا للامور الروحية ولكنهم غالبا ما يرزحون تحت ضغوط اقتصادية. ولكن كيف تُغطَّى نفقات عمل الملكوت العالمي؟ بالتبرعات الطوعية التي يقدمها شهود يهوه وذوو التقدير الآخرون. ولماذا يقدمون هذه التبرعات؟ يقوم البعض بذلك لأنهم يدركون قيمة اعطاء كل شخص ممكن الفرصة للتعلم كيف يمكن ان يحسِّن تطبيق مبادئ الكتاب المقدس حياته الآن. (اشعياء ٤٨:١٧؛ ١ تيموثاوس ٤:٨) وما يدفع الآخرين ايضا هو الرغبة في المساهمة بهذه الطريقة في ايصال بشارة ملكوت اللّٰه الى الناس في جميع البلدان قبل ان ينهي اللّٰه نظام الاشياء الشرير الحاضر. — متى ٢٤:١٤.
عُقدت حلقة دراسية ثانية لاحقا في سنة ١٩٩٢ تمحورت حول اقتراح ان يشحن فرع المانيا المطبوعات مباشرة الى الجماعات في البلدان الاوروپية بدلا من ارسالها الى مكاتب الفروع لإعادة شحنها، كما كان يجري حتى ذلك الوقت. وفي حلقة دراسية ثالثة عُقدت في نيسان (ابريل) ١٩٩٣، اتُّخذت تدابير لضم ست دول من اوروپا الوسطى الى هذا الترتيب. وفي شباط (فبراير) ١٩٩٤، عُقدت في ڤيينا، النمسا، حلقة دراسية من اجل دول اوروپا الشرقية، وصُنعت تدابير لإفادة الجماعات في ١٩ بلدا اضافيا.
ان فوائد هذا الترتيب واضحة. فالنفقات تنخفض لأنه ليست هنالك حاجة الى خزن المطبوعات في كل فرع؛ وهكذا لا تعود هنالك حاجة الى استخدام اقسام شحن افرادية كبيرة في كل بلد. وفي بعض البلدان، يلغي هذا الترتيب الحاجة الى توسيع تسهيلات بيوت ايل الموجودة. وحين تُبنى بيوت ايل جديدة، لا يكون ضروريا بناؤها كبيرة جدا، لأن فرع المانيا يعتني بخزن، حزم، وشحن المطبوعات.
في حين ان فرع المانيا زوَّد سنة ١٩٨٩ حوالي ٠٠٠,٢ مادَّة بـ ٥٩ لغة، زوَّد سنة ١٩٩٨، ٩٠٠,٨ مادَّة بـ ٢٢٦ لغة. وابتداء من نيسان (ابريل) ١٩٩٨، يزوِّد الفرع في زلترس، المانيا، ١٤٤,٧٤٢ ناشرا في ٨٥٧,٨ جماعة في ٣٢ بلدا بحاجاتهم من المطبوعات.
بغض المسيحيين الحقيقيين — ليس شيئا من الماضي
في الليلة الاخيرة التي سبقت موت يسوع، اخبر رسله: «لأنكم لستم جزءا من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم. . . . إن كانوا قد اضطهدوني، فسيضطهدونكم ايضا». (يوحنا ١٥:١٩، ٢٠) لذلك كان متوقعا ان اضطهاد شهود يهوه في المانيا لن يتوقف كليا بعد سقوط رايخ هتلر الثالث. وعلى نحو مماثل، استمر اضطهاد شهود يهوه في البلدان حيث رُفع الحظر الذي فرضته انظمة الحكم الشيوعية، بالرغم من حيازة الناس بشكل عام حرية شخصية اكبر. لقد اتخذ ببساطة اشكالا اخرى. — ٢ تيموثاوس ٣:١٢.
واليوم، اذ حلَّ المرتدون محل مضطهدي شعب يهوه السابقين، شهروا سلاحهم لضرب رفقائهم المسيحيين السابقين. (متى ٢٤:٤٨-٥١) ففي اواخر ثمانينات وأوائل تسعينات الـ ٩٠٠,١، صار هؤلاء المرتدون يجاهرون بآرائهم اكثر، وازدادت اتهاماتهم الباطلة وأصبحت اكثر خبثا. وقدم بعض منتجي برامج المقابلات التلفزيونية المرتدين بأنهم «خبراء» بشهود يهوه. ولكنَّ بعض الاشخاص المستقيمين شكّوا في حكمة الاستناد الى اقاويل من اعضاء سابقين ساخطين ليحكموا على الشهود. فبعد ان عُرض احد هذه البرامج على التلفزيون، اتصل شاب بمكتب الجمعية في زلترس موضحا انه قبل بضع سنوات درس معه هذا الشاهد السابق الذي أُجريت المقابلة معه. ولأسباب شخصية اوقف الدرس. لكن لدى مشاهدته هذا البرنامج التلفزيوني والتعرُّف بمعلِّمه السابق، اغتاظ جدا. وسأل: «كيف يمكنه ان يقول اشياء كهذه؟ فهو يعرف ان ما يقوله عن الشهود غير صحيح». وكانت النتيجة ان استأنف هذا الشاب درسه للكتاب المقدس، لكن هذه المرة مع شيخ في الجماعة المحلية.
طبعا، هنالك اناس كثيرون يقبلون دون ايّ شك ما يسمعونه على التلفزيون او ما يقرأونه في الصحف. وبسبب تكرر هجمات وسائل الاعلام على شهود يهوه، أعدَّت الجمعية كراسة مؤلفة من ٣٢ صفحة مخصصة لإبطال هذا الفيض من الدعاية المضلِّلة. وهي بعنوان: جيرانكم، شهود يهوه — مَن هم؟، (بالالمانية).
تحتوي الكراسة على معلومات واقعية أُخذت من استطلاع جرى سنة ١٩٩٤ شارك فيه حوالي ٠٠٠,١٤٦ شاهد في المانيا. دحضت نتائج هذا الاستطلاع بسهولة الكثير من الآراء الخاطئة التي كوَّنها الناس عن الشهود. دين عجائز؟ اربعة من كل عشرة شهود في المانيا هم ذكور ومعدل عمر الشهود هو ٤٤ سنة. دين يتألف من اشخاص غُسلت أدمغتهم منذ الطفولية؟ اثنان وخمسون في المئة من مجموع الشهود صاروا شهودا وهم راشدون. دين يحطم العائلات؟ تسعة عشر في المئة من الشهود هم عزّاب، ٦٨ في المئة متزوجون، ٩ في المئة ارامل، و ٤ في المئة فقط مطلَّقون، وعدد كبير منهم هم مطلَّقون قبل صيرورتهم شهودا. دين يمنع انجاب الاولاد؟ نحو اربعة اخماس الشهود المتزوجين هم والدون. دين مؤلف من اشخاص ذوي مقدرة عقلية دون المستوى؟ يتكلم ثلث الشهود لغة اجنبية واحدة على الاقل، و ٦٩ في المئة منهم يبقون بصورة منتظمة على اطلاع على الحوادث الجارية. دين يمنع اعضاءه من التمتع بالحياة؟ على اساس اسبوعي، يقضي كل شاهد ٢,١٤ ساعة في مختلف انواع التسلية. وفي الوقت نفسه، يعطي الاولوية للمساعي الروحية، اذ يقضي كمعدل ٥,١٧ ساعة كل اسبوع في النشاطات الدينية.
ان القضية التي حظيت بانتباه خصوصي في الكراسة تناولت «اوليڤر الصغير». فبعد ولادته بوقت قصير في سنة ١٩٩١، اكتشف الاطباء ثقبا صغيرا في قلبه. وفي الوقت المحدد، قامت ام اوليڤر بالاستعدادات لإجراء عملية له؛ وانسجاما مع معتقداتها الدينية، وجدت الاطباء المستعدين لإجرائها دون دم. لكنَّ المقاومين حوَّروا القصة في محاولة لتشويه سمعة شهود يهوه. حتى بعد اجراء العملية بنجاح دون نقل ايّ دم، جعلت احدى الصحف من القضية عنوانها الرئيسي، قائلة ان اوليڤر أُنقذ بإعطائه ‹الدم المنقذ للحياة›، بالرغم من مقاومة ام «متعصبة». وقد دُحض هذا الكذب الواضح في الكراسة.
في البداية، أُعدَّت هذه الكراسة فقط للذين كانوا يطرحون اسئلة عن التهم الباطلة التي حيكت ضد الشهود. ولكن، في سنة ١٩٩٦ أُعيد تصميم الغلاف، وفي الصفحة الاخيرة من الكراسة، عُرض درس بيتي مجاني في الكتاب المقدس، وقد وزِّعت ٠٠٠,٨٠٠,١ نسخة منها في كل انحاء المانيا.
تزويد وسائل الاعلام بمعلومات صحيحة
في تلك السنة عينها، اتُّخذت ايضا خطوة اضافية لمواجهة جهود المقاومين المستمرة في استعمال وسائل الاعلام لإعطاء صورة مشوّهة عن شهود يهوه. وعيِّن ڤالتِر كوبي رئيس لجنة مسؤولة عن الخدمات الاعلامية. يوضح قائلا: «أجبرتنا الحملة الواسعة التي شنَّها المقاومون على اعطاء اجوبة مدروسة، وذلك بجعل المعلومات متوفرة اكثر». فعيِّن افراد ذوو مقدرة على القيام بعلاقات عامة فعّالة. وعُقدت حلقات دراسية لتدريبهم. وقسِّم البلد الى ٢٢ منطقة مناسبة، وبحلول سنة ١٩٩٨ كان هنالك المئات من عمال الخدمات الاعلامية المدرَّبين الذين يعتنون بحاجات تلك المناطق. فهم يهتمون اهتماما خصوصيا بالاتصال شخصيا بالمحررين والصحافيين.
وفي ما يتعلق بالعمل في هذا القسم، صُنعت الترتيبات ايضا لإجراء عروض عامة لكاسيت الڤيديو شهود يهوه يثبتون في وجه الاعتداء النازي، (بالانكليزية). وفي ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٦، جرى العرض الاول في العالم لنسخة كاسيت الڤيديو الالمانية يثبتون في متحف معسكر اعتقال رَڤنْسْبروك التذكاري، حيث سُجن العديد من شهود يهوه. وحضر صحافيون ومؤرخون بارزون.
بحلول ١ ايلول (سبتمبر) ١٩٩٨، بلغ مجموع الحشود التي اجتمعت لحضور هذا الڤيديو اكثر من ٠٠٠,٢٦٩ شخص في ٣٣١ عرضا عاما. ولم يشمل هؤلاء الحاضرون الشهود فقط بل ايضا ممثلين عن الصحافة، رسميين حكوميين، وأناسا من العامة. وعلقت مئات الصحف جميعها بطريقة ايجابية على هذه العروض. وكان ١٧٦ عرضا من هذه العروض الڤيديوية يشمل معرضا عن اضطهاد النازيين لشهود يهوه.
وبأعداد اكبر ايضا، يشارك ممثلون عن وسائل الاعلام مشاعر الصحافي الذي كتب في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٣ في مايسنر تسايتونڠ (بالالمانية): «الذين يظنون ان شهود يهوه يتبعون بطريقة عمياء وبسذاجة تعاليم غير واقعية للكتاب المقدس سيندهشون لدى اكتشافهم كيف يحددون بدقة هوية مثالهم، يسوع المسيح، وكيف يحوِّلون هذه المعرفة الى حياة ذات قصد».
بعد نصف قرن، لا يزالون ثابتين
لقد مرَّ اكثر من نصف قرن على اطلاق سراح شهود يهوه في المانيا من معسكرات الاعتقال. لكنَّ سجل استقامتهم لم يضمحل صائرا تاريخا منسيا. فهو لا يزال يقدِّم شهادة قوية للعالم. وبعض الذين كانوا في معسكرات الاعتقال بسبب عدم المسايرة على ايمانهم لا يزالون احياء في وقت هذه الكتابة، ولا يزالون غيورين في خدمة يهوه الآن كما كانوا آنذاك. ويشهد موقفهم الشجاع على ان يهوه قادر على حماية شعبه. أصغوا الى ما يقوله بعض الناجين من معسكرات الاعتقال، بالنيابة عن مئات مثلهم، ولاحظوا اعمارهم (في اوائل سنة ١٩٩٨)، كما هي ظاهرة بين هلالين:
هاينريخ ديكمان (٩٥): «أُجبرت في زاكسنهاوزن على مشاهدة اخي اوڠست يُعدم امام المعسكر بكامله. وكانت لدي الفرصة ليُطلق سراحي فورا بإنكار ايماني. ولأنني رفضت المسايرة، قال قائد المعسكر: ‹فكِّر مرة اخرى وسترى كم ستعيش طويلا›. ولكن بعد خمسة اشهر، كان هو مَن لقي حتفه وليس انا. لقد كان شعاري ولا يزال: ‹ثق بيهوه بكل قلبك›».
آن ديكمان (٨٩): «اعتبره [اختبار معسكر الاعتقال] تدريبا لمساعدتي على المحافظة على الاستقامة امام الخالق العظيم ومعطي الحياة، يهوه. لقد اغنت كل اختباراتي حياتي وقرَّبتني اكثر الى اللّٰه. ان الايمان باللّٰه واظهار المحبة له كانا حافزا لي كل هذه السنين. ولم يرغمني احد قط على ذلك».
يوزِف رايڤالد (٨٦): «اتطلع برضا الى وقت الامتحان الصعب، لأنني حافظت على ايماني وحيادي المسيحيين رغم الضغط والمعاناة. انا مقتنع اني نجوت فقط بمساعدة الاله الكلي القدرة، يهوه! ان اقتناعي المسيحي الآن هو اقوى مما كان آنذاك، وأمنيتي هي الاستمرار في الوقوف دون مسايرة الى جانب اللّٰه».
إلفريدا لور (٨٧): «عندما اتذكر الامور التي اختبرتها خلال ثماني سنوات من السجن اثناء حكم هتلر، يجب ان اقول انه لم يكن هنالك شيء غير متوقع. لقد كان واضحا ان طريق الحق يعني، من ناحية، الصراع والاضطهاد، ولكن من ناحية اخرى، الفرح والانتصار. ولا اعتبر ذلك الوقت ضائعا او دون فائدة».
ماريا هومباخ (٩٧): «تملأني فرحا المعرفة انني نلت هذا الامتياز الفريد ان ابرهن عن محبتي وشكري ليهوه تحت اقسى الظروف. لم يجبرني احد على ذلك! على العكس، فالذين حاولوا اجبارنا كانوا اعداءنا الذين حاولوا بالتهديدات ان يجعلونا نطيع هتلر اكثر من اللّٰه. ولكن بلا جدوى! وبضمير صالح، كنت سعيدة حتى عندما كنت خلف جدران السجن».
ڠيرتْرُوت پويتسنڠر (٨٦): «حُكم علي بثلاث سنين ونصف في سجن انفرادي. وفيما كان الشرطي يعيدني الى زنزانتي بعد اصدار الحكم عليّ، قال لي: ‹شكرا لك. لقد شجعتني ان أومن باللّٰه مرة اخرى. ابقَي شجاعة كما انت، ولن تواجهي مشكلة في قضاء هذه السنوات الثلاث والنصف›. كم كان كلامه صحيحا! ففيما كنت في السجن الانفرادي اختبرت بشكل خصوصي محبة يهوه والقوة التي يعطيها».
نعم، يبقى الناجون من معسكرات الاعتقال ثابتين. والآن بعد اكثر من نصف قرن من اطلاق سراحهم، لا يزال مسلك استقامة هؤلاء الشهود يخدم شهادة للعالم وتسبيحا ليهوه. فيا له من تشجيع لخدام اللّٰه جميعا!
لم تنته الكرازة بالبشارة بعد في المانيا. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، خُصصت اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٨٠٠ ساعة لإخبار الناس هنا عن ملكوت اللّٰه. وفي الوقت نفسه، اثَّرت خدمة شهود يهوه في المانيا في حياة الناس في بلدان اخرى. فهم ينظرون الى انفسهم، لا كفريق قومي منفصل، بل كجزء من عائلة عالمية مؤلفة من عبَّاد ليهوه.
جرت رؤية هذا الدليل اللافت للنظر على هذه الوحدة العالمية في سنة ١٩٩٨ عندما حضر ٤٧٢,٢١٧ شخصا محافل «طريق اللّٰه للحياة» الاممية الخمسة التي عُقدت في المانيا. حضر المندوبون من بلدان كثيرة؛ وقدِّم البرنامج كله بـ ١٣ لغة. شدَّدت المحافل على الحاجة الى الامانة المستمرة والمثابرة على الكرازة بالبشارة. وبمساعدة يهوه، يصمم شهود يهوه في المانيا على الاستمرار بولاء في طريق اللّٰه للحياة.
-
-
المانياالكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
-
-
[الصورة في الصفحة ٦٩]
محفل «الملكوت الظافر» الاممي، نورمبورڠ، ١٩٥٥
[الصور في الصفحة ٧٣]
ساعد الشهود الالمان كثيرين من المهاجرين على الاستفادة من حق الكتاب المقدس
[الصورة في الصفحة ٨٨]
مجمَّع بيت ايل في ڤيسبادن سنة ١٩٨٠
[الصورة في الصفحة ٩٠]
لجنة الفرع (من اليسار الى اليمين). الصف الامامي: ڠونتر كونْس، ادمونت آنشتات، رايمون تمْپلتن، ڤيلي پول. في الخلف: أيْبرهارت فابيان، ريتشارد كِلْسي، ڤرنر روتكي، پيتر ميتريڠه
[الصور في الصفحة ٩٥]
بعض قاعات المحافل العشر التي تُستخدم في المانيا
١- ڠلاوْخاوْ
٢- رُويْتْلنڠن
٣- ميونيخ
٤- مكنهايم
٥- برلين
[الصورة في الصفحة ٩٩]
مارتن وڠيرتْرُوت پويتسنڠر
[الصور في الصفحتين ١٠٠ و ١٠١]
تسهيلات الفرع في زلترس
[الصور في الصفحة ١٠٢]
بعض الذين من المانيا في الخدمة الارسالية الاجنبية: (١) مانفرِت توناك، (٢) مرڠريتا كونيڠر، (٣) پاول أنڠلِر، (٤) كارل زوميش، (٥) ڠونتر بوشبِك
[الصور في الصفحة ١١٠]
عندما رُفع الحظر في بلدان اوروپا الشرقية، أُرسلت اليها شحنات كبيرة من المطبوعات
[الصور في الصفحة ١١٨]
محفل برلين، ١٩٩٠
[الصور في الصفحة ١٢٤]
اول قاعة ملكوت بُنيت في المانيا الشرقية السابقة
[الصور في الصفحتين ١٣٢ و ١٣٣]
برنامج التدشين — في زلترس (كما هو ظاهر اعلاه)، ثم في ستة مدرَّجات في كل انحاء المانيا
[الصورة في الصفحة ١٣٩]
وسائل لمواجهة فيض من المعلومات الخاطئة
[الصور في الصفحتين ١٤٠ و ١٤١]
على الرغم من سَجن هؤلاء المسيحيين الاولياء في معسكرات الاعتقال (حيث كانت تحدَّد هوية شهود يهوه بمثلَّث ارجواني)، بقوا ثابتين في الايمان (يظهرون هنا في براندنبورڠ سنة ١٩٩٥)
[الصور في الصفحة ١٤٧]
في الصفحة المقابلة، بحسب دوران عقارب الساعة: هاينريخ ديكمان، آن ديكمان، ڠيرتْرُوت پويتسنڠر، ماريا هومباخ، يوزِف رايڤالد، إلفريدا لور
-
-
المانياالكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩
-
-
[الصورة في الصفحة ١٣٩]
وسائل لمواجهة فيض من المعلومات الخاطئة
[الصور في الصفحتين ١٤٠ و ١٤١]
على الرغم من سَجن هؤلاء المسيحيين الاولياء في معسكرات الاعتقال (حيث كانت تحدَّد هوية شهود يهوه بمثلَّث ارجواني)، بقوا ثابتين في الايمان (يظهرون هنا في براندنبورڠ سنة ١٩٩٥)
[الصور في الصفحة ١٤٧]
في الصفحة المقابلة، بحسب دوران عقارب الساعة: هاينريخ ديكمان، آن ديكمان، ڠيرتْرُوت پويتسنڠر، ماريا هومباخ، يوزِف رايڤالد، إلفريدا لور
-