مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التحدُّث عن الطقس
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • التحدُّث عن الطقس

      أينما عشتم وكائنا مَن كنتم،‏ يؤثر الطقس في حياتكم.‏ فإذا تبيَّن لكم ان النهار سيكون حارا ومشمسا،‏ ترتدون ثيابا خفيفة.‏ وإذا كان باردا،‏ تلبسون معطفا وقبعة.‏ هل هو ممطر؟‏ اذًا،‏ تأخذون المظلّة معكم.‏

      في بعض الاحيان يفرِّحنا الطقس،‏ وفي احيان اخرى يخيِّبنا.‏ وفي بعض المرات يصير قاتلا في شكل اعاصير،‏ اعاصير قِمعية،‏ فترات جفاف،‏ عواصف ثلجية،‏ او رياح موسمية.‏ وسواء احببتموه او كرهتموه،‏ شتمتموه او تجاهلتموه،‏ لا يغيِّر ذلك شيئا في الطقس،‏ فهو يستمر في التأثير في حياتنا من يوم الولادة حتى يوم الممات.‏

      ذكر شخص ذات مرة هذا التعليق الساخر:‏ «الجميع يتحدَّثون عن الطقس،‏ ولكن لا احد يفعل شيئا حياله».‏ نعم،‏ فقد بدا دائما انه ليس في مقدورنا تغيير الطقس بأية وسيلة من الوسائل.‏ لكنَّ علماء كثيرين لم يعودوا يؤمنون بذلك،‏ وعددهم يزداد.‏ فهم يقولون ان اطلاق ثاني اكسيد الكربون والغازات الاخرى في غلافنا الجوي يُحدث تغييرا في الانماط الطويلة الامد للطقس،‏ اي في المناخ.‏

      فما هي طبيعة هذا التغيير الآتي،‏ حسب قول الخبراء؟‏ ربما يأتي افضل جواب من «اللجنة الحكومية الدولية حول تغيُّر المناخ»،‏ التي استندت الى خبرة اكثر من ٥٠٠‏,٢ شخص من علماء المناخ والاقتصاد والاختصاصيين في تحليل الاخطار من ٨٠ بلدا.‏ ففي تقريرهم لسنة ١٩٩٥،‏ استنتجت هذه اللجنة ان مناخ الارض يصير ادفأ.‏ وإذا استمرت الامور على هذا المنوال،‏ فمن الممكن ان ترتفع درجة الحرارة خلال القرن التالي بمقدار ٥‏,٣ درجات مئوية (‏٣‏,٦° ف)‏.‏

      وفي حين انه قد يبدو ان بضع درجات اضافية لا تدعو كثيرا الى القلق،‏ فإن تغيُّرا طفيفا في درجة الحرارة في مناخ العالم يمكن ان يسبِّب الكوارث.‏ وإليكم ما يتوقع كثيرون حدوثه في القرن التالي.‏

      التطرُّف المناطقي في حال الطقس.‏ يمكن ان تصير فترات الجفاف اطول في بعض المناطق،‏ في حين يمكن ان يصير هطول الامطار اغزر في مناطق اخرى.‏ ويمكن ان تصير العواصف والفيضانات اشد،‏ والاعاصير اكثر ضررا.‏ ومع ان الملايين يموتون الآن من جراء الفيضانات والمجاعة،‏ يمكن ان يجعل الدفء العالمي عدد الوفيات اكبر.‏

      ازدياد الخطر على الصحة.‏ يمكن ان تتفاقم الامراض والوفيات المرتبطة بالحر.‏ ووفقا لمنظمة الصحة العالمية،‏ يمكن ان يزيد الدفء العالمي ايضا انتشار الحشرات التي تحمل امراضا مدارية كالملاريا والضَّنْك (‏ابو الرُّكَب)‏.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكن ان تؤدي قلة المياه العذبة،‏ الناجمة عن التغيُّرات في هطول الامطار وتساقط الثلوج في المناطق،‏ الى ازدياد في بعض الامراض والطفيليات التي تنتقل بالماء والطعام.‏

      تهديد المواطن الطبيعية.‏ ان الغابات والاراضي الرطبة،‏ التي تنقّي هواءنا وماءنا،‏ يمكن ان تتعرَّض للخطر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتغيُّرات في كمية الامطار الهاطلة.‏ ويمكن ان تندلع الحرائق في الغابات مرارا اكثر وبشدة اكبر.‏

      ارتفاع مستوى البحار.‏ سوف يضطر العائشون في المناطق الساحلية المنخفضة الى الانتقال للعيش في اماكن اخرى،‏ إلا اذا أُنجزت مشاريع مكلفة لصدّ البحر.‏ وسيغمر الماء جزرا بكاملها.‏

      فهل هذه المخاوف مبرَّرة؟‏ هل يصير مناخ الارض ادفأ؟‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فهل يُلقى اللوم على البشر؟‏ بما ان هنالك امورا كثيرة في خطر،‏ فلا عجب ان يحتدم النقاش بقوة بين الخبراء حول هذه الاسئلة.‏ وستفحص المقالتان التاليتان بعض القضايا المشمولة،‏ وستتناول مسألة ما اذا كان يلزم ان نقلق بشأن مستقبل كوكبنا.‏

  • فوضى في الطقس
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • فوضى في الطقس

      يعتمد معظمنا على وقود اساسه الكربون في مختلف المجالات.‏ فنحن نقود سيارات ومركبات آلية اخرى تسير بواسطة البنزين او وقود الديزل.‏ ونستخدم الكهرباء التي تولّدها محطات الطاقة الكهربائية التي تستهلك الفحم او الغاز الطبيعي او النفط.‏ ونحرق الخشب،‏ الفحم النباتي،‏ الغاز الطبيعي،‏ والفحم الحجري للطبخ او الاستدفاء.‏ كل هذه الاعمال تزيد ثاني اكسيد الكربون في الجو.‏ ويحتجز هذا الغاز الحرارة التي تأتي من الشمس.‏

      ونحن نضيف ايضا الى الجو غازاتِ دفيئةٍ اخرى تحتجز الحرارة.‏ فأكسيد الآزوتي يأتي من الاسمدة النتروجينية المستعملة في الزراعة.‏ وينبعث الميتان من حقول الارزّ وأماكن علف الماشية.‏ وينتج الكلوروفلوروكربون من صناعة الپلاستيك الممدَّد ومن عمليات صناعية اخرى.‏ ولا يحجز الكلوروفلوروكربون الحرارة فحسب بل يدمر ايضا طبقة الأوزون الستراتوسفيرية.‏

      وباستثناء الكلوروفلوروكربون الذي يخضع الآن لضوابط،‏ تنبعث في الجو هذه الغازات التي تحتجز الحرارة بمعدلات دائمة الارتفاع.‏ ومردُّ ذلك جزئيا الى تزايد اعداد الناس على الارض،‏ بالاضافة الى تزايد استهلاك الطاقة،‏ النشاط الصناعي،‏ والزراعة.‏ ووفقا لوكالة حماية البيئة،‏ التي تتخذ واشنطن مقرًّا لها،‏ يُطلق البشر حاليا ستة بلايين طن من ثاني اكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة في الجو كل سنة.‏ وغازات الدفيئة هذه لا تزول بسهولة،‏ اذ يمكن ان تبقى عالقة في الجو طوال عقود.‏

      ان العلماء متأكدون عموما من امرين.‏ الاول هو ان كمية ثاني اكسيد الكربون وغازات الدفيئة الاخرى ازدادت في الجو خلال العقود والقرون الاخيرة.‏ والثاني هو ان معدل درجة حرارة سطح الارض ارتفع بين ٣‏,٠ و ٦‏,٠ درجة مئوية (‏٥‏,٠° و ١‏,١° ف)‏ خلال المئة سنة الماضية.‏

      هنا ينشأ السؤال:‏ هل توجد علاقة بين الدفء العالمي وتراكم غازات الدفيئة الذي سببه الانسان؟‏ يقول بعض العلماء انه على الارجح لا،‏ ذاكرين ان ارتفاع درجة الحرارة يبقى ضمن نطاق التراوُح الطبيعي للحرارة وأن الشمس هي التي قد تكون المسؤولة عنه.‏ لكنَّ كثيرين من الخبراء بالمناخ يؤيدون ما ذكره تقرير اصدرته «اللجنة الحكومية الدولية حول تغيُّر المناخ».‏ فقد قال انه «من غير المرجَّح ان يكون» الارتفاع في درجة الحرارة «مردّه الى مسبِّب طبيعي فقط»،‏ وإن «ثقل الادلة يشير الى وجود تأثير بشري واضح في المناخ العالمي».‏ ولكنَّ الامر غير الاكيد حتى الآن هو هل النشاطات البشرية هي التي تُدفئ الارض —‏ وخصوصا في ما يتعلق بمدى سرعة صيرورة العالم دافئا في القرن الـ‍ ٢١ وما يمكن ان تكون عواقب ذلك بالتحديد.‏

      النقاش يحتدم بسبب عدم التيقُّن

      عندما ينبئ علماء المناخ بمفعول دفيئة (‏او مفعول جُنَّة)‏ مستقبلي،‏ يعتمدون على نماذج للمناخ تُجرى على اسرع وأقوى اجهزة الكمپيوتر في العالم.‏ لكنَّ مناخ الارض يحدِّده تفاعل معقد للغاية لدوران الارض،‏ الغلاف الجوي،‏ المحيطات،‏ الجليد،‏ تضاريس الارض،‏ والشمس.‏ ومع هذه العوامل الكثيرة التي تلعب دورها على هذا النطاق الواسع،‏ يستحيل على ايّ كمپيوتر ان يجزم ماذا سيحدث بعد ٥٠ او ١٠٠ سنة.‏ ذكرت مجلة العِلم (‏بالانكليزية)‏ مؤخرا:‏ «يحذِّر كثيرون من الخبراء بالمناخ انه ليس واضحا حتى الآن هل بدأت النشاطات البشرية تُدفئ الارض —‏ او ما مدى خطورة الدفء الناجم عن مفعول الجُنَّة حين يحدث».‏

      وعدم التيقُّن يسهِّل انكار وجود اية خطورة.‏ فالعلماء المشكّكون في قصة الدفء العالمي،‏ بالاضافة الى الشركات الصناعية القوية التي لها مصلحة اقتصادية في الإبقاء على الوضع الراهن،‏ يدّعون ان ما يُعرف حتى الآن عن هذا الامر لا يبرِّر اتخاذ اجراء تصحيحي قد يكون مكلفا.‏ وعلى اية حال،‏ كما يقولون،‏ قد لا يكون المستقبل قاتما كما يعتقد البعض.‏

      فيجيب انصار البيئة بالقول ان عدم التيقُّن العلمي ينبغي ألا يحمل واضعي السياسات على ترك الامور على حالها.‏ فمع انه صحيح ان المناخ في المستقبل قد لا يكون سيئا كما يخشى البعض،‏ إلا انه من الممكن ايضا ان يصير الوضع اسوأ!‏ ويقولون،‏ بالاضافة الى ذلك،‏ ان عدم التأكد مما سيحدث في المستقبل لا يعني انه يجب ألا يُفعل شيء لتقليل الخطر.‏ فالناس الذين يقلعون عن التدخين،‏ مثلا،‏ لا يطالبون اولا ببرهان علمي يؤكد لهم انهم اذا استمروا في التدخين،‏ فسيصابون بسرطان الرئة لا محالة بعد ٣٠ او ٤٠ سنة.‏ فهم يتوقفون عن التدخين لأنهم يَعون وجود خطر ويريدون تقليله او ازالته.‏

      ماذا يجري فعله؟‏

      بما انه يدور نقاش حامٍ جدا حول مدى مشكلة الدفء العالمي —‏ وحتى حول ما اذا كانت المشكلة موجودة ام لا —‏ فليس مدهشا ان تتباين الآراء حول ما ينبغي فعله.‏ وطوال سنوات تشجّع الجماعات البيئية على الاستخدام الواسع النطاق لمصادر الطاقة غير الملوِّثة.‏ فيمكن توليد الكهرباء من الشمس،‏ الريح،‏ الانهار،‏ ومكامن البخار والماء الحار تحت الارض.‏

      وحثَّ انصار البيئة الحكومات ايضا على إقرار قوانين لتخفيف انبعاث الغازات التي تحتجز الحرارة.‏ فتجاوبت الحكومات على الورق.‏ على سبيل المثال،‏ في «قمة الارض» التي عُقدت سنة ١٩٩٢ في ريو دي جانيرو،‏ البرازيل،‏ وقّع ممثّلو ١٥٠ بلدا تقريبا معاهدة تؤكد التزام بلادهم خفض انبعاث غازات الدفيئة،‏ وخصوصا ثاني اكسيد الكربون.‏ وكان الهدف ان ينخفض،‏ بحلول سنة ٢٠٠٠،‏ انبعاث غازات الدفيئة من الدول الصناعية الى المستويات التي كان عليها سنة ١٩٩٠.‏ ومع ان بلدانا قليلة احرزت تقدُّما في هذا المجال،‏ بقي معظم البلدان الغنية بعيدا عن الالتزام بتعهُّده البسيط.‏ فبدلا من التخفيف،‏ تنتج معظم الدول غازات دفيئة اكثر من ايّ وقت مضى!‏ مثلا،‏ يُعتقد انه بحلول سنة ٢٠٠٠،‏ سيكون على الارجح انبعاث ثاني اكسيد الكربون في الولايات المتحدة اعلى مما كان عليه في سنة ١٩٩٠ بنسبة ١١ في المئة.‏

      أما مؤخرا فتُتَّخذ خطوات لكي لا تبقى الاتفاقات الدولية حبرا على ورق.‏ فبدلا من جعل الخفض اختياريا كما في اتفاق سنة ١٩٩٢،‏ يُطالَب الآن بوضع اهداف إلزامية لخفض انبعاث غازات الدفيئة.‏

      كلفة التغيير

      يريد القادة السياسيون ان يُنظر اليهم كأصدقاء للارض.‏ لكنهم يفكرون ايضا في العواقب المحتملة لهذا التغيير بالنسبة الى الاقتصاد.‏ وبما ان ٩٠ في المئة من العالم يعتمد على الوقود الذي اساسه الكربون للتزوُّد بالطاقة،‏ كما تقول مجلة ذي إيكونوميست (‏بالانكليزية)‏،‏ فإن الكفّ عن استعماله سيُحدث تغييرات جمّة؛‏ ويحتدم النقاش كثيرا حول كلفة التغيير.‏

      كم سيكلِّف خفض انبعاث غازات الدفيئة بحلول سنة ٢٠١٠ الى ما دون مستواها في سنة ١٩٩٠ بنسبة ١٠ في المئة؟‏ يعتمد الجواب على مَن تسألونه.‏ تأملوا في هذين الرأيين في الولايات المتحدة،‏ البلد الذي يُطلق في الجو غازات دفيئة اكثر من ايّ بلد آخر.‏ ففرق الباحثين الذين ترعاهم الشركات الصناعية يحذِّرون قائلين ان هذا الخفض يكلِّف الاقتصاد الاميركي بلايين الدولارات كل سنة،‏ ويجعل ٠٠٠‏,٦٠٠ شخص عاطلين عن العمل.‏ أما انصار البيئة فيقولون ان تحقيق الهدف عينه يوفِّر على الاقتصاد بلايين الدولارات كل سنة ويؤمِّن ٠٠٠‏,٧٧٣ عمل جديد.‏

      رغم الدعوات التي تُطلقها الجماعات البيئية الى اتخاذ اجراء عاجل،‏ هنالك شركات صناعية قوية —‏ صانعو سيارات،‏ شركات نفط،‏ منتجو فحم،‏ وكثير غيرهم —‏ تستخدم اموالها الطائلة ونفوذها الكبير للتقليل من اهمية تهديد الدفء العالمي والمبالغة في التحدُّث عن الاثر الاقتصادي في حال لم يعد الوقود الاحفوري يُستعمل.‏

      ولا يزال النقاش حاميا.‏ ولكن اذا كان البشر يغيِّرون المناخ ولا يفعلون شيئا حيال ذلك إلا التحدُّث،‏ فالقول ان الجميع يتحدَّثون عن الطقس ولكن لا احد يفعل شيئا حياله سيتخذ معنى جديدا منذرا بالشر.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      پروتوكول كيوتو

      في كانون الاول ١٩٩٧،‏ اجتمع اكثر من ٢٠٠‏,٢ مندوب من ١٦١ بلدا في كيوتو،‏ اليابان،‏ من اجل وضع اتفاق،‏ او پروتوكول،‏ لفعل شيء حيال تهديد الدفء العالمي.‏ وبعد اكثر من اسبوع من المناقشات،‏ قرَّر المندوبون انه ينبغي للدول المتقدِّمة ان تخفض،‏ بحلول سنة ٢٠١٢،‏ انبعاث غازات الدفيئة الى معدل هو دون مستويات سنة ١٩٩٠ بـ‍ ٢‏,٥ في المئة.‏ وتُحدَّد لاحقا العقوبات التي ستُفرض على منتهكي الاتفاق.‏ وإذا افترضنا ان كل الدول التزمت بالمعاهدة،‏ فأيّ فرق يصنعه انخفاض ٢‏,٥ في المئة؟‏ لا شيء يُذكر بالتأكيد.‏ اخبرت مجلة تايم (‏بالانكليزية)‏:‏ «يلزم ان تبلغ نسبة الانخفاض ٦٠٪ لكي تقلّ بشكل ملموس غازات الدفيئة التي تتفاقم في الغلاف الجوي منذ ابتدأت الثورة الصناعية».‏

      ‏[الاطار/‏الرسم في الصفحة ٧]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      توضيح مفعول الدفيئة

      مفعول الدفيئة (‏الجُنَّة)‏:‏ يحتجز الغلاف الجوي للارض حرارة الشمس كما تفعل الالواح الزجاجية في دفيئة.‏ يقوم ضوء الشمس بتسخين الارض،‏ لكنَّ الحرارة الناتجة —‏ التي يحملها الاشعاع تحت الاحمر —‏ لا تتمكن من الافلات بسهولة من الغلاف الجوي.‏ وبدلا من ذلك،‏ تحتجز غازات الدفيئة الاشعاع وتُرجِع بعضه الى الارض،‏ وهذا ما يزيد دفء سطح الارض.‏

      ١-‏ الشمس

      ٢-‏ اشعاع تحت الاحمر محتجز

      ٣-‏ غازات الدفيئة

      ٤-‏ اشعاع فالت

      ‏[الاطار/‏الرسم في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      القوى التي تتحكم في المناخ

      لكي نفهم النقاش الحالي الدائر حول الدفء العالمي،‏ يلزم ان نفهم بعض القوى العجيبة التي تجعل مناخنا على ما هو عليه.‏ فلنتأمل في بعض الامور الاساسية.‏

      ١-‏ الشمس —‏ مصدر الحرارة والضوء

      تعتمد الحياة على الارض على الاتون النووي الهائل الذي ندعوه «الشمس».‏ هذه الشمس،‏ التي تكبر الارض بمليون مرة،‏ هي مصدر لا ينضب للحرارة والضوء.‏ وإذا انخفض ما تُطلقه الشمس،‏ اكتسح الجليد كوكبنا؛‏ وإذا تزايد،‏ صارت كقِدر تغلي.‏ وبما ان الارض تبعد عن الشمس مسافة ١٥٠ مليون كيلومتر (‏٩٣ مليون ميل)‏،‏ فهي لا تتلقى سوى نسبة نصف جزء من البليون من الطاقة الخارجة من الشمس.‏ وهذا مقدار مناسب لإنتاج مناخ تزدهر الحياة في ظله.‏

      ٢-‏ الغلاف الجوي —‏ بطانية الارض الدافئة

      ليست الشمس وحدها التي تحدِّد درجة حرارة الارض؛‏ فغلافنا الجوي يلعب دورا حيويا ايضا.‏ تبعد الارض والقمر المسافة نفسها عن الشمس،‏ لذلك يتلقى كلاهما تناسبيا المقدار نفسه تقريبا من الحرارة من الشمس.‏ ولكن في حين يبلغ معدل درجة حرارة الارض ١٥ درجة مئوية (‏٥٩° ف)‏،‏ ينخفض المعدل على القمر الى ١٨ درجة مئوية تحت الصفر (‏٠° ف)‏.‏ فما سبب هذا الفرق؟‏ السبب هو ان الارض لها غلاف جوي؛‏ أما القمر فلا.‏

      ان غلافنا الجوي —‏ قماط الارض الذي يحتوي على الاكسجين والنتروجين وغازات اخرى —‏ يحتجز بعضا من سخونة الشمس ويُفلِت الباقي.‏ وغالبا ما تُشبَّه هذه العملية بالدفيئة.‏ تعلمون على الارجح ان الدفيئة هي بناء جدرانه وسقفه مصنوعة من الزجاج او الپلاستيك.‏ وضوء الشمس يدخل بسهولة ويُدفئ الداخل.‏ وفي الوقت نفسه تُبطئ الجدران والسقف إفلات الحرارة.‏

      وبشكل مماثل،‏ يسمح غلافنا الجوي لضوء الشمس بأن يمرَّ عبره لتدفئة سطح الارض.‏ والارض بدورها تعيد الطاقة الحرارية الى الجو كإشعاع تحت الاحمر.‏ لكنَّ الكثير من هذا الاشعاع لا يمضي مباشرة الى الفضاء لأن بعض الغازات في الجو تمتصه وتعيده الى الارض،‏ مما يزيد دفء الارض.‏ وعملية التدفئة هذه تدعى مفعول الدفيئة او مفعول الجُنَّة.‏ ولو كان غلافنا الجوي لا يحتجز حرارة الشمس بهذه الطريقة،‏ لكانت الارض كالقمر —‏ لا حياة فيها.‏

      ٣-‏ بخار الماء —‏ اهم غازات الدفيئة

      تسعة وتسعون في المئة من غلافنا الجوي مؤلف من غازَين:‏ النتروجين والاكسجين.‏ ومع ان هذين الغازَين يلعبان دورا حيويا في دورات معقدة تدعم الحياة على الارض،‏ فهما يكادان لا يلعبان دورا مباشرا في ضبط المناخ.‏ فمهمة ضبط المناخ تقع على الـ‍ ١ في المئة الباقي من الغلاف الجوي،‏ اي على غازات الدفيئة التي تحتجز الحرارة،‏ والتي تشمل:‏ بخار الماء،‏ ثاني اكسيد الكربون،‏ اكسيد الآزوتي،‏ الميتان،‏ الكلوروفلوروكربون،‏ والأوزون.‏

      لا نفكر عادةً في بخار الماء —‏ اهم غازات الدفيئة —‏ كغاز على الاطلاق،‏ لأننا معتادون التفكير في الماء بشكله السائل.‏ لكنَّ كل جُزَيء من بخار الماء في الجو مشحون بطاقة حرارية.‏ مثلا،‏ عندما يبرد البخار في سحابة ويتكاثف،‏ تُطلَق الحرارة،‏ وهذا ما يولّد تيارات حَمْل convection currents شديدة.‏ والحركة الدينامية لبخار الماء في غلافنا الجوي تلعب دورا حيويا ومعقدا في تحديد الطقس والمناخ على السواء.‏

      ٤-‏ ثاني اكسيد الكربون —‏ الضروري للحياة

      ان الغاز الذي يكثر الحديث عنه في المناقشات حول الدفء العالمي هو ثاني اكسيد الكربون.‏ ومن الخطإ الحكم على ثاني اكسيد الكربون واعتباره مادة ملوِّثة.‏ فثاني اكسيد الكربون عنصر مهم في التخليق الضوئي،‏ العملية التي تُنتِج بواسطتها النباتات الخضراء الغذاء لنفسها.‏ ويتنشق البشر والحيوانات الاكسجين ويزفرون ثاني اكسيد الكربون.‏ وتأخذ النباتات ثاني اكسيد الكربون وتُطلِق الاكسجين.‏ وهذا،‏ في الواقع،‏ احد التدابير التي وضعها الخالق لجعل الحياة ممكنة على الارض.‏a لكنَّ وجود الكثير من ثاني اكسيد الكربون في الجو يماثل كما يَظهر وضع بطانية اضافية فوق سرير.‏ فذلك يزيد الدفء.‏

      مجموعة معقدة من القوى

      ليست الشمس والغلاف الجوي الوحيدَين اللذين يحددان المناخ.‏ فالامر يشمل ايضا المحيطات والقلانس الجليدية،‏ المعادن السطحية والنبات،‏ الانظمة البيئية في الارض،‏ مجموعة من العمليات الجيوكيميائية الحيوية،‏ والميكانيكا المدارية للارض.‏ فدراسة المناخ تشتمل على كل العلوم الارضية تقريبا.‏

      الشمس

      الغلاف الجوي

      بخار الماء (‏O2H)‏

      ثاني اكسيد الكربون (‏2CO)‏

  • المناخ في المستقبل
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • المناخ في المستقبل

      ليس تلوُّث الجو المشكلة البيئية الوحيدة التي سبَّبها البشر.‏ فهنالك ايضا الازالة الهائلة للاحراج،‏ إهلاك الانواع الحيوانية،‏ وتلوُّث الانهار والبحيرات والمحيطات.‏ وقد جرى تحليل كل واحدة من هذه المشاكل باعتناء،‏ وقُدِّمت الاقتراحات لتصحيحها.‏ وبما ان المشاكل عالمية،‏ فهي تتطلب حلولا عالمية.‏ وهنالك إجماع عام على الاعتراف بهذه المشاكل وعلى ما يمكن فعله لتصحيحها.‏ وسنة بعد سنة،‏ نسمع دعوات الى اتخاذ الاجراءات؛‏ وسنة بعد سنة،‏ لا يُنجَز إلا القليل.‏ فغالبا ما يتأسف واضعو السياسات على المشاكل ويُجمِعون على ضرورة فعل شيء،‏ لكنهم يضيفون في الواقع ان هذا الشيء «لن نقوم به نحن،‏ وليس في الوقت الحاضر».‏

      في سنة ١٩٧٠،‏ في «يوم الارض» الاول،‏ حمل المتظاهرون في مدينة نيويورك لافتة كبيرة.‏ وعلى هذه اللافتة صورة للارض وهي تصرخ:‏ «النجدة!‏!‏».‏ فهل يردّ احد على نداء الاستغاثة هذا؟‏ تجيب كلمة اللّٰه:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره».‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ ثم يتحدَّث صاحب المزمور عن الخالق،‏ لأنه وحده له القدرة والحكمة والرغبة في حلّ جميع المشاكل المعقدة التي تواجه الجنس البشري.‏ نقرأ:‏ «طوبى لمَن .‏ .‏ .‏ رجاؤه على الرب الهه الصانع السموات والارض البحر وكل ما فيها».‏ —‏ مزمور ١٤٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

      وعد الخالق الحبي

      الارض هبة من اللّٰه.‏ فقد صمَّمها وخلقها هي وجميع العمليات المعقدة والمذهلة التي تجعل مناخ الارض مناخا مبهجا.‏ (‏مزمور ١١٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «[اللّٰه] صانع الارض بقوته مؤسس المسكونة بحكمته وبفهمه بسط السموات.‏ اذا اعطى قولا تكون كثرة مياه في السموات ويُصعد السحاب من اقاصي الارض.‏ صنع بروقا للمطر وأخرج الريح من خزائنه».‏ —‏ ارميا ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ومحبة الخالق للجنس البشري وصفها الرسول بولس لسكان لسترة القديمة.‏ فقد قال:‏ «[اللّٰه] لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٧‏.‏

      لا يعتمد مستقبل الارض على جهود البشر ومعاهداتهم.‏ فعن المناخ،‏ قطع القادر على التحكم فيه وعدا لشعبه القديم:‏ «اعطي مطركم في حينه وتعطي الارض غلتها وتعطي اشجار الحقل اثمارها».‏ (‏لاويين ٢٦:‏٤‏)‏ وقريبا سيتمتع الناس بأحوال كهذه في كل الارض.‏ ولن يخاف البشر الطائعون في ما بعد من العواصف المدمرة،‏ ارتفاع الامواج،‏ الفيضانات،‏ الجفاف،‏ او اية كارثة طبيعية اخرى.‏

      ان الامواج والريح والطقس ستكون جميعها مصدر متعة.‏ وسيستمر الناس في التحدُّث عن الطقس،‏ لكنهم لن يفعلوا شيئا حياله.‏ لأنه في المستقبل الذي سيجلبه اللّٰه،‏ ستكون الحياة رائعة جدا حتى انهم لن يضطروا الى تصحيح شيء.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة