مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لمَ الاسترشاد بروح اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • لِمَ ٱلِٱسْتِرْشَادُ بِرُوحِ ٱللّٰهِ؟‏

      ‏«أَنْتَ إِلٰهِي.‏ رُوحُكَ صَالِحٌ،‏ فَلْيَهْدِنِي فِي أَرْضِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ».‏ —‏ مز ١٤٣:‏١٠‏.‏

      ١ أَوْضِحُوا كَيْفَ يُمْكِنُ لِقُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ أَنْ تُرْشِدَ ٱلْمَرْءَ.‏

      هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنِ ٱسْتَخْدَمْتَ بُوصُلَةً لِتَهْتَدِيَ إِلَى طَرِيقٍ مَا؟‏ إِنَّ ٱلْبُوصُلَةَ أَدَاةٌ بَسِيطَةٌ،‏ ٱلْجُزْءُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَتَحَرَّكُ فِيهَا هُوَ إِبْرَةٌ مَغْنَطِيسِيَّةٌ تُشِيرُ إِلَى ٱلشَّمَالِ.‏ فَبِسَبَبِ قُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ تُعْرَفُ بِٱلْمَغْنَطِيسِيَّةِ،‏ تُعَدِّلُ هذِهِ ٱلْإِبْرَةُ وَضْعَهَا تِبْعًا لِلْحَقْلِ ٱلْمَغْنَطِيسِيِّ ٱلْمُحِيطِ بِٱلْأَرْضِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَعَانَ ٱلْمُسْتَكْشِفُونَ وَٱلرَّحَّالَةُ بِٱلْبُوصُلَةِ طَوَالَ قُرُونٍ كَيْ تُرْشِدَهُمْ بَرًّا وَبَحْرًا.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ قُوَّةٍ عَظِيمَةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَهُ مُنْذُ دُهُورٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَجِبُ ٱلتَّوَقُّعُ مِنْ قُوَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ أَنْ تُرْشِدَنَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٢ إِلَّا أَنَّ هُنَالِكَ قُوَّةً أُخْرَى غَيْرَ مَنْظُورَةٍ لَا غِنَى لَنَا عَنْهَا لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي ٱلْآيَتَيْنِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّتَيْنِ.‏ فَبِٱلْحَدِيثِ عَمَّا أَنْجَزَهُ يَهْوَهُ مُنْذُ دُهُورٍ،‏ يَذْكُرُ سِفْرُ ٱلتَّكْوِينِ:‏ «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ.‏ وَكَانَتْ .‏ .‏ .‏ قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَرُوحُ وَتَجِيءُ».‏ (‏تك ١:‏١،‏ ٢‏)‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْقُوَّةُ ٱلْعَظِيمَةُ؟‏ اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏ فَنَحْنُ نَدِينُ بِوُجُودِنَا لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي ٱسْتَخْدَمَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ فِي خَلْقِ كُلِّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ.‏ —‏ اي ٣٣:‏٤؛‏ مز ١٠٤:‏٣٠‏.‏

      ٣ وَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْ قُوَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةِ مُمَارَسَةَ أَيِّ تَأْثِيرٍ إِضَافِيٍّ فِينَا نَحْنُ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةَ؟‏ أَجَلْ،‏ لِأَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،‏ يَسُوعَ،‏ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «رُوحُ ٱلْحَقِّ .‏ .‏ .‏ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ».‏ (‏يو ١٦:‏١٣‏)‏ فَمَا طَبِيعَةُ هذَا ٱلرُّوحِ،‏ وَلِمَ يَجِبُ أَنْ نَرْغَبَ فِي ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهِ؟‏

      طَبِيعَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ أَيُّ مَفْهُومٍ خَاطِئٍ يَمْلِكُهُ ٱلثَّالُوثِيُّونَ عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ طَبِيعَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟‏

      ٤ لَا بُدَّ أَنَّكَ تَلْتَقِي أَثْنَاءَ خِدْمَتِكَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ مَفْهُومٌ خَاطِئٌ عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَٱلثَّالُوثِيُّونَ مَثَلًا يَعْتَبِرُونَهُ كَائِنًا رُوحَانِيًّا مُعَادِلًا لِلّٰهِ ٱلْآبِ.‏ (‏١ كو ٨:‏٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَقِيدَةَ تَتَنَافَى كُلِّيًّا مَعَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      ٥ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ رواح،‏ ٱلْمُسْتَخْدَمَةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ١:‏٢‏،‏ تُنْقَلُ عَادَةً إِلَى «رُوحٍ»،‏ لكِنْ يُمْكِنُ تَرْجَمَتُهَا أَيْضًا إِلَى «رِيحٍ» أَوْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تُشِيرُ إِلَى قُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ.‏ (‏قَارِنْ تكوين ٣:‏٨؛‏ ٨:‏١‏.‏)‏ وَتَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلرِّيحَ تُؤَثِّرُ فِي مَا حَوْلَهَا مَعَ أَنَّهَا غَيْرُ مَرْئِيَّةٍ،‏ كَذلِكَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ غَيْرُ ٱلْمَنْظُورِ.‏ فَهُوَ لَيْسَ شَخْصًا وَلَا مِنْ طَبِيعَةٍ مَادِّيَّةٍ،‏ إِلَّا أَنَّ لَهُ تَأْثِيرًا وَاضِحًا.‏ إِنَّهُ طَاقَةٌ مُنْبَعِثَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ يَبُثُّهَا فِي ٱلْأَشْخَاصِ أَوِ ٱلْأَشْيَاءِ بِهَدَفِ إِنْجَازِ مَشِيئَتِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ يَصْعُبُ ٱلتَّصْدِيقُ أَنَّ هذِهِ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمَهِيبَةَ تَنْبَثِقُ مِنَ ٱلْإِلهِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ —‏ اِقْرَأْ اشعيا ٤٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٦ أَيُّ مُنَاشَدَةٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ قَامَ بِهَا دَاوُدُ؟‏

      ٦ وَهَلْ يُوَجِّهُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ؟‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ وَعَدَ ٱللّٰهُ ٱلْمُرَنِّمَ ٱلْمُلْهَمَ دَاوُدَ:‏ «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ».‏ (‏مز ٣٢:‏٨‏)‏ وَقَدْ رَغِبَ دَاوُدُ فِي نَيْلِ هذَا ٱلْإِرْشَادِ لِأَنَّهُ نَاشَدَ يَهْوَهَ قَائِلًا:‏ «عَلِّمْنِي أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ،‏ لِأَنَّكَ أَنْتَ إِلٰهِي.‏ رُوحُكَ صَالِحٌ،‏ فَلْيَهْدِنِي».‏ (‏مز ١٤٣:‏١٠‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلرَّغْبَةَ عَيْنَهَا وَٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱسْتِرْشَادِ بِرُوحِ ٱللّٰهِ.‏ لِمَاذَا؟‏ إِلَيْكَ أَرْبَعَةَ أَسْبَابٍ فِي مَا يَلِي.‏

      لَمْ نُخْلَقْ لِنُرْشِدَ أَنْفُسَنَا

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ لِمَاذَا نَعْجَزُ عَنْ إِرْشَادِ أَنْفُسِنَا بِٱسْتِقْلَالٍ عَنِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحُوا لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نُحَاوِلَ إِيجَادَ طَرِيقِنَا بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱللّٰهِ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏

      ٧ أَوَّلًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَرْغَبَ فِي نَيْلِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَنَّنَا نَعْجَزُ عَنْ إِرْشَادِ أَنْفُسِنَا.‏ فَٱلْفِعْلُ «أَرْشَدَ» يَعْنِي هَدَى،‏ وَجَّهَ،‏ وَدَلَّ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَهذِهِ مَقْدِرَةٌ لَمْ يُزَوِّدْهَا يَهْوَهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ عِنْدَ ٱلْخَلْقِ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ وَهُوَ فِي حَالَةِ ٱلنَّقْصِ!‏ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا:‏ «عَرَفْتُ يَا يَهْوَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَشَرِ طَرِيقُهُمْ.‏ لَيْسَ لِإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِهِ».‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ وَلِمَ لَا؟‏ لَقَدْ أَطْلَعَ ٱللّٰهُ إِرْمِيَا عَلَى ٱلسَّبَبِ.‏ فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ.‏ فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ؟‏».‏ —‏ ار ١٧:‏٩؛‏ مت ١٥:‏١٩‏.‏

      ٨ فَكِّرْ فِي ذلِكَ:‏ أَلَيْسَ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ لِشَخْصٍ لَا خِبْرَةَ لَدَيْهِ أَنْ يَتَوَغَّلَ فِي ٱلْأَدْغَالِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حَوْزَتِهِ بُوصُلَةٌ أَوْ لَمْ يُرَافِقْهُ مُرْشِدٌ مُتَمَرِّسٌ؟‏ إِنَّ عَدَمَ مَعْرِفَتِهِ سُبُلَ ٱلْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ فِي مَكَانٍ كَهذَا وَجَهْلَهُ لِكَيْفِيَّةِ ٱلْوُصُولِ إِلَى وُجْهَتِهِ بِأَمَانٍ يُعَرِّضَانِ حَيَاتَهُ لِخَطَرٍ كَبِيرٍ.‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَصِحُّ فِي ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَظُنُّ أَنَّ فِي وُسْعِهِ أَنْ يَهْدِيَ نَفْسَهُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ دُونَ ٱلسَّمَاحِ لِلّٰهِ بِأَنْ يَدُلَّهُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ.‏ فَٱلْفُرْصَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِٱجْتِيَازِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا هِيَ بِٱلتَّضَرُّعِ إِلَى يَهْوَهَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ.‏ فَقَدْ صَلَّى:‏ «لِتَتَمَسَّكْ خُطُوَاتِي بِمَسَالِكِكَ،‏ فَفِيهَا لَنْ تَتَزَعْزَعَ قَدَمَايَ».‏ (‏مز ١٧:‏٥؛‏ ٢٣:‏٣‏)‏ وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى إِرْشَادٍ كَهذَا؟‏

      ٩ كَيْفَ نَنَالُ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ حَسَبَ ٱلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٧؟‏

      ٩ ثَمَّةَ أَمْرٌ أَكِيدٌ،‏ وَهُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُوَجِّهُ خُطُوَاتِنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ شَرْطَ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ وَرَاغِبِينَ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَيْهِ.‏ فَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا هذِهِ ٱلْقُوَّةُ ٱلْفَعَّالَةُ؟‏ أَوْضَحَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اَلْمُعِينُ،‏ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ،‏ ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي،‏ .‏ .‏ .‏ ذَاكَ سَيُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ».‏ (‏يو ١٤:‏٢٦‏)‏ فَإِذَا كُنَّا نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ —‏ بِمَا فِيهَا أَقْوَالُ ٱلْمَسِيحِ —‏ بِٱنْتِظَامٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ،‏ فَسَيُعَمِّقُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَهْمَنَا لِحِكْمَةِ يَهْوَهَ،‏ مَا يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْعَيْشِ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ.‏ (‏١ كو ٢:‏١٠‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يُظْهِرُ لَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَيْفَ نَجْتَازُ أَيَّ مُنْعَطَفٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَهُوَ يُذَكِّرُنَا بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي سَبَقَ أَن تَعَلَّمْنَاهَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ كَيْفَ نَسْتَدِلُّ بِهَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏

      اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَرْشَدَ يَسُوعَ

      ١٠،‏ ١١ مَاذَا تَوَقَّعَ يَسُوعُ أَنْ يَنَالَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَكَيْفَ سَاعَدَهُ هذَا ٱلرُّوحُ؟‏

      ١٠ إِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى طَلَبِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادَ ٱبْنَهُ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلرُّوحِ.‏ فَٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدُ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلنُّبُوَّةِ ٱلتَّالِيَةِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ:‏ «يَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يَهْوَهَ،‏ رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ،‏ رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُدْرَةِ،‏ رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ».‏ (‏اش ١١:‏٢‏)‏ فَكَمْ كَانَ يَسُوعُ يَتُوقُ دُونَ شَكٍّ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى مُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ أَثْنَاءَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ!‏

      ١١ وَفِعْلًا صَحَّتْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ أَعْلَاهُ.‏ فَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا:‏ «اِنْصَرَفَ يَسُوعُ [مُبَاشَرَةً بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ] مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا،‏ فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ».‏ (‏لو ٤:‏١‏)‏ فَفِيمَا هُوَ صَائِمٌ وَمُنْهَمِكٌ فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ،‏ أَنْبَأَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِمَا كَانَ فِي ٱنْتِظَارِهِ.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ قُوَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةَ كَانَتْ تُؤَثِّرُ فِي عَقْلِهِ وَقَلْبِهِ،‏ مُرْشِدَةً تَفْكِيرَهُ وَقَرَارَاتِهِ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ عَرَفَ يَسُوعُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ فِي كُلِّ ظَرْفٍ،‏ وَفَعَلَ بِٱلتَّمَامِ مَا أَرَادَ مِنْهُ أَبُوهُ.‏

      ١٢ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَطْلُبَ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٢ لَقَدْ أَدْرَكَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي يُمَارِسُهُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِ،‏ لِذَا طَبَعَ فِي ذِهْنِ أَتْبَاعِهِ كَمْ هُوَ ضَرُورِيٌّ أَنْ يَطْلُبُوا رُوحَ ٱللّٰهِ وَيَتْبَعُوا إِرْشَادَهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ١١:‏٩-‏١٣‏.‏‏)‏ وَلِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْعَلَ نَحْنُ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ؟‏ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا بِحَيْثُ يُشْبِهُ فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏رو ١٢:‏٢؛‏ ١ كو ٢:‏١٦‏)‏ فَبِفَسْحِ ٱلْمَجَالِ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يُرْشِدَنَا فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ يُصْبِحُ فِي مَقْدُورِنَا ٱلتَّفْكِيرُ كَٱلْمَسِيحِ وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

      هَدَفُ رُوحِ ٱلْعَالَمِ تَضْلِيلُنَا

      ١٣ مَا هُوَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ،‏ وَمَا هُوَ تَأْثِيرُهُ؟‏

      ١٣ اَلْأَمْرُ ٱلثَّالِثُ ٱلَّذِي يَجْعَلُنَا نَطْمَحُ إِلَى طَلَبِ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ هُوَ حِمَايَةُ أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ يُضِلَّنَا رُوحٌ نَجِسٌ يُؤَثِّرُ فِي حَيَاةِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَلِلْعَالَمِ قُوَّةٌ مُحَرِّضَةٌ تَحْفِزُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى ٱلسُّلُوكِ فِي سَبِيلٍ يَتَعَارَضُ كُلِّيًّا مَعَ مَا يُنْتِجُهُ فِينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏ نَعَمْ،‏ يَجْعَلُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ وَيَتَصَرَّفُونَ مِثْلَ حَاكِمِ ٱلْعَالَمِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ،‏ عِوَضَ أَنْ يُنَمِّيَ فِيهِمْ فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ افسس ٢:‏١-‏٣؛‏ تيطس ٣:‏٣‏.‏‏)‏ وَحِينَ يَنْقَادُ ٱلْمَرْءُ لِرُوحِ ٱلْعَالَمِ وَيَبْدَأُ بِمُمَارَسَةِ أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ،‏ يَحْصُدُ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً تَحُولُ دُونَ أَنْ يَرِثَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏ —‏ غل ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي مُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟‏

      ١٤ لَقَدْ أَمَدَّنَا ٱللّٰهُ بِمَا يَلْزَمُ لِمُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ .‏ .‏ .‏ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلشِّرِّيرِ».‏ (‏اف ٦:‏١٠،‏ ١٣‏)‏ فَيَهْوَهُ يُشَدِّدُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ كَيْ نَصْمُدَ فِي وَجْهِ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ لِتَضْلِيلِنَا.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ قَوِيٌّ وَلَيْسَ فِي وُسْعِنَا تَجَنُّبُهُ بِشَكْلٍ كُلِّيٍّ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ فِي مَقْدُورِنَا مَنْعُهُ مِنْ إِفْسَادِنَا.‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَقْوَى مِنْهُ وَسَيُعِينُنَا بِلَا رَيْبٍ!‏

      ١٥ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ ٱلَّذِينَ تَخَلَّوْا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ:‏ «تَرَكُوا ٱلسَّبِيلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فَضَلُّوا».‏ (‏٢ بط ٢:‏١٥‏)‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّنَا «لَمْ نَنَلْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ،‏ بَلِ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ»!‏ (‏١ كو ٢:‏١٢‏)‏ فَبِٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَمِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا يَهْوَهُ لِإِبْقَائِنَا فِي ٱلسَّبِيلِ ٱلْمُسْتَقِيمِ،‏ نَنْجَحُ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلرُّوحِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ لِهذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ —‏ غل ٥:‏١٦‏.‏

      اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا

      ١٦ أَيُّ ثَمَرٍ يُمْكِنُ أَنْ يُنْتِجَهُ فِينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

      ١٦ رَابِعًا،‏ نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ فِينَا رُوحُ ٱللّٰهِ لِأَنَّهُ يُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا فِي حَيَاةِ ٱلَّذِينَ يَهْتَدُونَ بِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏‏)‏ فَمَنْ مِنَّا لَا يُحِبُّ أَنْ يُظْهِرَ مِقْدَارًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ ٱلْفَرَحِ،‏ ٱلسَّلَامِ،‏ طُولِ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفِ،‏ وَٱلصَّلَاحِ؟‏ وَمَنْ بَيْنَنَا لَا يَسْتَفِيدُ إِذَا مَا ٱزْدَادَ إِيمَانًا،‏ وَدَاعَةً،‏ وَضَبْطَ نَفْسٍ؟‏ نَعَمْ،‏ يُنْتِجُ فِينَا رُوحُ ٱللّٰهِ صِفَاتٍ جَمِيلَةً تُفِيدُنَا وَعَائِلَتَنَا وَإِخْوَتَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَتَنْمِيَةُ هذَا ٱلثَّمَرِ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ لِأَنَّ هُنَالِكَ دَوْمًا مَجَالًا لِلتَّحَسُّنِ.‏

      ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُنَمِّيَ أَحَدَ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ؟‏

      ١٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِلتَّأَكُّدِ مِنْ أَنَّ كَلَامَنَا وَتَصَرُّفَنَا يُعْطِيَانِ ٱلدَّلِيلَ عَلَى أَنَّنَا نَسْتَرْشِدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنُعْرِبُ عَنْ ثَمَرِهِ.‏ (‏٢ كو ١٣:‏٥أ؛‏ غل ٥:‏٢٥‏)‏ لكِنْ مَاذَا لَوْ بَدَا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْعَمَلِ عَلَى صَقْلِ بَعْضٍ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ أَوْجُهَ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟‏ يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا إِضَافِيًّا كَيْ نَدَعَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْسِينِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ.‏ فَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَدْرُسَ كُلَّ وَجْهٍ كَمَا تَكْشِفُهُ صَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُنَاقِشُهُ ٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.‏ وَهكَذَا نَتَعَلَّمُ طَرَائِقَ لِإِظْهَارِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ وَنَنْدَفِعُ إِلَى تَنْمِيَتِهِ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ.‏a وَعِنْدَمَا نُلَاحِظُ نَتَائِجَ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا وَحَيَاةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ تَتَّضِحُ لَنَا أَهَمِّيَّةُ ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهِ.‏

      هَلْ تُذْعِنُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٨ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ يَسُوعُ لَنَا فِي ٱلْإِذْعَانِ لِرُوحِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٨ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِ ٱللّٰهِ عِنْدَ خَلْقِ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ فَقَدْ عَرَفَ كُلَّ مَا يَخُصُّ ٱلْحَقْلَ ٱلْمَغْنَطِيسِيَّ لِلْأَرْضِ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ٱلْبَشَرُ فِي مَجَالِ ٱلْمِلَاحَةِ.‏ (‏ام ٨:‏٣٠؛‏ يو ١:‏٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَتَضَمَّنُ أَيَّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَرْشَدَ بِهذِهِ ٱلْقُوَّةِ وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ بَلْ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَاشَ كَإِنْسَانٍ لَمَسَ مَدَى تَأْثِيرِ قُوَّةِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ فِي حَيَاتِهِ إِذْ رَغِبَ فِي ٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ وَأَذْعَنَ لِتَوْجِيهَاتِهِ.‏ (‏مر ١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ لو ٤:‏١٤‏)‏ فَهَلْ هذَا مَا تَفْعَلُهُ أَنْتَ أَيْضًا؟‏

      ١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ يُصْبِحَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُرْشِدَةَ فِي حَيَاتِنَا؟‏

      ١٩ لَا تَزَالُ قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تُوَجِّهُ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهَا.‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ كَيْ تَهْدِيَكَ إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّائِبِ؟‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِيُرْسِلَ إِلَيْكَ رُوحَهُ وَيُسَاعِدَكَ أَنْ تَنْقَادَ لَهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ افسس ٣:‏١٤-‏١٦‏.‏‏)‏ اِعْمَلْ وَفْقَ صَلَوَاتِكَ بِطَلَبِ ٱلْمَشُورَةِ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ —‏ اَلَّذِي هُوَ مِنْ نِتَاجِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ أَطِعِ ٱلتَّعْلِيمَاتِ ٱلْحَكِيمَةَ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا وَٱقْبَلْ طَوْعًا تَوْجِيهَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَبِفِعْلِكَ ذلِكَ كُلَّهُ،‏ تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تَثِقُ بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِرْشَادِكَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْقَوِيمِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى بَرِّ ٱلْأَمَانِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لِمُنَاقَشَةِ كُلِّ وَجْهٍ،‏ ٱنْظُرْ «قَائِمَةٌ بِحَسَبِ ٱلِٱسْمِ» تَحْتَ ٱلْعُنْوَانِ ٱلرَّئِيسِيِّ «ثَمَرُ رُوحِ ٱللّٰهِ» فِي فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏

  • روح اللّٰه يرشد ذوي الايمان في الماضي
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • رُوحُ ٱللّٰهِ يُرْشِدُ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي

      ‏‹اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ أَرْسَلَنِي هُوَ وَرُوحُهُ›.‏ —‏ اش ٤٨:‏١٦‏.‏

      ١،‏ ٢ إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نُظْهِرَ ٱلْإِيمَانَ،‏ وَكَيْفَ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ قَدِيمًا؟‏

      صَحِيحٌ أَنَّ كَثِيرِينَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ مُنْذُ أَيَّامِ هَابِيلَ،‏ إِلَّا أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏٢ تس ٣:‏٢‏)‏ فَلِمَ يَتَحَلَّى ٱلْمَرْءُ بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُهُ عَلَى تَنْمِيَتِهَا؟‏ بِشَكْلٍ عَامٍّ،‏ ٱلْإِيمَانُ يَلِي سَمَاعَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ وَهُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَلَا غِنَى لَنَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ نُظْهِرَ ٱلْإِيمَانَ وَنُمَارِسَهُ.‏

      ٢ لِذَا مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ ٱلرِّجَالَ وَٱلنِّسَاءَ ٱلْأُمَنَاءَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ فِطْرِيٌّ،‏ أَيْ أَنَّهُمْ وُلِدُوا مُؤْمِنِينَ.‏ فَخُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِينَ نَقْرَأُ عَنْهُمْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَانُوا أُنَاسًا «بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا».‏ (‏يع ٥:‏١٧‏)‏ فَقَدْ سَاوَرَتْهُمُ ٱلشُّكُوكُ وَٱلْهَوَاجِسُ وَٱمْتَلَكُوا ضَعَفَاتٍ شَخْصِيَّةً،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ «تَقَوَّوْا» بِرُوحِ ٱللّٰهِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ (‏عب ١١:‏٣٤‏)‏ وَحِينَ نَتَأَمَّلُ كَيْفَ عَمِلَ رُوحُ يَهْوَهَ فِيهِمْ،‏ نَتَشَجَّعُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ بِإِيمَانٍ،‏ لَا سِيَّمَا فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُ فِيهَا إِيمَانُنَا لِهَجَمَاتٍ شَتَّى.‏

      رُوحُ ٱللّٰهِ أَمَدَّ مُوسَى بِٱلْقُوَّةِ

      ٣-‏٥ (‏أ)‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مُوسَى أَنْجَزَ مَا أَنْجَزَهُ بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ مُوسَى عَنْ إِعْطَاءِ يَهْوَهَ رُوحَهُ لِخُدَّامِهِ؟‏

      ٣ كَانَ مُوسَى «حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ» ٱلْعَائِشِينَ سَنَةَ ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏عد ١٢:‏٣‏)‏ وَقَدْ عُهِدَتْ إِلَى هذَا ٱلْخَادِمِ ٱلْوَدِيعِ مَسْؤُولِيَّةٌ ضَخْمَةٌ فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ فَبِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَمَدَّهَا مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ،‏ تَفَوَّهَ بِنُبُوَّاتٍ،‏ قَضَى لِلشَّعْبِ وَتَوَلَّى قِيَادَتَهُ،‏ كَتَبَ أَسْفَارًا،‏ وَصَنَعَ عَجَائِبَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٦٣:‏١١-‏١٤‏.‏‏)‏ وَلكِنْ فِي إِحْدَى ٱلْمَرَاحِلِ،‏ تَشَكَّى مُوسَى أَنَّ حِمْلَ ٱلشَّعْبِ ثَقُلَ جِدًّا عَلَيْهِ.‏ (‏عد ١١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لِذَا أَخَذَ يَهْوَهُ «مِنَ ٱلرُّوحِ» ٱلَّذِي عَلَيْهِ وَوَضَعَهَا عَلَى سَبْعِينَ شَيْخًا لِيُعِينُوهُ عَلَى ٱلنُّهُوضِ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏ (‏عد ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَمَعَ أَنَّ حِمْلَ مُوسَى بَدَا مُرْهِقًا،‏ فَهُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ لَمْ يَتَكَفَّلْ بِهِ وَحْدَهُ،‏ وَكَذلِكَ ٱلسَّبْعُونَ ٱلَّذِينَ ٱخْتِيرُوا لِلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ.‏

      ٤ فَقَبْلَ تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ،‏ وُهِبَ مُوسَى مَا يَكْفِي مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِإِتْمَامِ مُهِمَّتِهِ.‏ حَتَّى بَعْدَ تَعْيِينِهِمْ،‏ لَمْ يُعْوِزْهُ أَيْضًا رُوحُ ٱللّٰهِ.‏ فَلَا هُوَ نَالَ أَقَلَّ مِمَّا لَزِمَهُ وَلَا هُمْ أَكْثَرَ مِمَّا ٱحْتَاجُوا.‏ إِذًا،‏ يُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ بِرُوحِهِ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِنَا،‏ بِحَسَبِ ظُرُوفِنَا.‏ فَهُوَ «لَا يُعْطِي ٱلرُّوحَ بِٱلْكَيْلِ» بَلْ «مِنْ مِلْئِهِ».‏ —‏ يو ١:‏١٦؛‏ ٣:‏٣٤‏.‏

      ٥ هَلْ تُكَابِدُ ٱلْمِحَنَ؟‏ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمُتَزَايِدَةَ تَسْتَنْزِفُ وَقْتَكَ؟‏ هَلْ تَسْعَى جَاهِدًا لِسَدِّ حَاجَاتِ عَائِلَتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ وَأَنْتَ مُرْهَقٌ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ مِنْ كَثْرَةِ ٱلْمَصَارِيفِ أَوْ تَرَاجُعِ صِحَّتِكَ؟‏ هَلْ تَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ أَيًّا كَانَ حَالُكَ،‏ فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللّٰهَ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ سَيَمْنَحُكَ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِتَتَكَيَّفَ مَعَ ظُرُوفِكَ.‏ —‏ رو ١٥:‏١٣‏.‏

      اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَهَّلَ بَصَلْئِيلَ

      ٦-‏٨ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآ‌بُ بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآ‌بَ نَالَا ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ج)‏ لِمَ ٱخْتِبَارُ بَصَلْئِيلَ مُشَجِّعٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٦ يَكْشِفُ ٱخْتِبَارُ بَصَلْئِيلَ،‏ أَحَدِ مُعَاصِرِي مُوسَى،‏ ٱلشَّيْءَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ خروج ٣٥:‏٣٠-‏٣٥‏.‏‏)‏ فَقَدْ كُلِّفَ هذَا ٱلرَّجُلُ بِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي صُنْعِ ٱلتَّجْهِيزَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِلْمَسْكَنِ.‏ فَهَلْ كَانَ خَبِيرًا بِٱلصِّنَاعَاتِ ٱلْحِرَفِيَّةِ قَبْلَ هذَا ٱلْمَشْرُوعِ ٱلضَّخْمِ؟‏ رُبَّمَا،‏ وَلكِنْ يُرَجَّحُ أَنَّ آخِرَ عَمَلٍ زَاوَلَهُ قَبْلَ ذلِكَ هُوَ صُنْعُ ٱللِّبْنِ لِلْمِصْرِيِّينَ.‏ (‏خر ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَكَيْفَ كَانَ لَهُ أَنْ يُتَمِّمَ مُهِمَّتَهُ ٱلْعَسِيرَةَ؟‏ لَقَدْ ‹مَلَأَهُ يَهْوَهُ مِنْ رُوحِهِ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ وَٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْمَهَارَةِ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ،‏ لِٱبْتِكَارِ تَصَامِيمَ حَتَّى يَصْنَعَ كُلَّ صَنْعَةٍ فِي غَايَةِ ٱلْإِبْدَاعِ›.‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ صَقَلَ مَوَاهِبَ بَصَلْئِيلَ ٱلَّتِي رُبَّمَا تَحَلَّى بِهَا بِٱلْفِطْرَةِ.‏ وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي أُهُولِيآ‌بَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱكْتَسَبَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُنْجِزَا ٱلْمُهِمَّةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ عَلَّمَا غَيْرَهُمَا أَيْضًا.‏ فَٱللّٰهُ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي قَلْبِهِمَا أَنْ يُعَلِّمَا ٱلْآخَرِينَ.‏

      ٧ وَثَمَّةَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى أَنَّ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآ‌بَ نَالَا ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ هُوَ جُودَةُ مَصْنُوعَاتِهِمَا ٱلَّتِي ظَلَّتْ تُسْتَعْمَلُ طَوَالَ ٥٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا.‏ (‏٢ اخ ١:‏٢-‏٦‏)‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ ٱلْمُصَنِّعِينَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ لَمْ يَكْتَرِثْ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآ‌بُ بِأَنْ يَتْرُكَا تَوْقِيعَهُمَا أَوْ عَلَامَتَهُمَا ٱلتِّجَارِيَّةَ عَلَى أَعْمَالِهِمَا.‏ فَكُلُّ ٱلْفَضْلِ فِي ٱنْجَازَاتِهِمَا نُسِبَ إِلَى يَهْوَهَ.‏ —‏ خر ٣٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ تُطْلَبُ مِنَّا مُهِمَّاتٌ صَعْبَةٌ تَسْتَلْزِمُ مَهَارَاتٍ خُصُوصِيَّةً مِثْلُ ٱلْبِنَاءِ،‏ ٱلطِّبَاعَةِ،‏ تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ إِدَارَةِ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ،‏ وَٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ بِشَأْنِ مَوْقِفِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنَ ٱلدَّمِ.‏ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يُنْجِزُ هذِهِ ٱلْمَهَامَّ أَشْخَاصٌ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْخِبْرَاتِ ٱللَّازِمَةِ.‏ وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يُسْتَعَانُ بِمُتَطَوِّعِينَ لَا يَعْرِفُونَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ.‏ فَرُوحُ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلَّذِي يُكَلِّلُ جُهُودَهُمْ بِٱلنَّجَاحِ.‏ فَهَلِ ٱمْتَنَعْتَ يَوْمًا عَنْ قُبُولِ تَعْيِينٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ ظَنًّا مِنْكَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ أَكْثَرُ كَفَاءَةً؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ يُعَزِّزُ مَعْرِفَتَكَ وَمَقْدِرَاتِكَ وَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُتَمِّمَ أَيَّ تَعْيِينٍ يُعْهَدُ بِهِ إِلَيْكَ.‏

      يَشُوعُ نَجَحَ بِفَضْلِ رُوحِ ٱللّٰهِ

      ٩ أَيُّ ظَرْفٍ وَاجَهَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بَعْدَ ٱلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالٍ نَشَأَ؟‏

      ٩ أَرْشَدَ رُوحُ ٱللّٰهِ أَيْضًا رَجُلًا عَاشَ زَمَنَ مُوسَى وَبَصَلْئِيلَ.‏ فَبُعَيْدَ ٱلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ،‏ شَنَّ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ هُجُومًا غَيْرَ مُبَرَّرٍ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَخُوضُوا حَرْبًا مِنْ قَبْلُ،‏ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِإِبْعَادِ هذَا ٱلْخَطَرِ وَٱلْقِيَامِ بِأَوَّلِ تَحَرُّكٍ عَسْكَرِيٍّ لَهُمْ كَشَعْبٍ حُرٍّ.‏ (‏خر ١٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٨‏)‏ لِذَا نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى قَائِدٍ يَتَرَأَّسُ ٱلْقُوَّاتِ ٱلْمُحَارِبَةَ.‏ فَعَلَى مَنْ وَقَعَ ٱلِٱخْتِيَارُ؟‏

      ١٠ لِمَ حَالَفَ ٱلنَّصْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِقِيَادَةِ يَشُوعَ؟‏

      ١٠ وَقَعَ ٱلِٱخْتِيَارُ عَلَى يَشُوعَ.‏ وَلكِنْ لَوْ طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يُعَدِّدَ خِبْرَاتِهِ ٱلسَّابِقَةَ ٱلَّتِي تُؤَهِّلُهُ لِهذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ،‏ فَمَاذَا كَانَ سَيَذْكُرُ؟‏ أَنَّهُ عَبْدٌ كَادِحٌ؟‏ صَانِعُ لِبْنٍ؟‏ أَمْ جَامِعٌ لِلْمَنِّ؟‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ جَدَّهُ أَلِيشَامَاعَ كَانَ زَعِيمَ سِبْطِ أَفْرَايِمَ ٱلَّذِي قَادَ كَمَا يَبْدُو ١٠٠‏,١٠٨ رَجُلٍ مِنْ إِحْدَى فِرَقِ إِسْرَائِيلَ ذَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأَسْبَاطِ.‏ (‏عد ٢:‏١٨،‏ ٢٤؛‏ ١ اخ ٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ مُوسَى لَمْ يَنْتَقِ أَلِيشَامَاعَ أَوِ ٱبْنَهُ نُونًا،‏ بَلِ ٱخْتَارَ يَشُوعَ لِيَرْأَسَ ٱلْقُوَّةَ ٱلَّتِي قَهَرَتِ ٱلْأَعْدَاءَ فِي مَعْرَكَةٍ دَامَتْ مُعْظَمَ سَاعَاتِ ٱلنَّهَارِ.‏ فَقَدْ حَالَفَ ٱلنَّصْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِفَضْلِ إِطَاعَةِ يَشُوعَ ٱلتَّامَّةِ وَتَقْدِيرِهِ ٱلْعَمِيقِ لِإِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ خر ١٧:‏٩-‏١٣‏.‏

      ١١ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي إِتْمَامِ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى غِرَارِ يَشُوعَ؟‏

      ١١ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ خَلَفَ يَشُوعُ مُوسَى ‹مُمْتَلِئًا رُوحَ حِكْمَةٍ›.‏ (‏تث ٣٤:‏٩‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لَمْ يَهَبْهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ أَوْ صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ مِثْلَ مُوسَى،‏ فَقَدْ مَكَّنَهُ مِنْ قِيَادَةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْحَمْلَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى إِخْضَاعِ أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا نَفْتَقِرُ إِلَى ٱلْخِبْرَةِ أَوِ ٱلْكَفَاءَةِ لِإِنْجَازِ أَوْجُهٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ لكِنَّنَا سَنَنْجَحُ حَتْمًا،‏ عَلَى غِرَارِ يَشُوعَ،‏ إِذَا مَا ٱلْتَصَقْنَا بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلهِيِّ.‏ —‏ يش ١:‏٧-‏٩‏.‏

      ‏«اِكْتَنَفَ رُوحُ يَهْوَهَ جِدْعُونَ»‏

      ١٢-‏١٤ (‏أ)‏ مَاذَا تَكْشِفُ ٱلْهَزِيمَةُ ٱلَّتِي أَوْقَعَهَا ٱلرِّجَالُ ٱلثَّلَاثُمِئَةٍ بِجُيُوشِ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ ٱلْضَّخْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ طَمْأَنَ يَهْوَهُ جِدْعُونَ؟‏ (‏ج)‏ كَيْفَ يُطَمْئِنُنَا ٱللّٰهُ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٢ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ،‏ ٱسْتَمَرَّ يَهْوَهُ يُظْهِرُ كَيْفَ يَعْضُدُ بِرُوحِهِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ.‏ فَسِفْرُ ٱلْقُضَاةِ زَاخِرٌ بِرِوَايَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ «تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ».‏ (‏عب ١١:‏٣٤‏)‏ مَثَلًا،‏ دَفَعَ ٱللّٰهُ جِدْعُونَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى مُحَارَبَةِ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ.‏ (‏قض ٦:‏٣٤‏)‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ تَفَوَّقُوا فِي ٱلْعَدَدِ عَلَى قُوَّاتِ جِدْعُونَ بِنِسْبَةِ ٤ إِلَى ١.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ كَانَتْ تِلْكَ ٱلْقُوَّةُ ٱلصَّغِيرَةُ لَا تَزَالُ كَبِيرَةً جِدًّا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏ لِذَا أَمَرَ جِدْعُونَ مَرَّتَيْنِ بِخَفْضِ عَدِيدِ ٱلْجَيْشِ حَتَّى صَارَ ٱلْأَعْدَاءُ يَفُوقُونَهُمْ بِنِسْبَةِ ٤٥٠ إِلَى ١.‏ (‏قض ٧:‏٢-‏٨؛‏ ٨:‏١٠‏)‏ وَقَدْ رَضِيَ يَهْوَهُ عَنْ هذَا ٱلْفَارِقِ ٱلشَّاسِعِ.‏ فَفِي حَالِ أَحْرَزَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ نَصْرًا سَاحِقًا،‏ فَلَيْسَ فِي وُسْعِ أَحَدٍ أَنْ يَفْتَخِرَ نَاسِبًا ٱلْفَضْلَ إِلَى جُهُودِ ٱلْبَشَرِ أَوْ حِكْمَتِهِمْ.‏

      ١٣ وَبَعْدَ تَخْفِيضِ عَدِيدِ ٱلْجَيْشِ،‏ بَاتَ جِدْعُونُ وَقُوَّاتُهُ مُسْتَعِدِّينَ تَقْرِيبًا.‏ فَلَوْ كُنْتَ فَرْدًا فِي تِلْكَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلصَّغِيرَةِ،‏ فَهَلْ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ لِعِلْمِكَ أَنَّ صُفُوفَ ٱلْمُحَارِبِينَ خَلَتْ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْخَائِفِينَ وَغَيْرِ ٱلْيَقِظِينَ،‏ أَمْ تَعْتَرِيكَ رَعْشَةٌ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَأَنْتَ تُفَكِّرُ فِي نَتِيجَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ؟‏ لَا حَاجَةَ أَنْ نُخَمِّنَ أَيَّةَ مَشَاعِرَ سَاوَرَتْ جِدْعُونَ.‏ فَقَدْ وَثِقَ بِٱللّٰهِ وَفَعَلَ مَا طُلِبَ مِنْهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ قضاة ٧:‏٩-‏١٤‏.‏‏)‏ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُ لِأَنَّهُ طَلَبَ عَلَامَةً تُؤَكِّدُ وُقُوفَهُ إِلَى جَانِبِهِ.‏ (‏قض ٦:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ بَلْ لَبَّى طَلَبَهُ تَرْسِيخًا لِإِيمَانِهِ.‏

      ١٤ حَقًّا،‏ إِنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ لَا تَحُدُّهَا حُدُودٌ.‏ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَنْتَشِلَ شَعْبَهُ مِنْ أَيَّةِ وَرْطَةٍ مُسْتَعِينًا إِذَا ٱقْتَضَى ٱلْأَمْرُ بِأَشْخَاصٍ يَبْدُونَ ضُعَفَاءَ أَوْ عَاجِزِينَ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ نَشْعُرُ أَنَّ كَثِيرِينَ يَقِفُونَ فِي وَجْهِنَا أَوْ أَنَّنَا فِي ظَرْفٍ عَصِيبٍ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَتَوَقَّعُ تَأْكِيدًا عَجَائِبِيًّا مِنْ يَهْوَهَ مِثْلَ جِدْعُونَ،‏ فَنَحْنُ نَنَالُ إِرْشَادًا وَافِيًا وَطَمْأَنَةً كَبِيرَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَجَمَاعَتِهِ ٱلْمُوَجَّهَةِ بِرُوحِهِ.‏ (‏رو ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَوُعُودُهُ ٱلْحُبِّيَّةُ تُوَطِّدُ إِيمَانَنَا وَقَنَاعَتَنَا بِأَنَّهُ مُعِينٌ لَنَا.‏

      ‏«كَانَ رُوحُ يَهْوَهَ عَلَى يَفْتَاحَ»‏

      ١٥،‏ ١٦ لِمَ تَحَلَّتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ بِمَوْقِفٍ رَائِعٍ،‏ وَأَيُّ تَشْجِيعٍ يَسْتَمِدُّهُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ ذلِكَ؟‏

      ١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ شَخْصٍ آخَرَ أَرْشَدَهُ رُوحُ ٱللّٰهِ.‏ فَحِينَ ٱضْطُرَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى مُحَارَبَةِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ،‏ حَلَّ «رُوحُ يَهْوَهَ عَلَى يَفْتَاحَ».‏ وَمِنْ شِدَّةِ تَوْقِهِ إِلَى ٱلِٱنْتِصَارِ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ،‏ نَذَرَ نَذْرًا كَلَّفَهُ ثَمَنًا بَاهِظًا.‏ فَقَدْ وَعَدَ ٱللّٰهَ،‏ إِنْ هُوَ أَسْلَمَ ٱلْعَمُّونِيِّينَ إِلَى يَدِهِ،‏ بِإِعْطَائِهِ أَوَّلَ مَنْ يَخْرُجُ لِمُلَاقَاتِهِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْبَيْتِ.‏ وَإِذَا بِٱبْنَتِهِ تَخْرُجُ لِٱسْتِقْبَالِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مُنْتَصِرًا.‏ (‏قض ١١:‏٢٩-‏٣١،‏ ٣٤‏)‏ فَهَلْ تَفَاجَأَ يَفْتَاحُ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَا،‏ فَهُوَ لَمْ يُرْزَقْ بِسِوَاهَا.‏ وَقَدْ تَمَّمَ نَذْرَهُ بِتَكْرِيسِ ٱبْنَتِهِ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ مَدَى حَيَاتِهَا فِي ٱلْمَقْدِسِ فِي شِيلُوهَ.‏ وَبِمَا أَنَّهَا عَابِدَةٌ وَلِيَّةٌ لِيَهْوَهَ،‏ فَقَدْ كَانَتْ مُقْتَنِعَةً بِضَرُورَةِ إِيفَاءِ نَذْرِ أَبِيهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ قضاة ١١:‏٣٦‏.‏‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ أَمَدَّهُمَا كِلَيْهِمَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ.‏

      ١٦ وَلكِنْ كَيْفَ نَمَّتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏ لَا بُدَّ أَنَّ غَيْرَةَ أَبِيهَا وَتَعَبُّدَهُ لِلّٰهِ سَاهَمَا فِي بُنْيَانِ إِيمَانِهَا.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ لَا تَحْسَبُوا أَنَّ أَوْلَادَكُمْ لَا يُلَاحِظُونَ مِثَالَكُمْ.‏ فَقَرَارَاتُكُمْ تُظْهِرُ أَنَّكُمْ مُقْتَنِعُونَ بِمَا تَقُولُونَهُ.‏ وَهُمْ يَرَوْنَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِكُمُ ٱلْحَارَّةِ وَتَعْلِيمِكُمُ ٱلْفَعَّالِ إِلَى جَانِبِ مِثَالِكُمُ ٱلْجَيِّدِ أَنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ وَهكَذَا تَنْمُو فِي قُلُوبِهِمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُفْعِمُ قُلُوبَكُمْ بِٱلْفَرَحِ.‏

      ‏‹رُوحُ يَهْوَهَ عَمِلَ فِي شَمْشُونَ›‏

      ١٧ مَاذَا فَعَلَ شَمْشُونُ بِقُوَّةِ رُوحِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٧ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ آخَرَ.‏ فَحِينَ كَانَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،‏ «ٱبْتَدَأَ رُوحُ يَهْوَهَ يُحَرِّكُ» شَمْشُونَ لِيُخَلِّصَهُمْ.‏ (‏قض ١٣:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَمَنَحَهُ قُوَّةً أَتَاحَتْ لَهُ ٱلْقِيَامَ بِأَعْمَالٍ مُذْهِلَةٍ وَخَارِقَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا أَقْنَعَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ،‏ «عَمِلَ فِيهِ رُوحُ يَهْوَهَ،‏ فَكَانَ ٱلْحَبْلَانِ ٱللَّذَانِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ كَخُيُوطِ كَتَّانٍ لُفِحَتْ بِٱلنَّارِ،‏ فَٱنْحَلَّ ٱلْوِثَاقُ عَنْ يَدَيْهِ».‏ (‏قض ١٥:‏١٤‏)‏ حَتَّى عِنْدَمَا ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ جَرَّاءَ قَرَارٍ غَيْرِ حَكِيمٍ،‏ تَقَوَّى «بِٱلْإِيمَانِ».‏ (‏عب ١١:‏٣٢-‏٣٤؛‏ قض ١٦:‏١٨-‏٢١،‏ ٢٨-‏٣٠‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ عَمِلَ فِيهِ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ نَظَرًا إِلَى ٱلظُّرُوفِ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّةِ آنَذَاكَ.‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلْقِصَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ تَمْنَحُنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّشْجِيعِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُشَجِّعُنَا ٱخْتِبَارُ شَمْشُونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتُمْ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ١٨ نَحْنُ نَعْتَمِدُ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ شَمْشُونُ حِينَ نَقُومُ بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي فَوَّضَهُ يَسُوعُ إِلَيْنَا،‏ أَيْ «أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ كَامِلًا».‏ (‏اع ١٠:‏٤٢‏)‏ وَهذَا ٱلتَّعْيِينُ يَسْتَلْزِمُ مَهَارَاتٍ رُبَّمَا لَا نَمْتَلِكُهَا بِٱلْفِطْرَةِ.‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُ رُوحَهُ لِإِعَانَتِنَا عَلَى إِنْجَازِ شَتَّى ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلْمُوكَلَةِ إِلَيْنَا!‏ وَهكَذَا يَكُونُ لِسَانُ حَالِنَا كَلِمَاتِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا:‏ ‹اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ أَرْسَلَنِي هُوَ وَرُوحُهُ›.‏ (‏اش ٤٨:‏١٦‏)‏ نَعَمْ،‏ رُوحُ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُنَا.‏ وَنَحْنُ نَبْذُلُ جُهْدَنَا فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مُتَأَكِّدِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنَمِّي مُؤَهِّلَاتِنَا،‏ مِثْلَمَا فَعَلَ مَعَ مُوسَى وَبَصَلْئِيلَ وَيَشُوعَ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَحْمِلُ «سَيْفَ ٱلرُّوحِ،‏ أَيْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ» وَمِلْؤُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُ سَيَبُثُّ فِينَا ٱلْقُوَّةَ،‏ تَمَامًا كَمَا قَوَّى جِدْعُونَ وَيَفْتَاحَ وَشَمْشُونَ.‏ (‏اف ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَبِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ فِي تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ،‏ نَغْدُو أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا مِثْلَمَا كَانَ شَمْشُونُ قَوِيًّا جَسَدِيًّا.‏

      ١٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَقِفُونَ بِشَجَاعَةٍ إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَفِيمَا نَتَجَاوَبُ مَعَ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَتَوَطَّدُ إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ لِذَا سَنَسْتَمْتِعُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِمُرَاجَعَةِ بَعْضِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلشَّيِّقَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَهِيَ تَكْشِفُ لَنَا كَيْفَ عَمِلَ رُوحُ يَهْوَهَ فِي ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ قَبْلَ وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏

  • روح اللّٰه يمنح الارشاد في القرن الاول واليوم
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • رُوحُ ٱللّٰهِ يَمْنَحُ ٱلْإِرْشَادَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَٱلْيَوْمَ

      ‏«كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ».‏ —‏ ١ كو ١٢:‏١١‏.‏

      ١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذَا ٱلدَّرْسِ؟‏

      يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ.‏ يَا لَلْأَحْدَاثِ ٱلشَّيِّقَةِ ٱلَّتِي تَتَبَادَرُ إِلَى ٱلذِّهْنِ عِنْدَ سَمَاعِ هذِهِ ٱلْعِبَارَةِ!‏ (‏اع ٢:‏١-‏٤‏)‏ فَسَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ شَكَّلَ مُنْعَطَفًا هَامًّا فِي تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ خُدَّامِهِ.‏ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تَأَمَّلْنَا كَيْفَ سَاعَدَ رُوحُ ٱللّٰهِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي عَلَى إِتْمَامِ مَهَامَّ صَعْبَةٍ وَدَقِيقَةٍ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ طَرِيقَةِ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ وَكَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلْيَوْمَ؟‏ لِنَرَ مَعًا ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏

      ‏«هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏»‏

      ٢ كَيْفَ شَهِدَتْ مَرْيَمُ تَأْثِيرَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

      ٢ كَانَتْ مَرْيَمُ بَيْنَ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي تِلْكَ ٱلْعُلِّيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي أُورُشَلِيمَ حِينَ سُكِبَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ.‏ (‏اع ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّ عَمَلَ رُوحِ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ عَلَيْهَا.‏ فَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ،‏ شَهِدَتْ تَأْثِيرَهُ ٱلْمُذْهِلَ حِينَ نَقَلَ يَهْوَهُ حَيَاةَ ٱبْنِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ مُحْدِثًا حَبَلًا فِي رَحِمِهَا وَهِيَ عَذْرَاءُ.‏ فَٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا كَانَ «مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ».‏ —‏ مت ١:‏٢٠‏.‏

      ٣،‏ ٤ أَيُّ مَوْقِفٍ أَعْرَبَتْ عَنْهُ مَرْيَمُ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهَا؟‏

      ٣ فَلِمَ أُنْعِمَ عَلَى مَرْيَمَ بِهذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْفَرِيدِ مِنْ نَوْعِهِ؟‏ بَعْدَمَا أَوْضَحَ لَهَا ٱلْمَلَاكُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ نَحْوَهَا،‏ هَتَفَتْ:‏ «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏ لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ».‏ (‏لو ١:‏٣٨‏)‏ فَقَدْ كَشَفَتْ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَنْ مَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ سَبَقَ أَنْ لَاحَظَهُ ٱللّٰهُ.‏ فَتَجَاوُبُهَا ٱلْفَوْرِيُّ دَلَّ أَنَّهَا مُسْتَعِدَّةٌ لِقُبُولِ مَشِيئَتِهِ.‏ حَتَّى إِنَّهَا لَمْ تَسْأَلْ عَمَّا سَتَكُونُ نَظْرَةُ ٱلْمُجْتَمَعِ إِلَى حَبَلِهَا أَوْ تَأْثِيرُهُ فِي عَلَاقَتِهَا بِخَطِيبِهَا.‏ فَبِقَوْلِهَا إِنَّهَا أَمَةٌ،‏ أَيْ أَدْنَى ٱلْخَدَمِ،‏ بَيَّنَتْ أَنَّهَا تَثِقُ كُلَّ ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَهَ كَسَيِّدٍ لَهَا.‏

      ٤ هَلْ تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ أَوِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ تَفُوقُ طَاقَتَكَ؟‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ لَدَيَّ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُجْرِي ٱلْأُمُورَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَتِهِ؟‏ هَلْ أُعْرِبُ حَقًّا عَنْ رُوحٍ طَوْعِيَّةٍ؟‏›.‏ كُنْ مُتَأَكِّدًا أَنَّ ٱللّٰهَ يُعْطِي رُوحَهُ لِلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ وَيَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَتِهِ كَحَاكِمٍ عَلَيْهِمْ.‏ —‏ اع ٥:‏٣٢‏.‏

      اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَعَانَ بُطْرُسَ

      ٥ كَيْفَ لَمَسَ بُطْرُسُ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م؟‏

      ٥ عَلَى غِرَارِ مَرْيَمَ،‏ لَمَسَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ شَخْصِيًّا عَمَلَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ فَيَسُوعُ كَانَ قَدْ مَنَحَهُ سُلْطَةً هُوَ وَٱلرُّسُلَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُخْرِجُوا ٱلشَّيَاطِينَ.‏ (‏مر ٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُزَوِّدُنَا بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ،‏ يُرَجَّحُ أَنَّ بُطْرُسَ ٱسْتَعْمَلَ هذِهِ ٱلسُّلْطَةَ.‏ وَتَجَلَّتْ قُدْرَةُ ٱللّٰهِ أَيْضًا حِينَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى مِيَاهِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ مُتَّجِهًا نَحْوَ يَسُوعَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ١٤:‏٢٥-‏٢٩‏.‏‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بُغْيَةَ ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ عَظِيمَةٍ.‏ وَلكِنْ سُرْعَانَ مَا كَانَ هذَا ٱلرُّوحُ سَيَعْمَلُ فِيهِ وَفِي رُفَقَائِهِ ٱلتَّلَامِيذِ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ.‏

      ٦ مَاذَا أَنْجَزَ بُطْرُسُ بِفَضْلِ رُوحِ ٱللّٰهِ خِلَالَ وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م؟‏

      ٦ فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ وُهِبَ بُطْرُسُ وَٱلْآخَرُونَ قُدْرَةً عَجَائِبِيَّةً عَلَى ٱلتَّحَدُّثِ بِلُغَاتِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِزِيَارَةِ أُورُشَلِيمَ.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ أَخَذَ بُطْرُسُ ٱلْقِيَادَةَ فِي مُخَاطَبَةِ ٱلْجُمُوعِ.‏ (‏اع ٢:‏١٤-‏٣٦‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي أَعْرَبَ أَحْيَانًا عَنِ ٱلتَّهَوُّرِ أَوِ ٱلْخَوْفِ ٱمْتَلَأَ شَجَاعَةً مُقَدِّمًا شَهَادَةً جَرِيئَةً رَغْمَ ٱلتَّهْدِيدَاتِ وَٱلِٱضْطِهَادَاتِ.‏ (‏اع ٤:‏١٨-‏٢٠،‏ ٣١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ نَالَ مَعْرِفَةً خُصُوصِيَّةً بِوَاسِطَةِ كَشْفٍ إِلهِيٍّ.‏ (‏اع ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ مُنِحَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى إِقَامَةِ شَخْصٍ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ —‏ اع ٩:‏٤٠‏.‏

      ٧ أَيَّةُ تَعَالِيمَ لِيَسُوعَ لَمْ يَفْهَمْهَا بُطْرُسُ إِلَّا بَعْدَ مَسْحِهِ بِٱلرُّوحِ؟‏

      ٧ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ،‏ فَهِمَ بُطْرُسُ حَقَائِقَ عَدِيدَةً عَلَّمَهَا يَسُوعُ.‏ (‏مت ١٦:‏١٦،‏ ١٧؛‏ يو ٦:‏٦٨‏)‏ وَلكِنْ ثَمَّةَ تَعَالِيمُ بَقِيَتْ غَامِضَةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حَتَّى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ.‏ مَثَلًا،‏ لَمْ يُدْرِكْ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيُقَامُ بِٱلرُّوحِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أَوْ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَكُونُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏يو ٢٠:‏٦-‏١٠؛‏ اع ١:‏٦‏)‏ وَٱلْفِكْرَةُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيُصْبِحُونَ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةً وَيَحْكُمُونَ فِي مَلَكُوتٍ سَمَاوِيٍّ كَانَتْ غَرِيبَةً عَلَيْهِ.‏ وَلكِنْ بَعْدَمَا ٱعْتَمَدَ هُوَ نَفْسُهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنَالَ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ،‏ فَهِمَ مَعْنَى هذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ.‏

      ٨ أَيَّةُ مَعْرِفَةٍ مُتَوَفِّرَةٌ لِلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟‏

      ٨ إِذًا،‏ مَنَحَ سَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ تَلَامِيذَ يَسُوعَ بَصِيرَةً لَمْ يَحْظَوْا بِهَا مِنْ قَبْلُ.‏ فَبِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ كَشَفَ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِفَائِدَتِنَا أَوْجُهًا مُدْهِشَةً مِنْ قَصْدِ يَهْوَهَ.‏ (‏اف ٣:‏٨-‏١١،‏ ١٨‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَتَغَذَّى ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ مِنَ ٱلْمَائِدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ نَفْسِهَا مُتَعَلِّمِينَ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ عَيْنَهَا.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَهَلْ تُعِزُّ مَا يُوَفِّرُهُ لَكَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مِنْ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      بُولُسُ «صَارَ مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا»‏

      ٩ مَاذَا حَقَّقَ بُولُسُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

      ٩ بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ سَنَةٍ عَلَى يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ نَالَ شَخْصٌ آخَرُ هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ إِنَّهُ شَاوُلُ ٱلَّذِي بَاتَ مَعْرُوفًا بِٱسْمِ بُولُسَ.‏ فَٱلرُّوحُ عَمِلَ فِيهِ بِطَرَائِقَ تُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ.‏ فَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ ١٤ سِفْرًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَمِثْلَ بُطْرُسَ،‏ تَمَكَّنَ بُولُسُ بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يَفْهَمَ وَيَكْتُبَ بِوُضُوحٍ عَنْ رَجَاءِ ٱلْخُلُودِ وَعَدَمِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَبِقُوَّةِ هذَا ٱلرُّوحِ،‏ شَفَى ٱلْأَمْرَاضَ،‏ أَخْرَجَ ٱلشَّيَاطِينَ،‏ وَأَقَامَ مَيِّتًا.‏ لكِنَّ ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ حَقَّقَتْ قَصْدًا أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً،‏ وَهذِهِ ٱلْقُدْرَةُ يَنَالُهَا كَافَّةُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ.‏

      ١٠ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي قُدْرَةِ بُولُسَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ؟‏

      ١٠ فَبُولُسُ،‏ «مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا»،‏ شَهَّرَ بِجُرْأَةٍ سَاحِرًا سَعَى لِمُقَاوَمَتِهِ.‏ وَمَا كَانَ أَشَدَّ وَقْعَ كَلَامِهِ عَلَى وَالِي قُبْرُصَ ٱلَّذِي أَصْغَى إِلَى ٱلْحَدِيثِ بِكَامِلِهِ!‏ فَهُوَ قَبِلَ ٱلْحَقَّ «مَذْهُولًا مِنْ تَعْلِيمِ يَهْوَهَ».‏ (‏اع ١٣:‏٨-‏١٢‏)‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ عَرَفَ بُولُسُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَهَمِّيَّةَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ فِي ٱلْمُجَاهَرَةِ بِٱلْحَقِّ.‏ (‏مت ١٠:‏٢٠‏)‏ لِذَا نَاشَدَ لَاحِقًا جَمَاعَةَ أَفَسُسَ أَنْ يَتَضَرَّعُوا مِنْ أَجْلِهِ كَيْ يُعْطَى «قُدْرَةً عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ».‏ —‏ اف ٦:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      ١١ كَيْفَ أَرْشَدَ رُوحُ ٱللّٰهِ بُولُسَ؟‏

      ١١ فِي حِينِ عَزَّزَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ قُدْرَةَ بُولُسَ عَلَى إِعْلَانِ ٱلْحَقِّ،‏ نَهَاهُ أَحْيَانًا عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ فِي مَنَاطِقَ مُعَيَّنَةٍ.‏ فَفِي رِحْلَاتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ،‏ تَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ (‏اع ١٣:‏٢‏؛‏ اِقْرَأْ اعمال ١٦:‏٦-‏١٠‏.‏‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُسْتَخْدِمًا رُوحَهُ.‏ وَجَمِيعُ خُدَّامِهِ ٱلطَّائِعِينَ يَسْعَوْنَ أُسْوَةً بِبُولُسَ إِلَى نَشْرِ ٱلْحَقِّ بِجُرْأَةٍ وَغَيْرَةٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ يُرْشِدُنَا ٱلْيَوْمَ بِطَرِيقَةٍ مُغَايِرَةٍ لِزَمَنِ بُولُسَ،‏ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ يَسْتَعْمِلُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ يَسْمَعَ ٱلْمُسْتَحِقُّونَ ٱلْحَقَّ.‏ —‏ يو ٦:‏٤٤‏.‏

      ‏«أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ»‏

      ١٢-‏١٤ هَلْ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي كَافَّةِ خُدَّامِهِ بِٱلطَّرِيقَةِ عَيْنِهَا؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ١٢ هَلِ ٱلرِّوَايَاتُ عَنْ إِغْدَاقِ يَهْوَهَ بَرَكَتَهُ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تُشَجِّعُ خُدَّامَهُ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ٱلْيَوْمَ؟‏ نَعَمْ دُونَ أَدْنَى شَكٍّ.‏ تَذَكَّرْ كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلْمُلْهَمَةَ إِلَى جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ عَنْ مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ فِي أَيَّامِهِ:‏ «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْمَوَاهِبِ،‏ لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ هُوَ نَفْسُهُ.‏ وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ،‏ لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ.‏ وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ،‏ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي يُنْجِزُ فِي ٱلْجَمِيعِ كُلَّ ٱلْأَعْمَالِ هُوَ نَفْسُهُ».‏ (‏١ كو ١٢:‏٤-‏٦،‏ ١١‏)‏ نَعَمْ،‏ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ فِي خُدَّامِ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ قَصْدٍ مُعَيَّنٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلرُّوحَ مُتَاحٌ لِكُلٍّ مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢؛‏ يو ١٠:‏١٦‏)‏ لكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ دَوْمًا بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا فِي كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٣ مَثَلًا،‏ يُعَيَّنُ ٱلشُّيُوخُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ يَخْدُمُونَ نُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ؟‏ إِنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُتَبَايِنَةٍ فِي أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٤ غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي يَبُثُّ فِي ٱلْمَمْسُوحِينَ «رُوحَ ٱلتَّبَنِّي»،‏ أَيِ ٱلشُّعُورَ بِأَنَّهُمْ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ،‏ هُوَ نَفْسُ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي بِهِ أَقَامَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْوَحِيدَ مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْخَالِدَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ٨:‏١١،‏ ١٥‏.‏‏)‏ وَهُوَ ٱلرُّوحُ عَيْنُهُ ٱلَّذِي أَبْدَعَ بِوَاسِطَتِهِ ٱلْكَوْنَ بِأَسْرِهِ.‏ (‏تك ١:‏١-‏٣‏)‏ وَبِٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَيْضًا،‏ أَهَّلَ يَهْوَهُ بَصَلْئِيلَ لِيُنْجِزَ مَهَامَّ خُصُوصِيَّةً فِي ٱلْمَسْكَنِ،‏ مَكَّنَ شَمْشُونَ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ خَارِقَةٍ،‏ وَسَاعَدَ بُطْرُسَ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ٱلْمَاءِ.‏ فَلْنُمَيِّزْ إِذًا بَيْنَ أَنْ يَنَالَ ٱلْمَرْءُ رُوحَ ٱللّٰهِ وَأَنْ يُمْسَحَ بِهِ،‏ فَٱلْمَسْحُ بِٱلرُّوحِ لَيْسَ سِوَى إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْمُمَيَّزَةِ ٱلَّتِي يَعْمَلُ بِهَا ٱلرُّوحُ.‏ وَٱلْقَرَارُ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ عَائِدٌ إِلَى ٱللّٰهِ نَفْسِهِ.‏

      ١٥ هَلْ تَسْتَمِرُّ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ١٥ إِنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ شَتَّى فِي خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ مُذْ وُجِدُوا،‏ أَيْ قَبْلَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ مِنِ ٱبْتِدَاءِ ٱلْمَسْحِ بِٱلرُّوحِ.‏ فَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْجَدِيدُ لِلرُّوحِ بَدَأَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَنْ يَسْتَمِرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ.‏ فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِٱلرُّوحِ سَتَتَوَقَّفُ،‏ لكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَيَظَلُّ يَعْمَلُ فِي شَعْبِ ٱللّٰهِ مُسَاعِدًا إِيَّاهُمْ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ مَدَى ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

      ١٦ مَاذَا يُنْجِزُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِفِعْلِ رُوحِهِ؟‏

      ١٦ وَمَاذَا يُنْجِزُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِفِعْلِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ؟‏ تُجِيبُ ٱلرُّؤْيَا ٢٢:‏١٧‏:‏ «اَلرُّوحُ وَٱلْعَرُوسُ يَقُولَانِ:‏ ‹تَعَالَ!‏›.‏ وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ:‏ ‹تَعَالَ!‏›.‏ وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ،‏ وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا».‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ إِلَى تَوْجِيهِ دَعْوَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَانِحَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى كُلِّ ‹مَنْ يُرِيدُ› قُبُولَ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ.‏ وَفِي حِينِ يَقُودُ ٱلْمَمْسُوحُونَ هذَا ٱلْعَمَلَ،‏ يَنْضَمُّ إِلَيْهِمِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فِي تَوْجِيهِ ٱلدَّعْوَةِ.‏ وَيَتَعَاوَنُ ٱلصَّفَّانِ كِلَاهُمَا مَعَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَيْنِهِ لِإِتْمَامِ هذَا ٱلتَّفْوِيضِ.‏ كَمَا أَنَّ أَفْرَادَ هذَيْنِ ٱلصَّفَّيْنِ يَرْمُزُونَ إِلَى ٱنْتِذَارِهِمْ لِيَهْوَهَ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ «بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩‏)‏ وَجَمِيعُهُمْ يُذْعِنُونَ لِعَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِمْ،‏ سَامِحِينَ لَهُ أَنْ يُنْتِجَ فِيهِمْ ثَمَرَهُ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَبِمُسَاعَدَةِ هذَا ٱلرُّوحِ،‏ يَفْعَلُونَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِمْ لِبُلُوغِ مَطْلَبِ ٱلْقَدَاسَةِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَهْوَهُ.‏ —‏ ٢ كو ٧:‏١؛‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      دَاوِمْ عَلَى طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ

      ١٧ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ مَعَنَا؟‏

      ١٧ إِذًا،‏ سَوَاءٌ وَهَبَكَ ٱللّٰهُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَهُوَ يُعْطِيكَ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» كَيْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ وَتَنَالَ مُكَافَأَتَكَ.‏ ‏(‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ مُوَاظَبَتَكَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَدْ تُعَرِّضُكَ لِلِٱسْتِهْزَاءِ،‏ لَا تَنْسَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ:‏ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِذَا عُيِّرْتُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ،‏ لِأَنَّ رُوحَ ٱلْمَجْدِ،‏ أَيْ رُوحَ ٱللّٰهِ،‏ يَسْتَقِرُّ عَلَيْكُمْ».‏ —‏ ١ بط ٤:‏١٤‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ؟‏

      ١٨ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ هِبَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ لِلَّذِينَ يَطْلُبُونَهَا بِإِخْلَاصٍ.‏ وَهِيَ لَا تَصْقُلُ مَقْدِرَاتِنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ تُقَوِّي رَغْبَتَنَا أَيْضًا فِي بَذْلِ غَايَةِ جُهْدِنَا فِي خِدْمَتِهِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَللّٰهُ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ،‏ مِنْ أَجْلِ مَسَرَّتِهِ،‏ لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا عَلَى ٱلسَّوَاءِ».‏ فَهِبَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلثَّمِينَةُ،‏ إِلَى جَانِبِ جُهُودِنَا ٱلدَّؤُوبَةِ لِلْبَقَاءِ «مُتَمَسِّكِينَ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ»،‏ سَتُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَعْمَلَ لِأَجْلِ خَلَاصِنَا بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ›.‏ —‏ في ٢:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٦‏.‏

      ١٩ لِذَا بِٱتِّكَالِكَ ٱلتَّامِّ عَلَى رُوحِ ٱللّٰهِ،‏ تَمِّمْ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِكَ كُلَّ تَعْيِينٍ يُعْهَدُ بِهِ إِلَيْكَ،‏ ٱسْعَ إِلَى إِتْقَانِهِ،‏ وَٱلْتَفِتْ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ وَهُوَ سَيَمُدُّكَ بِمَا يَلْزَمُ كَيْ تَفْهَمَ كَلِمَتَهُ،‏ تَتَخَطَّى مَشَاكِلَ ٱلْحَيَاةِ،‏ وَتَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ وَعَدَ يَسُوعُ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ»،‏ وَهذَا يَشْمُلُ نَيْلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏٩،‏ ١٣‏)‏ فَوَاصِلِ ٱلتَّضَرُّعَ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ تَكُونَ مِثْلَ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ ٱلَّذِينَ نَالُوا إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة