-
السعادة الابدية تنتظر المعطين ذوي التعبُّد التقويبرج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
السعادة الابدية تنتظر المعطين ذوي التعبُّد التقوي
«هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» — يوحنا ٣:١٦.
١، ٢ (أ) مَن هو المعطي الاعظم، وما هي عطيته العظمى للجنس البشري؟ (ب) بإعطاء هذه العطية العظمى، اية صفة اعرب عنها اللّٰه؟
يهوه اللّٰه هو المعطي الاعظم على الاطلاق. وعنه، خالق السموات والارض، كتب التلميذ المسيحي يعقوب: «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران.» (يعقوب ١:١٧) ويهوه هو ايضا معطي اعظم عطية يمكن ان تعطى على الاطلاق. وفي ما يتعلَّق بعطيَّته العظمى للجنس البشري، قيل: «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» — يوحنا ٣:١٦.
٢ لم يكن المتكلِّم بهذه الكلمات سوى ابن اللّٰه الوحيد نفسه. والابن الوحيد لابيه يقدِّر ويحبّ على نحو طبيعي ابًا كهذا بصفته مصدر حياته وكل الامور الصالحة المزوَّدة لتمتُّعه بالحياة. لكنَّ محبَّة اللّٰه لم تكن مقتصرة على هذا الابن وحده. إنَّ توسيع عطية كهذه لتبلغ آخرين من خلائقه يعرب عن ممارسة اللّٰه للمحبَّة الى حد فائق. (قارنوا رومية ٥:٨-١٠.) ويتضح ذلك الى حد بعيد عندما نفحص ما تعنيه حقا الكلمة «بذل» في سياق الكلام هذا.
عطية اللّٰه لـ «ابن محبَّته»
٣ بالاضافة الى «ابن محبَّته،» مَن تمتَّعوا ايضا بمحبَّة الآب السماوي؟
٣ لمدَّة غير معيَّنة من الوقت، تمتع اللّٰه بمعاشرة شخصية لهذا الابن الوحيد — «ابن محبَّته» — في الحيِّز السماوي. (كولوسي ١:١٣) وخلال كل ذلك الوقت، نما الآب والابن في المحبة والمودَّة احدهما تجاه الآخر كثيرا حتى انه لم تكن هنالك محبة متبادلة اخرى كالتي لهما. والخلائق الاخرى التي اتى بها اللّٰه الى الوجود بواسطة ابنه الوحيد كانت محبوبة ايضا كاعضاء في عائلة يهوه الالهية. وهكذا سادت المحبَّة كامل عائلة اللّٰه. ويُذكر على نحو صحيح في الاسفار المقدسة ان «اللّٰه محبَّة.» (١ يوحنا ٤:٨) وهكذا فان العائلة الالهية مؤلَّفة من اولئك الذين يحبُّهم الآب، يهوه اللّٰه.
٤ كيف شمل بذْل اللّٰه ابنه اكثر من خسارة المعاشرة الشخصية، ولاجل مَن؟
٤ كانت الروابط بين يهوه وابنه البكر لصيقة جدا حتى ان حرمان انفسهما من معاشرة حميمة كهذه هو بحد ذاته خسارة عظيمة. (كولوسي ١:١٥) لكنَّ ‹بذْل› هذا الابن الوحيد عنى اكثر من حرمان اللّٰه نفسه من المعاشرة الشخصية لـ «ابن محبَّته.» فقد ذهب ذلك حتى الى حد سماح يهوه بأن يعاني ابنه الموت ويخرج بالتالي وقتيا من الوجود كعضو في عائلة اللّٰه الكونية. وكان ذلك موتا من اجل الذين لم يكونوا قط اعضاء في عائلة اللّٰه. فلا يمكن ان يصنع يهوه عطية لاجل الجنس البشري المعوِز اعظم من ابنه الوحيد، الذي تحدد الاسفار المقدسة هويَّته ايضا بصفته «بداءة خليقة اللّٰه.» — رؤيا ٣:١٤.
٥ (أ) ماذا كان مأزق ذرية آدم، وماذا تطلَّب عدل اللّٰه من جهة احد ابنائه الامناء؟ (ب) ماذا كانت عطية اللّٰه العظمى ستتطلَّب من جهته هو؟
٥ لقد فشل الزوجان البشريَّان الاوَّلان، آدم وحواء، في المحافظة على مكانهما كعضوَين في عائلة اللّٰه. هذه هي الحالة التي وجدا انفسهما فيها بعد ان طُردا من جنَّة عدن بسبب إخطائهما الى اللّٰه. ليس فقط انهما لم يعودا عضويَن في عائلة اللّٰه لكنهما كانا ايضا تحت عقوبة الموت. ولذلك فالمشكلة لم تكن فقط تلك التي لردّ ذريتهما الى رضى اللّٰه كاعضاء في عائلته بل ايضا تلك التي لرفع العقوبة الالهية للموت عنهم. ووفقا لعمل العدل الالهي، يتطلَّب ذلك ان يختبر احد ابناء يهوه اللّٰه الامناء الموت كبديل، او فدية. وهكذا كان السؤال الكبير: هل يكون مَن سيجري اختياره راغبا في الخضوع لموت بديل كهذا لاجل البشر الخطاة؟ وعلاوة على ذلك، كان إحداث ذلك سيتطلَّب عجيبة من جهة اللّٰه القادر على كل شيء. وسيتطلَّب ايضا تعبيرا عن المحبَّة الالهية الى حد لا مثيل له. — رومية ٨:٣٢.
٦ كيف كان ابن اللّٰه قادرا ان يكون على مستوى حاجات الحالة التي تشمل الجنس البشري الخاطئ، وماذا قال في ما يتعلَّق بذلك؟
٦ وحده ابن يهوه البكر يمكنه ان يكون على مستوى الحاجات الخصوصية للحالة التي تشمل الجنس البشري الخاطئ. فهو صورة ابيه السماوي في اظهار المودَّة لاعضاء العائلة المُنتَجة الهيا حتى انه بلا مثيل بين ابناء اللّٰه. وبما ان كل الخلائق الذكية الاخرى اتت الى الوجود بواسطته، فإن مودَّته لهم ستكون بالتأكيد وافرة. وبالاضافة الى ذلك، فان المحبَّة صفة غالبة لابن يهوه الوحيد، يسوع المسيح، لأنه «بهاء مجد [اللّٰه] ورسم جوهره.» (عبرانيين ١:٣) واذ اظهر رغبته في التعبير عن هذه المحبَّة الى الحد الاعظم ببذل حياته لاجل الجنس البشري الخاطئ، قال يسوع لرسله الـ ١٢: «ابن الانسان ايضا لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.» — مرقس ١٠:٤٥؛ انظروا ايضا يوحنا ١٥:١٣.
٧، ٨ (أ) ماذا كان دافع يهوه في ارسال يسوع المسيح الى عالم الجنس البشري؟ (ب) في اي نوع من المهمات ارسل اللّٰه ابنه الوحيد؟
٧ يملك يهوه اللّٰه سببا خصوصيا لارسال يسوع الى عالم الجنس البشري المعدِم هذا. وقد كانت المحبَّة الالهية الدافع لذلك، لأن يسوع نفسه قال: «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لأنه لم يرسل اللّٰه ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.» — يوحنا ٣:١٦، ١٧.
٨ كان في مهمة خلاص انّ يهوه ارسل بمحبَّة ابنه الوحيد. فلم يرسل اللّٰه ابنه الى هنا لكي يدين العالم. فلو أُرسل ابن اللّٰه في مهمة كهذه تتعلق بالدينونة لكان المستقبل المتوقَّع للجنس البشري كله بلا رجاء. وعقوبة الدينونة غير المؤاتية التي كان يسوع المسيح سيتلفَّظ بها على العائلة البشرية كانت ستصير ادانة بالموت. (رومية ٥:١٢) وهكذا، بهذا التعبير الفريد عن المحبَّة الالهية، وازن اللّٰه عقوبة الموت التي كان سيتطلَّبها العدل الصرف.
٩ كيف شعر المرنِّم داود بشأن عطاء يهوه؟
٩ في كل الامور، يعبِّر ويبرهن يهوه اللّٰه عن المحبَّة بصفتها الوجه البارز لشخصيَّته. ويمكن ان يُقال على نحو صحيح ان اللّٰه يعطي بمحبَّة عبَّاده الامناء على الارض اكثر مما يكفي في ما يتعلَّق بالامور الصالحة. وشعر المرنِّم داود على هذا النحو بشأن ذلك عندما قال للّٰه: «ما اعظم (صلاحك) الذي ذخرته لخائفيك. وفعلته للمتَّكلين عليك تجاه بني البشر.» (مزمور ٣١:١٩) فخلال مُلْك داود على امة اسرائيل — نعم، خلال حياته كعضو في تلك الامة التي اختارها اللّٰه خصوصا — كثيرا ما اختبر صلاح يهوه. ووجد داود انه وافر.
خسارة اسرائيل عطية عظيمة من اللّٰه
١٠ لماذا كانت اسرائيل القديمة مختلفة عن اية امة اخرى على الارض؟
١٠ بحيازتها يهوه كاله لها، كانت اسرائيل القديمة مختلفة عن اية امة اخرى على الارض. وبواسطة النبي موسى كوسيط، اتى يهوه بالمتحدِّرين من ابرهيم، اسحق، ويعقوب الى علاقة عهد مع نفسه. فهو لم يكن قد تعامل مع اية امة اخرى وفقا لهذا النموذج. لذلك، تمكن المرنِّم الملهم من ان يهتف: «يُخبر يعقوب بكلمته واسرائيل بفرائضه واحكامه. لم يصنع هكذا بإحدى الامم. واحكامه لم يعرفوها. هللويا.» — مزمور ١٤٧:١٩، ٢٠.
١١ حتى متى تمتعت اسرائيل بمركز حظوتها عند اللّٰه، وكيف عبَّر يسوع عن التغيير في علاقتهم؟
١١ استمرَّت امة اسرائيل الطبيعية في علاقة حظوتها باللّٰه الى ان رفضت يسوع المسيح بصفته المسيَّا في السنة ٣٣ لعصرنا الميلادي. كان ذلك يوما محزنا حقا لاسرائيل حين استسلم يسوع لهذا الهتاف الحزين: «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسَلين اليها كم مرَّة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.» (متى ٢٣:٣٧، ٣٨) اشارت كلمات يسوع الى ان امة اسرائيل، على الرغم من كونها في السابق ذات حظوة عند يهوه، فقد خسرت عطية خصوصية من اللّٰه. فكيف ذلك؟
١٢ مَن كانوا ‹اولاد اورشليم،› وماذا كان جَمْعهم سيعني ليسوع؟
١٢ باستعمال عبارة «اولاد،» اشار يسوع الى مجرد اليهود المختونين الطبيعيين الذين عاشوا في اورشليم ومثَّلوا كامل الامة اليهودية. وبالنسبة الى يسوع كان جمع ‹اولاد اورشليم› سيعني ان يُدخل هؤلاء ‹الاولاد› في عهد جديد مع اللّٰه، اذ يخدم هو كوسيط بين يهوه وهؤلاء اليهود الطبيعيين. (ارميا ٣١:٣١-٣٤) وكان ذلك سيُنتج غفران الخطايا، لأن هذا هو مدى محبَّة اللّٰه. (قارنوا ملاخي ١:٢.) وكان ذلك سيصير حقا عطية عظيمة.
١٣ رَفْض اسرائيل لابن اللّٰه انتج اية خسارة، ولكن لماذا كان فرح يهوه غير ناقص؟
١٣ انسجاما مع كلمته النبوية، انتظر يهوه مدة معقولة قبل ان يقدم لغير اليهود عطية الصيرورة شركاء في العهد الجديد. ولكن برفض ابن اللّٰه نفسه، المسيَّا، خسرت امَّة اسرائيل الطبيعية هذه العطية العظيمة. لذلك وازن يهوه رفض ابنه بتقديم هذه العطية لشعب غير الامة اليهودية. وبهذه الطريقة، فإن فرح يهوه بصفته المعطي العظيم استمر غير ناقص.
سعادة العطاء
١٤ لماذا يكون يسوع المسيح المخلوق الاكثر سعادة في كل الكون؟
١٤ يهوه هو «الاله السعيد.» (١ تيموثاوس ١:١١، عج) واعطاء الآخرين هو احد الامور التي تجعله سعيدا. وفي القرن الاول بم، قال ابنه الوحيد: «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.» (اعمال ٢٠:٣٥) وانسجاما مع هذا المبدإ، صار يسوع المخلوق الاكثر سعادة لخالق كل الكون. وكيف ذلك؟ حسنا، بعد يهوه اللّٰه نفسه، اعطى يسوع المسيح اعظم عطية على الاطلاق بالتضحية بحياته لفائدة الجنس البشري. وفي الواقع، انه «المبارك (السعيد)» (١ تيموثاوس ٦:١٥) وهكذا يكون يسوع مثلا لما قاله بشأن سعادة العطاء العظمى.
١٥ في اي امر لن يتوقف يهوه ابدا عن ان يكون مثالا، وكيف يمكن ان تختبر خلائقه الذكية مقدارا من سعادته؟
١٥ بواسطة يسوع المسيح، لن يفشل يهوه اللّٰه ابدا في ان يكون المعطي السخي لجميع خلائقه الذكية وسيكون دائما مثالهم الافضل في العطاء. وكما يجد اللّٰه بهجة في إعطاء العطايا الصالحة للآخرين، كذلك وضع روح السخاء في قلوب خلائقه الذكية على الارض. بهذه الطريقة يعكسون ويتمثَّلون بشخصيَّته ويختبرون مقدارا من سعادته. (تكوين ١:٢٦؛ افسس ٥:١) وعلى نحو ملائم، قال يسوع لأتباعه: «اعطوا تُعطوا. كيلا جيدا ملبَّدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم.» — لوقا ٦:٣٨.
١٦ الى اي عطاء اشار يسوع في لوقا ٦:٣٨؟
١٦ رسم يسوع مثالا ممتازا في جعل مسلك العطاء ممارسةً. وقال انه سيكون هنالك تجاوب جيد مع عطاء كهذا من جهة النائلين. وفي لوقا ٦:٣٨، لم يكن يسوع يشير على وجه الحصر الى اعطاء العطايا المادية. ولم يكن يأمر تلاميذه باتِّباع مسلك سيجعلهم فقراء ماديا. وبدلا من ذلك، كان يوجِّههم الى مسلك سيعطيهم شعورا بالانجاز الروحي.
السعادة الابدية مضمونة
١٧ اية عطية رائعة انعم بها اللّٰه على شهوده في هذه الايام الاخيرة؟
١٧ يا للعطية الرائعة التي انعم بها يهوه، رأس كل الخليقة، على شهوده في هذه الايام الاخيرة! لقد اعطانا بشارة ملكوته. ونحن لدينا الامتياز العظيم للكينونة منادين بملكوت اللّٰه المؤسس بين يدي ابنه الحاكم، يسوع المسيح. (متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠) انّ جعلنا شهودا صرحاء للاله العلي هو عطية لا مثيل لها، والطريقة الفضلى التي يمكننا بها ان نمارس العطاء تمثُّلا باللّٰه هي الاشتراك في رسالة الملكوت مع الآخرين قبل ان تأتي نهاية نظام الاشياء الشرير هذا.
١٨ كشهود ليهوه، ماذا يجب ان نعطي الآخرين؟
١٨ اشار الرسول بولس الى المشقات التي كان يجب ان يعانيها في اثناء مناداته برسالة الملكوت للآخرين. (٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٧) ويجب على شهود يهوه العصريين ايضا ان يعانوا المشقات ويضعوا جانبا التفضيلات الشخصية في محاولة لاعطاء الآخرين رجاء الملكوت. فربما لا نكون ميَّالين الى الذهاب الى ابواب الناس، وخصوصا اذا كنا خجولين. ولكن كأتباع للمسيح، لا يمكننا ان نتجنَّب او نتفادى امتياز اعطاء الامور الروحية للآخرين بواسطة الكرازة «ببشارة الملكوت هذه.» (متى ٢٤:١٤) ويلزم ان يكون لنا الموقف عينه الذي كان ليسوع. فعندما واجهه الموت، صلَّى: «يا ابتاه . . . ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.» (متى ٢٦:٣٩) وفي ما يتعلَّق باعطاء الآخرين بشارة الملكوت، يجب ان يفعل خدام يهوه مشيئة اللّٰه، لا مشيئتهم الخاصة — ما يريده هو، لا ما قد يريدونه هم.
١٩ مَن هما مالِكا «المنازل الابدية،» وكيف يمكننا ان نكون اصدقاء لهما؟
١٩ سيشمل عطاء كهذا وقتنا ومواردنا، ولكن اذ نكون معطين ذوي تعبُّد تقوي، نتأكد ان سعادتنا ستكون ابدية. ولماذا؟ لان يسوع قال: «اكسبوا لكم اصدقاء بمال الظلم [«الغنى العالمي،» الترجمة الاممية الجديدة]، حتى اذا فَني مالكم، تقُبَلون في المنازل الابدية.» (لوقا ١٦:٩، ترجمة تفسيرية) فيجب ان يكون هدفنا ان نستخدم «مال الظلم» لنكون اصدقاء لمالك «المنازل الابدية.» فكخالق، يملك يهوه كل شيء، وابنه البكر يشاركه في هذه الملكية كوارث لكل الاشياء. (مزمور ٥٠:١٠-١٢؛ عبرانيين ١:١، ٢) ولنكون اصدقاء لهما، يجب ان نستخدم مالنا بطريقة تجلب رضاهما. وهذا يشمل امتلاك الموقف الصائب من استخدام الامور المادية لخير الآخرين. (قارنوا متى ٦:٣، ٤؛ ٢ كورنثوس ٩:٧.) ويمكننا ان نستخدم مالنا بطريقة لائقة لنقوِّي صداقتنا مع يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. على سبيل المثال، نحن نفعل هذا باستخدامنا بفرح ما لدينا لمساعدة الناس الذين هم في حاجة حقيقية وبانفاقنا مواردنا لتأييد مصالح ملكوت اللّٰه. — امثال ١٩:١٧؛ متى ٦:٣٣.
٢٠ (أ) لماذا يمكن ليهوه ويسوع ان يُدخلانا الى «المنازل الابدية،» وأين يمكن ان تكون هذه المنازل؟ (ب) اي امتياز سيكون لنا طوال الابدية؟
٢٠ بسبب خلودهما، يمكن ان يكون يهوه اللّٰه ويسوع المسيح صديقَينا الى الابد ويمكن ان يُدخلانا الى «المنازل الابدية.» والامر هو كذلك سواء كانت هذه في السماء مع جميع الملائكة القديسين او على هذه الارض في فردوس مسترد. (لوقا ٢٣:٤٣) ان عطية اللّٰه الحبية ليسوع المسيح جعلت كل ذلك ممكنا. (يوحنا ٣:١٦) وسيستخدم يهوه اللّٰه يسوع ليستمر في اعطاء الخليقة كلها، لسعادته الفريدة الخاصة. وفي الواقع، طوال الابدية سيكون لدينا امتياز العطاء تحت سلطان يهوه اللّٰه الكوني ومُلك ابنه الوحيد، ربنا ومخلصنا، يسوع المسيح. وهذا سينتج سعادة ابدية لكل المعطين ذوي التعبُّد التقوي.
-
-
يهوه يحبّ المعطين المسرورينبرج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
يهوه يحبّ المعطين المسرورين
«كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار. لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.» — ٢ كورنثوس ٩:٧.
١ كيف كان اللّٰه والمسيح معطيَين مسرورَين؟
يهوه هو المعطي المسرور الاوَّل. فقد اعطى الحياة بفرح لابنه الوحيد واستخدمه لجلب الملائكة والجنس البشري الى الوجود. (امثال ٨:٣٠، ٣١؛ كولوسي ١:١٣-١٧) وأعطانا اللّٰه حياةً ونَفَسًا وكل شيء، بما في ذلك امطار من السماء وأزمنة مثمرة، مالئًا قلوبنا سرورا. (اعمال ١٤:١٧؛ ١٧:٢٥) حقا، ان اللّٰه وابنه، يسوع المسيح، على السواء هما معطيان مسروران. فهما يعطيان ببهجة، بروح عديمة الانانية. وقد احب يهوه كثيرا عالم الجنس البشري حتى «بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» ويسوع بسخاء ‹بذل نفسه فدية عن كثيرين.› — يوحنا ٣:١٦؛ متى ٢٠:٢٨.
٢ بحسب بولس، اي نوع من المعطين يحبّ اللّٰه؟
٢ لذلك ينبغي على خدام اللّٰه والمسيح ان يكونوا معطين مسرورين. وجرى التشجيع على عطاء كهذا في رسالة الرسول بولس الثانية الى المسيحيين في كورنثوس، التي كُتبت نحو السنة ٥٥ بم. واذ اشار كما يتَّضح الى الهِبات المالية الطوعية المصنوعة في الخفاء والمقدَّمة خصوصا لمساعدة المسيحيين المعوِزين في اورشليم واليهودية، قال بولس: «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار. لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.» (٢ كورنثوس ٩:٧؛ رومية ١٥:٢٦؛ ١ كورنثوس ١٦:١، ٢؛ غلاطية ٢:١٠) فكيف تجاوب شعب اللّٰه مع الفُرَص للعطاء؟ وماذا يمكننا ان نتعلَّم من مشورة بولس بشأن العطاء؟
مدفوعون بقلوب راغبة
٣ الى اي حد دعم الاسرائيليون تشييد المسكن لاجل عبادة يهوه؟
٣ تدفع القلوب الراغبة شعب اللّٰه ليعطوا من انفسهم ومواردهم دعما للقصد الالهي. على سبيل المثال، دعم الاسرائيليون في ايام موسى بفرح تشييد المسكن لاجل عبادة يهوه. فقلوب بعض النساء دفعتهنَّ ليغزلْنَ شعر المعزى، فيما خدم بعض الرجال كصُنَّاع. وأعطى الشعب بسرور الذهب، الفضة، الخشب، البوص، وأشياء اخرى «تقدمة للرب» طوعية. (خروج ٣٥:٤-٣٥) وكانوا اسخياء جدا حتى ان المواد الموهوبة «كانت كفايتهم لكل العمل ليصنعوه واكثر.» — خروج ٣٦:٤-٧.
٤ بأي موقف تبرَّع داود وآخرون لاجل الهيكل؟
٤ بعد عدَّة قرون، تبرَّع الملك داود بوفرة لاجل هيكل يهوه ليبنيه ابنه سليمان. وبما ان داود ‹سرَّ ببيت اللّٰه،› فقد اعطى من ‹خاصَّته› من الذهب والفضة. والامراء، الرؤساء، وآخرون، ‹ملأوا يدهم للرب.› وبأية نتيجة؟ «فرح الشعب (بصنعهم تقدمات طوعية) لأنهم بقلب كامل (صنعوا تقدمات طوعية) للرب.»! (١ أخبار الايام ٢٩:٣-٩) لقد كانوا معطين مسرورين.
٥ كيف دعم الاسرائيليون العبادة الحقة على مر القرون؟
٥ على مر القرون، حصل الاسرائيليون على امتياز دعم المسكن، الهياكل اللاحقة، وخدمات الكهنوت واللاويين فيها. على سبيل المثال، في ايام نحميا نوى اليهود ان يقدِّموا التبرُّعات للمحافظة على العبادة النقيَّة، مدركين انهم لا يجب ان يهملوا بيت اللّٰه. (نحميا ١٠:٣٢-٣٩) وعلى نحو مماثل اليوم، يقدِّم شهود يهوه بسرور هبات طوعية لبناء اماكن الاجتماعات والمحافظة عليها ولدعم العبادة الحقة.
٦ أَعطوا امثلة للعطاء الذي يتَّسم بالسرور بواسطة المسيحيين.
٦ كان المسيحيون الاوَّلون معطين مسرورين. على سبيل المثال، كان غايس يفعل «بالامانة» في الكينونة حَسَن الضيافة للذين يسافرون من اجل مصالح الملكوت، تماما كما يمنح شهود يهوه حسْن الضيافة للنظار الجائلين الذين ترسلهم الآن جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس. (٣ يوحنا ٥-٨) ومن المكلف الى حد بعيد جَعْل هؤلاء الاخوة يسافرون الى الجماعات ومَنْح الضيافة لهم، ولكن كم يكون ذلك مفيدا روحيا! — رومية ١:١١، ١٢.
٧ كيف استخدم اهل فيلبي مواردهم المادية؟
٧ استخدمت الجماعات ككلٍّ مواردها المادية لتعزيز مصالح الملكوت. على سبيل المثال، قال بولس للمؤمنين في فيلبي: «انكم في تسالونيكي ايضا ارسلتم اليَّ مرة او مرتين لحاجتي. ليس أني اطلب العطية بل اطلب الثمر المتكاثر لحسابكم.» (فيلبي ٤:١٥-١٧) لقد اعطى اهل فيلبي بسرور، ولكن اية عوامل حثَّت على عطاء كهذا متَّسم بالسرور؟
ماذا يحثُّ على العطاء المتَّسم بالسرور؟
٨ كيف تبرهنون ان روح اللّٰه يحرِّك شعبه ليكونوا معطين مسرورين؟
٨ روح يهوه القدوس، او قوَّته الفعالة، يحرِّك شعبه ليكونوا معطين مسرورين. عندما كان مسيحيو اليهودية محتاجين، حرَّك روح اللّٰه المؤمنين الآخرين ليساعدوهم ماديا. ولتشجيع المسيحيين في كورنثوس ليفعلوا ما في وسعهم في تقديم هبات كهذه، ذكر بولس مثال الجماعات في مكدونيَّة. فعلى الرغم من ان المؤمنين في مكدونيَّة كانوا يختبرون الاضطهاد والفقر، اظهروا المحبَّة الاخوية اذ اعطوا فوق قدرتهم الفعلية. حتى انهم التمسوا لاجل امتياز العطاء! (٢ كورنثوس ٨:١-٥) ولا تعتمد قضية اللّٰه على هبات الاغنياء وحدها. (يعقوب ٢:٥) فخدامه المنتذرون الفقراء ماديا هم الدعامة الرئيسية في تمويل عمل الكرازة بالملكوت. (متى ٢٤:١٤) ولكنَّهم لا يتألَّمون بسبب كرمهم، لان اللّٰه يزوِّد على نحو لا يفشل حاجات شعبه في هذا العمل، والقوة وراء استمراريَّته وازدياده هي روحه.
٩ كيف يكون الايمان، المعرفة، والمحبَّة، مرتبطة بالعطاء المتَّسم بالسرور؟
٩ العطاء المتَّسم بالسرور يحثُّه الايمان، المعرفة، والمحبَّة. قال بولس: «كما تزدادون [ايها الكورنثيون] في كل شيء في الايمان والكلام والعلم وكل اجتهاد ومحبَّتكم لنا ليتكم تزدادون في (هذا العطاء) ايضا. لست اقول على سبيل الامر بل باجتهادِ آخرين مختبِرا إخلاص محبَّتكم ايضا.» (٢ كورنثوس ٨:٧، ٨) ان التبرُّع لاجل قضية يهوه، وخصوصا عندما تكون للمعطي موارد مالية محدودة، يتطلَّب الايمان بتدابير اللّٰه المقبِلة. والمسيحيون الذين لديهم وفرة من المعرفة يريدون ان يخدموا قصد يهوه، والذين لديهم وفرة من المحبَّة له ولشعبه يستخدمون بسرور مواردهم لتأييد قضيته.
١٠ لماذا يمكن ان يُقال ان مثال يسوع يحرِّك المسيحيين ليعطوا بسرور؟
١٠ يحرِّك مثال يسوع المسيحيين ليعطوا بسرور. فبعد ان حرَّض الكورنثيين على العطاء بدافع المحبَّة، قال بولس: «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره.» (٢ كورنثوس ٨:٩) واذ كان في السماء اغنى من ايّ ابن آخر للّٰه، اخلى يسوع نفسه من كل ذلك واتخذ حياة بشرية. (فيلبي ٢:٥-٨) ولكن، بالصيرورة فقيرا بهذه الطريقة غير الانانية، ساهم يسوع في تقديس اسم يهوه وضحَّى بحياته ذبيحة فدائية لفائدة البشر الذين كانوا سيقبلونها. وانسجاما مع مثال يسوع، ألا يجب ان نعطي بسرور لمساعدة الآخرين والمساهمة في تقديس اسم يهوه؟
١١، ١٢ كيف يمكن للتخطيط الجيد ان يجعلنا معطين مسرورين؟
١١ التخطيط الجيد يجعل العطاء المتَّسم بالسرور ممكنا. قال بولس للكورنثيين: «في كل اوَّل اسبوع ليضع كل واحد منكم عنده. خازنا ما تيسَّر حتى اذا جئت لا يكون جمع حينئذٍ.» (١ كورنثوس ١٦:١، ٢) وبطريقة مماثلة مصنوعة في الخفاء وطوعية، يحسن بأولئك الذين يرغبون في تقديم الهبات لتأييد عمل الملكوت اليوم ان يضعوا جانبا لهذا القصد شيئا من اموالهم المكتسَبة. ونتيجة لتخطيط جيد كهذا، يمكن للشهود الافراد، العائلات، والجماعات ان يقدِّموا الهبات لترويج العبادة الحقَّة.
١٢ انجاز الخطط للتبرُّع سيجعلنا سعداء. كما قال يسوع، «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.» (اعمال ٢٠:٣٥) لذلك كان يمكن للكورنثيين ان يزيدوا فرحهم باتِّباع مشورة بولس ان ينجزوا خطَّتهم التي ابتدأت منذ سنة لارسال المدَّخرات الى اورشليم. «هو مقبول على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له،» قال. فعندما يقدِّم احد تبرُّعات حسب ما له، يجب ان تُقدَّر على نحو رفيع. واذا كنا نثق باللّٰه، يمكنه ان يسوِّي الامور بحيث يكون الذين يملكون الكثير كرماء، لا مبذِّرين، والذين يملكون القليل لا يكون لديهم نقصان يقلِّل من قوَّتهم وقدرتهم على خدمته. — ٢ كورنثوس ٨:١٠-١٥.
التدبير الجيد للعطاء
١٣ لماذا كان يمكن للكورنثيين ان يملكوا الثقة باشراف بولس على الهبات؟
١٣ مع ان بولس اشرف على ترتيب الوَهْب لكي يتمكن المؤمنون المحتاجون من التمتُّع بالاغاثة المادية والاشتراك باكثر حيويَّة في عمل الكرازة، لم يأخذ هو ولا الآخرون ايًّا من المدَّخرات لاجل خدماتهم. (٢ كورنثوس ٨:١٦-٢٤؛ ١٢:١٧، ١٨) لقد عمل بولس ليسدّ حاجاته المادية الخاصة بدلا من فَرض اعباء مالية على اية جماعة. (١ كورنثوس ٤:١٢؛ ٢ تسالونيكي ٣:٨) لذلك، بتسليم الهبات له، كان الكورنثيون يوكلونها الى خادم للّٰه جدير بالثقة، عامل بكدّ.
١٤ في ما يختص باستخدام الهبات، اي سجلٍّ تملكه جمعية برج المراقبة؟
١٤ منذ تأسيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٨٨٤، كان لدى المتبرِّعين دليل على انها مشرِف جدير بالثقة على كل الهبات التي توكل اليها لاجل عمل ملكوت يهوه. وبحسب شرعتها، تجاهد الجمعية لسدِّ الحاجة العظمى لكل الناس، الحاجة الى الامور الروحية. ويجري القيام بذلك في شكل مطبوعات للكتاب المقدس وارشاد في كيفية نيل الخلاص. واليوم، يُسرع يهوه بتجميع الاشخاص المشبَّهين بالخراف الى هيئته التي تتوسَّع، وبركته على الاستعمال الحكيم للهبات في عمل الكرازة بالملكوت هي دليل واضح على الرضى الالهي. (اشعياء ٦٠:٨، ٢٢) ونحن واثقون بأنه سيستمر في تحريك قلوب المعطين المسرورين.
١٥ لماذا تذكر هذه المجلة احيانا الهبات؟
١٥ تستخدم الجمعية احيانا اعمدة هذه المجلة لتنبِّه القرَّاء الى امتياز تقديمهم الهبات الطوعية للعمل العالمي للكرازة بالملكوت. ليس ذلك توسُّلا ولكنه مذكِّر لكل الراغبين في دعم «العمل المقدس للبشارة» فيما يجعلهم اللّٰه يزدهرون. (رومية ١٥:١٦، عج؛ ٣ يوحنا ٢) وتستخدم الجمعية كل المال الموهوب بالطريقة الاقتصادية اكثر بغية جعل اسم يهوه والملكوت معروفَين. وبشُكر يجري تسلُّم كل التبرُّعات، الإشعار بتسلُّمها، واستخدامها من اجل نشر بشارة ملكوت اللّٰه. على سبيل المثال، بهذه الوسيلة يجري دعم النشاطات الإرسالية في بلدان عديدة، وتسهيلات الطباعة الضرورية لمنح المعرفة من الكتاب المقدس تجري صيانتها وتوسيعها. وكذلك فان التبرُّعات للعمل العالمي تُستخدم لتغطية التكاليف المتصاعدة لانتاج الكتب المقدسة والمطبوعات ذات الصلة بالكتاب المقدس بالاضافة الى كسيتات سمعية وكسيتات ڤيديوية. بطرائق كهذه يجري ترويج مصالح الملكوت بواسطة المعطين المسرورين.
ليس عن اضطرار
١٦ مع ان قليلين من شهود يهوه اغنياء ماديا، لماذا يجري تقدير تبرُّعاتهم؟
١٦ قليلون من شهود يهوه اغنياء ماديا. وعلى الرغم من انَّهم قد يعطون كميَّات متواضعة لترويج مصالح الملكوت، فهباتهم هي مع ذلك ذات معنى. وعندما رأى يسوع ارملة مسكينة تُلقي فلسَين في خزانة الهيكل، قال: «إن هذه الارملة الفقيرة ألقت اكثر من الجميع. لأن هؤلاء [المتبرعين الآخرين] من فضلتهم ألقَوا في قرابين اللّٰه. وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل المعيشة التي لها.» (لوقا ٢١:١-٤) ومع ان عطيَّتها كانت صغيرة، كانت معطية مسرورة — وجرى تقدير تبرُّعها.
١٧، ١٨ ما هو جوهر كلمات بولس في ٢ كورنثوس ٩:٧، وأي شيء تشير اليه الكلمة اليونانية المنقولة الى «مسرور»؟
١٧ في ما يتعلَّق بعمل الاغاثة من اجل مسيحيِّي اليهودية، قال بولس: «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار. لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.» (٢ كورنثوس ٩:٧) ربما لمَّح الرسول الى جزء من الامثال ٢٢:٨ في الترجمة السبعينية، التي تقول: «اللّٰه يبارك المعطي المسرور؛ وسيعوِّض عن نقصان اعماله.» (الكتاب المقدس السبعيني، ترجمه شارلز تومسون) استبدل بولس «يبارك» بـ «يحبّ،» ولكن هنالك صلة، لأن حصادا للبركات ينتج من محبَّة اللّٰه.
١٨ المعطي المسرور سعيد حقا بأن يعطي. فمن التعبير اليوناني المنقول الى «مسرور» في ٢ كورنثوس ٩:٧ تأتي الكلمة «مَرِح»! وبعد الاشارة الى ذلك، قال العالِم ر. سي. ه. لنسكي: «اللّٰه يحب المعطي الجَذِل، الفَرِح، السعيد . . . [الذي] يُكلَّل ايمانه بالابتسامات عندما تواجهه فرصة اخرى للعطاء.» ان شخصا بروح فَرِحة كهذه لا يعطي عن حزن او اضطرار بل يعكف باخلاص على عطائه. فهل انتم مسرورون الى هذا الحد بالعطاء دعما لمصالح الملكوت؟
١٩ كيف قدَّم المسيحيون الاوَّلون التبرُّعات؟
١٩ لم يمرِّر المسيحيون الاوَّلون صواني لمَّةٍ ولا مارسوا التعشير بِوَهْب عشْر مدخولهم لمقاصد دينية. وبدلا من ذلك، كانت تبرُّعاتهم طوعيَّة كاملا. كتب ترتليان، الذي اهتدى الى المسيحية نحو السنة ١٩٠ بم: «مع انه لدينا صندوق للمال خاص بنا، فهو ليس مؤلَّفا من مال شراء [الخلاص]، كما لو انَّه لدِين يمكن رشْوه. ففي اليوم المعيَّن خلال الشهر [مرة في الشهر كما يبدو]، يضع كل شخص، اذا احب، هبة صغيرة؛ ولكن فقط اذا كانت هذه مسرَّته، وفقط اذا كان قادرا؛ اذ ليس هنالك اضطرار؛ وكل ذلك طوعي.» — اپولوجي، الفصل ٣٩.
٢٠، ٢١ (أ) ماذا قال عدد باكر من هذه المجلة عن امتياز دعم قضية اللّٰه ماليا، وكيف ينطبق ذلك اليوم ايضا؟ (ب) ماذا يحدث عندما نكرم يهوه بأشيائنا الثمينة؟
٢٠ كان العطاء الطوعي امرا مألوفا على الدوام بين خدام يهوه العصريين. ولكن احيانا، لم ينتهز البعض كاملا امتيازهم لدعم قضية اللّٰه بتقديم الهبات. على سبيل المثال، في شباط ١٨٨٣، قالت هذه المجلة: «يتحمَّل البعض الكثير من العبء المالي من اجل الآخرين، بحيث ان قوَّتهم المالية تتقلَّص من الإرهاق والإنهاك، ولذلك فإن قدرتهم على الافادة تضعف؛ وليس ذلك فحسب، لكنَّ الذين . . . لم يفهموا كاملا الوضع، كانوا خاسرين من جرَّاء النقص في الممارسة من هذه الناحية.»
٢١ اذ يتدفَّق الجمع الكثير الى هيئة يهوه اليوم، واذ يتوسَّع عمل اللّٰه الى اوروپا الشرقية ومناطق اخرى محظورة في السابق، هنالك حاجة متزايدة الى توسيع تجهيزات الطباعة والتسهيلات الاخرى. ويجب طباعة المزيد من الكتب المقدسة والمطبوعات الاخرى. والكثير من المشاريع الثيوقراطية قيد الانجاز؛ ولكن، يمكن لبعضها ان يتقدَّم بسرعة اكبر اذا وُجد رأس المال الكافي. بالتأكيد، لدينا ايمان بأن اللّٰه سيزوِّد ما يلزم، ونحن نعرف ان الذين ‹يكرمون الرب (بأشيائهم الثمينة)،› ستجري مباركتهم. (امثال ٣:٩، ١٠) حقا، «من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد.» ويهوه سوف ‹يُغنينا . . . لكل سخاء،› وعطاؤنا المسرور سيجعل كثيرين يشكرونه ويسبِّحونه. — ٢ كورنثوس ٩:٦-١٤.
أَظهروا إقراركم بالفضل لاجل عطايا اللّٰه
٢٢، ٢٣ (أ) ما هي عطية اللّٰه المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها؟ (ب) بما اننا نقدِّر عطايا يهوه، ماذا يجب ان نفعل؟
٢٢ اذ دفعه الاقرار العميق بالفضل، قال بولس نفسه: «شكرا للّٰه على عطيَّته التي لا يعبَّر عنها.» (٢ كورنثوس ٩:١٥) وبصفته «كفَّارة» لخطايا المسيحيين الممسوحين وللذين من العالم، يكون يسوع الاساس والقناة لعطيَّة يهوه المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها. (١ يوحنا ٢:١، ٢) وهذه العطيَّة هي «نعمة اللّٰه الفائقة» التي اظهرها لشعبه على الارض بواسطة يسوع المسيح، وهي تكثر لاجل خلاصهم ولمجد وتبرئة يهوه. — ٢ كورنثوس ٩:١٤.
٢٣ يعود اقرارنا العميق بالفضل الى يهوه لاجل عطيَّته المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها والكثير من العطايا الروحية والمادية الاخرى لشعبه. ان صلاح ابينا السماوي نحونا رائع للغاية حتى انه يفوق القدرات التعبيرية للبشر! وطبعا، يجب ان يحثَّنا ذلك لنكون معطين مسرورين. فبتقدير قلبي، اذًا، لنفعلْ كل ما في وسعنا لترويج قضية الهنا السخي، يهوه، المعطي المسرور الاوَّل والرئيسي!
-