مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • شهود الى اقصى الارض
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • كلمة تولي بالانكليزية هي جزء من اسم يُستخدَم منذ القِدم ليصف المقصد الاخير،‏ سواء أكان جغرافيا ام غير ذلك.‏ واليوم تولي هي اسم قرية صغيرة في اقصى شمال ڠرينلندا،‏ اكبر جزيرة في العالم.‏ وقد دُعيت القرية بهذا الاسم سنة ١٩١٠ عندما استخدمها المستكشف الدنماركي كنود راسموسِّن كمركز لتجمُّع البعثات القطبية.‏ وحتى الآن،‏ الذهاب الى تولي هو حملة اكثر منه رحلة ممتعة.‏

      ومع ذلك،‏ هنالك حاجة ملحّة الى الحملات الى تولي.‏ واستجابة لوصية يسوع:‏ «تكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض،‏» يتوق شهود يهوه الى حمل بشارة ملكوت اللّٰه الى هذا المكان،‏ احدى القرى الصغيرة الواقعة في اقصى شمال الارض والآهلة بالسكان بشكل دائم.‏ —‏ اعمال ١:‏٨؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏‹متى يمكننا ان نذهب الى تولي؟‏›‏

      سنة ١٩٥٥ وصل الى ڠرينلندا شاهدان دنماركيان ارادا ان يشتركا في الكرازة «الى اقصى الارض.‏» وأتى آخرون لاحقا،‏ فغطّى عملهم الكرازي تدريجيا الساحل الجنوبي والغربي شمالا الى خليج مَلْڤيل وغطى جزءا من الساحل الشرقي.‏ لكنَّ النواحي الانأى مثل تولي جرى بلوغها فقط بواسطة الرسائل او الهاتف.‏

      وفي احد الايام سنة ١٩٩١،‏ كان بو وزوجته هيلِن،‏ خادمان كامل الوقت،‏ يقفان على صخرة تطلّ على خليج مَلْڤيل.‏ وإذ نظرا نحو الشمال تساءلا،‏ ‹متى سنتمكّن من الذهاب الى تولي لنحمل بشارة الملكوت الى الناس هناك؟‏›‏

      سنة ١٩٩٣،‏ غامر ڤرنر،‏ خادم آخر كامل الوقت،‏ وعبر خليج مَلْڤيل بزورقه السريع كامانك (‏نور)‏ الذي يبلغ طوله ٥‏,٥ امتار (‏١٨ قدما)‏.‏ وكان قد ابحر قبل ذلك ٢٠٠‏,١ كيلومتر (‏٧٥٠ ميلا)‏ من ڠوتهوب حتى منطقة أوپرناڤيك.‏ لكنَّ عبور خليج مَلْڤيل —‏ مسافة ٤٠٠ كيلومتر (‏٢٥٠ ميلا)‏ في مياه القطب الشمالي —‏  مسألة مختلفة تماما.‏ فالجليد يسدّ الخليج معظم ايام السنة.‏ نجح ڤرنر في عبور الخليج،‏ مع انه خسر احد المحرِّكات بسبب الجليد.‏ وتمكَّن من الكرازة قليلا قبل ان يضطر الى العودة.‏

      الاتجاه نحو تولي

      بعد تلك الرحلة،‏ ابتدأ ڤرنر يصنع خططا جديدة.‏ فتكلَّم مع آرني وكارين —‏ اللذين يملكان ايضا مركبا طوله ٧ امتار (‏٢٣ قدما)‏ فيه اربعة اسرّة،‏ والأهم من كل ذلك هو انه يحتوي على معدات ملاحية عصرية —‏ عن القيام برحلة مشتركة الى تولي.‏ وكان المركبان سيزوِّدان مبيتا،‏ وبوجود مركبين يسافران معا،‏ يصبح عبور خليج مَلْڤيل اقل خطرا.‏ ولتغطية البلدة الرئيسية بسكانها الـ‍ ٦٠٠ والقرى الصغيرة الستّ في المنطقة،‏ كانوا بحاجة الى مزيد من المساعدة.‏ فدعوا بو وهيلِن ويورن وإِنڠه —‏ جميعهم خدام ذوو خبرة معتادون السفر في هذا البلد —‏ ليأتوا معهم.‏ وكان خمسة من هذا الفريق يتكلمون ايضا الڠرينلندية.‏

      وقد ارسلوا مخزونا من مطبوعات الكتاب المقدس قبلهم.‏ وكان المركبان ايضا محمَّلَين بالمطبوعات،‏ بالاضافة الى المؤن الضرورية من الطعام والماء،‏ الوقود،‏ محرِّك احتياطي،‏ وقارب مطّاطي.‏ ثم بعد اشهر من الاستعداد،‏ اجتمع الفريق في ٥ آب ١٩٩٤ وكان كلا المركبين مستعدّين ومحمَّلَين في ميناء إِلوليسّات.‏ وابتدأت الرحلة باتجاه الشمال.‏ فأبحر ڤرنر،‏ بو،‏ وهيلِن في المركب الاصغر.‏ يكتب بو:‏ «كل ما تستطيع فعله هو الجلوس او التمدّد على سريرك والتمسّك بشيء.‏» فلنتبع سجل سير السفينة اثناء الرحلة.‏

      ‏«كانت مسافات شاسعة من البحر الهادئ تمتد امامنا.‏ وانكشفت لأعيننا مناظر بهيّة —‏ البحر المتلألئ،‏ بقع الضباب الكثيفة،‏ الشمس الساطعة والسماء الزرقاء،‏ الجبال الجليدية ذات الاشكال والالوان الساحرة الخلّابة،‏ فَظّ بني اللون يتشمّس على طوْف جليدي،‏ الخط الساحلي بمنحدراته الجبلية المظلمة وسهوله الصغيرة —‏ كان المشهد يتغير بدون توقف.‏

      ‏«طبعا،‏ كان الجزء الممتع اكثر هو زيارة القرى الصغيرة على طول الطريق.‏ وكان هنالك دائما اشخاص،‏ غالبا اولاد،‏ يقفون على الرصيف ليروا من هم الزائرون ويرحّبوا بهم.‏ وزّعنا مطبوعات الكتاب المقدس وأعرنا الناس كسيتة ڤيديو عن هيئتنا.‏ وقد تمكّن كثيرون من مشاهدتها قبل ان نغادر.‏ وفي أوپرناڤيك الجنوبية،‏ اسرع كثيرون الى مركبينا حتى قبل عودتنا اليهما.‏ وهكذا طوال الامسية،‏ كنا نستقبل ضيوفا في المركبين ونجيب عن اسئلة كثيرة من الكتاب المقدس.‏»‏

      والآن،‏ بعد الـ‍ ٧٠٠ كيلومتر (‏٤٥٠ ميلا)‏ الاولى من الرحلة،‏ كان المركبان مستعدّين لعبور خليج مَلْڤيل.‏

      تحدٍّ خطر

      ‏«اعتُبر هذا العبور الى حد بعيد الجزء الخطِر من الرحلة.‏ وكان علينا ان نعبر دون توقف،‏ لأن الطريق الى قرية ساڤيسّيڤيك (‏حيث تبدأ المقاطعة وحيث كان يمكن ان نجد ملجأ)‏ كانت لا تزال مقطوعة بسبب الجليد.‏

      ‏«انطلقنا.‏ وبما انه كان هنالك الكثير من الجليد،‏ سافرنا بعيدا في عرض البحر.‏ ولحسن التوفيق،‏ كانت المياه هادئة.‏ والساعات العديدة الاولى خلت من الحوادث —‏ فكنا نشقّ المحيط كيلومترا بعد آخر.‏ وبحلول المساء رأينا كَيْپ يورك وببطء توجهنا شمالا،‏ قريبا من اليابسة.‏ وها الجليد ثانية —‏ اطواف متبقّية،‏ سميكة،‏ ومتفسِّخة على مدّ البصر.‏ فتبعنا حافة الجليد مسافة طويلة،‏ متنقّلين احيانا عبر ممرات ضيقة.‏ ثم ظهر الضباب،‏ سحابة كثيفة ضاربة الى الرمادي،‏ وكان جميلا جدا في نور الشمس الغاربة.‏ وها هي الامواج!‏ ضباب،‏ امواج،‏ وجليد في الوقت نفسه —‏ ايّ من هذه الامور هو عادة تحدّ بحد ذاته.‏»‏

      الترحيب بنا

      ‏«اذ اقتربنا من پيتوفّيك بدأنا نسير في مياه هادئة اكثر.‏ ورحبت بنا الخليقة ترحيبا حارّا:‏ الشمس عالية في سماء زرقاء جدا؛‏ وأمامنا الخليج البحري الواسع اللامع الذي تنتشر فيه جبال جليدية طافية؛‏ وبعيدا الى الامام الصورة الظلّية المميَّزة لصخرة دندَس —‏ موقع تولي القديم!‏» وبعد نحو ١٠٠ كيلومتر (‏٦٠ ميلا)‏ الى الشمال،‏ وصل المسافرون الى وجهتهم الاخيرة.‏

      كانوا الآن توّاقين الى الابتداء بالكرازة من بيت الى بيت.‏ ولقي اثنان منهم تجاوبا فظّا عند بابهما الاول.‏ قالا:‏ «رُفضنا تماما كما لو اننا في الدنمارك.‏» وأضافا:‏ «لكنّ الغالبية رحبوا بنا ترحيبا ودّيا.‏ كان الناس يمعنون التفكير في الامور ولديهم اطلاع واسع.‏ وقد ذكر البعض انهم سمعوا عنا ويسعدهم اننا اتينا اخيرا.‏ والتقينا بعض الاشخاص الرائعين،‏ كصيادي الفقمة الذين كانوا في بعثات الى القطب الشمالي،‏ وكالسكان الاصليين القانعين والاقتصاديين الذين يملكون نظرة متشكّكة الى حدّ ما بشأن الحضارة العصرية.‏»‏

      حدثت اختبارات رائعة للجميع في الايام القليلة التالية.‏ وجرى تسلّم مطبوعات الكتاب المقدس بتقدير في كل مكان.‏ وفي بيوت عديدة ابتدأ الشهود مباشرة بدروس للكتاب المقدس.‏ تروي إِنڠه عن بيت وجدت فيه اهتماما:‏ «كان بيتا نظيفا ومريحا يتألف من غرفة واحدة.‏ ولثلاثة ايام متتالية،‏ زرنا الرجل الوديع الذي يعيش هناك،‏ وأحببناه كثيرا.‏ كان الرجل صياد فقمة محترفا،‏ لديه زورق جلدي خارج بيته.‏ وكان قد اصطاد الكثير من الدببة القطبية،‏ حيوانات الفَظّ،‏ وطبعا الفقمة.‏ وفي زيارتنا الاخيرة،‏ صلّينا معه،‏ فاغرورقت عيناه بالدموع.‏ والآن يجب ان نترك كل شيء بين يدي يهوه وننتظر الوقت والفرصة لنعود ثانية.‏»‏

      يزور الاسكيمو الكنديون تولي تكرارا.‏ تخبر إِنڠه:‏ «التقيت وهيلِن اسكيمو عديدين من كندا.‏ ومن المثير للاهتمام انهم يستطيعون الاتصال بسكان ڠرينلندا؛‏ يبدو ان الناس في المنطقة القطبية الشمالية يتكلمون لغات قريبة احداها الى الاخرى.‏ ومع ان الاسكيمو الكنديين لديهم لغتهم المكتوبة الخاصة بهم،‏ كان بإمكانهم ان يقرأوا مطبوعاتنا بالڠرينلندية.‏ وقد يتيح لهم ذلك فرصا رائعة.‏»‏

      أما القرى الصغيرة التي تبعد ٥٠ الى ٦٠ كيلومترا (‏٣٠-‏٤٠ ميلا)‏ بالمركب،‏ فقد جرت زيارتها ايضا.‏ «في طريقنا الى قرية كِكرتات،‏ تبعنا الخط الساحلي بدقة،‏ راجين ان نجد اناسا في الخارج يصطادون حريش البحر.‏ وفعلا،‏ على رفّ صخري،‏ وجدنا مخيّما مؤلفا من ثلاث او اربع عائلات يرتدون الفرو،‏ مع خيامهم وزوارقهم الجلدية.‏ وكان الرجال،‏ والحربة في يدهم،‏ يتناوبون على الجلوس على صخرة لمراقبة حريش البحر المرغوب فيه جدا.‏ وإذ انتظروا عبثا اياما عديدة،‏ لم يُسرّوا برؤيتنا لاننا قد نخيف الحيتان!‏ بدا الامر كما لو انهم يعيشون في عالم خاص بهم تماما.‏ وقبلت النساء بعض المطبوعات،‏ لكنّ الوقت لم يكن مناسبا لمحادثة اضافية.‏ وصلنا اخيرا الى كِكرتات عند الساعة ١١ مساء وأنهينا زيارتنا الاخيرة في القرية بحلول الساعة ٢ صباحا!‏»‏

      ‏«وأخيرا وصلنا الى سيوراپالوك،‏ القرية الواقعة في اقصى شمال ڠرينلندا.‏ وهي تقع على شاطئ رملي عند اسفل بعض الصخور الخضراء المغطاة بالعشب في بيئة تكون لولاها قاحلة.‏» لقد بلغ الشهود حرفيا اقاصي الارض،‏ على الاقل باتجاه الشمال،‏ في عملهم الكرازي.‏

      انهاء الرحلة

      انهى الشهود عملهم.‏ لقد كرزوا من بيت الى بيت ومن خيمة الى خيمة،‏ سلموا المطبوعات،‏ حصلوا على اشتراكات،‏ عرضوا افلام ڤيديو،‏ تحدثوا الى كثيرين من سكان ڠرينلندا،‏ وعقدوا دروسا في الكتاب المقدس.‏ والآن حان وقت الذهاب الى البيت.‏ «عندما دخلنا قاربنا تلك الامسية لنخرج من قرية موريوساك،‏ كان عدد كبير من الناس على الشاطئ يودّعوننا،‏ ملوّحين بالكتب او الكراسات التي حصلوا عليها.‏»‏

      ولاحقا،‏ في جزء مهجور من الشاطئ،‏ اندهش الشهود لرؤية رجل يلوّح بيديه من على صخرة —‏ في هذا المكان المنعزل!‏ «طبعا،‏ توجهنا الى البر لنلتقيه.‏ فتبيّن انه شاب من برلين،‏ المانيا،‏ كان يتنقّل على طول الشاطئ منذ شهر في زورقه الجلدي.‏ كان شهود يهوه في المانيا يزورونه قانونيا وكان قد حصل على العديد من كتبهم.‏ فقضينا معه بضع ساعات،‏ وتأثر حقا بالتقاء الشهود في مكان كهذا.‏»‏

      في قرية ساڤيسّيڤيك،‏ التي جرى إغفالها خلال الرحلة ذهابا،‏ رُحب بالخدام المسافرين ترحيبا حارا.‏ وكان البعض هناك قد تسلّموا مطبوعات وقرأوها في السنة الماضية،‏ وكانوا جياعا للمزيد من الطعام الروحي.‏

      استغرقت العودة عبر خليج مَلْڤيل ١٤ ساعة.‏ «شهدنا غروب الشمس الذي يدوم هنا ساعات عديدة،‏ والذي تتغير خلاله الالوان الساحرة بشكل متواصل.‏ وشروق الشمس،‏ الذي يليه مباشرة،‏ دام ايضا وقتا طويلا.‏ وفيما كان اللونان الاحمر والقرمزي لغروب الشمس لا يزالان يغطيان السماء الشمالية الشرقية،‏ ارتفعت الشمس قليلا فقط نحو الجنوب.‏ انه مشهد يستحيل وصفه —‏ او حتى تصويره فوتوڠرافيا —‏ بشكل دقيق.‏» وقد بقي الطاقم مستيقظا طوال الليل.‏

      ‏«كنا متعبين جدا عندما وصلنا الى كولورسواك.‏ لكننا كنا سعداء ومكتفين.‏ لقد انهينا الرحلة بنجاح!‏ وفي ما تبقى من الرحلة،‏ وجدنا الكثير من الاهتمام في البلدات والقرى الصغيرة على طول الشاطئ.‏ وغالبا ما كان يُكرَّر السؤال،‏ ‹لمَ لا يبقى بعضكم معنا؟‏ يحزننا ان نراكم تغادرون باكرا جدا!‏›»‏

      في كارسوت دعت عائلة ودية خمسة من الزائرين لتناول وجبة طعام معهم.‏ «ارادت العائلة ان نبقى حتى الصباح التالي.‏ ولكن بما انه يوجد مراسٍ افضل في مكان يبعد ٤٠ كيلومترا (‏٢٥ ميلا)‏،‏ اعتذرنا وتابعنا السير.‏ وقد سمعنا لاحقا ان جبلا جليديا ضخما تحطم باكرا في الصباح التالي،‏ وأن موجة قلبت ١٤ مركبا صغيرا حيث كنا!‏»‏

      وأخيرا،‏ رجع الفريق الى إِلوليسّات،‏ بعدما انهى حملته الى تولي.‏ وفي الوقت نفسه تقريبا،‏ كان ناشران آخران قد سافرا الى نواحٍ منعزلة على الشاطئ الشرقي لڠرينلندا.‏ وفي هاتين الرحلتين،‏ وزَّع الناشرون مجموعا من ٢٠٠‏,١ كتاب،‏ ١٩٩‏,٢ كراسة،‏ و ٢٢٤‏,٤ مجلة،‏ وحصلوا على ١٥٢ اشتراكا.‏ ويستمر الاتصال بالعدد الكبير من المهتمين حديثا بالهاتف والمراسلة.‏

      على الرغم مما يُبذل من وقت،‏ طاقة،‏ وموارد مالية،‏ يجد شهود يهوه فرحا عظيما في اتمام وصية سيدهم ان ‹تكونوا لي شهودا الى اقصى الارض.‏› —‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

  • شهود الى اقصى الارض
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • على الشاطئ الشرقي لڠرينلندا

      في الوقت نفسه تقريبا عندما وصل فريق الناشرين الى تولي،‏ سافر زوجان من الشهود،‏ ڤيڠو وسونيا،‏ الى مقاطعة اخرى غير مخدومة —‏ إتوكورتورميت (‏سكورسبيسند)‏ على الشاطئ الشرقي لڠرينلندا.‏ ولكي يصلا الى هناك،‏ كان عليهما ان يسافرا الى ايسلندا،‏ يرجعا بالطائرة الى كونستابل پوينت على شاطئ ڠرينلندا،‏ ثم يستقلا طائرة مروحية.‏

      يروي هذان الفاتحان،‏ ولغتهما الام هي الڠرينلندية:‏ «كانت هذه المرة الاولى التي يأتي فيها شهود يهوه الى هنا.‏» ويضيفان:‏ «على الرغم من عزلة الناس،‏ كانوا حسني الاطلاع بشكل مدهش.‏ ومع ذلك،‏ كان يسعدهم ايضا ان يتعلموا امورا جديدة.‏ وكقصّاصين موهوبين،‏ اخبرونا بتوق عن مطارداتهم للفقمة واختبارات اخرى في الطبيعة.‏» وكيف تجاوبوا مع عمل الكرازة؟‏

      «فيما كنا نكرز من بيت الى بيت،‏ التقينا جــــــ‍،‏ وهو استاذ دين.‏ قال:‏ ‹شكرا لكما لانكما شملتماني بزياراتكما.‏› اريناه مطبوعاتنا وكيفية استعمالها.‏ وفي اليوم التالي اتى الينا وكان يريد ان يتعلم عن اسم يهوه.‏ فأريناه ايضاحا في حاشية في كتابه المقدس الڠرينلندي.‏ وعندما غادرنا،‏ اتصل بالهاتف بأصدقائنا في نوك ليعبّر عن شكره على زيارتنا.‏ يجب ان نحاول الاستمرار في مساعدة هذا الرجل.‏

      «التقينا ايضا أُـــــــــ‍،‏ معلم يعرف عن شهود يهوه.‏ منحنا ساعتين لنتكلم الى صفه المؤلف من تلاميذ تتراوح اعمارهم بين ١٤ و ١٦ سنة.‏ فأريناهم فيلم الڤيديو الذي لنا وأجبنا عن اسئلتهم.‏ وقبلوا كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجحa وكتبا اخرى بتوق.‏ التقينا لاحقا ثلاث فتيات منهم.‏ كان لديهن الكثير من الاسئلة،‏ وكانت احداهن مهتمة بشكل خصوصي.‏ سألَت،‏ ‹كيف يصير المرء شاهدا؟‏ لا بد انه مكافئ ان يكون الشخص مثلكم.‏ ابي ايضا يؤيدكم.‏› فوعدنا ان نراسلها.‏

      «في احدى القرى الصغيرة،‏ التقينا استاذ دين آخر،‏ مـــــــــ‍،‏ وأجرينا معه محادثة ممتعة.‏ وعرض ان يتأكد ان الرجال الذين ذهبوا ليصطادوا سيحصلون على مطبوعاتنا حالما يعودون.‏ انه الآن ‹ناشر› لنا في ذلك المكان المنعزل.‏»‏

      مع ان الرحلة كانت معقّدة وشاقة،‏ شعر الفاتحان بأن جهودهما كوفئت بسخاء.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة