مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نمّوا مخافة يهوه في قلبكم
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • نمّوا مخافة يهوه في قلبكم

      ‏«يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني [«يخافوني»،‏ ع‌ج‏] ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام».‏ —‏ تثنية ٥:‏٢٩‏.‏

      ١ لماذا يمكن ان نثق بأن الناس سيتمتعون ذات يوم بالحرية من الخوف؟‏

      ينتاب الخوف الجنس البشري منذ قرون.‏ فالخوف من الجوع،‏ المرض،‏ الجريمة،‏ او الحرب يجعل ملايين الناس قلقين على الدوام.‏ لهذا السبب تعبِّر مقدمة «الاعلان العالمي لحقوق الانسان» عن الرغبة في تحقيق عالم يتمتع فيه البشر جميعا بالحرية من الخوف.‏a ومن المفرح ان اللّٰه نفسه يؤكد لنا مجيء عالم كهذا —‏ ولكن ليس بواسطة الجهود البشرية.‏ فيهوه يعدُنا بواسطة نبيه ميخا بأن ‹احدا لن يرعب شعبه› في عالمه الجديد البار.‏ —‏ ميخا ٤:‏٤

      ٢ (‏أ)‏ كيف تحضُّنا الاسفار المقدسة ان نخاف اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ عند التأمل في التزامنا ان نخاف اللّٰه؟‏

      ٢ ومن ناحية اخرى،‏ يمكن ان يكون الخوف قوة بناءة.‏ ففي الاسفار المقدسة يجري حضّ خدام اللّٰه مرارا ان يخافوا يهوه.‏ قال موسى للاسرائيليين:‏ «الرب الهك تتقي [«تخاف»،‏ ع‌ج‏] وإياه تعبد».‏ (‏تثنية ٦:‏١٣‏)‏ وبعد قرون كتب سليمان:‏ «اتقِ [«خفِ»،‏ ع‌ج‏] اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان [«التزام الانسان»،‏ ع‌ج‏] كله».‏ (‏جامعة ١٢:‏١٣‏)‏ ومن خلال عمل شهادتنا الذي يجري بإشراف ملائكي،‏ نحضّ بشكل مماثل جميع الناس ‹ان يخافوا اللّٰه ويعطوه مجدا›.‏ (‏كشف ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولكن بالاضافة الى مخافة يهوه،‏ يجب على المسيحيين ان يحبوه بكل قلبهم.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ فكيف يمكننا ان نحب اللّٰه ونخافه في الوقت نفسه؟‏ لمَ يلزم ان نخاف الها محبا؟‏ وأية فوائد ننالها من تنمية مخافة اللّٰه؟‏ للاجابة عن هذه الاسئلة علينا اولا ان نفهم ماذا تعني مخافة اللّٰه وكيف تلعب دورا اساسيا في علاقتنا بيهوه.‏

      المهابة،‏ التوقير،‏ والخوف

      ٣ ماذا تعني مخافة اللّٰه؟‏

      ٣ ان مخافة اللّٰه شعور ينبغي ان يمتلكه المسيحيون نحو خالقهم.‏ ويمكن تعريفها بأنها «مهابة وتوقير شديد للخالق وخوف سليم من عدم ارضائه».‏ وهكذا،‏ تؤثر مخافة اللّٰه في وجهَين مهمَّين من حياتنا:‏ موقفنا من اللّٰه وموقفنا من السلوك الذي يبغضه.‏ ومن الواضح ان كلا الوجهين هما في منتهى الاهمية وجديران بتأملنا الدقيق.‏ وكما يذكر القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد لواضعه ڤاين،‏ يكون هذا الخوف التوقيري بالنسبة الى المسيحيين بمثابة ‹دافع موجِّه للحياة في الامور الروحية والادبية على السواء›.‏

      ٤ كيف يمكننا تنمية مشاعر المهابة والتوقير نحو خالقنا؟‏

      ٤ كيف يمكننا تنمية مشاعر المهابة والتوقير نحو خالقنا؟‏ عندما نرى منظرا طبيعيا جميلا،‏ شلالا رائعا،‏ او غروبا مثيرا للاعجاب نشعر بالمهابة.‏ ويقوى هذا الشعور عندما ندرك بعين الايمان يد اللّٰه وراء هذه الاعمال الخلقية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ نعي كالملك داود مدى صِغرنا بالمقارنة مع خليقة يهوه المَهيبة.‏ قال:‏ «اذا ارى سمواتك عمل اصابعك القمر والنجوم التي كوَّنتها فمَن هو الانسان حتى تذكره».‏ (‏مزمور ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ وهذه المهابة الشديدة تؤدي الى التوقير الذي يدفعنا الى شكر يهوه وحمده على كل ما يفعله لأجلنا.‏ كتب داود ايضا:‏ «احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا [«صُنعت بطريقة توحي بالرهبة»،‏ ع‌ج‏].‏ عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

      ٥ لمَ ينبغي ان نخاف يهوه،‏ وأيّ مثال رائع لدينا في هذا الشأن؟‏

      ٥ ان مشاعر المهابة والتوقير تولِّد خوفا سليما ومتسما بالاحترام حيال قدرة اللّٰه كخالق وسلطته بصفته الحاكم الشرعي للكون.‏ يعلن «الذين يخرجون منتصرين على الوحش وصورته»،‏ اي اتباع المسيح الممسوحون في مركزهم السماوي في رؤيا شاهدها الرسول يوحنا:‏ «عظيمة وعجيبة هي اعمالك،‏ يا يهوه اللّٰه،‏ القادر على كل شيء.‏ بارة وحق هي طرقك،‏ يا ملك الابدية.‏ من لن يخافك،‏ يا يهوه،‏ ويمجد اسمك؟‏».‏ (‏كشف ١٥:‏٢-‏٤‏)‏ ان مخافة اللّٰه الناجمة عن التوقير الشديد لعظمته تحمل هؤلاء الحكام المعاونين للمسيح في الملكوت السماوي على اكرام اللّٰه بصفته الشخص الذي يملك السلطة الاسمى.‏ وعندما نتأمل في كل انجازات اللّٰه والطريقة البارة التي يحكم بها الكون،‏ ألن نمتلك سببا وجيها لنخافه؟‏ —‏ مزمور ٢:‏١١؛‏ ارميا ١٠:‏٧‏.‏

      ٦ لمَ ينبغي ان نمتلك خوفا سليما من عدم ارضاء يهوه؟‏

      ٦ وبالاضافة الى المهابة والتوقير،‏ يجب ان تكون مخافة اللّٰه خوفا سليما من عدم ارضائه او من العصيان عليه.‏ لماذا؟‏ لأن يهوه «بطيء الغضب وكثير الاحسان» ولكنه «لن يبرئ ابراء».‏ (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فيهوه محبّ ورحيم،‏ إلا انه لا يحتمل الاثم والخطأ العمدي.‏ (‏مزمور ٥:‏٤،‏ ٥؛‏ حبقوق ١:‏١٣‏)‏ والذين يمارسون عمدا ودون توبة ما هو شرير في عيني يهوه ويجعلون انفسهم مقاومين له لن يستطيعوا الافلات من العقاب.‏ قال الرسول بولس:‏ «مخيف هو الوقوع في يدي اللّٰه الحي!‏».‏ وامتلاك خوف سليم من الوقوع في حالة كهذه هو من حيث الاساس حماية لنا.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣١‏.‏

      ‏«به تلتصقون»‏

      ٧ لأية اسباب نثق بقوة يهوه المنقِذة؟‏

      ٧ ان خوف يهوه التوقيري والوعي الشديد لقدرته المهيبة يؤديان الى الثقة به.‏ فكما يشعر الولد الصغير بالحماية قرب ابيه،‏ كذلك نشعر بالامان والثقة تحت يد يهوه المرشدة.‏ لاحظوا ردّ فعل الاسرائيليين عندما اخرجهم يهوه من مصر:‏ «رأى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين.‏ فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب».‏ (‏خروج ١٤:‏٣١‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ يبيِّن اختبار أليشع ان «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم».‏ (‏مزمور ٣٤:‏٧؛‏ ٢ ملوك ٦:‏١٥-‏١٧‏)‏ كما ان التاريخ العصري لشعب يهوه وعلى الارجح اختبارنا الشخصي يثبتان ان اللّٰه يستعمل قوته لمصلحة الذين يخدمونه.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٦:‏٩‏)‏ وهكذا ندرك ان «في مخافة الرب ثقة شديدة».‏ —‏ امثال ١٤:‏٢٦‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ لمَ تدفعنا مخافة اللّٰه الى السير في طرقه؟‏ (‏ب)‏ اوضحوا كيف ينبغي ‹الالتصاق› بيهوه.‏

      ٨ ان خوف اللّٰه السليم لا يولِّد الثقة به فحسب،‏ بل ايضا يدفعنا الى السير في طرقه.‏ صلّى سليمان الى يهوه،‏ عندما دشَّن الهيكل:‏ «لكي يخافوك ويسيروا [اسرائيل] في طرقك كل الايام التي يحيون فيها على وجه الارض التي اعطيت لآبائنا».‏ (‏٢ أخبار الايام ٦:‏٣١‏)‏ وفي وقت سابق،‏ حضّ موسى الاسرائيليين:‏ «وراء الرب الهكم تسيرون وإياه تتقون [«تخافون»،‏ ع‌ج‏] ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون».‏ (‏تثنية ١٣:‏٤‏)‏ تظهِر هاتان الآيتان بوضوح ان الرغبة في السير في طرق يهوه و ‹الالتصاق› به تنجم عن الثقة باللّٰه.‏ نعم،‏ تقودنا مخافة يهوه الى إطاعته،‏ عبادته،‏ والالتصاق به كما يلتصق حرفيا الولد الصغير بأبيه الذي يثق به ثقة مطلقة.‏ —‏ مزمور ٦٣:‏٨؛‏ اشعياء ٤١:‏١٣‏.‏

      محبة اللّٰه تعني مخافته

      ٩ ما الصلة بين محبة اللّٰه ومخافته؟‏

      ٩ من وجهة نظر الاسفار المقدسة،‏ لا تعيقنا مخافة اللّٰه عن محبته ابدا.‏ وعلى العكس من ذلك،‏ أُوصي الاسرائيليون ان ‹يتقوا [«يخافوا»،‏ ع‌ج‏] الرب ليسلكوا في كل طرقه ويحبوه›.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢‏)‏ وهكذا،‏ ان مخافتنا اللّٰه ومحبتنا اياه ترتبطان ارتباطا وثيقا.‏ فمخافة اللّٰه تدفعنا الى السير في طرقه،‏ الامر الذي يبرهن اننا نحبه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وهذا منطقي لأنه عندما نحب احدا،‏ نخاف بالصواب ان نحزنه.‏ لقد احزن الاسرائيليون يهوه بمسلكهم المتمرد في البرية.‏ ونحن لا نريد بالتأكيد ان نقوم بما يسبب الاسى لأبينا السماوي.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ بما ان ‹الرب يرضى بأتقيائه [«خائفيه»،‏ ع‌ج‏]›،‏ فإن طاعتنا وأمانتنا له تفرِّحان قلبه.‏ (‏مزمور ١٤٧:‏١١؛‏ امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ان محبتنا للّٰه تدفعنا الى ارضائه،‏ ومخافته تمنعنا من إحزانه.‏ انهما صفتان غير متناقضتين،‏ بل تكمِّل احداهما الاخرى.‏

      ١٠ كيف اظهر يسوع انه ابتهج بمخافة يهوه؟‏

      ١٠ يبيِّن مسلك حياة يسوع المسيح بوضوح كيف يمكن ان نحب اللّٰه ونخافه في الوقت نفسه.‏ كتب النبي اشعيا عن يسوع:‏ «يحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.‏ ولذته تكون في مخافة الرب».‏ (‏اشعياء ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وبحسب هذه النبوة،‏ دفع روح اللّٰه يسوع الى مخافة ابيه السماوي.‏ وفضلا عن ذلك،‏ نلاحظ ان هذا الخوف الذي لم يكن مرهِقا قط،‏ كان مصدر اكتفاء.‏ فقد ابتهج يسوع بفعل مشيئة اللّٰه وإرضائه حتى في اصعب الظروف.‏ وعندما واجه الموت الوشيك على خشبة الآلام،‏ قال ليهوه:‏ «ليس كما أشاء انا،‏ بل كما تشاء انت».‏ (‏متى ٢٦:‏٣٩‏)‏ وبسبب تقوى يسوع،‏ او مخافته اللّٰه،‏ استجاب يهوه تضرعات ابنه،‏ مدَّه بالقوة،‏ وخلَّصه من الموت.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏

      تعلُّم مخافة يهوه

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ لمَ يجب ان نتعلم مخافة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يعلِّمنا يسوع مخافة يهوه؟‏

      ١١ بخلاف المهابة الغريزية التي نشعر بها امام قوة وعظمة الطبيعة،‏ لا تنشأ مخافة اللّٰه بشكل آلي.‏ لهذا السبب يدعونا نبويا داود الاعظم،‏ يسوع المسيح:‏ «هلم ايها البنون استمعوا اليَّ فأعلّمكم مخافة الرب».‏ (‏مزمور ٣٤:‏١١‏)‏ فكيف يمكن ان نتعلم من يسوع مخافة يهوه؟‏

      ١٢ يعلِّمنا يسوع مخافة يهوه بمساعدتنا على فهم الشخصية الرائعة لأبينا السماوي.‏ (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ وبما ان يسوع يعكس شخصية ابيه على نحو كامل،‏ فإن مثال يسوع يكشف طريقة تفكير اللّٰه وكيفية تعامله مع الآخرين.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ تمكِّننا ذبيحة يسوع من الاقتراب الى يهوه في الصلاة من اجل غفران خطايانا.‏ وهذا التعبير الرائع عن رحمة اللّٰه هو بحد ذاته سبب وجيه لمخافته.‏ كتب صاحب المزمور:‏ «لأن عندك المغفرة لكي يُخاف منك».‏ —‏ مزمور ١٣٠:‏٤‏.‏

      ١٣ اية خطوات يوجزها سفر الامثال تساعدنا ان نخاف يهوه؟‏

      ١٣ يوجز سفر الامثال سلسلة من الخطوات التي تمكننا من تنمية مخافة اللّٰه.‏ «يا ابني إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك حتى تُميل اذنك الى الحكمة وتعطِّف قلبك على الفهم إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك الى الفهم .‏ .‏ .‏ فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة اللّٰه».‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥‏)‏ اذًا،‏ لكي نخاف اللّٰه يجب ان ندرس كلمته،‏ نسعى بجد الى فهم ارشاداته،‏ ثم ننتبه بدقة لمشورته.‏

      ١٤ كيف يمكننا اتِّباع المشورة المعطاة لملوك اسرائيل؟‏

      ١٤ أُمِر كلٌّ من ملوك اسرائيل القديمة ان يصنع لنفسه نسخة من الشريعة و‹يقرأ فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي [«يخاف»،‏ ع‌ج‏] الرب الهه ويحفظ جميع كلمات الشريعة›.‏ (‏تثنية ١٧:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وبشكل مشابه،‏ ان قراءة الكتاب المقدس ودرسه امران حيويَّان اذا اردنا تعلُّم مخافة يهوه.‏ وفيما نطبق مبادئ الكتاب المقدس في حياتنا،‏ نكتسب تدريجيا الحكمة والمعرفة اللتين يمنحهما اللّٰه؛‏ ‹نفهم مخافة الرب› اذ نرى نتائجها الجيدة في حياتنا؛‏ ونعزّ علاقتنا باللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بالاجتماع قانونيا مع الرفقاء المؤمنين يتمكن الاحداث والشيوخ على السواء من الاستماع الى التعليم الالهي،‏ تعلُّم مخافة اللّٰه،‏ والسير في طرقه.‏ —‏ تثنية ٣١:‏١٢‏،‏ ع‌ج.‏

      طوبى لكل مَن يخاف يهوه

      ١٥ بأية طرائق ترتبط مخافة اللّٰه بعبادتنا له؟‏

      ١٥ يمكننا ان نرى مما تقدَّم ان مخافة اللّٰه هي موقف سليم ينبغي ان يطوره كلٌّ منا،‏ لأنها جزء اساسي من عبادتنا ليهوه.‏ فهي تقودنا الى الوثوق به ثقة مطلقة،‏ السير في طرقه،‏ والالتصاق به.‏ ومخافة اللّٰه يمكن ان تدفعنا ايضا كيسوع المسيح الى اتمام انتذارنا الآن وإلى الابد.‏

      ١٦ لمَ يشجعنا يهوه على مخافته؟‏

      ١٦ ان مخافة اللّٰه ليست ابدا مروِّعة او مرهِقة.‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس:‏ «طوبى لكل مَن يتقي [«يخاف»،‏ ع‌ج‏] الرب ويسلك في طرقه».‏ (‏مزمور ١٢٨:‏١‏)‏ ويشجعنا يهوه على مخافته اذ يعرف ان هذه الصفة تحمينا.‏ ونلاحظ اهتمامه الحبي في كلماته الموجّهة الى موسى:‏ «يا ليت قلبهم [الاسرائيليين] كان هكذا فيهم حتى يتقوني [«يخافوني»،‏ ع‌ج‏] ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم ولأولادهم خير الى الابد».‏ —‏ تثنية ٥:‏٢٩‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اية فائدتين ننالهما من مخافة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستناقش المقالة التالية في ما يتعلق بخوف اللّٰه؟‏

      ١٧ وبشكل مماثل،‏ اذا نمّينا مخافة اللّٰه في قلبنا،‏ فسيحالفنا التوفيق.‏ كيف؟‏ اولا،‏ يرضي هذا الموقف اللّٰه ويقرِّبنا اليه.‏ فقد عرف داود من اختباره الشخصي ان اللّٰه «يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلّصهم».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٩‏)‏ ثانيا،‏ تفيدنا مخافة اللّٰه لأنها تؤثر في موقفنا مما هو شرير.‏ (‏امثال ٣:‏٧‏)‏ وستناقش المقالة التالية كيف يحمينا هذا الخوف من الخطر الروحي،‏ وتستعرض بعض الامثلة من الاسفار المقدسة لرجال خافوا اللّٰه وابتعدوا عن الشر.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اقرّت الجمعية العامة للامم المتحدة «الاعلان العالمي لحقوق الانسان» في ١٠ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٨.‏

  • خافوا يهوه واحفظوا وصاياه
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • خافوا يهوه واحفظوا وصاياه

      ‏«اتقِ [«خف»،‏ ع‌ج‏] اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان [«التزام الانسان»،‏ ع‌ج‏] كله».‏ —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف يحمينا الخوف جسديا؟‏ (‏ب)‏ لمَ يسعى الوالدون الحكماء ان يغرسوا في اولادهم خوفا سليما؟‏

      ذكر ليوناردو دا ڤينشي:‏ «تعرِّض الشجاعة الحياة للخطر،‏ اما الخوف فيصونها».‏ فالتبجح بالشجاعة او التهور في اظهارها يعمي المرء عن الخطر،‏ في حين ان الخوف يذكِّره ان يكون حذرا.‏ على سبيل المثال،‏ عند الاقتراب من حافة جرف ورؤية مدى الارتفاع الذي يمكن ان نهوي منه،‏ يتراجع معظمنا بشكل غريزي.‏ وبشكل مماثل،‏ لا يولِّد الخوف السليم علاقة جيدة باللّٰه فحسب،‏ بل ايضا يحفظنا من الاذية،‏ كما تعلَّمنا في المقالة السابقة.‏

      ٢ إلا ان الخوف من الكثير من المخاطر العصرية امر يجب تعلُّمه.‏ فبما ان الاولاد الصغار لا يعون المخاطر الناجمة عن الكهرباء او عن عبور طريق للسيارات،‏ من السهل ان تحصل لهم حوادث خطيرة.‏a ولذلك يحاول الوالدون الحكماء ان يغرسوا في اولادهم خوفا سليما،‏ محذرينهم مرة بعد اخرى من المخاطر المحيطة.‏ فالآباء يعرفون ان هذا الخوف يساهم الى حد بعيد في حفظ حياة اولادهم.‏

      ٣ لمَ وكيف يحذرنا يهوه من المخاطر الروحية؟‏

      ٣ يهتم يهوه بخيرنا بشكل مشابه.‏ فكأب محب يعلمنا من خلال كلمته وهيئته لكي ننتفع.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧‏)‏ ويشمل جزء من برنامج التعليم الالهي هذا تحذيرنا «بصورة متوالية» من الاشراك الروحية لنتمكن من تنمية خوف سليم من هذا الخطر.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١‏)‏ وعلى مر التاريخ،‏ كان بالامكان تجنب العديد من الكوارث الروحية والكثير من الالم لو ان الناس نمّوا في قلبهم خوف اللّٰه وحفظوا وصاياه›.‏ (‏تثنية ٥:‏٢٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكيف يمكن ان ننمي خوف اللّٰه في قلبنا ونبتعد عن الخطر الروحي في هذه ‹الازمنة الحرجة›؟‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      ابتعدوا عن الشر

      ٤ (‏أ)‏ ايّ بغض ينبغي ان ينميه المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ كيف يشعر يهوه حيال السلوك الخاطئ؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٤ يوضح الكتاب المقدس ان ‹مخافة الرب هي بغض الشر›.‏ (‏امثال ٨:‏١٣‏)‏ ويصف معجم للكتاب المقدس هذا البغض بأنه «موقف عاطفي من اشخاص وأشياء هم موضع معارضة وبغض واحتقار،‏ ولا يرغب المرء في الاتصال بهم او امتلاك علاقة معهم».‏ اذًا،‏ تشمل مخافة اللّٰه بغضا داخليا او اشمئزازا من كل ما هو شرير في نظر يهوه.‏b (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ وهي تدفعنا الى الابتعاد عن الشر كما نبتعد عن حافة جرف عندما ينذرنا خوفنا الغريزي بالخطر.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «في مخافة الرب الحيدان عن الشر».‏ —‏ امثال ١٦:‏٦‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نعزز مخافتنا اللّٰه وبغضنا الشر؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعلِّمنا تاريخ امة اسرائيل في هذا الشأن؟‏

      ٥ يمكننا تعزيز هذا البغض والخوف السليم من الشر بالتأمل في العواقب الوخيمة التي لا بد ان تجلبها الخطية.‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس اننا نحصد ما نزرعه سواء زرعنا للجسد او للروح.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولذلك وصف يهوه بوضوح النتائج المحتومة لتجاهل وصاياه وهجر العبادة الحقة.‏ فدون الحماية الالهية كانت امة اسرائيل الصغيرة والضعيفة ستصير تحت رحمة الامم القوية المجاورة.‏ (‏تثنية ٢٨:‏١٥،‏ ٤٥-‏٤٨‏)‏ وقد سجِّلت النتائج المأساوية لعصيان اسرائيل بالتفصيل في الكتاب المقدس «تحذيرا» لنا لكي نتعلم درسا منها وننمي مخافة اللّٰه.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١١‏.‏

      ٦ ما هي بعض الامثلة من الاسفار المقدسة التي يمكننا التأمل فيها لتعلم مخافة اللّٰه؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٦ بالاضافة الى ما حصل لأمة اسرائيل ككل،‏ يحتوي الكتاب المقدس على اختبارات من واقع الحياة لأشخاص استبد بهم الحسد،‏ الفساد الادبي،‏ الجشع،‏ او الكبرياء.‏c وقد خدم بعضهم يهوه سنوات عديدة،‏ ولكن في لحظة حرجة من حياتهم لم تكن مخافة اللّٰه عندهم شديدة الى حد كافٍ،‏ مما جعلهم يحصدون عاقبة وخيمة.‏ ان التأمل في هذه الامثلة من الاسفار المقدسة يقوي تصميمنا ان لا نرتكب اخطاء مماثلة.‏ فكم يكون محزنا ان ننتظر حتى تحلّ بنا مأساة شخصية لكي نعمل بموجب مشورة اللّٰه!‏ وبالتباين مع الاعتقاد الشائع،‏ ليس الاختبار الشخصي —‏ خصوصا الناتج عن اطلاق العنان للاهواء —‏ خير معلِّم.‏ —‏ مزمور ١٩:‏٧‏.‏

      ٧ مَن يدعو يهوه الى مسكنه المجازي؟‏

      ٧ والسبب الآخر لتنمية مخافة اللّٰه هو رغبتنا في المحافظة على علاقتنا باللّٰه.‏ فنحن نخاف ان نغضِب يهوه لأننا نعزّ صداقتنا معه.‏ ومَن الذي يعتبره اللّٰه صديقا له،‏ شخصا يدعوه الى مسكنه المجازي؟‏ ليس سوى «السالك بالكمال والعامل الحق».‏ (‏مزمور ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فإذا قدَّرنا امتياز حيازة هذه العلاقة بخالقنا،‏ فسنحرص ان نسلك بالكمال امامه.‏

      ٨ كيف استخف بعض الاسرائيليين في زمن ملاخي بصداقة اللّٰه؟‏

      ٨ من المحزن ان بعض الاسرائيليين في زمن ملاخي استخفوا بصداقة اللّٰه.‏ وعوضا عن مخافة يهوه وإكرامه،‏ قدَّموا على مذبحه حيوانات سقيمة وعرجاء.‏ كما انعكس انعدام مخافة اللّٰه عندهم في موقفهم من الزواج.‏ فلكي يتزوجوا بنساء اصغر سنا طلقوا امرأة شبابهم لأتفه الاسباب.‏ فأخبرهم ملاخي ان يهوه يكره «الطلاق» وأن تصرفهم الغادر ابعدهم عن الههم.‏ فكيف يمكن ان يرضى اللّٰه عن ذبائحهم في حين كانت الدموع المرة التي ذرفتها زوجاتهم المهجورات تغطي المذبح مجازيا؟‏ ان هذا الازدراء الفاضح بمقاييس يهوه دفعه ان يسأل:‏ «اين هيبتي [«مخافتي»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ ملاخي ١:‏٦-‏٨؛‏ ٢:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ٩،‏ ١٠ كيف نظهِر اننا نقدِّر صداقة يهوه؟‏

      ٩ وبشكل مماثل،‏ يدرك يهوه اليوم مدى الآلام التي يشعر بها كثيرون من رفقاء الزواج والاولاد الابرياء الذين سحقهم اشخاص انانيون وفاسدون ادبيا،‏ سواء كانوا ازواجا وآباء او حتى زوجات وأمهات.‏ ولا شك ان ذلك يحزنه.‏ ومن كان صديقا للّٰه يرى الامور كما يراها هو ويسعى جاهدا ان يعزز زواجه،‏ يرفض التفكير العالمي الذي يستخف بأهمية رباط الزواج،‏ و ‹يهرب من العهارة›.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

      ١٠ ان بغض كل ما هو شرير في نظر يهوه والتقدير العميق لصداقته،‏ سواء في الزواج او في مجالات الحياة الاخرى،‏ يجعلاننا نحظى برضى اللّٰه واستحسانه.‏ اكّد الرسول بطرس:‏ «انا اجد بالتأكيد ان اللّٰه ليس محابيا،‏ بل في كل امة،‏ من يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده».‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وهنالك امثلة عديدة في الاسفار المقدسة تظهِر كيف دفعت مخافة اللّٰه الافراد الى فعل الصواب في شتى الظروف الصعبة.‏

      ثلاثة اشخاص خافوا اللّٰه

      ١١ في اية ظروف أُعلِن ان ابراهيم «خائف اللّٰه»؟‏

      ١١ يذكر الكتاب المقدس رجلا وصفه يهوه شخصيا بأنه صديقه —‏ الاب الجليل ابراهيم.‏ (‏اشعياء ٤١:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ لقد امتُحِنت مخافة ابراهيم للّٰه عندما طلب منه اللّٰه ان يقدم كذبيحة ابنه الوحيد اسحاق —‏ الشخص الذي بواسطته سيفي اللّٰه بوعده ان تصير ذرية ابراهيم امة عظيمة.‏ (‏تكوين ١٢:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٧:‏١٩‏)‏ فهل كان «صديق يهوه» سيجتاز هذا الامتحان الاليم؟‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٣‏)‏ في اللحظة التي رفع فيها ابراهيم سكينه ليقتل اسحاق،‏ قال ملاك يهوه:‏ «لا تمدَّ يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.‏ لأني الآن علمت انك خائف اللّٰه فلم تمسك ابنك وحيدك عني».‏ —‏ تكوين ٢٢:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٢ ماذا دفع ابراهيم الى مخافة اللّٰه،‏ وكيف يمكننا اظهار مسلك مشابه؟‏

      ١٢ كان ابراهيم قد برهن سابقا انه يخاف يهوه،‏ إلا انه اعرب في تلك المناسبة عن مخافته للّٰه بطريقة رائعة.‏ فقد كان استعداده للتضحية بإسحاق اكثر بكثير من مجرد اعراب عن الطاعة المتسمة بالاحترام.‏ فما دفعه الى القيام بذلك هو الثقة المطلقة بأن اباه السماوي سيتمم وعده بإقامة اسحاق من الموت اذا لزم الامر.‏ وكما كتب بولس،‏ كان ابراهيم «مقتنعا تماما بأن ما وعد [اللّٰه] به هو قادر ايضا ان يفعله».‏ (‏روما ٤:‏١٦-‏٢١‏)‏ فهل نحن على استعداد لفعل مشيئة اللّٰه حتى لو تطلب الامر تضحيات كبيرة؟‏ وهل لدينا ثقة تامة بأن طاعتنا هذه ستجلب لنا فوائد طويلة الامد،‏ عالمين ان يهوه «يكافئ الذين يجدّون في طلبه»؟‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ هذه هي مخافة اللّٰه الحقيقية.‏ —‏ مزمور ١١٥:‏١١‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٣ لمَ استطاع يوسف بالصواب وصف نفسه بأنه رجل «خائف اللّٰه»؟‏

      ١٣ لنتأمل في مثال آخر اظهر عمليا مخافة للّٰه —‏ يوسف.‏ عندما كان يوسف عبدا في بيت فوطيفار،‏ واجه يوميا الضغط لارتكاب الزنا.‏ ولم يستطع كما يظهر تجنب الاحتكاك بزوجة سيده التي لم تكف عن اغوائه بعروض فاسدة ادبيا.‏ وفي النهاية عندما «امسكته»،‏ «هرب وخرج الى خارج».‏ فماذا دفع يوسف الى الابتعاد فورا عن الشر؟‏ لا شك ان العامل الرئيسي كان مخافة اللّٰه،‏ الرغبة ألا يرتكب ‹هذا الشر العظيم ويخطئ الى اللّٰه›.‏ (‏تكوين ٣٩:‏٧-‏١٢‏)‏ ولقد استطاع يوسف بالصواب وصف نفسه بأنه رجل «خائف اللّٰه».‏ —‏ تكوين ٤٢:‏١٨‏.‏

      ١٤ كيف اعربت رحمة يوسف عن مخافة حقيقية للّٰه؟‏

      ١٤ وبعد سنوات،‏ التقى يوسف اخوته الذين باعوه بلا رحمة للعبودية.‏ وكان بإمكانه دون شك ان يستغل حاجتهم الشديدة الى الطعام لكي ينتقم منهم بسبب ما فعلوه به.‏ لكن معاملة الناس بعنف لا تعرب عن خشية،‏ او مخافة اللّٰه.‏ (‏لاويين ٢٥:‏٤٣‏)‏ ولذلك عندما رأى يوسف دليلا قاطعا على ان موقف اخوته القلبي تغيَّر،‏ سامحهم برحمة.‏ ان مخافتنا اللّٰه ستدفعنا،‏ كيوسف،‏ ان نغلب السوء بالصلاح ونتجنب الوقوع في التجربة.‏ —‏ تكوين ٤٥:‏١-‏١١؛‏ مزمور ١٣٠:‏٣،‏ ٤؛‏ روما ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏

      ١٥ لمَ فرَّح مسلك ايوب قلب يهوه؟‏

      ١٥ كان ايوب مثالا رائعا آخر للشخص الذي يخاف اللّٰه.‏ قال يهوه لإبليس:‏ «هل جعلت قلبك على عبدي ايوب.‏ لأنه ليس مثله في الارض.‏ رجل كامل ومستقيم يتقي [«يخاف»،‏ ع‌ج‏] اللّٰه ويحيد عن الشر».‏ (‏ايوب ١:‏٨‏)‏ ان ايوب بمسلكه الذي كان بلا لوم فرَّح قلب ابيه السماوي طوال سنوات عديدة.‏ وكان خائفا اللّٰه اذ ادرك ان ذلك هو الشيء الصائب لفعله والطريقة الفضلى للعيش.‏ اعلن ايوب:‏ «هوذا مخافة الرب هي الحكمة والحيدان عن الشر هو الفهم».‏ (‏ايوب ٢٨:‏٢٨‏)‏ وكرجل متزوج لم يتطلع ايوب بشكل غير لائق في الشابات ولم يضمر في قلبه الرغبة في ارتكاب الزنا.‏ ورغم انه كان ثريا،‏ رفض الاتكال على الغنى وتجنب جميع اشكال الصنمية.‏ —‏ ايوب ٣١:‏١،‏ ٩-‏١١،‏ ٢٤-‏٢٨‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ بأية طريقتين مارس ايوب اللطف الحبي؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر ايوب انه لم يمتنع عن اظهار الغفران؟‏

      ١٦ تعني مخافة اللّٰه فعل الخير والابتعاد عن الشر.‏ ولذلك تعاطف ايوب مع الاعمى،‏ الاعرج،‏ والفقير.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٤؛‏ ايوب ٢٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فكان يدرك ان «مَن منع اللطف الحبي عن صاحبه،‏ تخلّى عن مخافة القدير».‏ (‏ايوب ٦:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وقد يشمل الامتناع عن اظهار اللطف الحبي اضمار الضغينة او الامتناع عن الغفران.‏ لكن ايوب صلى،‏ بتوجيه من اللّٰه،‏ من اجل اصحابه الثلاثة الذين سببوا له الكثير من الحزن.‏ (‏ايوب ٤٢:‏٧-‏١٠‏)‏ فهل يمكننا اظهار روح تسامح مشابهة نحو رفيق مؤمن ألحق بنا الاذى بشكل او بآ‌خر؟‏ ان الصلاة المخلصة من اجل شخص اساء الينا تساعدنا كثيرا ان نتغلب على استيائنا.‏ والبركات التي تمتع بها ايوب بسبب مخافته اللّٰه تمنحنا لمحة مسبقة عن ‹الصلاح العظيم الذي ذخره الرب لخائفيه›.‏ —‏ مزمور ٣١:‏١٩‏،‏ تف؛‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

      مخافة اللّٰه بالمقارنة مع خوف الانسان

      ١٧ ماذا يمكن ان يفعل بنا الخوف من البشر،‏ ولمَ يتسم هذا الخوف بقصر النظر؟‏

      ١٧ فيما تدفعنا مخافة اللّٰه الى فعل الصواب،‏ يمكن للخوف من الانسان ان يضعِف ايماننا.‏ ولهذا السبب قال يسوع عندما شجع الرسل ان يكونوا كارزين غيورين بالبشارة:‏ «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها؛‏ بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنا».‏ (‏متى ١٠:‏٢٨‏)‏ لقد اوضح يسوع ان الخوف من الانسان يتسم بقصر النظر لأن البشر لا يستطيعون تحطيم آمالنا المستقبلية في الحياة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ نحن نخاف اللّٰه لأننا نعي قدرته المَهيبة.‏ فبالمقارنة معها تكون قوة الامم جميعا تافهة.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏١٥‏)‏ ولدينا،‏ كإبراهيم،‏ ثقة مطلقة بقدرة يهوه على إقامة خدامه الامناء من الموت.‏ (‏كشف ٢:‏١٠‏)‏ وهكذ نقول بملء الثقة:‏ «إن كان اللّٰه معنا،‏ فمن يكون علينا؟‏».‏ —‏ روما ٨:‏٣١‏.‏

      ١٨ بأية طريقة يكافئ يهوه خائفيه؟‏

      ١٨ سواء كان مقاومنا فردا في العائلة او زميلا في المدرسة يتهجّم علينا،‏ سنجد «في مخافة الرب ثقة شديدة».‏ (‏امثال ١٤:‏٢٦‏)‏ ويمكننا ان نصلي الى اللّٰه لمدِّنا بالقوة،‏ عالمين انه يسمعنا.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٩‏)‏ فيهوه لا ينسى خائفيه ابدا.‏ وهو يؤكد لنا بواسطة نبيه ملاخي:‏ «حينئذ كلم متقو [«خائفو»،‏ ع‌ج‏] الرب كل واحد قريبه والرب اصغى وسمع وكُتب امامه سفر تذكرة للذين اتقوا [«خافوا»،‏ ع‌ج‏] الرب وللمفكرين في اسمه».‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٦‏.‏

      ١٩ اية مخاوف ستزول،‏ وأيّ خوف سيدوم الى الابد؟‏

      ١٩ ان الوقت الذي فيه سيعبد كل سكان الارض يهوه ويتلاشى الخوف من الانسان قد اقترب.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ وسيزول ايضا الخوف من الجوع،‏ المرض،‏ الجريمة،‏ والحرب.‏ لكن مخافة اللّٰه ستدوم طوال الابدية فيما يستمر خدامه الامناء في السماء وعلى الارض في منحه ما يستحق من الاحترام،‏ الطاعة،‏ والاكرام.‏ (‏كشف ١٥:‏٤‏)‏ وفي غضون ذلك،‏ لنصغِ جميعا الى مشورة سليمان الموحى بها:‏ «لا يحسدنَّ قلبك الخاطئين بل كن في مخافة الرب اليوم كله.‏ لأنه لا بد من ثواب ورجاؤك لا يخيب».‏ —‏ امثال ٢٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يفقد بعض الراشدين احساسهم بالخوف من الخطر عندما تتطلب طبيعة عملهم ان يواجهوا بشكل مستمر حالات محفوفة بالمخاطر.‏ عندما سئل حرفي ذو خبرة لمَ هنالك نجارون كثيرون فقدوا احدى اصابعهم،‏ اجاب ببساطة:‏ «لقد تلاشى خوفهم من المناشير الكهربائية البالغة السرعة».‏

      b يشعر يهوه ايضا بهذا الاشمئزاز.‏ على سبيل المثال،‏ تصف افسس ٤:‏٢٩ اللغة البذيئة بأنها «كلام فاسد».‏ والكلمة اليونانية المنقولة «فاسد» تشير حرفيا الى ما تعفَّن من الفاكهة او السمك او اللحم.‏ ان هذا التعبير يصوِّر بشكل واضح البغض الشديد الذي ينبغي ان نشعر به حيال الكلام البذيء او القذر.‏ وبشكل مماثل،‏ غالبا ما تشبَّه الاصنام في الاسفار المقدسة بـ‍ «رَوْث الحيوانات».‏ (‏تثنية ٢٩:‏١٧‏،‏ ع‌ج؛‏ حزقيال ٦:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكرهنا الطبيعي لرَوْث الحيوانات او برازها يساعدنا ان نفهم شعور اللّٰه بالاشمئزاز من جميع اشكال الصنمية.‏

      c على سبيل المثال،‏ تأملوا في روايات الاسفار المقدسة عن قايين (‏تكوين ٤:‏٣-‏١٢‏)‏؛‏ داود (‏٢ صموئيل ١١:‏٢–‏١٢:‏١٤‏)‏؛‏ جيحزي (‏٢ ملوك ٥:‏٢٠-‏٢٧‏)‏؛‏ وعُزِّيّا (‏٢ أخبار الايام ٢٦:‏١٦-‏٢١‏)‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة