مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السعادة الابدية تنتظر المعطين ذوي التعبُّد التقوي
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • السعادة الابدية تنتظر المعطين ذوي التعبُّد التقوي

      ‏«هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَن هو المعطي الاعظم،‏ وما هي عطيته العظمى للجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ بإعطاء هذه العطية العظمى،‏ اية صفة اعرب عنها اللّٰه؟‏

      يهوه اللّٰه هو المعطي الاعظم على الاطلاق.‏ وعنه،‏ خالق السموات والارض،‏ كتب التلميذ المسيحي يعقوب:‏ «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران.‏» (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ ويهوه هو ايضا معطي اعظم عطية يمكن ان تعطى على الاطلاق.‏ وفي ما يتعلَّق بعطيَّته العظمى للجنس البشري،‏ قيل:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٢ لم يكن المتكلِّم بهذه الكلمات سوى ابن اللّٰه الوحيد نفسه.‏ والابن الوحيد لابيه يقدِّر ويحبّ على نحو طبيعي ابًا كهذا بصفته مصدر حياته وكل الامور الصالحة المزوَّدة لتمتُّعه بالحياة.‏ لكنَّ محبَّة اللّٰه لم تكن مقتصرة على هذا الابن وحده.‏ إنَّ توسيع عطية كهذه لتبلغ آخرين من خلائقه يعرب عن ممارسة اللّٰه للمحبَّة الى حد فائق.‏ (‏قارنوا رومية ٥:‏٨-‏١٠‏.‏)‏ ويتضح ذلك الى حد بعيد عندما نفحص ما تعنيه حقا الكلمة «بذل» في سياق الكلام هذا.‏

      عطية اللّٰه لـ‍ «ابن محبَّته»‏

      ٣ بالاضافة الى «ابن محبَّته،‏» مَن تمتَّعوا ايضا بمحبَّة الآب السماوي؟‏

      ٣ لمدَّة غير معيَّنة من الوقت،‏ تمتع اللّٰه بمعاشرة شخصية لهذا الابن الوحيد —‏ «ابن محبَّته» —‏ في الحيِّز السماوي.‏ (‏كولوسي ١:‏١٣‏)‏ وخلال كل ذلك الوقت،‏ نما الآب والابن في المحبة والمودَّة احدهما تجاه الآخر كثيرا حتى انه لم تكن هنالك محبة متبادلة اخرى كالتي لهما.‏ والخلائق الاخرى التي اتى بها اللّٰه الى الوجود بواسطة ابنه الوحيد كانت محبوبة ايضا كاعضاء في عائلة يهوه الالهية.‏ وهكذا سادت المحبَّة كامل عائلة اللّٰه.‏ ويُذكر على نحو صحيح في الاسفار المقدسة ان «اللّٰه محبَّة.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وهكذا فان العائلة الالهية مؤلَّفة من اولئك الذين يحبُّهم الآب،‏ يهوه اللّٰه.‏

      ٤ كيف شمل بذْل اللّٰه ابنه اكثر من خسارة المعاشرة الشخصية،‏ ولاجل مَن؟‏

      ٤ كانت الروابط بين يهوه وابنه البكر لصيقة جدا حتى ان حرمان انفسهما من معاشرة حميمة كهذه هو بحد ذاته خسارة عظيمة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ لكنَّ ‹بذْل› هذا الابن الوحيد عنى اكثر من حرمان اللّٰه نفسه من المعاشرة الشخصية لـ‍ «ابن محبَّته.‏» فقد ذهب ذلك حتى الى حد سماح يهوه بأن يعاني ابنه الموت ويخرج بالتالي وقتيا من الوجود كعضو في عائلة اللّٰه الكونية.‏ وكان ذلك موتا من اجل الذين لم يكونوا قط اعضاء في عائلة اللّٰه.‏ فلا يمكن ان يصنع يهوه عطية لاجل الجنس البشري المعوِز اعظم من ابنه الوحيد،‏ الذي تحدد الاسفار المقدسة هويَّته ايضا بصفته «بداءة خليقة اللّٰه.‏» —‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا كان مأزق ذرية آدم،‏ وماذا تطلَّب عدل اللّٰه من جهة احد ابنائه الامناء؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت عطية اللّٰه العظمى ستتطلَّب من جهته هو؟‏

      ٥ لقد فشل الزوجان البشريَّان الاوَّلان،‏ آدم وحواء،‏ في المحافظة على مكانهما كعضوَين في عائلة اللّٰه.‏ هذه هي الحالة التي وجدا انفسهما فيها بعد ان طُردا من جنَّة عدن بسبب إخطائهما الى اللّٰه.‏ ليس فقط انهما لم يعودا عضويَن في عائلة اللّٰه لكنهما كانا ايضا تحت عقوبة الموت.‏ ولذلك فالمشكلة لم تكن فقط تلك التي لردّ ذريتهما الى رضى اللّٰه كاعضاء في عائلته بل ايضا تلك التي لرفع العقوبة الالهية للموت عنهم.‏ ووفقا لعمل العدل الالهي،‏ يتطلَّب ذلك ان يختبر احد ابناء يهوه اللّٰه الامناء الموت كبديل،‏ او فدية.‏ وهكذا كان السؤال الكبير:‏ هل يكون مَن سيجري اختياره راغبا في الخضوع لموت بديل كهذا لاجل البشر الخطاة؟‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان إحداث ذلك سيتطلَّب عجيبة من جهة اللّٰه القادر على كل شيء.‏ وسيتطلَّب ايضا تعبيرا عن المحبَّة الالهية الى حد لا مثيل له.‏ —‏ رومية ٨:‏٣٢‏.‏

      ٦ كيف كان ابن اللّٰه قادرا ان يكون على مستوى حاجات الحالة التي تشمل الجنس البشري الخاطئ،‏ وماذا قال في ما يتعلَّق بذلك؟‏

      ٦ وحده ابن يهوه البكر يمكنه ان يكون على مستوى الحاجات الخصوصية للحالة التي تشمل الجنس البشري الخاطئ.‏ فهو صورة ابيه السماوي في اظهار المودَّة لاعضاء العائلة المُنتَجة الهيا حتى انه بلا مثيل بين ابناء اللّٰه.‏ وبما ان كل الخلائق الذكية الاخرى اتت الى الوجود بواسطته،‏ فإن مودَّته لهم ستكون بالتأكيد وافرة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ فان المحبَّة صفة غالبة لابن يهوه الوحيد،‏ يسوع المسيح،‏ لأنه «بهاء مجد [اللّٰه] ورسم جوهره.‏» (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ واذ اظهر رغبته في التعبير عن هذه المحبَّة الى الحد الاعظم ببذل حياته لاجل الجنس البشري الخاطئ،‏ قال يسوع لرسله الـ‍ ١٢:‏ «ابن الانسان ايضا لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.‏» —‏ مرقس ١٠:‏٤٥‏؛‏ انظروا ايضا يوحنا ١٥:‏١٣‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا كان دافع يهوه في ارسال يسوع المسيح الى عالم الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ في اي نوع من المهمات ارسل اللّٰه ابنه الوحيد؟‏

      ٧ يملك يهوه اللّٰه سببا خصوصيا لارسال يسوع الى عالم الجنس البشري المعدِم هذا.‏ وقد كانت المحبَّة الالهية الدافع لذلك،‏ لأن يسوع نفسه قال:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏ لأنه لم يرسل اللّٰه ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٨ كان في مهمة خلاص انّ يهوه ارسل بمحبَّة ابنه الوحيد.‏ فلم يرسل اللّٰه ابنه الى هنا لكي يدين العالم.‏ فلو أُرسل ابن اللّٰه في مهمة كهذه تتعلق بالدينونة لكان المستقبل المتوقَّع للجنس البشري كله بلا رجاء.‏ وعقوبة الدينونة غير المؤاتية التي كان يسوع المسيح سيتلفَّظ بها على العائلة البشرية كانت ستصير ادانة بالموت.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ وهكذا،‏ بهذا التعبير الفريد عن المحبَّة الالهية،‏ وازن اللّٰه عقوبة الموت التي كان سيتطلَّبها العدل الصرف.‏

      ٩ كيف شعر المرنِّم داود بشأن عطاء يهوه؟‏

      ٩ في كل الامور،‏ يعبِّر ويبرهن يهوه اللّٰه عن المحبَّة بصفتها الوجه البارز لشخصيَّته.‏ ويمكن ان يُقال على نحو صحيح ان اللّٰه يعطي بمحبَّة عبَّاده الامناء على الارض اكثر مما يكفي في ما يتعلَّق بالامور الصالحة.‏ وشعر المرنِّم داود على هذا النحو بشأن ذلك عندما قال للّٰه:‏ «ما اعظم (‏صلاحك)‏ الذي ذخرته لخائفيك.‏ وفعلته للمتَّكلين عليك تجاه بني البشر.‏» (‏مزمور ٣١:‏١٩‏)‏ فخلال مُلْك داود على امة اسرائيل —‏ نعم،‏ خلال حياته كعضو في تلك الامة التي اختارها اللّٰه خصوصا —‏ كثيرا ما اختبر صلاح يهوه.‏ ووجد داود انه وافر.‏

      خسارة اسرائيل عطية عظيمة من اللّٰه

      ١٠ لماذا كانت اسرائيل القديمة مختلفة عن اية امة اخرى على الارض؟‏

      ١٠ بحيازتها يهوه كاله لها،‏ كانت اسرائيل القديمة مختلفة عن اية امة اخرى على الارض.‏ وبواسطة النبي موسى كوسيط،‏ اتى يهوه بالمتحدِّرين من ابرهيم،‏ اسحق،‏ ويعقوب الى علاقة عهد مع نفسه.‏ فهو لم يكن قد تعامل مع اية امة اخرى وفقا لهذا النموذج.‏ لذلك،‏ تمكن المرنِّم الملهم من ان يهتف:‏ «يُخبر يعقوب بكلمته واسرائيل بفرائضه واحكامه.‏ لم يصنع هكذا بإحدى الامم.‏ واحكامه لم يعرفوها.‏ هللويا.‏» —‏ مزمور ١٤٧:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١١ حتى متى تمتعت اسرائيل بمركز حظوتها عند اللّٰه،‏ وكيف عبَّر يسوع عن التغيير في علاقتهم؟‏

      ١١ استمرَّت امة اسرائيل الطبيعية في علاقة حظوتها باللّٰه الى ان رفضت يسوع المسيح بصفته المسيَّا في السنة ٣٣ لعصرنا الميلادي.‏ كان ذلك يوما محزنا حقا لاسرائيل حين استسلم يسوع لهذا الهتاف الحزين:‏ «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسَلين اليها كم مرَّة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.‏ هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.‏» (‏متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ اشارت كلمات يسوع الى ان امة اسرائيل،‏ على الرغم من كونها في السابق ذات حظوة عند يهوه،‏ فقد خسرت عطية خصوصية من اللّٰه.‏ فكيف ذلك؟‏

      ١٢ مَن كانوا ‹اولاد اورشليم،‏› وماذا كان جَمْعهم سيعني ليسوع؟‏

      ١٢ باستعمال عبارة «اولاد،‏» اشار يسوع الى مجرد اليهود المختونين الطبيعيين الذين عاشوا في اورشليم ومثَّلوا كامل الامة اليهودية.‏ وبالنسبة الى يسوع كان جمع ‹اولاد اورشليم› سيعني ان يُدخل هؤلاء ‹الاولاد› في عهد جديد مع اللّٰه،‏ اذ يخدم هو كوسيط بين يهوه وهؤلاء اليهود الطبيعيين.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏)‏ وكان ذلك سيُنتج غفران الخطايا،‏ لأن هذا هو مدى محبَّة اللّٰه.‏ (‏قارنوا ملاخي ١:‏٢‏.‏)‏ وكان ذلك سيصير حقا عطية عظيمة.‏

      ١٣ رَفْض اسرائيل لابن اللّٰه انتج اية خسارة،‏ ولكن لماذا كان فرح يهوه غير ناقص؟‏

      ١٣ انسجاما مع كلمته النبوية،‏ انتظر يهوه مدة معقولة قبل ان يقدم لغير اليهود عطية الصيرورة شركاء في العهد الجديد.‏ ولكن برفض ابن اللّٰه نفسه،‏ المسيَّا،‏ خسرت امَّة اسرائيل الطبيعية هذه العطية العظيمة.‏ لذلك وازن يهوه رفض ابنه بتقديم هذه العطية لشعب غير الامة اليهودية.‏ وبهذه الطريقة،‏ فإن فرح يهوه بصفته المعطي العظيم استمر غير ناقص.‏

      سعادة العطاء

      ١٤ لماذا يكون يسوع المسيح المخلوق الاكثر سعادة في كل الكون؟‏

      ١٤ يهوه هو «الاله السعيد.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ واعطاء الآخرين هو احد الامور التي تجعله سعيدا.‏ وفي القرن الاول ب‌م،‏ قال ابنه الوحيد:‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وانسجاما مع هذا المبدإ،‏ صار يسوع المخلوق الاكثر سعادة لخالق كل الكون.‏ وكيف ذلك؟‏ حسنا،‏ بعد يهوه اللّٰه نفسه،‏ اعطى يسوع المسيح اعظم عطية على الاطلاق بالتضحية بحياته لفائدة الجنس البشري.‏ وفي الواقع،‏ انه «المبارك (‏السعيد)‏» (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٥‏)‏ وهكذا يكون يسوع مثلا لما قاله بشأن سعادة العطاء العظمى.‏

      ١٥ في اي امر لن يتوقف يهوه ابدا عن ان يكون مثالا،‏ وكيف يمكن ان تختبر خلائقه الذكية مقدارا من سعادته؟‏

      ١٥ بواسطة يسوع المسيح،‏ لن يفشل يهوه اللّٰه ابدا في ان يكون المعطي السخي لجميع خلائقه الذكية وسيكون دائما مثالهم الافضل في العطاء.‏ وكما يجد اللّٰه بهجة في إعطاء العطايا الصالحة للآخرين،‏ كذلك وضع روح السخاء في قلوب خلائقه الذكية على الارض.‏ بهذه الطريقة يعكسون ويتمثَّلون بشخصيَّته ويختبرون مقدارا من سعادته.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ افسس ٥:‏١‏)‏ وعلى نحو ملائم،‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «اعطوا تُعطوا.‏ كيلا جيدا ملبَّدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم.‏ لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم.‏» —‏ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

      ١٦ الى اي عطاء اشار يسوع في لوقا ٦:‏٣٨‏؟‏

      ١٦ رسم يسوع مثالا ممتازا في جعل مسلك العطاء ممارسةً.‏ وقال انه سيكون هنالك تجاوب جيد مع عطاء كهذا من جهة النائلين.‏ وفي لوقا ٦:‏٣٨‏،‏ لم يكن يسوع يشير على وجه الحصر الى اعطاء العطايا المادية.‏ ولم يكن يأمر تلاميذه باتِّباع مسلك سيجعلهم فقراء ماديا.‏ وبدلا من ذلك،‏ كان يوجِّههم الى مسلك سيعطيهم شعورا بالانجاز الروحي.‏

      السعادة الابدية مضمونة

      ١٧ اية عطية رائعة انعم بها اللّٰه على شهوده في هذه الايام الاخيرة؟‏

      ١٧ يا للعطية الرائعة التي انعم بها يهوه،‏ رأس كل الخليقة،‏ على شهوده في هذه الايام الاخيرة!‏ لقد اعطانا بشارة ملكوته.‏ ونحن لدينا الامتياز العظيم للكينونة منادين بملكوت اللّٰه المؤسس بين يدي ابنه الحاكم،‏ يسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ انّ جعلنا شهودا صرحاء للاله العلي هو عطية لا مثيل لها،‏ والطريقة الفضلى التي يمكننا بها ان نمارس العطاء تمثُّلا باللّٰه هي الاشتراك في رسالة الملكوت مع الآخرين قبل ان تأتي نهاية نظام الاشياء الشرير هذا.‏

      ١٨ كشهود ليهوه،‏ ماذا يجب ان نعطي الآخرين؟‏

      ١٨ اشار الرسول بولس الى المشقات التي كان يجب ان يعانيها في اثناء مناداته برسالة الملكوت للآخرين.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ ويجب على شهود يهوه العصريين ايضا ان يعانوا المشقات ويضعوا جانبا التفضيلات الشخصية في محاولة لاعطاء الآخرين رجاء الملكوت.‏ فربما لا نكون ميَّالين الى الذهاب الى ابواب الناس،‏ وخصوصا اذا كنا خجولين.‏ ولكن كأتباع للمسيح،‏ لا يمكننا ان نتجنَّب او نتفادى امتياز اعطاء الامور الروحية للآخرين بواسطة الكرازة «ببشارة الملكوت هذه.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ويلزم ان يكون لنا الموقف عينه الذي كان ليسوع.‏ فعندما واجهه الموت،‏ صلَّى:‏ «يا ابتاه .‏ .‏ .‏ ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.‏» (‏متى ٢٦:‏٣٩‏)‏ وفي ما يتعلَّق باعطاء الآخرين بشارة الملكوت،‏ يجب ان يفعل خدام يهوه مشيئة اللّٰه،‏ لا مشيئتهم الخاصة —‏ ما يريده هو،‏ لا ما قد يريدونه هم.‏

      ١٩ مَن هما مالِكا «المنازل الابدية،‏» وكيف يمكننا ان نكون اصدقاء لهما؟‏

      ١٩ سيشمل عطاء كهذا وقتنا ومواردنا،‏ ولكن اذ نكون معطين ذوي تعبُّد تقوي،‏ نتأكد ان سعادتنا ستكون ابدية.‏ ولماذا؟‏ لان يسوع قال:‏ «اكسبوا لكم اصدقاء بمال الظلم [«الغنى العالمي،‏» الترجمة الاممية الجديدة‏]،‏ حتى اذا فَني مالكم،‏ تقُبَلون في المنازل الابدية.‏» (‏لوقا ١٦:‏٩‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ فيجب ان يكون هدفنا ان نستخدم «مال الظلم» لنكون اصدقاء لمالك «المنازل الابدية.‏» فكخالق،‏ يملك يهوه كل شيء،‏ وابنه البكر يشاركه في هذه الملكية كوارث لكل الاشياء.‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٠-‏١٢؛‏ عبرانيين ١:‏١،‏ ٢‏)‏ ولنكون اصدقاء لهما،‏ يجب ان نستخدم مالنا بطريقة تجلب رضاهما.‏ وهذا يشمل امتلاك الموقف الصائب من استخدام الامور المادية لخير الآخرين.‏ (‏قارنوا متى ٦:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏)‏ ويمكننا ان نستخدم مالنا بطريقة لائقة لنقوِّي صداقتنا مع يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ على سبيل المثال،‏ نحن نفعل هذا باستخدامنا بفرح ما لدينا لمساعدة الناس الذين هم في حاجة حقيقية وبانفاقنا مواردنا لتأييد مصالح ملكوت اللّٰه.‏ —‏ امثال ١٩:‏١٧؛‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ لماذا يمكن ليهوه ويسوع ان يُدخلانا الى «المنازل الابدية،‏» وأين يمكن ان تكون هذه المنازل؟‏ (‏ب)‏ اي امتياز سيكون لنا طوال الابدية؟‏

      ٢٠ بسبب خلودهما،‏ يمكن ان يكون يهوه اللّٰه ويسوع المسيح صديقَينا الى الابد ويمكن ان يُدخلانا الى «المنازل الابدية.‏» والامر هو كذلك سواء كانت هذه في السماء مع جميع الملائكة القديسين او على هذه الارض في فردوس مسترد.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ ان عطية اللّٰه الحبية ليسوع المسيح جعلت كل ذلك ممكنا.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وسيستخدم يهوه اللّٰه يسوع ليستمر في اعطاء الخليقة كلها،‏ لسعادته الفريدة الخاصة.‏ وفي الواقع،‏ طوال الابدية سيكون لدينا امتياز العطاء تحت سلطان يهوه اللّٰه الكوني ومُلك ابنه الوحيد،‏ ربنا ومخلصنا،‏ يسوع المسيح.‏ وهذا سينتج سعادة ابدية لكل المعطين ذوي التعبُّد التقوي.‏

  • يهوه يحبّ المعطين المسرورين
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • يهوه يحبّ المعطين المسرورين

      ‏«كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏

      ١ كيف كان اللّٰه والمسيح معطيَين مسرورَين؟‏

      يهوه هو المعطي المسرور الاوَّل.‏ فقد اعطى الحياة بفرح لابنه الوحيد واستخدمه لجلب الملائكة والجنس البشري الى الوجود.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ كولوسي ١:‏١٣-‏١٧‏)‏ وأعطانا اللّٰه حياةً ونَفَسًا وكل شيء،‏ بما في ذلك امطار من السماء وأزمنة مثمرة،‏ مالئًا قلوبنا سرورا.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٧؛‏ ١٧:‏٢٥‏)‏ حقا،‏ ان اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح،‏ على السواء هما معطيان مسروران.‏ فهما يعطيان ببهجة،‏ بروح عديمة الانانية.‏ وقد احب يهوه كثيرا عالم الجنس البشري حتى «بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» ويسوع بسخاء ‹بذل نفسه فدية عن كثيرين.‏› —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ٢ بحسب بولس،‏ اي نوع من المعطين يحبّ اللّٰه؟‏

      ٢ لذلك ينبغي على خدام اللّٰه والمسيح ان يكونوا معطين مسرورين.‏ وجرى التشجيع على عطاء كهذا في رسالة الرسول بولس الثانية الى المسيحيين في كورنثوس،‏ التي كُتبت نحو السنة ٥٥ ب‌م.‏ واذ اشار كما يتَّضح الى الهِبات المالية الطوعية المصنوعة في الخفاء والمقدَّمة خصوصا لمساعدة المسيحيين المعوِزين في اورشليم واليهودية،‏ قال بولس:‏ «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.‏» (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧؛‏ رومية ١٥:‏٢٦؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١،‏ ٢؛‏ غلاطية ٢:‏١٠‏)‏ فكيف تجاوب شعب اللّٰه مع الفُرَص للعطاء؟‏ وماذا يمكننا ان نتعلَّم من مشورة بولس بشأن العطاء؟‏

      مدفوعون بقلوب راغبة

      ٣ الى اي حد دعم الاسرائيليون تشييد المسكن لاجل عبادة يهوه؟‏

      ٣ تدفع القلوب الراغبة شعب اللّٰه ليعطوا من انفسهم ومواردهم دعما للقصد الالهي.‏ على سبيل المثال،‏ دعم الاسرائيليون في ايام موسى بفرح تشييد المسكن لاجل عبادة يهوه.‏ فقلوب بعض النساء دفعتهنَّ ليغزلْنَ شعر المعزى،‏ فيما خدم بعض الرجال كصُنَّاع.‏ وأعطى الشعب بسرور الذهب،‏ الفضة،‏ الخشب،‏ البوص،‏ وأشياء اخرى «تقدمة للرب» طوعية.‏ (‏خروج ٣٥:‏٤-‏٣٥‏)‏ وكانوا اسخياء جدا حتى ان المواد الموهوبة «كانت كفايتهم لكل العمل ليصنعوه واكثر.‏» —‏ خروج ٣٦:‏٤-‏٧‏.‏

      ٤ بأي موقف تبرَّع داود وآخرون لاجل الهيكل؟‏

      ٤ بعد عدَّة قرون،‏ تبرَّع الملك داود بوفرة لاجل هيكل يهوه ليبنيه ابنه سليمان.‏ وبما ان داود ‹سرَّ ببيت اللّٰه،‏› فقد اعطى من ‹خاصَّته› من الذهب والفضة.‏ والامراء،‏ الرؤساء،‏ وآخرون،‏ ‹ملأوا يدهم للرب.‏› وبأية نتيجة؟‏ «فرح الشعب (‏بصنعهم تقدمات طوعية)‏ لأنهم بقلب كامل (‏صنعوا تقدمات طوعية)‏ للرب.‏»!‏ (‏١ أخبار الايام ٢٩:‏٣-‏٩‏)‏ لقد كانوا معطين مسرورين.‏

      ٥ كيف دعم الاسرائيليون العبادة الحقة على مر القرون؟‏

      ٥ على مر القرون،‏ حصل الاسرائيليون على امتياز دعم المسكن،‏ الهياكل اللاحقة،‏ وخدمات الكهنوت واللاويين فيها.‏ على سبيل المثال،‏ في ايام نحميا نوى اليهود ان يقدِّموا التبرُّعات للمحافظة على العبادة النقيَّة،‏ مدركين انهم لا يجب ان يهملوا بيت اللّٰه.‏ (‏نحميا ١٠:‏٣٢-‏٣٩‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ يقدِّم شهود يهوه بسرور هبات طوعية لبناء اماكن الاجتماعات والمحافظة عليها ولدعم العبادة الحقة.‏

      ٦ أَعطوا امثلة للعطاء الذي يتَّسم بالسرور بواسطة المسيحيين.‏

      ٦ كان المسيحيون الاوَّلون معطين مسرورين.‏ على سبيل المثال،‏ كان غايس يفعل «بالامانة» في الكينونة حَسَن الضيافة للذين يسافرون من اجل مصالح الملكوت،‏ تماما كما يمنح شهود يهوه حسْن الضيافة للنظار الجائلين الذين ترسلهم الآن جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ (‏٣ يوحنا ٥-‏٨‏)‏ ومن المكلف الى حد بعيد جَعْل هؤلاء الاخوة يسافرون الى الجماعات ومَنْح الضيافة لهم،‏ ولكن كم يكون ذلك مفيدا روحيا!‏ —‏ رومية ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٧ كيف استخدم اهل فيلبي مواردهم المادية؟‏

      ٧ استخدمت الجماعات ككلٍّ مواردها المادية لتعزيز مصالح الملكوت.‏ على سبيل المثال،‏ قال بولس للمؤمنين في فيلبي:‏ «انكم في تسالونيكي ايضا ارسلتم اليَّ مرة او مرتين لحاجتي.‏ ليس أني اطلب العطية بل اطلب الثمر المتكاثر لحسابكم.‏» (‏فيلبي ٤:‏١٥-‏١٧‏)‏ لقد اعطى اهل فيلبي بسرور،‏ ولكن اية عوامل حثَّت على عطاء كهذا متَّسم بالسرور؟‏

      ماذا يحثُّ على العطاء المتَّسم بالسرور؟‏

      ٨ كيف تبرهنون ان روح اللّٰه يحرِّك شعبه ليكونوا معطين مسرورين؟‏

      ٨ روح يهوه القدوس،‏ او قوَّته الفعالة،‏ يحرِّك شعبه ليكونوا معطين مسرورين.‏ عندما كان مسيحيو اليهودية محتاجين،‏ حرَّك روح اللّٰه المؤمنين الآخرين ليساعدوهم ماديا.‏ ولتشجيع المسيحيين في كورنثوس ليفعلوا ما في وسعهم في تقديم هبات كهذه،‏ ذكر بولس مثال الجماعات في مكدونيَّة.‏ فعلى الرغم من ان المؤمنين في مكدونيَّة كانوا يختبرون الاضطهاد والفقر،‏ اظهروا المحبَّة الاخوية اذ اعطوا فوق قدرتهم الفعلية.‏ حتى انهم التمسوا لاجل امتياز العطاء!‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏١-‏٥‏)‏ ولا تعتمد قضية اللّٰه على هبات الاغنياء وحدها.‏ (‏يعقوب ٢:‏٥‏)‏ فخدامه المنتذرون الفقراء ماديا هم الدعامة الرئيسية في تمويل عمل الكرازة بالملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ولكنَّهم لا يتألَّمون بسبب كرمهم،‏ لان اللّٰه يزوِّد على نحو لا يفشل حاجات شعبه في هذا العمل،‏ والقوة وراء استمراريَّته وازدياده هي روحه.‏

      ٩ كيف يكون الايمان،‏ المعرفة،‏ والمحبَّة،‏ مرتبطة بالعطاء المتَّسم بالسرور؟‏

      ٩ العطاء المتَّسم بالسرور يحثُّه الايمان،‏ المعرفة،‏ والمحبَّة.‏ قال بولس:‏ «كما تزدادون [ايها الكورنثيون] في كل شيء في الايمان والكلام والعلم وكل اجتهاد ومحبَّتكم لنا ليتكم تزدادون في (‏هذا العطاء)‏ ايضا.‏ لست اقول على سبيل الامر بل باجتهادِ آخرين مختبِرا إخلاص محبَّتكم ايضا.‏» (‏٢ كورنثوس ٨:‏٧،‏ ٨‏)‏ ان التبرُّع لاجل قضية يهوه،‏ وخصوصا عندما تكون للمعطي موارد مالية محدودة،‏ يتطلَّب الايمان بتدابير اللّٰه المقبِلة.‏ والمسيحيون الذين لديهم وفرة من المعرفة يريدون ان يخدموا قصد يهوه،‏ والذين لديهم وفرة من المحبَّة له ولشعبه يستخدمون بسرور مواردهم لتأييد قضيته.‏

      ١٠ لماذا يمكن ان يُقال ان مثال يسوع يحرِّك المسيحيين ليعطوا بسرور؟‏

      ١٠ يحرِّك مثال يسوع المسيحيين ليعطوا بسرور.‏ فبعد ان حرَّض الكورنثيين على العطاء بدافع المحبَّة،‏ قال بولس:‏ «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره.‏» (‏٢ كورنثوس ٨:‏٩‏)‏ واذ كان في السماء اغنى من ايّ ابن آخر للّٰه،‏ اخلى يسوع نفسه من كل ذلك واتخذ حياة بشرية.‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ ولكن،‏ بالصيرورة فقيرا بهذه الطريقة غير الانانية،‏ ساهم يسوع في تقديس اسم يهوه وضحَّى بحياته ذبيحة فدائية لفائدة البشر الذين كانوا سيقبلونها.‏ وانسجاما مع مثال يسوع،‏ ألا يجب ان نعطي بسرور لمساعدة الآخرين والمساهمة في تقديس اسم يهوه؟‏

      ١١،‏ ١٢ كيف يمكن للتخطيط الجيد ان يجعلنا معطين مسرورين؟‏

      ١١ التخطيط الجيد يجعل العطاء المتَّسم بالسرور ممكنا.‏ قال بولس للكورنثيين:‏ «في كل اوَّل اسبوع ليضع كل واحد منكم عنده.‏ خازنا ما تيسَّر حتى اذا جئت لا يكون جمع حينئذٍ.‏» (‏١ كورنثوس ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ وبطريقة مماثلة مصنوعة في الخفاء وطوعية،‏ يحسن بأولئك الذين يرغبون في تقديم الهبات لتأييد عمل الملكوت اليوم ان يضعوا جانبا لهذا القصد شيئا من اموالهم المكتسَبة.‏ ونتيجة لتخطيط جيد كهذا،‏ يمكن للشهود الافراد،‏ العائلات،‏ والجماعات ان يقدِّموا الهبات لترويج العبادة الحقَّة.‏

      ١٢ انجاز الخطط للتبرُّع سيجعلنا سعداء.‏ كما قال يسوع،‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ لذلك كان يمكن للكورنثيين ان يزيدوا فرحهم باتِّباع مشورة بولس ان ينجزوا خطَّتهم التي ابتدأت منذ سنة لارسال المدَّخرات الى اورشليم.‏ «هو مقبول على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له،‏» قال.‏ فعندما يقدِّم احد تبرُّعات حسب ما له،‏ يجب ان تُقدَّر على نحو رفيع.‏ واذا كنا نثق باللّٰه،‏ يمكنه ان يسوِّي الامور بحيث يكون الذين يملكون الكثير كرماء،‏ لا مبذِّرين،‏ والذين يملكون القليل لا يكون لديهم نقصان يقلِّل من قوَّتهم وقدرتهم على خدمته.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٨:‏١٠-‏١٥‏.‏

      التدبير الجيد للعطاء

      ١٣ لماذا كان يمكن للكورنثيين ان يملكوا الثقة باشراف بولس على الهبات؟‏

      ١٣ مع ان بولس اشرف على ترتيب الوَهْب لكي يتمكن المؤمنون المحتاجون من التمتُّع بالاغاثة المادية والاشتراك باكثر حيويَّة في عمل الكرازة،‏ لم يأخذ هو ولا الآخرون ايًّا من المدَّخرات لاجل خدماتهم.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏١٦-‏٢٤؛‏ ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لقد عمل بولس ليسدّ حاجاته المادية الخاصة بدلا من فَرض اعباء مالية على اية جماعة.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٢؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٨‏)‏ لذلك،‏ بتسليم الهبات له،‏ كان الكورنثيون يوكلونها الى خادم للّٰه جدير بالثقة،‏ عامل بكدّ.‏

      ١٤ في ما يختص باستخدام الهبات،‏ اي سجلٍّ تملكه جمعية برج المراقبة؟‏

      ١٤ منذ تأسيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٨٨٤،‏ كان لدى المتبرِّعين دليل على انها مشرِف جدير بالثقة على كل الهبات التي توكل اليها لاجل عمل ملكوت يهوه.‏ وبحسب شرعتها،‏ تجاهد الجمعية لسدِّ الحاجة العظمى لكل الناس،‏ الحاجة الى الامور الروحية.‏ ويجري القيام بذلك في شكل مطبوعات للكتاب المقدس وارشاد في كيفية نيل الخلاص.‏ واليوم،‏ يُسرع يهوه بتجميع الاشخاص المشبَّهين بالخراف الى هيئته التي تتوسَّع،‏ وبركته على الاستعمال الحكيم للهبات في عمل الكرازة بالملكوت هي دليل واضح على الرضى الالهي.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٨،‏ ٢٢‏)‏ ونحن واثقون بأنه سيستمر في تحريك قلوب المعطين المسرورين.‏

      ١٥ لماذا تذكر هذه المجلة احيانا الهبات؟‏

      ١٥ تستخدم الجمعية احيانا اعمدة هذه المجلة لتنبِّه القرَّاء الى امتياز تقديمهم الهبات الطوعية للعمل العالمي للكرازة بالملكوت.‏ ليس ذلك توسُّلا ولكنه مذكِّر لكل الراغبين في دعم «العمل المقدس للبشارة» فيما يجعلهم اللّٰه يزدهرون.‏ (‏رومية ١٥:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ٣ يوحنا ٢‏)‏ وتستخدم الجمعية كل المال الموهوب بالطريقة الاقتصادية اكثر بغية جعل اسم يهوه والملكوت معروفَين.‏ وبشُكر يجري تسلُّم كل التبرُّعات،‏ الإشعار بتسلُّمها،‏ واستخدامها من اجل نشر بشارة ملكوت اللّٰه.‏ على سبيل المثال،‏ بهذه الوسيلة يجري دعم النشاطات الإرسالية في بلدان عديدة،‏ وتسهيلات الطباعة الضرورية لمنح المعرفة من الكتاب المقدس تجري صيانتها وتوسيعها.‏ وكذلك فان التبرُّعات للعمل العالمي تُستخدم لتغطية التكاليف المتصاعدة لانتاج الكتب المقدسة والمطبوعات ذات الصلة بالكتاب المقدس بالاضافة الى كسيتات سمعية وكسيتات ڤيديوية.‏ بطرائق كهذه يجري ترويج مصالح الملكوت بواسطة المعطين المسرورين.‏

      ليس عن اضطرار

      ١٦ مع ان قليلين من شهود يهوه اغنياء ماديا،‏ لماذا يجري تقدير تبرُّعاتهم؟‏

      ١٦ قليلون من شهود يهوه اغنياء ماديا.‏ وعلى الرغم من انَّهم قد يعطون كميَّات متواضعة لترويج مصالح الملكوت،‏ فهباتهم هي مع ذلك ذات معنى.‏ وعندما رأى يسوع ارملة مسكينة تُلقي فلسَين في خزانة الهيكل،‏ قال:‏ «إن هذه الارملة الفقيرة ألقت اكثر من الجميع.‏ لأن هؤلاء [المتبرعين الآخرين] من فضلتهم ألقَوا في قرابين اللّٰه.‏ وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل المعيشة التي لها.‏» (‏لوقا ٢١:‏١-‏٤‏)‏ ومع ان عطيَّتها كانت صغيرة،‏ كانت معطية مسرورة —‏ وجرى تقدير تبرُّعها.‏

      ١٧،‏ ١٨ ما هو جوهر كلمات بولس في ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏،‏ وأي شيء تشير اليه الكلمة اليونانية المنقولة الى «مسرور»؟‏

      ١٧ في ما يتعلَّق بعمل الاغاثة من اجل مسيحيِّي اليهودية،‏ قال بولس:‏ «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لأن المعطي المسرور يحبُّه اللّٰه.‏» (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧‏)‏ ربما لمَّح الرسول الى جزء من الامثال ٢٢:‏٨ في الترجمة السبعينية،‏ التي تقول:‏ «اللّٰه يبارك المعطي المسرور؛‏ وسيعوِّض عن نقصان اعماله.‏» (‏الكتاب المقدس السبعيني،‏ ترجمه شارلز تومسون)‏ استبدل بولس «يبارك» بـ‍ «يحبّ،‏» ولكن هنالك صلة،‏ لأن حصادا للبركات ينتج من محبَّة اللّٰه.‏

      ١٨ المعطي المسرور سعيد حقا بأن يعطي.‏ فمن التعبير اليوناني المنقول الى «مسرور» في ٢ كورنثوس ٩:‏٧ تأتي الكلمة «مَرِح»!‏ وبعد الاشارة الى ذلك،‏ قال العالِم ر.‏ سي.‏ ه‍.‏ لنسكي:‏ «اللّٰه يحب المعطي الجَذِل،‏ الفَرِح،‏ السعيد .‏ .‏ .‏ [الذي] يُكلَّل ايمانه بالابتسامات عندما تواجهه فرصة اخرى للعطاء.‏» ان شخصا بروح فَرِحة كهذه لا يعطي عن حزن او اضطرار بل يعكف باخلاص على عطائه.‏ فهل انتم مسرورون الى هذا الحد بالعطاء دعما لمصالح الملكوت؟‏

      ١٩ كيف قدَّم المسيحيون الاوَّلون التبرُّعات؟‏

      ١٩ لم يمرِّر المسيحيون الاوَّلون صواني لمَّةٍ ولا مارسوا التعشير بِوَهْب عشْر مدخولهم لمقاصد دينية.‏ وبدلا من ذلك،‏ كانت تبرُّعاتهم طوعيَّة كاملا.‏ كتب ترتليان،‏ الذي اهتدى الى المسيحية نحو السنة ١٩٠ ب‌م:‏ «مع انه لدينا صندوق للمال خاص بنا،‏ فهو ليس مؤلَّفا من مال شراء [الخلاص]،‏ كما لو انَّه لدِين يمكن رشْوه.‏ ففي اليوم المعيَّن خلال الشهر [مرة في الشهر كما يبدو]،‏ يضع كل شخص،‏ اذا احب،‏ هبة صغيرة؛‏ ولكن فقط اذا كانت هذه مسرَّته،‏ وفقط اذا كان قادرا؛‏ اذ ليس هنالك اضطرار؛‏ وكل ذلك طوعي.‏» —‏ اپولوجي،‏ الفصل ٣٩.‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ ماذا قال عدد باكر من هذه المجلة عن امتياز دعم قضية اللّٰه ماليا،‏ وكيف ينطبق ذلك اليوم ايضا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدث عندما نكرم يهوه بأشيائنا الثمينة؟‏

      ٢٠ كان العطاء الطوعي امرا مألوفا على الدوام بين خدام يهوه العصريين.‏ ولكن احيانا،‏ لم ينتهز البعض كاملا امتيازهم لدعم قضية اللّٰه بتقديم الهبات.‏ على سبيل المثال،‏ في شباط ١٨٨٣،‏ قالت هذه المجلة:‏ «يتحمَّل البعض الكثير من العبء المالي من اجل الآخرين،‏ بحيث ان قوَّتهم المالية تتقلَّص من الإرهاق والإنهاك،‏ ولذلك فإن قدرتهم على الافادة تضعف؛‏ وليس ذلك فحسب،‏ لكنَّ الذين .‏ .‏ .‏ لم يفهموا كاملا الوضع،‏ كانوا خاسرين من جرَّاء النقص في الممارسة من هذه الناحية.‏»‏

      ٢١ اذ يتدفَّق الجمع الكثير الى هيئة يهوه اليوم،‏ واذ يتوسَّع عمل اللّٰه الى اوروپا الشرقية ومناطق اخرى محظورة في السابق،‏ هنالك حاجة متزايدة الى توسيع تجهيزات الطباعة والتسهيلات الاخرى.‏ ويجب طباعة المزيد من الكتب المقدسة والمطبوعات الاخرى.‏ والكثير من المشاريع الثيوقراطية قيد الانجاز؛‏ ولكن،‏ يمكن لبعضها ان يتقدَّم بسرعة اكبر اذا وُجد رأس المال الكافي.‏ بالتأكيد،‏ لدينا ايمان بأن اللّٰه سيزوِّد ما يلزم،‏ ونحن نعرف ان الذين ‹يكرمون الرب (‏بأشيائهم الثمينة)‏،‏› ستجري مباركتهم.‏ (‏امثال ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ حقا،‏ «من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد.‏» ويهوه سوف ‹يُغنينا .‏ .‏ .‏ لكل سخاء،‏› وعطاؤنا المسرور سيجعل كثيرين يشكرونه ويسبِّحونه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٦-‏١٤‏.‏

      أَظهروا إقراركم بالفضل لاجل عطايا اللّٰه

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ ما هي عطية اللّٰه المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها؟‏ (‏ب)‏ بما اننا نقدِّر عطايا يهوه،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ٢٢ اذ دفعه الاقرار العميق بالفضل،‏ قال بولس نفسه:‏ «شكرا للّٰه على عطيَّته التي لا يعبَّر عنها.‏» (‏٢ كورنثوس ٩:‏١٥‏)‏ وبصفته «كفَّارة» لخطايا المسيحيين الممسوحين وللذين من العالم،‏ يكون يسوع الاساس والقناة لعطيَّة يهوه المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وهذه العطيَّة هي «نعمة اللّٰه الفائقة» التي اظهرها لشعبه على الارض بواسطة يسوع المسيح،‏ وهي تكثر لاجل خلاصهم ولمجد وتبرئة يهوه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏١٤‏.‏

      ٢٣ يعود اقرارنا العميق بالفضل الى يهوه لاجل عطيَّته المجَّانيَّة التي لا يعبَّر عنها والكثير من العطايا الروحية والمادية الاخرى لشعبه.‏ ان صلاح ابينا السماوي نحونا رائع للغاية حتى انه يفوق القدرات التعبيرية للبشر!‏ وطبعا،‏ يجب ان يحثَّنا ذلك لنكون معطين مسرورين.‏ فبتقدير قلبي،‏ اذًا،‏ لنفعلْ كل ما في وسعنا لترويج قضية الهنا السخي،‏ يهوه،‏ المعطي المسرور الاوَّل والرئيسي!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة