مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سرٌّ مقدّس ينكشف
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • سرٌّ مقدّس ينكشف

      ‏«بالإجماع عظيم هو (‏السر المقدس لهذا التعبد التقوي)‏.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      ١ اي سر موصوف في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏؟‏

      هل تثير الالغاز فضولكم؟‏ وهل تتمتعون بالتنقيب عن الاسرار؟‏ اغلبنا يفعل ذلك!‏ اذًا،‏ انضموا الينا ونحن نبحث عن احد اعظم الاسرار قاطبة —‏ سر كان مغلقا عليه في كلمة اللّٰه آلاف السنين.‏ وهذا السر المقدس يؤثر تأثيرا حيويا في حياتنا،‏ الحاضرة والمقبلة على السواء.‏ انه ‹(‏السر المقدس للتعبد التقوي)‏،‏› الموصوف لنا في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏ وكم يجب ان نكون شاكرين ليهوه،‏ «كاشف الاسرار،‏» على تعريفنا بلطفه بهذا السر الرائع وتفسيره!‏ —‏ دانيال ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ متى تكلم يهوه اولا عن سر مقدس،‏ وبماذا وعد آنذاك؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تتطلّب اجوبة؟‏

      ٢ تكلم يهوه اولا عن سر مقدس بعد ان خدعت الحية حواء واتَّبعها آدم في التمرد.‏ وآنذاك وعد اللّٰه بأن ‹النسل،‏› او الذرية،‏ سيسحق رأس الحية.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ فمن هو هذا النسل؟‏ وكيف يغلب الحية؟‏ هل يبرئ صدق اللّٰه وقصده نحو هذه الارض؟‏

      ٣ النبوات الالهية زوَّدت اية مفاتيح في ما يتعلق بهوية النسل ونشاطه؟‏

      ٣ في الوقت المعيَّن كشفت النبوات الالهية عن مفاتيح في ما يتعلق بهوية النسل ونشاطه المقبل.‏ فهو يكون متحدرا من ابرهيم،‏ يرث مملكة داود،‏ ويدعى رئيس السلام.‏ ‹لنمو رياسته وللسلام لا تكون هنالك نهاية.‏› (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ تكوين ٢٢:‏١٥-‏١٨؛‏ مزمور ٨٩:‏٣٥-‏٣٧‏)‏ ولكن،‏ كما تذكر رومية ١٦:‏٢٥‏،‏ كان هذا السر المقدس «مكتوما في الازمنة الازلية.‏»‏

      حل اللغز

      ٤ كيف ابتدأ السر المقدس ينكشف في السنة ٢٩ ب‌م؟‏

      ٤ وأخيرا،‏ بعد اربعة آلاف سنة،‏ انبثقت الانارة!‏ بأية طريقة؟‏ في السنة ٢٩ ب‌م عمَّد يوحنا يسوع الناصري في نهر الاردن،‏ ومن السماء اعلن صوت اللّٰه:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏متى ٣:‏١٧‏)‏ هنا اخيرا كان نسل الموعد!‏ والسر المقدس ابتدأ ينكشف بكل اوجهه المجيدة،‏ بما في ذلك قضية التعبد التقوي.‏

      ٥ ما هو «التعبد التقوي،‏» وكيف يؤثِّر في اولئك الذين يمارسونه؟‏

      ٥ وماذا نفهم من «التعبد التقوي»؟‏ في الاسفار اليونانية المسيحية ترد العبارة ٢٠ مرة فقط،‏ واكثر من نصفها في رسالتي بولس الى تيموثاوس.‏ والمطبوعة بصيرة في الاسفار المقدسة تعرّف «التعبد التقوي» بأنه «توقير،‏ عبادة،‏ وخدمة للّٰه،‏ بولاء لسلطانه الكوني.‏» والتوقير ينشأ من قلب يقترب الى اللّٰه في رهبة من جلاله،‏ سرمديته،‏ وكثرة مخلوقاته العظيمة،‏ مع شكر على العطايا الروحية والمادية التي يغدقها على البشر ذوي التقدير.‏ حقا،‏ يستطيع كل فرد منا يمارس التعبد التقوي ان يقول كما قال صاحب المزمور في المزمور ١٠٤:‏١‏:‏ «باركي يا نفسي الرب.‏ يا رب الهي قد عظمتَ جدا مجدا وجلالا لبستَ.‏»‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف يختلف عبّاد يهوه عن الذين يجلسون على مقاعد كنائس العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال بولس في رومية ١١:‏٣٣،‏ ٣٤‏،‏ وهكذا اي سؤالين ينشأان؟‏

      ٦ ان تعبدنا للّٰه لا بدّ ان يجد تعبيرا،‏ ويجري ذلك بالاعمال.‏ ومن هذا القبيل يختلف عبّاد الإله الحقيقي،‏ يهوه،‏ كثيرا عن الذين يجلسون على مقاعد كنائس العالم المسيحي التي تضعف.‏ والدين بالنسبة الى كثيرين من الناس على الارض —‏ اذا كانوا لا يزالون يملكون دينا —‏ هو شكلية،‏ عباءة تُلبس لجعلهم يظهرون قديسين فيما يحيون حياة تنسجم مع العالم الفاسد حولهم.‏ حتى انهم لا يعرفون مَن هو اللّٰه.‏ ولا شك ان اشخاصا كهؤلاء يلزم ان يتأمَّلوا في كلمات بولس في الاعمال ١٧:‏٢٣ حين قال للاثينويين الذين يكرِّمون ‹إلها مجهولا›:‏ «فالذي (‏تمنحونه التعبد التقوي)‏ وأنتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به.‏» وعن هذا الإله الجليل قال بولس في رومية ١١:‏٣٣،‏ ٣٤‏:‏ «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه.‏ ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.‏ لأن مَن عرف فكر الرب او مَن صار له مشيرا.‏» اذًا،‏ كيف نأتي الى معرفة طرق اللّٰه؟‏ بتعلّم ‹السر المقدس للتعبد التقوي.‏› ولكن كيف نفعل ذلك؟‏

      ٧ لماذا يمكن القول انه «بالإجماع عظيم هو (‏السر المقدس لهذا التعبد التقوي)‏»؟‏

      ٧ في ١ تيموثاوس الاصحاح ٣ يوجز الرسول بولس اولا ما هو مطلوب من الخدام المسؤولين في بيت اللّٰه،‏ الموصوف في العدد ١٥ بأنه «(‏جماعة)‏ اللّٰه الحي عمود الحق وقاعدته.‏» ثم يضيف بولس في العدد ١٦‏:‏ «بالإجماع عظيم هو (‏السر المقدس لهذا التعبد التقوي)‏.‏» انه عظيم حقا لأن يهوه ارسل الى الارض ابنه الوحيد ليكشف عن هذا السر —‏ ليُظهر ما هو التعبد التقوي حقا وكيف يكون حيويا،‏ بالغ الاهمية،‏ في العبادة الحقيقية.‏ والسر المقدس لهذا التعبد التقوي يتضح في مسلك حياة يسوع هنا على الارض.‏ وكل محبّي يهوه لا بد ان يبنوا ايمانهم وحياتهم على المسيح،‏ الذي مثَّل التعبد التقوي.‏ اذًا،‏ كيف اوضح يسوع السر المقدس للتعبد التقوي؟‏

      ستة اوجه

      ٨ (‏أ)‏ ما هي الاوجه الستة للسر المقدس التي يصفها بولس في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏؟‏ (‏ب)‏ مَن هو الذي يظهر؟‏

      ٨ بالوحي الالهي يجيب بولس عن هذا السؤال.‏ وهنا في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦ يصف ستة اوجه لهذا السر المقدس قائلا:‏ «[١] ظهر في الجسد [٢] تبرَّر في الروح [٣] تراءى لملائكة [٤] كُرز به بين الامم [٥] أُومن به في العالم [٦] رُفع في المجد.‏» فمن هو الذي يظهر؟‏ من الواضح انه النسل الموعود به،‏ يسوع،‏ الذي اتى ليفعل مشيئة اللّٰه.‏ وهو رئيسي بالنسبة الى السر المقدس،‏ جاعلا اياه عظيما حقا.‏

      ٩ اي برهان هنالك على ان ١ تيموثاوس ٣:‏١٦ لا يجب ان تُقرأ:‏ «اللّٰه ظهر في الجسد»؟‏

      ٩ يحاول الثالوثيون ان يعكِّروا فهم السر المقدس بالقول ان الذي ظهر،‏ في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏،‏ هو اللّٰه نفسه.‏ وهم يؤسِّسون ذلك على ترجمة الملك جيمس التي تقول،‏ «اللّٰه ظهر في الجسد.‏» ولكن ماذا تقول المخطوطات اليونانية الموثوق بها جدا؟‏ بشكل ثابت تستعمل الضمير «هو» عوض «اللّٰه.‏» ونقّاد النص الآن يوافقون ان إقحام «اللّٰه» في هذه الآية هو خطأ النسَّاخ.‏ وهكذا فان الترجمات الاحدث،‏ مثل الترجمة القانونية الاميركية،‏ الترجمة الانكليزية الجديدة،‏ وترجمة العالم الجديد،‏ تقول بشكل صائب:‏ «هو [او،‏ هو الذي] ظهر في الجسد.‏» كلا،‏ ليس اللّٰه نفسه الذي ظهر «في الجسد.‏» وإنَّما ابنه الحبيب والمخلوق الاول،‏ الذي عنه كتب الرسول يوحنا:‏ «والكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.‏» —‏ يوحنا ١:‏١٤‏.‏

      ‏«ظهر في الجسد»‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف اتضح الوجه الاول للسر المقدس عند معمودية يسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا صار يسوع «آدم الاخير»؟‏

      ١٠ عند معمودية يسوع اتضح الوجه الاول للسر المقدس:‏ يسوع «ظهر في الجسد» بصفته ابن اللّٰه الممسوح.‏ فكان يهوه اللّٰه قد نقل حياة ابنه من السماء الى رحم مريم لكي يكون ممكنا ان يولد يسوع في الجسد انسانا كاملا.‏ وهكذا،‏ كما تُظهر ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥-‏٤٧‏،‏ صار يسوع آدم الثاني او «الاخير،‏» نفسا بشرية كاملة تناظر تماما آدم الاول.‏ ولأيّ قصد؟‏ تشير تيموثاوس الاولى ٢:‏٥،‏ ٦ الى «آدم الاخير» بصفته «الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع.‏» وعلى هذا الاساس الشرعي لذبيحة بشرية كاملة يكون يسوع وسيط العهد الجديد نحو البشر الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين يصيرون وارثين معه في ملكوته.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١-‏٣‏.‏

      ١١ الى من تتجاوز فوائد ذبيحة يسوع الفدائية؟‏

      ١١ وهل يستفيد آخرون ايضا من موت يسوع الفدائي؟‏ نعم بالتأكيد!‏ فيوحنا الاولى ٢:‏٢ تذكر ان يسوع المسيح «هو كفَّارة لخطايانا [اي خطايا المسيحيين الممسوحين كيوحنا].‏ ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا.‏» وهكذا فإن فوائد ذبيحة يسوع الفدائية تتجاوز كثيرا المسيحيين الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الى كامل العالم البشري.‏ ‹فالجمع الكثير› الاحياء الآن وآلاف الملايين الذين سيقامون في الارض الفردوسية سينالون الحياة الابدية على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع الفدائية.‏ والآن،‏ كما جرى التنبُّؤ في الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏،‏ قد غسَّل الجمع الكثير ثيابهم وبيَّضوها بممارسة الايمان بالدم المسفوك للخروف،‏ يسوع المسيح.‏ وهم يُعتبرون ابرارا بالنسبة الى الصداقة مع اللّٰه.‏ وبفرح يتعلمون مختلف اوجه السر المقدس ويعربون عن التعبد التقوي انسجاما مع مثال يسوع!‏

      اوجه اخرى

      ١٢ كيف «تبرَّر [يسوع] في الروح»؟‏

      ١٢ والآن ماذا عن الوجه الثاني في ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏؟‏ فيسوع «تبرَّر في الروح.‏» ولكن كيف؟‏ بإقامة يهوه ابنه المحافظ على الاستقامة من الاموات الى الحياة الروحانية.‏ وقد عادل ذلك اعلان اللّٰه ان يسوع بار كليا وجدير بمزيد من التعيينات الرفيعة.‏ وكما تعبِّر عن ذلك رومية ١:‏٤‏،‏ يسوع «تعيَّن ابن اللّٰه بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات.‏» وإذ يثبت بطرس ذلك يقول لنا في رسالته الاولى،‏ الاصحاح ٣،‏ العدد ١٨‏:‏ «المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح.‏» فهل يقربكم مثال يسوع للتعبد التقوي الى اللّٰه؟‏

      ١٣ يسوع المقام تراءى لأي ملائكة،‏ وبأي نوع من الرسائل كرز لهم؟‏

      ١٣ وفي متابعة ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏:‏ يشير بولس بعد ذلك الى الوجه الثالث للسر المقدس،‏ قائلا ان يسوع «تراءى لملائكة.‏» فمَن يمكن ان يكون هؤلاء الملائكة؟‏ عن يسوع،‏ الذي هو الآن «محيى في الروح،‏» يكتب بطرس في ١ بطرس ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏:‏ «الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن اذ عصت قديما حين كانت اناة اللّٰه تنتظر مرة في ايام نوح.‏» وبحسب يهوذا ٦ فإن اولئك الارواح كانوا «الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم» في السموات.‏ لقد اتخذوا اجساما لحمية لكي يتمتعوا بعلاقات جنسية غير شرعية مع النساء.‏ وعندما اجبر الطوفان اولئك الملائكة على العودة الى الحيِّز الروحي طُرحوا في ترتاروس،‏ حالة انحطاط تام.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٤‏،‏ ع‌ج)‏ ويسوع المقام كرز لهم.‏ ولكن هل كانت هذه رسالة خلاص؟‏ كلا بالتأكيد!‏ وبالاحرى،‏ دان يسوع شرهم بصفته نقيض التعبد التقوي.‏ وكل مَن يعبث بالفساد الادبي الجنسي بين شعب اللّٰه اليوم يجب ان ينال التحذير من الدينونة المعلنة على اولئك الملائكة!‏

      ١٤ كيف كان ان يسوع ابتُدِئ ان ‹يُكرز به بين الامم›؟‏

      ١٤ والوجه الرابع لـ‍ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦ هو ان يسوع «كُرز به بين الامم.‏» فكيف تمَّ ذلك؟‏ قبيل توقيفه قال يسوع للرسل:‏ «الحق الحق اقول لكم مَن يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها لأني ماض الى ابي.‏» (‏يوحنا ١٤:‏١٢‏)‏ وبعد ذلك بقليل،‏ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ سكب يسوع الروح القدس على تلاميذه،‏ والخبر المروِّع ان «يسوع هذا اقامه اللّٰه» ابتُدِئ ان يُكرَز به لليهود.‏ ولاحقا،‏ قبِل السامريون ايضا كلمة اللّٰه وابتدأوا ينالون الروح القدس.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢؛‏ ٨:‏١٤-‏١٧‏)‏ ثم،‏ في السنة ٣٦ ب‌م،‏ كرز بطرس لكرنيليوس وأمميين آخرين مجتمعين في بيته.‏ وهكذا فإن البشارة عن يسوع ابتُدِئ ان ‹يُكرَز بها بين الامم،‏› اي بين غير اليهود،‏ الذين مُسحوا ايضا بالروح القدس.‏

      ١٥ ماذا يبرهن ان مسيحيي القرن الاول تعلَّموا جيدا السر المقدس للتعبد التقوي؟‏

      ١٥ وكما ورد في اعمال ١٢:‏٢٤‏،‏ «كلمة اللّٰه .‏ .‏ .‏ كانت تنمو وتزيد.‏» وتخبر اعمال ١٧:‏٦ ان المقاومين في شمال اليونان صرخوا،‏ كما يفعلون هناك الى هذا اليوم:‏ «ان هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا الى ههنا ايضا.‏» وفي خلال ٣٠ سنة استطاع بولس ان يكتب من رومية ان البشارة ‹كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء.‏› (‏كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ فالمسيحيون في ذلك الحين تعلَّموا جيدا السر المقدس للتعبد التقوي.‏ وكم كانوا يطبقون ذلك بغيرة!‏ فلنتعلَّم ذلك نحن ايضا ولنطبِّقه في ايام الذروة هذه من الكرازة بالملكوت!‏

      ١٦ ماذا كان الوجه الخامس للسر المقدس،‏ وأي نشاط جعله ظاهرا؟‏

      ١٦ وتجاوبا مع كرازة القرن الاول هذه صار الوجه الخامس للسر المقدس لـ‍ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦ ظاهرا بشكل ملحوظ.‏ فيسوع الآن «أُومن به في العالم.‏» وكان ذلك نتيجة التعبد التقوي الشبيه بالمسيح للمرسلين الغيورين،‏ بمن فيهم بولس وتيموثاوس.‏ لقد حملوا البشارة الى آسيا الصغرى وأوروبا،‏ وربما حتى اسپانيا،‏ وإلى افريقيا الشرقية بفم الحبشي المعتمد،‏ فيما خدم بطرس في بابل.‏

      ١٧ لماذا يؤمَن بيسوع في كل مكان من العالم العصري؟‏

      ١٧ وماذا عن ايامنا؟‏ منذ السنة ١٩١٩ تعرب البقية الممسوحة عن تعبد تقوي مثالي.‏ وهؤلاء الممسوحون قد بنوا بشكل متين على اساس الايمان الذي وضعه يسوع.‏ وخصوصا منذ السنة ١٩٣٥ شرعوا في تجميع جمع كثير يفرح برجاء عبور «الضيقة العظيمة» والتمتع بالحياة الابدية في ارض فردوسية.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وهكذا فإن البشارة التي تركِّز على يسوع يؤمَن بها في كل مكان من العالم العصري.‏ وبتعبد تقوي يكرز الآن اكثر من ٠٠٠‏,٧٠٠‏,٣ من شهود يهوه ويزدهرون حول الكرة الارضية!‏

      ١٨ كيف «رُفع [يسوع] في المجد»؟‏

      ١٨ يبقى وجه اضافي واحد لهذا السر المقدس،‏ السادس:‏ يسوع «رُفع في المجد.‏» فخلال الـ‍ ٤٠ يوما بعد إحيائه في الروح تجسَّد يسوع بأجسام لحمية،‏ وظهر لتلاميذه وأخبرهم عن «الامور المختصة بملكوت اللّٰه.‏» ثم صعد الى السماء.‏ (‏اعمال ١:‏٣،‏ ٦-‏٩‏)‏ وهكذا استجيبت صلاته المسجَّلة في يوحنا ١٧:‏١–‏٥‏:‏ «ايها الآب.‏ .‏ .‏ .‏ مجِّد ابنك ليمجِّدك ابنك ايضا .‏ .‏ .‏ انا مجَّدتك على الارض.‏ .‏ .‏ .‏ والآن مجِّدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.‏»‏

      ١٩ ماذا لا بد انه رافق رجوع يسوع الى السماء؟‏

      ١٩ يا للفرح العظيم الذي لا بد انه رافق رجوع يسوع الى السماء!‏ وقبل ذلك بكثير،‏ عندما أسَّس يهوه الارض،‏ «هتف جميع بني اللّٰه.‏» (‏ايوب ٣٨:‏٧‏)‏ ولا بد ان هؤلاء الاجناد الملائكيين فرحوا اكثر ايضا بأن يستقبلوا في وسطهم ثانية المدافع ذا الولاء عن سلطان يهوه!‏

      ٢٠ لماذا ورث يسوع اسما ممتازا كهذا،‏ وماذا فعل وهو على الارض؟‏

      ٢٠ في عبرانيين ١:‏٣،‏ ٤ يقول بولس عن يسوع المنتصر:‏ «بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم.‏» لقد نال المسيح هذا الاسم لسبب انتصاره على الاثم.‏ وابن اللّٰه هذا قد اوضح فعلا طريق التعبد التقوي هنا على الارض.‏ ورسم ايضا مثالا لجميع الآخرين الذين سينالون الحياة الابدية.‏ وبترفيع يسوع الى يمين اللّٰه في السماء كُشف عن السر المقدس لهذا التعبد التقوي بكل اوجهه.‏

  • تعلُّم السر المقدّس للتعبد التقوي
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • تعلُّم السر المقدّس للتعبد التقوي

      ‏«المسيح ايضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      ١ ماذا كان قصد يهوه في ما يتعلق ‹(‏بالسر المقدس للتعبد التقوي)‏›؟‏

      ان «(‏السر المقدس لهذا التعبد التقوي)‏» لم يعد سرا!‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وكم يختلف ذلك عن اسرار الدين الباطل،‏ كالثالوث الغامض،‏ التي تبقى اسرارا!‏ ولا احد يستطيع ان يفهمها.‏ ولكنّ يهوه قصد ان يُمنح السر المقدس المكشوف في شخص يسوع المسيح اوسع دعاية ممكنة.‏ ويسوع نفسه صار المثال البارز للمنادي الغيور بملكوت اللّٰه.‏ ويمكننا ان نتعلم الشيء الكثير من رسالته وطريقة كرازته،‏ كما سنرى الآن.‏

      ٢ لماذا توضَع خدمة يسوع قبل الفدية؟‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏

      ٢ اذًا،‏ دعونا نمنح مزيدا من التأمّل لكون يسوع «ظهر في الجسد.‏» (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ ففي متى ٢٠:‏٢٨ نقرأ ان يسوع «لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.‏» وهذا يضع خدمته حتى قبل الفدية.‏ ولماذا؟‏ قديما في عدن وَضعت الحية المكَّارة سلطان يهوه الشرعي على الجنس البشري موضع نزاع،‏ دالَّة ضمنا ان خليقة اللّٰه مَعيبة وأنه لا انسان،‏ تحت الامتحان،‏ يستطيع ان يحافظ على الاستقامة امام العليّ.‏ (‏قارنوا ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏١٠‏.‏)‏ وخدمة يسوع الخالية من العيب كإنسان كامل،‏ «آدم الاخير،‏» اظهرت ان الشيطان المتحدّي كاذب شرير.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ برهن يسوع كاملا عن مؤهلاته ليخدم بصفته «رئيسا ومخلِّصا» ولكي «يدين المسكونة بالعدل،‏» تبرئة لسلطان يهوه.‏ —‏ اعمال ٥:‏٣١؛‏ ١٧:‏٣١‏.‏

      ٣ كيف دحض يسوع كاملا تحدّي الشيطان؟‏

      ٣ دحض يسوع كاملا تحدي الشيطان المعيِّر!‏ ففي كل التاريخ لم يخدم اللّٰه ايُّ انسان على هذه الارض بمثل هذا التعبد —‏  رغم الاستهزاء والضرب والتعذيب الجسدي والعقلي.‏ وكان على المسيح ان يحتمل التعييرات التجديفية بصفته ابن اللّٰه.‏ وفي خلال ذلك كله —‏ حتى الى الموت القاسي والمخزي —‏ كان ثابتا غير متزعزع في الولاء لأبيه.‏ وفي فيلبي ٢:‏٨،‏ ٩ يكتب بولس انه اذ اطاع يسوع ‹حتى الموت،‏ اجل،‏ الموت على خشبة الآلام،‏ رفَّعه اللّٰه وأعطاه اسما فوق كل اسم.‏› لقد شهَّر يسوع الشيطان بما هو عليه بصفته الكاذب الحقود!‏

      ٤ لماذا استطاع يسوع ان يقول لبيلاطس انه اتى الى العالم ليشهد للحق؟‏

      ٤ وهكذا،‏ عند اختتام سنوات قليلة فقط من الكرازة المكثَّفة،‏ استطاع يسوع ان يشهد بجرأة لبيلاطس البنطي:‏ «انت تقول اني ملك.‏ لهذا قد وُلدتُ انا ولهذا قد اتيت الى العالم لأشهد للحق.‏ كل مَن هو من الحق يسمع صوتي.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ لقد اعرب يسوع عن تعبد تقوي فائق في المناداة بحق ملكوت اللّٰه في كل مكان من فلسطين.‏ ودرَّب تلاميذه ليكونوا كارزين غيورين ايضا.‏ وكم يحثنا مثاله على اتِّباع خطواته اليوم!‏

      التعلُّم من مثالنا

      ٥ ماذا يمكننا ان نتعلّم عن التعبد التقوي بالنظر بتركيز الى يسوع؟‏

      ٥ بتعبدنا التقوي في فعل مشيئة يهوه يمكننا نحن ايضا ان نبرهن ان ابليس كاذب.‏ ومهما كانت المحن التي نعانيها فلن يعادل ايّ منها ابدا الآلام الشديدة والتحقيرات التي اختبرها يسوع.‏ فلنتعلَّم من مثالنا.‏ وكما تحثنا عبرانيين ١٢:‏١،‏ ٢‏،‏ لنركض في السباق باحتمال «ناظرين الى رئيس الايمان ومكمِّله يسوع.‏» وبخلاف آدم،‏ الذي فشل عند امتحانه في ما يتعلق بالتعبد التقوي،‏ صار يسوع الانسان الواحد على الارض الذي واجه كل الامتحانات على نحو كامل.‏ وإلى الموت برهن انه «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة.‏» (‏عبرانيين ٧:‏٢٦‏)‏ وفي استقامة خالية من العيب استطاع ان يقول لأعدائه:‏ «مَن منكم يبكِّتني على خطية.‏» لقد ردَّ يسوع تحدّي الشيطان معلنا:‏ «رئيس هذا العالم .‏ .‏ .‏ ليس له فيَّ شيء.‏» وفي اختتام خطابه الاخير لتلاميذه قبل خيانته وتوقيفه قال لهم:‏ «(‏تشجعوا!‏)‏ انا قد غلبت العالم.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٤٦؛‏ ١٤:‏٣٠؛‏ ١٦:‏٣٣‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ لماذا يعرف يسوع اي نوع من الإنعاش يحتاج اليه الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ الى اي حدّ اعرب يسوع عن الخوف التقوي؟‏

      ٦ وفي الجسد هنا على الارض اختبر يسوع ما يعنيه ان يكون انسانا،‏ ادنى ‹قليلا من الملائكة.‏› (‏عبرانيين ٢:‏٧‏)‏ لقد صار ملمّا بالضعفات البشرية ولذلك فهو مجهَّز جيدا ليخدم ملكا وقاضيا للجنس البشري ألف سنة.‏ ان ابن اللّٰه هذا الذي قال،‏ «تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا (‏انعشكم)‏،‏» يعرف ايّ نوع من الإنعاش يحتاج اليه الجنس البشري.‏ (‏متى ١١:‏٢٨‏)‏ وعبرانيين ٥:‏٧-‏٩ تخبرنا:‏ «الذي في ايام جسده اذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلِّصه من الموت وسُمع له من اجل (‏خوفه التقوي)‏ مع كونه ابنا تعلّم الطاعة مما تألم به وإذ كُمِّل [في الطاعة] صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي.‏» فيسوع لم يتردَّد،‏ مع انه كان عليه ان يحتمل الى درجة اختبار لدغة الموت البشري بنيل ‹جرح في العقب› من الحية البغيضة.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وكيسوع،‏ فلنعرب دائما عن الخوف التقوي،‏ حتى الى الموت اذا كان ضروريا،‏ واثقين بأن يهوه اللّٰه سيسمع تضرعاتنا ويمنحنا الخلاص.‏

      ‏‹الحياة للبر›‏

      ٧ بحسب ١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٤‏،‏ اي مثال تركه المسيح لنا،‏ وكيف يجب ان يؤثر مسلكه فينا؟‏

      ٧ وفيما كان ظاهرا في الجسد كشف يسوع بولاء عن السر المقدس للتعبد التقوي.‏ نقرأ في ١ بطرس ٢:‏٢١–‏٢٤‏:‏ «المسيح ايضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته.‏ الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدِّد بل كان يسلِّم لمَن يقضي بعدل.‏ الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.‏» وإذ نتأمل في مسلك يسوع،‏ كم يشجعنا ذلك ان نتَّبع التعبد التقوي،‏ نحافظ على الاستقامة،‏ ونحيا للبر كما فعل هو!‏

      ٨ كيف يمكننا ان نحيا للبر كما فعل يسوع؟‏

      ٨ كان يسوع حقا يحيا للبر.‏ والمزمور ٤٥:‏٧ تنبَّأ عنه:‏ «احببتَ البر وأبغضتَ الاثم.‏» وإذ طبَّق هذه الكلمات على يسوع قال الرسول بولس في عبرانيين ١:‏٩‏:‏ «احببتَ البر وأبغضتَ الاثم.‏» وفي ضوء فهمنا السر المقدس لهذا التعبد التقوي دعونا كيسوع نحبّ دائما ما هو بار ونبغض ما هو شر.‏ وفي الآداب المسيحية،‏ الواقعة اليوم بشدة تحت هجوم عالم الشيطان،‏ وفي كل تعاملاتنا مع الذين هم داخل وخارج هيئة اللّٰه،‏ دعونا نصمِّم ان نحيا للبر،‏ مؤيدين مبادئ يهوه الصائبة.‏ ودعونا نتغذى دائما بكلمة اللّٰه لكي تكون لنا البصيرة التقوية الضرورية جدا لمقاومة ابليس ومكايده!‏

      ٩ ماذا زاد غيرة يسوع في الخدمة،‏ وقد شمل ذلك اي شيء في ما يتعلق بالرعاة الدينيين الزائفين؟‏

      ٩ وثمة شيء اضافي دفع يسوع ان يكون غيورا في خدمته.‏ فماذا كان ذلك؟‏ في متى ٩:‏٣٦ نقرأ:‏ «ولما رأى الجموع تحنَّن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» ولذلك فإن يسوع «ابتدأ يعلِّمهم كثيرا.‏» (‏مرقس ٦:‏٣٤‏)‏ وقد شمل ذلك بالضرورة تشهير شر وإثم الرعاة الدينيين الزائفين.‏ وبحسب متى ١٥:‏٧-‏٩ قال يسوع لبعض هؤلاء:‏ «يا مراؤون حسنا تنبَّأ عنكم اشعياء قائلا.‏ يقترب اليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأمّا قلبه فمبتعد عني بعيدا.‏ وباطلا يعبدونني وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس.‏»‏

      سر مستنكَر

      ١٠ اليوم،‏ على مَن يركِّز «سر الاثم،‏» وبماذا هم مذنبون؟‏

      ١٠ وكما تكلم يسوع ضد القادة الدينيين الزائفين،‏ كذلك نستنكر اليوم السر الذي يبرز في تباين حادّ مع السر المقدس للتعبد التقوي.‏ وفي ٢ تسالونيكي ٢:‏٧ دعاه بولس «سرّ الاثم.‏» لقد كان سرّا في القرن الاول ب‌م اذ لم يكن ليُكشف عنه حتى زمن طويل بعد موت الرسل.‏ واليوم يركِّز ذلك على رجال دين العالم المسيحي،‏ المهتمين بالشؤون السياسية اكثر من اعلان بشارة ملكوت اللّٰه البار.‏ والرياء يكثر في صفوفهم.‏ ومبشرو التلفزيون لطوائف العالم المسيحي البروتستانتية هم مثال فاضح:‏ دجّالون ينهبون رعاياهم،‏ يبنون امبراطوريات من ملايين الدولارات،‏ يعاشرون العواهر،‏ يذرفون دموع التماسيح عند تشهيرهم شخصيا،‏ ويستمرون في الاستعطاء من اجل المال،‏ والمزيد من المال دائما.‏ وڤاتيكان المذهب الكاثوليكي الروماني يقدِّم صورة نابية مماثلة،‏ بصِلاته السياسية السافلة،‏ أبَّهته الخارجية،‏ وممارساته المصرفية الفاسدة.‏

      ١١ ماذا سيحدث لرجال دين العالم المسيحي وكل بابل العظيمة؟‏

      ١١ فلا عجب انّ صف رجال دين العالم المسيحي يمكن تحديد هويته بِـ‍ «انسان الخطية»!‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٣‏)‏ وهذا الجزء المهيمن من بابل العظيمة المشبَّهة بزانية سيجري تشهيره وتخريبه كاملا مع باقي الدين الباطل كله.‏ وكما نقرأ في الرؤيا ١٨:‏٩-‏١٧‏،‏ فإن السياسيين والتجار (‏وأصحاب بنوكهم)‏ سينوحون آنذاك قائلين:‏ «ويل ويل.‏ المدينة العظيمة.‏» وبابل العظيمة وأسرارها ستتعرّى،‏ وذلك في تباين صارخ مع كل ما ينير السر المقدس للتعبد التقوي.‏

      ١٢ محبة يسوع للبر قادته الى فعل ماذا؟‏

      ١٢ ان محبة يسوع للبر وبغضه للاثم قاداه الى بذل نفسه بسخاء في سبيل العبادة الحقة.‏ وفي زيارته الاولى لأورشليم بصفته ابن اللّٰه الممسوح طرد المسيح التجار والصيارف من الهيكل معلنا:‏ «ارفعوا هذه من ههنا.‏ لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة.‏» (‏يوحنا ٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ وفي زيارة لاحقة للهيكل قال يسوع لليهود المقاومين:‏ «انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.‏ ذاك كان قتَّالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق.‏ متى تكلم بالكذب فإنّما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو (‏الكذب)‏.‏» (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فيا للشجاعة التي اظهرها يسوع في القول لأولئك الدينيين في وجوههم انهم كذابون وأبناء ابليس!‏

      ١٣ (‏أ)‏ اين خصوصا يجري التعبير عن بغض يسوع للاثم؟‏ (‏ب)‏ لماذا يستحق رجال الدين الاثمة دينونة مماثلة لتلك التي تلفّظ بها يسوع على الكتبة والفريسيين؟‏

      ١٣ وبغضُ يسوع للاثم لا يجري التعبير عنه في ايّ مكان بشكل افضل مما في تنديده اللاسع بالكتبة والفريسيين المشبَّهين بالافاعي،‏ كما هو مسجَّل في متّى الاصحاح ٢٣ ‏.‏ فهنا يتلفَّظ بـ‍ «ويل» سبع مرات،‏ مشبِّها اياهم ‹بقبور مبيَّضة —‏ مملوئين بكل نجاسة ورياء وإثم.‏› وكم تاق يسوع الى انقاذ الناس المظلومين من ذلك الاثم!‏ «يا اورشليم يا اورشليم،‏» صرخ،‏ «كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.‏ هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.‏» (‏العددان ٣٧،‏ ٣٨‏)‏ ورجال الدين الاثمة في ايامنا يستحقون دينونة مماثلة لأنهم،‏ بكلمات ٢ تسالونيكي ٢:‏١٢‏،‏ ‹لا يصدِّقون الحق بل يُسرّون بالاثم.‏› وإثمهم هو النقيض عينه للتعبد التقوي الذي اعرب عنه يسوع بولاء تام عندما كان هنا على الارض.‏

      اعلان احكام اللّٰه

      ١٤ تقدير السر المقدس للتعبد التقوي يجب ان يدفعنا الى فعل ماذا؟‏

      ١٤ ان تقديرنا السر المقدس للتعبد التقوي يجب ان يقودنا دائما الى اتِّباع خطوات يسوع بدقة.‏ ومثله يجب ان نكون غيورين في المناداة بما تصفه اشعياء ٦١:‏٢ «بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا.‏» فلنقم بدورنا بغيرة ‹لنعزّي كل النائحين.‏› وكما عندما كان يسوع على الارض،‏ تلزمنا الشجاعة اليوم لإعلان أحكام يهوه،‏ بما فيها الرسائل القوية في مقالات برج المراقبة الصريحة وفي كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏ ويجب ان نكرز بجرأة ولباقة،‏ اذ يكون كلامنا «مصلَحا بملح» لكي يكون مستساغا لأولئك الميالين الى البر.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ وإذ تعلَّمنا من مثال يسوع للتعبد التقوي فلنتمكن من اعطاء تقرير في الوقت المعيَّن اننا قد اكملنا العمل الذي اعطانا اياه يهوه لنعمله.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ يوحنا ١٧:‏٤‏.‏

      ١٥ بالنسبة الى سر اللّٰه المقدس،‏ ماذا حدث منذ السنة ١٩١٤؟‏

      ١٥ وإذ كان يسوع ظاهرا في الجسد،‏ كم كان مثالا رائعا!‏ وكم تمَّ فيه بوضوح السر المقدس للتعبد التقوي!‏ كم عظَّم اسم يهوه بجرأة!‏ وكم كافأ يسوعَ ابوه بشكل بديع على مسلك محافظته على الاستقامة!‏ ولكن هنالك المزيد بعدُ في ما يتعلق بسر اللّٰه المقدس.‏ فمنذ السنة ١٩١٤ نحن نعيش في «يوم الرب.‏» (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وكما تذكر الرؤيا ١٠:‏٧‏،‏ حان الوقت لأن ‹يتم سر اللّٰه المقدس بحسب البشارة.‏› والاصوات السماوية نادت الآن:‏ «قد صارت ممالك العالم لربنا [يهوه] ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.‏» (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ لقد نصَّب يهوه الملك المسيّاني،‏ يسوع المسيح،‏ على عرشه المجيد ليكون حاكما معاونا معه!‏

      ١٦ كيف اظهر بسرعة الملك المنصَّب حديثا،‏ يسوع المسيح،‏ اعتباره للتقوى في السماء؟‏

      ١٦ وبصفته الحاكم المعاون مع اللّٰه في الملكوت المولود حديثا يُدعى يسوع ايضا ميخائيل (‏الذي يعني «مَن هو مثل اللّٰه؟‏»)‏.‏ فلا متمرِّد يمكن ان ينجح ابدا في الصيرورة مثل اللّٰه،‏ والملك المنصَّب حديثا اظهر ذلك بسرعة بطرح الحيَّة القديمة،‏ الشيطان،‏ وملائكته الى الارض.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏٩‏)‏ نعم،‏ ليسوع اعتبار للتقوى في السماء،‏ تماما كما اعرب عن التعبد التقوي وهو على الارض.‏ ويسوع المسيح الممجَّد لن يستريح حتى يُفني الدين الباطل ويمحو تماما هيئة الشيطان،‏ المنظورة وغير المنظورة.‏

      ١٧ منذ السنة ١٩١٤،‏ ماذا يحدث اتماما لمتى ٢٥:‏٣١-‏٣٣‏؟‏

      ١٧ ومنذ السنة ١٩١٤ ينير اتمام نبوة يسوع في متى ٢٥:‏٣١-‏٣٣ على نحو مشرق سر اللّٰه المقدس.‏ هنا يعلن يسوع:‏ «متى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.‏ فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.‏» ومن مركزه الممتاز في السموات سيجلب هذا الملك والديان المجيد والمدافع عن التعبد التقوي نقمة،‏ اولا على انسان الخطية والزمر الاخرى لبابل العظيمة،‏ ومن ثم على كل العناصر الباقية والمؤيدين المشبَّهين بالجداء لهيئة الشيطان الارضية الشريرة.‏ وبعدئذ سيُطرح الشيطان في المهواة.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ أمّا «الابرار» المشبَّهون بالخراف فسيمضون الى الحياة الابدية.‏ (‏متى ٢٥:‏٤٦‏)‏ فليضعكم اتِّباعكم التعبد التقوي في هذا الفريق المستقيم!‏

      ١٨ اي امتياز مفرح لدينا في ما يتعلق بالسر المقدس للتعبد التقوي؟‏

      ١٨ تشجعنا الرؤيا ١٩:‏١٠ ان ‹نسجد للّٰه.‏› ولماذا؟‏ تتابع الآية،‏ «فإن شهادة يسوع هي روح النبوة.‏» وهكذا فإن الكثير من النبوات الموحى بها للازمنة القديمة شهد ليسوع!‏ وإذ تمت هذه النبوات صار سر اللّٰه المقدس واضحا كالبلّور.‏ ولذلك نفرح بأن نعرف ان السر المقدس لهذا التعبد التقوي صار مجسَّما في يسوع.‏ فهو امتيازنا البديع ان نتبع خطواته كخدام متواضعين لملكوت اللّٰه.‏ اجل،‏ وهو شرف ان نشترك في فهم كل سر اللّٰه المقدس وننادي به بحسب البشارة!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة