مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف ظهر كونُنا؟‏ —‏ الخلاف
    هل يوجد خالق يهتم بامركم؟‏
    • تشمل هذه الادلة المقاييس الدقيقة لأربع قوى اساسية مسؤولة عن كل الخصائص والتغيُّرات التي تؤثر في المادة.‏ وعند مجرد ذكر القوى الاساسية،‏ قد يتوقف البعض هنا ويقولون في انفسهم:‏ ‹هذا من اختصاص الفيزيائيين فقط›.‏ لكنَّ الامر ليس كذلك.‏ فهذه الحقائق الجوهرية تستحق تأمُّلنا لأنها تؤثر فينا.‏

      الضبط الدقيق لهذه القوى

      تلعب القوى الاساسية الاربع دورا في رحابة الكون وفي الصِّغَر اللامتناهي للبنى الذرِّية على السواء.‏ نعم،‏ كل شيء نراه حولنا مرتبط بها.‏

      ولو كانت هذه القوى الاربع البارزة في الكون غير مضبوطة بشكل دقيق،‏ لَما وُجدت العناصر الضرورية لحياتنا (‏وخصوصا الكربون،‏ الاكسجين،‏ والحديد)‏.‏ وقد سبق ان ذكرنا احدى هذه القوى،‏ الجاذبية.‏ أما الثانية فهي القوة الكهرمغنطيسية.‏ فلو كانت اضعف بكثير،‏ لَما امكن إبقاء الالكترونات حول نواة الذرَّة.‏ وقد يتساءل البعض:‏ ‹هل يشكّل ذلك مشكلة خطيرة؟‏›.‏ نعم،‏ لأن الذرَّات لن تتَّحد لتشكّل جُزَيئات molecules‏.‏ وبالعكس،‏ لو كانت هذه القوة اكبر بكثير،‏ لَعَلِقَت الالكترونات بنواة الذرَّة.‏ ولَما حدثت اية تفاعلات كيميائية بين الذرَّات —‏ اي لا حياة.‏ فمن الواضح ان وجودنا وحياتنا،‏ حتى من هذه الزاوية،‏ يعتمدان على الضبط الدقيق للقوة الكهرمغنطيسية.‏

      وتأملوا في الامر على نطاق كوني:‏ ان اختلافا ضئيلا في القوة الكهرمغنطيسية يؤثر في الشمس،‏ فيغيِّر بالتالي الضوء الذي يصل الى الارض،‏ وهذا ما يجعل التخليق الضوئي photosynthesis في النباتات صعبا او مستحيلا.‏ وقد يسلب الماءَ ايضا خصائصه الفريدة الضرورية للعيش.‏ هنا ايضا يحدِّد الضبط الدقيق للقوة الكهرمغنطيسية ما اذا كنا سنعيش ام لا.‏

      ومدى شدة القوة الكهرمغنطيسية بالنسبة الى القوى الثلاث الاخرى مهم هو ايضا.‏ مثلا،‏ يحسب بعض الفيزيائيين ان هذه القوة هي اكبر من قوة الجاذبية بـ‍ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠ (‏١٠٤٠‏)‏ مرة.‏ وقد تبدو زيادة صفر اضافي (‏بحيث يصير الرقم ١٠٤١‏)‏ مجرد تغيير بسيط.‏ لكنَّ ذلك يعني ان الجاذبية صارت اضعف تناسبيًّا proportionally‏،‏ ويعلّق الدكتور راينْهارت برويِر على الوضع الذي ينجم عن ذلك قائلا:‏ «بانخفاض الجاذبية يصغر حجم النجوم،‏ وضغط الجاذبية في داخلها لا يرفع درجة الحرارة الى الحد الكافي لتحصل تفاعلات الاندماج fusion النووي:‏ وهكذا يستحيل ان تشعّ الشمس».‏ يمكنكم ان تتصوَّروا ماذا يعني ذلك لنا!‏

      وماذا اذا كانت الجاذبية اقوى تناسبيًّا،‏ بحيث يصير للرقم ٣٩ صفرا فقط (‏١٠٣٩‏)‏؟‏ «بهذا التعديل الطفيف»،‏ كما يتابع برويِر،‏ «يجد نجم كالشمس ان عمره المتوقَّع قَصُرَ بنسبة هائلة».‏ ويرى علماء آخرون ان هذا الضبط الدقيق انما هو حسّاس حتى لو كان التغيير ابسط من ذلك.‏

      نعم،‏ تتميَّز شمسنا والنجوم الاخرى بصفتَين لافتَتين للنظر:‏ كفاءة واستقرار طويلَي الامد.‏ تأملوا في هذا المثل البسيط.‏ نحن نعلم ان محرِّك السيارة،‏ لكي يدور بكفاءة عالية،‏ يحتاج الى الوقود والهواء بنسبة دقيقة جدا بينهما؛‏ لذلك يصمِّم المهندسون انظمة ميكانيكية وكمپيوترية معقّدة للحصول على الاداء الامثل.‏ اذا كان هذا ما يجري في محرِّك عادي،‏ فماذا عن النجوم،‏ كشمسنا،‏ التي «تشتعل» بكفاءة عالية؟‏ ان القوى الرئيسية المشمولة في ذلك مضبوطة بشكل دقيق ليكون اداؤها هو الامثل لدعم الحياة.‏ فهل هذه الدقة وليدة الصدفة؟‏ سُئل ايوب قديما:‏ «هل اصدرتَ الأحكام التي تَسُوس السموات،‏ او حدَّدتَ قوانين الطبيعة على الارض؟‏».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣٣‏،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد‏)‏ لم يفعل انسان ذلك.‏ فمن اين تأتي هذه الدقة اذًا؟‏

      القوتان النوويتان

      تنطوي بنية الكون على اكثر بكثير من ضبط دقيق للجاذبية والقوة الكهرمغنطيسية وحدهما.‏ فهنالك قوتان فيزيائيتان اخريان تؤثران في حياتنا.‏

      تعمل هاتان القوتان عملهما في نواة الذرَّة،‏ وهما تزوِّدان دليلا وافرا على وجود تخطيط مسبق.‏ تأملوا في القوة النووية القوية التي تربط الپروتونات والنيوترونات بعضها ببعض في نواة الذرَّة.‏ فبسبب هذا الربط،‏ يمكن ان تتشكل عناصر مختلفة —‏ خفيفة (‏كالهليوم والاكسجين)‏ وثقيلة (‏كالذهب والرصاص)‏.‏ ويبدو انه لو كانت قوة الربط هذه اضعف بنسبة ٢ في المئة فقط،‏ لَما وُجد سوى الهيدروجين.‏ وبالعكس،‏ لو كانت هذه القوة اكبر بقليل،‏ لَما وُجدت سوى العناصر الاثقل،‏ ولكن ليس الهيدروجين.‏ وهل كانت حياتنا ستتأثر بذلك؟‏ اذا كان الكون خاليا من الهيدروجين،‏ فلن يكون لشمسنا الوقود اللازم لتشعّ طاقة تمنح الحياة.‏ وطبعا،‏ لَما وُجد ماء او غذاء نستفيد منهما،‏ لأن الهيدروجين من مقوِّماتهما الاساسية.‏

      القوة الرابعة في هذه المناقشة،‏ والمدعوة القوة النووية الضعيفة،‏ تتحكم في الاضمحلال الاشعاعي.‏ ولها علاقة ايضا بالنشاط الحراري النووي في شمسنا.‏ وقد تسألون:‏ ‹هل هذه القوة مضبوطة بدقة؟‏›.‏ يوضح عالِم الرياضيات والفيزياء فريمان دايْسن:‏ «[القوة] الضعيفة اضعف بملايين المرات من القوة النووية.‏ وضعفها يكفي ليحترق الهيدروجين في الشمس ببطء وبمعدل ثابت.‏ ولو كانت [القوة] الضعيفة اقوى بكثير او اضعف بكثير،‏ لَكانت كل اشكال الحياة التي تعتمد على نجوم كشمسنا في خطر من جديد».‏ نعم،‏ ان هذا المعدل الدقيق للاحتراق يُبقي ارضنا دافئة —‏ وليس مرمَّدة —‏ ويُبقينا نحن احياء.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يعتقد العلماء ان القوة الضعيفة تلعب دورا في انفجارات المستعِرات الفائقة،‏ وهذه الانفجارات —‏ في رأيهم —‏ هي التي تساهم في عملية انتاج وتوزُّع معظم العناصر الكيميائية.‏ يوضح الفيزيائي جون پولْكينڠْهورْن:‏ «لو كانت هذه القوى النووية مختلفة قليلا جدا عمّا هي عليه الآن،‏ لَما تمكنت النجوم من صنع العناصر التي نتألف منها انتَ وأنا».‏

      من الممكن الاستفاضة في ذلك،‏ لكنكم على الارجح فهمتم النقطة.‏ فهنالك درجة مدهشة من الدقة في ضبط هذه القوى الاساسية الاربع.‏ كتب الپروفسور پول دايڤيز:‏ «يبدو اننا نرى،‏ في كل شيء حولنا،‏ ادلة على ان الطبيعة فعلت الامور بالطريقة الصحيحة».‏ نعم،‏ ان شمسنا،‏ كوكبنا الجميل بمائه الداعم للحياة،‏ غلافنا الجوي الضروري للعيش،‏ والعدد الكبير من العناصر الكيميائية القيِّمة على الارض،‏ تدين بوجودها وعملها لهذه الدقة في ضبط القوى الاساسية.‏ ولكن اسألوا نفسكم:‏ ‹لماذا هنالك دقة في ضبط القوى،‏ وما هو مصدرها؟‏›.‏

  • كيف ظهر كونُنا؟‏ —‏ الخلاف
    هل يوجد خالق يهتم بامركم؟‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٢٠]‏

      ‏«اجتماع الصُّدَف»‏

      «اجعلوا القوة الضعيفة اقوى بقليل،‏ فلا ينتج ايّ هليوم؛‏ اجعلوها اضعف بقليل،‏ فيتحوّل كل الهيدروجين تقريبا الى هليوم».‏

      «ان احتمال وجود كون فيه بعض الهليوم،‏ وتحدث فيه ايضا انفجارات للمستعِرات الفائقة،‏ ضئيل جدا.‏ لكنَّ وجودنا يعتمد على اجتماع الصُّدَف هذا،‏ ويعتمد ايضا على الصدفة المذهلة اكثر:‏ مستويات الطاقة النووية التي توقَّعها [الفلكي فرِد] هُويْل.‏ وبخلاف الاجيال السابقة،‏ نحن نعرف كيف وُجدنا.‏ ولكن ما زلنا لا نعرف،‏ شأننا في ذلك شأن كل الاجيال السابقة،‏ لماذا وُجدنا».‏ —‏ العالِم الجديد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة