-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ ايار (مايو)
-
-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟
تدخل جانّ مطبخ شقتها الصغيرة لتتناول لقمة تسند بها قلبها. وعلى ضوء خافت تعدّ المائدة بشكل آلي. فجأة، تشخص عيناها الى الصحنين امامها . . . وتفيض الدموع على خدّيها. فبحكم العادة، حضَّرت المائدة لشخصين، مع ان الموت غيَّب زوجها الحبيب قبل سنتين.
من المستحيل ان يدرك الذين لم يفقدوا رفيق زواجهم شدة الالم الناجم عن هذا المُصاب. وفي الحقيقة، لا يتقبل العقل البشري هذا الواقع المرير إلا تدريجيا. على سبيل المثال، لم تستطع بِريل تقبُّل موت زوجها المفاجئ. تقول: «بدا لي ان ما حدث مجرد وهم. فلم اصدق اني لن اراه يدخل بيتنا مجددا».
فكما ان الذين يخضعون لعملية بُتِر فيها احد اطرافهم يشعرون احيانا بالعضو المبتور وكأنه لم يُفقد، يخيَّل للمفجوع احيانا انه يرى رفيق عمره بين حشد من الناس، او يجد نفسه يتحدث معه عفويا رغم غيابه.
-
-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ ايار (مايو)
-
-
تقول بِريل الآنفة الذكر: «صحيح ان اصدقائي منحوني دعما كبيرا، لكن كثيرين منهم تفادوا التحدث عن زوجي جون، وكأنه لم يأتِ الى الوجود قط. فآلمني ذلك بعض الشيء».
-
-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ ايار (مايو)
-
-
ويوضح پول الذي ماتت زوجته من السرطان لماذا شعر بالامتنان للذين دعوه الى الخروج معهم، قائلا: «في بعض الاحيان، لا تشعر بالرغبة في الاختلاط بالآخرين او التحدث معهم عن وضعك. ولكن بعد امسية تقضيها في صحبتهم تصبح افضل حالا، ولا تعود تشعر بتلك الوحدة الشديدة. فتلمس لمس اليد اهتمام الناس بك، وتهون الامور عليك».b
-
-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ ايار (مايو)
-
-
يُظهر پول، الذي سبق ان تحدثنا عنه، كم هو صعب الخروج من دوامة الماضي. يقول: «كنا انا وزوجتي كشجرتين غضتين كبرتا وهما متشابكتين. غير ان احداهما يبست واقتُلعت، فباتت الاخرى مشوهة المنظر. هكذا بتّ انا حين اصبحت وحيدا، وليس بمقدوري ان آلف نمط حياتي الجديد».
-
-
الارامل — إلامَ يحتاجون؟ وكيف يمكنك مساعدتهم؟برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ ايار (مايو)
-
-
يقول هربرت الذي ترمّل منذ ست سنين: «شعرت بالارتياح حين كان الزائرون يجلسون قربي بهدوء ويصغون الي فيما استرجع ذكرياتي، او اعبِّر عن الخواطر التي تستحوذ على تفكيري. اعلم اني لم اكن دوما بالجليس الانيس، لكني قدّرت كثيرا تعاطفهم معي». وما مس قلب پول في الصميم هو المبادرات المستمرة التي اخذها صديق ناضج للاستفسار عن حالته العاطفية. يقول: «احببت حديثه اللطيف والمخلص، وغالبا ما بحت له بمكنونات صدري». — امثال ١٨:٢٤.
-