مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قوة الثرثرة
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • قوة الثرثرة

      صدم انتحار امرأة شابة البلدةَ الانكليزية الهادئة.‏ ومذهلا اكثر ايضا كان استنتاج هيئة المحلَّفين الكبرى:‏ ‹لقد قتلتها الثرثرة الباطلة!‏› فمن الواضح ان كلام البلدة الباطل الماكر دمَّر اسم المرأة الشابة،‏ سمعتها،‏ واخيرا حياتها.‏ —‏ الاشاعة والثرثرة —‏ علم النفس الاجتماعي الخاص بالاقاويل،‏ بواسطة رالف ل.‏ روسنو وڠاري ألان فاين.‏

      مع انه نادرا ما تكون النتائج مأساوية الى هذا الحد،‏ فلا شك ان الثرثرة لها قوة مفزعة.‏ فمن الجهة الاولى،‏ يمكن ان يُنظر اليها بأنها الوسيلة المألوفة لتبادل المعلومات المفيدة.‏ ومن الجهة الثانية،‏ يمكن ان تُعتبر مسؤولة عن الاضطراب السياسي،‏ تمزيق العائلات،‏ تدمير الحياة المهنية.‏

      واعتُبرت الثرثرة مسؤولة عن ليالٍ من الارق،‏ الأسى العميق،‏ وسوء الهضم.‏ ولا شك انها سبَّبت لكم شيئا من الكرب الشخصي من حين الى آخر.‏ وفي الواقع،‏ يحذِّر الكاتب وليَم م.‏ جونز انكم في عالم التجارة،‏ «يجب ان تقبلوا الاحتمال ان احدا سيحاول في سَير حياتكم المهنية ان يدمِّر سمعتكم.‏»‏

      ان الثرثرة السلبية مرفوضة عالميا تقريبا.‏ فبين هنود السَمِنول في الولايات المتحدة،‏ يوضَع «التكلُّم بالسوء عن شخص ما» في المنزلة نفسها كالكذب والسرقة.‏ وفي احد المجتمعات الافريقية الغربية،‏ كان ناشرو الاشاعات يعرِّضون انفسهم لخطر قطع شفتيهم او،‏ اسوأ ايضا،‏ كانوا يعرِّضون انفسهم لخطر الإعدام!‏ فعلا،‏ على مر التاريخ،‏ اتُّخذت الاجراءات لكبح الثرثرة.‏

      بين القرنين الـ‍ ١٥ والـ‍ ١٨،‏ كان ما يُدعى كرسي التغطيس مستعمَلا على نحو شائع في انكلترا،‏ في المانيا،‏ ولاحقا في الولايات المتحدة لمحاولة تخجيل الثرثارين حتى يتركوا هذرهم المؤذي.‏ فالذي كان يوجد مذنبا بالاساءة كان يُشدُّ الى كرسي ويغطَّس تكرارا في الماء.‏

      بينما لقي كرسي التغطيس منذ القديم المصيرَ عينه الذي للقيود والمِقطرة،‏ فقد جرت مواصلة الحرب ضد الثرثرة حتى في الازمنة العصرية.‏ فخلال ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ على سبيل المثال،‏ تأسس ما يُدعى بمراكز ضبط الاشاعة في الولايات المتحدة للردّ على الاشاعات التي من الممكن ان تكون مؤذية لنشاطات الحكومة.‏ وقامت اقسام حكومية مماثلة بالعمل في ايرلندا الشمالية وفي انكلترا.‏ وأُصدرت القوانين لكبح الثرثرة المصمَّمة لتسبيب الضرر الاقتصادي لبعض المؤسسات المالية.‏

      على الرغم من جهود كهذه،‏ تبقى الثرثرة.‏ فهي حيَّة وتزدهر.‏ ولم ينجح قانون ولا اي اسلوب بشري آخر حتى الآن في القضاء على قوتها اللاذعة.‏ الثرثرة موجودة في كل مكان.‏ فهنالك ثرثرة الجوار،‏ ثرثرة المكتب،‏ ثرثرة المتجر،‏ ثرثرة المجموعة،‏ ثرثرة العائلة.‏ انها تتجاوز كل الثقافات،‏ العروق،‏ والحضارات،‏ وقد ازدهرت في كل مستوى اجتماعي.‏ قال احد الخبراء:‏ «الثرثرة شائعة الى حد انها صارت كالتنفُّس تقريبا.‏» وقال ايضا:‏ ‹انها بعمق جزءٌ من الطبيعة البشرية.‏›‏

      صحيح ان الثرثرة تكشف غالبا ناحية شريرة من الطبيعة البشرية،‏ ناحية تُسَرُّ بتلطيخ السمعة،‏ تحريف الحقيقة،‏ وتدمير الحياة.‏ لكنّ الثرثرة ليست شريرة وراثيا.‏ فهنالك ناحية ايجابية للكلام العَرَضي.‏ ومعرفة اين يجب رسم الحد بين الثرثرة المؤذية وغير المؤذية هي المفتاح لتجنب جعل الآخرين ضحية —‏ وكينونتكم انتم ضحية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      كان استعمال كرسي التغطيس احد الاساليب الذي حاولت السلطات المحلية ان تتعامل به مع الثرثارين

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Historical Pictures Service

  • الثرثرة —‏ لماذا تروق؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الثرثرة —‏ لماذا تروق؟‏

      انها في اللغة الصينية شندان؛‏ في الفنلندية،‏ يوارو؛‏ في الايطالية،‏ پِتِّڠُلِزّو؛‏ في الاسپانية،‏ تشيزمي.‏ نعم،‏ الثرثرة عالمية.‏ وفي بعض اللغات قد يكون للثرثرة معنى ضمني سلبي تماما.‏ وفي اللغة العربية تعني الكلمة «ثرثرة» من حيث الاساس «كثرة كلام،‏» محادثة حول امور عادية.‏

      ولكن،‏ على نحو مثير للاهتمام،‏ اكتسب التعبير العربي معنى ضمنيا سلبيا.‏ وهكذا كثيرا ما تلي «ثرثرة» الكلمة «ماكرة» او «مضرَّة.‏» ذلك لان كثرة الكلام كثيرا ما تؤدي الى كلام مضرٍّ او مثير للمشاكل.‏ ويمكن ايضا ان تتحوَّل الى الافتراء التام،‏ الذي جرى تحديده بصفته «التلفُّظ بتُهَم باطلة او اساءات تمثيل تشوِّه وتضرُّ سمعة شخص آخر.‏» لا عجب،‏ اذًا،‏ ان يقول مثل قديم:‏ «الثرثرة تجلب الغضب تماما كما تجلب ريح الشمال المطر.‏» —‏ امثال ٢٥:‏٢٣‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة.‏

      نظرا الى احتمال كونها مضرَّة،‏ اذًا،‏ لماذا كثيرا ما نجد ان الثرثرة لا تقاوَم،‏ تروق للغاية؟‏ واين يرسم المرء الحد بين الثرثرة غير المؤذية والمؤذية؟‏

      الثرثرة —‏ تبادل المعلومات

      هنالك سبب اساسي تماما للثرثرة:‏ ان الناس مهتمون بالناس.‏ فمن الطبيعي اذًا ان نميل الى التكلُّم عن اناس آخرين.‏ وكما ذكر مرة ماكس ڠلَكمَن،‏ عالِم بالانتروپولوجيا:‏ «كل يوم،‏ ولجزء كبير من كل يوم،‏ ينهمك معظمنا في الثرثرة.‏ واتخيَّل انه لو لزم ان نحفظ سجلا عن كيفية استعمالنا وقت يقظتنا،‏ لأتت الثرثرة بعد ‹العمل› فقط —‏ بالنسبة الى البعض منا —‏ في مجموع النقاط.‏»‏

      عندما يكون معتدلا ولطيفا،‏ يمكن ان يعمل الكلام غير الرسمي على تبادل المعلومات المفيدة كوسيلة لادراك آخر الحوادث.‏ وقد يشمل امورا بريئة مثل من تزوَّج،‏ من هي حبلى،‏ ومن مات،‏ او يمكن ان يكون مجرد كلام فكاهي خالٍ من كل نيَّة ماكرة.‏

      ولكن في كثير من الحالات،‏ تشرد كثرة الكلام متعدِّية حدود اللياقة والذوق السليم.‏ فتُزيَّن الوقائع،‏ يُبالَغ فيها،‏ او تُحرَّف.‏ ويُجعل الإذلال مصدرا للفكاهة.‏ تُنتهك الحرمة.‏ تُفشى الاسرار.‏ تُلطَّخ السمعة او تُدمَّر.‏ والامور الجديرة بالمدح تُحجَب بالتشكي،‏ التذمُّر،‏ والتعييب.‏ وكون الأذى غير مقصود ليس امرا معزِّيا لمَن يجري التكلُّم عنه.‏ لذلك جرت مقارنة الثرثرة المؤذية بالوحل الذي يُرمى على جدار نظيف.‏ فربما لا يلتصق به،‏ ولكنه يترك دائما علامة قذرة.‏

      التلاؤم

      والسبب الآخر الذي من اجله يمكن ان نُجتذب بسهولة الى الثرثرة هو رغبتنا الطبيعية في ان يحبَّنا ويقبلنا الآخرون.‏ «لسبب او لآخر،‏» كتب عالما النفس جون سابيني وموري سيلڤر،‏ «لديكم واجب التكلُّم؛‏ والثرثرة هي طريقة ممتعة،‏ سهلة،‏ ومقبولة عالميا لاتمام الواجب.‏» (‏آداب الحياة اليومية‏)‏ الى حدّ معيّن،‏ اذًا،‏ تكون الثرثرة وقودا مفيدا للمحادثة،‏ وسيلة للتلاؤم.‏

      والمشكلة هي ان الناس يميلون الى الصيرورة مثارين تجاه المعلومات السلبية اكثر بكثير مما تجاه المعلومات الايجابية.‏ ويبدو ان البعض ايضا يتمتعون بأن تصدمهم تلك المثيرة والشنيعة.‏ وهكذا تكون الثرثرة حائزا حقيقيا للانتباه —‏ فكلما كان النبأ الممتع فظيعا او فاضحا اكثر كان افضل.‏ ونادرا ما يكون هنالك اي اهتمام باثبات الادِّعاءات التي تصدم.‏

      ثرثرة وسائل الاعلام

      ان هذا النوع من الثرثرة يروق ضعفا بشريا آخر ايضا —‏ الفضول المفرط.‏ اننا نحب الاسرار.‏ اننا نتمتع بامتلاك معلومات سرّية.‏ وقديما في سنة ١٧٣٠،‏ عندما ابتدأ بنجامان فرانكلن يكتب عمودا يتعلق بالثرثرة لـ‍ جريدة پنسيلڤانيا الرسمية،‏ تبيَّن ان الناس يدفعون من اجل الثرثرة.‏

      تستمر ثرثرة وسائل الاعلام في البقاء —‏ وتزدهر.‏ ففي اوروپا تفيض فعليا اماكن بيع الصحف بالصحف التي تُبرِز قصصا عن العائلات الملكيَّة،‏ سائقي سيارات السباق،‏ ومشاهير امميين آخرين.‏ وهكذا دعت احدى مقالات الصحف الثرثرة تجارة تدرّ مالا وفيرا.‏

      ولكن هل ينفع ان يكون المرء فضوليا على نحو مفرط بشأن ما يحدث في حرمة بيوت الناس،‏ غرف نومهم،‏ واذهانهم؟‏ هل يمكن لقراءة او مشاهدة مواد كهذه تميل الى اثارة الرغبات الشهوانية ان تكون ربما سليمة؟‏ من الواضح ان ثرثرة وسائل الاعلام تصل بالفضول الى ابعد من الحدود المعقولة.‏

      الإشاعات التي لا اساس لها

      ان الإشاعات التي لا اساس لها زوَّدت ايضا الوقود للثرثرة المؤذية.‏

      لقد كانت الاشاعات مسؤولة عن الذعر،‏ الموت،‏ والفوضى الشديدة.‏ والكلفة بالنسبة الى التجارة وحدها كانت لا تحصى.‏ فقد صرفت سلسلة مطاعم للاطعمة السريعة التحضير اكثر من سنة وهي تحارب اشاعة كاذبة ان الهامبرڠر الذي لها يحتوي على ديدان.‏ وثمة شركة مشهورة بصناعة منتجات الصابون صرفت سنوات —‏ وملايين الدولارات —‏ محاولة إسكات اشاعة ان رمز شركتها هو شارة الشيطان وان المؤسسة نفسها متورطة بشكل ما في عبادة الابالسة.‏

      لكنّ الافراد هم الذين يعانون الأسى العميق والضرر الاكبر من الاشاعات.‏ ومع ذلك،‏ لأن القصص الغريبة تميل الى ان تكون فاتنة،‏ يميل الناس الى تعزيزها باعتبارٍ قليل للحقيقة او العواقب.‏

      الثرثرة الماكرة —‏ الافتراء

      الحسد والكراهية غالبا ما يكونان في جذر الشكل الاكثر تدميرا للثرثرة —‏ الثرثرة الماكرة،‏ او الافتراء.‏ والكلمة اليونانية لـ‍ «مفترٍ» هي دِيابُلُس،‏ الكلمة المترجمة ابليسا.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ واللقب ملائم،‏ اذ ان الشيطان هو المفتري الاعظم على اللّٰه.‏ وكالشيطان،‏ يتكلم بعض الناس عن الآخرين بنيَّة شريرة.‏ واحيانا يكون الدافع الانتقام،‏ نتيجة للمشاعر المجروحة او الغيرة.‏ وعلى اي حال،‏ انهم يسعون الى تقديم مصالحهم الخاصة بالقضاء على الاسم الحسن الذي للآخرين.‏

      على الرغم من ان الثرثرة الماكرة،‏ او الافتراء،‏ هي بوضوح شكل الثرثرة الاكثر استنكارا،‏ فان الانهماك في اي نوع من الثرثرة المضرَّة المثيرة للمشاكل هو لا اخلاقي ولا مسؤول.‏ اذًا،‏ كيف يمكن للمرء ان يمنع الكلام غير المؤذي من التدهور الى افتراء مؤذٍ؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      الثرثرة الودِّية تخدم غالبا قصد تبادل المعلومات المفيدة وتزويد المحادثات بالوقود

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      الثرثرة المؤذية هي كالوحل الذي يُرمى على جدار نظيف.‏ فربما لا يلتصق به،‏ ولكنه يترك دائما علامة قذرة

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      يثرثر بعض الناس لكي يكونوا محطّ الانظار

  • الثرثرة —‏ كيف تتجنبون إلحاق الضرر بنفسكم وبالآخرين
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الثرثرة —‏ كيف تتجنبون إلحاق الضرر بنفسكم وبالآخرين

      ما دام هنالك أناس،‏ ستكون هنالك ثرثرة.‏ وحتى العالم الجديد الكامل الذي جرى التنبؤ عنه في الكتاب المقدس لن يكون على الارجح خاليا من الثرثرة.‏a (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فالتكلُّم العَرَضي غير الرسمي عن الاصدقاء والمعارف هو جزء متمِّم من الطريقة التي بها نتصل احدنا بالآخر ونحافظ على علاقات سليمة.‏

      ومع ذلك،‏ لا يوجد ابدا عذر للثرثرة المضرَّة الماكرة،‏ او الافتراء!‏ فهذا النوع من الكلام يجرح ويشوِّه؛‏ حتى انه قد يدمِّر الحياة،‏ العلاقات،‏ والسمعة.‏ لذلك كيف يمكنكم ان تتجنبوا تخطّي حد اللياقة والانغماس في الثرثرة المؤذية؟‏ كيف يمكنكم ان تحموا نفسكم منها؟‏ ان بعض افضل النصائح التي اعطيت على الاطلاق حول هذا الموضوع مكتوبة في الكتاب المقدس.‏ فدعونا ننظر الى مجرد بعض هذه النصائح.‏

      الزموا الصمت:‏ قيل ان «المحادثة تمرين للعقل،‏ لكن الثرثرة هي مجرد تمرين للسان.‏» حقا،‏ معظم الاحاديث الجارحة تعكس لا المكر بل الفشل في التفكير قبل التكلُّم.‏ يفشي البعض شؤون الآخرين؛‏ يضفون نكهة،‏ يبالغون،‏ يحرِّفون باعتبارٍ قليل للعواقب.‏ فيعرضون للآخرين اخطاء اصدقائهم،‏ رفقائهم،‏ واولادهم حتى دون ان يميِّزوا الضرر الذي يسبِّبونه.‏

      لذلك يعطينا الكتاب المقدس هذه النصيحة:‏ «كثرة الكلام لا تخلو من معصية.‏ اما الضابط شفتيه فعاقل.‏» (‏امثال ١٠:‏١٩‏)‏ وبكلمات اخرى،‏ فكِّروا قبل ان تتكلَّموا.‏ فكِّروا قبل ان تقولوا امرا ما عن شخص آخر.‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹هل اكرِّر ذلك في حضور الشخص؟‏ كيف اشعر لو قيل هذا عني؟‏› (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ يقول المزمور ٣٩:‏١‏:‏ «اتحفَّظ لسبيلي من الخطأ بلساني.‏ أحفظ لفمي كِمامة.‏»‏

      على نحو لا يمكن انكاره،‏ قد تكون هنالك ظروف يمكن ان يكون فيها التزام الصمت مستحيلا تقريبا.‏ مثلا،‏ قد تكون لديكم شكوك قوية في اساءة خطيرة ارتُكبت ضدّكم او ضدّ عائلتكم.‏ وربما لا تملكون اي دليل،‏ لكنكم تشعرون بالحاجة الى فعل امر ما بشأنها.‏ فهل يكون افترائيا التكلُّم عنها مع صديق موثوق به او شخص ما مسؤول؟‏ هل انتم ثرثار ماكر اذا اقتربتم من شخص ما من اجل النصيحة؟‏ من الواضح لا.‏ فالكتاب المقدس يعترف بحكمة الكلام السرّي.‏ وبالتأكيد،‏ فان الحكم الجيد والاتزان حيويان عند معالجة حالات دقيقة كهذه.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٢‏.‏

      لا تصغوا الى الثرثرة المضرَّة:‏ ماذا يحدث ‹للافواه الكبيرة،‏› إن لم تكن هنالك ‹آذان كبيرة›؟‏ ان الذين ينهمكون دائما في الكلام التافه ليسوا سوى جزء من المشكلة؛‏ فالذين يُسرُّون باظهار الانتباه هم مسؤولون ايضا.‏ ان مجرد الاصغاء يمكن ان يشكِّل موافقتكم الصامتة ويساهم في نشر الثرثرة المضرَّة.‏ تقول الامثال ١٧:‏٤‏:‏ «الفاعل الشر يصغى الى شفة الاثم والكاذب يأذن للسان فاسد.‏»‏

      لذلك عندما يخرج عن سيطرتكم التكلُّم عن شخص ما،‏ قد يلزم ان تظهروا شيئا من الشجاعة وتقولوا:‏ ‹فلنغيِّر الموضوع.‏› واذا ثبت ان جماعة اصدقائكم الحالية ميَّالة على نحو مستعصٍ الى الانهماك في الثرثرة المؤذية،‏ فقد يلزم ايضا ان تتأملوا في العثور على عشراء جدد.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الساعي بالوشاية يفشي السر.‏ فلا تخالط المفتِّح شفتيه.‏» (‏امثال ٢٠:‏١٩‏)‏ وعلى الارجح،‏ انها فقط مسألة وقت قبل ان تصيروا انتم موضوع النقاش.‏

      لا تبالغوا في رد الفعل تجاه الثرثرة:‏ يتمتع معظم الناس بالثرثرة طالما ان الثرثرة ليست عنهم.‏ ومن ناحية اخرى،‏ افترضوا انكم ضحية اشاعة بشعة او قصة باطلة.‏ احيانا يكون من الممكن تعقُّب مصدر القصة وتسوية الامور بهدوء.‏ ولكن ماذا اذا كنتم لا تستطيعون ذلك؟‏

      ان غضبكم لا ينجز شيئا.‏ حقا،‏ «السريع الغضب يعمل بالحمق،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏امثال ١٤:‏١٧‏)‏ لذلك يقدِّم سليمان هذه النصيحة:‏ «لا تضع قلبك على كل الكلام الذي يقال .‏ .‏ .‏ لأن قلبك ايضا يعلم انك انت كذلك مرارا كثيرة سبَبْت آخرين.‏» (‏جامعة ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ الثرثرة هي من واقع الحياة،‏ وفي وقت او آخر من المحتمل انكم كنتم انتم مشتركا فعّالا فيها.‏ فهل تستحق المسألة حقا ان تنزعجوا بشأنها؟‏ هل ستزول على الارجح بعد مدة قصيرة؟‏ هنالك «للضحك وقت،‏» وربما بالاظهار انكم تملكون روح الفكاهة،‏ يكون تناسيها بالضحك هو الطريقة الفضلى لإخماد الاشاعة.‏ —‏ جامعة ٣:‏٤‏.‏

      لا تصبّوا الزيت على النار:‏ اذا رفضت القصة ان تزول،‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹هل من الممكن انني اعطي الآخرين سببا للثرثرة؟‏ هل اتصرف ربما بطريقة مشكوك فيها،‏ معطيا مظهر فعل الخطإ؟‏› تأملوا في الحالات التالية:‏

      ▫ زملاء امرأة في العمل يدعونها سرًّا كسولة وغير جديرة بالثقة —‏ مع انها تقوم بواجباتها على نحو مرضٍ.‏ فلماذا السمعة السيئة؟‏ اولا،‏ انها تعرب عن موقف خالٍ من الهمّ لا يبالي بشيء،‏ يُساء تفسيره بسهولة انه كسل.‏ وهندامها غير رسمي الى حد بعيد بالنسبة الى محيط العمل الذي تعمل فيه.‏ واخيرا،‏ انها طائشة في تولّي المكالمات الهاتفية الشخصية،‏ اذ تتكلم بصوت مرتفع على نحو كاف ليجتذب انتباه هيئة عاملي المكتب كلها.‏ لهذا السبب،‏ الثرثرة!‏

      ▫ ان مدير متجر محلي هو موضوع حديث مجتمعه الصغير.‏ تزعم الاشاعة انه غير امين لزوجته.‏ فينكر الرجل بشدَّة الادِّعاء الباطل.‏ وسبب هذه الاشاعة؟‏ سمعة كونه غير رسمي بشكل مفرط مع الزُبُن الإناث.‏

      ▫ يجري التكلم عن فتاة مراهقة بأنها تتَّصف بالانحلال الادبي.‏ يدّعي البعض ان لها عُشَّاقا كثيرين وانها تتعاطى الكوكائين.‏ كل القصص باطلة.‏ ولكن يُعرف عنها انها تعاشر افرادا هم جزء من نطاق نشاط المخدرات.‏ وهي متطرفة في لباسها،‏ تسريحتها،‏ ومكياجها.‏

      اذا كنتم ضحية الثرثرة الماكرة،‏ فقد يكون مساعِدا ان تحدِّدوا ما اذا كان سلوككم،‏ طريقة تعاملكم مع الآخرين،‏ وحتى لباسكم وطريقة قصّ شعركم،‏ يصبّ بطريقة ما الزيت على النار.‏ وربما تُسكِت بعض التعديلات في نمط حياتكم الاشاعات.‏ «بعدم الحطب تنطفئ النار،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏امثال ٢٦:‏٢٠‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اذا كانت افعالكم قريبة من تخم عدم اللياقة،‏ فهنالك دائما الخطر الحقيقي للانجراف فعليا نحو فعل الخطإ —‏ جاعلينه حقيقةً ما كان ذات مرة اشاعة.‏ —‏ قارنوا غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٢‏.‏

      ‏«مارسوا اموركم الخاصة»‏

      الثرثرة امر باقٍ.‏ ولكن،‏ يجب ان نحذر من قوتها التدميرية المحتمَلة.‏ ويمكنكم ان تجنِّبوا نفسكم والآخرين الكثير من الأسى العميق والغم بمجرد اتِّباع هذه الكلمات الحكيمة:‏ «كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مُسِرّ كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا .‏ .‏ .‏ وإله السلام يكون معكم.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

      نعم،‏ اللّٰه نفسه مهتم بالطريقة التي نتكلم بها عن الآخرين.‏ حذَّر يسوع المسيح:‏ «كل كلمة بطّالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابا يوم الدين.‏ لأنك بكلامك تتبرّر وبكلامك تدان.‏» —‏ متى ١٢:‏٣٦،‏ ٣٧‏؛‏ قارنوا مزمور ٥٢:‏٢-‏٥‏.‏

      هل تريدون علاقات جيدة بالآخرين،‏ سلام العقل،‏ والامر الاكثر اهمية،‏ موقفا حسنا امام اللّٰه؟‏ اتَّبعوا اذًا مشورة كلمة اللّٰه الموحى بها:‏ ‹احرصوا على ان تكونوا هادئين وتمارسوا اموركم الخاصة.‏› (‏١ تسالونيكي ٤:‏١١‏)‏ أظهروا اهتماما بالآخرين،‏ ولكن افعلوا ذلك بطريقة لطيفة ورزينة.‏ وهكذا تبقون بعيدين كليا عن الثرثرة الماكرة المؤذية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل مزيد من المعلومات،‏ انظروا الكتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ الفصل ١٩‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ابتعدوا عن الكلام المضرّ

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      هل يعطي مسلككم الطائش الناسَ سببا للثرثرة عليكم؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة