-
«اتفقنا بالاجماع»اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
-
-
الفصل ١٤
«اِتَّفَقْنَا بِٱلْإِجْمَاعِ»
اَلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَبُتُّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ وَقَرَارُهَا يُوَحِّدُ ٱلْجَمَاعَاتِ
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٥:١٣-٣٥
١، ٢ (أ) أَيُّ سُؤَالَيْنِ مُهِمَّيْنِ وَاجَهَتْهُمَا ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ بُغْيَةَ ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ؟
اَلْكُلُّ فِي تَرَقُّبٍ . . . اَلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مُجْتَمِعُونَ فِي أُورُشَلِيمَ يَتَبَادَلُونَ ٱلنَّظَرَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ لَحْظَةَ ٱلْحَسْمِ قَدْ حَانَتْ! عَلَامَاتُ ٱسْتِفْهَامٍ خَطِيرَةٌ رَسَمَتْهَا قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ وَلَا بُدَّ مِنْ بَتِّهَا فَوْرًا. هَلِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟ وَهَلْ مِنْ فَرْقٍ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ وَأُولٰئِكَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ؟
٢ لَقَدْ نَظَرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ. فَٱسْتَشَارُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَٱسْتَعْرَضُوا شَهَادَاتٍ حَيَّةً تُظْهِرُ جَلِيًّا أَيُّ قَرَارٍ يُبَارِكُهُ يَهْوَهُ. وَبَعْدَ أَخْذٍ وَرَدٍّ، تَكَدَّسَتْ أَمَامَهُمْ أَدِلَّةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلْإِلٰهِيِّ. وَٱلْآنَ، بَاتَتِ ٱلْكُرَةُ فِي مَلْعَبِهِمْ . . .
٣ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلرِّوَايَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥؟
٣ إِلَّا أَنَّ قُبُولَ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ. فَقَدْ تَطَلَّبَ مِنْهُمْ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً حَقِيقِيَّيْنِ. فَمِنْ جِهَةٍ، يُحْتَمَلُ أَنْ يَشْتَدَّ كُرْهُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُوَاجِهُونَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ عَنَاصِرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُصَمِّمَةٍ عَلَى إِعَادَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى كَنَفِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَكَيْفَ عَالَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ؟ هٰذَا مَا نُنَاقِشُهُ فِي مَا يَلِي. وَبَيْنَمَا نُرَاجِعُ ٱلرِّوَايَةَ، نُلَاحِظُ عَنْ كَثَبٍ أَنَّ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرَكُوا نَمُوذَجًا تَتَّبِعُهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ شُهُودُ يَهْوَهَ جَمِيعًا حِينَ يُوَاجِهُونَ قَرَارَاتٍ وَتَحَدِّيَاتٍ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
«هٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ» (اعمال ١٥:١٣-٢١)
٤، ٥ مَاذَا ٱقْتَبَسَ يَعْقُوبُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟
٤ كَمَا يَظْهَرُ، تَرَأَّسَ ٱلْجَلْسَةَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ غَيْرُ ٱلشَّقِيقِ.a وَقَدْ جَاءَتْ كَلِمَاتُهُ لِتُبَلْوِرَ ٱلرَّأْيَ ٱلَّذِي أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ ٱلْهَيْئَةُ عَلَى مَا يَبْدُو. خَاطَبَ ٱلْحُضُورَ قَائِلًا: «قَدْ رَوَى شِمْعُونُ كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ. وَهٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ». — اع ١٥:١٤، ١٥.
٥ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ خِطَابَ شِمْعُونَ، أَوْ سِمْعَانَ بُطْرُسَ، وَٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بَرْنَابَا وَبُولُسُ ذَكَّرَتْ يَعْقُوبَ بِآيَاتٍ مُهِمَّةٍ تُلْقِي ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْمَوْضُوعِ قَيْدِ ٱلنَّظَرِ. (يو ١٤:٢٦) فَقَدْ حَوَّلَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى «كَلِمَاتِ ٱلْأَنْبِيَاءِ» وَٱقْتَبَسَ مِنْ عَامُوس ٩:١١، ١٢. وَهٰذَا ٱلسِّفْرُ أُدْرِجَ فِي جُزْءٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ دُعِيَ عُمُومًا «ٱلْأَنْبِيَاءَ». (مت ٢٢:٤٠؛ اع ١٥:١٦-١٨) وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَاتِ يَعْقُوبَ تَخْتَلِفُ إِلَى حَدٍّ مَا عَنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي نَقْرَأُهَا ٱلْيَوْمَ فِي سِفْرِ عَامُوسَ. وَمَرَدُّ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ يَعْقُوبَ ٱقْتَبَسَ مِنْ اَلسَّبْعِينِيَّةُ، تَرْجَمَةٍ يُونَانِيَّةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.
٦ كَيْفَ أَلْقَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ؟
٦ أَنْبَأَ يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ عَامُوسَ أَنَّهُ عَيَّنَ وَقْتًا يُقِيمُ فِيهِ «مَظَلَّةَ دَاوُدَ»، أَيِ ٱلسُّلَالَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلْمُؤَدِّيَةَ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (حز ٢١:٢٦، ٢٧) وَعِنْدَئِذٍ، لَنْ يَتَعَامَلَ ثَانِيَةً مَعَ أُمَّةِ ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ حَصْرًا. فَٱلنُّبُوَّةُ تُضِيفُ أَنَّ ‹أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ› سَيُجْمَعُونَ أَيْضًا بِٱعْتِبَارِهِمْ ‹أُنَاسًا يُدْعَوْنَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ›. تَذَكَّرْ أَنَّ بُطْرُسَ أَوْضَحَ لِتَوِّهِ أَنَّ ٱللّٰهَ «لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ [ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ] وَبَيْنَ [ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ] قَطُّ، بَلْ نَقَّى قُلُوبَهُمْ بِٱلْإِيمَانِ». (اع ١٥:٩) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَشَاءُ ٱللّٰهُ أَنْ يُضَمَّ ٱلْيَهُودُ وَٱلْأُمَمِيُّونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِصِفَتِهِمْ وَرَثَةً. (رو ٨:١٧؛ اف ٢:١٧-١٩) وَٱلنُّبُوَّاتُ ٱلْمُلْهَمَةُ لَمْ تُشِرْ إِطْلَاقًا أَنَّ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يَخْتَتِنُوا أَوْ يَتَهَوَّدُوا لِكَيْ يُصْبِحُوا وَرَثَةً لِلْمَلَكُوتِ.
٧، ٨ (أ) مَاذَا ٱقْتَرَحَ يَعْقُوبُ؟ (ب) مَاذَا قَصَدَ يَعْقُوبُ حِينَ قَالَ: «قَرَارِي هُوَ»؟
٧ بِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْمُقْنِعَةِ ٱلَّتِي سَمِعَهَا يَعْقُوبُ، تَابَعَ ٱلْحَدِيثَ مُقَدِّمًا ٱلتَّوْصِيَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «لِذٰلِكَ فَإِنَّ قَرَارِي هُوَ أَلَّا نُزْعِجَ ٱلرَّاجِعِينَ إِلَى ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْأُمَمِ، إِنَّمَا نَكْتُبُ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ رَجَاسَاتِ ٱلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلدَّمِ. فَإِنَّ مُوسَى، مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ، لَهُ فِي مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى مَنْ يَكْرِزُ بِهِ، لِأَنَّهُ يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ». — اع ١٥:١٩-٢١.
٨ فَلِمَ تَحَدَّثَ يَعْقُوبُ عَنْ ‹قَرَارِهِ›؟ هَلْ كَانَ يَفْرِضُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ، رُبَّمَا بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَرَئِّسَ عَلَى ٱلْجَلْسَةِ، فَيَتَّخِذُ قَرَارًا ٱعْتِبَاطِيًّا؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَٱلتَّعْبِيرُ ٱلْيُونَانِيُّ ٱلْمَنْقُولُ إِلَى «قَرَارِي هُوَ» يُمْكِنُ أَنْ يَعْنِيَ أَيْضًا «أَعْتَقِدُ» أَوْ «أَرْتَئِي». فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَتَحَكَّمُ فِي أَفْرَادِ ٱلْهَيْئَةِ، بَلْ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ إِجْرَاءً يُمْكِنُهُمُ ٱتِّخَاذُهُ بِنَاءً عَلَى ٱلْأَدِلَّةِ وَكَلِمَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
٩ مَا فَوَائِدُ ٱقْتِرَاحِ يَعْقُوبَ؟
٩ فَهَلْ قَدَّمَ يَعْقُوبُ بِٱلْفِعْلِ ٱقْتِرَاحًا نَافِعًا؟ لَا شَكَّ فِي ذٰلِكَ. فَٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ تَبَنَّوْا هٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحَ لَاحِقًا. وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟ مِنْ نَاحِيَةٍ، لَنْ ‹يُزْعِجَ› هٰذَا ٱلْإِجْرَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَوْ «يُثَقِّلَ» عَلَيْهِمْ بِفَرْضِ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. (اع ١٥:١٩؛ ترجمة فاندايك) وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلْقَرَارُ ضَمَائِرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُصُولٍ يَهُودِيَّةٍ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ «مُوسَى . . . يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».b (اع ١٥:٢١) وَهٰكَذَا يُوَطِّدُ هٰذَا ٱلْخَطُّ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ كِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ يُرْضِي يَهْوَهَ ٱللّٰهَ إِذْ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِهِ ٱلتَّقَدُّمِيِّ. فَيَا لَهَا مِنْ طَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ لِبَتِّ قَضِيَّةٍ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرَهَا! وَيَا لَلْقُدْوَةِ ٱلَّتِي تُرِكَتْ لِجَمَاعَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ!
-
-
«اتفقنا بالاجماع»اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
-
-
إِرْسَالُ «رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ» (اعمال ١٥:٢٢-٢٩)
١١ كَيْفَ تَبَلَّغَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ قَرَارَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟
١١ لَقَدْ تَوَصَّلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى قَرَارٍ بِٱلْإِجْمَاعِ حَوْلَ قَضِيَّةِ ٱلْخِتَانِ، وَحَانَتِ ٱلْآنَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلتَّالِيَةُ. فَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْعَمَلُ بِٱتِّحَادٍ مَا لَمْ يُبَلَّغُوا ٱلْقَرَارَ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَإِيجَابِيٍّ وَمُشَجِّعٍ. وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟ «اِسْتَحْسَنَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا أَنْ يُرْسِلُوا مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا، وَهُمَا يَهُوذَا ٱلْمَدْعُوُّ بَرْسَابَا وَسِيلَا، رَجُلَانِ مُتَقَدِّمَانِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ». كَمَا أَعَدُّوا رِسَالَةً لِيَحْمِلَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ فَتُقْرَأُ فِي كُلِّ جَمَاعَاتِ أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَةَ. — اع ١٥:٢٢-٢٦.
١٢، ١٣ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجَمَتْ عَنْ إِرْسَالِ (أ) يَهُوذَا وَسِيلَا؟ (ب) رِسَالَةٍ مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟
١٢ كَانَ يَهُوذَا وَسِيلَا بِوَصْفِهِمَا ‹رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ› مُؤَهَّلَيْنِ كَامِلًا لِتَمْثِيلِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. وَقُدُومُ وَفْدٍ مُؤَلَّفٍ مِنْ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ أَظْهَرَ جَلِيًّا أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ لَمْ تَكُنْ مُجَرَّدَ رَدٍّ عَلَى ٱلِٱسْتِفْسَارِ ٱلْأَصْلِيِّ، بَلْ إِرْشَادًا جَدِيدًا مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. كَمَا أَنَّ وُجُودَ ‹ٱلرَّجُلَيْنِ ٱلْمُخْتَارَيْنِ› يَهُوذَا وَسِيلَا خَلَقَ رِبَاطًا مَتِينًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي بَاقِي ٱلْجَمَاعَاتِ. حَقًّا نَمَّ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ إِذْ رَوَّجَ دُونَ شَكٍّ ٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.
١٣ وَلَمْ تُقَدِّمِ ٱلرِّسَالَةُ إِرْشَادًا وَاضِحًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ فَحَسْبُ، بَلْ تَنَاوَلَتْ أَيْضًا مَا يَتَطَلَّبُهُ نَيْلُ رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتِهِ. فَقَدْ جَاءَ فِي أَهَمِّ أَجْزَائِهَا: «قَدِ ٱسْتَحْسَنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَنَحْنُ أَلَّا نَزِيدَ عَلَيْكُمْ عِبْئًا أَكْثَرَ، غَيْرَ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَلَى ٱلدَّوَامِ عَمَّا ذُبِحَ لِلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلدَّمِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلْعَهَارَةِ. إِذَا حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَسَتُفْلِحُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ!». — اع ١٥:٢٨، ٢٩.
-
-
«اتفقنا بالاجماع»اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
-
-
«فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ» (اعمال ١٥:٣٠-٣٥)
١٥، ١٦ إِلَامَ آلَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ، وَمَاذَا أَدَّى إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّهَايَةِ؟
١٥ حِينَ وَصَلَ وَفْدُ ٱلْإِخْوَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، «جَمَعُوا ٱلْجُمْهُورَ وَأَعْطَوْهُمُ ٱلرِّسَالَةَ». وَهَلْ تَجَاوَبَ ٱلْإِخْوَةُ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟ نَقْرَأُ: «لَمَّا قَرَأُوهَا [ٱلرِّسَالَةَ] فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ». (اع ١٥:٣٠، ٣١) وَتُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَيْضًا أَنَّ يَهُوذَا وَسِيلَا «شَجَّعَا ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَقَوَّيَاهُمْ». وَهٰكَذَا، كَانَا هُمَا أَيْضًا «نَبِيَّيْنِ» تَمَامًا كَبَرْنَابَا وَبُولُسَ وَغَيْرِهِمَا. فَقَدْ أُطْلِقَ هٰذَا ٱللَّقَبُ عَلَى مَنْ أَعْلَنَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ وَعَرَّفَ ٱلنَّاسَ بِهَا. — اع ١٣:١؛ ١٥:٣٢؛ خر ٧:١، ٢.
١٦ لَقَدْ آلَتِ ٱلْأُمُورُ إِلَى نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ. وَمَا مِفْتَاحُ هٰذَا ٱلنَّجَاحِ؟ إِنَّهُ بِلَا رَيْبٍ ٱلْإِرْشَادُ ٱلْوَاضِحُ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ بِنَاءً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْحُبِّيَّ ٱلَّذِي ٱعْتُمِدَ فِي إِبْلَاغِ ٱلْجَمَاعَاتِ بِٱلْقَرَارِ. وَلَا شَكَّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلْمَبْذُولَةِ لِبَتِّ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ.
-