مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • جمع كثير من العبَّاد الحقيقيين —‏ من اين اتوا؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • جمع كثير من العبَّاد الحقيقيين —‏ من اين اتوا؟‏

      ‏«وإذا جمع كثير .‏ .‏ .‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون امام العرش وأمام الخروف.‏» —‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      ١ لماذا الرؤى النبوية في سفر الرؤيا هي ذات اهمية كبيرة لنا اليوم؟‏

      نحو نهاية القرن الاول الميلادي،‏ رأى الرسول يوحنا رؤى عن حوادث رائعة ترتبط بقصد يهوه.‏ وبعض الامور التي رآها يتمُّ الآن.‏ ويُنتظر ان تتمَّ امور اخرى في المستقبل القريب.‏ وكلها تتمحور حول الذروة المثيرة لقصد يهوه العظيم —‏ تقديس اسمه امام كل الخليقة.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏٢٣؛‏ رؤيا ٤:‏١١؛‏ ٥:‏١٣‏)‏ وهي تشمل إضافةً الى ذلك امكانيات الحياة لكلٍّ منا.‏ فكيف ذلك؟‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا رأى الرسول يوحنا في رؤياه الرابعة؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تتعلق بهذه الرؤيا سنتأمل فيها؟‏

      ٢ في الرؤيا الرابعة من سلسلة رؤى سفر الرؤيا،‏ رأى يوحنا ملائكة يمسكون رياح الدمار الى ان يُختم «عبيد الهنا» على جباههم.‏ ثم رأى احد اكثر التطوُّرات اثارة —‏ ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعدَّه من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة،‏› متَّحدين في عبادة يهوه وإكرام ابنه.‏ وقيل ليوحنا ان هؤلاء هم اشخاص يأتون من الضيقة العظيمة.‏ (‏رؤيا ٧:‏١-‏١٧‏)‏ فمَن هم الموصوفون بـ‍ «عبيد الهنا»؟‏ ومَن سيؤلفون ‹الجمع الكثير› الناجين من الضيقة؟‏ هل ستكونون واحدا منهم؟‏

      مَن هم «عبيد الهنا»؟‏

      ٣ (‏أ)‏ في يوحنا ١٠:‏١-‏١٨‏،‏ كيف اوضح يسوع علاقته بأتباعه؟‏ (‏ب)‏ ماذا اتاح يسوع لخرافه بموته الفدائي؟‏

      ٣ قبل اربعة اشهر تقريبا من موت يسوع،‏ قال عن نفسه انه «الراعي الصالح» وعن أتباعه انهم «الخراف» الذين يضحي بحياته من اجلهم.‏ وذكر على وجه التخصيص خرافا وجدهم ضمن حظيرة مجازية واعتنى بهم بعد ذلك عناية خصوصية.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١-‏١٨‏)‏a وبمحبة،‏ وضع يسوع نفسه عن خرافه،‏ مزوِّدا الثمن الفدائي الضروري ليتحرَّروا من الخطية والموت.‏

      ٤ مَن هم اول مَن جُمعوا كخراف انسجاما مع ما قاله يسوع؟‏

      ٤ ولكن قبل ذلك جمع يسوع،‏ بصفته الراعي الصالح،‏ التلاميذ شخصيا.‏ وقد عرَّفه يوحنا المعمدان،‏ «البوَّاب» في ايضاح يسوع،‏ بالتلميذَين الاولَين.‏ وكان يسوع يبحث عن اشخاص يتجاوبون بشكل مؤاتٍ مع فرصة الصيرورة جزءا من «نسل ابراهيم» المركَّب.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٨؛‏ غلاطية ٣:‏١٦،‏ ٢٩‏)‏ ونمَّى في قلوبهم التقدير لملكوت السموات،‏ وأكد لهم انه سيذهب ليعدَّ لهم مكانا في بيت ابيه السماوي.‏ (‏متى ١٣:‏٤٤-‏٤٦؛‏ يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ وعلى نحو ملائم قال:‏ «من ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السموات هو الهدف الذي يندفع نحوه الناس،‏ والذين يندفعون الى الامام يُمسكون به.‏» (‏متى ١١:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ والذين تبعوه لكي يبلغوا هذا الهدف برهنوا انهم ضمن الحظيرة التي تكلَّم عنها يسوع.‏

      ٥ (‏أ)‏ مَن هم «عبيد الهنا» المشار اليهم في الرؤيا ٧:‏٣-‏٨‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ان كثيرين ينضمون الى الاسرائيليين الروحيين في العبادة؟‏

      ٥ في الرؤيا ٧:‏٣-‏٨‏،‏ ان الذين يندفعون الى الامام بنجاح نحو الهدف السماوي يُشار اليهم ايضا بأنهم «عبيد الهنا.‏» (‏انظروا ١ بطرس ٢:‏٩،‏ ١٦‏.‏)‏ فهل الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المذكورون هناك يهود طبيعيون فقط؟‏ هل الذين ضمن الحظيرة المجازية في ايضاح يسوع هم من اليهود فقط؟‏ قطعا لا؛‏ انهم اعضاء اسرائيل اللّٰه الروحي،‏ وجميعهم يقترنون بالمسيح في نسل ابراهيم الروحي.‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٦:‏١٦؛‏ رؤيا ١٤:‏١،‏ ٣‏)‏ وطبعا،‏ لا بد ان يأتي وقت يكمل فيه العدد الثابت.‏ فماذا يحدث عندئذ؟‏ كما سبق فأنبأ الكتاب المقدس،‏ ينضم آخرون —‏ جمع كثير منهم —‏ الى هؤلاء الاسرائيليين الروحيين في عبادة يهوه.‏ —‏ زكريا ٨:‏٢٣‏.‏

      ‏‹الخراف الاخر› —‏ هل هم مسيحيون امميون؟‏

      ٦ الى ايّ تطوُّر تشير يوحنا ١٠:‏١٦‏؟‏

      ٦ بعد ان ذكر يسوع حظيرة واحدة في يوحنا ١٠:‏٧-‏١٥‏،‏ شمل فريقا آخر في مجرى الاحداث اذ قال:‏ «لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد.‏» (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فمَن هم هؤلاء ‹الخراف الاخر›؟‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ لماذا الفكرة القائلة ان الخراف الاخر هم مسيحيون امميون مبنية على فرضية خاطئة؟‏ (‏ب)‏ اية وقائع بشأن قصد اللّٰه نحو الارض يجب ان تؤثر في فهمنا مَن هم الخراف الاخر؟‏

      ٧ يعتقد المعلِّقون في العالم المسيحي عموما ان هؤلاء الخراف الاخر هم مسيحيون امميون وأن الذين في الحظيرة المشار اليهم في وقت ابكر هم يهود،‏ اشخاص كانوا تحت عهد الناموس،‏ وأن كلا الفريقين يذهب الى السماء.‏ ولكنَّ يسوع وُلد يهوديا وكان تحت عهد الناموس بالولادة.‏ (‏غلاطية ٤:‏٤‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ان الذين يعتبرون الخراف الاخر مسيحيين امميين يكافأون بحياة سماوية لا يأخذون بعين الاعتبار احد الاوجه المهمة في قصد اللّٰه.‏ فعندما خلق يهوه البشرين الاولين ووضعهما في جنة عدن،‏ أظهر بوضوح ان قصده هو ان تصير الارض آهلة بالسكان،‏ ان تصير كلها فردوسا،‏ وأن يتمتع البشر المعتنون بها بحياة الى الابد —‏ شرط ان يحترموا ويطيعوا خالقهم.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏.‏

      ٨ عندما اخطأ آدم،‏ لم يحُل ذلك دون تحقيق قصد يهوه.‏ فبدافع المحبة صنع اللّٰه تدبيرا لذرية آدم يفسح لهم المجال للتمتع بما فشل آدم في تقديره.‏ لقد انبأ يهوه بأنه سيقيم مخلِّصا،‏ نسلا،‏ تصير فيه البركات متوافرة لجميع الامم.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ٢٢:‏١٨‏)‏ لم يعنِ هذا الوعد ان جميع الصالحين على الارض سيؤخذون الى السماء.‏ فقد علَّم يسوع أتباعه ان يصلّوا:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏»‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وقبيل ذكر الايضاح المسجَّل في يوحنا ١٠:‏١-‏١٦‏،‏ قال يسوع لتلاميذه ان اباه سُرَّ ان يعطي الملكوت السماوي ‹لقطيع صغير› فقط.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لذلك عندما نقرأ ايضاح يسوع عن نفسه بصفته الراعي الصالح الذي يضع نفسه عن خرافه،‏ من الخطإ استثناء اغلبية الذين يشملهم يسوع برعايته الحبية،‏ اولئك الذين يصيرون الرعايا الارضيين لملكوته السماوي.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٩ حتى في السنة ١٨٨٤،‏ ماذا فهم تلاميذ الكتاب المقدس عن هوية الخراف الاخر؟‏

      ٩ حتى في السنة ١٨٨٤،‏ حدَّدت برج المراقبة (‏بالانكليزية)‏ هوية الخراف الاخر بأنهم الاشخاص الذين تُقدَّم لهم فرصة العيش على هذه الارض في ظل احوال تتمم قصد اللّٰه الاصلي.‏ وأدرك تلاميذ الكتاب المقدس الاولون هؤلاء ان بعض اولئك الخراف الاخر هم اشخاص عاشوا وماتوا قبل خدمة يسوع الارضية.‏ ولكن كانت هنالك تفاصيل لم يفهموها بشكل صحيح.‏ مثلا،‏ اعتقدوا ان تجميع الخراف الاخر سيحدث بعد ان يكون جميع الممسوحين قد نالوا مكافأتهم السماوية.‏ ومع ذلك،‏ كانوا مدركين بشكل جازم ان الخراف الاخر ليسوا مجرد مسيحيين امميين.‏ ففرصة الصيرورة واحدا من الخراف الاخر انما هي مفتوحة امام اليهود والأمميين على السواء،‏ امام الناس من جميع الامم والعروق.‏ —‏ قارنوا اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ١٠ لنكون من الاشخاص الذين يعتبرهم يسوع حقا خرافه الاخر،‏ ماذا يجب ان يصح فينا؟‏

      ١٠ ولكي ينطبق عليهم الوصف الذي اعطاه يسوع،‏ يجب على الخراف الاخر ان يكونوا اشخاصا يعترفون بأن يسوع المسيح هو الراعي الصالح،‏ بصرف النظر عن خلفيتهم العنصرية او العرقية.‏ وماذا يشمل ذلك؟‏ يجب ان يظهروا الوداعة واستعدادا للانقياد،‏ وهما صفتان تميِّزان الخراف.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ وكما يصح في القطيع الصغير،‏ يجب ان ‹يعرفوا صوت [الراعي الصالح]› ولا يسمحوا لأنفسهم بأن يدَعوا اشخاصا آخرين يبعدونهم ممَّن قد يسعون الى التأثير فيهم.‏ (‏يوحنا ١٠:‏٤؛‏ ٢ يوحنا ٩،‏ ١٠‏)‏ ويجب ان يقدِّروا اهمية ما فعله يسوع عندما وضع نفسه عن خرافه ويمارسوا الايمان الكامل بهذا التدبير.‏ (‏اعمال ٤:‏١٢‏)‏ ويجب ان ‹يسمعوا› صوت الراعي الصالح عندما يحثهم على تقديم خدمة مقدَّسة ليهوه فقط،‏ على طلب الملكوت اولا،‏ على البقاء منفصلين عن العالم،‏ وعلى إظهار محبة التضحية بالذات بعضهم نحو بعض.‏ (‏متى ٤:‏١٠؛‏ ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٩‏)‏ فهل ينطبق عليكم هذا الوصف للذين يعتبرهم يسوع خرافه الاخر؟‏ هل تريدون ذلك؟‏ يا للعلاقة الثمينة التي تنفتح امام جميع الذين يصيرون حقا خراف يسوع الاخر!‏

      الاحترام لسلطة الملكوت

      ١١ (‏أ)‏ في علامة حضوره،‏ ماذا قال يسوع عن الخراف والجداء؟‏ (‏ب)‏ مَن هم الاخوة الذين يشير اليهم يسوع؟‏

      ١١ بعد اشهر عديدة من تقديم الايضاح المذكور آنفا،‏ كان يسوع في اورشليم من جديد.‏ وفيما هو جالس على جبل الزيتون المطل على منطقة الهيكل،‏ زوَّد تلاميذه بالتفاصيل المتعلقة ‹بعلامة حضوره واختتام نظام الاشياء.‏› (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعاد وتكلَّم عن تجميع خراف.‏ وبين امور اخرى قال:‏ «متى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميِّز بعضهم من بعض كما يميِّز الراعي الخراف من الجداء.‏ فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.‏» في هذا المثل،‏ اظهر يسوع ان هؤلاء الذين وجَّه الملك انتباهه اليهم بهذه الطريقة سيُدانون على اساس معاملتهم ‹لاخوته.‏› (‏متى ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏)‏ ومَن هم هؤلاء الاخوة؟‏ انهم مسيحيون مولودون بالروح،‏ وهم بذلك «ابناء اللّٰه.‏» وهكذا يكونون اخوة المسيح.‏ انهم «عبيد الهنا» المذكورون في الرؤيا ٧:‏٣‏،‏ المختارون من بين الجنس البشري ليشتركوا مع المسيح في ملكوته السماوي.‏ —‏ رومية ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٢ لماذا الطريقة التي يعامل بها الناس اخوة المسيح هي ذات اهمية كبيرة؟‏

      ١٢ ان الطريقة التي يعامل بها البشر الآخرون ورثة الملكوت هؤلاء امر بالغ الاهمية.‏ فهل تنظرون اليهم كما ينظر يسوع المسيح وكما ينظر يهوه؟‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ فموقف المرء من هؤلاء الممسوحين يعكس موقفه من يسوع المسيح نفسه ومن ابيه،‏ المتسلط الكوني.‏ —‏ متى ١٠:‏٤٠؛‏ ٢٥:‏٣٤-‏٤٦‏.‏

      ١٣ الى ايّ حد فهم تلاميذ الكتاب المقدس في السنة ١٨٨٤ مثل الخراف والجداء؟‏

      ١٣ في عددها لشهر آب ١٨٨٤،‏ اشارت برج المراقبة بالصواب الى ان «الخراف» في مثله هم الذين وُضع امامهم توقُّع العيش حياة كاملة على الارض.‏ وفُهم ايضا انه لا بد ان ينطبق المثل عندما يكون المسيح حاكما من عرشه السماوي المجيد.‏ ولكنهم لم يميِّزوا في ذلك الوقت بوضوح متى سيبدأ عمل الفرز الموصوف هناك او كم من الوقت سيدوم.‏

      ١٤ كيف ساعدت محاضرة أُلقيت في محفل سنة ١٩٢٣ تلاميذَ الكتاب المقدس على معرفة زمن اتمام مثل يسوع النبوي؟‏

      ١٤ ولكن،‏ في السنة ١٩٢٣،‏ في محاضرة أُلقيت في محفل،‏ قام ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ بتوضيح زمن اتمام مثل الخراف والجداء.‏ ولماذا؟‏ السبب يعود جزئيا الى ان المثل يُظهر ان اخوة الملك —‏ وعلى الاقل البعض منهم —‏ لا يزالون على الارض.‏ وبين البشر،‏ فقط أتباعه المولودون بالروح يمكن ان يُدعوا فعلا اخوته.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١٠-‏١٢‏)‏ وهؤلاء لن يكونوا على الارض طوال الحكم الالفي،‏ مما يتيح للناس فرصة الإحسان اليهم بالطرائق التي وصفها يسوع.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ اية تطوُّرات ساعدت تلاميذ الكتاب المقدس على تحديد هوية الخراف في مثل يسوع بشكل صحيح؟‏ (‏ب)‏ كيف يبرهن الخراف عن تقديرهم للملكوت؟‏

      ١٥ وفي تلك المحاضرة في سنة ١٩٢٣،‏ بُذل جهد لتحديد هوية الذين ينطبق عليهم وصف الرب للخراف والجداء،‏ ولكن كان يلزم ان تُفهم امور اخرى قبل ان يتوضح المغزى الكامل للمثل.‏ وخلال السنوات اللاحقة،‏ لفت يهوه تدريجيا انتباه خدامه الى هذه التفاصيل المهمة.‏ وشملت هذه التفاصيل فهما واضحا،‏ في السنة ١٩٢٧،‏ لهوية «العبد الامين الحكيم» بأنه كامل هيئة المسيحيين الممسوحين بالروح على الارض؛‏ وشملت ايضا تقديرا،‏ في السنة ١٩٣٢،‏ للحاجة الى الاقتران اللصيق بخدام يهوه الممسوحين بلا خوف،‏ كما التصق يهوناداب بياهو.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥؛‏ ٢ ملوك ١٠:‏١٥‏)‏ وفي ذلك الوقت،‏ وعلى اساس الرؤيا ٢٢:‏١٧‏،‏ شُجع هؤلاء المشبهون بالخراف خصوصا على المشاركة في نقل رسالة الملكوت الى الآخرين.‏ وتقديرهم للملكوت المسيّاني لا يدفعهم الى اظهار اللطف الانساني لممسوحي الرب فحسب بل ايضا الى نذر حياتهم ليهوه بواسطة المسيح والاقتران بشكل لصيق بممسوحيه،‏ مشتركين بحماس في العمل الذي يقومون به.‏ فهل تفعلون ذلك؟‏ للذين يفعلون ذلك سيقول الملك:‏ «تعالوا يا مبارَكي ابي رِثوا الملكوت المُعَدَّ لكم منذ تأسيس العالم.‏» وسيكمن امامهم توقُّع عظيم —‏ العيش حياة ابدية في كمال في الحيِّز الارضي للملكوت.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣٤،‏ ٤٦‏.‏

      ‏‹الجمع الكثير› —‏ الى اين هم ذاهبون؟‏

      ١٦ (‏أ)‏ اية اعتقادات خاطئة كانت لدى تلاميذ الكتاب المقدس الاولين بشأن هوية الجمع الكثير في الرؤيا ٧:‏٩‏؟‏ (‏ب)‏ متى صُحِّحت نظرتهم وعلى ايّ اساس؟‏

      ١٦ لفترة من الوقت اعتقد خدام يهوه ان الجمع الكثير في الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠ هم مختلفون عن الخراف الاخر في يوحنا ١٠:‏١٦ والخراف في متى ٢٥:‏٣٣‏.‏ ولأن الكتاب المقدس يقول انهم «واقفون امام العرش،‏» اعتُقد انهم سيكونون في السماء،‏ لا على عروش،‏ حاكمين مع المسيح كورثة معاونين،‏ بل في مكانة ثانوية قدام العرش.‏ واعتُبروا مسيحيين اقل امانة،‏ مسيحيين لم يظهروا روح تضحية حقيقية بالذات.‏ وفي السنة ١٩٣٥ صُحِّحت هذه النظرة.‏b فقد اظهر بوضوح فحصٌ للرؤيا ٧:‏٩ على ضوء آيات كمتى ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢ ان الناس الذين هم هنا على الارض يمكن ان يكونوا «امام العرش.‏» وجرت الاشارة ايضا الى ان اللّٰه لا يملك مقياسَين للامانة.‏ فجميع الذين يحوزون رضاه يجب ان يحافظوا على الاستقامة امامه.‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ لوقا ١٦:‏١٠‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ماذا يفسِّر الزيادة الكبيرة منذ السنة ١٩٣٥ في عدد الذين يتطلعون الى الحياة الابدية على الارض؟‏ (‏ب)‏ في ايّ عمل حيوي يشترك بغيرة الذين يؤلفون الجمع الكثير؟‏

      ١٧ طوال سنين كثيرة تكلَّم شعب يهوه عن وعود اللّٰه بشأن الارض.‏ وبسبب ما توقَّعوا حدوثه آنذاك في عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ أَعلنوا ان «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا.‏» إلَّا انه لم يكن هنالك ملايين من الذين قبلوا تدابير اللّٰه للحياة في ذلك الوقت.‏ وعند اغلبية الذين قبلوا الحق،‏ ولَّد الروح القدس رجاءً بحياة سماوية.‏ ولكن،‏ خصوصا بعد السنة ١٩٣٥،‏ حدث تغيُّرٌ بارز.‏ لم تكن برج المراقبة تتجاهل رجاء الحياة الابدية على الارض.‏ فطوال عقود تكلم خدام يهوه عن ذلك وبحثوا عن الذين ينطبق عليهم وصف الكتاب المقدس.‏ لكنَّ يهوه وجَّه الامور بحيث يَظهر هؤلاء في الوقت المعيَّن.‏

      ١٨ تُظهر السجلات الموجودة انه لسنين عديدة تناول معظم حضور العشاء التذكاري من الرمزين.‏ ولكن بعد نحو ٢٥ عاما من السنة ١٩٣٥،‏ ارتفع عدد حضور الذِّكرى السنوية لموت المسيح الى اكثر من مئة ضعف عدد الذين كانوا يتناولون.‏ فمَن كان هؤلاء؟‏ كانوا الاعضاء المحتمَلين للجمع الكثير.‏ فمن الواضح ان وقت يهوه كان قد حان لتجميعهم وإعدادهم للنجاة من الضيقة العظيمة المقبلة.‏ وكما أُنبئ،‏ يأتي هؤلاء «من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة.‏» (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ وهم يشتركون بغيرة في العمل الذي سبق وأنبأ به يسوع عندما قال:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من اجل مناقشة شاملة وعصرية للحظائر في يوحنا الاصحاح ١٠‏،‏ انظروا برج المراقبة عدد ١ تشرين الاول ١٩٨٤،‏ مقالتي الدرس،‏ بالاضافة الى الصفحة ٣١ من عدد ١٥ شباط ١٩٨٤،‏ بالانكليزية.‏

      b برج المراقبة،‏ ١ و ١٥ آب ١٩٣٥،‏ بالانكليزية.‏

  • جمع كثير يقدِّم خدمة مقدَّسة
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • جمع كثير يقدِّم خدمة مقدَّسة

      ‏«(‏يقدِّمون له خدمة مقدَّسة)‏ نهارا وليلا في هيكله.‏» —‏ رؤيا ٧:‏١٥‏.‏

      ١ ايّ حدث بارز في تطوُّر الفهم الروحي شهده العام ١٩٣٥؟‏

      في ٣١ ايار ١٩٣٥،‏ غمر فرح عظيم المندوبين في محفل لشهود يهوه في واشنطن دي.‏ سي.‏ فهناك،‏ وللمرة الاولى،‏ حُدِّدت بوضوح هوية الجمع الكثير المذكور في الرؤيا ٧:‏٩ انسجاما مع باقي الكتاب المقدس وبشكل يتفق مع الحوادث التي ابتدأت تتطوَّر.‏

      ٢ ماذا دلَّ على ان عددا متزايدا من الاخوة كانوا يدركون ان اللّٰه لم يدعُهم للحياة السماوية؟‏

      ٢ قبل ذلك بنحو ستة اسابيع،‏ عند الاحتفال بعشاء الرب في جماعات شهود يهوه،‏ فإن ٦٨١‏,١٠ شخصا من الذين كانوا حاضرين (‏١ تقريبا من كل ٦)‏ لم يتناولوا من الخبز والخمر الرمزيين،‏ و ٦٨٨‏,٣ من هؤلاء كانوا منادين نشاطى بملكوت اللّٰه.‏ فلماذا امتنعوا عن التناول من الرمزين؟‏ لأنهم ادركوا على اساس ما تعلَّموه من الكتاب المقدس ان اللّٰه لم يدعُهم للحياة السماوية،‏ ولكن ادركوا ايضا انه بإمكانهم الاشتراك في تدابير يهوه الحبية بطريقة اخرى.‏ لذلك عندما قال الخطيب في ذلك المحفل:‏ «نطلب الى جميع الذين لديهم الرجاء بالحياة الى الابد على الارض ان يتفضَّلوا بالوقوف،‏» ماذا حدث؟‏ وقف الآلاف،‏ وتبع ذلك هتاف طويل من قِبل الحضور.‏

      ٣ لماذا اعطى تحديد هوية الجمع الكثير زخما جديدا لخدمة الحقل،‏ وكيف شعر الشهود حيال ذلك؟‏

      ٣ ان ما تعلَّمه المندوبون في ذلك المحفل اعطى خدمتهم زخما جديدا.‏ فقد صاروا يقدِّرون انه الآن،‏ قبل نهاية النظام القديم،‏ ليس مُتاحا لمجرد آلاف قليلة بل لجمع كثير من الناس فرصة الصيرورة جزءا من ترتيب يهوه لحفظ الحياة،‏ على امل العيش الى الابد على ارض فردوسية.‏ فيا لها من رسالة مبهجة قُدِّمت هناك لمحبِّي الحق!‏ لقد ادرك شهود يهوه ان عملا عظيما يجب ان يُنجَز —‏ عملا مفرحا.‏ وبعد سنوات،‏ تذكَّر جون بوث الذي صار عضوا في الهيئة الحاكمة قائلا:‏ «منحَنا ذلك المحفل الكثير لنفرح به.‏»‏

      ٤ (‏أ)‏ الى ايّ حد كان هنالك فعلا تجميع للجمع الكثير منذ السنة ١٩٣٥؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة يبرهن الذين يؤلفون الجمع الكثير ان ايمانهم هو ايمان حي؟‏

      ٤ خلال السنوات اللاحقة،‏ ازداد عدد شهود يهوه بشكل مذهل.‏ وعلى الرغم من الاضطهاد الذي عصف بهم خلال الحرب العالمية الثانية والذي غالبا ما كان عنيفا،‏ تضاعفت اعدادهم ثلاث مرات تقريبا في فترة عشر سنوات.‏ والـ‍ ١٥٣‏,٥٦ ناشرا الذين كانوا يقدِّمون شهادة علنية في السنة ١٩٣٥ ازداد عددهم بحلول العام ١٩٩٤ الى اكثر من ٠٠٠‏,٩٠٠‏,٤ منادٍ بالملكوت في اكثر من ٢٣٠ بلدا.‏ وتتطلع الاغلبية الساحقة من هؤلاء بتوقُّع شديد الى ان يكونوا بين الذين يمنحهم يهوه كمال الحياة على ارض فردوسية.‏ وبالمقارنة مع القطيع الصغير،‏ صاروا حقا جمعا كثيرا.‏ وهم ليسوا اشخاصا يقولون ان لهم ايمانا ولكنهم لا يعربون عنه.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢؛‏ ٢:‏١٤-‏١٧‏)‏ فجميعهم يخبرون الآخرين ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ فهل انتم واحد من هذا الحشد السعيد؟‏ ان يكون المرء شاهدا نشيطا هو من السمات المهمة التي تحدِّد هويته،‏ لكنَّ الامر يشمل اكثر من ذلك.‏

      ‏«واقفون امام العرش»‏

      ٥ الى ماذا يشير الواقع ان الجمع الكثير «واقفون امام العرش»؟‏

      ٥ في الرؤيا التي أُعطيت للرسول يوحنا،‏ رآهم ‹واقفين امام العرش وأمام الخروف.‏› (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ ان وقوفهم امام عرش اللّٰه،‏ كما هو موصوف في هذه القرينة،‏ يشير الى انهم يعترفون اعترافا كاملا بسلطان يهوه.‏ وهذا يشمل الكثير.‏ مثلا:‏ (‏١)‏ يعترفون بحق يهوه في التقرير لخدامه ما هو خير وما هو شر.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧؛‏ اشعياء ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ (‏٢)‏ يصغون الى يهوه اذ يكلِّمهم بواسطة كلمته.‏ (‏تثنية ٦:‏١-‏٣؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٩-‏٢١‏)‏ (‏٣)‏ يقدِّرون اهمية الخضوع للذين عهد اليهم يهوه في الاشراف.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ افسس ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٦:‏١-‏٣؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ (‏٤)‏ مع انهم ناقصون،‏ يسعون بجدٍّ الى التجاوب بشكل مؤاتٍ مع التوجيه الثيوقراطي،‏ ولا يقومون بذلك على مضض،‏ بل عن طيب خاطر،‏ ومن القلب.‏ (‏امثال ٣:‏١؛‏ يعقوب ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ انهم امام العرش ليقدِّموا خدمة مقدَّسة ليهوه الذي يحترمونه احتراما عميقا ويحبونه حبا شديدا.‏ وفي حالة هذا الجمع الكثير،‏ يدلّ ‹وقوفهم› امام العرش على رضى الجالس على العرش.‏ (‏قارنوا رؤيا ٦:‏١٦،‏ ١٧‏.‏)‏ فعلى ماذا يتأسس هذا الرضى؟‏

      ‏«متسربلين بثياب بيض»‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا يُقصد بالقول ان الجمع الكثير ‹متسربلون بثياب بيض›؟‏ (‏ب)‏ كيف يحصل الجمع الكثير على موقف بار امام يهوه؟‏ (‏ج)‏ الى ايّ حد يؤثر الايمان بدم المسيح المسفوك في حياة الجمع الكثير؟‏

      ٦ يذكر وصف الرسول يوحنا لما رآه ان اعضاء هذا الجمع الكثير ‹متسربلون بثياب بيض.‏› ترمز هذه الثياب البيض الى موقفهم الطاهر والبار امام يهوه.‏ وكيف حصلوا على هذا الموقف؟‏ سبق ان لاحظنا في رؤيا يوحنا انهم واقفون «امام الخروف.‏» فهم يعترفون بأن يسوع المسيح هو «حمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم.‏» (‏يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ وسمع يوحنا احدَ الشيوخ الذي كان حاضرا في الرؤيا عند عرش اللّٰه يوضح قائلا:‏ «قد غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.‏ من اجل ذلك هم امام عرش اللّٰه.‏» (‏رؤيا ٧:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فبطريقة مجازية،‏ غسَّلوا ثيابهم بممارسة الايمان بدم المسيح الفادي.‏ وقبولهم تعليم الكتاب المقدس عن الفدية لا يبقى في عقولهم فقط.‏ لكنَّ التقدير لها يؤثر في نوع الشخص الذي هم عليه في الداخل؛‏ وهكذا ‹بالقلب› يؤمنون.‏ (‏رومية ١٠:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولهذا اثر بالغ في ما يفعلونه بحياتهم.‏ فبالايمان ينذرون انفسهم ليهوه على اساس ذبيحة المسيح،‏ يرمزون الى ذلك الانتذار بالتغطيس في الماء،‏ يعيشون فعلا بانسجام مع انتذارهم،‏ ويتمتعون بالتالي بعلاقة باللّٰه مرضية عنده.‏ فيا له من امتياز رائع —‏ امتياز يجب ان يُصان بعناية!‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٧،‏ ٨ كيف ساعدت هيئة يهوه الجمع الكثير على إبقاء ثيابهم غير منجَّسة؟‏

      ٧ وبدافع الاهتمام الحبي بخيرهم الدائم،‏ لفتت هيئة يهوه مرة بعد اخرى الانتباه الى المواقف والسلوك التي يمكن ان تلطِّخ،‏ او تنجِّس،‏ ثياب المرء التي تحدِّد هويته بحيث لا يعود ينطبق عليه حقا الوصف النبوي في الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏،‏ رغم الادّعاءات الظاهرية.‏ (‏١ بطرس ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ولتأكيد ما نُشر سابقا،‏ اظهرت برج المراقبة مرة بعد اخرى،‏ في السنة ١٩٤١ وبعدها،‏ انه من غير اللائق البتة ان يكرز المرء للآخرين ثم يتورط،‏ عندما لا يكون في الخدمة،‏ في سلوك كالعهارة او الزنا.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٣؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ وفي السنة ١٩٤٧ جرى التشديد على ان مقاييس يهوه المتعلقة بالزواج المسيحي تنطبق في كل البلدان؛‏ وبصرف النظر عما هو مقبول حسب العادة المحلية،‏ لا يمكن للذين يستمرون في ممارسة تعدد الزوجات ان يكونوا شهودا ليهوه.‏ —‏ متى ١٩:‏٤-‏٦؛‏ تيطس ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٨ وفي السنة ١٩٧٣،‏ أُظهر لشهود يهوه في كل العالم انه يجب عليهم جميعا الامتناع عن كل ما له علاقة بالممارسات التي لا يوجد شك في انها منجِّسة،‏ كإساءة استعمال التبغ،‏ حيثما كانوا —‏ ليس فقط في قاعة الملكوت او في خدمة الحقل بل ايضا في العمل الدنيوي او في مكان منعزل بعيدا عن مرأى الناس.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وفي سنة ١٩٨٧ في محافل شهود يهوه الكورية،‏ نُصح الاحداث المسيحيون بتشديد انه بغية المحافظة على موقف طاهر امام اللّٰه،‏ يجب عليهم ان يحترزوا من العيش حياة مزدوجة.‏ (‏مزمور ٢٦:‏١،‏ ٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومرة بعد اخرى،‏ حذَّرت برج المراقبة من الاوجه المختلفة لروح العالم لأن «الديانة الطاهرة النقية عند اللّٰه الآب» تشمل حفظ الانسان نفسه «بلا دنس من العالم.‏» —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

      ٩ مَن سيقفون فعلا امام عرش اللّٰه مرضيًّا عنهم بعد الضيقة العظيمة؟‏

      ٩ ان الذين يدفعهم الايمان الى العيش بطريقة تبقيهم اطهارا روحيا وأدبيا هم الذين سيظلّون ‹واقفين امام العرش› كخدام للّٰه مرضيّ عنهم بعد مجيء الضيقة العظيمة.‏ وهؤلاء ليسوا اشخاصا يبتدئون بالعيش حياة مسيحية ثم يتوقفون بل يواظبون على ذلك بولاء.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٤‏.‏

      ‏«في ايديهم سعف النخل»‏

      ١٠ ما مغزى سعف النخل التي رآها يوحنا في ايدي الجمع الكثير؟‏

      ١٠ احد الاوجه البارزة المتعلقة بالجمع الكثير،‏ كما لاحظها الرسول يوحنا،‏ هو وجود ‹سعف النخل في ايديهم.‏› فما مغزى ذلك؟‏ لا شك ان سعف النخل ذكَّرت يوحنا بعيد المظال اليهودي،‏ ابهج عيد في الروزنامة العبرانية،‏ وهو الذي كان يعيَّد بعد موسم القطاف الصيفي.‏ فحسب الناموس،‏ كانت تُستعمل سعف النخل مع اغصان اشجار اخرى لصنع المظال التي يُسكَن فيها خلال العيد.‏ (‏لاويين ٢٣:‏٣٩،‏ ٤٠؛‏ نحميا ٨:‏١٤-‏١٨‏)‏ وكان يُلوِّح بها العبَّاد في الهيكل خلال ترنيم الـ‍ «هلِّل» (‏المزامير ١١٣-‏١١٨‏)‏.‏ ولا شك ان تلويح الجمع الكثير بسعف النخل ذكَّر يوحنا ايضا بالمناسبة التي فيها دخل يسوع اورشليم وجمع من العبَّاد يلوِّحون فرحًا بسعوف النخل ويصرخون:‏ «مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل.‏» (‏يوحنا ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ لذلك فإن التلويح بسعف النخل يشير الى ان الجمع الكثير يرحِّب فرحًا بملكوت يهوه وبمَلكه الممسوح.‏

      ١١ لماذا يجد خدام اللّٰه الفرح فعلا في خدمة يهوه؟‏

      ١١ ان روحا فرِحة مماثلة يُظهرها الجمع الكثير حتى في هذا الوقت فيما يخدمون يهوه.‏ وهذا لا يعني انهم لا يواجهون مشقات او انهم لا يختبرون الحزن او الالم.‏ لكنَّ السرور الذي يأتي من خدمة يهوه وإرضائه يساعد على التعويض عن هذه الامور.‏ وفي هذا المجال،‏ اخبرت مرسَلة خدمت مع زوجها ٤٥ سنة في ڠواتيمالا عن الاحوال البدائية التي كانت تحيط بهما،‏ العمل الشاق والتنقُّل الخطر الذي كان جزءا من حياتهما فيما كانا يبذلان جهودهما لإيصال رسالة الملكوت الى القرى الهندية.‏ واختتمت قائلة:‏ «تلك كانت امتع فترة في حياتنا،‏ ففيها كنا سعيدَين للغاية.‏» ومع انها كانت تشعر بتأثيرات تقدُّم السن والمرض،‏ كتبت بين الملاحظات الاخيرة في يومياتها الكلمات التالية:‏ «كانت حياة هانئة،‏ مكافئة جدا.‏» وفي كل ارجاء المسكونة،‏ يشعر شهود يهوه بالامر عينه حيال خدمتهم.‏

      ‏«(‏خدمة مقدَّسة)‏ نهارا وليلا»‏

      ١٢ سواء خلال النهار او في الليل،‏ ماذا يرى يهوه هنا على الارض؟‏

      ١٢ يقدِّم هؤلاء العبَّاد الفرِحون ليهوه «(‏خدمة مقدَّسة)‏ نهارا وليلا في هيكله.‏» (‏رؤيا ٧:‏١٥‏)‏ فحول الكرة الارضية،‏ يشترك الملايين في هذه الخدمة المقدَّسة.‏ وعندما يكون ظلام في بعض البلدان والناس نيام هناك،‏ تكون الشمس مشرقة في بلدان اخرى ويكون شهود يهوه مشغولين بالشهادة.‏ وإذ تدور الارض باستمرار،‏ نهارا وليلا،‏ يرنِّمون تسابيح يهوه.‏ (‏مزمور ٨٦:‏٩‏)‏ لكنَّ الخدمة نهارا وليلا المشار اليها في الرؤيا ٧:‏١٥ هي ذات طابع شخصي اكثر ايضا.‏

      ١٣ كيف تُظهر الاسفار المقدسة ما هو مقصود بالخدمة «نهارا وليلا»؟‏

      ١٣ ان الافراد الذين يؤلفون الجمع الكثير يقدِّمون خدمة مقدَّسة نهارا وليلا.‏ فهل يعني ذلك ان كل ما يفعلونه يُعتبر خدمة مقدَّسة؟‏ صحيح ان ايّ شيء يفعلونه يتعلمون ان يفعلوه بطريقة تكرم يهوه.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١؛‏ كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ لكنَّ ‹الخدمة المقدَّسة› تنطبق فقط على ما يشمل مباشرة عبادة المرء للّٰه.‏ والانخراط في نشاط ما «نهارا وليلا» يدل ضمنا على القانونية او الاستمرار في انجازه بالاضافة الى الجهد الجدي.‏ —‏ قارنوا يشوع ١:‏٨؛‏ لوقا ٢:‏٣٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٣١؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٨‏.‏

      ١٤ ماذا يجعل خدمتنا الشخصية في الحقل مطابقة للوصف بأنها خدمة «نهارا وليلا»؟‏

      ١٤ وفيما هم يخدمون في الدار الارضية لهيكل يهوه الروحي العظيم،‏ يجاهد الذين يؤلفون الجمع الكثير للاشتراك بشكل قانوني ومستمر في خدمة الحقل.‏ فقد جعل كثيرون الاشتراك في خدمة الحقل كل اسبوع هدفا لهم.‏ ويبذل آخرون جهدهم كفاتحين قانونيين او فاتحين اضافيين.‏ وغالبا ما يكون هؤلاء مشغولين بالشهادة في الشوارع وفي المحلات في الصباح الباكر.‏ ولمساعدة المهتمين،‏ يعقد بعض الشهود دروسا في الكتاب المقدس في وقت متأخر من الليل.‏ ويشهدون عندما يتسوَّقون،‏ عندما يسافرون،‏ خلال فترات الغداء،‏ وبالهاتف.‏

      ١٥ بالاضافة الى خدمة الحقل،‏ ماذا تشمل خدمتنا المقدَّسة؟‏

      ١٥ والاشتراك في اجتماعات الجماعة هو ايضا جزء من خدمتنا المقدَّسة؛‏ وكذلك العمل الذي يشمله بناء اماكن للتجمُّعات المسيحية والاعتناء بها.‏ والجهود المبذولة لتشجيع ومساعدة الاخوة والاخوات المسيحيين،‏ روحيا وماديا،‏ لكي يبقوا نشاطى في خدمة يهوه هي مشمولة ايضا.‏ ويشمل ذلك عمل لجان الاتصال بالمستشفيات.‏ وخدمة البتل في كل اشكالها المتنوعة،‏ بالاضافة الى الخدمة الطوعية في محافلنا،‏ كل هذه خدمة مقدَّسة.‏ حقا،‏ عندما تتركز حياتنا على علاقتنا بيهوه،‏ تصير مفعمة بالخدمة المقدَّسة.‏ وكما تقول الآية،‏ يقدِّم شعب يهوه «(‏خدمة مقدَّسة)‏ نهارا وليلا،‏» وهم يجدون فرحا عظيما في ذلك.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ‏«من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة»‏

      ١٦ كيف تتبرهن صحة القول ان الجمع الكثير يأتي «من كل الامم»؟‏

      ١٦ يأتي هؤلاء الذين يؤلفون الجمع الكثير من كل الامم.‏ فاللّٰه ليس محابيا،‏ وتدبير الفدية المصنوع بواسطة يسوع المسيح يكفي ليستفيدوا جميعا.‏ وعندما حُدِّدت هوية الجمع الكثير على اساس الاسفار المقدسة للمرة الاولى في السنة ١٩٣٥،‏ كان شهود يهوه نشاطى في ١١٥ بلدا.‏ وبحلول تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ امتد البحث عن المشبهين بالخراف الى اكثر من ضعف ذلك العدد من البلدان.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      ١٧ ماذا يُنجَز لمساعدة الناس من كل ‹الامم والشعوب والألسنة› على الصيرورة من الجمع الكثير؟‏

      ١٧ وفي بحثهم عن الاعضاء المحتمَلين من الجمع الكثير،‏ لم يوجِّه شهود يهوه انتباههم الى الفرق القومية فقط بل ايضا الى القبائل والشعوب والفرق اللغوية الموجودة ضمن هذه الامم.‏ ولبلوغ هؤلاء الناس،‏ ينشر الشهود مطبوعات الكتاب المقدس بأكثر من ٣٠٠ لغة.‏ ويشمل ذلك تدريب فرق من المترجمين الاكفاء ودعمهم،‏ توفير تجهيزات كمپيوتر قادرة على معالجة كل هذه اللغات،‏ بالاضافة الى القيام بالطباعة الفعلية.‏ وخلال السنوات الخمس الماضية فقط،‏ أُضيفت الى اللائحة ٣٦ لغة ينطق بها نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٩٨ شخص.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يسعى الشهود الى زيارة هؤلاء شخصيا لمساعدتهم على فهم كلمة اللّٰه.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ‏«من الضيقة العظيمة»‏

      ١٨ (‏أ)‏ عندما تندلع الضيقة العظيمة،‏ مَن ستجري حمايتهم؟‏ (‏ب)‏ ايّ اعلانين سعيدين سيُطلقان عندئذ؟‏

      ١٨ عندما يطلق الملائكة رياح الدمار المشار اليها في الرؤيا ٧:‏١‏،‏ لن يختبر «عبيد الهنا» الممسوحون وحدهم حماية يهوه الحبية بل ايضا الجمع الكثير الذي انضم اليهم في العبادة الحقة.‏ وكما أُخبر الرسول يوحنا،‏ فإن الذين هم من الجمع الكثير ‹سيأتون من الضيقة العظيمة› كناجين.‏ ويا لهتاف الشكر والتسبيح الذي سيطلقونه عندئذ اذ يعلنون:‏ «الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف»!‏ وجميع خدام اللّٰه الاولياء في السموات سينضمون اليهم في الاعلان:‏ «آمين.‏ البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا الى ابد الآبدين.‏ آمين.‏» —‏ رؤيا ٧:‏١٠-‏١٤‏.‏

      ١٩ ايّ نشاط مفرح سيتوق الناجون الى المشاركة فيه؟‏

      ١٩ كم سيكون ذلك وقتا سعيدا!‏ فجميع الاحياء آنذاك سيكونون خدام الاله الحقيقي الوحيد!‏ وأعظم فرح لهؤلاء جميعا سيكون في خدمة يهوه.‏ وسيكون هنالك عمل كثير لفعله —‏ عمل مفرح!‏ فستتحول الارض الى فردوس.‏ وسيقام آلاف الملايين من الموتى ثم يُعلَّمون طرق يهوه.‏ ويا له من امتياز مفرح ان نشارك فيه!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة