-
يسوع المسيح ابن اللّٰه الحبيببرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
يسوع المسيح ابن اللّٰه الحبيب
«وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.» — متى ٣:١٧.
١ و ٢ (أ) اية حقيقة بسيطة يعلِّمها الكتاب المقدس في ما يتعلق باللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح؟ (ب) ماذا تعلِّم اديان العالم المسيحي؟
اعتمد يسوع بعمر ٣٠ سنة بالتغطيس في الماء. وعندما صعد من الماء قال صوت من السماء: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.» (متى ٣:١٧) كان هذا الصوت صوت اللّٰه. وفي مناسبة اخرى، في الصلاة الى اللّٰه، قال يسوع: «ايها الآب مجد اسمك.» وعندما قال يسوع ذلك ‹جاء صوت اللّٰه من السماء: مجدت وامجد ايضا.› — يوحنا ١٢:٢٨.
٢ من هاتين الروايتين يستطيع حتى الطفل ان يفهم ان العلاقة بين اللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح كانت تلك التي لأب وابنه الحبيب، شخصين مختلفين. ومع ذلك، فان حقيقة الكتاب المقدس البسيطة هذه ترفضها اديان العالم المسيحي. فهي تصرّ ان يسوع المسيح هو اللّٰه القادر على كل شيء نفسه، الاقنوم الثاني من الثالوث، بحيث يكون الاقنوم الثالث الروح القدس.
٣ كيف يَظهر التشويش بشأن عقيدة الثالوث؟
٣ وهذا التعليم سبَّب تشويشا عظيما بين الناس في اديان العالم المسيحي، الامر الذي هو احد الاسباب لدعوة «دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة» الثالوث سراً. حقا، انه يسبب تشويشا حتى بين رجال الدين، ولذلك تقول دائرة المعارف ايضا: «هنالك قليلون من معلّمي اللاهوت الثالوثي في المعاهد اللاهوتية الكاثوليكية الرومانية الذين لم ينزعجوا من حين الى آخر بالسؤال، ‹ولكن كيف يكرز المرء بالثالوث؟› واذا كان السؤال دليلا على التشويش من جهة التلاميذ فربما لا يكون سوى دليل على تشويش مماثل من جهة معلِّميهم.»
٤ ما هو التعليم الرسمي للكنائس في ما يتعلق بالثالوث؟
٤ وهذه العقيدة المشوِّشة هي المعتقد الرئيسي للديانتين الكاثوليكية والبروتستانتية. تعلن «دائرة المعارف الكاثوليكية»: «الثالوث هو التعبير المستعمل للاشارة الى العقيدة الرئيسية للدين المسيحي . . . وهكذا، بكلمات الدستور الأثناسيوسي: ‹الآب هو اللّٰه، الابن هو اللّٰه، والروح القدس هو اللّٰه، وايضا ليس هنالك ثلاثة آلهة بل اله واحد.›» وعلى نحو مماثل، في قضية قضائية تشمل شهود يهوه في اليونان، قالت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية: «ان العقيدة الرئيسية للمسيحية، التي يعترف جميع المسيحيين بالايمان بها . . . بصرف النظر عن الطائفة او المذهب، هي . . . الثالوث، ان اللّٰه واحد في ثلاثة اقانيم.» وأعلنت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية ايضا: «المسيحيون هم اولئك الذين يقبلون المسيح بصفته اللّٰه.» وقالت ان اولئك الذين لا يقبلون الثالوث ليسوا مسيحيين ولكنهم هرطوقيون.
٥ و ٦ لماذا من المهم معرفة الحقيقة عن هذه المسألة؟
٥ ولكن، ان لم يكن تعليم الثالوث «الرئيسي» هذا للعالم المسيحي صحيحا، اذا كان كذبا، حينئذ يكون العكس الحقيقة الواقعة. فالمسيحيون الحقيقيون يرفضونه. واولئك الذين ارتدوا عن المسيحية يتمسكون به. وبأية نتائج للفريق الاخير؟ في السفر الاخير للكتاب المقدس، «اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه اللّٰه،» نقرأ عن اولئك الذين ليسوا اهلا للحياة الابدية في ملكوت اللّٰه: «خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الاوثان وكل من يحب ويصنع كذبا.» — رؤيا ١:١؛ ٢٢:١٥.
٦ وبسبب اهميتها يجب ان نعرف اين تأصلت فكرة الثالوث هذه ولماذا تأصلت. مَن هو حقا وراءها؟ ماذا لدى علم الكتاب المقدس العصري ليقوله عنها؟ ولكن قبل مناقشة هذه المسائل دعونا نفحص ايضا ما تقوله كلمة اللّٰه الموحى بها. — ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
ليس ‹اللّٰه الابن،› بل «ابن اللّٰه»
٧ ماذا يكشف الدرس العديم المحاباة للكتاب المقدس عن يسوع؟
٧ لم يدَّعِ يسوع قط انه اللّٰه القادر على كل شيء نفسه. وكل قراءة عديمة المحاباة للكتاب المقدس دون افكار مكوَّنة من قبل عن الثالوث تؤكد صحة ذلك. مثلا، في يوحنا ٣:١٦، قال يسوع: «لانه هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد.» وبعد عددين فقط قال يسوع ثانية انه «ابن اللّٰه الوحيد.» (يوحنا ٣:١٨) وعندما اتَّهم اليهود يسوع بالتجديف اجاب: «فالذي قدَّسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن اللّٰه.» (يوحنا ١٠:٣٦) فيسوع لم يقل انه ‹اللّٰه الابن،› بل انه «ابن اللّٰه.»
٨ اية شهادة اعطاها قائد مئة واولئك الذين معه؟
٨ وعندما مات يسوع فحتى الجنود الرومان الواقفون جانبا عرفوا ان يسوع ليس اللّٰه: «واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن اللّٰه.» (متى ٢٧:٥٤) فلم يقولوا ‹كان هذا اللّٰه› او ‹كان هذا اللّٰه الابن،› لان يسوع وتلاميذه علَّموا ان يسوع هو ابن اللّٰه، لا اللّٰه القادر على كل شيء في طبيعة بشرية.
٩، ١٠ اية شهادة قوية معطاة في الاناجيل عن العلاقة بين اللّٰه ويسوع؟
٩ واللّٰه نفسه شهد ان يسوع هو ابنه الحبيب كما اشار احد كتبة الكتاب المقدس متّى عندما اعتمد يسوع. (متى ٣:١٧) وأشار كتبة آخرون للكتاب المقدس الى الامر نفسه. فكتب مرقس: «وكان صوت من السموات. انت ابني الحبيب الذي به سررت.» (مرقس ١:١١) وقال لوقا: «وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت.» (لوقا ٣:٢٢) ويوحنا المعمدان، الذي عمد يسوع، شهد: «شهدت ان هذا [يسوع] هو ابن اللّٰه.» (يوحنا ١:٣٤) وهكذا فان اللّٰه نفسه وكتبة الاناجيل الاربعة جميعهم ويوحنا المعمدان ذكروا بوضوح ان يسوع هو ابن اللّٰه. وبعد مدة، عند تجلي يسوع، حدث امر مماثل: «وصار صوت [اللّٰه] من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا.» — لوقا ٩:٣٥.
١٠ وفي هذه الروايات، هل كان اللّٰه يقول انه ابنه وأنه ارسل نفسه وأنه سرَّ بنفسه؟ كلا، فاللّٰه الآب، الخالق، كان يقول انه ارسل ابنه يسوع، شخصا منفصلا، ليقوم بعمل اللّٰه. ولذلك في كل مكان من الاسفار اليونانية تُستعمل العبارة «ابن اللّٰه» لتشير الى يسوع. ولكننا لا نلاحظ ولا مرة عبارة ‹اللّٰه الابن،› لان يسوع لم يكن اللّٰه القادر على كل شيء. لقد كان ابن اللّٰه. فهما شخصان مختلفان، وما من «سرّ» لاهوتي يمكن ان يغيّر هذه الحقيقة.
الآب اسمى من الابن
١١ كيف اظهر يسوع ان اللّٰه اسمى منه؟
١١ عرف يسوع انه ليس مساويا لابيه ولكنه بكل طريقة في مركز ادنى. وعرف انه ابن حبيب يملك محبة عميقة لابيه. ولذلك تلفظ يسوع تكرارا بأقوال كالتالية: «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.» (يوحنا ٥:١٩) «لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني.» (يوحنا ٦:٣٨) «تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني.» (يوحنا ٧:١٦) «انا اعرفه [اللّٰه] لاني (ممثِّل) منه وهو ارسلني.» (يوحنا ٧:٢٩) فالذي يرسِل يكون الاسمى. والمرسَل يكون الادنى، الخادم. فاللّٰه هو المرسِل. ويسوع هو المرسَل. وهما ليسا الشخص نفسه. وكما عبَّر يسوع عن ذلك: «ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسِله.» — يوحنا ١٣:١٦.
١٢ اي مثل يُظهر مركز يسوع الادنى بالنسبة الى الآب؟
١٢ وهذا ايضا جرى توضيحه في مثل اعطاه يسوع. لقد شبَّه اباه، يهوه اللّٰه، بصاحب كرم سافر وترك الكرم في عهدة الكرامين — الذين على نحو واضح يرمزون الى رجال الدين اليهود. وبعد مدة ارسل صاحب الكرم عبدا ليأخذ من ثمر الكرم، ولكنّ الكرامين جلدوه وأرسلوه فارغا. ثم ارسل صاحب الكرم عبدا ثانيا فحدث الامر نفسه. وأرسل عبدا ثالثا نال المعاملة نفسها. حينئذ قال صاحب الكرم (اللّٰه): «ارسل ابني [يسوع] الحبيب. لعلهم اذا رأوه يهابون.» لكنّ الكرامين الفاسدين قالوا: «هذا هو الوارث. هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. فاخرجوه خارج الكرم وقتلوه.» (لوقا ٢٠:٩-١٦) ومرة ثانية، يوضح ذلك ان يسوع خاضع للآب، مرسَل من الآب ليفعل مشيئة الآب.
١٣ اية اقوال واضحة للكتاب المقدس تُظهر ان اللّٰه اسمى من يسوع؟
١٣ قال يسوع نفسه: «ابي اعظم مني.» (يوحنا ١٤:٢٨) فيجب ان نصدق يسوع، لانه بالتأكيد عرف حقيقة علاقته بأبيه. والرسول بولس ايضا عرف ان اللّٰه اسمى من يسوع وقال: ‹الابن [يسوع] نفسه ايضا سيخضع . . . للّٰه.› (١ كورنثوس ١٥:٢٨) وتجري رؤية ذلك ايضا في قول بولس في ١ كورنثوس ١١:٣: «رأس المسيح هو اللّٰه.» ويسوع اعترف ان له الها اسمى عندما قال لتلاميذه: «اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.» — يوحنا ٢٠:١٧.
١٤ اية آيات اخرى تُظهر ان يسوع ليس اللّٰه القادر على كل شيء؟
١٤ وذكر يسوع تفوق اللّٰه عندما طلبت امّ اثنين من التلاميذ ان يجلس ابناها واحد عن يمين يسوع والآخر عن يساره متى جاء في ملكوته. فأجاب: «اما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه.» (متى ٢٠:٢٣) فلو كان يسوع اللّٰه القادر على كل شيء لكان له ان يعطي. ولكن لم يكن له ذلك. فكان لأبيه ان يعطي. وعلى نحو مماثل، عندما سرد نبوته عن نهاية نظام الاشياء هذا، ذكر يسوع: «واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.» (مرقس ١٣:٣٢) فلو كان يسوع اللّٰه القادر على كل شيء لعلم بذلك اليوم وتلك الساعة. ولكنه لم يعلَم لانه لم يكن اللّٰه الكلي المعرفة. لقد كان ابن اللّٰه ولم يعلَم كل ما يعلَمه ابوه.
١٥ عندما كان يسوع على وشك الموت، كيف اظهر الخضوع للّٰه؟
١٥ عندما كان يسوع على وشك الموت اظهر الخضوع لابيه في الصلاة: «يا ابتاه إن شئت ان تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.» (لوقا ٢٢:٤٢) فالى مَن كان يسوع يصلّي؟ الى نفسه؟ كلا، كان يصلّي الى ابيه في السماء. وهذا يَظهر بوضوح بقوله: «لتكن لا ارادتي بل ارادتك.» وبعدئذ، عند موته، صرخ يسوع: «الهي الهي لماذا تركتني.» (مرقس ١٥:٣٤) فالى مَن كان يسوع يصرخ؟ الى نفسه؟ كلا، كان يصرخ الى ابيه الذي في السماء.
١٦ كيف يُظهر موت وقيامة يسوع انه لا يمكن ان يكون اللّٰه القادر على كل شيء نفسه؟
١٦ وبعد موت يسوع كان في القبر نحو ثلاثة ايام. فمَن اقامه؟ بما انه كان ميتا فهو لا يتمكن من اقامة نفسه. ولو لم يكن ميتا حقا لما تمكن من دفع ثمن الفدية عن خطية آدم. لكنه مات فعلا، وكان غير موجود نحو ثلاثة ايام. ويخبرنا الرسول بطرس مَن اقام يسوع: «اقامه اللّٰه ناقضا اوجاع الموت.» (اعمال ٢:٢٤) فالاسمى، اللّٰه القادر على كل شيء، اقام الادنى، ابنه الحبيب، يسوع، من الموت. ولايضاح ذلك: عندما اقام يسوع لعازر من الموت، مَن كان اسمى؟ يسوع كان الاسمى، لأنه تمكن ان يعيد لعازر من الموت. (يوحنا ١١:٤١-٤٤) والامر نفسه كان عندما اقام اللّٰه يسوع. فاللّٰه كان الاسمى، لأنه تمكن ان يعيد يسوع من الموت.
١٧ اي دليل آخر هنالك على ان يسوع ليس اللّٰه؟
١٧ من غير المعقول ان يكون يسوع اللّٰه نفسه، لان اللّٰه خلق يسوع. لاحظوا كيف ينقل «مؤكد اللسانين» لبنيامين ولسون الرؤيا الاصحاح ٣، العدد ١٤: «هذا يقوله الآمين، الشاهد الأمين والصادق [يسوع]، بداءة خليقة اللّٰه.» وعلى نحو مماثل، تقول كولوسي ١:١٥، ١٦ عن يسوع: «هو صورة اللّٰه غير المنظور بكر كل خليقة. فانه (بواسطته خُلقت كل الاشياء الاخرى) ما في السموات وما على الارض . . . (كل الاشياء الاخرى) به وله قد (خُلقت).» ففي السماء خلق اللّٰه القادر على كل شيء ابنه مباشرة ومن ثم «(بواسطته)،» او «به،» خلق الاشياء الاخرى، تماما كما يمكن ان يكون للعامل الماهر مستخدَم مدرَّب يقوم بالعمل عنه. وهذه الاشياء التي خُلقت «بواسطته» لم تشمل يسوع نفسه، لان اللّٰه كان قد خلقه. وهكذا يدعى ‹البكر،› «الوحيد.» وعندما يكون الولد بكرا، وحيدا، لا يعني ذلك ابدا ان الولد هو الأب نفسه. انه يعني دائما ان هنالك شخصيتين مختلفتين مشمولتين، الأب والولد.
الروح القدس— شخص ام قوة فعالة؟
١٨ ماذا يعلِّم الكتاب المقدس في ما يتعلق بالروح القدس؟
١٨ ماذا بشأن الاقنوم الثالث المزعوم من الثالوث، الروح القدس، الذي يقال انه مساوٍ في القوة والجوهر والسرمدية للآب والابن؟ لا يوجد مكان في الكتاب المقدس يُذكر فيه الروح القدس مع اللّٰه والمسيح بصفته مساويا لهما. مثلا، في مناسبة معمودية يسوع، تظهر مرقس ١:١٠ ان الروح القدس نزل على يسوع «مثل حمامة،» لا في شكل بشري. فالروح القدس لم يكن شخصا آتيا على يسوع بل كان قوة اللّٰه الفعالة. وهذه القوة من اللّٰه مكَّنت يسوع ان يشفي المرضى ويقيم الموتى. وكما تقول لوقا ٥:١٧ في «مؤكد اللسانين»: «قوة الرب [اللّٰه] القديرة كانت عليه [يسوع] ليشفي.» وفي ما بعد، في يوم الخمسين، أُعطي الرسل ايضا قوة من اللّٰه ليشفوا المرضى ويقيموا الموتى. فهل جعلهم ذلك جزءا من «الوهية» معيَّنة؟ كلا، لقد جرى اعطاؤهم ببساطة قوة من اللّٰه، بواسطة المسيح، ليفعلوا ما لا يستطيع البشر عادة ان يفعلوه.
١٩ لماذا من غير المعقول ان يكون الروح القدس الاقنوم الثالث من الثالوث؟
١٩ وهذه القوة الفعالة عينها مذكورة في افسس ٥:١٨ حيث يقدم بولس المشورة: «امتلئوا بالروح.» وعلى نحو مماثل، تقول اعمال ٧:٥٥ ان استفانوس كان ‹ممتلئا من الروح القدس.› وفي يوم الخمسين ‹امتلأ جميع› أتباع يسوع «من الروح القدس.» (اعمال ٢:٤) فهل يمكن لانسان ان يمتلئ من شخص آخر؟ كلا، ولكن يمكنه ان يمتلئ من القوة التي تأتي من اللّٰه. والروح القدس هذا هو القوة نفسها التي استعملها اللّٰه ليخلق الكون. وكما تقول تكوين ١:٢، عج: «قوة اللّٰه الفعالة كانت تتحرك ذهابا وايابا على وجه المياه.»
٢٠ اية رؤيا رآها استفانوس تُظهر ايضا ان الثالوث ليس حقيقة؟
٢٠ وبعد قيامة يسوع نال استفانوس رؤيا عن السماء و «رأى مجد اللّٰه ويسوع قائما عن يمين اللّٰه.» (اعمال ٧:٥٥) وهكذا فان شخصين منفصلين كانا موجودين في السماء: (١) اللّٰه و (٢) يسوع المسيح المقام. ولا يُذكر الروح القدس في هذه الرؤيا لانه لم يكن اقنوما ثالثا من الثالوث. والروح القدس، لكونه قوة اللّٰه الفعالة، ينبثق من اللّٰه ولكن ليس ككائن منفصل. ولهذا السبب رأى استفانوس شخصين فقط، لا ثلاثة.
٢١، ٢٢ (أ) اي اعتراف قامت به دائرة معارف دينية بشأن الروح القدس؟ (ب) اية نقاط ستشملها مقالتنا التالية؟
٢١ وفي ما يتعلق بالروح القدس تعترف «دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة»: «من الواضح ان [العهد القديم] لا يتصور روح اللّٰه شخصا، لا بالمعنى الفلسفي الدقيق ولا بالمعنى الساميّ. فروح اللّٰه هو مجرد قوة اللّٰه. واذا جرى تمثيله احيانا بكونه متميزا عن اللّٰه فذلك لان نسمة يهوِه تعمل على نحو ظاهر.» وتذكر ايضا: «ان اكثرية آيات [العهد الجديد] تكشف عن روح اللّٰه بصفته شيئا، لا شخصا؛ وذلك يُرى على نحو خصوصي في التناظر بين الروح وقوة اللّٰه.»
٢٢ وبالنظر الى جميع هذه الحقائق، فان عقيدة الثالوث «الرئيسية» هذه للعالم المسيحي لا يمكن ان تكون صحيحة. فكلمة اللّٰه تدحض هذا الادعاء. وتظهر بوضوح ان يهوه اللّٰه هو الاب المحب وان يسوع المسيح هو ابنه الحبيب، الابن الذي كانت له محبة شديدة لابيه حتى انه كان على استعداد للطاعة حتى الموت. ومع ذلك يحتج البعض بأن هنالك آيات يبدو انها تُظهر تأييدا للثالوث، ولذلك في مقالتنا التالية سنفحص بعضا منها. وأيضا سنناقش لماذا صارت هذه العقيدة جزءا مهما كهذا من العالم المسيحي وأين تأصلت.
-
-
المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه تقود الى الحياةبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه تقود الى الحياة
«وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.» — يوحنا ١٧:٣.
١ لماذا المعرفة الصحيحة عن اللّٰه ويسوع المسيح مهمة جدا؟
ان المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه، يسوع المسيح، حيوية لاولئك الذين يرغبون في الحياة الابدية. «[اللّٰه] يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.» (١ تيموثاوس ٢:٤) ومعرفة كهذه من كلمة اللّٰه الموحى بها، الكتاب المقدس، تجهزنا لنعرف مَن هو اللّٰه وما هي التزاماتنا تجاهه. (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧؛ ١ يوحنا ٢:١٧) وتمكِّننا ايضا من ان نثبت بلياقة هوية يسوع المسيح وعلاقتنا به. — مزمور ٢:١٢، فيلبي ٢:٥-١١.
٢ ماذا يمكن ان ينتج من عدم نيل المعرفة الصحيحة؟
٢ وبدون المعرفة الصحيحة يمكن ان نقع في شرك التعاليم الباطلة التي يروجها مقاوم اللّٰه، الشيطان ابليس، الذي هو «كذاب وابو (الكذب).» (يوحنا ٨:٤٤) فاذا كانت عقيدة ما تناقض كلمة اللّٰه، اذا كانت كذبا، فان الايمان بها وتعليمها يضعف الثقة بيهوه ويأتي بنا الى مقاومته. ولذلك نحتاج الى ان نفحص الاسفار المقدسة بانتباه لكي نميز الحق من الباطل. (اعمال ١٧:١١) فنحن لا نريد ان نكون مثل اولئك اللواتي «يتعلمن في كل حين ولا يستطعن ان يُقبلن الى معرفة الحق ابدا.» — ٢ تيموثاوس ٣:١، ٧.
٣ ما هو تعليم الكتاب المقدس الواضح عن اللّٰه ويسوع المسيح والروح القدس؟
٣ وكما رأينا في المقالة السابقة، فان عقيدة الثالوث ليست تعليما للكتاب المقدس. ففي كلمته يخبرنا اللّٰه بوضوح بأنه خالق كل الاشياء وبأن اول خليقته في السماء كان ابنه. (رؤيا ٤:١١، كولوسي ١:١٥، ١٦) واللّٰه ارسل ابنه الى الارض كانسان ليزود الذبيحة الفدائية، التي خدمت كأساس لمغفرة خطايا الجنس البشري، ولينير الاشخاص المخلصين اكثر بشأن اللّٰه ومقاصده. (متى ٢٠:٢٨، يوحنا ٦:٣٨) ولكنّ التعليم البسيط الواضح بأن اللّٰه والمسيح هما شخصان منفصلان، وأن الروح القدس ليس شخصا بل هو قوة اللّٰه الفعالة، جرى تحريفه طوال القرون. وعوض ذلك، صار تعليم الثالوث العقيدة الرئيسية للعالم المسيحي.
«انا والآب واحد»
٤ لماذا الادعاء الذي تصنعه الكنائس بشأن يوحنا ١٠:٣٠ غير صحيح؟
٤ تقتبس الكنائس دائما يوحنا ١٠:٣٠ لتحاول ان تؤيد الثالوث، رغم انه لا يجري ذكر اي شخص ثالث في هذا العدد. فهنا قال يسوع: «انا والآب واحد.» ولكن هل عنى يسوع انه اللّٰه القادر على كل شيء نفسه، في شكل مختلف فقط؟ كلا، فهذا لا يمكن ان يكون لان يسوع كان دائما يقول انه ابن اللّٰه وادنى منه وفي خضوع له. فماذا، اذاً، عنى يسوع في يوحنا ١٠:٣٠؟
٥ و ٦ (أ) بأي مفهوم عنى يسوع انه وأباه واحد؟ (ب) كيف يجري ايضاح ذلك في ما يتعلق بتلاميذ يسوع؟
٥ عنى يسوع انه وأباه واحد في الرأي والقصد. ويمكن رؤية ذلك في يوحنا ١٧:٢١، ٢٢ حيث صلّى يسوع الى اللّٰه ان يكون جميع تلاميذه «واحدا كما انك انت ايها الآب فيَّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا . . . ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد.» فهل كان يسوع يصلِّي ان يصير جميع تلاميذه شخصا واحدا؟ كلا، كان يصلِّي ان يكونوا في وحدة، بالفكر والقصد نفسه، تماما كما كان يسوع واللّٰه.
٦ ويجري التعبير عن الفكرة نفسها في ١ كورنثوس ١:١٠ حيث يذكر بولس ان المسيحيين يجب ‹ان يقولوا جميعهم قولا واحدا ولا يكون بينهم انشقاقات بل ان يكونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد.› ولذلك عندما قال يسوع انه واباه واحد لم يعنِ انهما الشخص نفسه، تماما كما انه عندما قال ان تلاميذه يجب ان يصيروا واحدا لم يعنِ انهم الشخص نفسه.
مَن كان «الكلمة»؟
٧ (أ) ماذا يدعي العالم المسيحي بشأن يوحنا ١:١؟ (ب) ماذا هنالك في يوحنا ١:١ مما يظهر حالا انه لا يجري التكلم عن ثالوث؟
٧ ولكن ماذا عن يوحنا ١:١، التي تقول في «ترجمة الملك جيمس»: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللّٰه، والكلمة كان اللّٰه»؟ تخبرنا يوحنا ١:١٤ ان «الكلمة صار جسدا وحل بيننا.» والعالم المسيحي يدعي ان «الكلمة» هذا (باليونانية، «لوغس») الذي جاء الى الارض بصفته يسوع المسيح هو اللّٰه القادر على كل شيء نفسه. ولكن لاحظوا انه حتى في «ترجمة الملك جيمس» تقول يوحنا ١:١ ان «الكلمة كان عند اللّٰه.» فالشخص الذي يكون عند شخص آخر لا يكون ذلك الشخص الآخر نفسه. ولذلك حتى من هذه الترجمة تَظهر شخصيتان مختلفتان. وايضا، لا يُذكر ابدا اقنوم ثالث من ايّ ثالوث.
٨ كيف تنقل بعض الترجمات الاخرى للكتاب المقدس الجزء الاخير من يوحنا ١:١؟
٨ أما بالنسبة الى قول «ترجمة الملك جيمس» في الجزء الاخير من يوحنا ١:١ ان «الكلمة كان اللّٰه» فان الترجمات الاخرى تقول شيئا مختلفا. والبعض هو كما يلي:
١٨٠٨: «والكلمة كان الها.» «العهد الجديد، في ترجمة محسَّنة،» على اساس الترجمة الجديدة لرئيس الاساقفة نيوكم: بآية مصححة، لندن.
١٨٦٤: «والها كان الكلمة.» «مؤكد اللسانين،» بواسطة بنيامين ولسون، نيويورك ولندن.
١٩٣٥: «والكلمة كان الهيا.» «الكتاب المقدس — ترجمة اميركية،» بواسطة ج. م. ب. سميث و ي. ج. غودسبيد، شيكاغو.
١٩٣٥: «لوغس كان الهيا.» «ترجمة جديدة للكتاب المقدس،» بواسطة جيمس موفات، نيويورك.
١٩٧٥: «والها (او من نوع الهي) كان الكلمة.» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس، بواسطة سيغفريد شولز، غوتينغن، المانيا.
١٩٧٨: «وشخصا شبيها بإله كان لوغس.» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس، بواسطة جوهانس شنايدر، برلين.
١٩٧٩: «والها كان لوغس.» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس، بواسطة جورغن بيكر، ورزبيرغ، المانيا.
وأيضا في ١٩٥٠ فان «ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية،» إصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك، نقلت العبارة، «والكلمة كان الها.»
٩ في النص اليوناني، ماذا يسبق الورود الاول للاسم «ثيوس» (اللّٰه) في يوحنا ١:١ مما يُظهر ان الاشارة هي الى اللّٰه القادر على كل شيء؟
٩ فهل تتفق ترجمات كهذه مع تركيب قواعد النحو ليوحنا ١:١ في اللغة اليونانية؟ نعم، تتفق. ففي يوحنا ١:١ يرد الاسم اليوناني «ثيوس» (اللّٰه) مرتين. وفي المرة الاولى يشير الى اللّٰه القادر على كل شيء، الذي عنده كان الكلمة — «والكلمة [لوغس] كان عند اللّٰه [صيغة لـ «ثيوس»].» و «ثيوس» الاول هذا تسبقه صيغة اداة التعريف اليونانية «أُو.» والاسم «ثيوس» بأداة التعريف «أُو» قبله يشير الى هوية متميزة، وفي هذه الحالة اللّٰه القادر على كل شيء — ‹والكلمة كان عند [الـ] اله.›
١٠ في ما يتعلق بالورود الثاني لـ «ثيوس» في يوحنا ١:١، الى ماذا يشير حذف الاداة «أُو» هنا؟
١٠ ولكن في الجزء الاخير من يوحنا ١:١ فان ترجمات كتلك المدرجة في الفقرة ٨ تنقل «ثيوس» الثاني (الخبر) الى «الهيا» او «الها» بدلا من «اللّٰه.» ولماذا؟ لان «ثيوس» الثاني هو خبر مفرد يرد قبل الفعل ودون اداة التعريف «أُو» في اليونانية. وفي هذا العدد يشير تركيب جملة كهذه الى ميزة او صفة المبتدإ. ويُبرز طبيعة الكلمة، أنه كان «الهيا،» «الها،» ولكن ليس اللّٰه القادر على كل شيء. وهذا ينسجم مع كثير من الآيات الاخرى التي تُظهر ان «الكلمة» كان متكلِّما عن اللّٰه، مرسَلا الى الارض من اللّٰه. وكما تعلن يوحنا ١:١٨: «اللّٰه لم يره احد قط. الابن الوحيد [الابن المخلوق في السماء من اللّٰه القادر على كل شيء] الذي هو في حضن الآب هو [اتى الى الارض بصفته الانسان يسوع و] خبَّر [عن اللّٰه القادر على كل شيء].»
١١ اي مثال للكتاب المقدس هنالك لادخال التراجمة اداة التنكير في المكان الذي لا توجد فيه في اليونانية، ولماذا يجري فعل ذلك؟
١١ هنالك اعداد كثيرة للكتاب المقدس حيث اولئك الذين يترجمون من اليونانية بلغة اخرى يُدخلون اداة التنكير قبل الخبر رغم عدم وجود اداة في النص اليوناني. وهذا الادخال للاداة في الترجمة يُظهر ميزة او صفة الاسم. مثلا، في مرقس ٦:٤٩، عندما رأى التلاميذ يسوع يمشي على الماء، تقول «ترجمة الملك جيمس،» «ظنوه روحا» (باليونانية، فانتاسما). و «ترجمة العالم الجديد» تنقل العبارة على نحو اصحّ، «ظنوا: ‹انه خيال!›» وبالطريقة نفسها، تُظهر الترجمة الصحيحة ليوحنا ١:١ ان الكلمة لم يكن «اللّٰه،» بل كان «الها.»
١٢ اي استعمالين مشابهين لاداة التنكير يوجدان في يوحنا ٨:٤٤؟
١٢ ويوجد مثالان مشابهان في يوحنا الاصحاح ٨، العدد ٤٤ . وهنا، في التكلم عن ابليس، يقول يسوع: «ذاك كان قتالا للناس من البدء . . . انه كذاب وابو (الكذب).» وفي اليونانية الاصلية، على نحو مماثل ليوحنا ١:١، فان الخبر في هذين التعبيرين كليهما («قتالا،» «كذاب») يسبق الفعل وليست له اداة تعريف. وفي كل حالة، يجري وصف صفة او ميزة لابليس وفي كثير من ترجمات اللغة العصرية يكون ضروريا ادخال اداة التنكير لنقل ذلك. وهكذا فان «ترجمة الملك جيمس» تنقل هذين التعبيرين، «كان قتالا . . . انه كذاب وابو ذلك.» — انظروا ايضا مرقس ١١:٣٢، يوحنا ٤:١٩؛ ٦:٧٠؛ ٩:١٧؛ ١٠:١، ١٣، ٢١؛ ١٢:٦.
«ربي والهي»
١٣، ١٤ لماذا تمكن توما من ان يدعو يسوع «الهي» دون ان يعني ان يسوع هو يهوه؟
١٣ يقتبس الثالوثيون ايضا يوحنا ٢٠:٢٨ ليؤيدوا ادعاءاتهم. فهنا قال توما ليسوع: «ربي والهي.» وكما يظهر آنفا، ليس هنالك اعتراض على اشارة توما الى يسوع بصفته الها. ومثل هذا يكون على انسجام مع الواقع القائل ان يسوع، في وجوده السابق لبشريته، كان بالتاكيد الها، اي شخصا الهيا قويا. كان كذلك بالتاكيد منذ موته وقيامته الى الحياة السماوية. ويسوع اقتبس ايضا من المزامير ليظهر ان البشر الاقوياء تجري مخاطبتهم بصفتهم «آلهة.» (مزمور ٨٢:١-٦، يوحنا ١٠:٣٤، ٣٥) ولاحظ الرسول بولس انه يوجد «آلهة كثيرون وأرباب كثيرون.» (١ كورنثوس ٨:٥) وحتى الشيطان يدعى «اله هذا الدهر.» — ٢ كورنثوس ٤:٤.
١٤ يشغل يسوع مركزا اسمى بكثير من البشر الناقصين، او الشيطان. فاذا كان مثل هؤلاء يشار اليهم بصفتهم «آلهة» فبالتاكيد يمكن ان يشار الى يسوع بصفته الها، وكان يشار اليه كذلك. فبسبب مركزه الفريد بالنسبة الى يهوه يكون يسوع «(الاله المولود) الوحيد» (يوحنا ١:١٨)، «الها قديرا» (اشعياء ٩:٦)، و «(الها)» (يوحنا ١:١). ولذلك لم يكن هنالك شيء غير لائق بشأن اشارة توما الى يسوع بهذه الطريقة. فكان توما يقول ان يسوع اله بالنسبة اليه، شخص الهي قوي. لكنه لم يكن يقول ان يسوع هو يهوه، ولهذا السبب قال توما، «الهي» وليس «اللّٰه.»
١٥ كيف يعرِّف العدد ٣١ من يوحنا الاصحاح ٢٠ مَن هو يسوع؟
١٥ وبعد ثلاثة اعداد فقط، في يوحنا ٢٠:٣١، يذكر الكتاب المقدس: «اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن اللّٰه.» فكل الشك في ما يتعلق بما عناه توما يزول هنا. وكاتب الكتاب المقدس يوحنا يقول بوضوح ان يسوع هو ابن اللّٰه، لا اللّٰه القادر على كل شيء نفسه.
ليس معادلا للّٰه
١٦ اي ادعاء صنعه اليهود، وكيف دحضه يسوع؟
١٦ والآية الاخرى التي تستعملها الكنائس هي يوحنا ٥:١٨. فهي تقول ان اليهود ارادوا ان يقتلوا يسوع لانه «قال ايضا ان اللّٰه ابوه معادلا نفسه باللّٰه.» فمَن كان يقول ان يسوع يعادل نفسه باللّٰه؟ ليس يسوع. فهو يوضح ذلك في العدد التالي مباشرة (١٩) بالاعلان: «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.» وهكذا لم يدَّع يسوع انه اللّٰه القادر على كل شيء او انه معادل له. فكان يُظهر لليهود انهم مخطئون، انه ليس اللّٰه، بل ابن اللّٰه، وكمتكلم عن اللّٰه لا يقدر ان يعمل من نفسه. فهل يمكننا ان نتصور اله الكون القادر على كل شيء يقول انه لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا؟ فاليهود صنعوا التهمة، ويسوع دحضها.
١٧ (أ) ما هي الشهادة الواضحة من كلمة اللّٰه الموحى بها عن هوية يهوه ويسوع المسيح والروح القدس؟ (ب) ماذا يجب فعله بأية آية قد يشير اليها الثالوثيون في محاولة لتبرير معتقدهم؟
١٧ وهكذا، من شهادة اللّٰه في كلمته الموحى بها، ومن شهادة يسوع، ومن شهادة تلاميذ يسوع، فان الدليل الشامل يُظهر بوضوح ان اللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح هما شخصيتان منفصلتان، اب وابن. وهذا الدليل ايضا يُظهر بوضوح ان الروح القدس ليس الاقنوم الثالث من ايّ ثالوث بل هو قوة اللّٰه الفعالة. ومن العبث اخراج الآيات من القرينة او محاولة تحريفها لتأييد الثالوث. فكل هذه الآيات يجب جعلها منسجمة مع باقي شهادة الكتاب المقدس الواضحة.
لماذا تطور الثالوث؟
١٨ من اين اتت عقيدة الثالوث؟
١٨ اذا فحصتم الصفحة ١٨، «التطور التاريخي لعقيدة الثالوث،» تلاحظون ان للثالوث جذورا وثنية. انه ليس تعليما للكتاب المقدس، ولكنّ العالم المسيحي تبناه في القرن الرابع. ومن ناحية ثانية، قبل ذلك بوقت طويل، كانت هنالك ثواليث في بابل القديمة ومصر واماكن اخرى. والعالم المسيحي بذلك دمَّج الفكرة الوثنية في تعاليمه. وهذا اثاره الامبراطور الروماني قسطنطين، الذي لم يكن مهتما بحقيقة هذه المسألة بل اراد ان يرسخ امبراطوريته المؤلفة من وثنيين ومسيحيين مرتدين. وبعيدا عن ان يكون تطورا للتعليم المسيحي كان الثالوث دليلا على ان العالم المسيحي قد ارتد عن تعاليم المسيح وتبنى تعاليم وثنية عوضا عنها.
١٩ لماذا تطورت عقيدة الثالوث؟
١٩ ولماذا تطورت عقيدة كهذه؟ طبعا، لا تُخدم مصالح اللّٰه بجعله وابنه وروحه القدوس مشوِّشين وغامضين. ولا يخدم مصالح الناس ان يكونوا مشوَّشين. وعوض ذلك، كلما صار الناس مشوَّشين اكثر بشأن اللّٰه ومقاصده ناسب ذلك اكثر الشيطان ابليس، مقاوم اللّٰه، ‹اله هذا العالم› الذي يعمل لكي ‹يعمي اذهان غير المؤمنين.› (٢ كورنثوس ٤:٤) وبما ان عقيدة كهذه تُظهر ان اللاهوتيين فقط يمكنهم ان يفهموا تعاليم الكتاب المقدس فهي تناسب القادة الدينيين للعالم المسيحي. وهذا يساعدهم ليحافظوا على سيطرتهم على عامة الشعب.
٢٠ (أ) ما هي الحقيقة البسيطة عن الثالوث؟ (ب) ماذا يعني لنا اخذ المعرفة الصحيحة عن الحقائق المحرِّرة؟
٢٠ ومع ذلك فان الحقيقة عن هذه المسألة بسيطة جدا حتى ان الولد يستطيع ان يفهمها. فالصبي الصغير يعرف انه ليس هو اباه نفسه بل هما شخصان منفصلان. وعلى نحو مماثل، عندما يقول الكتاب المقدس ان يسوع المسيح هو ابن اللّٰه، فهذا ما يعنيه. هذه هي الحقيقة البسيطة في حين ان عقيدة الثالوث ليست كذلك. انها كذب. ولذلك لا بد ان تكون من «المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله.» (رؤيا ١٢:٩) أما الحقائق البسيطة المنعشة عن اللّٰه وابنه، يسوع المسيح، وروح اللّٰه القدوس القوي فتحرر الناس من عبودية التعاليم الباطلة التي تأصلت في الوثنية والتي ألَّفها الشيطان. وكما قال يسوع لطالبي الحق المخلصين: «تعرفون الحق والحق يحرركم.» (يوحنا ٨:٣٢) فأخذ المعرفة الصحيحة عن الحقائق المحرِّرة والعمل بموجبها ايضا ‹يعني الحياة الابدية.› — يوحنا ١٧:٣.
-