مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اجداد «مختلفون»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • اجداد «مختلفون»‏

      ‏«اهلا بكم في بيت الجدّ والجدّة —‏ سيُدلَّل اولادكم فيما تنتظرون».‏ هكذا تقول لافتة عند مدخل منزل جين وجاين.‏

      يُخيَّل اليكم حين تدخلون انكم سترون زوجَين مسنَّين في كرسي هزّاز.‏ فإذا بكم تلتقون زوجين في الاربعينات من العمر مفعمَين بالشباب والحيوية.‏ ان جين وجاين لا يتهربان من مسؤولية دورهما كجدَّين بل بالاحرى يرحبان بها بحرارة.‏ يقول جين:‏ «صحيح ان هذا الامر هو من احدى الدلائل الصغيرة في الحياة على انكم تتقدمون في السن،‏ لكنَّ احدى المكافآ‌ت التي تنالونها مقابل تربيتكم لأولادكم هي حيازة احفاد».‏

      يقول مثل قديم:‏ «تاج الشيوخ بنو البنين».‏ (‏امثال ١٧:‏٦‏)‏ فغالبا ما يتمتع الاجداد والاحفاد برباط خصوصي من المحبة والعلاقة الحميمة.‏ ووفقا لمجلة الاجيال (‏بالانكليزية)‏،‏ «ان عددا لم يسبق له مثيل من الشعب الاميركي هم اجداد».‏ والسبب؟‏ «ارتفاع متوسط العمر المتوقع والانماط الجديدة في دورة الحياة العائلية»،‏ كما توضح المقالة.‏ «ان التغييرات في معدل الوفيات والولادات تعني ان ما يُقدَّر بثلاثة ارباع الراشدين سيعيشون حتى يصيروا اجدادا .‏ .‏ .‏،‏ ومعظم الناس المتوسطي الاعمار يصبحون اجدادا في الـ‍ ٤٥ من عمرهم تقريبا».‏

      في بعض البلدان،‏ نشأ جيل مختلف من الاجداد.‏ رغم ذلك،‏ يجد كثيرون انفسهم متورطين اكثر فأكثر في مسألة العناية بأحفادهم.‏ على سبيل المثال،‏ تطلَّق ابن جين وجاين وزوجته وتشاركا في الوصاية على الولد.‏ تقول جاين:‏ «اننا نحاول المساعدة من خلال الاعتناء بحفيدنا عندما يكون ابننا في عمله».‏ ووفقا لأحد الاستطلاعات،‏ يبلغ معدل الساعات التي يقضيها الاجداد في الولايات المتحدة وهم يعتنون بأحفادهم ١٤ ساعة تقريبا في الاسبوع،‏ اي ما يعادل ٢٩ بليون دولار في السنة!‏

      فأية افراح يختبرها اجداد اليوم؟‏ وأية تحديات يواجهونها؟‏ ان المقالتين التاليتين تناقشان هذين السؤالين.‏

  • الاجداد —‏ افراحهم وتحدياتهم
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • الاجداد —‏ افراحهم وتحدياتهم

      ‏«احب ان اكون جدّا!‏ فأنتم تفرحون بأحفادكم دون ان تشعروا بأنكم مسؤولون عنهم.‏ وأنتم تدركون انكم تؤثرون في حياتهم ولكنكم في النهاية لستم انتم من له الكلمة الاخيرة بل والدوهم».‏ —‏ جين،‏ جد.‏

      ما هو المثير في كون المرء جدّا؟‏ يشير الباحثون الى ان المتطلبات التي يضعها الوالدون على الاولاد يمكن ان تخلق الكثير من التوتر.‏ لكنَّ الاجداد غير مجبورين عادة على وضع مثل هذه المتطلبات،‏ لذلك يتمتعون بعلاقة بأحفادهم خالية من التوتر الى حد بعيد.‏ وكما يعبِّر الطبيب آرثر كورنهابر،‏ يمكنهم ان يحبوا احفادهم «لمجرد انهم يتنفسون».‏ تقول جدة تدعى استر:‏ «عندما كنت اعتني بأولادي،‏ كان القلق ينتابني يوميا عند كل خطوة يقومون بها.‏ لكنني كجدة اشعر بحرية التمتع بأحفادي والاعراب عن محبتي لهم وحسب».‏

      ثم هنالك الكفاءة والحكمة اللتان تزدادان مع تقدم العمر.‏ (‏ايوب ١٢:‏١٢‏)‏ فالاجداد،‏ الذين لم يعودوا شبانا تنقصهم الخبرة،‏ لديهم في جعبتهم سنين من الخبرة في تربية الاولاد.‏ وإذ سبقوا وتعلَّموا من اخطائهم،‏ يصبحون اكثر كفاءة مما كانوا عليه في ايام شبابهم في كيفية معاملة الاولاد.‏

      لذلك يستنتج الطبيب كورنهابر:‏ «ان العلاقة الجيدة التي تسودها المحبة بين الاجداد والاحفاد ضرورية من اجل الصحة العاطفية والسعادة لكلٍّ من الاجيال الثلاثة.‏ وهذه العلاقة هي حق طبيعي للاولاد مكتسب بالولادة،‏ .‏ .‏ .‏ ارث لهم من الكبار يفيد كل فرد في العائلة».‏ وبشكل مماثل،‏ تذكر مجلة العلاقات العائلية (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الاجداد الذين يقومون بدورهم ويفهمونه ينمّون شعورا متزايدا من السعادة وروح التضامن».‏

      دور الاجداد

      هنالك ادوار قيمة كثيرة يمكن ان يقوم بها الاجداد.‏ «يستطيعون ان يدعموا اولادهم المتزوجين»،‏ كما يقول جين.‏ «وبفعلهم ذلك،‏ اظن انهم يعوِّضون عن بعض الظروف الصعبة التي يمر بها الوالدون الشباب».‏ ويمكن ان يفعل الاجداد الكثير لدعم الاحفاد ايضا.‏ فغالبا ما يكون احد الجدّين هو من يروي القصص التي تعرِّف الولد بتاريخ العائلة.‏ وغالبا ما يلعب الاجداد ايضا دورا رئيسيا في نقل الارث العائلي الديني.‏

      في عائلات كثيرة،‏ يخدم الاجداد كمرشدين موثوق بهم.‏ «قد يكون هنالك امور يفضل الاولاد مشاركتكم انتم فيها لأنهم لا يشعرون بالراحة في التحدث عنها الى والديهم»،‏ كما تقول جاين،‏ المذكورة في المقالة الاولى.‏ ويرحب الوالدون عادة بهذا الدعم الاضافي.‏ وتذكر احدى الدراسات ان «اكثر من ٨٠ في المئة من المراهقين يعتبرون اجدادهم مؤتمنين على سرهم.‏ .‏ .‏ .‏ ونسبة كبيرة من الاحفاد الراشدين يحافظون على اتصالهم القانوني بأجدادهم الالصق».‏

      يمكن ان يكون الجدّ المحب ذا اهمية خصوصية لولد تنقصه التربية الملائمة في البيت.‏ «كانت جدتي اهم شخص في طفولتي الباكرة»،‏ كما تكتب سِلما واسرمان.‏ «كانت هي مَن دخل حياتي واعتنى بي.‏ وكان حضنها اوسع من شاطئ ميامي؛‏ فعندما كانت تأخذني فيه،‏ كنت اشعر بالأمان.‏ ان جدتي هي التي علمتني اهم الاشياء عن نفسي —‏ انني محبوبة وبالتالي يمكن ان أُحَب».‏ —‏ الجدة التي تسكن بعيدا (‏بالانكليزية)‏.‏

      التوترات العائلية

      لكنَّ الكينونة اجدادا لا تخلو من التوترات والمشاكل.‏ مثلا،‏ تتذكر ام مشاجَرة مرّة مع والدتها حول الطريقة المناسبة لمساعدة الطفل على التجشؤ.‏ «لقد سبَّب ذلك هوة بيننا في وقت عصيب بالنسبة اليّ».‏ من الواضح ان الوالدين الشباب يريدون ان يوافقهم والدوهم في الرأي في طريقة تربيتهم لأولادهم.‏ لذلك قد تبدو لهم اقتراحات والديهم الحسني النية كنقد مدمر.‏

      يخبر الطبيب كورنهابر في كتابه بين الوالدين والاجداد (‏بالانكليزية)‏ عن والدَين اثنين يواجهان مشكلة شائعة اخرى.‏ تقول ام:‏ «يغزو والداي منزلي كل يوم.‏ ويستاءان اذا جاءا ولم يجداني.‏ .‏ .‏ .‏ انهما لا يفكران فيَّ،‏ في مشاعري وحياتي الخاصة».‏ ويقول اب:‏ «يريد والداي ان يمتلكا ابنتي الصغيرة.‏ فهما يريدان ان يتدخلا في كل شاردة وواردة في حياة سوزي،‏ اربعا وعشرين ساعة في اليوم.‏ .‏ .‏ .‏ اننا نفكر في الارتحال».‏

      وفي بعض الاحيان يُتهم الاجداد بتدليل احفادهم بإفراط وذلك بإمطارهم بوابل من الهدايا.‏ طبعا،‏ ان الكرم بالنسبة الى الاجداد طبيعي كالتنفس،‏ رغم ان بعضهم،‏ كما يبدو،‏ يتخطون الحدود في هذا المضمار.‏ لكن احيانا قد ينبع تذمُّر الوالدين من الغيرة.‏ (‏امثال ١٤:‏٣٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ تعترف ميلدرد:‏ «كان والداي حازمَين وقاسيَين معي.‏ أما مع اولادي فهما كريمان ومتساهلان.‏ انا اغار لأنهما لم يبدِّلا طريقة تصرفهما تجاهي قط».‏ مهما تكن الدوافع والاسباب،‏ يمكن ان تنشأ المشاكل اذا لم يحترم الاجداد رغبات الوالدين في ما يتعلق بتقديم الهدايا.‏

      لذلك من الحكمة ان يُظهر الاجداد التعقُّل في ابراز كرمهم.‏ يظهر الكتاب المقدس ان الاكثار من شيء ما،‏ حتى لو كان جيدا،‏ يمكن ان يكون سيئا.‏ (‏امثال ٢٥:‏٢٧‏)‏ اذا لم تكونوا متأكدين اي نوع من الهدايا هو ملائم،‏ فاستشيروا الوالدين.‏ وهكذا ‏‹ستعرفون كيف تعطون .‏ .‏ .‏ عطايا صالحة›.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

      المحبة والاحترام —‏ المفتاحان!‏

      من المحزن القول ان بعض الاجداد اشتكوا ان عملهم الذي يشمل الاعتناء بالاولاد وحضانتهم يُعتبر مسلَّما به.‏ ويشعر آخرون بأنهم لا يُعطَون فرصة الاتصال الكافي بأحفادهم.‏ لكنَّ آخرين يقولون ان اولادهم الراشدين تجنبوهم دون ان يوضحوا السبب.‏ غالبا ما يمكن تفادي مثل هذه المشاكل المؤلمة اذا اظهر افراد العائلة المحبة والاحترام واحدهم للآخر.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «المحبة طويلة الاناة ولطيفة.‏ المحبة لا تغار .‏ .‏ .‏ ولا تطلب مصلحتها الخاصة،‏ ولا تحتد.‏ .‏ .‏ .‏ تصبر على كل شيء،‏ وتصدق كل شيء،‏ وترجو كل شيء،‏ وتحتمل كل شيء».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥،‏ ٧‏.‏

      ربما انتِ والدة شابة اعطتها الجدة اقتراحا او ملاحظة مزعجة بالرغم من حسن نيتها.‏ فهل هذا حقا سبب وجيه ‹لتحتدّي›؟‏ حتى الكتاب المقدس يظهر انه دور النساء المسيحيات الاكبر سنا ان يعلِّمن «الشابات .‏ .‏ .‏ ليكنَّ محبَّات لأزواجهن،‏ محبَّات لاولادهن،‏ رزينات،‏ عفيفات،‏ عاملات في بيوتهن».‏ (‏تيطس ٢:‏٣-‏٥‏)‏ أفلا تريدون انتم والاجداد على السواء الامر نفسه —‏ الافضل لأولادكم؟‏ بما ان المحبة «لا تطلب مصلحتها الخاصة»،‏ فربما يكون من الافضل التركيز على حاجات الاولاد،‏ لا على مشاعركم الخاصة.‏ وسيساعدكم ذلك على تجنُّب ‹اجبار واحدكم الآخر على تصفية الحساب› عند كل حالة غضب تافهة.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٦‏،‏ حاشية ع‌ج‏،‏ بالانكليزية.‏

      طبعا،‏ قد تشعرون بأن الكرم الزائد سيفسد اولادكم.‏ لكنَّ الاجداد عادة لا يملكون دوافع شريرة حين يعربون عن الكرم.‏ يوافق اكثر الخبراء بالاعتناء بالاولاد ان كيفية تربيتكم انتم لأولادكم هي التي ستؤثر فيهم اكثر بكثير من تدخُّل الاجداد العرضي.‏ ينصح دكتور في علم النفس:‏ «ان الحفاظ على روح الفكاهة يساعد».‏

      اذا كان لديكم سبب شرعي للقلق بشأن مسألة تتعلق بالاعتناء بالولد،‏ فلا تحرموا والديكم او احْماءكم من اولادكم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «مقاصد بغير مشورة تبطل».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ في ‹الوقت المناسب›،‏ قوموا بمناقشة جدية معهم وأظهروا قلقكم.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٣‏)‏ وغالبا ما يكون ممكنا ايجاد الحلول.‏

      هل انتم جدّ او جدّة؟‏ في هذه الحال يكون اظهار الاحترام لوالدي احفادكم امرا اساسيا.‏ طبعا،‏ قد تشعرون بواجب التعبير عن رأيكم اذا ما شعرتم ان حفيدكم في خطر.‏ ولكن فيما يكون من الطبيعي ان تحبوا وتعزّوا احفادكم،‏ فإن مسؤولية تربية الاولاد تقع على عاتق الوالدين —‏ لا الاجداد.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ ويأمر الكتاب المقدس احفادكم ان يحترموا ويطيعوا والديهم.‏ (‏افسس ٦:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١٢:‏٩‏)‏ اذًا،‏ حاولوا ان تتجنَّبوا اعاقة عمل والديهم بإعطائهم نصائح غير مطلوبة او تقويض سلطة والديهم.‏ —‏ قارنوا ١ تسالونيكي ٤:‏١١‏.‏

      نعم،‏ ان الامتناع عن التدخل والتعبير عن رأيكم،‏ او ربما انتظار حدوث امر ما بقلق،‏ والسماح لأولادكم بأن ينجزوا مهمتهم كآ‌باء،‏ ليس دائما بالامر السهل.‏ ولكن كما يعبِّر جين:‏ «ما لم يطلبوا هم نصيحتكم،‏ يجب ان تجاروهم في ما يشعرون هم انه الافضل لأولادهم».‏ تقول جاين:‏ «انا احرص ألّا اقول:‏ ‹هكذا يجب ان تسير الامور!‏›.‏ فهنالك طرائق عديدة للقيام بالاشياء،‏ وإذا كنتم من الذين يتشبثون برأيهم يمكن ان يسبِّب ذلك المشاكل».‏

      ما يمكن ان يقدمه الاجداد

      يصف الكتاب المقدس حيازة الاحفاد كبركة من اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٢٨:‏٣-‏٦‏)‏ عندما تهتمون بأحفادكم،‏ تستطيعون ان تؤثروا في حياتهم بشكل قوي بمساعدتهم على تنمية القيم الالهية.‏ (‏قارنوا تثنية ٣٢:‏٧‏.‏)‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس لعبت امرأة تدعى لوئيس دورا مهما في مساعدة حفيدها تيموثاوس على الصيرورة بارزا كرجل للّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٥‏)‏ وبشكل مماثل،‏ يمكنكم ان تختبروا الفرح نفسه حين يتجاوب احفادكم مع التدريب الالهي.‏

      يمكن ايضا ان تكونوا مصدرا للمحبة والحنو اللازمين.‏ صحيح انكم قد لا تكونون من الذين يستفيضون في التعبير عن حنانهم وشعورهم.‏ لكنَّ المحبة الالهية يمكن ان تظهر ايضا من خلال الاهتمام الصادق وغير الاناني بأحفادكم.‏ تقول الكاتبة سِلما واسرمان:‏ «ان اظهار الاهتمام بما يخبركم الولد .‏ .‏ .‏ سيدل بالتأكيد على اهتمامكم.‏ فالاصغاء جيدا،‏ عدم قطع الحديث،‏ عدم كونكم انتقاديين،‏ كلها امور تعبِّر عن الاحترام،‏ الحنو،‏ والتقدير».‏ وبالنسبة الى الاحفاد،‏ يمكن ان يكون هذا الاهتمام الحبي من افضل الهدايا التي يمكن ان يقدمها الاجداد.‏

      لقد ركزت مناقشتنا حتى الآن على ادوار الاجداد التقليدية.‏ لكنَّ كثيرين من الاجداد اليوم يقع على عاتقهم حمل اكبر بكثير.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«ان جدتي هي التي علمتني اهم الاشياء عن نفسي —‏ انني محبوبة وبالتالي يمكن ان أُحَب»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      افكار للأجداد الذين يسكنون بعيدا

      ‏• اطلبوا من الوالدين ان يرسلوا لكم اشرطة ڤيديو او صورا للاحفاد.‏

      ‏• ارسلوا «رسائل» على شريط سمعيّ مسجل الى احفادكم.‏ وللاولاد الصغار،‏ سجِّلوا بصوتكم قراءة قصص الكتاب المقدس او اغاني لوقت النوم.‏

      ‏• ارسلوا الى احفادكم بطاقات بريدية ورسائل.‏ وقوموا بذلك قانونيا اذا كان ممكنا.‏

      ‏• اذا كنتم تستطيعون تحمّل التكاليف،‏ فابقوا على اتصال بأحفادكم بالمكالمات الهاتفية الخارجية.‏ عندما تتحدثون الى اولاد صغار،‏ ابدأوا المحادثات بطرح اسئلة بسيطة مثل،‏ «ماذا تناولتم عند الفطور؟‏».‏

      ‏• قوموا بالزيارات القانونية المختصرة،‏ اذا كان ممكنا.‏

      ‏• رتِّبوا مع الوالدين كي يزوركم احفادكم في منزلكم.‏ خططوا لممارسة نشاطات مسلية مثل الذهاب الى حديقة الحيوانات،‏ المتاحف،‏ والحدائق العامة.‏

  • عندما يصبح الاجداد والدين
    استيقظ!‏ ١٩٩٩ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • عندما يصبح الاجداد والدين

      ‏«لم يكن قد مضى على وصولي من الاجتماع في قاعة الملكوت سوى لحظات حين قُرع باب المنزل.‏ وإذا بشرطيين في الخارج معهما ولدان قذران بشعر اشعث يوحي منظرهما بأنهما لم يستحما منذ اشهر.‏ كان من الصعب الادراك انهما ولدان!‏ لقد كانا حفيديَّ اللذين اهملتهما امهما المدمنة على المخدِّرات.‏ أما انا فكنت ارملة ومسؤولة عن اولادي الستة.‏ لكنَّني لم استطع رفض استقبالهما».‏ —‏ سالي.‏a

      ‏«طلبت مني ابنتي هل بإمكاني الاهتمام بأولادها حتى تستقيم احوالها.‏ لم اكن اعلم انها تتعاطى المخدِّرات.‏ فانتهى بي المطاف الى تربية ولدَيها.‏ بعد سنوات،‏ انجبت ابنتي ايضا طفلة.‏ لم اشأ ان آخذها،‏ ولكنَّ حفيدي توسَّل الي:‏ ‹جدتي،‏ ألا نستطيع القبول بها فقط؟‏›».‏ —‏ ويلي مي.‏

      ان الكينونة اجدادا كان يجري وصفها بـ‍ «المتعة دون مسؤولية».‏ لكنَّ الامر لم يعد كذلك.‏ ويُقدَّر انه في الولايات المتحدة وحدها،‏ يعيش اكثر من ثلاثة ملايين ولد مع اجدادهم.‏ والعدد في ارتفاع سريع.‏

      وماذا وراء هذا النمط المشوش؟‏ ان الاولاد الذين يتطلَّق والدوهم قد ينتهي بهم الامر الى العيش مع اجدادهم.‏ وقد يحدث الامر نفسه للاولاد الذين يهملهم والدوهم او يسيئون معاملتهم.‏ تقول مجلة خير الولد (‏بالانكليزية)‏ ان تأثيرات ‹كوكائين الكراك› المهدِّمة في الوالدين المدمنين ‹تخلق جيلا ضائعا›.‏ وهنالك ايضا ملايين الاولاد «بلا والدين» بسبب هجرهم لهم،‏ موتهم،‏ او اصابتهم بمرض عقلي.‏ والاولاد الذين تموت امهم بسبب مرض الأيدز قد ينتهي بهم المطاف ايضا الى عهدة اجدادهم.‏

      عندما يأخذ المرء مسؤولية تربية الاولاد على عاتقه في خريف عمره او اثناء «ايام السوء» في شيخوخته قد يكون ذلك ساحقا.‏ (‏جامعة ١٢:‏١-‏٧‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ فكثيرون من الناس لا يملكون ما يكفي من الطاقة للاهتمام بالاولاد الصغار بشكل مستمر.‏ كما ان بعض الاجداد يعتنون ايضا بوالديهم المسنين.‏ وهنالك آخرون ايضا يكونون ارامل او مطلَّقين مضطرين بالتالي الى اعالة انفسهم دون دعم رفيق زواج.‏ ويجد كثيرون انفسهم غير مستعدين ماديا لتحمل عبء تربية الاولاد.‏ وجد احد الاستطلاعات ان ٤ من ١٠ اجداد أوصياء على الاولاد كان دخلهم قريبا من مستوى الفقر.‏ تتذكر سالي:‏ «عندما مرض احفادي،‏ اضطُررت الى دفع مال كثير للعلاج.‏ ولم احصل إلّا على مساعدة لا تذكر من الدولة».‏ وتتذكر امرأة مسنَّة:‏ «اضطُررت ان استعمل مال تقاعدي للاعتناء بأحفادي».‏

      الاجهاد والتوتر

      لا عجب ان تجد احدى الدراسات ان «الاعتناء بالأحفاد سبَّب الاجهاد الكبير للأجداد.‏ وعبَّر ٨٦ في المئة من الـ‍ ٦٠ جدّا الذين شملتهم الدراسة عن شعورهم ‹بالكآ‌بة والقلق معظم الاحيان›».‏ ويخبر كثيرون ايضا عن مشاكل صحية.‏ تقول اليزابيث،‏ امرأة اعتنت بحفيدتها المراهقة:‏ «لقد اثر ذلك فيَّ جسديا،‏ عقليا،‏ وروحيا».‏ وتقول ويلي مي التي تعاني مرض القلب وارتفاع ضغط الدم:‏ «تعتقد طبيبتي ان الامر سببه الإجهاد في تربية الاولاد».‏

      والكثيرون ليسوا مستعدين لتغيير نمط الحياة الذي تتطلبه تربية الاولاد.‏ يقول احد الاجداد:‏ «احيانا تمر ايام وأنا قابع في المنزل.‏ كنت اشعر بالذنب .‏ .‏ .‏ اذا تركتهم مع احد غيري.‏ لذلك،‏ عوض الذهاب الى مكان ما او القيام بشيء ما،‏ لم اكن افعل شيئا».‏ وتصف جدة ايضا وقتها الخاص بأنه «غير موجود».‏ والانعزال عن المجتمع والوحدة امران شائعان.‏ ثمة جدة قالت:‏ «معظم اصحابنا الذين من عمرنا ليس لديهم اولاد [احداث] ونتيجة لذلك غالبا ما نعتذر عن قبول دعوة منهم لأن اولادنا [الاحفاد] غير مدعوين».‏

      اضيفوا الى ذلك آلام الضغوط العاطفية.‏ تقول مقالة في اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «كثيرون منهم [الاجداد] يشعرون بالخجل والذنب لأن اولادهم فشلوا في دورهم كآ‌باء —‏ وكثيرون يلومون انفسهم متسائلين اين اخفقوا في دورهم هم كآ‌باء.‏ وبغية تزويد بيوت آمنة لأحفادهم تسودها المحبة،‏ يضطر بعض الاجداد ان يتخلّوا عاطفيا عن اولادهم المسيئين او المدمنين على المخدِّرات».‏

      يخبر احد الاستطلاعات:‏ «اكثر من الربع .‏ .‏ .‏ قالوا ان اكتفاءهم في علاقتهم الزوجية انحطّ نتيجة تزويد العناية».‏ فالازواج خصوصا،‏ غالبا ما يشعرون بأنهم مهمَلون اذ تتحمل زوجاتهم الحصة الاكبر من المسؤولية في العناية بالاولاد.‏ ويشعر بعض الازواج انهم بكل بساطة لا يستطيعون تحمل الضغط.‏ تقول احدى النساء عن زوجها:‏ «لقد هجرَنا.‏ .‏ .‏ .‏ اظن انه شعر وكأنه واقع في فخ».‏

      اولاد غضاب

      تقول اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان ما يزيد الضغوط هو ان بعض الاولاد الذين يعتني بهم [الاجداد] هم بين الاولاد الاكثر احتياجا الى الدعم العاطفي،‏ والأكثر تأذّيا عاطفيا والاكثر غضبا في الامة».‏

      تأملوا في حفيدة اليزابيث.‏ لقد تخلى عنها والدها حرفيا عند زاوية الطريق حيث كانت اليزابيث تعمل كناظرة تساعد الاولاد في المدرسة على قطع الطريق.‏ تقول اليزابيث:‏ «انها فتاة غضبى.‏ لقد تأذت مشاعرها».‏ ويعاني أحفاد سالي الندوب عينها.‏ «يشعر حفيدي بالامتعاض.‏ فهو يشعر ان لا احد يريده».‏ ان حيازة اب وأم محبين هي حق الولد المكتسب بالولادة.‏ فتخيلوا المشاعر التي تنتاب الولد حين يتخليان عنه،‏ يهملانه او يرفضانه!‏ ان فهم هذه المشاعر يمكن ان يكون المفتاح للتعامل بصبر مع الاولاد الذين يعانون مشاكل في التصرف.‏ تقول الامثال ١٩:‏١١‏،‏ ع‌ج:‏ «بصيرة الانسان تبطئ غضبه».‏

      مثلا،‏ قد يقاوم ولد تُخليَ عنه جهودكم للاعتناء به.‏ ان تفهم مخاوف الولد وأسباب قلقه يمكن ان يساعدكم في التجاوب معه بتعاطف.‏ ربما يكون التسليم بصحة مخاوفه والتأكيد له بأنكم ستبذلون قصارى جهدكم للاعتناء به مساعدَين جدا في تهدئة مخاوفه.‏

      التغلب على الضغوط

      ‏‹شعرت بجرح في الصميم وبالشفقة على نفسي.‏ فليس عدلا ان يحدث هذا لنا›.‏ هكذا قالت جدة وصية على احفادها.‏ اذا كنتم في وضع مماثل،‏ فقد تخالجكم المشاعر عينها.‏ لكن لا تيأسوا،‏ فالامل موجود دائما.‏ احد الاسباب هو ان العمر قد يحد من طاقتكم الجسدية،‏ لكنه يحوي بين ثناياه الحكمة،‏ الصبر،‏ والمهارة.‏ فلا عجب ان تكون دراسة قد وجدت ان «الاولاد الذين رباهم اجدادهم وحدهم يتدبرون امرهم بشكل جيد بالمقارنة مع الاولاد الذين تربوا في عائلات مع والد متوحد».‏

      يحثنا الكتاب المقدس ان ‹نلقي كل همنا عليه [يهوه]،‏ لأنه يهتم بنا›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٧‏)‏ فعلى غرار صاحب المزمور،‏ داوموا على الصلاة له من اجل تزويدكم بالقوة والارشاد.‏ (‏قارنوا مزمور ٧١:‏١٨‏.‏)‏ انتبهوا لحاجاتكم الروحية الشخصية.‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ تقول امرأة مسيحية:‏ «لقد ساعدتني الاجتماعات المسيحية والكرازة للآخرين على الاستمرار في الحياة».‏ لذلك حين يكون ممكنا،‏ حاولوا ان تعلِّموا احفادكم طرق اللّٰه.‏ (‏تثنية ٤:‏٩‏)‏ وسيدعم اللّٰه بالتأكيد جهودكم المبذولة في تربية احفادكم «في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏b

      لا تخافوا من طلب المساعدة.‏ فغالبا ما يمكن ان يكون الاصدقاء مساعدين،‏ وخصوصا ضمن الجماعة المسيحية.‏ تتذكر سالي:‏ «ان الاخوة والاخوات في الجماعة كانوا داعمين جدا.‏ فعندما كنت اشعر بالاكتئاب،‏ كانوا الى جانبي ليعضدوني.‏ حتى ان البعض ساعدوني ماديا».‏

      لا تتجاهلوا المساعدة التي يمكن الحصول عليها من الدولة.‏ (‏روما ١٣:‏٦‏)‏ ووفقا لأحد الاستطلاعات الذي يشمل اجدادا،‏ فإن المثير للاهتمام هو ان «معظمهم لا يعرفون ما المتوفر او الى اين يلجأون من اجل المساعدة».‏ (‏خير الولد‏)‏ ان العمال الاجتماعيين والوكالات المحلية التي تساعد المسنين قد تكون قادرة على ارشادكم الى مركز للخدمات المساعِدة.‏

      في حالات كثيرة،‏ يكون الاجداد الاوصياء نتاج هذه ‹الازمنة الحرجة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ ولسعادتنا،‏ ليست هذه الاوقات الصعبة إلّا علامة ان اللّٰه سيتدخل قريبا ويخلق «ارضا جديدة» حيث تكون الحالات المأساوية التي تصيب عائلات كثيرة اليوم شيئا من الماضي.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وإلى ان يحين ذلك الوقت،‏ يجب ان يبذل الاجداد الاوصياء قصارى جهدهم ليستفيدوا من ظرفهم الى اقصى حد.‏ وكثيرون هم الذين يحصدون نجاحا في مساعيهم!‏ تذكروا دائما انه رغم التثبط يمكنكم حصد الافراح.‏ فقد تتمتعون بفرح رؤية احفادكم يصيرون محبين اولياء للّٰه.‏ أفلا يستحق ذلك عناءكم؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بعض الاسماء جرى تغييرها.‏

      b ان كتاب سرّ السعادة العائلية (‏اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك)‏ يحتوي على مبادئ كثيرة مساعِدة من الكتاب المقدس يمكن ان يستعملها الاجداد الاوصياء في تربية احفادهم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      مسائل قانونية

      ان مسألة الحصول على وصاية الاحفاد قانونيا هي مسألة دقيقة ومعقدة.‏ توضح ماري فرون،‏ الخبيرة بهذا المضمار:‏ «من جهة،‏ قد تكون حقوقكم القانونية،‏ دون وصاية،‏ محدودة.‏ ففي معظم الحالات،‏ يمكن ان يعود الوالدون ويستعيدوا الولد في اي وقت كان.‏ ومن جهة اخرى،‏ يحجم اجداد كثيرون عن طلب الوصاية لأن ذلك يعني المثول امام المحكمة للشهادة ان ولدهم انما هو والد غير صالح».‏ —‏ ادارة البيت بشكل جيد (‏بالانكليزية)‏.‏

      ودون وصاية قانونية،‏ غالبا ما يواجه الاجداد صعوبة في تسجيل احفادهم في المدارس او حتى تأمين العناية الطبية لهم.‏ لكنَّ الحصول على الوصاية يمكن ان يكون مكلفا،‏ مستهلكا للوقت ومرهقا عاطفيا.‏ حتى ولو حصل عليها الاجداد فقد يُحرمون من الدعم المادي الذي تقدمه الدولة.‏ لذلك تنصح مجلة خير الولد الاجداد بأن «يطلبوا المشورة القانونية من محام محلي عنده خبرة في قانون العائلة للدولة،‏ حالات الوصاية،‏ وخير الاولاد».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      حساب النفقة

      يتفطَّر قلب المرء حزنا عند رؤيته ولدا محتاجا وخصوصا اذا كان هذا الولد من لحمه ودمه.‏ يأمر الكتاب المقدس المسيحيين ان يعتنوا ‹بخاصتهم›.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ رغم ذلك،‏ في حالات كثيرة تتطلب الحكمة من الاجداد ان يفكروا مليا قبل ان يأخذوا على عاتقهم هذه المسؤولية.‏ (‏امثال ١٤:‏١٥؛‏ ٢١:‏٥‏)‏ فيجب على المرء ان يحسب النفقة.‏ —‏ قارنوا لوقا ١٤:‏٢٨‏.‏

      تأملوا بروح الصلاة في الاسئلة التالية:‏ هل انتم حقا في وضع جسدي،‏ عاطفي،‏ روحي،‏ ومادي يمكّنكم من سد حاجات هذا الولد؟‏ كيف يشعر رفيق زواجكم حيال هذا الامر؟‏ هل هنالك طريقة تستطيعون من خلالها تشجيع او مساعدة والدي الولد بحيث يتمكنان من الاعتناء شخصيا بولدهما؟‏ من المحزن القول ان بعض الوالدين المهملين لا يتوقفون عن اتّباع نمط حياة فاسد ادبيا.‏ تتذكر جدة بمرارة:‏ «تعهدت عددا من اولادها.‏ لكنها داومت على تعاطي المخدِّرات وإنجاب المزيد من الاولاد،‏ حتى جاء ذلك اليوم الذي اضطررت فيه ان اقول لا!‏».‏

      من جهة اخرى،‏ ما لم تبالوا بأحفادكم،‏ فماذا يحدث لهم؟‏ هل تستطيعون تحمُّل الضغط حين تعرفون ان آخرين يعتنون بهم،‏ ربما الغرباء؟‏ ماذا عن حاجات الاولاد الروحية؟‏ هل سيتمكن الآخرون من تربيتهم وفقا لمبادئ الكتاب المقدس؟‏ قد يستنتج البعض انه رغم الصعوبات المشمولة،‏ لا مناص من تحمُّل المسؤولية.‏

      ان هذه الامور أليمة وكل فرد يجب ان يتخذ قراره هو بنفسه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة