-
غوياناالكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ٢٠٠٥
-
-
خدمة «مفرحة ومانحة للاكتفاء!»
خدم المرسلان جون ودايزي هيمَواي في غويانا من سنة ١٩٤٦ الى سنة ١٩٦١. احيانا، كان هذان الزوجان يمضيان اسبوعين من عطلتهما في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، اي قرب فنزويلا حيث تعيش قبائل الكاريب والارواك وقبائل اخرى من السكان الاصليين. ذات مرة، وزّعا كمية كبيرة من المطبوعات على شعب الارواك، الامر الذي لم يرُق الراهبات الكاثوليكيات اللواتي كنّ يدرن المدرسة المحلية. فسألن الاولاد ليعرفن هل حصل والدوهم على ايٍّ من هذه المطبوعات. فاستشاط الوالدون غضبا حين علموا بذلك وأخبروا الكاهن ان لهم مطلق الحرية في اختيار ما يريدون قراءته. إلّا ان ذلك لم يردع الكاهن الذي حاول اثناء قداس الاحد ان يعيّب كراس هل يمكنك ان تحيا الى الابد بسعادة على الارض؟، الذي كان في حوزة كثيرين. لكنّه لم يحقّق مبتغاه. ففي اليوم الذي همّ فيه الزوجان هيمَواي بالمغادرة، طلب منهما العديد من سكان القرية نسخة من ذلك الكراس.
كان على جون ودايزي ان يستعملا العبّارة والقطار والشاحنة للوصول الى هذه المنطقة التي تقع على بعد ٣٠٠ كيلومتر تقريبا نحو الداخل. وكان عليهما اخذ كل اللوازم الضرورية والمطبوعات بالاضافة الى الدراجة لاجتياز الدروب الموحلة المؤدية الى القرى التي يعيش فيها الهنود. يوضح جون: «كانت هذه الدروب تتفرّع الى عدة اتجاهات. وإذا اراد الشخص ألّا يضل طريقه وأن يضمن عودته آمنا، فعليه إما ان يتكل على ذاكرته او يكسر بعض الاغصان عند مفارق هذه الطرق. وإذا واجه حيوانا ضاريا، فعليه ان يقف دون حراك ويحدّق الى الاسفل حتى يبتعد الحيوان بهدوء عن الطريق. وقد يرى المرء ايضا السعادين تقفز من غصن الى آخر وتزقَح محتجة على وجود غرباء في المنطقة. وهنالك ايضا حيوان الكسلان الذي يراقب المارّة وهو معلّق على الشجرة رأسا على عقب. وقد يلمح المرء هنا وهناك طائر الطُّوقان الزاهي الالوان وهو يقتات بثمرة پپّايا».
بعد ان امضى الاخ هيمَواي ١٥ سنة في الخدمة الارسالية في غويانا، أوجز مشاعره قائلا: «يا لها من خدمة مفرحة ومانحة للاكتفاء! فما من امر يضاهي الاكتفاء الذي نشعر به حين نجلس مع الهنود الاميركيين على أرضية ترابية في كوخ مصنوع من اوراق النخيل ونتحدث اليهم عن ملكوت اللّٰه ونعلّمهم طريقة حياة جديدة. ورؤية هؤلاء الاشخاص المتواضعين يتجاوبون مع تعليم الكتاب المقدس وينذرون حياتهم للّٰه هي اختبار لن أنساه ابدا».
-
-
غوياناالكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ٢٠٠٥
-
-
عقب احد هذه العروض، استقلّ جون ودايزي هيمَواي سفينة بخارية للعودة الى منطقتهما. وكان كثيرون على متنها قد سمعوا عن الفيلم وأرادوا رؤيته. لذلك وبعد طلب اذن من الربّان، وضع الزوجان هيمَواي الشاشة على ظهر السفينة وآلة العرض في حجرة تقع نافذتها في المكان المناسب. يكتب جون: «كان على متن السفينة كهنة كاثوليك وانڠليكان رفضوا سابقا حضور الفيلم في المدينة، لكنهم اضطروا الآن ان يحضروه. وفي الواقع، كانت الحجرة التي وضعنا فيها آلة العرض حجرتهم الخاصة. وبعد العرض، أمطرهم الركاب بوابل من الاسئلة التي لا يستطيع الاجابة عنها سوى شهود يهوه».
-