مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لماذا الخوف من اللّٰه،‏ لا البشر؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏«خشية الانسان تضع شركا والمتكل على الرب يُرفع.‏» (‏امثال ٢٩:‏٢٥‏)‏

  • لماذا الخوف من اللّٰه،‏ لا البشر؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • ممَّن يجب ان نخاف؟‏

      كيف يمكننا التغلب على الخوف من الانسان؟‏ باستبداله بخوف يمكن تبريره اكثر بكثير.‏ وهذا النوع من الخوف شجَّع عليه الرسول نفسه،‏ بطرس،‏ عندما قال:‏ «خافوا اللّٰه.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ والملاك الذي رآه يوحنا في الرؤيا صرخ الى الجنس البشري:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا.‏» (‏رؤيا ١٤:‏٧‏)‏ والملك الحكيم سليمان شجع ايضا على خوف كهذا عندما قال:‏ «فلنسمع ختام الامر كله.‏ اتَّق اللّٰه واحفظ وصاياه لان هذا هو (‏التزام)‏ الانسان كله.‏» (‏جامعة ١٢:‏١٣‏)‏ نعم،‏ ان الخوف من اللّٰه هو التزام.‏

      والخوف من اللّٰه يجلب الفوائد.‏ رنَّم صاحب المزمور قديما:‏ «لان خلاص [يهوه] قريب من خائفيه.‏» (‏مزمور ٨٥:‏٩‏)‏ وأحد امثال الكتاب المقدس يؤكد ايضا:‏ «مخافة الرب تزيد الايام.‏» (‏امثال ١٠:‏٢٧‏)‏ نعم،‏ الخوف من يهوه امر سليم ومفيد.‏ ‹ولكن بالتأكيد،‏› قد تقولون،‏ ‹يهوه اله محب.‏ فلماذا يجب ان نخاف من اله المحبة؟‏›‏

      الخوف من اله المحبة؟‏

      لان الخوف من اللّٰه ليس الخوف المذِل المشِل الذي يستولي على الناس في بعض الحالات.‏ انه نوع من الخوف الذي يمكن ان يشعر به الولد تجاه ابيه،‏ رغم انه يحبّ اباه ويعرف ان اباه يحبه.‏

      الخوف من اللّٰه هو حقا توقير شديد للخالق ينجم عن الادراك انه المجسَّم الكامل للبر،‏ العدل،‏ الحكمة،‏ والمحبة.‏ وذلك يشمل الخوف السليم من عدم ارضاء اللّٰه لانه الديّان الاسمى الذي له القدرة ان يكافئ ويعاقب.‏ «مخيف هو الوقوع في يدي اللّٰه الحي،‏» كتب الرسول بولس.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣١‏)‏ ان محبة اللّٰه ليست امرا يسلَّم به،‏ ولا دينونته امرا يستهان به.‏ ولهذا السبب يذكِّرنا الكتاب المقدس:‏ «بدء الحكمة مخافة الرب.‏» —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

      ومع ذلك،‏ يجب ان نتذكَّر انه على الرغم من ان يهوه له القدرة ان يعاقب اولئك الذين لا يطيعونه —‏ وكثيرا ما فعل ذلك —‏ فهو ليس متعطشا للدم او قاسيا على الاطلاق.‏ انه حقا اله المحبة رغم انه،‏ كوالد محب،‏ يغضب احيانا على نحو بار.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لهذا السبب يكون الخوف منه سليما.‏ فذلك يقودنا الى اطاعة شرائعه المعَدَّة لخيرنا.‏ واطاعة شرائع اللّٰه تجلب السعادة في حين ان عدم اطاعتها يجلب دائما نتائج رديئة.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ وقد اوحي الى صاحب المزمور بأن يعلن:‏ «اتقوا الرب يا قديسيه لانه ليس عوز لمتقيه.‏» —‏ مزمور ٣٤:‏٩‏.‏

      ممَّن تخافون؟‏

      كيف يساعدنا الخوف من اللّٰه على التغلب على الخوف من الانسان؟‏ حسنا،‏ قد يسخر البشر منا او حتى يضطهدوننا بسبب فعلنا ما هو صواب،‏ مما يضع ضغطا علينا.‏ ولكنّ الخوف،‏ الذي يظهر الاحترام،‏ من اللّٰه سيحملنا على الالتصاق بالمسلك الصائب لاننا لا نرغب في عدم ارضائه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ستحثنا محبة اللّٰه على فعل ما يسرُّ قلبه.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ نتذكر ان اللّٰه يكافئنا بسخاء على فعل ما هو صواب،‏ مما يجعلنا نحبه اكثر جدا ونرغب في فعل مشيئته.‏ لذلك فان النظرة المتزنة الى اللّٰه تساعدنا على التغلب على ايّ خوف يمكن ان يكون لدينا من البشر.‏

      مثلا،‏ يجري الضغط على كثيرين ليفعلوا ما هو خطأ بسبب الخوف مما يفكر فيه نظراؤهم.‏ فالاحداث في المدرسة قد يدخنون،‏ يستعملون لغة بذيئة،‏ يفتخرون بممارسة جنسية (‏حقيقية او خيالية)‏،‏ وأيضا يختبرون الكحول او المخدرات.‏ ولماذا؟‏ ليس دائما لانهم يريدون ذلك بل لانهم يخافون مما يقوله نظراؤهم إن هم تصرفوا بشكل مختلف.‏ وبالنسبة الى المراهق فإن السخرية والتهكم يمكن ان يكون احتمالهما صعبا كالاضطهاد الجسدي.‏

      وقد يشعر الراشد ايضا بالضغط ليفعل ما هو خطأ.‏ فربما يقول رب العمل للمستخدم بأن يضخِّم فاتورة زبون او ان يملأ استمارة ضريبة الشركة بغش من اجل تخفيض الالتزام المتعلق بالضريبة.‏ وقد يشعر المسيحي بأنه إن لم يُطع يخسر عمله.‏ وهكذا فان الخوف من الانسان يمكن ان يضغط عليه ليفعل ما هو خطأ.‏

      وفي كلتا الحالتين فان الخوف السليم من اللّٰه واحترام وصاياه يمنعان المسيحي من ان يشله الخوف من الانسان.‏ ومحبة اللّٰه تردعه عن الانهماك في اعمال قد حرمها اللّٰه.‏ (‏امثال ٨:‏١٣‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فان ايمانه باللّٰه يؤكد له انه اذا عمل بحسب ضميره المدرب على الكتاب المقدس يدعمه اللّٰه مهما كانت النتيجة.‏ والرسول بولس عبَّر عن ايمانه بهذه الكلمات:‏ «استطيع كل شيء في (‏ذاك)‏ الذي يقويني.‏» —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

      يزوِّد الكتاب المقدس امثلة عديدة عن رجال ونساء كانوا امناء ليهوه حتى تحت الامتحانات الاكثر قساوة.‏ فقد «تجرَّبوا في هزء وجلد .‏ .‏ .‏ في قيود ايضا وحبس.‏ رُجموا نُشروا جُرِّبوا ماتوا قتلا بالسيف.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ ولكنهم لم يسمحوا للخوف من الانسان بأن يسيطر على عقولهم.‏ وبالاحرى،‏ اتَّبعوا المشورة الحكيمة نفسها التي اعطاها يسوع في ما بعد لتلاميذه:‏ «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.‏ بل خافوا بالحري من [اللّٰه] الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.‏» —‏ متى ١٠:‏٢٨‏.‏

      ان اتِّباع مشورة يسوع هذه بأن يخافوا من اللّٰه عوضا عن البشر مكَّن ايضا المسيحيين الاولين من احتمال كل نوع من المشقات،‏ المحن،‏ والاضطهادات «من اجل البشارة.‏» (‏فليمون ١٣‏،‏ ع‌ج)‏ والرسول بولس مثال جدير بالملاحظة لذلك.‏ ففي رسالته الثانية الى اهل كورنثوس يُظهر كيف شجَّعه الخوف من اللّٰه على احتمال السجن،‏ الضرب،‏ الرجم،‏ انكسار السفينة،‏ الاخطار المتنوعة في الطرق،‏ الاسهار،‏ الجوع،‏ العطش،‏ البرد،‏ والعري.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٧‏.‏

      والخوف من اللّٰه شدَّد ايضا اولئك المسيحيين الاولين ليواجهوا الاضطهاد الشديد تحت حكم الامبراطورية الرومانية حين طُرح البعض حتى للوحوش في ميدان المصارعة.‏ وفي القرون الوسطى حُرق المؤمنون الشجعان علنا حتى الموت لانهم لم يسايروا في ايمانهم.‏ وخلال الحرب العالمية الاخيرة فضَّل المسيحيون التألم والموت في معسكرات الاعتقال على فعل امور لا ترضي اللّٰه.‏ فيا للخوف التقوي من قوة شديدة!‏ وطبعا،‏ اذا كان قد قوَّى المسيحيين على التغلب على الخوف من الانسان في ظروف صعبة كهذه يمكنه ان يقوينا في اية حالة قد نجد انفسنا فيها.‏

      واليوم يعمل الشيطان ابليس كل ما يستطيع ليضغط علينا كي لا نرضي اللّٰه.‏ لذلك يجب على المسيحيين الحقيقيين ان يكون لديهم التصميم نفسه الذي عبَّر عنه الرسول بولس عندما كتب:‏ «أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ ان الخوف من يهوه مصدر حقيقي للقوة.‏ فلنكن بمساعدته ‹واثقين ولنقل:‏ يهوه معين لي فلا اخاف.‏ ماذا يصنع بي انسان.‏› —‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة