-
مَن هو اللّٰه؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٤
مَنْ هُوَ ٱللّٰهُ؟
يَعْبُدُ ٱلنَّاسُ آلِهَةً كَثِيرَةً. لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُعَلِّمُ أَنَّ هُنَالِكَ إِلٰهًا حَقِيقِيًّا وَاحِدًا فَقَـطْ. وَهٰذَا ٱلْإِلٰهُ لَا نَظِيـرَ لَـهُ، أَسْمَى مِنَ ٱلْجَمِيعِ، وَلَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ. وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ وَأَعْطَانَا ٱلْحَيَاةَ. لِذٰلِكَ، مَا مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ يَسْتَحِقُّ عِبَادَتَنَا.
أُعْطِيَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ مُوسَى بِصِفَتِهَا «ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلَائِكَةٌ»
وَلِلّٰهِ أَلْقَابٌ عَدِيدَةٌ، إِنَّمَا لَهُ ٱسْمٌ عَلَمٌ وَاحِدٌ هُـوَ يَهْوَهُ. أَوْصَى ٱللّٰهُ مُوسَى: «هٰكَـذَا تَقُـولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: ‹يَهْوَهُ إِلٰهُ آبَائِكُمْ، إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ›. هٰذَا ٱسْمِي إِلَى ٱلدَّهْرِ وَهٰذَا ذِكْرِي إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». (خروج ٣:١٥) وَيَظْهَرُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ نَحْوَ ٠٠٠,٧ مَرَّةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٨٣:١٨ مُتَحَـدِّثًا عَنِ ٱللّٰهِ: «اِسْمُكَ يَهْوَهُ، وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ».
جُزْءٌ مِنْ مَخْطُوطَةٍ تَتَضَمَّنُ آيَاتٍ يَظْهَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللّٰهِ (أَدْرَاجُ ٱلْبَحْرِ ٱلْمَيِّتِ ٱلْقَدِيمَةُ)
وَٱللّٰهُ لَـمْ يَرَهُ أَيُّ إِنْسَانٍ. فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى: «لَا تَقْدِرُ أَنْ تَـرَى وَجْهِـي، لِأَنَّـهُ لَا يَـرَانِي إِنْسَانٌ وَيَعِيشُ». (خروج ٣٣:٢٠) فَٱللّٰهُ فِي ٱلسَّمٰـوَاتِ وَهُـوَ لَا يُـرَى بِٱلْأَعْيُنِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. وَمِنَ ٱلْخَطَإِ صُنْـعُ صَنَـمٍ أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ يُمَثِّلُ ٱللّٰهَ وَٱسْتِخْدَامُهُ فِي ٱلصَّلَاةِ. أَمَرَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ بِوَاسِطَةِ نَبِيِّهِ مُوسَى: «لَا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا وَلَا صُورَةً مَا مِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي ٱلْمَاءِ مِنْ تَحْـتِ ٱلْأَرْضِ. لَا تَسْجُدْ لَهَا وَلَا تَخْدُمْهَـا، لِأَنِّي أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهَكَ إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ». (خروج ٢٠:٢-٥) وَلَاحِقًا، قَـالَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا: «أَنَا يَهْوَهُ، هٰذَا ٱسْمِي. وَمَجْدِي لَا أُعْطِيهِ لِآخَرَ، وَلَا تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ». — اشعيا ٤٢:٨.
يُؤْمِنُ بَعْضُ ٱلنَّـاسِ بِٱللّٰهِ لٰكِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَهُ إِلٰهًا بَعِيدًا يَسْتَحِيلُ ٱلتَّعَرُّفُ إِلَيْهِ، إِلٰهًا يُخَافُ مِنْهُ بَدَلَ أَنْ يُحَبَّ. فَمَا رَأْيُكَ؟ هَلِ ٱللّٰهُ يَهْتَمُّ بِكَ شَخْصِيًّا؟ هَلْ يُمْكِنُكَ حَقًّا أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ، بَلْ أَنْ تَقْتَرِبَ مِنْهُ؟ لِنَرَ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ صِفَاتِ ٱللّٰهِ.
-
-
تقدير صفات اللّٰه التي لا مثيل لهاالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٥
تَقْدِيرُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي لَا مَثِيلَ لَهَا
تَكْشِفُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلْكَثِيرَةَ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ إِلَيْهِ. مَثَلًا، تُخْبِرُنَا هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارُ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلْأَرْبَعِ: اَلْقُدْرَةِ، ٱلْعَدْلِ، ٱلْحِكْمَةِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا.
قُدْرَةُ ٱللّٰهِ غَيْرُ ٱلْمَحْدُودَةِ
اَللّٰهُ عَظِيمُ ٱلْقُدْرَةِ
قَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». (تكوين ١٧:١) فَقُدْرَتُـهُ لَا نَظِيـرَ لَهَـا، لَا حُدُودَ لَهَا، وَهِيَ لَا تَنْتَهِي أَبَدًا. وَبِقُدْرَتِهِ هٰذِهِ، خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْكَوْنَ بِكَامِلِهِ.
وَٱللّٰهُ لَا يُسِيءُ ٱسْتِعْمَالَ قُدْرَتِهِ. فَهُوَ يَسْتَخْدِمُهَا دَائِمًا بِطَرِيقَةٍ مَضْبُوطَةٍ تُحَقِّقُ أَهْدَافَهُ. كَمَا أَنَّهُ يُوَازِنُ بِشَكْـلٍ تَـامٍّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ.
وَلَا يَتَأَخَّرُ يَهْوَهُ أَبَدًا عَنِ ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَتِـهِ لِخَيْـرِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٢ اخبار الايام ١٦:٩) أَفَلَا يَجْذِبُكَ هٰذَا ٱلْإِلٰهُ ٱلَّذِي يَهْتَمُّ بِنَا رَغْمَ قُوَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ؟
إِلٰهُ عَدْلٍ
«يَهْوَهُ يُـحِـبُّ ٱلْعَـدْلَ». (مـزمـور ٣٧:٢٨) فَـهُـوَ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا هُوَ صَحِيحٌ وَمُسْتَقِيمٌ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَقَايِيسِهِ ٱلْكَامِلَةِ.
اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا
وَٱللّٰهُ يَكْرَهُ ٱلظُّلْمَ. فَهُوَ «لَا يُحَابِي وَلَا يَقْبَلُ رَشْوَةً». (تثنية ١٠:١٧) كَمَا أَنَّهُ يُقَاوِمُ مَنْ يَظْلِمُونَ ٱلْآخَرِينَ وَيَقِفُ إِلَى جَانِبِ ٱلضُّعَفَاءِ، بِمَنْ فِيهِمِ ‹ٱلْأَرَامِلُ وَٱلْيَتَامَى›. (خروج ٢٢:٢٢) وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ ٱلْبَشَرِ دُونَ تَمْيِيزٍ. تَذْكُـرُ كَلِمَتُـهُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
وَيُظْهِرُ يَهْوَهُ عَدْلَهُ بِٱتِّزَانٍ تَامٍّ. فَٱللّٰهُ لَيْسَ مُتَسَاهِلًا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ وَلَا قَاسِيًا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ. وَهُوَ يُعَاقِبُ ٱلْخُطَاةَ إِنْ لَمْ يَتُوبُوا، لٰكِنَّهُ يَرْحَمُ بِرِقَّةٍ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلتَّائِبِينَ. حَقًّا، «يَهْوَهُ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ. لَا يَعِيبُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَحْفَظُ ٱلْغَضَبَ إِلَى ٱلدَّهْرِ. لَمْ يُعَامِلْنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا». (مزمور ١٠٣:٨-١٠) كَمَا أَنَّهُ يَتَذَكَّرُ أَعْمَالَ خُدَّامِهِ ٱلْأَمِينَةَ وَيُكَافِئُهُمْ عَلَيْهَا. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِلٰهُ ٱلْعَدْلِ هٰذَا أَنْ نَضَعَ فِيهِ ثِقَتَنَا؟
إِلٰهُ حِكْمَةٍ
تُرَى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ
يَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ كُلِّ حِكْمَةٍ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!». (روما ١١:٣٣) فَحِكْمَتُهُ لَا مَثِيلَ لَهَا وَلَا حُدُودَ لَهَا.
وَتُرَى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ بِوُضُوحٍ فِي خَلِيقَتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ. نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزَامِيرِ: «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ». — مزمور ١٠٤:٢٤.
وَتَظْهَرُ حِكْمَةُ ٱللّٰهِ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «مُذَكِّرَاتُ يَهْوَهَ أَمِينَةٌ تُصَيِّرُ قَلِيلَ ٱلْخِبْرَةِ حَكِيمًا». (مزمور ١٩:٧) تَخَيَّلْ: بِإِمْكَانِكَ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ حِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ! فَهَلْ تَسْتَغِلُّ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ؟
«اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ»
إِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلْغَالِبَةَ عِنْدَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ هِيَ ٱلَّتِي تَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَتُوَجِّهُ كُلَّ أَفْعَالِهِ.
وَيُظْهِرُ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا بِطَرَائِقَ لَا عَدَدَ لَهَا. فَهُوَ يُعْطِينَا عَطَايَا صَالِحَةً. نَقْرَأُ فِي كَلِمَتِهِ: «لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلَا شَهَادَةٍ بِمَا فَعَلَ مِنْ صَلَاحٍ، مُعْطِيًا إِيَّاكُمْ أَمْطَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَوَاسِمَ مُثْمِرَةً، مُفْعِمًا قُلُوبَكُمْ طَعَامًا وَسُرُورًا». (اعمال ١٤:١٧) فِعْلًا، «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ». (يعقوب ١:١٧) وَمِنْ خِلَالِ عَطِيَّةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ، يَكْشِفُ ٱللّٰهُ ٱلْحَقَّ عَنْ نَفْسِهِ وَيُعَلِّمُنَا شَرَائِعَهُ وَمَبَادِئَهُ ٱلْحُبِّيَّةَ. قَالَ يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ إِلَى ٱللّٰهِ: «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ». — يوحنا ١٧:١٧.
حِكْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلظَّاهِرَةُ فِي ٱلْخَلِيقَةِ تَمْلَأُنَا إِجْلَالًا لَهُ
وَيُسَاعِدُنَا ٱللّٰهُ أَيْضًا فِي ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا. تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ، وَهُوَ يَعُولُكَ. لَا يَدَعُ ٱلْبَارَّ يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا». (مزمور ٥٥:٢٢) وَهُوَ يَغْفِرُ خَطَايَانَا. نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزَامِيرِ: «أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». (مزمور ٨٦:٥) حَتَّى إِنَّهُ يَمْنَحُنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. تَعِدُ كَلِمَتُهُ: «سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ». (رؤيا ٢١:٤) فَهَلْ تَتَجَاوَبُ مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ؟ هَلْ تَنْدَفِعُ إِلَى مَحَبَّتِهِ أَنْتَ أَيْضًا؟
اِقْتَرِبْ إِلَى ٱللّٰهِ
حِينَ تُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ وَتَتَأَمَّلُ فِي صِفَاتِهِ تَقْتَرِبُ إِلَيْهِ أَكْثَرَ
يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ تَعْرِفَهُ جَيِّدًا. تُشَجِّعُنَا كَلِمَتُهُ: «اِقْتَـرِبُـوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَـرِبَ إِلَيْكُمْ». (يعقوب ٤:٨) وَقَدْ دَعَا ٱللّٰهُ ٱلنَّبِيَّ ٱلْأَمِينَ إِبْرَاهِيـمَ «صَدِيقِي»، أَوْ خَلِيلِي. (اشعيا ٤١:٨) وَهُوَ يُرِيدُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ صَدِيقَهُ.
وَكُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنِ ٱللّٰهِ، شَعَرْتَ أَنَّكَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ وَصِرْتَ أَكْثَرَ سَعَادَةً. تَقُولُ ٱلْمَزَامِيرُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي . . . فِي شَرِيعَةِ يَهْوَهَ مَسَرَّتُهُ، وَفِي شَرِيعَتِهِ يَقْـرَأُ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا». (مزمور ١:١، ٢) إِذًا، وَاصِلْ دَرْسَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، تَأَمَّلْ فِي صِفَاتِ ٱللّٰهِ وَأَعْمَالِهِ، وَأَظْهِرْ مَحَبَّتَكَ لَهُ بِتَطْبِيـقِ مَـا تَتَعَلَّمُهُ. فَإِنَّ «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». (١ يوحنا ٥:٣) لِذَا، صَلِّ كَمَا صَلَّى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «طُرُقَكَ يَا يَهْوَهُ عَرِّفْنِي، سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. اِهْدِنِي إِلَى حَـقِّـكَ». (مزمـور ٢٥:٤، ٥) وَعِنْدَئِـذٍ تَـجِـدُ أَنَّ ٱللّٰهَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا». — اعمال ١٧:٢٧.
-
-
ما هو قصد اللّٰه للارض؟الايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٦
مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ؟
خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ لِتَكُونَ مَوْطِنًا مِثَالِيًّا لِلْبَشَرِ. تَـقُـولُ كَلِـمَـتُهُ: «اَلسَّمٰـوَاتُ سَمٰوَاتٌ لِـيَهْوَهَ، أَمَّـا ٱلْأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي ٱلْبَشَرِ». — مزمور ١١٥:١٦.
فَقَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ، ٱخْتَارَ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ دُعِيَتْ عَدْنًا وَغَرَسَ فِيهَا جَنَّةً (حَدِيقَةً) جَمِيلَةً. وَتَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ نَهْرَيِ ٱلْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ (حِدَّاقِلَ) كَانَا يَنْبَعَانِ مِنْ عَدْنٍ.a وَيُعْتَقَدُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْجَنَّةَ كَانَتْ تَقَعُ فِي مَا هُوَ ٱلْيَوْمَ شَرْقِيَّ تُرْكِيَا. نَعَمْ، جَنَّةُ عَدْنٍ وُجِدَتْ حَقًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ!
خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ «لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا». (تكوين ٢:١٥) وَلَاحِقًا، خَلَـقَ زَوْجَـةً لِآدَمَ هِـيَ حَوَّاءُ. وَأَوْصَاهُمَا قَائِلًا: «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا». (تكوين ١:٢٨) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱللّٰهَ «لَمْ يَخْلُقْهَا [أَيِ ٱلْأَرْضَ] بَاطِلًا، إِنَّمَا لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا». — اشعيا ٤٥:١٨.
لٰكِنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ حِينَ عَصَيَا شَرِيعَتَهُ عَمْدًا. لِذٰلِكَ أَخْرَجَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ. فَخَسِرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفِرْدَوْسَ. وَقَدْ سَبَّبَتْ خَطِيَّةُ آدَمَ أَضْرَارًا ٱمْتَدَّتْ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذٰلِكَ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا». — روما ٥:١٢.
فَهَلْ تَخَلَّى ٱللّٰهُ عَنْ قَصْدِهِ ٱلْأَصْلِيِّ، أَيْ أَنْ تَكُونَ ٱلْأَرْضُ فِرْدَوْسًا يَسْكُنُهُ أَشْخَاصٌ سُعَدَاءُ؟ كَلَّا، فَهُوَ يَقُولُ: «كَلِمَتِي ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي . . . لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ دُونَ نَتِيجَةٍ، بَلْ تَفْعَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ، وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ». (اشعيا ٥٥:١١) نَعَمْ، سَيَرُدُّ ٱللّٰهُ ٱلْفِرْدَوْسَ إِلَى ٱلْأَرْضِ!
وَلٰكِنْ كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟ تَأَمَّلْ فِي وُعُودِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ.
a تَقُولُ ٱلتَّكْوِينُ ٢:١٠-١٤: «كَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ ٱلْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَتَشَعَّبُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ. اِسْمُ ٱلْأَوَّلِ فِيشُونُ . . . وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّانِي جِيحُونُ . . . وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّالِثِ حِدَّاقَلُ [أَوْ دِجْلَةُ]، وَهُوَ ٱلْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَٱلنَّهْرُ ٱلرَّابِعُ هُوَ ٱلْفُرَاتُ». وَلٰكِنْ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِٱلتَّأْكِيدِ أَيُّ نَهْرَيْنِ هُمَا فِيشُونُ وَجِيحُونُ وَلَا أَيْنَ هُوَ مَوْقِعُهُمَا.
-
-
وعود اللّٰه بفم انبيائهالايمان الحقيقي طريقك الى السعادة
-
-
الجزء ٧
وُعُودُ ٱللّٰهِ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ
آمَنَ ٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْقُدَمَاءُ بِٱللّٰهِ. وَصَدَّقُوا وُعُودَهُ وَجَعَلُوا حَيَاتَهُمْ تَدُورُ حَوْلَهَا. فَمَاذَا شَمَلَتْ هٰذِهِ ٱلْوُعُودُ؟
فَوْرَ عِصْيَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي عَدْنٍ، وَعَدَ ٱللّٰهُ أَنْ يُعَيِّنَ شَخْصًا لِيَسْحَقَ رَأْسَ «ٱلْحَيَّةِ» ٱلَّتِي تُمَثِّلُ «ٱلتِّنِّينَ ٱلْعَظِيمَ، ٱلْحَيَّةَ ٱلْأُولَى، ٱلْمَدْعُوَّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ» وَيُهْلِكَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (تكوين ٣:١٤، ١٥؛ رؤيا ١٢:٩، ١٢) وَمَنْ يَكُونُ هٰذَا ٱلْآتِي ٱلْمَوْعُودُ بِهِ؟
بَعْدَ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى، وَعَدَ يَهْوَهُ ٱلنَّبِيَّ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْآتِيَ سَيَكُـونُ مِنْ سُلَالَتِهِ، قَائِلًا لَهُ: «تَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْـلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». — تكوين ٢٢:١٨.
وَسَنَةَ ١٤٧٣ قم، أَعْطَى ٱللّٰهُ ٱلنَّبِيَّ مُوسَى مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً عَنِ ‹ٱلنَّسْلِ›. فَقَدْ أَخْبَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ: ‹يُقِيمُ لَكُمْ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسْطِكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ مِثْلِي — لَهُ تَسْمَعُونَ›. (تثنية ١٨:١٥) وَهٰكَذَا فَإِنَّ ٱلنَّبِيَّ ٱلْآتِيَ سَيَكُونُ مِنْ بَنِي إِبْرَاهِيمَ، تَمَامًا مِثْلَ مُوسَى.
وَسَيَأْتِي هٰذَا ٱلنَّبِيُّ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، وَهُوَ نَفْسُهُ سَيَصِيرُ مَلِكًـا عَظِيمًـا. فَٱللّٰهُ وَعَدَ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ قَائِلًا: «إِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ . . . وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». (٢ صموئيل ٧:١٢، ١٣) وَكَشَفَ ٱللّٰهُ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْآتِيَ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ سَيُدْعَى «رَئِيسَ ٱلسَّلَامِ»، وَأَضَافَ: «لِنُمُوِّ رِئَاسَتِهِ وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَسْنُدَهَا بِٱلْعَدْلِ وَٱلْبِرِّ، مِنَ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ». (اشعيا ٩:٦، ٧) نَعَمْ، إِنَّ هٰذَا ٱلْقَائِدَ ٱلْبَارَّ سَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ وَٱلْعَدْلَ إِلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ مَتَى سَيَأْتِي؟
‹اَلنَّسْلُ› ٱلْمَوْعُودُ بِهِ . . .، مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، نَبِيٌّ مِثْلُ مُوسَى، مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ، يَأْتِي سَنَةَ ٢٩ بم، وَسَيَسْحَقُ ٱلْحَيَّةَ، أَيِ ٱلشَّيْطَانَ
فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَخْبَرَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ نَبِيَّ ٱللّٰهِ دَانِيَالَ: «اِعْلَمْ وَكُنْ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ ٱلْكَلِمَةِ لِرَدِّ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا إِلَى ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا». (دانيال ٩:٢٥) كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأَسَابِيعُ ٱلـ ٦٩ عِبَارَةً عَنْ ٦٩ أُسْبُوعًا مِنَ ٱلسِّنِينَ، كُلُّ أُسْبُوعٍ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٧ سَنَوَاتٍ، أَيْ مَا مَجْمُوعُهُ ٤٨٣ سَنَةً. وَقَدِ ٱمْتَدَّتْ مِنْ سَنَةِ ٤٥٥ قم إِلَى سَنَةِ ٢٩ بم.a
فَهَلْ فِعْلًا أَتَى ٱلْمَسِيَّا، ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي مِثْلُ مُوسَى وَ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ، سَنَةَ ٢٩ بم؟ لِنَرَ مَعًا.
-