مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كل المسيحيين الحقيقيين هم مبشِّرون
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • كل المسيحيين الحقيقيين هم مبشِّرون

      ‏«رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏٢‏.‏

      ١ اية بشارة يجب ان يسمعها الناس،‏ وكيف يكون شهود يهوه مثاليين في نشر هذه البشارة؟‏

      في عالم تهزّه الكوارث يوميا،‏ تريحنا حقا المعرفة ان الكتاب المقدس يقول ان الحرب،‏ الجريمة،‏ الجوع،‏ والظلم ستنتهي عمّا قريب.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ ٧٢:‏٣،‏ ٧،‏ ٨،‏ ١٢،‏ ١٦‏)‏ حقا،‏ أليست هذه بشارة يجب ان يسمعها الجميع؟‏ هذا ما يعتقده شهود يهوه.‏ فهم معروفون اينما كان بأنهم ‹مبشِّرون بالخير›.‏ (‏اشعياء ٥٢:‏٧‏)‏ وكثيرون منهم مصممون على الاستمرار في اخبار الآخرين بالبشارة رغم الاضطهاد لأنهم مهتمون بخير الناس.‏ فيا لسجل الغيرة والمثابرة الذي يصنعونه!‏

      ٢ ما هو احد اسباب غيرة شهود يهوه؟‏

      ٢ تناظر غيرة شهود يهوه اليوم غيرة المسيحيين في القرن الاول الذين قالت عنهم بالصواب الصحيفة الكاثوليكية الرومانية لوسِّرڤاتوري رومانو (‏بالانكليزية)‏:‏ «حالما كان المسيحيون الاولون يعتمدون،‏ كانوا يشعرون بأن من واجبهم نشر الانجيل.‏ فبكلمة الفم،‏ نقل العبيد الانجيل».‏ ولماذا شهود يهوه غيورون جدا كالمسيحيين الاولين؟‏ اولا،‏ لأن مصدر البشارة التي ينشرونها هو يهوه اللّٰه نفسه.‏ فهل من سبب اقوى ليكونوا غيورين؟‏ فكرازتهم هي نتيجة لتجاوبهم مع كلمات صاحب المزمور:‏ «رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏٢‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ ما هو السبب الثاني لغيرة شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشمل ‹خلاص اللّٰه›؟‏

      ٣ تذكِّرنا كلمات صاحب المزمور بسبب ثانٍ لغيرة شهود يهوه،‏ ألا وهو ان رسالتهم هي رسالة خلاص.‏ يعمل بعض الاشخاص في الحقل الطبي،‏ الاجتماعي،‏ الاقتصادي،‏ او حقول اخرى لتحسين نوعية حياة رفقائهم البشر.‏ وجهودهم هذه جديرة بالثناء.‏ ولكن ما يمكن ان يفعله المرء للناس محدود جدا بالمقارنة مع ‹خلاص اللّٰه›.‏ فبواسطة يسوع المسيح،‏ سيخلص يهوه المتواضعين من الخطية والمرض والموت ويعطيهم حياة ابدية!‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ واليوم،‏ الخلاص هو بين ‹العجائب› التي يعدِّدها المسيحيون عندما يتجاوبون مع هذه الكلمات:‏ «حدِّثوا بين الامم بمجده [اللّٰه] بين جميع الشعوب بعجائبه.‏ لأن الرب عظيم وحميد جدا مهوب هو على كل الآلهة».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

      مثال السيد

      ٤-‏٦ (‏أ)‏ ما هو السبب الثالث لغيرة شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر يسوع الغيرة في عمل الكرازة بالبشارة؟‏

      ٤ والسبب الثالث لغيرة شهود يهوه هو انهم يتبعون مثال يسوع المسيح.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ فهذا الرجل الكامل قبِل بحماسة التعيين ان ‹يبشِّر المساكين›.‏ (‏اشعياء ٦١:‏١؛‏ لوقا ٤:‏١٧-‏٢١‏)‏ وهكذا صار مبشِّرا.‏ فكان يسافر في كل انحاء الجليل واليهودية ‹كارزا ببشارة الملكوت›.‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ ولأنه علِم ان كثيرين سيتجاوبون مع هذه البشارة،‏ قال لتلاميذه:‏ «ان الحصاد كثير،‏ ولكنَّ العمال قليلون.‏ فتوسلوا الى سيد الحصاد ان يرسل عمّالا الى حصاده».‏ —‏ متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٥ وانسجاما مع صلاته،‏ درَّب يسوع الآخرين ليكونوا مبشرين.‏ وبعد فترة،‏ ارسل رسله وحدهم وقال لهم:‏ «فيما انتم ذاهبون،‏ اكرزوا قائلين:‏ ‹قد اقترب ملكوت السموات›».‏ ولكن ألم يكن عمليا اكثر آنذاك ان يضعوا برامج لتخفيف الآفات الاجتماعية؟‏ او هل كان يجب ان يخوضوا المعترك السياسي لمحاربة الفساد المتفشي آنذاك؟‏ كلا.‏ فيسوع وضع المقياس لكل المبشرين المسيحيين عندما قال لأتباعه:‏ «فيما انتم ذاهبون،‏ اكرزوا».‏ —‏ متى ١٠:‏٥-‏٧‏.‏

      ٦ لاحقا،‏ ارسل يسوع فريقا آخر من التلاميذ ليعلنوا انه ‹قد اقترب ملكوت اللّٰه›.‏ وعندما عادوا للإخبار بنجاح جولتهم الكرازية،‏ تهلّل يسوع وصلّى:‏ «اسبِّحك علانية،‏ ايها الآب،‏ رب السماء والارض،‏ لأنك اخفيت هذه باعتناء عن الحكماء والمفكرين،‏ وكشفتها للاطفال».‏ (‏لوقا ١٠:‏١،‏ ٨،‏ ٩،‏ ٢١‏)‏ فتلاميذ يسوع،‏ الذين عملوا سابقا صيادي سمك ومزارعين وغير ذلك،‏ كانوا كالاطفال بالمقارنة مع القادة الدينيين المثقفين جدا في الامة.‏ لكنَّ التلاميذ دُرِّبوا على إعلان افضل البشائر على الاطلاق.‏

      ٧ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ لمَن كرز أتباعه بالبشارة في البداية؟‏

      ٧ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ استمر أتباعه ينشرون بشارة الخلاص.‏ (‏اعمال ٢:‏٢١،‏ ٣٨-‏٤٠‏)‏ ولمَن كرزوا في البداية؟‏ هل ذهبوا الى الامم التي لا تعرف اللّٰه؟‏ كلا،‏ فأول حقل عملوا فيه كان اسرائيل،‏ وهو شعب يعرف يهوه جيدا منذ اكثر من ٥٠٠‏,١ سنة.‏ وهل كان لهم الحق في الكرازة لشعب يعبد يهوه؟‏ نعم.‏ فقد قال لهم يسوع:‏ «تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض».‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ فكان يجب ان تسمع امة اسرائيل البشارة كأية امة اخرى.‏

      ٨ كيف يقتدي شهود يهوه اليوم بأتباع يسوع في القرن الاول؟‏

      ٨ وعلى نحو مماثل،‏ يكرز شهود يهوه اليوم في كل الارض.‏ فهم يتعاونون مع الملاك الذي رآه يوحنا والذي «معه بشارة ابدية ليبشِّر الساكنين على الارض،‏ وكل امة وقبيلة ولسان وشعب».‏ (‏كشف ١٤:‏٦‏)‏ وفي السنة ٢٠٠١،‏ يكرزون بنشاط في ٢٣٥ بلدا ومقاطعة،‏ بما في ذلك بعض البلدان التي تُعتبَر مسيحية.‏ فهل يخطئ شهود يهوه بالكرازة في اماكن حيث العالم المسيحي سبق فأسّس كنائسه؟‏ يقول البعض انهم مخطئون،‏ حتى انهم قد يعتبرون هذا التبشير «سرقة خراف».‏ لكنَّ شهود يهوه يتذكرون مشاعر يسوع نحو اليهود المتواضعين في ايامه.‏ فهو لم يتردد في إخبارهم بالبشارة رغم انه كان لديهم كهنوت.‏ لقد «اشفق عليهم،‏ لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين كخراف لا راعي لها».‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ لذلك عندما يجد شهود يهوه اشخاصا متواضعين لا يعرفون عن يهوه وملكوته،‏ هل ينبغي ان يحجموا عن إخبارهم بالبشارة لأن دينا ما يدّعي انهم تحت سلطته؟‏ اقتداء بمثال رسل يسوع،‏ نجيب كلا.‏ فيجب ان يُكرَز بالبشارة «في كل الامم» دون استثناء.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      كل المسيحيين الاولين كانوا مبشرين

      ٩ في القرن الاول،‏ مَن في الجماعة المسيحية قاموا بعمل الكرازة؟‏

      ٩ مَن في القرن الاول كانوا يقومون بعمل الكرازة؟‏ تُظهِر الوقائع ان كل المسيحيين كانوا مبشرين.‏ يذكر المؤلف و.‏ س.‏ وليامز:‏ «تشير الادلة عامة ان كل المسيحيين في الكنيسة الاولى .‏ .‏ .‏ كرزوا بالانجيل».‏ ويقول الكتاب المقدس عن الاحداث التي جرت يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م:‏ «امتلأ الجميع [الرجال والنساء] روحا قدسا وابتدأوا يتكلمون بألسنة مختلفة،‏ كما كان الروح يعطيهم ان ينطقوا».‏ فكان المبشرون يشملون رجالا ونساء،‏ صغارا وكبارا،‏ عبيدا وأحرارا.‏ (‏اعمال ١:‏١٤؛‏ ٢:‏١،‏ ٤،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ غلاطية ٣:‏٢٨‏)‏ وعندما اجبر الاضطهاد العديد من المسيحيين على الهرب من اورشليم،‏ فإن «الذين تبددوا اجتازوا مبشرين بالكلمة».‏ (‏اعمال ٨:‏٤‏)‏ فكل «الذين تبددوا»،‏ وليس اشخاصا معيَّنين قليلين،‏ قاموا بعمل التبشير.‏

      ١٠ ايّ تفويض مزدوج جرى القيام به قبل دمار النظام اليهودي؟‏

      ١٠ وهذه كانت الحال طوال تلك السنوات الباكرة.‏ تنبأ يسوع:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ إتماما لهذه الكلمات في القرن الاول،‏ كرز كل أتباع يسوع بالبشارة على نطاق واسع قبلما دمَّرت الجيوش الرومانية دين اليهود ونظامهم السياسي.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ أطاعوا وصيته:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فالمسيحيون الاولون لم يحثّوا المساكين على الايمان بيسوع ثم تركوهم ليخدموا اللّٰه دون ارشاد،‏ كما يفعل بعض الكارزين اليوم.‏ لكنهم علَّموهم ليصيروا تلاميذ ليسوع،‏ نظَّموهم في جماعات،‏ ودرَّبوهم ليتمكنوا بدورهم من الكرازة بالبشارة والتلمذة.‏ (‏اعمال ١٤:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وشهود يهوه اليوم يتبعون هذا المثال.‏

      ١١ مَن اليوم يشتركون في إعلان افضل البشائر للجنس البشري؟‏

      ١١ اختار عدد من شهود يهوه اتِّباع مثال بولس وبرنابا وآخرين في القرن الاول وذهبوا كمرسلين الى بلدان اجنبية.‏ وعملهم مفيد كثيرا،‏ لأنهم لم يتدخلوا في السياسة او يبتعدوا بطرائق اخرى عن تفويضهم ان يكرزوا بالبشارة.‏ فقد اطاعوا وصية يسوع:‏ «فيما انتم ذاهبون،‏ اكرزوا».‏ لكنَّ معظم شهود يهوه ليسوا مرسلين في بلدان اجنبية.‏ فكثيرون منهم يقومون بأعمال دنيوية لكسب معيشتهم،‏ وآخرون لا يزالون في المدرسة.‏ والبعض الآخر يربّون اولادا.‏ إلا ان كل الشهود يشتركون في إخبار الآخرين بالبشارة التي تعلَّموها.‏ وسواء كانوا صغارا ام كبارا،‏ ذكورا ام إناثا،‏ يتجاوبون بفرح مع حضّ الكتاب المقدس:‏ «اكرز بالكلمة،‏ ألحّ في ذلك في وقت مؤاتٍ وفي وقت محفوف بالمتاعب».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ وكمسيحيي القرن الاول الذين سبقوهم،‏ «لا ينفكون .‏ .‏ .‏ يعلِّمون ويبشِّرون بالمسيح يسوع».‏ (‏اعمال ٥:‏٤٢‏)‏ انهم يعلنون للبشر افضل البشائر.‏

      هداية ام تبشير؟‏

      ١٢ ما هي الهداية،‏ وكيف صارت تُفهَم؟‏

      ١٢ من حيث الاساس،‏ تعني كلمة «هَدى» دلّ على الطريق الصحيح.‏ لكنَّ البعض اليوم يقولون ان الهداية مؤذية.‏ وتتحدث وثيقة نشرها مجمع الكنائس العالمي عن «خطية الهداية».‏ ولماذا؟‏ يذكر التقرير العالمي الكاثوليكي (‏بالانكليزية)‏:‏ «من جراء وابل الشكاوى المستمرة من الارثوذكس،‏ اتَّخذت كلمة ‹الهداية› مفهوم الهداية الاجبارية».‏

      ١٣ ما هي بعض الامثلة للهداية المؤذية؟‏

      ١٣ فهل الهداية مؤذية؟‏ يمكن ان تكون كذلك.‏ قال يسوع ان هداية الكتبة والفريسيين آذت الاشخاص الذين هدوهم.‏ (‏متى ٢٣:‏١٥‏)‏ ‹فالهداية الاجبارية› خطأ حتما.‏ مثلا،‏ استنادا الى المؤرخ يوسيفوس،‏ عندما اخضع المكابي يوحنا هيركانوس الادوميين،‏ «سمح لهم بالبقاء في بلدهم شرط ان يُختتنوا ويكونوا على استعداد لحفظ شرائع اليهود».‏ فإذا اراد الادوميون العيش تحت الحكم اليهودي،‏ وجب عليهم ممارسة الدين اليهودي.‏ ويخبرنا المؤرخون انه في القرن الثامن بعد الميلاد،‏ اخضع شارلمان السكسون الوثنيين في شمالي اوروپا وأجبرهم بوحشية على الاهتداء.‏a ولكن هل كان السكسون او الادوميون مخلصين في اهتدائهم؟‏ مثلا،‏ الى ايّ حدّ كان الملك هيرودس الادومي،‏ الذي حاول قتل الطفل يسوع،‏ مخلصا في التصاقه بشريعة موسى الموحى بها من اللّٰه؟‏ —‏ متى ٢:‏١-‏١٨‏.‏

      ١٤ كيف يضغط بعض مرسلي العالم المسيحي على الناس لكي يهتدوا؟‏

      ١٤ وهل هنالك اليوم هداية إجبارية؟‏ نعم،‏ في حالات معيّنة.‏ فقد قيل ان بعض مرسلي العالم المسيحي يقدِّمون للناس مِنَحا خارج بلدهم بغية هدايتهم.‏ او قد يجعلون لاجئا يتضور جوعا يستمع الى عظة لكي يحصل على حصة من الطعام.‏ وكما ذكر تصريح صدر سنة ١٩٩٢ عن مؤتمر للاساقفة الارثوذكس،‏ «تحدث الهداية احيانا عن طريق الاغراء المادي وأحيانا عن طريق مختلف انواع العنف».‏

      ١٥ هل يهدي شهود يهوه الناس بالمعنى الذي قد يفهمه البعض اليوم؟‏ أوضحوا.‏

      ١٥ ان الضغط على الناس لتغيير دينهم امر خاطئ.‏ طبعا،‏ لا يتصرف شهود يهوه بهذه الطريقة.‏b ولذلك،‏ فهم لا يمارسون الهداية بالمعنى الذي قد يفهمه البعض اليوم،‏ لكنهم يكرزون بالبشارة للجميع،‏ تماما مثل مسيحيي القرن الاول.‏ وكل مَن يتجاوب طوعا يُدعى الى اخذ المزيد من المعرفة بواسطة درس في الكتاب المقدس.‏ فهؤلاء المهتمون يتعلّمون كيف يكون لهم ايمان باللّٰه ووعوده،‏ ايمان مؤسس بشكل راسخ على معرفة الكتاب المقدس الدقيقة.‏ ونتيجة لذلك،‏ يدعون باسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ الامر الذي يجلب لهم الخلاص.‏ (‏روما ١٠:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٧‏)‏ وسواء قبِل الناس البشارة ام لا،‏ فهذه مسألة اختيار شخصي ليس فيها إكراه.‏ فالاهتداء يكون بلا معنى اذا كان عن طريق الإكراه.‏ فلتكون العبادة مقبولة لدى اللّٰه،‏ يجب ان تكون من القلب.‏ —‏ تثنية ٦:‏٤،‏ ٥؛‏ ١٠:‏١٢‏.‏

      التبشير في الازمنة العصرية

      ١٦ كيف نما عمل التبشير الذي يقوم به شهود يهوه في الازمنة العصرية؟‏

      ١٦ في الازمنة العصرية،‏ يكرز شهود يهوه ببشارة الملكوت في إتمام اوسع لمتى ٢٤:‏١٤‏.‏ والاداة البارزة التي يستخدمونها في عملهم التبشيري هي مجلة برج المراقبة.‏c ففي سنة ١٨٧٩،‏ عندما صدرت النسخ الاولى من برج المراقبة،‏ كان يُوزَّع من هذه المجلة نحو ٠٠٠‏,٦ نسخة بلغة واحدة.‏ أما في سنة ٢٠٠١،‏ بعد اكثر من ١٢٢ سنة،‏ فقد بلغ معدل التوزيع ٠٠٠‏,٠٤٢‏,٢٣ نسخة بـ‍ ١٤١ لغة.‏ ويرافق هذه الزيادة النمو في نشاط شهود يهوه التبشيري.‏ قارنوا الآلاف القليلة من الساعات التي كانت تُصرَف كل سنة في عمل التبشير خلال القرن الـ‍ ١٩ بالـ‍ ٢٢٥‏,٠٨٢‏,١٦٩‏,١ ساعة التي خُصِّصت لعمل الكرازة سنة ٢٠٠١.‏ تأملوا في الـ‍ ٧٠٢‏,٩٢١‏,٤ درسا مجانيا في الكتاب المقدس التي عُقدت كمعدّل كل شهر.‏ فيا لضخامة العمل الرائع الذي يُنجَز!‏ وقد قام بهذا العمل نحو ٦٦٦‏,١١٧‏,٦ كارزا نشيطا بالملكوت.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ نوع من الآلهة الباطلة تُعبَد اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يسمع كل شخص مهما كانت لغته،‏ قوميته،‏ او حالته الاجتماعية؟‏

      ١٧ يقول صاحب المزمور:‏ «كل آلهة الشعوب اصنام اما الرب فقد صنع السموات».‏ (‏مزمور ٩٦:‏٥‏)‏ ففي العالم اليوم،‏ صارت القومية،‏ الرموز الوطنية،‏ المشاهير،‏ الامور المادية،‏ حتى الغنى نفسه امورا يعبدها الناس.‏ (‏متى ٦:‏٢٤؛‏ افسس ٥:‏٥؛‏ كولوسي ٣:‏٥‏)‏ قال موهانداس ك.‏ غاندي ذات مرة:‏ «اعتقادي راسخ ان .‏ .‏ .‏ اوروپا هي مسيحية بالاسم فقط.‏ فعليا،‏ انها تعبد الغنى».‏ وفي الواقع،‏ يجب ان يسمع الجميع اينما كانوا البشارة.‏ فكل شخص،‏ مهما كانت لغته،‏ قوميته،‏ او حالته الاجتماعية،‏ يجب ان يعرف عن يهوه ومقاصده.‏ ونرجو ان يتجاوب الجميع مع كلمات صاحب المزمور:‏ «قدِّموا للرب يا قبائل الشعوب قدِّموا للرب مجدا وقوة.‏ قدِّموا للرب مجد اسمه».‏ (‏مزمور ٩٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ وشهود يهوه يساعدون الآخرين على التعلم عن يهوه لكي يقدِّموا له المجد.‏ والذين يتجاوبون يستفيدون كثيرا.‏ فأية فوائد يحصدونها؟‏ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a استنادا الى دائرة المعارف الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏،‏ جرى التعبير عن فرض الدين على الناس خلال فترة الاصلاح بواسطة شعار لاتيني يعني:‏ الحاكم هو من يقرر دين مقاطعته.‏

      b في اجتماع للجنة الحرية الدينية الاممية في الولايات المتحدة في ١٦ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٠،‏ ميَّز احد المشاركين بين الذين يحاولون الهداية بطريقة اجبارية وبين نشاط شهود يهوه.‏ وذُكِر انه عندما يكرز شهود يهوه للآخرين،‏ يمكن للشخص ان يقول «انا لست مهتما» ويغلق الباب.‏

      c العنوان الكامل للمجلة هو برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه.‏

  • بركات البشارة
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • بركات البشارة

      ‏«الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب .‏ .‏ .‏ لأعزي كل النائحين».‏ —‏ اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا كشف يسوع عن نفسه،‏ وكيف؟‏ (‏ب)‏ اية بركات جلبتها البشارة التي اعلنها يسوع؟‏

      في يوم سبت،‏ دخل يسوع وهو بعد في بداية خدمته مجمع الناصرة.‏ وبحسب السجل،‏ «أُعطي درج النبي إشعيا،‏ ففتح الدرج ووجد المكان المكتوب فيه:‏ ‹روح يهوه علي،‏ لأنه مسحني لأبشر›».‏ وبعد ان تابع يسوع قراءة المزيد من المقطع النبوي،‏ جلس وقال:‏ «اليوم تمت هذه الآية التي قد سمعتموها».‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏.‏

      ٢ بهذا كشف يسوع انه المبشِّر المنبأ به الذي يحمل معه رسالة تعزية.‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ وكم كانت البشائر التي اعلنها مفرحة حقا!‏ قال لسامعيه:‏ «انا نور العالم.‏ من يتبعني فلن يمشي ابدا في الظلمة،‏ بل يكون له نور الحياة».‏ (‏يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ وقال ايضا:‏ «إنْ ثبتم في كلمتي،‏ تكونون حقا تلاميذي،‏ وتعرفون الحق،‏ والحق يحرركم».‏ (‏يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ نعم،‏ كان عند يسوع «كلام الحياة الابدية».‏ (‏يوحنا ٦:‏٦٨،‏ ٦٩‏)‏ فيا للنور،‏ الحياة،‏ والحرية من بركات يجب تقديرها!‏

      ٣ اية بشارة كرز بها تلاميذ يسوع؟‏

      ٣ بعد يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ تابع تلاميذ يسوع عمل التبشير.‏ فقد كرزوا «ببشارة الملكوت» للاسرائيليين وللامم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ اعمال ١٥:‏٧؛‏ روما ١:‏١٦‏)‏ والذين تجاوبوا تعرّفوا بيهوه اللّٰه.‏ كما انهم تحرروا من العبودية الدينية وصاروا جزءا من الامة الروحية الجديدة،‏ «اسرائيل اللّٰه»،‏ التي يملك اعضاؤها رجاء الحكم الى الابد في السماء مع سيدهم،‏ يسوع المسيح.‏ (‏غلاطية ٥:‏١؛‏ ٦:‏١٦؛‏ افسس ٣:‏٥-‏٧؛‏ كولوسي ١:‏٤،‏ ٥؛‏ كشف ٢٢:‏٥‏)‏ ويا لها من بركات سخية!‏

      التبشير اليوم

      ٤ كيف يُتمَّم التفويض بالكرازة بالبشارة اليوم؟‏

      ٤ واليوم،‏ لا يزال المسيحيون الممسوحون بمؤازرة ‹الجمع الكثير› المتزايد من ‹الخراف الاخر› يتمِّمون التفويض النبوي الذي أُعطي في الاصل ليسوع.‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ يُكرَز بالبشارة على نطاق لم يسبق له مثيل.‏ ففي ٢٣٥ بلدا ومقاطعة،‏ يذهب شهود يهوه ‹ليبشروا المساكين ليعصبوا منكسري القلب لينادوا للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق.‏ لينادوا بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا ليعزّوا كل النائحين›.‏ (‏اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏)‏ فعمل التبشير المسيحي لا يزال يجلب البركات لكثيرين والتعزية الحقيقية ‹للذين هم في ضيقة ايًّا كان نوعها›.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٥ كيف يختلف شهود يهوه عن كنائس العالم المسيحي في مجال الكرازة بالبشارة؟‏

      ٥ تدعم كنائس العالم المسيحي اساليب تبشيرية معيّنة.‏ فكثير منها يرسل مرسلين لهداية الناس في بلدان اخرى.‏ مثلا،‏ تخبر مجلة المركز الارسالي المسيحي الارثوذكسي (‏بالانكليزية)‏ عن نشاط المرسلين الارثوذكس في تنزانيا،‏ جنوبي افريقيا،‏ زمبابوي،‏ ومدغشقر.‏ لكنَّ الاغلبية الساحقة في الكنيسة الارثوذكسية،‏ كما في كنائس العالم المسيحي الاخرى،‏ لا تشترك في هذا العمل.‏ بالتباين،‏ يسعى جميع شهود يهوه المنتذرين الى الاشتراك في عمل التبشير.‏ وهم يدركون ان إعلان البشارة دليل على اصالة ايمانهم.‏ قال بولس:‏ «بالقلب يمارس المرء الايمان للبر،‏ وبالفم يقوم بإعلان جهري للخلاص».‏ فالإيمان الذي لا يدفع الى العمل هو في الواقع ايمان ميت.‏ —‏ روما ١٠:‏١٠؛‏ يعقوب ٢:‏١٧‏.‏

      الكرازة التي تجلب بركات ابدية

      ٦ اية بشارة يُكرَز بها اليوم؟‏

      ٦ يكرز شهود يهوه بأفضل البشائر قاطبة.‏ فهم يفتحون كتبهم المقدسة ويُظهِرون للمتجاوبين ان يسوع بذل حياته ذبيحة ليمنح الجنس البشري وسيلة للاقتراب الى اللّٰه،‏ غفران الخطايا،‏ ورجاء الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ كما يعلنون ان ملكوت اللّٰه تأسس في السماء برئاسة الملك المعيّن،‏ يسوع المسيح،‏ وأنه سيمحو قريبا الشر من الارض ويشرف على ردّ الفردوس.‏ (‏كشف ١١:‏١٥؛‏ ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وإتماما لنبوة اشعيا،‏ يخبرون قريبهم ان الايام التي نعيش فيها هي ‹سنة الرب المقبولة› حين لا يزال بإمكان الجنس البشري التجاوب مع البشارة.‏ ويحذِّرون ايضا من اقتراب ‹يوم انتقام الهنا›،‏ حين سيهلك يهوه فاعلي السوء غير التائبين.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩-‏١١‏.‏

      ٧ ايّ اختبار هو دليل على وحدة شهود يهوه،‏ وما هو سبب هذه الوحدة التي يتمتعون بها؟‏

      ٧ في عالم تُحدِق به المآ‌سي والكوارث،‏ هذه هي البشارة الوحيدة التي لها فوائد ابدية.‏ والذين يقبلونها يصبحون جزءا من معشر إخوة عالمي متَّحد من المسيحيين الذين لا يسمحون للاختلافات القومية،‏ القبلية،‏ او الاقتصادية بتقسيمهم.‏ فقد ‹لبسوا المحبة،‏ رباط الوحدة الكامل›.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤؛‏ يوحنا ١٥:‏١٢‏)‏ وهذا ما حدث السنة الماضية في احد البلدان الافريقية.‏ فذات صباح،‏ استفاقت العاصمة على دوي المدافع.‏ فقد كانت هنالك محاولة لقلب الحكم.‏ وعندما اتخذت الحوادث طابعا عرقيا،‏ انتُقدت على عائلة من الشهود محاولتها حماية شهود من عرق آخر.‏ فأجابت العائلة:‏ «لا يوجد في بيتنا سوى اشخاص من شهود يهوه».‏ فما كان مهما في نظرهم هو المحبة المسيحية،‏ او تزويد التعزية لمَن هم بحاجة،‏ لا الاختلافات العرقية.‏ علَّقت نسيبة لهم ليست من الشهود:‏ «من كل الاديان خان افراد اشخاصا من دينهم،‏ ما عدا شهود يهوه».‏ وتُظهِر حوادث مماثلة عديدة من بلدان تمزقها النزاعات الاهلية ان شهود يهوه لديهم حقا ‹محبة لكامل معشر الإخوة›.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧‏.‏

      البشارة تغيِّر الناس

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ اية تغييرات يقوم بها الذين يقبلون البشارة؟‏ (‏ب)‏ ايّ اختبارَين يُظهران قوة البشارة؟‏

      ٨ ان البشارة لها علاقة بما دعاه بولس «الحياة الحاضرة والآتية».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨‏)‏ فهي لا تمنح رجاء رائعا اكيدا بالمستقبل فحسب،‏ بل تحسِّن «الحياة الحاضرة» ايضا.‏ كما ان كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ ترشد كل فرد من شهود يهوه ليعيش بانسجام مع مشيئة اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠١‏)‏ فتتجدَّد شخصياتهم عندما ينمّون صفات مثل البر والولاء.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٤‏.‏

      ٩ تأملوا في مثال فرانكو الذي كان شخصا غضوبا.‏ فإذا ما حدث امر لا يعجبه،‏ ثارت ثائرته وابتدأ بتكسير الاشياء.‏ ولكن عندما ابتدأت زوجته تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ ساعده مثالهم المسيحي تدريجيا على الادراك ان عليه التغيُّر.‏ فدرس الكتاب المقدس معهم وتمكن اخيرا من الاعراب عن السلام وضبط النفس اللذين هما من ثمر الروح القدس.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وكان احد الـ‍ ٤٩٢ الذين اعتمدوا في بلجيكا خلال سنة الخدمة ٢٠٠١.‏ تأملوا ايضا في مثال اليخاندرو.‏ لقد ادمن هذا الشاب على المخدِّرات لدرجة انه صار يعتمد على النفايات لإعالة نفسه.‏ فكان يأخذ منها ما يستطيع بيعه ليدعم عادة الادمان.‏ وعندما عرض عليه شهود يهوه وهو لا يزال في الـ‍ ٢٢ من عمره درس الكتاب المقدس،‏ وافق.‏ فصار يقرأ الكتاب المقدس يوميا ويحضر الاجتماعات المسيحية.‏ كما طهَّر حياته بسرعة كبيرة وفي اقل من ستة اشهر تمكَّن من الاشتراك في عمل التبشير.‏ وقد كان واحدا من الـ‍ ١١٥‏,١٠ مبشِّرا السنة الماضية في پاناما.‏

      البشارة —‏ بركة للمساكين

      ١٠ مَن يتجاوبون مع البشارة،‏ وكيف تتغير نظرتهم؟‏

      ١٠ تنبأ اشعيا انه سيُكرَز بالبشارة للمساكين.‏ ومَن هم هؤلاء المساكين؟‏ انهم الذين يدعوهم سفر الاعمال ‹الميالين بالصواب الى الحياة الابدية›.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ فهم اشخاص متواضعون من كل طبقات المجتمع يفتحون قلوبهم لرسالة الحق.‏ ويتعلمون ان فعل مشيئة اللّٰه يجلب بركات اكثر بكثير مما يمكن لهذا العالم ان يقدِّم.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولكن كيف يبلغ شهود يهوه القلب في عملهم التبشيري؟‏

      ١١ كيف ينبغي ان يُكرَز بالبشارة،‏ كما اشار بولس؟‏

      ١١ تأملوا في مثال الرسول بولس الذي كتب الى الكورنثيين:‏ «انا لما جئت اليكم،‏ ايها الإخوة،‏ ما جئت ببلاغة الكلام او الحكمة معلِنا لكم سر اللّٰه المقدس.‏ فإني قررت ألا اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح،‏ وإياه معلقا على خشبة».‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فلم يحاول بولس التأثير في سامعيه بواسطة معرفته.‏ فما علَّمه لم يكن سوى حقائق مؤكَّدة من اللّٰه،‏ حقائق مسجَّلة اليوم في الكتاب المقدس.‏ لاحظوا ايضا تشجيع بولس لتيموثاوس الذي عمل معه كمبشِّر:‏ «اكرز بالكلمة،‏ ألح في ذلك».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ فكان على تيموثاوس ان يكرز «بالكلمة»،‏ رسالة اللّٰه.‏ كما كتب بولس الى تيموثاوس:‏ «ابذل قصارى جهدك ان تقرِّب نفسك للّٰه مرضيا،‏ عاملا ليس عليه ما يخجل منه،‏ مستعملا كلمة الحق بطريقة صائبة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏.‏

      ١٢ كيف يصغي شهود يهوه اليوم لكلمات بولس ويقتدون بمثاله؟‏

      ١٢ يقتدي شهود يهوه بمثال بولس ويصغون لكلماته الى تيموثاوس.‏ وهم يعترفون بفعّالية كلمة اللّٰه ويستفيدون منها في اختيار كلمات مناسبة لمنح الرجاء والتعزية لقريبهم.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ صحيح انهم يستخدمون المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس لينال المهتمون معرفة الكتاب المقدس في اوقات فراغهم،‏ لكنهم يسعون دائما الى إظهار كلمات الاسفار المقدسة لهم.‏ فهم يعرفون ان كلمة اللّٰه الموحى بها ستؤثر في قلوب المتواضعين وستقوّي ايمانهم هم ايضا.‏

      ‏‹عزّوا كل النائحين›‏

      ١٣ اية حوادث جرت سنة ٢٠٠١ صار من الضروري على اثرها منح التعزية للنائحين؟‏

      ١٣ شهدت سنة ٢٠٠١ كوارث عديدة.‏ لذلك كان هنالك اشخاص كثيرون بأمس الحاجة الى التعزية.‏ وما حدث في الولايات المتحدة في ايلول (‏سبتمبر)‏ الماضي هو مثال بارز لذلك.‏ فقد حدثت هجمات ارهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك والپانتاڠون قرب العاصمة واشنطن.‏ كم كانت الصدمة التي سببتها هذه الهجمات شديدة للبلد بكامله!‏ وفي ظروف كهذه،‏ يحاول شهود يهوه إتمام تفويضهم ان ‹يعزوا كل النائحين›.‏ والاختبارات التالية ستوضح كيف يقومون بذلك.‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف تمكَّن الشهود في مناسبتين من استخدام الآيات بفعّالية لتعزية النائحين؟‏

      ١٤ اقتربت شاهدة مبشِّرة كامل الوقت من سيدة تسير على الرصيف وسألتها عن رأيها في الهجمات الارهابية التي حصلت مؤخرا.‏ فأخذت المرأة تبكي وقالت انها تشعر بالأسى وتتمنى لو تستطيع مدّ يد المساعدة.‏ فأخبرتها الشاهدة ان اللّٰه مهتم كثيرا بنا جميعا وقرأت اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏.‏ فأحست السيدة ان هذه الكلمات الموحى بها من اللّٰه منطقية لأن الجميع نائحون فعلا.‏ وقبلت نشرة وطلبت من الشاهدة ان تزورها في بيتها.‏

      ١٥ التقى شاهدان وهما يبشِّران رجلا في عمله.‏ فعرضا عليه ان يُرياه كلمات تعزية من الاسفار المقدسة نظرا الى المأساة التي حلت مؤخرا بمركز التجارة العالمي.‏ وبعد موافقته،‏ قرأا عليه ٢ كورنثوس ١:‏٣-‏٧ التي تقول:‏ «تكثر بالمسيح التعزية».‏ فقدَّر الرجل كثيرا ما يقوم به هذان الشاهدان لتعزية الآخرين وقال لهما:‏ «ليبارك اللّٰه العمل الرائع الذي تقومان به».‏

      ١٦،‏ ١٧ ايّ اختبارَين يُظهِران قدرة الكتاب المقدس على مساعدة الحزانى او المضطربين بسبب المآ‌سي؟‏

      ١٦ التقى شاهد في زيارته لاشخاص مهتمين ابن امرأة سبق فأظهرت اهتماما.‏ فأوضح له انه يريد الاطمئنان على احوال الناس بعد المأساة التي حدثت مؤخرا.‏ عبّر الرجل عن دهشته لأن الشاهد يخصِّص الوقت لزيارة الناس والاطمئنان عليهم.‏ وقال انه كان يعمل في مكان قريب من مركز التجارة العالمي عندما وقع الهجوم وقد شاهد كل ما حدث.‏ وعندما سأل لماذا يسمح اللّٰه بالألم،‏ قرأ الشاهد آيات من الكتاب المقدس،‏ بما في ذلك المزمور ٣٧:‏٣٩ الذي يقول:‏ «خلاص الصدِّيقين .‏ .‏ .‏ من قِبل الرب حصنهم في زمان الضيق».‏ فسأل الرجل بلطف عن احوال الشاهد وعائلته،‏ دعاه الى العودة،‏ وعبَّر عن تقديره العميق للزيارة.‏

      ١٧ من بين آلاف النائحين الذين عزّاهم شهود يهوه في الايام التي تلت الهجمات الارهابية سيدة التقاها الشهود وهم يزورون الناس في جوارهم.‏ لقد كانت مضطربة كثيرا بسبب ما حدث.‏ فأصغت اليهم وهم يقرأون المزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏:‏ «ينجِّي الفقير المستغيث والمسكين اذ لا معين له.‏ يشفق على المسكين والبائس ويخلّص انفس الفقراء.‏ من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويُكرَم دمهم في عينيه».‏ وكم كانت هذه الكلمات مهمة بالنسبة اليها!‏ فطلبت من الشهود ان يقرأوا الاعداد مرة اخرى ودعتهم الى بيتها لمتابعة المناقشة.‏ وفي نهاية الحديث ابتدأوا بدرس في الكتاب المقدس معها.‏

      ١٨ كيف ساعد احد الشهود الناس عندما طُلب منه تمثيلهم في الصلاة؟‏

      ١٨ يعمل احد الشهود في مطعم يقع في منطقة للاثرياء لم يُظهر الناس فيها الكثير من الاهتمام بالبشارة بالملكوت.‏ ولكن بعد الهجمات الارهابية،‏ خاف الناس كثيرا هناك.‏ ويوم الجمعة مساء بعد الهجوم،‏ دعت مديرة المطعم الجميع الى الخروج وإضاءة الشموع والوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى الضحايا.‏ فخرج الشاهد مراعاة لمشاعرهم،‏ لكنه وقف جانبا بصمت على الرصيف.‏ ثم طلبت منه المديرة ان يمثِّل الجميع في صلاة بما انها كانت تعرف انه خادم من شهود يهوه.‏ فوافق الشاهد.‏ وفي صلاته،‏ ذكر حالة النوح السائدة لكنه قال ان النائحين لا يجب ان يحزنوا دون رجاء.‏ كما تحدث عن وقت لن تحصل فيه حوادث مريعة كهذه وقال ان الجميع بإمكانهم الاقتراب الى اله التعزية بواسطة نيل المعرفة الدقيقة من الكتاب المقدس.‏ وبعد قول «آمين»،‏ اقتربت منه المديرة —‏ وتبعها اكثر من ٦٠ شخصا كانوا قد خرجوا من المطعم —‏ شكرته،‏ وعانقته،‏ قائلة ان الصلاة التي قدَّمها كانت افضل صلاة سمعتها على الاطلاق.‏

      بركة للمجتمع

      ١٩ ايّ اختبار يُظهِر ان البعض يدركون مقاييس شهود يهوه السامية؟‏

      ١٩ كما لاحظ كثيرون،‏ يستفيد المجتمع من وجود شهود يهوه النشاطى،‏ وخصوصا في هذه الايام.‏ فكيف يمكن ألا يكون للاشخاص الذين يروِّجون السلام،‏ الاستقامة،‏ والطهارة الاخلاقية تأثير جيد؟‏!‏ في احد بلدان آسيا الوسطى،‏ التقى الشهود ضابطا متقاعدا كان سابقا في وكالة امن الدولة.‏ فقال انه كان مكلَّفا بالتحقق من هيئات دينية عديدة.‏ وعندما تحقق من شهود يهوه،‏ تأثر باستقامتهم وسلوكهم الحسن.‏ كما أُعجب بإيمانهم الراسخ وكون تعاليمهم مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ ثم وافق على البدء بدرس في الكتاب المقدس.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ ماذا يُظهِر النشاط الذي اخبر عنه شهود يهوه السنة الماضية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدل انه لا يزال هنالك الكثير لفعله،‏ وكيف ننظر الى امتياز التبشير الذي نتمتع به؟‏

      ٢٠ يتَّضح من الاختبارات المذكورة في هذه المقالة،‏ التي هي مجرد اختبارات قليلة من آلاف الاختبارات التي يمكن سردها،‏ ان شهود يهوه كانوا مشغولين جدا خلال سنة الخدمة ٢٠٠١.‏a فقد تحدثوا مع ملايين الناس،‏ عزّوا نائحين كثيرين،‏ وقد بورك عملهم التبشيري.‏ فقد رمز ٤٣١‏,٢٦٣ الى انتذارهم للّٰه بالمعمودية.‏ وحول العالم،‏ ازداد عدد المبشرين بنسبة ٧‏,١ في المئة.‏ ويشير عدد حضور الذِّكرى السنوية لموت يسوع الذي بلغ ٩٨٦‏,٣٧٤‏,١٥ انه لا يزال هنالك الكثير لفعله.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ فلنستمر في البحث عن الذين يتجاوبون مع البشارة.‏ وما دمنا في سنة يهوه المقبولة،‏ فلنستمر في تعزية «منكسري القلب».‏ فما اعظم الامتياز الذي نتمتع به!‏ ولا شك اننا جميعا نردد كلمات اشعيا:‏ «فرحا افرح بالرب.‏ تبتهج نفسي بإلهي».‏ (‏اشعياء ٦١:‏١٠‏)‏ فليستمر اللّٰه في استخدامنا لإتمام كلماته النبوية:‏ «السيد الرب يُنبت برا وتسبيحا امام كل الامم».‏ —‏ اشعياء ٦١:‏١١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يحتوي الجدول في الصفحات ١٩ الى ٢٢ تقرير نشاط شهود يهوه خلال سنة الخدمة ٢٠٠١.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة