مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • فيض من الاسلحة

      كلما ازدادت الاسلحة ازداد اطلاق النار وازدادت المذابح.‏ في الولايات المتحدة يرشّ مسلَّح مئة طلقة من بندقية اقتحام سريعة الرمي على حشد من اولاد مدرسة:‏ ٥ قتلى،‏ ٢٩ جريحا.‏ في انكلترا يقتل رجل مجنون ١٦ شخصا ببندقية اقتحام 47-AK.‏ في كندا رجل يَكره النساء يذهب الى جامعة مونتريال ويقتل ١٤ منهن.‏ في سان سلڤادور يقوم الحراس بدوريات في ممرات الاسواق المركزية (‏سوپر ماركت)‏ ببنادق رشاشة،‏ والمتسوقون يُطلب منهم ان يودعوا اسلحتهم عند الباب.‏

      ونساء اكثر يشترين الاسلحة الآن.‏ وهنّ يتجمَّعن في ميادين الرماية بالمسدسات والبنادق،‏ مطلقات الطلقة تلو الطلقة من الذخيرة على ملصقات اهداف لرجال بالحجم الطبيعي،‏ غارزات ثقوب الرصاص مباشرة بين اعينها.‏ والمسدسات المصمَّمة خصوصا للنساء تُباع كثيرا.‏

      ولا تغفلوا عن الاولاد.‏ فثمة واحدة من حالات كثيرة:‏ ابن عشر سنوات «حشا بندقية الصيد الشديدة القوة التي لأبيه وأطلق النار حتى الموت على فتاة كانت قد تباهت انها افضل منه في ألعاب الڤيديو.‏»‏

      ان سباق التسلُّح الاهلي جارٍ.‏ فإلى اين سينتهي؟‏ ومتى سينتهي؟‏

  • الاسلحة —‏ طريقة حياة
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الاسلحة —‏ طريقة حياة

      الصف الطويل من المباني السكنية الحمراء التي تعج بالحياة يعود الى طبيعته.‏ فالصوت الواضح لإطلاق نار البنادق الاوتوماتية والنصف اوتوماتية لم يعد يحطم الهدوء.‏ وومضات النار مع كل سلسلة طلقات للاسلحة لم تعد تشكل ظلالا مخيفة في الليل،‏ لم تعد تساعد في اضاءة الشوارع الضعيفة الانارة.‏ هنالك ثقوب في الواجهات القرميدية القديمة حيث اندفن الرصاص عميقا في المبنى في معارك الاسلحة الماضية والحاضرة.‏

      الشرطة والاطباء الشرعيون يعرفون الشوارع جيدا.‏ وقد جرت مصادرة مستودع للاسلحة بقوة نارية كافية لتسليح قوة شرطة صغيرة —‏ آثار الجرائم،‏ الانتحارات،‏ حوادث اطلاق النار كيفما اتَّفق،‏ والسرقات.‏ سعاة البريد وجامعو النفايات يرفضون خدمة المجتمع خشية ان يصابوا بوابل من الرصاص.‏ والاولاد يجري ابقاؤهم داخل بيوتهم،‏ لكنّ البعض لا يزالون يصابون فيما يخترق الرصاص،‏ الذي تطلقه الاسلحة المصوَّبة بتعمُّد او بغير اتقان،‏ النوافذ والجدران وينحرف سريعا عبر الغرف.‏

      اذا كنتم تسكنون في مدينة كبيرة فالفرص هي ان السيناريو الموصوف هنا مألوف لديكم،‏ إنْ لم يكن كشاهد عيان فكمشاهد لنشرات الاخبار المسائية التلفزيونية.‏ وفي مدن كثيرة تكون حوادث اطلاق النار امرا عاديا جدا حتى انه في اغلب الاحيان لا يُبلَّغ بها في الصحافة المحلية.‏ وعلى نحو متكرِّر تصير تافهة من جرّاء المذابح الاخرى الكثيرة جدا التي تستحوذ على الاخبار اليومية في المدن الاخرى او انحاء العالم الاخرى.‏

      ان مشهد مذبحة في كاليفورنيا،‏ مثلا،‏ تناولته الاخبار في انحاء كثيرة من العالم عندما رشّ مسلَّح مئة طلقة ذخيرة من بندقية اقتحام سريعة الرمي على حشد من اولاد مدرسة ابتدائية،‏ قاتلا ٥ تلاميذ وجارحا ٢٩ آخرين قبل ان يقتل نفسه بمسدس.‏ وقرأت اوروپا والولايات المتحدة ايضا الاخبار الفظيعة عن رجل مجنون قتل ١٦ شخصا في انكلترا ببندقية اقتحام 47-AK.‏ وفي كندا ذهب رجل يَكره النساء الى جامعة مونتريال وأطلق النار على ١٤ امرأة وقتلهن.‏ وما لم تكن ضريبة الموت صاعقة فإن معظم حوادث القتل بالاسلحة،‏ عرضية كانت ام عمدية،‏ نادرا ما يُخبر به خارج المدينة التي تقع فيها.‏

      سحر الاسلحة الغامض

      ان وكالات تنفيذ القانون والقادة المحليين،‏ الحكوميين،‏ القوميين والدوليين يحيِّرهم المدّ الآخذ في الارتفاع للميتات المنسوبة الى المسدسات والاسلحة الاكبر الاوتوماتية والنصف اوتوماتية التي هي الآن في حوزة المجرمين والمختلّي العقل.‏ والجمعية الدولية لرؤساء الشرطة تقدِّر ان ما يتراوح بين ٠٠٠‏,٦٥٠ و ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢ سلاح نصف اوتوماتي وأوتوماتي «قد يكون في حوزة المجرمين في كل انحاء البلاد [الولايات المتحدة الاميركية] —‏ جيش من الاردياء ترجح الكفَّة في تبادل اطلاق النار دائما تقريبا الى جانبهم،‏» نقلت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم.‏

      ويقدَّر انه في الولايات المتحدة وحدها تملك تقريبا واحدة من كل اسرتين سلاحا.‏ وعلى الرغم من ان العدد المطلق للاسلحة التي يملكها الاميركيون لا يمكن تحديده فإن التقديرات الاخيرة تظهر ان ٧٠ مليون اميركي يملكون ١٤٠ مليون بندقية و ٦٠ مليون مسدس على وجه التقريب.‏ «ان مستودع الامة للاسلحة الخاصة كبير كفاية ليزوِّد سلاحا واحدا لكل رجل وامرأة وولد تقريبا في البلد،‏» كتبت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم.‏ فهل تجدون ذلك مروِّعا؟‏

      وفي اوروپا ايضا صارت جماعة المواطنين اشبه بمعسكر مسلَّح.‏ فانكلترا تحاول معالجة مشكلة اسلحتها فيما يدجِّج عدد اكبر فأكبر من العنصر البغيض اخلاقيا نفسه بالسلاح.‏ وفي المانيا الغربية يقدَّر مخزون الاسلحة النارية غير الشرعي بأكثر من ٨٠ في المئة من كل الاسلحة المتداولة.‏ وعدد منها،‏ وفقا للتقارير،‏ سُرق من «مستودعات اسلحة الشرطة الالمانية،‏ خفر الحدود،‏ الجيش الالماني ومخازن منظمة حلف شمال الاطلسي.‏» ويُقال ان سويسرا لديها اعلى نسبة لحيازة الاسلحة النارية الخاصة في العالم.‏ «كل سويسري مطيع للقانون قد يملك اسلحة،‏ وكل ذكر في سنّ الجندية لا بدّ ان يحتفظ في البيت ببندقية اقتحام اقوى من تلك التي استُعملت في مذبحة استُكتون [كاليفورنيا]،‏» اخبرت ذا نيويورك تايمز،‏ عدد ٤ شباط ١٩٨٩.‏

      وقبل ايام قليلة اخبرت ذا نيويورك تايمز انه في سان سلڤادور،‏ «الاسلحة على اوراك الرجال شائعة كمحفظات الجيب.‏ والاسواق المركزية (‏سوپر ماركت)‏،‏ التي يقوم حراسها بدوريات في الممرات ببنادق رشاشة،‏ تتطلَّب من المتسوقين ان يودعوا اسلحتهم في خزائن عند الابواب الامامية.‏» وبحسب مجلة اسبوع آسيا،‏ عدد شباط ١٩٨٩،‏ فإن حكومة الفيليپين «تقرّ بأن البلد ملآن على الاقل بـ‍ ٠٠٠‏,١٨٩ سلاح ناري غير مرخَّص فيه.‏ وهذا،‏ زائدا الـ‍ ٠٠٠‏,٤٣٩ المرخَّص فيها،‏ يعني ان عدد الاسلحة التي في حوزة الافراد العاديين يفوق كثيرا عدد تلك التي تملكها القوى المسلَّحة،‏ التي لديها حوالي ٠٠٠‏,١٦٥ جندي نظامي.‏ وشحنات الاسلحة غير الشرعية تُصادر اسبوعيا في المطار الدولي وفي الجزء المتاخم للبحر من مانيلا.‏»‏

      وكندا المسالمة،‏ حيث القانون الجنائي يقيِّد بصرامة حيازة واستعمال الاسلحة النارية،‏ تشهد ارتفاعا مستمرا في الجرائم المتعلِّقة بالاسلحة النارية.‏ وفي نهاية سنة ١٩٨٦ كان هنالك حوالي ٠٠٠‏,٨٦٠ من الاسلحة النارية الخاضعة للتقييد والمسجَّلة في كندا.‏ ولم يشمل ذلك مجموعات الاسلحة الاوتوماتية الخاصةَ التي جرى الحصول عليها قبل سنة ١٩٧٨.‏ وقد قال احد رسميّي الشرطة الكندية المتمرِّسين:‏ «ما أودّ معرفته هو لماذا يشعر شعب كندا بالحاجة الى اقتناء مسدس،‏ بندقية او بارودة.‏»‏

      وعندما فرضت حكومة الولايات المتحدة مؤخرا حظرا مؤقتا على استيراد الاسلحة النصف اوتوماتية كانت النتائج غير متوقَّعة.‏ فقد انتظر الشراة الهوسى ساعات طويلة في الصفوف لشراء تلك الموجودة في محلات الاسلحة حول البلد.‏ «ان ذلك لأشبه بزحمة اوكلاهوما،‏» قال شارٍ كان يقف في الصف لشراء احد الاسلحة الاخيرة في المخزون.‏ وهذه كان يمكن شراؤها بحوالي ١٠٠ دولار قبل الحظر.‏ وفي ذلك اليوم كان كل منها يُباع بما يبلغ ٠٠٠‏,١ دولار.‏ «هذه الاسلحة يدخل ويخرج منها ٣٠ في اليوم،‏» قال احد اصحاب المخازن السعداء.‏ «انهم يشترونها كلها،‏ كل شيء وأي شيء يمكنهم ان يضعوا ايديهم عليه،‏» قال.‏ «ان ما فعلوه هو وضع واحد في بيت كل شخص،‏» قال صاحب متجر اسلحة آخر.‏

      ان قانونا في ولاية فلوريدا،‏ الولايات المتحدة،‏ سمح لمالكي السلاح بأن يسيروا علانية بسلاح مشدود على خصرهم او مخفي معهم.‏ ويخاف البعض ان يؤدِّي ذلك الى تبادل اطلاق النار في زوايا الشوارع،‏ ممّا يذكِّر بعصر الغرب الهمجي.‏ وقد قال احد ممثِّلي ولاية فلوريدا:‏ «الرسالة التي نرسلها هي،‏ ‹لا يمكننا حمايتكم بعد الآن،‏ فاذهبوا اشتروا لنفسكم سلاحا وافعلوا اقصى ما تستطيعون.‏›» وإذ نحكم على ضوء مبيعات الاسلحة فإن الآلاف يفعلون ذلك بعينه.‏

      لماذا هذا الجنون المفاجئ بالاسلحة —‏ بعضها قوي جدا الى حدّ انه يستطيع إرسال الرصاص عبر جدران الخرسانة (‏الباطون)‏ وإطلاق ٩٠٠ طلقة في الدقيقة،‏ مصمَّم بهدف القتال في ساحة المعركة ليس غير؟‏ تقول بعض المراجع ان للاسلحة «سحرا غامضا فاتنا» يجعلها جذّابة على نحو خصوصي للرجال.‏ «هنالك احساس بالرجولة في حمل اكبر وأفظع وأقوى سلاح متوافر،‏» قال احد الرسميين الحكوميين.‏ «بالنسبة الى الرجال خصوصا تثير الاسلحة عودة شبه خفية الى شبابهم،‏» كتب احد المخبرين الصحفيين.‏ وبعض المؤسَّسات المصرفية يزيد في سحر الاسلحة الغامض بتقديم المسدسات بدلا من دفع الفائدة على شهادات الايداع.‏ وتشير التقارير ان الترويج صار شائعا جدا لدى المودِعين.‏

      في كل العالم تروج مبيعات الاسلحة رواجا شديدا.‏ فأين سينتهي ذلك؟‏ عندما يملك كل عنصر ذكر في المجتمع سلاحا واحدا على الاقل او اكثر؟‏ ام هل الاسلحة هي للرجال فقط؟‏ تأمَّلوا في بعض الحقائق الهامة في المقالة التالية.‏

  • الاسلحة —‏ ليست للرجال فقط
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الاسلحة —‏ ليست للرجال فقط

      في عالم الاعلان استُعملت الصورة الخاصة بالذكور،‏ لرجل قوي البنية يقف حاملا بندقية بيديه،‏ لبيع اشياء كثيرة.‏ وهي تشكِّل سلسلة من جميع الاصناف —‏ التبغ،‏ السيارات،‏ الثياب،‏ الاسلحة النارية وعدد كبير من الاشياء الاخرى،‏ يحدِّدها فقط خيال المعلِن.‏

      وفي الولايات المتحدة خصوصا يصوَّر الرجال على انهم لا ينفصلون عن اسلحتهم.‏ وفي ساحات المدن تُنصب التماثيل للابطال المنتصرين بسلاح إمّا في ايديهم او الى جانبهم.‏ وحتى بدون تعليقات فإن الصور التي تصوِّر عصر الغرب الهمجي يُثبت هويتها سريعا المسدس السداسي الطلقات المتدلّي على مستوى منخفض مشدودا على ورك رجل.‏ وقد أُنتج عدد كبير من الافلام السينمائية والكلمة «سلاح» في العناوين.‏ والبرامج التلفزيونية وعروض دور السينما الناجحة في اجتذاب الناس الى شبّاك التذاكر تزخر بصوت إطلاق النار السريع —‏ جياد وأردياء يحسمون القتال بإطلاق النار في كل وضع ومكان يمكن تخيُّلهما.‏ والرجال الضعفاء تظاهروا بالرجولة بمسدس او بندقية في يدهم،‏ مع مشاهد واقعية لموتى مطروحين عند اقدامهم.‏

      لكنّ نساء اكثر الآن يتورَّطن في الاسلحة.‏ ففي السنوات العشرين الاخيرة باتت اجهزة التلفزيون تزخر بنساء التحرّي والعميلات السرِّيات اللواتي يحسمن القتال بينهن وبين العناصر البغيضة اخلاقيا بإطلاق النار وينتصرن بتصويب اكثر سَدادا وقوة نارية اكثر تفوُّقا.‏

      انهن يتجمَّعن في ميادين الرماية بالمسدسات والبنادق،‏ مطلقات الطلقة تلو الطلقة من الذخيرة على ملصقات اهداف لرجال بالحجم الطبيعي،‏ غارزات ثقوب الرصاص بين اعينها.‏

      لذلك لا يجب ان يصدمكم ان تعرفوا ان المسدسات المصمَّمة خصوصا للنساء هي الآن في السوق وتُباع كثيرا.‏ «سيداتي،‏ انتن لا تستعملن مزيل الرائحة الذي للرجل،‏» كتبت مُخبرة صحفية،‏ «فلماذا تستعملن المسدس الذي للرجل؟‏ يلزمكنّ مسدس خفيف الوزن،‏ دون حروف تعلق بها اظفاركن،‏ مسدس ناعم ولكن قوي.‏ ربَّما تردن ليدي سميث عيار ٣٨‏,.‏ .‏ .‏ .‏ بلون ازرق لامع،‏ او فضي غير لمّاع،‏ مع اختياركن لطول الماسورة.‏» وقد عبَّر خبير عن رأيه في ما تريده النساء في الاسلحة:‏ «تريد المرأة ان يبدو السلاح جميلا.‏ انها تريد ان يكون شيئا شكله جميل تضعه في جزدانها.‏ ولا تريد ان يصطدم بعلبة مستحضراتها للتجميل ومرآتها .‏ .‏ .‏ كثيرات من النساء يحببن ان تكون الاشياء متناسقة الالوان ومتلائمة.‏ ولا يردن ان يبدو كريها او قبيحا .‏ .‏ .‏ انها تشتريه للحماية ولكنها،‏ في الوقت نفسه،‏ لا تريد ان يبدو بشعا.‏»‏

      وبعض المسدسات المصمَّمة خصوصا للسيدة الانيقة هو من عيار ٣٨‏,.‏ بسعة خمس طلقات ويُعرض باختيار طولين للماسورة —‏ انشين وثلاثة انشات —‏ ليسعه الجزدان جيدا.‏ وبعضها يأتي بمقابض ناعمة حرفها من الخشب الوردي،‏ والبعض الآخر يمكن ان يزوَّد بمقابض فاتحة اللون.‏ «انها جميلة جدا،‏» قالت احدى النساء،‏ «وأعتقد انها مريحة للاستعمال.‏» ثم هنالك ايضا ابتكارات جديدة للجزادين بأجزاء مستقلة مصنوعة على نحو خصوصي لمسدس السيدة.‏ «المرأة التي تملك مسدسا دون جزدان خصوصي إنّما تطلب المتاعب،‏» قالت امرأة.‏ «سينتهي بكنّ الامر الى قِطَع البسكويت الصغيرة والحلوى المطيَّبة بالنعناع في الماسورة،‏ او التبغ،‏ اذا كنتنّ تدخنّ،‏ او اي شيء آخر يتراكم في اسفل حقيبة اليد النسائية.‏» ويرى البعض مسبقا الوقت الذي فيه يكون حمل المرأة سلاحا شيئا مألوفا كحمل الشخص مظلَّة.‏

      أعدادهن تتزايد

      اظهر استفتاء في الآونة الاخيرة ان امتلاك السلاح بين النساء في الولايات المتحدة بين ١٩٨٣ و ١٩٨٦ «زاد حوالي ٥٣ في المئة الى اكثر من ١٢ مليونا.‏» وأظهر الاستفتاء ايضا انه خلال السنوات الثلاث هذه «كان حوالي مليوني امرأة اضافية يتأمَّلن في شراء سلاح ناري.‏» وفي بعض مجلات النساء يُلفَت الانتباه الدقيق الى حاجة المرأة الى الحماية بتصوير امرأة تعود الى البيت لتجد نافذة مكسورة في بابها الامامي.‏ هل تعيش وحدها؟‏ هل تملك سلاحا لحماية نفسها اذا واجهها مقتحم؟‏ ورقم الهاتف لمكالمة مجانية في اسفل الاعلان يتبيَّن انه ذاك الذي لصاحب مصنع اسلحة يعرض الآن مجموعة جديدة من المسدسات الانيقة للنساء.‏

      ‏«هذه الاعلانات هي كذَرّ الملح على الجرح،‏» قالت احدى النساء.‏ والسبب هو انه،‏ اذ يعيش عدد كبير جدا من النساء وحدهن او يكنّ والدات متوحِّدات،‏ يشعرن بأنهن عرضة على نحو خصوصي للجريمة العنيفة،‏ وغالبا لسبب وجيه.‏ ففي معظم المدن الكبيرة يزداد الاغتصاب.‏ والنساء تُنتزع جزادينهن —‏ الكثيرات منهن بحدّ السكين.‏ وهنالك اعتداءات على النساء في الشوارع،‏ في مواقف السيارات،‏ وفي ابنية المكاتب خلال ساعات النهار.‏ والشقق والبيوت،‏ منازل النساء اللواتي يعشن وحدهن،‏ يجري اقتحامها فيما المقيم نائم.‏ «من الافضل ان نتعلَّم الاعتناء بأنفسنا،‏» قالت احدى النساء،‏ «لأنه،‏ اذ نصير اكثر تنقُّلا في مجتمع عنيف على نحو متزايد،‏ سيكون علينا الاعتناء بأنفسنا.‏»‏

      ‏«كنت اسير الى البيت من العمل،‏» قالت امرأة جرت مقابلتها في التلفزيون الاميركي.‏ «امسك بي احد من الخلف.‏ وكان لديه سكين فدفعني الى الارض وانتزع جزداني.‏ وعلى الفور،‏ قلت ان عليّ ان افعل شيئا.‏» وبعد تقديم طلب من اجل اجازة حمل سلاح والتدرُّب على اصابة الهدف في ميدان الرماية،‏ ماذا كانت وجهة نظرها؟‏ «فقدت كل شعور بالعجز.‏ فكَّرت في نفسي،‏ انني املك سلاحا،‏ وأنا اطلق النار به وهذا رائع،‏ فأنا لا اشعر بالخوف.‏ فبقطعة المعدن هذه في يديّ يمكنني حقا ان احمي نفسي.‏»‏

      من الواضح ان هذا هو تفكير اكثر من ١٢ مليون امرأة في الولايات المتحدة،‏ ومَن يعرف كم اكثر يملكن اسلحة غير شرعية؟‏ والاعداد في كل العالم يمكن ان تكون مذهلة.‏ ولكن،‏ هل هذا التفكير هو نتيجة الكثير من البحث في ما تظهره الوقائع؟‏ قبل ان تخرجوا وتشتروا سلاحا للدفاع عن النفس تأمَّلوا في ما يظهره رسميّو الشرطة والاحصاءات.‏

  • الاسلحة —‏ طريق موت
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الاسلحة —‏ طريق موت

      ‏«لديهم هذا الوهم،‏» قال احد رسميّي الشرطة البارزين،‏ «أنهم سيصوِّبون السلاح نحو احد وسيكونون في مركز السيطرة وعندما لا ينجح ذلك بهذه الطريقة يتردَّدون،‏ كما يتردَّد للحظة كثيرون من ضبّاط الشرطة،‏ فيدفعون حياتهم ثمنا لذلك.‏» وهنالك ايضا هذه الملاحظة من مفوَّض شهير في الامن العام للولايات المتحدة:‏ «أناس كثيرون لا يقاومون الواقع ان امتلاك مسدس يعني الاستعداد للعيش مع عاقبة قتل كائن بشري آخر.‏ فإذا كنتم لا تطلقون النار فعليا والمجرم يطلق النار عليكم،‏ يكون امتلاك سلاح أشدّ خطورة من عدم امتلاكه على الاطلاق.‏»‏

      وأخيرا،‏ هنالك هذا الامر:‏ «حتى القليل من الخيال لا بدّ ان يخبرنا بأن كل هذه الاسلحة المصمَّمة تقود الى متاعب اكثر،‏ لا أقلّ،‏» كتبت مخبرة صحفية —‏ احد اعضاء عائلة شرطي وهي نفسها رامية خبيرة.‏ «هل واجهت النساء اللواتي يشترين الاسلحة ‹الجميلة› جمال أدمغة نُسفت بإطلاق النار؟‏ فالنتيجة ليست بجميلة.‏ وهل رأين يوما رجلا وجهه مرميّ بالرصاص؟‏» او،‏ تسأل،‏ «هل يمكنكن التصويب نحو القلب؟‏»‏

      وبأية سرعة يمكنكم ان تصلوا الى سلاحكم المخبَّإ اذا تعرَّض لكم مهاجم فجأة؟‏ تأمَّلوا في اختبارها الخاص:‏ «عندما هوجمتُ —‏ من قِبَل مدمن مخدرات مجنون بسكين جزّار —‏ كان النَّصْل عند حلقي قبل ان ارى او اسمع مهاجمي.‏ فلو حاولت الحصول على السلاح،‏ مَن كان سيربح النزاع؟‏» ثم تضيف:‏ «لا اتصوَّر انه يمكن الاحتفاظ بسلاح للحماية الشخصية.‏ وليست المسألة مسألة اخلاقية؛‏ انها مسألة ما اذا كان عمليا.‏»‏

      والآن تأمَّلوا في بعض الوقائع التي لا تُرَدّ.‏ ففي «المعارك النادرة نسبيا بين اصحاب البيوت واللصوص التي تحدث فعلا،‏ يمكن بلا ريب ان يكون اللص هو مَن يبرهن انه ابرع في استعمال سلاحه وصاحب البيت هو مَن ينتهي به الامر الى مكان حفظ الموتى المجهولي الهوية،‏» اخبرت مجلة تايم،‏ عدد ٦ شباط ١٩٨٩.‏ ومهما يكن السلاح من رادع في منع الجريمة فذلك توازيه وأكثر عواملُ مدمِّرة اخرى.‏ تأمَّلوا،‏ مثلا،‏ في الانتحارات.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ في فترة ١٢ شهرا،‏ اطلق اكثر من ٠٠٠‏,١٨ شخص النار على انفسهم حتى الموت.‏

      أمّا كم من هذه كان اعمالا بِنت ساعتها ربَّما ما كانت لتُنفَّذ لو لم يكن السلاح متوافرا في الجزدان او جارور خزانة الثياب فلا يمكن تحديده.‏ ومع ذلك،‏ فمن المؤكَّد ان المتناوَل السهل منع بعض الضحايا من الحصول على وقت كافٍ للتفكير بتعقُّل وربَّما انقاذ حياتهم.‏ وأضيفوا عدد الانتحارات بالاسلحة في الولايات المتحدة الى ذاك الذي لباقي العالم فيكون المجموع دون شك مروِّعا فعلا.‏

      ومجلة تايم،‏ عدد ١٧ تموز ١٩٨٩،‏ اخبرت انه في الاسبوع الاول من ايار ١٩٨٩ أُطلقت النار حتى الموت على ٤٦٤ شخصا في الولايات المتحدة وحدها.‏ و «هذه السنة،‏ اكثر من ٠٠٠‏,٣٠ آخرين سيشاركونهم مصيرهم،‏» قالت تايم.‏ وأخبرت المجلة انه «يموت من الاميركيين من جروح اطلاق النار كل سنتين اكثر من الذين ماتوا حتى الآن من الأيدز.‏ وعلى نحو مماثل،‏ تودي الاسلحة بحياة اميركيين في سنتين اكثر ممّا فعلته حرب ڤيتنام بكاملها.‏»‏

      والوالدون الذين يملكون الاسلحة لا بدّ ان يتحمَّلوا مسؤولية اولادهم الذين يستعملونها لأخذ حياتهم او حياة الآخرين.‏ «ان الزيادة في انتحارات الاحداث في سنة ١٩٨٨،‏» كتبت احدى الصحف،‏ «يمكن ربطها جزئيا بالمتناوَل الاسهل للاسلحة اذ ان عددا اكبر من اصحاب البيوت يخزنون الاسلحة لحماية مساكنهم،‏ قالت الشرطة.‏ .‏ .‏ .‏ وإذا كان لديكم سلاح في البيت فهنالك مجرد احتمال بأن يحصل عليه يوما ولد ما.‏» و «في السنة الماضية [١٩٨٨] اطلق اكثر من ٠٠٠‏,٣ ولد النار على اولاد آخرين،‏» اخبرت نشرة اخبار تلفزيونية في الولايات المتحدة في حزيران ١٩٨٩.‏

      فيا ايها الوالدون،‏ هل تعرفون اين هي اسلحتكم؟‏ كان احد الوالدين يعرف ذلك،‏ لكن ابنه البالغ عشر سنوات كان يعرف ايضا.‏ «حشا بندقية الصيد الشديدة القوة التي لأبيه،‏» اخبرت نيويورك تايمز،‏ عدد ٢٦ آب ١٩٨٩،‏ «وأطلق النار حتى الموت على فتاة كانت قد تباهت انها افضل منه في ألعاب الڤيديو.‏» وهل تعرفون ماذا يوجد في علبة غداء ولدكم الى جانب الشطائر والكعك عندما ترسلونه او ترسلونها بسرعة الى المدرسة؟‏ هل تصدِّقون ان ذلك يمكن ان يكون سلاحكم؟‏ ماذا كان والدَا صبي في روضة الاطفال عمره خمس سنوات سيفكِّران عندما اعلمهما رسميّو المدرسة انهم انتزعوا من ابنهما مسدسا محشوًّا من عيار ٢٥‏,.‏ في كافيتيريا مزدحمة،‏ فيما كان مئات التلاميذ يتناولون شطائرهم،‏ حليبهم،‏ وكعكهم؟‏

      ولاحقا في سنة ١٩٨٩ أُمسك تلميذ في الصف الاول عمره ست سنوات وهو يعرض متباهيا مسدسا محشوًّا.‏ وفي ذلك الشهر نفسه أُلقي القبض على ابن ١٢ سنة لحمله مسدسا محشوًّا في المدرسة.‏ وذلك كله في مقاطعة المدرسة نفسها.‏ وفي فلوريدا ثمة تلميذة لم تكن موفَّقة كفاية لتنجو من كارثة سلاح محشوّ في يدي احد الاولاد.‏ فقد أُصيبت في ظهرها عندما اطلقت ابنة ١١ سنة النار عن غير قصد بسلاح كانت قد احضرته الى المدرسة لتُريه لأصدقائها.‏

      ‏«ان صغارنا البالغين من العمر ست سنوات يذهبون الى البيت وجميعهم تقريبا يعرف ان هنالك سلاحا في بيتهم،‏» قال مدير مدرسة.‏ «كثيرون منهم رأوا نتيجة السلاح،‏» قال احد اساتذة الصف الثالث.‏ «ولعلّ أبًا،‏ عمًّا،‏ او أخًا لم يعد موجودا في بيتهم نتيجة للسلاح،‏» قال.‏ حتى ان بعض أنظمة المدارس يجد حاجة الى تركيب كواشف للمعادن للعثور على الاسلحة التي يجلبها الصغار جدا،‏ فضلا عن التلامذة الاكبر سنا!‏ أفلا يجب ان يتحمَّل الوالدون مسؤولية اعمال اولادهم،‏ وخصوصا الوالدين الذين يرون من المناسب امتلاك اسلحة في بيوتهم حيث يمكن لأولادهم ان يجدوها؟‏

      قد يعزِّي الوالدون انفسهم بأن اسلحتهم مخبَّأة حيث لا يمكن لأولادهم او الآخرين ان يجدوها.‏ ولكن من المؤسف ان الاولاد الموتى برهنوا ان والديهم على خطإ.‏ تأمَّلوا ايضا في ما هو بديهي.‏ «لا يمكن ان يكون لكم الخياران معا،‏» قال احد رؤساء الشرطة.‏ «اذا كنتم حقا تحفظون سلاحكم بحيث لا يمكن ان يتأذَّى به الناس الابرياء في بيتكم،‏ اولادكم او الزائرون او شخص آخر،‏ فعندئذ لن تتمكَّنوا [انتم] من الوصول الى ذلك السلاح لنوع الحالة الطارئة التي اشتريتموه [انتم] من اجلها في المقام الاول.‏»‏

      وتقدِّر الشرطة انه اذا استُعمل سلاح البيت يوما ما «يكون من المرجَّح ان تطلَق ناره على عضو في العائلة او صديق ستة اضعاف ان تطلَق على مقتحم،‏» اخبرت مجلة تايم.‏ «تظنّ الزوجة او الام انها تسمع صوت لص وينتهي بها الامر الى اطلاق النار على الزوج او الابن الآتي الى البيت متأخِّرا،‏» قال احد مفوَّضي الامن العام.‏ ‹اذًا،‏ كيف يجب ان يحمي الناس بيوتهم؟‏› سُئل.‏ «لعلّ الطريقة الفضلى لحماية نفسكم هي بتعريض ملكيتكم للخطر عوضا عن حياتكم.‏ فمعظم السارقين واللصوص يكونون هناك للسرقة،‏ لا للقتل.‏ ومعظم الميتات من الاسلحة النارية في البيوت تُقترف بسلاح صاحب البيت.‏ وعلى اي حال،‏ يجب ان يحاول سكان المدن زيادة الحماية بتشكيل فرق ‹مراقبة› ضد الجريمة.‏» وأخيرا،‏ لا بدّ ان يسأل اصحاب السلاح انفسهم عمّا اذا كانوا يرغبون في اخذ حياة انسان آخر لكي يحموا محتويات جزدان او محفظة جيب،‏ او بضعة اشياء ثمينة في البيت.‏

      فإذا كنتم حكماء فلن تقاوموا مَن يهدِّد حياتكم من اجل اشيائكم الثمينة.‏ فحياتكم اثمن منها.‏

  • الاسلحة —‏ عالم بدونها
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الاسلحة —‏ عالم بدونها

      من بداية التاريخ البشري لجأ الانسان الى العنف في تعاملاته مع رفيقه الانسان.‏ وظهرت الجريمة في اول عائلة عندما قتل قايين اخاه هابيل.‏ واستمر القتل منذ ذلك الحين —‏ ضمن العائلات،‏ ضمن القبائل،‏ وبين الامم.‏ وإذ صارت الاسلحة اقوى صار الضحايا عديدين اكثر.‏ والحجارة والعصي فسحت المجال للرماح والسهام،‏ التي استُبدلت بالمدافع والقنابل.‏ وإهلاك المئات صار بالآلاف؛‏ واليوم صارت الآلاف ملايين.‏ وليس في الحرب فقط بل خلال السلام ايضا.‏ وليس بواسطة الجنود فقط بل بواسطة المواطنين العاديين ايضا.‏ وليس بواسطة الراشدين فقط بل بواسطة الاولاد ايضا.‏ فهل ينتهي تصعيد العنف يوما ما؟‏ اذا كان ذلك يعتمد على الناس فالاحتمالات غير مشجِّعة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏.‏

      أنبأ المسيح يسوع ان هذا سيكون وقتا فيه تقوم امم على امم اخرى في حروب رهيبة،‏ مودية بحياة الملايين.‏ وتوقِع الاوبئة والزلازل خسائر فادحة في اماكن كثيرة.‏ ويلوِّث الانسان الارض الى حدّ ان قدرتها على دعم الحياة نفسها ستكون مهدَّدة —‏ علماء كثيرون يعبِّرون الآن عن هذا الخوف.‏ لكنّ محبة الانسان للمال تجعله يندفع الى الامام في ثورته الملوِّثة،‏ وسينتهي ذلك فقط عندما يتدخَّل يهوه اللّٰه نفسه «ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏» —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      يسخر كثيرون من تحذيرات كهذه وبذلك يتمِّمون جزءا آخر من العلامة المنبَإ بها للايام الاخيرة:‏ «عالمين هذا اولا انه سيأتي في آخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم وقائلين اين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

      لكنَّ هذه السحابة المظلمة التي تحوم فوق الجنس البشري لها جانب مشرق.‏ فقد أنبأ يسوع انه في حضوره سيكون هنالك «على الارض كرب امم بحيرة.‏ البحر والامواج تضج.‏ والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.‏» ولكنه قال ايضا انه سيكون الوقت ‹لتنتصبوا وترفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.‏› —‏ لوقا ٢١:‏٢٥-‏٢٨‏.‏

      ان الامم في كرب والجماهير مضطربة،‏ والافراد هم في خوف ممّا يأتي على الارض،‏ ولكنه الوقت لإنقاذ اولئك الذين ينتظرون مجيء ملكوت اللّٰه وحكم المسيح يسوع الالفي.‏ وسيكون ذلك الوقت لإتمام وعد يهوه اللّٰه ‹بسموات جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر.‏› —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      لا اسلحة!‏ فلن تكون لازمة للحرب.‏ «مسكِّن الحروب الى اقصى الارض.‏ يكسر القوس ويقطع الرمح.‏ المركبات [المركبات الحربية،‏ رذرهام‏] يحرقها بالنار.‏» —‏ مزمور ٤٦:‏٩‏.‏

      ولن تكون لازمة للحماية الشخصية.‏ «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يرعب لأن فم رب الجنود تكلَّم.‏» —‏ ميخا ٤:‏٤‏.‏

      والمستقيمون فقط،‏ ولا احد من الاشرار،‏ سيكونون هناك.‏ ‹المستقيمون يسكنون الارض والكاملون يبقون فيها.‏ أمّا الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها.‏› (‏امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وحينئذ فإن «الودعاء .‏ .‏ .‏ يرثون الارض ويتلذَّذون في كثرة السلامة.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏١١‏.‏

      في عيني اللّٰه يُفسد العنف الارض.‏ وفي ايام نوح «فسدت الارض امام اللّٰه وامتلأت الارض (‏عنفا)‏.‏» (‏تكوين ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ لذلك أنهى يهوه ذلك العالم بطوفان عالمي.‏ وشبَّه يسوع نهاية هذا العالم العنيف الحاضر في حضوره بنهاية ذلك العالم القديم:‏ «لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوَّجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع.‏ كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان.‏» —‏ متى ٢٤:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

      وفي عالم اللّٰه الجديد سيتمِّم كل شخص حي مرقس ١٢:‏٣١‏:‏ «تحب قريبك كنفسك.‏» وإشعياء ١١:‏٩‏:‏ «لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.‏» وأيضا ستتمّ في ذلك العالم الجديد للبر الاحوال المجيدة الموصوفة في رؤيا ٢١:‏١،‏ ٤‏:‏ «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.‏» ولا ريب انه عندئذ لن تعجَّ المجتمعات البشرية بالاسلحة!‏

      ولا شيء من هذه التغييرات الهامة لمباركة الانسان سيحدثه الثوار بأسلحتهم الفائقة القوة التي تحصد المقاومة.‏ وبالاحرى،‏ سيحدثها يهوه اللّٰه بواسطة ملكوته برئاسة المسيح يسوع.‏ وهكذا تقول اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏:‏ «يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.‏ لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن الى الابد.‏ غيرة (‏يهوه)‏ الجنود تصنع هذا.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة