مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كُنْ حكيما وخَفْ يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • كُنْ حَكِيمًا وَخَفْ يَهْوَه

      ‏«مَخَافَةُ يَهْوَه بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ».‏ —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ كَثِيرُونَ فَهْمَ فِكْرَةِ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟‏

      فِي ٱلْمَاضِي،‏ كَانَ وَصْفُ ٱلشَّخْصِ أَنَّهُ خَائِفٌ للّٰهِ يُعْتَبَرُ مَدِيحًا.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَكَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَ فِكْرَةَ خَوْفِ ٱللّٰهِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ وَيَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَهَا.‏ وَقَدْ يَسْأَلُونَ:‏ ‹إِذَا كَانَ ٱللّٰهُ مَحَبَّةً،‏ فَلِمَاذَا أَخَافُهُ؟‏›.‏ فَٱلْخَوْفُ فِي نَظَرِهِمْ هُوَ شُعُورٌ سَلْبِيٌّ يَشُلُّ ٱلشَّخْصَ أَحْيَانًا.‏ لكِنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلصَّحِيحَ مِنَ ٱللّٰهِ لَهُ مَعْنًى أَوْسَعُ.‏ فَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّدَ شُعُورٍ أَوْ إِحْسَاسٍ،‏ كَمَا سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.‏

      ٢،‏ ٣ مَاذَا يَشْمُلُ خَوْفُ ٱللّٰهِ؟‏

      ٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ إِيجَابِيَّةٌ.‏ (‏اشعيا ١١:‏٣‏)‏ فَهذَا ٱلْخَوْفُ هُوَ تَوْقِيرٌ شَدِيدٌ وَٱحْتِرَامٌ عَمِيقٌ للّٰهِ،‏ رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي إِرْضَائِهِ.‏ (‏مزمور ١١٥:‏١١‏)‏ وَهُوَ يَشْمُلُ قُبُولَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلِٱلْتِصَاقَ بِهَا بِدِقَّةٍ وَٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مِقْيَاسِ ٱللّٰهِ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ.‏ وَيُشِيرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ يَعْكِسُ «مَوْقِفًا مِنَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَرْءُ لِكَيْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَيَتَجَنَّبَ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ».‏ لِذلِكَ تَقُولُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ:‏ «مَخَافَةُ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ».‏ —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

      ٣ إِذًا،‏ لِخَوْفِ ٱللّٰهِ عَلَاقَةٌ بِمَجَالَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَهُوَ لَا يَرْتَبِطُ بِٱلْحِكْمَةِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِٱلْفَرَحِ،‏ ٱلسَّلَامِ،‏ ٱلِٱزْدِهَارِ،‏ طُولِ ٱلْأَيَّامِ،‏ ٱلرَّجَاءِ،‏ وَٱلثِّقَةِ.‏ (‏مزمور ٢:‏١١؛‏ امثال ١:‏٧؛‏ ١٠:‏٢٧؛‏ ١٤:‏٢٦؛‏ ٢٢:‏٤؛‏ ٢٣:‏١٧،‏ ١٨؛‏ اعمال ٩:‏٣١‏)‏ وَهُوَ وَثِيقُ ٱلصِّلَةِ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَيَرْتَبِطُ بِعَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢؛‏ ايوب ٦:‏١٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٧‏)‏ وَخَوْفُ ٱللّٰهِ يَشْمُلُ ٱلِٱقْتِنَاعَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْتَمُّ بِنَا شَخْصِيًّا وَأَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ لِغُفْرَانِ تَعَدِّيَاتِنَا.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٤‏)‏ فَوَحْدَهُمُ ٱلْأَشْرَارُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَرْتَعِبُوا مِنَ ٱللّٰهِ.‏a —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٦-‏٣١‏.‏

      كَيْفَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه

      ٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا ‹لِنَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه›؟‏

      ٤ بِمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ وَنَيْلِ بَرَكَاتِ ٱللّٰهِ،‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه› خَوْفًا سَلِيمًا؟‏ (‏تثنية ١٧:‏١٩‏)‏ تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً عَدِيدَةً لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ خَائِفِينَ ٱللّٰهَ بُغْيَةَ «إِرْشَادِنَا».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ لِذلِكَ لِنَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ فِعْلًا خَوْفُ ٱللّٰهِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ:‏ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏

      ٥ كَيْفَ سَاعَدَتْ رِعَايَةُ ٱلْغَنَمِ دَاوُدَ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَخَافَ يَهْوَه؟‏

      ٥ رَفَضَ يَهْوَه شَاوُلَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْأَوَّلَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَٱفْتِقَارِهِ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ فَإِنَّ مَسْلَكَ حَيَاةِ دَاوُدَ وَعَلَاقَتَهُ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه أَظْهَرَا أَنَّهُ رَجُلٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ حَقًّا.‏ فَفِي حَدَاثَتِهِ،‏ غَالِبًا مَا كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١١‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱللَّيَالِيَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي قَضَاهَا وَهُوَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ فِي ٱلْعَرَاءِ قَدْ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ خَوْفُ يَهْوَه.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرَى سِوَى جُزْءٍ ضَئِيلٍ مِنْ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ،‏ تَوَصَّلَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلصَّحِيحِ:‏ يَسْتَحِقُّ ٱللّٰهُ أَنْ نُعْطِيَهُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلتَّوْقِيرَ.‏ كَتَبَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ:‏ «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ،‏ عَمَلَ أَصَابِعِكَ،‏ ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا،‏ مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ،‏ وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟‏».‏ —‏ مزمور ٨:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ أَدْرَكَ عَظَمَةَ يَهْوَه؟‏

      ٦ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا تَأَثَّرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا قَارَنَ صِغَرَهُ بِٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ لَمْ تُفْزِعْهُ بَلْ دَفَعَتْهُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه وَٱلْقَوْلِ:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ،‏ وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ».‏ (‏مزمور ١٩:‏١‏)‏ وَتَوْقِيرُ دَاوُدَ للّٰهِ قَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَنَمَّى فِيهِ رَغْبَةَ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَيَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ.‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ رَنَّمَ لِيَهْوَه:‏ «إِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ أُمُورًا عَجِيبَةً،‏ أَنْتَ ٱللّٰهُ وَحْدَكَ.‏ عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ.‏ فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ.‏ وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ».‏ —‏ مزمور ٨٦:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ٧ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ عَلَى مُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ؟‏

      ٧ عِنْدَمَا ٱجْتَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ،‏ عَيَّرَ بَطَلُهُمْ جُلْيَاتُ (‏ٱلْبَالِغُ طُولُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ)‏ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلًا بِمَا مَعْنَاهُ:‏ ‹اِخْتَارُوا رَجُلًا لِيُحَارِبَنِي.‏ فَإِنِ ٱنْتَصَرَ،‏ صِرْنَا لَكُمْ خُدَّامًا›.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٤-‏١٠‏)‏ فَٱرْتَاعَ شَاوُلُ وَكُلُّ جَيْشِهِ.‏ لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَافَ مِنْهُ،‏ وَلَيْسَ أَيُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ قَوِيًّا.‏ لِذلِكَ قَالَ لِجُلْيَاتَ:‏ ‹أَنَا آتِيكَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ،‏ فَتَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلسَّيْفِ وَلَا بِٱلرُّمْحِ يُخَلِّصُ يَهْوَهُ،‏ لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِيَهْوَهَ›.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه،‏ ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْعِمْلَاقَ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ مِنْ مِقْلَاعِهِ فَقَتَلَهُ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٧:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَائِفِينَ ٱللّٰهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ٨ رُبَّمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ أَوْ عَوَائِقَ هَائِلَةً تَمَامًا كَمَا وَاجَهَ دَاوُدُ قَدِيمًا.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ؟‏ بِإِمْكَانِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا دَاوُدُ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ لِمُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱلْعَوَائِقِ:‏ اِمْتِلَاكِ خَوْفِ ٱللّٰهِ.‏ فَهذَا ٱلْخَوْفُ يَهْزِمُ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ.‏ مَثَلًا،‏ حَثَّ خَادِمُ ٱللّٰهِ ٱلْأَمِينُ نَحَمْيَا رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ:‏ «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ.‏ اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ».‏ (‏نحميا ٤:‏١٤‏)‏ فَبِدَعْمِ يَهْوَه،‏ تَمَكَّنَ دَاوُدُ وَنَحَمْيَا وَغَيْرُهُمَا مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ.‏

      إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ

      ٩ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٩ بَعْدَمَا قَتَلَ دَاوُدُ جُلْيَاتَ،‏ سَاعَدَهُ يَهْوَه لِيُحَقِّقَ ٱنْتِصَارَاتٍ أُخْرَى.‏ لكِنَّ شَاوُلَ ٱلْحَسُودَ حَاوَلَ قَتْلَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِطَرِيقَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ،‏ ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ أُسْلُوبًا مَاكِرًا،‏ وَأَخِيرًا ٱسْتَعَانَ بِجَيْشٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيُنَصَّبُ مَلِكًا،‏ فَقَدِ ٱضْطُرَّ لِسَنَوَاتٍ إِلَى ٱلْهَرَبِ،‏ ٱلْمُحَارَبَةِ،‏ وَٱنْتِظَارِ وَقْتِ يَهْوَه ٱلْمُعَيَّنِ لِيَتَسَلَّمَ مَقَالِيدَ ٱلْحُكْمِ.‏ وَخِلَالَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَرَاحِلِ،‏ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ لَدَيْهِ خَوْفَ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٨:‏٩،‏ ١١،‏ ١٧؛‏ ٢٤:‏٢‏.‏

      ١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يَخَافُ ٱللّٰهَ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ لِلْخَطَرِ؟‏

      ١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ،‏ مَوْطِنِ جُلْيَاتَ.‏ (‏١ صموئيل ٢١:‏١٠-‏١٥‏)‏ فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟‏ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ.‏ (‏مزمور ٥٦:‏١-‏٤،‏ ١١-‏١٣‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ،‏ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ.‏ وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٤-‏٦،‏ ٩-‏١١‏.‏

      ١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ،‏ كَيْفَ نُظْهِرُ خَوْفَ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟‏

      ١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ،‏ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا.‏ قَالَ دَاوُدُ:‏ «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ،‏ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُدَبِّرُ».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٥‏)‏ لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا.‏ فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ،‏ بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا،‏ ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه.‏ فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ.‏ وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ:‏ «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»!‏ —‏ مزمور ٢٥:‏١٤‏.‏

      ١٢ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ،‏ وَأَيُّ مَوْقِفٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ أَبَدًا؟‏

      ١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا وَعَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.‏ فَعِنْدَمَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه،‏ يَجِبُ أَنْ ‹نُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ›.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦؛‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏)‏ وَعِنْدَمَا يُسَاعِدُنَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نُظْهِرَ أَنَّنَا شَاكِرُونَ›،‏ كَمَا نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٥،‏ ١٧‏)‏ وَلَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَكُونَ كَأُولئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ مَسِيحِيٌّ مَمْسُوحٌ ذُو خِبْرَةٍ،‏ قَائِلًا:‏ «اَللّٰهُ فِي نَظَرِهِمْ خَادِمٌ سَمَاوِيٌّ حَاضِرٌ دَائِمًا لِيُلَبِّيَ طَلَبَاتِهِمْ عِنْدَ أَيَّةِ إِشَارَةٍ مِنْهُمْ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُ حَالَمَا يَنَالُونَ مُرَادَهُمْ».‏ فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَمْلِكُ خَوْفَ ٱللّٰهِ.‏

      مُنَاسَبَاتٌ لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ

      ١٣ مَتَى لَمْ يُظْهِرْ دَاوُدُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٣ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَه خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ،‏ كَانَ ذلِكَ يُعَمِّقُ خَوْفَهُ للّٰهِ وَيُرَسِّخُ ثِقَتَهُ بِهِ.‏ (‏مزمور ٣١:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ،‏ مِمَّا أَدَّى إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ.‏ فِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى،‏ رَتَّبَ دَاوُدُ نَقْلَ تَابُوتِ عَهْدِ يَهْوَه إِلَى أُورُشَلِيمَ عَلَى عَجَلَةٍ بَدَلَ حَمْلِهِ عَلَى أَكْتَافِ ٱللَّاوِيِّينَ،‏ كَمَا أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ.‏ وَعِنْدَمَا كَانَ ٱلتَّابُوتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَقَعَ،‏ أَمْسَكَهُ عُزَّةُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوقُ ٱلْعَجَلَةَ.‏ فَمَاتَ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِسَبَبِ «ٱسْتِهَانَتِهِ».‏ وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ عُزَّةَ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا،‏ فَإِنَّ عَدَمَ إِظْهَارِ دَاوُدَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ هُوَ مَا أَدَّى إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ.‏ فَخَوْفُ ٱللّٰهِ يَعْنِي فِعْلَ ٱلْأُمُورِ وَفْقَ طَرِيقَتِهِ هُوَ.‏ —‏ ٢ صموئيل ٦:‏٢-‏٩؛‏ عدد ٤:‏١٥؛‏ ٧:‏٩‏.‏

      ١٤ عَمَّ أَسْفَرَ عَدُّ دَاوُدَ لِإِسْرَائِيلَ؟‏

      ١٤ لَاحِقًا،‏ حَرَّضَ ٱلشَّيْطَانُ دَاوُدَ أَنْ يَعُدَّ ٱلْمُحَارِبِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ (‏١ اخبار الايام ٢١:‏١‏)‏ وَقَدْ أَظْهَرَ ذلِكَ أَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ،‏ مِمَّا أَسْفَرَ عَنْ مَوْتِ ٠٠٠‏,٧٠ إِسْرَائِيلِيٍّ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عَبَّرَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ أَمَامَ يَهْوَه،‏ حَصَدَ هُوَ وَٱلشَّعْبُ نَتَائِجَ خَطِيرَةً.‏ —‏ ٢ صموئيل ٢٤:‏١-‏١٦‏.‏

      ١٥ مَاذَا أَدَّى إِلَى وُقُوعِ دَاوُدَ فِي خَطِيَّةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟‏

      ١٥ أَمَّا ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فَكَانَتْ حِينَ أَقَامَ عَلَاقَةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا مَعَ بَثْشَبَعَ زَوْجَةِ أُورِيَّا.‏ كَانَ دَاوُدُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلزِّنَى أَوْ حَتَّى ٱشْتِهَاءَ رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱبْتَدَأَتْ عِنْدَمَا رَأَى بَثْشَبَعَ وَهِيَ تَسْتَحِمُّ.‏ فَٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللّٰهِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَهُ فَوْرًا إِلَى إِبْعَادِ نَظَرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ فِي أَمْرٍ آخَرَ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ دَاوُدَ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلنَّظَرِ› إِلَيْهَا حَتَّى طَغَتْ رَغْبَتُهُ عَلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ.‏ (‏متى ٥:‏٢٨؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏١-‏٤‏)‏ فَقَدْ نَسِيَ أَنَّ لِيَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِهِ.‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١-‏٧‏.‏

      ١٦ مَا هِيَ ٱلْعَوَاقِبُ ٱلَّتِي حَصَدَهَا دَاوُدُ نَتِيجَةَ خَطَئِهِ؟‏

      ١٦ أَدَّتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ ٱلْفَاسِدَةُ بِبَثْشَبَعَ إِلَى وِلَادَةِ ٱبْنٍ لَهُ.‏ بُعَيْدَ ذلِكَ،‏ أَرْسَلَ يَهْوَه نَبِيَّهُ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّتَهُ.‏ وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى رُشْدِهِ،‏ ٱسْتَعَادَ خَوْفَهُ للّٰهِ وَتَابَ.‏ وَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَطْرَحَهُ او يَنْزِعَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ مِنْهُ.‏ (‏مزمور ٥١:‏٧،‏ ١١‏)‏ فَسَامَحَهُ يَهْوَه وَخَفَّفَ ٱلْعِقَابَ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِتَصَرُّفَاتِهِ.‏ فَقَدْ مَاتَ ٱبْنُهُ وَحَلَّتِ ٱلْأَحْزَانُ وَٱلْمَآ‌سِي بِعَائِلَتِهِ مِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا.‏ فَيَا لَلثَّمَنِ ٱلْبَاهِظِ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ!‏ —‏ ٢ صموئيل ١٢:‏١٠-‏١٤؛‏ ١٣:‏١٠-‏١٤؛‏ ١٥:‏١٤‏.‏

      ١٧ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَبِّبُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْأَحْزَانَ؟‏

      ١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُسْفِرَ عَدَمُ إِظْهَارِ خَوْفِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَدَبِيَّةِ عَنْ نَتَائِجَ خَطِيرَةٍ وَطَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ.‏ مَثَلًا،‏ تَخَيَّلِ ٱلْأَلَمَ ٱلْعَاطِفِيَّ ٱلْفَظِيعَ ٱلَّذِي أَحَسَّتْ بِهِ زَوْجَةٌ شَابَّةٌ حِينَ عَلِمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا ٱلْمَسِيحِيَّ خَانَهَا عِنْدَمَا سَافَرَ خَارِجَ ٱلْبَلَدِ لِلْعَمَلِ.‏ فَتَحْتَ وَطْأَةِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْأَلَمِ،‏ أَخْفَتْ وَجْهَهَا بِيَدَيْهَا وَٱنْفَجَرَتْ بِٱلْبُكَاءِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَمُرُّ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ تَسْتَعِيدَ هذِهِ ٱلْأُخْتُ ثِقَتَهَا بِزَوْجِهَا وَٱحْتِرَامَهَا لَهُ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُجَنِّبُنَا حَصْدَ هذِهِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

      خَوْفُ ٱللّٰهِ يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ

      ١٨ مَا هُوَ هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ؟‏

      ١٨ تُحْدِثُ جُهُودُ ٱلشَّيْطَانِ تَدَهْوُرًا سَرِيعًا فِي قِيَمِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ وَهُوَ يَهْدِفُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى إِفْسَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَسْتَخْدِمُ أَقْصَرَ طَرِيقٍ إِلَى قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا:‏ حَوَاسَّنَا،‏ وَخُصُوصًا عُيُونَنَا وَآذَانَنَا.‏ (‏افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ فَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَأَيْتَ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ صُوَرًا فَاسِدَةً أَوْ سَمِعْتَ كَلِمَاتٍ بَذِيئَةً أَوِ ٱلْتَقَيْتَ فَجْأَةً أَشْخَاصًا فَاسِقِينَ؟‏

      ١٩ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ أَحَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِيَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟‏

      ١٩ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ أندرِيه،‏b وَهُوَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ وَأَبٌ وَطَبِيبٌ مِنْ أُورُوبا.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى دَوَامًا لَيْلِيًّا،‏ كَانَتْ زَمِيلَاتُهُ يُثَبِّتْنَ عَلَى وِسَادَتِهِ أَوْرَاقًا مُزَيَّنَةً بِٱلْقُلُوبِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهُنَّ.‏ لكِنَّهُ كَانَ يَأْبَى ٱلتَّفْكِيرَ فِي عُرُوضِهِنَّ.‏ كَمَا أَنَّهُ ٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِكَيْ يَبْتَعِدَ عَنْ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْفَاسِدِ.‏ وَقَدْ تَبَرْهَنَ أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّ أَندرِيه يَخْدُمُ حَالِيًّا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِخَوْفِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢٠ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ بِٱلْمَرْءِ إِلَى حَالَةٍ يَكُونُ فِيهَا مُسْتَعِدًّا لِلتَّخَلِّي عَنْ عَلَاقَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ بِيَهْوَه مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى شَيْءٍ لَا يَحِقُّ لَهُ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ لَدَيْنَا خَوْفُ يَهْوَه،‏ فَسَنَتَجَنَّبُ أَوْ حَتَّى نَهْرُبُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ وَٱلْأَمَاكِنِ وَٱلنَّشَاطَاتِ وَٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُضْعِفَ مَنَاعَتَنَا ٱلْأَدَبِيَّةَ.‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ مَهْمَا كَانَ ٱلْإِحْرَاجُ ٱلَّذِي نَتَعَرَّضُ لَهُ أَوِ ٱلتَّضْحِيَةُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا،‏ فَهذَا أَمْرٌ تَافِهٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ خَسَارَةِ رِضَى ٱللّٰهِ.‏ (‏متى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يَشْمُلُ عَدَمَ تَعْرِيضِ أَنْفُسِنَا عَمْدًا لِأَيِّ شَيْءٍ فَاسِدٍ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ ‹نُحَوِّلَ عَيْنَنَا عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ›.‏ وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَه ‹سَيُحْيِينَا› وَيُزَوِّدُنَا بِكُلِّ حَاجَاتِنَا.‏ —‏ مزمور ٨٤:‏١١؛‏ ١١٩:‏٣٧‏.‏

      ٢١ حَقًّا،‏ إِنَّ إِظْهَارَ خَوْفِ ٱللّٰهِ هُوَ دَائِمًا مَسْلَكُ حِكْمَةٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ مَسْلَكٌ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٩‏)‏ وَهذَا مَا سَنُوضِحُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر مقالةَ «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ كيف يمكنُ ان تخافوا إلهَ محبة؟‏‏» في عدد ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٨ من استيقظ!‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.‏

  • خَفْ يهوه وكُنْ سعيدا
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • خَفْ يَهْوَه وَكُنْ سَعِيدًا

      ‏«سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَائِفُ يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ١١٢:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ مَاذَا يُنْتِجُ خَوْفُ يَهْوَه؟‏

      مَا أَصْعَبَ إِحْرَازَ ٱلسَّعَادَةِ!‏ فَٱلسَّعَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ،‏ فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ،‏ وَتَجَنُّبِ مَا هُوَ خَطَأٌ.‏ وَقَدْ أَعْطَانَا صَانِعُنَا يَهْوَه كَلِمَتَهُ،‏ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نَسْلُكُ أَفْضَلَ طَرِيقٍ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَعِنْدَمَا نَطْلُبُ إِرْشَادَ يَهْوَه وَنَتَّبِعُهُ،‏ وَبِٱلتَّالِي نُعْرِبُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ،‏ نَنَالُ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلِٱكْتِفَاءَ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ.‏ —‏ مزمور ٢٣:‏١؛‏ امثال ١٤:‏٢٦‏.‏

      ٢ وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ أَمْثِلَةً عَصْرِيَّةً وَمِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْمَرْءَ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلضَّغْطِ لِفِعْلِ مَا هُوَ خَاطِئٌ وَيَمْنَحُهُ ٱلْجُرْأَةَ لِفِعْلِ مَا هُوَ صَائِبٌ.‏ وَسَنَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ لَنَا خَوْفُ ٱللّٰهِ ٱلسَّعَادَةَ بِدَفْعِنَا إِلَى تَصْحِيحِ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ،‏ كَمَا فَعَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ.‏ وَسَنَرَى أَيْضًا أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ فِعْلًا مِيرَاثٌ ثَمِينٌ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يُعْطُوهُ لِأَوْلَادِهِمْ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَائِفُ يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ١١٢:‏١‏.‏

      اِسْتِرْجَاعُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلضَّائِعَةِ

      ٣ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ مِنْ خَطَايَاهُ؟‏

      ٣ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ لَمْ يُعْرِبْ دَاوُدُ عَنْ خَوْفٍ سَلِيمٍ مِنَ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ،‏ مِمَّا أَدَّى بِهِ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ.‏ لكِنَّ تَجَاوُبَهُ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَه أَظْهَرَ أَنَّهُ شَخْصٌ لَدَيْهِ فِي ٱلْأَسَاسِ خَوْفُ ٱللّٰهِ.‏ فَتَوْقِيرُهُ للّٰهِ وَٱحْتِرَامُهُ لَهُ دَفَعَاهُ إِلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِذَنْبِهِ،‏ تَصْحِيحِ مَسْلَكِهِ،‏ وَٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه.‏ وَرَغْمَ أَنَّ أَخْطَاءَهُ أَنْتَجَتْ لَهُ وَلِلْآخَرِينَ ٱلْأَلَمَ،‏ فَإِنَّ تَوْبَتَهُ ٱلْأَصِيلَةَ جَعَلَتْهُ يَنَالُ بِٱسْتِمْرَارٍ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مِثَالَ دَاوُدَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِنَا ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏

      ٤ كَيْفَ يُسَاعِدُ خَوْفُ ٱللّٰهِ ٱلْمَرْءَ عَلَى ٱسْتِرْجَاعِ ٱلسَّعَادَةِ؟‏

      ٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ صُونيَا.‏a فَرَغْمَ أَنَّهَا كَانَتْ مُبَشِّرَةً كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱبْتَدَأَتْ تُعَاشِرُ أَشْخَاصًا أَرْدِيَاءَ،‏ ٱنْهَمَكَتْ فِي سُلُوكٍ غَيْرِ مَسِيحِيٍّ،‏ وَفُصِلَتْ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَتْ إِلَى رُشْدِهَا،‏ قَامَتْ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِٱسْتِرْجَاعِ عَلَاقَتِهَا بِيَهْوَه وَأُعِيدَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَرَغْمَ كُلِّ مَا مَرَّ بِهَا،‏ لَمْ تَتَخَلَّ صُونيَا عَنْ رَغْبَتِهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ عَادَتْ فَٱنْخَرَطَتْ فِي صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ تَزَوَّجَتْ شَيْخًا مَسِيحِيًّا يَتَحَلَّى بِصِفَاتٍ رَائِعَةٍ،‏ وَهِيَ حَالِيًّا تَخْدُمُ يَهْوَه بِفَرَحٍ مَعَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّهَا نَادِمَةٌ لِأَنَّهَا ضَلَّتْ وَقْتِيًّا عَنِ ٱلسَّبِيلِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ فَهِيَ سَعِيدَةٌ لِأَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ سَاعَدَهَا عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى يَهْوَه.‏

      تَحَمُّلُ ٱلْأَلَمِ أَفْضَلُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ وَلِمَاذَا أَبْقَى دَاوُدُ شَاوُلَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مَرَّتَيْنِ؟‏

      ٥ طَبْعًا،‏ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَرْءُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ وَيَتَجَنَّبَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ ٱلْوُقُوعَ فِي ٱلْخَطَإِ.‏ وَهذَا مَا حَصَلَ مَعَ دَاوُدَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ كَانَ شَاوُلُ وَثَلَاثَةُ آلَافِ جُنْدِيٍّ يُطَارِدُونَ دَاوُدَ.‏ وَقَدْ دَخَلَ إِلَى مَغَارَةٍ صَادَفَ أَنَّهَا ٱلْمَغَارَةُ نَفْسُهَا ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُخْتَبِئِينَ فِيهَا.‏ فَأَلَحَّ رِجَالُ دَاوُدَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَ شَاوُلَ قَائِلِينَ لَهُ إِنَّ يَهْوَه يُسَلِّمُ عَدُوَّهُ ٱللَّدُودَ إِلَى يَدِهِ.‏ لِذلِكَ زَحَفَ دَاوُدُ بِهُدُوءٍ إِلَى شَاوُلَ وَقَطَعَ ذَيْلَ جُبَّتِهِ.‏ وَلكِنْ لِأَنَّهُ كَانَ يَخَافُ ٱللّٰهَ،‏ سَبَّبَ لَهُ قِيَامُهُ بِهذَا ٱلْعَمَلِ غَيْرِ ٱلْمُؤْذِي نِسْبِيًّا عَذَابَ ٱلضَّمِيرِ.‏ فَفَرَّقَ رِجَالَهُ ٱلْمُهْتَاجِينَ قَائِلًا:‏ «حَاشَا لِي،‏ مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ،‏ أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لِسَيِّدِي،‏ مَسِيحِ يَهْوَهَ».‏b —‏ ١ صموئيل ٢٤:‏١-‏٧‏.‏

      ٦ مَرَّةً أُخْرَى،‏ كَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ مُعَسْكِرِينَ لَيْلًا وَقَدْ نَامُوا جَمِيعُهُمْ «نَوْمًا عَمِيقًا مِنْ يَهْوَهَ».‏ فَتَسَلَّلَ دَاوُدُ وَٱبْنُ أُخْتِهِ أَبِيشَايُ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ وَوَقَفَا بِجَانِبِ شَاوُلَ ٱلْغَارِقِ فِي ٱلنَّوْمِ.‏ وَكَانَ أَبِيشَايُ يُرِيدُ قَتْلَهُ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهُ نِهَائِيًّا.‏ لكِنَّ دَاوُدَ مَنَعَهُ قَائِلًا:‏ «مَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟‏».‏ —‏ ١ صموئيل ٢٦:‏٩،‏ ١٢‏.‏

      ٧ مَاذَا مَنَعَ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟‏

      ٧ فَلِمَاذَا لَمْ يَقْتُلْ دَاوُدُ شَاوُلَ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ مَرَّتَيْنِ؟‏ لِأَنَّهُ خَافَ يَهْوَه أَكْثَرَ مِمَّا خَافَ مِنْ شَاوُلَ.‏ فَبِسَبَبِ خَوْفِهِ ٱلسَّلِيمِ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ فَضَّلَ تَحَمُّلَ ٱلْأَلَمِ عَلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٥‏)‏ وَكَانَتْ لَدَيْهِ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ بِأَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِشَعْبِهِ وَبِهِ شَخْصِيًّا.‏ وَقَدْ عَرَفَ أَنَّ إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ وَٱلثِّقَةَ بِهِ تُنْتِجَانِ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلْبَرَكَاتِ فِي حِينِ أَنَّ تَجَاهُلَ ٱللّٰهِ يُؤَدِّي إِلَى عَدَمِ رِضَاهُ.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٤‏)‏ كَمَا عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِأَنْ يَجْعَلَهُ مَلِكًا وَيَعْزِلَ شَاوُلَ عَنْ مَنْصِبِهِ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَطَرِيقَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٦:‏١٠‏.‏

      خَوْفُ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ

      ٨ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا دَاوُدُ ٱلْمِثَالَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ ٱلتَّصَرُّفِ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ؟‏

      ٨ نَتَوَقَّعُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ،‏ ٱلِٱضْطِهَادَ،‏ وَٱلْمِحَنَ ٱلْأُخْرَى.‏ (‏متى ٢٤:‏٩؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٣‏)‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ قَدْ تَنْشَأُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ.‏ لكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَرَى كُلَّ شَيْءٍ وَيَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا وَسَيُقَوِّمُ ٱلْأُمُورَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ حَسَبَ مَشِيئَتِهِ.‏ (‏روما ١٢:‏١٧-‏٢١؛‏ عبرانيين ٤:‏١٦‏)‏ لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ أَنْ نَخَافَ مُقَاوِمِينَا،‏ نَحْنُ نَخَافُ ٱللّٰهَ وَنَلْتَجِئُ إِلَيْهِ لِيُنْقِذَنَا.‏ وَٱقْتِدَاءً بِدَاوُدَ،‏ نَحْنُ لَا نَنْتَقِمُ لِأَنْفُسِنَا وَلَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ لِتَجَنُّبِ ٱلْمُعَانَاةِ.‏ وَهذَا مَا سَيَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.‏ فَكَيْفَ ذلِكَ؟‏

      ٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏

      ٩ يَرْوِي مُرْسَلٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ فِي إِفْرِيقيَا:‏ «أُفَكِّرُ فِي مِثَالِ أُمٍّ وَٱبْنَتِهَا ٱلْمُرَاهِقَةِ ٱللَّتَيْنِ رَفَضَتَا شِرَاءَ بِطَاقَةِ حِزْبٍ سِيَاسِيٍّ بِسَبَبِ حِيَادِهِمَا ٱلْمَسِيحِيِّ».‏ وَيَمْضِي قَائِلًا:‏ «لَقَدْ تَعَرَّضَتَا لِلضَّرْبِ ٱلْمُبَرِّحِ عَلَى أَيْدِي مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ قِيلَ لَهُمَا أَنْ تَعُودَا إِلَى ٱلْمَنْزِلِ.‏ وَفِيمَا هُمَا سَائِرَتَانِ،‏ حَاوَلَتِ ٱلْأُمُّ تَشْجِيعَ ٱبْنَتِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ تَبْكِي لِأَنَّهَا لَمْ تَفْهَمْ سَبَبَ حُدُوثِ ذلِكَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمَا لَمْ تَكُونَا فَرِحَتَيْنِ آنَذَاكَ،‏ فَضَمِيرُهُمَا كَانَ طَاهِرًا.‏ وَلَاحِقًا،‏ غَمَرَتْهُمَا ٱلسَّعَادَةُ لِأَنَّهُمَا أَطَاعَتَا ٱللّٰهَ.‏ فَلَوِ ٱشْتَرَتَا بِطَاقَةَ ٱلْحِزْبِ،‏ لَفَرِحَ ٱلرِّجَالُ وَأَعْطَوْهُمَا مَشْرُوبَاتٍ غَازِيَّةً وَرَقَصُوا حَوْلَهُمَا حَتَّى وُصُولِهِمَا إِلَى ٱلْبَيْتِ.‏ أَمَّا ٱلْفَتَاةُ وَأُمُّهَا فَسَتَكُونَانِ عِنْدَئِذٍ أَتْعَسَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ لِأَنَّهُمَا سَايَرَتَا عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمَا».‏ فَخَوْفُ ٱللّٰهِ جَنَّبَهُمَا هذَا ٱلشُّعُورَ ٱلْمُرِيعَ.‏

      ١٠،‏ ١١ أَيَّةُ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ أَسْفَرَ عَنْهَا خَوْفُ ٱللّٰهِ لَدَى إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ؟‏

      ١٠ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ يُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ أَيْضًا عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِقَدَاسَةِ ٱلْحَيَاةِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مَارِي.‏ فَعِنْدَمَا كَانَتْ حَامِلًا بِوَلَدِهَا ٱلثَّالِثِ،‏ شَجَّعَهَا ٱلطَّبِيبُ أَنْ تُجْهِضَ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهَا:‏ «أَنْتِ فِي حَالَةٍ خَطِرَةٍ،‏ إِذْ يُمْكِنُ أَنْ تَحْدُثَ لَكِ مُضَاعَفَاتٌ فِي أَيِّ وَقْتٍ وَتَمُوتِي خِلَالَ ٢٤ سَاعَةً وَيَمُوتَ ٱلْجَنِينُ أَيْضًا.‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ مَا مِنْ ضَمَانَةٍ تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلطِّفْلَ سَيَكُونُ طَبِيعِيًّا».‏ كَانَتْ مَارِي آنَذَاكَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه لكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُعْتَمِدَةً.‏ تَقُولُ:‏ «رَغْمَ ذلِكَ،‏ قَرَّرْتُ أَنْ أَخْدُمَ يَهْوَه وَصَمَّمْتُ أَنْ أَبْقَى طَائِعَةً لَهُ مَهْمَا حَصَلَ».‏ —‏ خروج ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١١ خِلَالَ ٱلْحَمْلِ،‏ شَغَلَتْ مَارِي نَفْسَهَا بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِعَائِلَتِهَا،‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ وُلِدَ ٱلطِّفْلُ.‏ وَهِيَ تَرْوِي مَا حَدَثَ قَائِلَةً:‏ «كَانَتِ ٱلْوِلَادَةُ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَصْعَبَ مِنَ ٱلْمَرَّتَيْنِ ٱلسَّابِقَتَيْنِ،‏ لكِنْ لَمْ تَحْدُثْ مُضَاعَفَاتٌ خَطِيرَةٌ».‏ لَقَدْ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ مَارِي أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ،‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَتْ.‏ كَمَا أَنَّهَا عَلَّمَتِ ٱبْنَهَا أَنْ يَخَافَ يَهْوَه،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يَخْدُمُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه.‏

      ‏‹تَقَوَّ بِيَهْوَه›‏

      ١٢ كَيْفَ قَوَّى خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ؟‏

      ١٢ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ لَمْ يَمْنَعْ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ فَقَطْ،‏ بَلْ قَوَّاهُ أَيْضًا عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ وَحَكِيمٍ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ مَثَلًا،‏ طَوَالَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ٱخْتَبَأَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مِنْ شَاوُلَ فِي صِقْلَغَ فِي أَرْيَافِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ (‏١ صموئيل ٢٧:‏٥-‏٧‏)‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ حِينَ كَانَ ٱلرِّجَالُ غَائِبِينَ،‏ أَحْرَقَ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ ٱلْغُزَاةُ ٱلْمَدِينَةَ وَأَسَرُوا كُلَّ ٱلنِّسَاءِ،‏ ٱلْأَوْلَادِ،‏ وَٱلْمَاشِيَةِ.‏ وَعِنْدَمَا عَادَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ وَرَأَوْا مَا حَدَثَ،‏ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا.‏ وَسُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ ٱلْحُزْنُ إِلَى مَرَارَةِ نَفْسٍ وَأَثَارَ رِجَالُ دَاوُدَ مَوْضُوعَ رَجْمِهِ.‏ لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَيْأَسْ مَعَ أَنَّهُ كَانَ حَزِينًا جِدًّا.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ فَخَوْفُ ٱللّٰهِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلِٱلْتِجَاءِ إِلَيْهِ،‏ ‹فَتَقَوَّى بِيَهْوَهَ›.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ،‏ أَدْرَكَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَٱسْتَرَدُّوا كُلَّ شَيْءٍ.‏ —‏ ١ صموئيل ٣٠:‏١-‏٢٠‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ إِحْدَى ٱلْمَسِيحِيَّاتِ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟‏

      ١٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ حَالَاتٍ تَتَطَلَّبُ ٱلثِّقَةَ بِيَهْوَه وَٱلشَّجَاعَةَ لِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ.‏ فَلْنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱخْتِبَارَ كرِيستِينَا.‏ فَقَدْ دَرَسَتْ كرِيستِينَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه عِنْدَمَا كَانَتْ صَغِيرَةً.‏ لكِنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَصِيرَ عَازِفَةَ بيَانُو،‏ وَلَمْ تَأْلُ جُهْدًا لِتَحْقِيقِ هَدَفِهَا هذَا.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَتْ قَلِقَةً وَمُتَرَدِّدَةً بِشَأْنِ ٱلْكِرَازَةِ وَخَائِفَةً مِنْ قُبُولِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ.‏ وَلكِنْ فِيمَا تَابَعَتْ دَرْسَهَا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ ٱبْتَدَأَتْ تَشْعُرُ بِٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ فِي حَيَاتِهَا.‏ فَكَانَتْ تَتَعَلَّمُ خَوْفَ يَهْوَه،‏ وَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يُحِبُّوهُ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ وَبِكُلِّ عَقْلِهِمْ وَبِكُلِّ نَفْسِهِمْ وَبِكُلِّ قُوَّتِهِمْ.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ وَهذَا مَا دَفَعَهَا إِلَى نَذْرِ نَفْسِهَا لِيَهْوَه وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏

      ١٤ وَقَدْ طَلَبَتْ كرِيستِينَا مِنْ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَهَا لِتُحْرِزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا.‏ تَقُولُ:‏ «عَرَفْتُ أَنَّ حَيَاةَ عَازِفِي البيَانُو تَتَطَلَّبُ ٱلسَّفَرَ ٱلْمُسْتَمِرَّ وَإِبْرَامَ ٱلْعُقُودِ لِلْعَزْفِ فِي ٤٠٠ حَفْلَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ سَنَوِيًّا.‏ لِذلِكَ قَرَّرْتُ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ أَنْ أَصِيرَ مُعَلِّمَةً لِأُعِيلَ نَفْسِي وَأَخْدُمَ مُبَشِّرَةً كَامِلَ ٱلْوَقْتِ».‏ فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانَتْ كرِيستِينَا مُلْتَزِمَةً بِأَنْ تُقَدِّمَ أَوَّلَ عَرْضٍ لَهَا فِي أَفْضَلِ قَاعَةِ حَفَلَاتٍ فِي ٱلْبَلَدِ.‏ تَرْوِي:‏ «كَانَتِ ٱنْطِلَاقَتِي ٱلْفَنِّيَّةُ آخِرَ إِطْلَالَةٍ لِي».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ تَزَوَّجَتْ كرِيستِينَا مِنْ شَيْخٍ مَسِيحِيٍّ وَهُمَا يَخْدُمَانِ ٱلْآنَ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه.‏ وَهِيَ سَعِيدَةٌ لِأَنَّ يَهْوَه قَوَّاهَا لِتَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ وَلِأَنَّ بِإِمْكَانِهَا ٱلْآنَ أَنْ تَسْتَثْمِرَ وَقْتَهَا وَطَاقَتَهَا فِي خِدْمَتِهِ.‏

      مِيرَاثٌ ثَمِينٌ

      ١٥ مَاذَا أَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ،‏ وَكَيْفَ فَعَلَ ذلِكَ؟‏

      ١٥ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «تَعَالَوْا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ،‏ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ يَهْوَهَ».‏ (‏مزمور ٣٤:‏١١‏)‏ فَكَأَبٍ،‏ كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ مِيرَاثًا ثَمِينًا:‏ خَوْفَ يَهْوَه ٱلسَّلِيمَ وَٱلْمُتَّزِنَ.‏ لِذلِكَ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ،‏ أَعْطَى ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ يَهْوَه لَيْسَ إِلهًا مُتَطَلِّبًا وَمُخِيفًا يُرَاقِبُ كُلَّ مُخَالَفَةٍ لِشَرِيعَتِهِ،‏ بَلْ هُوَ أَبٌ مُحِبٌّ وَحَنُونٌ وَغَفُورٌ مَعَ أَوْلَادِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ.‏ سَأَلَ دَاوُدُ:‏ «مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟‏».‏ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَه لَا يُدَقِّقُ فِي أَخْطَائِنَا بِٱسْتِمْرَارٍ،‏ قَائِلًا:‏ «مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَفِيَّةِ خَلِّصْنِي».‏ فَكَانَ أَكِيدًا أَنَّهُ إِذَا بَذَل قُصَارَى جُهْدِهِ،‏ تَكُونُ كَلِمَاتُهُ وَأَفْكَارُهُ مَقْبُولَةً لَدَى يَهْوَه.‏ —‏ مزمور ١٩:‏١٢،‏ ١٤‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      ١٦،‏ ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ خَوْفَ يَهْوَه؟‏

      ١٦ رَسَمَ دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا لِلْوَالِدِينَ ٱلْيَوْمَ.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا رَالْف ٱلَّذِي يَخْدُمُ هُوَ وَأَخُوهُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ فُرُوعِ شُهُودِ يَهْوَه.‏ يَقُولُ عَنْ وَالِدَيْهِ:‏ «رَبَّانَا وَالِدَانَا بِطَرِيقَةٍ جَعَلَتْنَا نَشْعُرُ أَنَّ ٱلْحَقَّ هُوَ طَرِيقَةُ حَيَاةٍ مُفْرِحَةٍ».‏ وَيُتَابِعُ قَائِلًا:‏ «عِنْدَمَا كُنَّا صَغِيرَيْنِ،‏ كَانَا يُشْرِكَانِنَا فِي أَحَادِيثِهِمَا عَنْ نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَصِرْنَا غَيُورَينَ لِلْحَقِّ مِثْلَهُمَا.‏ وَقَدْ رَبَّيَانَا عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱلْقِيَامَ بِأُمُورٍ مُفِيدَةٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ حَتَّى إِنَّ عَائِلَتَنَا عَاشَتْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ فِي بَلَدٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ لِمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ وَسَاعَدَتْ عَلَى تَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ جَدِيدَةٍ.‏

      ١٧ «إِنَّ مَا أَبْقَانَا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ لَيْسَ مَجْمُوعَةً مِنَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلصَّارِمَةِ،‏ بَلْ لِأَنَّ يَهْوَه كَانَ فِي نَظَرِ وَالِدَيْنَا شَخْصًا حَقِيقِيًّا وَلَطِيفًا وَصَالِحًا جِدًّا.‏ فَقَدْ سَعَيَا إِلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ أَكْثَرَ وَإِلَى إِرْضَائِهِ.‏ وَنَحْنُ تَعَلَّمْنَا مِنْ خَوْفِهِمَا ٱلسَّلِيمِ مِنْ يَهْوَه وَمَحَبَّتِهِمَا لَهُ.‏ حَتَّى عِنْدَمَا كُنَّا نَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ،‏ لَمْ يَجْعَلَانَا نَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَعُدْ يُحِبُّنَا وَلَمْ يَثُورَا غَضَبًا وَيَضَعَا عَلَيْنَا قُيُودًا ٱعْتِبَاطِيَّةً.‏ وَغَالِبًا مَا تَحَدَّثَا مَعَنَا بِهُدُوءٍ بِهَدَفِ بُلُوغِ قُلُوبِنَا،‏ حَتَّى إِنَّ عَيْنَيْ أُمِّي كَانَتَا تَغْرَوْرِقَانِ بِٱلدُّمُوعِ أَحْيَانًا.‏ وَأُسْلُوبُهُمَا هذَا كَانَ نَاجِحًا.‏ فَقَدْ تَعَلَّمْنَا مِنْ كَلِمَاتِهِمَا وَتَصَرُّفَاتِهِمَا أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه أَمْرٌ رَائِعٌ وَأَنَّ كَوْنَ ٱلْمَرْءِ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِهِ مُفْرِحٌ وَمُمْتِعٌ وَلَيْسَ عِبْئًا».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ١٨ مَاذَا نَنَالُ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٨ تَتَضَمَّنُ «كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلْأَخِيرَةُ» مَا يَلِي:‏ «إِذَا حَكَمَ عَلَى ٱلْبَشَرِ بَارٌّ،‏ وَحَكَمَ بِمَخَافَةِ ٱللّٰهِ،‏ يَكُونُ حُكْمُهُ كَنُورِ ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ».‏ (‏٢ صموئيل ٢٣:‏١،‏ ٣،‏ ٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ سُلَيْمَانَ،‏ ٱبْنَ دَاوُدَ وَخَلَفَهُ،‏ فَهِمَ ٱلْقَصْدَ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ.‏ فَقَدْ طَلَبَ مِنْ يَهْوَه أَنْ يَمْنَحَهُ «قَلْبًا طَائِعًا» وَقُدْرَةً لِكَيْ «يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ».‏ (‏١ ملوك ٣:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ وَيُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ وَلَاحِقًا،‏ لَخَّصَ سِفْرَ ٱلْجَامِعَةِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «أَمَا وَقَدْ سَمِعْنَا كُلَّ شَيْءٍ،‏ فَخِتَامُ ٱلْأَمْرِ:‏ خَفِ ٱللّٰهَ وَٱحْفَظْ وَصَايَاهُ؛‏ لِأَنَّ هذَا هُوَ وَاجِبُ ٱلْإِنْسَانِ.‏ فَإِنَّ ٱللّٰهَ سَيُحْضِرُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ كُلَّ عَمَلٍ مَعَ كُلِّ خَفِيٍّ،‏ لِيَرَى هَلْ هُوَ صَالِحٌ أَمْ رَدِيءٌ».‏ (‏جامعة ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ،‏ نَجِدُ فِعْلًا أَنَّ «عَاقِبَةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ» لَيْسَتْ فَقَطِ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلسَّعَادَةَ،‏ بَلْ أَيْضًا ‹ٱلْغِنَى وَٱلْمَجْدُ وٱلْحَيَاةُ›.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٤‏.‏

      ١٩ مَاذَا سَيُمَكِّنُنَا مِنْ فَهْمِ «مَخَافَةِ يَهْوَهَ»؟‏

      ١٩ تُشِيرُ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ وَٱلْمُسْتَمَدَّةُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ مِنَ ٱللّٰهِ لَهُ دَوْرٌ إِيجَابِيٌّ فِي حَيَاةِ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَهذَا ٱلْخَوْفُ لَا يَمْنَعُنَا مِنْ فِعْلِ مَا يُغْضِبُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَمْنَحُنَا أَيْضًا ٱلشَّجَاعَةَ لِلصُّمُودِ فِي وَجْهِ أَعْدَائِنَا وَٱلْقُوَّةَ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ وَٱلصُّعُوبَاتِ.‏ لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا صِغَارًا أَوْ كِبَارًا،‏ لِنَدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِدَأَبٍ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ،‏ وَلْنَقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَه فِي صَلَوَاتٍ نَابِعَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ.‏ وَهكَذَا،‏ لَنْ نَجِدَ «مَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ» فَقَطْ،‏ بَلْ سَنَفْهَمُ أَيْضًا «مَخَافَةَ يَهْوَهَ».‏ —‏ امثال ٢:‏١-‏٥‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلْأَسْمَاءِ.‏

      b رُبَّمَا كَانَتْ هذِهِ إِحْدَى ٱلْحَوَادِثِ ٱلَّتِي دَفَعَتْ دَاوُدَ إِلَى نَظْمِ ٱلْمَزْمُورَيْنِ ٥٧ و ١٤٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة