مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لماذا يقبل كثيرون التطور؟‏
    الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوّر ام بالخلق؟‏
    • ‏‹أَرِني لأُومن›‏

      ١٦ لماذا يرفض بعض الناس فكرة وجود خالق؟‏

      ١٦ يرفض بعض الناس باخلاص فكرة وجود خالق لانهم يشعرون،‏ كما يُقال،‏ ‹أَرِني لأُومن.‏› فاذا كان شيء ما لا يمكن ان يُرى او يُقاس بطريقة ما،‏ فحينئذٍ قد يشعرون بأنه غير موجود.‏ حقًّا،‏ انهم في الحياة اليومية يعترفون بوجود اشياء كثيرة لا يمكن ان تُرى،‏ كالكهرباء،‏ المغنطيسية،‏ موجات الراديو او التلفزيون،‏ والجاذبية.‏ بيد ان ذلك لا يعدِّل نظرتهم،‏ لان كل هذه الاشياء يمكن ايضًا قياسها او إدراكها بأحدى الوسائل الطبيعية الاخرى.‏ ولكن لا توجد طريقة طبيعية لرؤية او قياس خالق،‏ او اللّٰه.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ اية أدلَّة باستطاعتنا رؤيتها تُثبِت صحة وجود خالق غير منظور؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يجب ان نتوقع رؤية اللّٰه؟‏

      ١٧ ومع ذلك،‏ كما رأينا في الفصول السابقة،‏ هنالك سبب وجيه للايمان بأنه يوجد فعلا خالق غير منظور،‏ لانه باستطاعتنا مشاهدة الأدلَّة،‏ النتائج الحسِّية لعمل يديه.‏ اننا نراها في البِنية الذَّرية بكمالها التِّقني وتعقيدها،‏ في الكون الرائع التنظيم،‏ في كوكب الارض الفريد،‏ في التصاميم العجيبة للاشياء الحية،‏ وفي الدماغ المَهيب للإنسان.‏ هذه هي نتائج يجب ان يكون لها سبب ملائم يعلِّل وجودها.‏ وحتى أَنصار مذهب الماديَّة يقبلون هذا القانون للسبب والنتيجة في كل المسائل الاخرى.‏ فلمَ لا يقبلونه ايضًا في ما يتعلق بالكون المادي؟‏

      ١٨ وفي هذا الصدد،‏ تعبِّر حجة الكتاب المقدس البسيطة عن ذلك افضل تعبير:‏ «صفات [الخالق] غير المنظورة،‏ اي قدرته الأزلية وأُلوهيته،‏ تُرَى بعَين العقل،‏ منذ ابتداء العالَم،‏ في الاشياء التي صنعها.‏»‏ (‏رومية ١:‏٢٠‏،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد )‏ وبكلمات اخرى،‏ يحاجّ الكتاب المقدس من النتيجة الى السبب.‏ فالخليقة المنظورة،‏ ‹الاشياء المَهيبة التي صنعها،‏› هي نتيجةٌ ظاهرة يجب ان يكون لها سبب ذكي.‏ وهذا السبب غير المنظور هو اللّٰه.‏ وأيضًا،‏ بصفته صانع كل الكون،‏ لا ريب في ان الخالق يملك قدرة هائلة بحيث ان البشر من لحم ودم لا يجب ان يتوقعوا رؤية اللّٰه والبقاء أحياء.‏ وكما يعلِّق الكتاب المقدس:‏ «الانسان لا يرى [اللّٰه] ويعيش.‏» —‏ خروج ٣٣:‏٢٠ .‏

      سبب رئيسي آخر لعدم الايمان

      ١٩ ما هو السبب الرئيسي الآخر لقبول كثيرين التطور؟‏

      ١٩ وهنالك سبب رئيسي آخر لهجر اناس كثيرين الايمان باللّٰه وقبولهم التطور.‏ انه تفشِّي الالم.‏ فطوال قرون كان هنالك الكثير من الظلم،‏ الجور،‏ الجريمة،‏ الحرب،‏ المرض،‏ والموت.‏ ولا يفهم اشخاص كثيرون لماذا حلَّت كل هذه المشقات بالعائلة البشرية.‏ انهم يشعرون بأن خالقًا كلِّي القدرة ما كان ليسمح بأمور كهذه.‏ وبما ان هذه الاحوال موجودة،‏ يشعرون بأن اللّٰه لا يمكن ان يكون موجودًا.‏ وهكذا،‏ عندما يقدَّم التطور،‏ يقبلونه بصفته الخيار الوحيد،‏ وغالبًا دون الكثير من البحث.‏

      ٢٠ اي سؤالين يحتاجان الى جواب؟‏

      ٢٠ فلماذا،‏ اذًا،‏ يسمح خالق كلِّي القدرة بكل هذا الالم؟‏ وهل ستبقى الحال هكذا الى الأبد؟‏ ان فهم الحل لهذه المسألة سيمكِّن بدوره المرء من فهم السبب الاعمق الضمني للانتشار الواسع لنظرية التطور في ايامنا.‏

  • لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏
    الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوّر ام بالخلق؟‏
    • الفصل ١٦

      لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏

      ١ اي سبب شائع يقدمه أُناس كثيرون لشكِّهم في وجود خالق؟‏

      من الاسباب الشائعة التي يقدمها أُناس كثيرون لشكِّهم في وجود خالق هو تفشِّي الالم في العالم.‏ فعلى مرّ القرون كان هنالك الكثير جدًّا من القسوة،‏ سفك الدم،‏ والإثم الصريح،‏ مما سبَّب ألما عظيما لملايين الناس الابرياء.‏ وهكذا يسأل كثيرون:‏ ‹ان كان هنالك اله،‏ فلماذا يسمح بهذا كله؟‏› وبما ان رواية الكتاب المقدس،‏ كما رأينا،‏ هي افضل ما يلائم وقائع الخَلق،‏ فهل يستطيع الكتاب المقدس مساعدتنا ايضًا لنفهم لماذا يسمح خالق قدير بكل هذا الالم ولفترة طويلة كهذه؟‏

      ٢ كيف يصف الكتاب المقدس المحيط الذي وُضع فيه اول زوجين بشريين؟‏

      ٢ تزوِّد الاصحاحات الافتتاحية لسفر التكوين خلفيَّة الاجابة عن هذا السؤال.‏ فهي تصف خَلق عالم بدون ألم.‏ لقد وُضع اول رجل وامرأة في محيط فردوسي،‏ موطن جميل شبيه بحديقة دُعي جنَّة عدْن،‏ وأُعطِيا عملا سارًّا مثيرًا.‏ وفي ما يتعلق بالارض قيل لهما ‹ان يعملاها ويحفظاها.‏› وكان لهما ايضًا إشراف «على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.‏» —‏ تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏١٥ .‏

      ٣ اي امل وُضع امام آدم وحواء؟‏

      ٣ وعلاوة على ذلك،‏ بما ان الانسانين الاولين خُلِقا بجسدين كاملين وعقلين كاملين،‏ لم يكن هنالك ايّ عيب فيهما.‏ ولذلك لم يكن هنالك سبب على الاطلاق ليعانيا المرض،‏ الشيخوخة،‏ او الموت.‏ وعوضًا عن ذلك،‏ كان لهما امل بمستقبل لانهائي في فردوس ارضي.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٤ .‏

      ٤ ماذا كان قصد اللّٰه للبشر وللارض نفسها؟‏

      ٤ وقيل للزوجين الاولين ايضا ان ‹يُثمرا ويكثُرا ويملأا الارض.‏› وبإنجابهما الاولاد كانت العائلة البشرية ستنمو وتوسِّع حدود الفردوس حتى يشمل اخيرًا الارض كلها.‏ وهكذا يكون الجنس البشري عائلةً متحدة يعيش جميع افرادها بصحة كاملة على ارض فردوسية.‏

      الحاجة الى قبول حكم اللّٰه

      ٥ لماذا كان يجب على البشر ان يقبلوا حكم اللّٰه؟‏

      ٥ ولكن لكي يستمر هذا الانسجام كان يجب على الزوجين البشريين الاولين ان يقبلا حق خالقهما في ادارة الشؤون البشرية.‏ اي انه كان يجب عليهما ان يقبلا سيادته.‏ ولماذا؟‏ أوَّلا،‏ لان ذلك كان لائقا.‏ فصانع ايّ شيء له الحق دون شك في ممارسة مقدار من السيطرة على ما يصنعه.‏ لقد انعكس هذا المبدأ في قوانين المِلكية طوال القرون.‏ وعلاوة على ذلك،‏ احتاج البشر الى قبول توجيه صانعهم بسبب هذه الحقيقة الحاسمة:‏ انهم لم يصمَّموا بالمقدرة على حكم انفسهم بنجاح بمعزل عن خالقهم،‏ تماما كما لا يقدرون على البقاء احياء ان لم يأكلوا،‏ يشربوا،‏ ويتنفسوا.‏ لقد اثبت التاريخ صحة الكتاب المقدس في القول:‏ «ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وما دام البشر باقين ضمن الخطوط الارشادية التي وضعها لهم خالقهم،‏ تكون الحياة مستمرة،‏ ناجحة،‏ وسعيدة.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ اي نوع من الحرية منحه اللّٰه للبشر،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ اي اختيار سيئ صنعه الانسانان الاولان؟‏

      ٦ وكذلك خُلِق البشر ليكونوا عوامل حرة.‏ فلم يُصنعوا ليتجاوبوا كالانسان الآلي،‏ او يُجبَروا على فعل امور معيَّنة بدافع الغريزة بشكل رئيسي،‏ كالحيوانات او الحشرات.‏ إلا ان هذه الحرية كانت ستصير نسبية،‏ لا مطلقة.‏ وكان ينبغي ان تُمارَس بشعور بالمسؤولية،‏ ضمن حدود شرائع اللّٰه،‏ الشرائع العاملة للمنفعة العامة.‏ لاحظوا كيف يوضح الكتاب المقدس هذا المبدأ:‏ «كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد اللّٰه.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ فبدون قانون يضبط العلاقات بين الناس،‏ تسود الفوضى،‏ وتتأثر حياة كل الاشخاص تأثُّرًا عكسيًّا.‏

      ٧ وهكذا،‏ فيما تكون الحرية النسبية مرغوبا فيها،‏ فإن الحرية المفرطة ليست كذلك.‏ فإذا أَعطَيت ولدًا حرية اكثر مما ينبغي،‏ فقد تقوده الى اللعب في شارع مزدحم،‏ او وضع يده على موقد ساخن.‏ والحرية الكاملة لاتِّخاذ جميع قراراتنا الخاصة دون ايّ اعتبار لتوجيه صانعنا،‏ يمكن ان تسبب كل انواع المشاكل.‏ هذه كانت الحال مع الانسانين الاولين.‏ فقد اختارا إساءة استعمال هبة الحرية التي لهما.‏ وقرَّرا خطأً ان يختلسا الاستقلال عن خالقهما وبالتالي ‹يكونا كاللّٰه.‏› وشعَرا بأنه في استطاعتهما ان يقرِّرا لانفسهما ما هو صواب وما هو خطأ.‏ —‏ تكوين ٣:‏٥ .‏

      ٨ ماذا حدث عندما انسحب آدم وحواء بعيدًا عن حكم اللّٰه؟‏

      ٨ عندما انسحب الانسانان الاولان بعيدًا عن توجيه خالقهما،‏ يمكن تشبيه ما حدث لهما بما يحدث لمروحة كهربائية عند سحب قابسها.‏ فالمروحة تشتغل ما دامت متصلة بمصدر للطاقة.‏ ولكنها تُبطئ عند قطع اتصالها وأخيرًا تتوقف كليا.‏ هذا ما حدث عندما انسحب آدم وحواء بعيدًا عن خالقهما،‏ «ينبوع الحياة.‏» (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ وبما انهما اختارا عمدًا مسلك الاستقلال عن صانعهما،‏ جعلهما يعرفان كامل معنى اختيارهما بتركهما وشأنهما.‏ وكما يذكر أحد مبادئ الكتاب المقدس:‏ «إن ترَكْتم [اللّٰه] يترككم.‏» (‏٢ أخبار الايام ١٥:‏٢‏)‏ وبدون القوة الداعمة من خالقهما،‏ أخذ العقل والجسم ينهاران تدريجيًّا.‏ ومع الوقت،‏ شاخا وماتا.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٩؛‏ ٥:‏٥ .‏

      ٩ كيف تأثَّر كل الجنس البشري بالاختيار السيئ للانسانين الاولين؟‏

      ٩ عندما اختار آدم وحواء الاستقلال عن صانعهما،‏ سقطا من الكمال.‏ كان ذلك قبل ان يُنجبا اولادًا.‏ ونتيجةً لذلك،‏ عندما انجبا الاولاد لاحقًا،‏ عكَس هؤلاء ما صار عليه الوالدان —‏ النقص.‏ ولذلك اصبح الانسانان الاولان كنموذج مَعيب.‏ وكل ما نتج منهما كان مَعيبًا ايضًا.‏ وهكذا نولد جميعًا ناقصين ونَرِث عَجْز الشيخوخة،‏ المرض،‏ والموت.‏ وهذا النقص،‏ الى جانب الانفصال عن الخالق وشرائعه،‏ فتح بوابات الحماقة البشرية.‏ فامتلأ تاريخ الجنس البشري أَلمًا،‏ أسًى،‏ مرضًا،‏ وموتًا.‏ —‏ مزمور ٥١:‏٥؛‏ رومية ٥:‏١٢ .‏

      ١٠ (‏أ)‏ اي تمرُّد وقع في الحيِّز الروحي؟‏ (‏ب)‏ كيف امكَن حدوث شيء كهذا؟‏

      ١٠ هل يعني ذلك ان الشر كله نشأَ من البشر؟‏ كلا،‏ فالأمر يشمل اكثر من ذلك.‏ ان خلق المخلوقات الذكية لم يقتصر على البشر.‏ فاللّٰه كان قد خلقَ في السموات مخلوقات روحانية لا تُحصَى.‏ (‏ايوب ٣٨:‏​٤،‏ ٧‏)‏ وكانوا هم ايضًا عوامل حرة،‏ وكذلك كان في وسعهم ان يختاروا في ما يتعلق بقبول توجيه خالقهم.‏ فاختار احد هؤلاء المخلوقات الروحانية امعان النظر في الرغبة في الاستقلال.‏ واستفحل طموحه الى حد دفعه الى تحدّي سلطة اللّٰه.‏ فقال لزوجة آدم،‏ حواء،‏ انه بإمكانهما كسر شريعة اللّٰه ومع ذلك،‏ كما أكَّد لها،‏ «لن تموتا.‏» (‏تكوين ٣:‏٤؛‏ يعقوب ١:‏​١٣-‏١٥‏)‏ لقد عَنَت اقواله انهما لا يحتاجان الى خالقهما لكي يحصلا على دوام الحياة والسعادة.‏ وقال،‏ في الواقع،‏ ان كسر الشريعة انما يحسِّن لهما الامور،‏ ممكِّنا اياهما ان يكونا كاللّٰه.‏ وهكذا أثار الريبة في صحة شرائع اللّٰه وألقى الشك في طريقة حكم اللّٰه لهما.‏ وفي الواقع،‏ ألقى الشك في حق خالقهما في الحكم.‏ ولسبب اساءة التمثيل هذه صار يدعى شيطانا،‏ ومعناها «مقاوِم،‏» و ابليسا،‏ التي تعني «مفتريا.‏» وطوال الـ‍ ٠٠٠‏,‏٦ سنة الماضية،‏ أثَّر موقف الشيطان هذا في الجنس البشري،‏ مروِّجا سياسة ‹سيطر او دمِّر.‏› —‏ لوقا ٤:‏​٢-‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏٩ .‏

      ١١ لماذا لم يُبِد اللّٰه المتمردين في البداية؟‏

      ١١ ولكن،‏ لماذا لم يُهلِك اللّٰه كاسري الشريعة هؤلاء،‏ البشر والارواح على السواء،‏ في البداية؟‏ يكمن الجواب في واقع اثارة قضايا عميقة امام كل الخليقة الذكية.‏ واحدى القضايا شملت اسئلةً مثل:‏ هل يأتي الاستقلال عن سلطان اللّٰه بفوائد ابدية يومًا ما؟‏ هل من الافضل ان يوجِّه اللّٰه الناس،‏ ام من الافضل ان يوجِّه الانسان نفسَه؟‏ هل بإمكان البشر ان يحكموا هذا العالم بنجاح مستقلين عن خالقهم؟‏ وبالاختصار،‏ هل احتاج البشر حقًّا الى توجيه اللّٰه؟‏ تطلَّبت هذه الاسئلة أجوبةً لا يمكن ان تتوافر إلا بمُضِيّ الوقت.‏

      لماذا كل هذا الوقت؟‏

      ١٢ لو تدخَّل اللّٰه في البداية،‏ بماذا كان يمكن اتهامه؟‏

      ١٢ ولكن،‏ لماذا سمح اللّٰه بمرور كل هذا الوقت قبل بتّ هذه الامور —‏ نحو ٠٠٠‏,‏٦ سنة الآن؟‏ ألم يكن ممكنا بتّها بتّا مُرْضيا منذ زمن بعيد؟‏ لو تدخَّل اللّٰه منذ زمن بعيد لأُدخلت التهمة بأن البشر لم يُعطَوا الوقت الكافي ليطوِّروا حكومةً فعَّالة والتِّقنيَّة اللازمة لجلب السلام والازدهار للجميع.‏ ولذلك عرف اللّٰه بحكمته ان بتّ القضايا التي أُثيرت يقتضي وقتًا.‏ فسمح بهذا الوقت.‏

      ١٣،‏ ١٤ ما هي نتائج الاستقلال عن اللّٰه؟‏

      ١٣ وعلى مرّ القرون،‏ جُرِّبت كل انواع الحكومات،‏ كل انواع الانظمة الاجتماعية،‏ وكل انواع الانظمة الاقتصادية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ حصل البشر على وقت كافٍ لتحقيق العديد من المُنجزات التكنولوجية،‏ بما في ذلك تسخير الذرَّة والسفر الى القمر.‏ وبأيَّة نتائج؟‏ هل أحدث هذا كله نوع العالم الذي هو بركة حقيقية للعائلة البشرية بكاملها؟‏

      ١٤ ان الوضع ابعد ما يكون عن ذلك.‏ فما من شيء جرَّبه البشر جلب السلام والسعادة الحقيقيين للجميع.‏ وبدلا من ذلك،‏ بعد كل هذا الوقت،‏ تصير الاحوال اكثر تقلقلا من ايّ وقت مضى.‏ فالجريمة،‏ الحرب،‏ تحطُّم العائلات،‏ الفقر،‏ والجوع تتلف بَلدًا بعد آخر.‏ ووجود الجنس البشري نفسه مُعرَّض للخطر.‏ فالصواريخ النووية ذات القوة التدميرية الهائلة تستطيع ابادة معظم الجنس البشري ان لم يكن كله.‏ ولذلك،‏ بالرغم من آلاف السنين من الجهد،‏ بالرغم من قرون عديدة من الخبرة البشرية للبناء عليها،‏ وبالرغم من بلوغ ذُرًى جديدة من التقدم التكنولوجي،‏ لا يزال الجنس البشري في صراع فاشل مع مشاكله الاساسية جدًّا.‏

      ١٥ ماذا حدث للارض نتيجةً لتمرُّد الانسان؟‏

      ١٥ وحتى الارض نفسها تأثرت بشكل عكسي.‏ فقد حوَّل جشع البشر وإهمالهم بعض المناطق الى صحارٍ بازالة الغابات الواقية.‏ والمواد الكيميائية وغيرها من الفضَلات قد لوَّثت الارض والبحر والهواء.‏ ان وصف الكتاب المقدس قبل ٠٠٠‏,‏٢ سنة لحالة الحياة على الارض هو اليوم أدق:‏ «كل الخليقة تئنّ وتتمخض معًا الى الآن.‏» —‏ رومية ٨:‏٢٢ .‏

      ماذا أُثبت؟‏

      ١٦،‏ ١٧ ماذا أُثبِت مع مرور كل هذا الوقت؟‏

      ١٦ ماذا أَثبتت الحوادث بلا شك خلال كل هذا الوقت؟‏ أن الحكم البشري المستقلّ عن خالق الانسان غير مُرضٍ.‏ وقد تَبيَّن بوضوح ان الإدارة الناجحة لشؤون الارض مستحيلةٌ بمعزل عن صانع الانسان.‏ ويستمر التاريخ في تأكيد تقييم الكتاب المقدس الصريح لمساعي الحكم البشرية اذ يقول:‏ «يتسلط انسانٌ على انسان لضرر نفسه.‏» —‏ جامعة ٨:‏٩ .‏

      ١٧ كم تكون المساعي البشرية مفجعة عند مقارنتها بالنظام والدقة الموجودين في الكون الذي ترشده قوانين خالقه!‏ ومن الواضح ان البشر يحتاجون هم ايضًا الى هذا النوع من الارشاد في ادارة شؤونهم،‏ لأن تجاهل اشراف اللّٰه كان مفجعا.‏ حقًّا،‏ لقد تَبرهَن الى الابد اننا نحتاج الى توجيه اللّٰه تماما كما نحتاج الى الهواء والماء والغذاء.‏ —‏ متى ٤:‏٤ .‏

      ١٨ كيف زوَّد السماحُ بالوقت لبتّ المسائل سابقةً دائمة للمستقبل؟‏

      ١٨ وأيضًا،‏ بسماحه بوقتٍ كافٍ لبتّ القضايا المتعلقة بالحكم البشري،‏ اقام اللّٰه سابقة دائمة للمستقبل.‏ ويمكن تشبيه ذلك بقضية اساسية امام محكمة عُليا.‏ فالقضية بُتَّت الى الأبد:‏ الحكم البشري بمعزل عن اللّٰه لا يمكن ان يأتي بأحوال مرغوب فيها على الارض.‏ وهكذا،‏ في المستقبل،‏ اذا تحدَّى ايّ عامل حرّ طريقة اللّٰه لفعل الامور،‏ فلن يكون ضروريا السماح بآ‌لاف السنين الاضافية لمحاولة اثبات زعمه.‏ فكل ما يلزم اثباته قد أُثبت في هذه الفترة من نحو ٠٠٠‏,‏٦ سنة التي سمح بها اللّٰه.‏ ولذلك،‏ طوال ابدية الوقت امامنا،‏ لن يُسمح ثانيةً ابدًا لأيّ متمرد بأن يفسد السلام وسعادة الحياة على الارض،‏ او بأن يعرقل سلطان اللّٰه في ايّ مكان آخر من الكون.‏ وكما يصرِّح الكتاب المقدس مشدِّدا:‏ «لا يقوم الضيق مرَّتين.‏» —‏ ناحوم ١:‏٩ .‏

      حلُّ اللّٰه

      ١٩ ما هو حل اللّٰه لمشكلة الشر؟‏

      ١٩ وهكذا،‏ يزوِّد الكتاب المقدس شرحًا معقولا لوجود الالم في عالم خلقه اللّٰه.‏ وأيضًا يُظهر الكتاب المقدس بوضوح ان الوقت قريب حين يستخدم اللّٰه قدرته الكلِّية لإزالة مسبِّبي الالم.‏ تصرِّح الامثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏:‏ «لأنَّ المستقيمين يسكنون الارض والكاملين يبقون فيها.‏ أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها.‏» أجل،‏ ‹سيهلك اللّٰه اولئك الذين يهلكون الارض.‏› (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وأيضًا سيشمل ذلك اخيرًا إزالة الشيطان ابليس.‏ (‏رومية ١٦:‏٢٠‏)‏ لن يسمح اللّٰه للاشرار بإفساد خليقته الجميلة،‏ الارض،‏ وقتًا أطول.‏ فسيُستأصَل كل مَن لا يتكيَّف وفق شرائعه.‏ وفقط الذين يفعلون مشيئة اللّٰه سيبقون أحياء.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ انت لا تزرع بستانًا من الزهور في بقعة من الاعشاب الضارة،‏ ولا تضع الدجاج والثعالب في القفص نفسه.‏ وكذلك فان اللّٰه عندما يردّ الفردوس للبشر الابرار،‏ لن يسمح في الوقت نفسه للمخرِّبين بأن يعيثوا في الارض فسادا.‏

      ٢٠ كيف سيُمحَى ألم الماضي؟‏

      ٢٠ وبينما كان الالم طوال القرون موجعًا جدًّا لضحاياه،‏ فقد خدم قصدًا جيدًا.‏ ويمكن تشبيه ذلك بسماحك بعملية جراحية مؤلمة لولدك،‏ تقويمًا لمشكلة صحِّية كبيرة.‏ فالفوائد الطويلة الأمَد تفوق كثيرا ايّ ألم وقتي.‏ واضافةً الى ذلك،‏ فإن المستقبل الذي قصده اللّٰه لهذه الارض وللبشر عليها سيُنسِي الماضي وأحماله:‏ «لا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ وهكذا فان كل الالم الذي اختبره البشر سيُمحَى اخيرًا من ذاكرة العائشين عندما يسود حكم اللّٰه الارض بكاملها.‏ وفي ذلك الحين لن تفسح الافراح مجالا لذكريات الماضي الرديئة،‏ اذ «يمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت.‏ وقال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شيء جديدا.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏​٤،‏ ٥ .‏

      ٢١ اية فرصة ستُمنح حتى للاموات؟‏

      ٢١ تحدَّث يسوع المسيح عن هذا النظام الجديد القادم بصفته «التجديد.‏» (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ حينئذٍ سيتعلَّم ضحايا الالم والموت السابقون ان اللّٰه يهتم بهم،‏ لان ذلك العصر سيشهد ايضًا الخلق الحرفي من جديد للاموات في المدفن.‏ قال يسوع:‏ «جميع الذين في القبور» التذكارية سيخرجون في قيامة للحياة على الارض.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وبهذه الطريقة،‏ سيُمنح الاموات ايضًا فرصة الخضوع لحكم اللّٰه البار ونيل امتياز العيش الى الأبد «في الفردوس،‏» كما دعاه يسوع.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣ .‏

      ٢٢ اية حالة تُرَدّ الى عالَم الحيوان؟‏

      ٢٢ حتى عالَم الحيوان سيكون في سلام.‏ ويقول الكتاب المقدس ان «الذئب والحمل يرعيان معًا والاسد يأكل التبن كالبقر،‏» وحتى «صبي صغير يسوقها.‏» والحيوانات ‹لا تؤذي ولا تضرّ› بعضها بعضًا او البشر في نظام اللّٰه الجديد.‏ —‏ اشعياء ١١:‏​٦-‏٩؛‏ ٦٥:‏٢٥ .‏

      ٢٣ الى اية حالة ستصل كل خليقة اللّٰه؟‏

      ٢٣ وهكذا،‏ من كل ناحية،‏ كما تذكر رومية ٨:‏​٢١‏،‏ «الخليقة نفسها ايضًا ستُعتَق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» ومع الوقت،‏ ستصبح الارض فردوسًا يسكنه اناس كاملون —‏ اناس احرار من المرض والحزن والموت.‏ وسيكون الالم الى الأبد شيئا من الماضي.‏ وجميع اوجه خليقة اللّٰه الارضية ستصير على انسجام تام مع قصده،‏ مما يزيل اللطخة البشعة التي افسدت كونه آلاف السنين.‏

      ٢٤ اي سؤال يمكن طرحه بخصوص الكتاب المقدس؟‏

      ٢٤ هكذا يشرح الكتاب المقدس سماح اللّٰه بالالم،‏ وما سيفعله لحلّ المشكلة.‏ ومع ذلك،‏ قد يسأل البعض:‏ ‹كيف أعرف انه يمكنني ان أَثِق حقًّا بما يقوله الكتاب المقدس؟‏›‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة