مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«أنا معكم»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • ‏«أَنَا مَعَكُمْ»‏

      ‏‹كَلَّمَ رَسُولُ يَهْوَهَ ٱلشَّعْبَ قَائِلًا:‏ «أَنَا مَعَكُمْ»،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›.‏ —‏ حجاي ١:‏١٣‏.‏

      ١ أَيُّ تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِأَيَّامِنَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟‏

      نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ.‏ فَكَمَا يُظْهِرُ إِتْمَامُ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَحْنُ نَحْيَا مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤ فِي «يَوْمِ ٱلرَّبِّ».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلَى هذَا ٱلْمَوْضُوعِ،‏ لِذلِكَ تَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ «أَيَّامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِـ‍ «أَيَّامِ نُوحٍ» وَ «أَيَّامِ لُوطٍ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ وَهكَذَا يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ.‏ وَلكِنْ هُنَاكَ تَنَاظُرٌ نَبَوِيٌّ آخَرُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُولِيَهُ ٱهْتِمَامَنَا.‏

      ٢ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ أَوكَلَهَا يَهْوَه إِلَى حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

      ٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ سَادَتْ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا.‏ فَأَيَّةُ رِسَالَةٍ قَدَّمَهَا هذَانِ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ لَهَا ٱنْطِبَاقٌ وَاضِحٌ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟‏ كَانَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا ‹رَسُولَيْ يَهْوَهَ› لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَادُوا مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ.‏ وَقَدْ أُوكِلَتْ إِلَيْهِمَا مُهِمَّةُ طَمْأَنَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُهُمْ فِي عَمَلِ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏حجاي ١:‏١٣؛‏ زكريا ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلسِّفْرَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَتَبَاهُمَا قَصِيرَانِ،‏ فَهُمَا جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّافِعَةِ لِلتَّعْلِيمِ،‏ وَٱلتَّوْبيخِ،‏ وَٱلتَّقْوِيمِ،‏ وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَهُمَّنَا هذَانِ ٱلسِّفْرَانِ؟‏

      ٣،‏ ٤ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَهُمَّنَا رِسَالَتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

      ٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي حَمَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا أَفَادَتِ ٱلْيَهُودَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ لِهَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ إِتْمَامٌ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ.‏ وَلكِنْ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ يَهُمَّانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٢:‏٢٦-‏٢٩‏.‏ فَفِي هذِهِ ٱلْأَعْدَادِ،‏ ٱقْتَبَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَجَّايَ ٢:‏٦ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ ٱللّٰهَ ‹يُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ›.‏ وَهذِهِ ٱلزَّلْزَلَةُ سَتُؤَدِّي فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ‹قَلْبِ عَرْشِ ٱلْمَمَالِكِ وَإِبَادَةِ قُوَّةِ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ›.‏ —‏ حجاي ٢:‏٢٢‏.‏

      ٤ عِنْدَمَا ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ حَجَّايَ هذِهِ،‏ كَانَ يَذْكُرُ مَا سَيَحْدُثُ ‹لِمَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ تَفَوُّقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ وَٱلَّذِي سَيَتَسَلَّمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٨‏)‏ وَهكَذَا يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا تُشِيرَانِ إِلَى وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَتَى بَعْدُ حِينَ كُتِبَ سِفْرُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ عَصْرِنَا ٱلْمِيلَادِيِّ.‏ فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَقِيَّةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ وَرَثَةٌ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا مَغْزًى فِي أَيَّامِنَا.‏

      ٥،‏ ٦ مَا هِيَ ٱلْخَلْفِيَّةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

      ٥ يُزَوِّدُ سِفْرُ عَزْرَا ٱلْخَلْفِيَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا.‏ فَبَعْدَ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ أَشْرَفَ ٱلْوَالِي زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ سَنَةَ ٥٣٦ ق‌م.‏ (‏عزرا ٣:‏٨-‏١٣؛‏ ٥:‏١‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ذلِكَ كَانَ سَبَبًا لِفَرَحٍ عَظِيمٍ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏ سُرْعَانَ مَا بَدَأُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْخَوْفِ.‏ تُخْبِرُ عَزْرَا ٤:‏٤ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ،‏ «شَعْبَ ٱلْأَرْضِ»،‏ رَاحُوا «يُضْعِفُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُثَبِّطُونَ عَزِيمَتَهُمْ عَنِ ٱلْبِنَاءِ».‏ وَٱخْتَلَقَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءُ،‏ وَخُصُوصًا ٱلسَّامِرِيِّينَ،‏ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً بِحَقِّ ٱلْيَهُودِ.‏ كَمَا أَقْنَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ مَلِكَ فَارِسَ بِوَقْفِ عَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ —‏ عزرا ٤:‏١٠-‏٢١‏.‏

      ٦ وَتَدْرِيجِيًّا بَرَدَتْ حَمَاسَةُ ٱلْيَهُودِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَصَارُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ شَخْصِيَّةٍ.‏ وَلكِنْ بَعْدَ مُرُورِ ١٦ سَنَةً عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ أَقَامَ يَهْوَهُ سَنَةَ ٥٢٠ ق‌م حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِيَحُثَّا ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏حجاي ١:‏١؛‏ زكريا ١:‏١‏)‏ وَبَعْدَ أَنْ شَجَّعَ رَسُولَا ٱللّٰهِ ٱلْيَهُودَ وَأَعْطَيَاهُمْ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُهُمْ،‏ عَادُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْتَهَوْا مِنْ بِنَائِهِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م.‏ —‏ عزرا ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٧ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْحَالَةِ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا وَٱلْحَالَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏

      ٧ وَهَلْ تَعْرِفُ ٱلْمَغْزَى ٱلنَّبَوِيَّ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ لَنَا؟‏ نَحْنُ نَقُومُ ٱلْيَوْمَ بِٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وَقَدْ جَرَى ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ خُصُوصًا بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏ فَكَمَا تَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي بَابِلَ،‏ تَحَرَّرَ شَعْبُ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ ٱنْهَمَكَ مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَتَوْجِيهِهِمْ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا حَتَّى يَوْمِنَا هذَا،‏ وَلكِنْ عَلَى نِطَاقٍ أَعْظَمَ.‏ فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِإِتْمَامِهِ لِأَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً.‏ وَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ فَآ‌نَذَاكَ،‏ سَيَمْحُو يَهْوَه ٱلشَّرَّ وَيَجْعَلُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تَزْدَهِرُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ.‏

      ٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ عَمَلَنَا؟‏

      ٨ كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّنَا سَنَنَالُ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ فِيمَا نُشَارِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْبَعْضُ لِقَمْعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ أَوْ حَظْرِ عَمَلِهِمْ،‏ لَمْ تَتَمَكَّنْ أَيَّةُ حُكُومَةٍ مِنْ وَقْفِ تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.‏ فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ بِزِيَادَاتٍ عَدِيدَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وُصُولًا إِلَى يَوْمِنَا هذَا.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِإِنْجَازِهِ.‏

      ٩ أَيَّةُ حَالَةٍ كَانَتْ سَائِدَةً قَدِيمًا يَنْبَغِي أَنْ نُولِيَهَا ٱهْتِمَامَنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٩ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ تُشَجِّعَنَا أَكْثَرَ عَلَى إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ أَنْ نَكْرِزَ وَنُعَلِّمَ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي بَعْضِ ٱلدُّرُوسِ ٱلَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ.‏ مَثَلًا،‏ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِعَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ.‏ كَمَا ذَكَرْنَا،‏ لَمْ يُوَاصِلِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ عَمَلَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ بَلْ تَوَانَوْا بَعْدَمَا وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ.‏ فَأَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ هؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟‏

      اِمْتِلَاكُ ٱلْمَوقِفِ ٱلصَّائِبِ

      ١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ ٱلْيَهُودُ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

      ١٠ كَانَ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ».‏ (‏حجاي ١:‏٢‏)‏ لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ مَوْقِفَهُمْ عِنْدَمَا بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَوَضْعِ أَسَاسَاتِهِ سَنَةَ ٥٣٦ ق‌م.‏ فَسُرْعَانَ مَا سَمَحُوا لِمُقَاوَمَةِ جِيرَانِهِمْ وَتَدَخُّلِ ٱلْحُكَّامِ بِأَنْ يُؤَثِّرَا فِيهِمْ.‏ وَرَاحُوا يَصُبُّونَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى تَجْمِيلِ بُيُوتِهِمْ وَتَأْمِينِ وَسَائِلِ رَاحَتِهِمْ.‏ وَإِذْ لَاحَظَ يَهْوَه ٱلتَّبَايُنَ بَيْنَ بُيُوتِهِمِ ٱلْمُغَشَّاةِ بِخَشَبٍ فَاخِرٍ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي لَمْ يُكْمِلُوا بِنَاءَهُ،‏ سَأَلَهُمْ:‏ «هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ،‏ وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟‏».‏ —‏ حجاي ١:‏٤‏.‏

      ١١ لِمَاذَا ٱضْطُرَّ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِلْيَهُودِ فِي زَمَنِ حَجَّايَ؟‏

      ١١ نَعَمْ،‏ لَقَدْ تَبَدَّلَتْ أَوْلَوِيَّاتُ ٱلْيَهُودِ.‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَضَعَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَصْدَهُ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ،‏ رَكَّزُوا ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى بُيُوتِهِمْ وَأَهْمَلُوا ٱلْعَمَلَ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ لِلْعِبَادَةِ.‏ لِذلِكَ شَجَّعَتْهُمْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي حَجَّاي ١:‏٥ أَنْ ‹يَتَأَمَّلُوا فِي طُرُقِهِمْ›.‏ فَبِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ حَضَّهُمْ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا يَفْعَلُونَهُ وَأَنْ يُفَكِّرُوا كَيْفَ أَثَّرَ فِيهِمْ عَدَمُ وَضْعِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِمْ.‏

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ تَصِفُ حَجَّاي ١:‏٦ ٱلْحَالَةَ ٱلسَّائِدَةَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏ وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْعَدَدُ؟‏

      ١٢ كَمَا تَرَى،‏ تَرَكَ عَدَمُ تَرْتِيبِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ بِٱلشَّكْلِ ٱلصَّحِيحِ تَأْثِيرًا فِي حَيَاةِ ٱلْيَهُودِ.‏ لَاحِظْ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُعَبَّرَ عَنْهَا فِي حَجَّاي ١:‏٦‏:‏ «زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَحَصَلْتُمْ عَلَى ٱلْقَلِيلِ.‏ تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلشَّبَعِ.‏ تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ.‏ تَلْبَسُونَ ثِيَابًا وَلَا تَدْفَأُونَ.‏ وَٱلَّذِي يَعْمَلُ لِقَاءَ أُجْرَةٍ يَأْخُذُهَا فِي صُرَّةٍ مَثْقُوبَةٍ».‏

      ١٣ فَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ،‏ لَمْ يَكُنْ نِتَاجُ ٱلْأَرْضِ كَافِيًا،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَ بَرَكَتَهُ عَنْهُمْ كَمَا سَبَقَ فَحَذَّرَهُمْ.‏ (‏تثنية ٢٨:‏٣٨-‏٤٨‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّهُمْ زَرَعُوا أَرْضَهُمْ،‏ فَبِدُونِ دَعْمِ يَهْوَهَ كَانَ ٱلْمَحْصُولُ شَحِيحًا،‏ أَيْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْنُوا كَمِّيَّةَ ٱلطَّعَامِ ٱلَّتِي تَكْفِيهِمْ.‏ وَبدُونِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ،‏ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَكْسُوا أَنْفُسَهُمْ بِثِيَابٍ تُبْقِيهِمْ دَافِئِينَ.‏ حَتَّى ٱلْعَامِلُونَ لَمْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْأُجُورِ ٱلَّتِي تَقَاضَوْهَا،‏ تَمَامًا كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ وَضَعُوهَا فِي صُرَّةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلثُّقُوبِ.‏ وَمَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْعِبَارَةِ:‏ «تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ»؟‏ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُشِيرَ إِلَى أَنَّ ٱلسُّكْرَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ،‏ إِذْ إِنَّ يَهْوَهَ يَدِينُ ٱلسُّكْرَ.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٣٦؛‏ امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٥‏)‏ فَهذِهِ ٱلْعِبَارَةُ هِيَ إِشَارَةٌ أُخْرَى إِلَى أَنَّ ٱلْيَهُودَ خَسِرُوا بَرَكَةَ ٱللّٰهِ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ كَانَتْ كَمِّيَّةُ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي صَنَعُوهَا مَحْدُودَةً جِدًّا وَلَا تَكْفِي حَتَّى لِجَعْلِهِمْ يَسْكَرُونَ.‏ وَتَنْقُلُ الترجمة البروتستانتية حَجَّاي ١:‏٦ كَمَا يَلِي:‏ «تَشْرَبُونَ وَلَا تَرْوُونَ».‏

      ١٤،‏ ١٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِن حَجَّاي ١:‏٦‏؟‏

      ١٤ إِنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِمَّا ذُكِرَ آنِفًا لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِتَصْمِيمِ ٱلْبُيُوتِ أَوْ زَخْرَفَتِهَا.‏ فَقَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلسَّبْيِ،‏ وَبَّخَ ٱلنَّبِيُّ عَامُوسُ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي إِسْرَائِيلَ بِسَبَبِ ٱمْتِلَاكِهِمْ «بُيُوتَ ٱلْعَاجِ» وَٱضْطِجَاعِهِمْ «عَلَى أَرَائِكَ مِنْ عَاجٍ».‏ (‏عاموس ٣:‏١٥؛‏ ٦:‏٤‏)‏ فَبُيُوتُهُمُ ٱلْفَخْمَةُ وَأَثَاثُهُمُ ٱلْمُزَخْرَفُ لَمْ تَدُمْ لَهُمْ،‏ إِذْ نَهَبَهَا ٱلْأَعْدَاءُ ٱلْغُزَاةُ.‏ لكِنْ بَعْدَ سَبْيٍ دَامَ ٧٠ سَنَةً،‏ لَمْ يَتَّعِظْ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِمَّا حَدَثَ.‏ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ هَلْ نَتَعَلَّمُ نَحْنُ دَرْسًا مِمَّا حَدَثَ مَعَهُمْ؟‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِزَخْرَفَةِ بَيْتِي؟‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِضَافِيِّ بُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ أَمْرٌ سَيَسْتَنْزِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي طَوَالَ سَنَوَاتٍ وَيَطْغَى عَلَى ٱهْتِمَامِي بِأَوْجُهٍ مُهِمَّةٍ مِنْ عِبَادَتِي للّٰهِ؟‏›.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ١٥ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا مَا نَقْرَأُهُ فِي حَجَّاي ١:‏٦ بِحَاجَتِنَا إِلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَأُولئِكَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ خَسِرُوا هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ،‏ مِمَّا أَدَّى بِهِمْ إِلَى عَاقِبَةٍ وَخِيمَةٍ.‏ لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِياءَ مَادِّيًّا أَوْ لَا،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ عَاقِبَتَنَا سَتَكُونُ وَخِيمَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ إِذَا خَسِرْنَا بَرَكَةَ يَهْوَه.‏ (‏متى ٢٥:‏٣٤-‏٤٠؛‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٨-‏١٢‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ؟‏

      يَهْوَهُ يُسَاعِدُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ

      ١٦-‏١٨ مَاذَا عَنَتْ زَكَرِيَّا ٤:‏٦ لِلْيَهُودِ قَدِيمًا؟‏

      ١٦ أُوحِيَ إِلَى زَكَرِيَّا،‏ نَبِيٌّ مُعَاصِرٌ لِحَجَّايَ،‏ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَه لِيَحُثَّ وَيُبَارِكَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَهُ آنَذَاكَ.‏ وَهذَا مَا يَدُلُّ كَيْفَ يُبَارِكُكَ يَهْوَه أَنْتَ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ.‏ نَقْرَأُ:‏ «‹لَا بِجَيْشٍ وَلَا بِقُوَّةٍ،‏ بَلْ بِرُوحِي›،‏ قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ».‏ (‏زكريا ٤:‏٦‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَمِعْتَ هذِهِ ٱلْآيَةَ مِرَارًا عَدِيدَةً،‏ وَلكِنْ مَا ٱلْمَعَانِي ٱلَّتِي حَمَلَتْهَا هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلْيَهُودِ أَيَّامَ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ وَأَيُّ مَغْزًى تَحْمِلُهُ لَكَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٧ تَذَكَّرْ أَنَّ كَلِمَاتِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا ٱلْمُوحَى بِهَا تَرَكَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ إذْ نَشَّطَتْهُمْ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ.‏ فَحَجَّايُ ٱبْتَدَأَ يَتَنَبَّأُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سَنَةِ ٥٢٠ ق‌م.‏ أَمَّا زَكَرِيَّا فَٱبْتَدَأَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.‏ (‏زكريا ١:‏١‏)‏ وَكَمَا تُبَيِّنُ حَجَّاي ٢:‏١٨‏،‏ عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بَجِدٍّ فِي وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ.‏ إِذًا،‏ جَرَى حَضُّ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْعَمَلِ،‏ وَهُمْ أَطَاعُوا يَهْوَه وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُمْ.‏ وَكَلِمَاتُ زَكَرِيَّا ٤:‏٦ تَتَحَدَّثُ عَنْ هذَا ٱلدَّعْمِ.‏

      ١٨ لَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى وَطَنِهِمْ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ حَمَاهُمْ يَهْوَه وَأَرْشَدَهُمْ فِي رِحْلَةِ ٱلْعَودَةِ مِنْ بَابِلَ.‏ وَكَانَ رُوحُهُ أَيْضًا يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ حِينَ بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ بُعَيْدَ عَوْدَتِهِمْ.‏ كَمَا وَعَدَ بِأَنْ يَدْعَمَهُمْ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ إِذَا عَمِلُوا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.‏

      ١٩ أَيُّ تَأْثِيرٍ قَوِيٍّ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٩ رَأَى زَكَرِيَّا سِلْسِلَةً مِنْ ثَمَانِي رُؤًى أَكَّدَتْ لَهُ أَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ مَعَ شَعْبِهِ ٱلَّذِي سَيُكْمِلُ بِأَمَانَةٍ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٱلرَّابِعَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ يُقَاوِمُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْيَهُودُ لِإِنْهَاءِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏زكريا ٣:‏١‏)‏ طَبْعًا،‏ مَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَفْرَحَ بِرُؤْيَةِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعَ يُمَارِسُ مَهَامَّهُ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَمَعَ أَنَّ إبْلِيسَ حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْيَهُودَ مِنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ لَعِبَ رُوحُ يَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي إِزَالَةِ كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَتَنْشِيطِ ٱلْيَهُودِ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ حَتَّى ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْهُ تَمَامًا.‏

      ٢٠ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْيَهُودَ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٢٠ لَقَدْ بَدَا أَنَّ هُنَالِكَ عَائِقًا كَبِيرًا لَا يُمْكِنُ تَخَطِّيهِ،‏ أَيِ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ بَعْضِ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ بِوَقْفِ ٱلْعَمَلِ.‏ لكِنَّ يَهْوَه وَعَدَ أَنَّ مَا يَبْدُو ‹جَبَلًا› سَيُزَالُ وَيَصِيرُ «أَرْضًا مُسْتَوِيَةً».‏ (‏زكريا ٤:‏٧‏)‏ وَهذَا مَا حَدَثَ بِٱلْفِعْلِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَقْصَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلْأَمْرَ وَوَجَدَ ٱلْمُذَكِّرَةَ ٱلَّتِي أَصْدَرَهَا كُورُشُ وَٱلَّتِي سَمَحَتْ لِلْيَهُودِ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَأَلْغَى أَمْرَ وَقْفِ ٱلْعَمَلِ وَأَمَرَ بِأَنْ يُعْطَى ٱلْيَهُودُ مَالًا مِنَ ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ لِسَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْعَمَلِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ تَغْيِيرٍ مُذْهِلٍ فِي مَجْرَى ٱلْأَحْدَاثِ!‏ فَهَلْ كَانَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَيُّ دَخْلٍ فِي مَا جَرَى؟‏ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ.‏ فَقَدِ ٱنْتَهَى بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م،‏ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ.‏ —‏ عزرا ٦:‏١،‏ ١٥‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ ‹زَلْزَلَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› فِي ٱلْمَاضِي وَكَيْفَ أَتَتِ ‹ٱلنَّفَائِسُ›؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ ٱلْإِتْمَامُ ٱلْعَصْرِيُّ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏

      ٢١ فِي حَجَّاي ٢:‏٥‏،‏ يُذَكِّرُ ٱلنَّبِيُّ ٱلْيَهُودَ بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱللّٰهُ مَعَهُمْ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عِنْدَمَا كَانَ ‹ٱلْجَبَلُ يَرْتَعِدُ كُلُّهُ كَثِيرًا›.‏ (‏خروج ١٩:‏١٨‏)‏ وَفِي أَيَّامِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ كَانَ يَهْوَه سَيُحْدِثُ زَلْزَلَةً أُخْرَى،‏ كَمَا تَقُولُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٦ و ٧‏.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ كَانَتْ سَتَضْطَرِبُ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ،‏ كَانَ ٱلْعَمَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ سَيَتَواصَلُ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ،‏ «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»،‏ كَانُوا سَيَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْيَهُودِ فِي تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ فِي مَكَانِ ٱلْعِبَادَةِ هذَا.‏ لكِنَّ ٱلْإِتْمَامَ ٱلرَّئِيسِيَّ يَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا،‏ إِذْ ‹يُزَلْزِلُ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› بِوَاسِطَةِ كِرَازَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَأْتِي «نَفَائِسُ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَمْلَأُونَ ٱلْآنَ بَيْتَ يَهْوَه مَجْدًا.‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ بِإِيمَانٍ ٱلْوَقْتَ حِينَ ‹يُزَلْزِلُ يَهْوَهُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ› بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ وَسَيَكُونُ ذلِكَ لِكَي يَقْلِبَ وَيُبِيدَ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ.‏ —‏ حجاي ٢:‏٢٢‏.‏

      ٢٢ كَيْفَ ‹سَتُزَلْزَلُ› ٱلْأُمَمُ،‏ مَاذَا سَتَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ،‏ وَمَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا؟‏

      ٢٢ تُذَكِّرُنَا كَلِمَاتُ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلِٱضْطِرَابِ ٱلَّذِي شَهِدَتْهُ ٱلْعَنَاصِرُ ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَيْهَا «ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ وَٱلْبَحْرُ وَٱلْيَابِسَةُ».‏ فَقَدْ طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ كَمَا أَنَّ حَمْلَةَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّتِي يَقُودُهَا مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ زَلْزَلَتْ بِٱلتَّأْكِيدِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلْأَرْضِيَّةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ يَنْضَمُّ إِلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنْ نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَهذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَعْمَلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُزَلْزِلُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلْأُمَمَ فِي هَرْمَجِدُّونَ.‏ وَهذَا مَا سَيَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِتَبْلُغَ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

  • لتتقوَّ يداك
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • لِتَتَقَوَّ يَدَاكَ

      ‏«لِتَتَقَوَّ أَيْدِيكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ هٰذَا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي نَطَقَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ».‏ —‏ زكريا ٨:‏٩‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ سِفْرَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ نُولِيَهُمَا ٱنْتِبَاهَنَا؟‏

      رَغْمَ أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا كُتِبَتَا مُنْذُ نَحْوِ ٥٠٠‏,٢ سَنَةٍ،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا تَحْمِلَانِ مَغْزًى مُهِمًّا لَكَ.‏ فَسِفْرَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذَانِ لَيْسَا مُجَرَّدَ تَارِيخٍ،‏ بَلْ هُمَا جُزْءٌ مِنْ «كُلِّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ .‏ .‏ .‏ لِإِرْشَادِنَا».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ وَٱلْكَثِيرُ مِمَّا نَقْرَأُهُ فِيهِمَا يَجْعَلُنَا نَتَأَمَّلُ فِي أَحْدَاثٍ حَقِيقِيَّةٍ تَحْدُثُ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤.‏

      ٢ وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْحَوَادِثِ وَٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي ٱخْتَبَرَهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا،‏ قَائِلًا:‏ «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا،‏ وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١١‏)‏ وَلكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ:‏ ‹مَا ٱلْمَغْزَى ٱلَّذِي يَحْمِلُهُ سِفْرَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِأَيَّامِنَا؟‏›.‏

      ٣ عَلَامَ شَدَّدَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟‏

      ٣ كَمَا ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ،‏ تَتَعَلَّقُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا بِفَتْرَةِ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ.‏ وَقَدْ شَدَّدَ ٱلنَّبِيَّانِ فِي سِفْرَيْهِمَا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَوَضَعَ ٱلْيَهُودُ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي سَنَةِ ٥٣٦ ق‌م.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْيَهُودِ ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ رَكَّزُوا عَلَى أَمْجَادِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّابِقِ،‏ رَفَعَ ٱلشَّعْبُ عُمُومًا «ٱلصَّوْتَ بِٱلْهُتَافِ فَرَحًا».‏ لكِنَّ شَيْئًا أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً حَدَثَ فِي زَمَنِنَا ٱلْحَاضِرِ.‏ فَمَا هُوَ؟‏ —‏ عزرا ٣:‏٣-‏١٣‏.‏

      ٤ مَاذَا حَدَثَ بُعَيْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟‏

      ٤ بُعَيْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ أُطْلِقَ سَرَاحُ مَمْسُوحِي يَهْوَه مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ وَكَانَ ذلِكَ دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى دَعْمِ يَهْوَه.‏ فَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ بَدَا أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ وَعُشَرَاءَهُمُ ٱلسِّيَاسِيِّينَ أَوْقَفُوا كِرَازَةَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْعَلَنِيَّةَ وَعَمَلَهُمُ ٱلتَّعْلِيمِيَّ.‏ (‏عزرا ٤:‏٨،‏ ١٣،‏ ٢١-‏٢٤‏)‏ لكِنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ أَزَالَ كُلَّ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي ٱعْتَرَضَتْ سَبِيلَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ فَخِلَالَ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ سَنَةَ ١٩١٩،‏ ٱزْدَهَرَ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَيُّ شَيْءٍ مِنْ إِيقَافِ تَقَدُّمِهِ.‏

      ٥،‏ ٦ إِلَى أَيِّ إِتْمَامٍ عَصْرِيٍّ أَعْظَمَ تُشِيرُ زَكَرِيَّا ٤:‏٧‏؟‏

      ٥ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلطَّائِعُونَ فِي أَيَّامِنَا سَيَمْضِي قُدُمًا بِدَعْمٍ مِنْهُ.‏ نَقْرَأُ فِي زَكَرِيَّا ٤:‏٧‏:‏ «سَيُخْرِجُ ٱلْحَجَرَ ٱلرَّأْسَ،‏ فَيُهْتَفُ لَهُ:‏ ‹يَا لَحُسْنِهِ!‏ يَا لَحُسْنِهِ!‏›».‏ فَإِلَى أَيِّ إِتْمَامٍ عَصْرِيٍّ أَعْظَمَ أَشَارَ ذلِكَ؟‏

      ٦ تُشِيرُ زَكَرِيَّا ٤:‏٧ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ سَتَبْلُغُ عِبَادَةُ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ ٱلْحَقَّةُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ.‏ وَهذَا ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلْعَظِيمُ هُوَ تَرْتِيبُ يَهْوَه لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ،‏ تَرْتِيبٌ تَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ.‏ لكِنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لَمْ تَبْلُغْ بَعْدُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ.‏ فَمَلَايِينُ ٱلْعُبَّادِ يَخْدُمُونَ ٱلْآنَ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ وَهؤُلَاءِ مَعَ حُشُودٍ مِنَ ٱلْمُقَامِينَ سَيَبْلُغُونَ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ خِلَالَ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يَدُومُ أَلْفَ سَنَةٍ.‏ وَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ هذِهِ،‏ لَنْ يُوجَدَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْمُطَهَّرَةِ إِلَّا عُبَّادُ ٱللّٰهِ ٱلْحَقِيقِيُّونَ.‏

      ٧ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ يَسُوعُ ٱلْيَوْمَ فِي جَلْبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ،‏ وَلِمَاذَا يُشَجِّعُنَا ذلِكَ؟‏

      ٧ كَانَ ٱلْحَاكِمُ زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ حَاضِرَيْنِ لِيَشْهَدَا إِتْمَامَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م.‏ وَقَدْ أَنْبَأَتْ زَكَرِيَّا ٦:‏١٢،‏ ١٣ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ ٱلْمُمَاثِلِ فِي جَعْلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ تَبْلُغُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ.‏ نَقْرَأُ:‏ «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ:‏ ‹هُوَذَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ «ٱلْفَرْخُ».‏ مِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ،‏ وَيَبْنِي هَيْكَلَ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْوَقَارَ،‏ وَيَجْلِسُ وَيَحْكُمُ عَلَى عَرْشِهِ،‏ وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى عَرْشِهِ›».‏ فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ —‏ ٱلْمَوْجُودَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلَّذِي يُنْبِتُ سُلَالَةَ دَاوُدَ ٱلْمَلَكِيَّةَ —‏ هُوَ ٱلَّذِي يَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ فَهَلْ يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُوقِفَ تَقَدُّمَ هذَا ٱلْعَمَلِ؟‏ كَلَّا أَلْبَتَّةَ!‏ أَفَلَا يُشَجِّعُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي خِدْمَتِنَا دُونَ ٱلسَّمَاحِ لِلْهُمُومِ ٱلْيَوْمِيَّةِ بِأَنْ تُلْهِيَنَا؟‏!‏

      تَحْدِيدُ أَوْلَوِيَّاتِنَا

      ٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا؟‏

      ٨ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَنَالَ دَعْمَ وَبَرَكَةَ يَهْوَه،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا.‏ فَبِعَكْسِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ قَالُوا:‏ «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ»،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».‏ (‏حجاي ١:‏٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ وَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ بِأَنَّ أَتْبَاعَهُ ٱلْأوْلِيَاءَ سَيَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُتَلْمِذُونَ أُنَاسًا.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِئَلَّا نُهْمِلَ ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ هذَا.‏ فَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي تَوَقَّفَ مُؤَقَّتًا بِسَبَبِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ثُمَّ ٱسْتُؤْنِفَ سَنَةَ ١٩١٩ لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ.‏ وَلكِنْ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّهُ سيُكْمَلُ لَا مَحَالَةَ.‏

      ٩،‏ ١٠ عَلَامَ تَعْتَمِدُ بَرَكَةُ ٱللّٰهِ،‏ وَمَاذَا يَعْنِي ذلِكَ لَنَا؟‏

      ٩ وَإِذَا ٱسْتَمْرَرْنَا فِي ٱلْعَمَلِ بِجِدٍّ،‏ فَسَنَنَالُ إِفْرَادِيًّا وَجَمَاعِيًّا بَرَكَاتٍ سَخِيَّةً.‏ لَاحِظْ وَعْدَ يَهْوَه ٱلْمُطَمْئِنَ لِلْيَهُودِ بَعْدَمَا ٱسْتَأْنَفُوا تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ وَٱلْعَمَلَ ٱلْجِدِّيَّ فِي أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ:‏ «مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ أُبَارِكُكُمْ».‏ (‏حجاي ٢:‏١٩‏)‏ فَكَانُوا سَيَنْعَمُونَ مُجَدَّدًا بِرِضَاهُ ٱلتَّامِّ عَلَيْهِمْ.‏ لَاحِظْ أَيْضًا ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي ٱشْتَمَلَ عَلَيْهَا وَعْدُ ٱللّٰهِ:‏ «يَكُونُ زَرْعُ سَلَامٍ.‏ فَٱلْكَرْمَةُ تُعْطِي ثَمَرَهَا،‏ وَٱلْأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا،‏ وَٱلسَّمَاءُ تُعْطِي نَدَاهَا،‏ وَأُورِثُ بَقِيَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ كُلَّ هٰذِهِ».‏ —‏ زكريا ٨:‏٩-‏١٣‏.‏

      ١٠ نَحْنُ أَيْضًا سَيُبَارِكُنَا يَهْوَه رُوحِيًّا وَمَادِّيًّا إِذَا أَتْمَمْنَا بِٱجْتِهَاٍد وَفَرَحٍ ٱلتَّفْوِيضَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَنَا،‏ تَمَامًا كَمَا بَارَكَ أُولئِكَ ٱلْيَهُودَ.‏ وَتَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلسَّلَامَ فِي مَا بَيْنَنَا،‏ ٱلْأَمْنَ،‏ ٱلِٱزْدِهَارَ،‏ وَٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تُدْرِكُ أَنَّ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسْتَمِرَّةَ تَعْتَمِدُ عَلَى إِتْمَامِنَا ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُهَا هُوَ.‏

      ١١ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَلِّلَ أَوْلَوِيَّاتِنَا؟‏

      ١١ اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ ‹لِلتَّأَمُّلِ فِي طُرُقِنَا›.‏ (‏حجاي ١:‏٥،‏ ٧‏)‏ فَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ وَنُحَلِّلَ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَبَرَكَةُ يَهْوَه عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ تَعْتَمِدُ عَلَى مَدَى تَعْظِيمِنَا ٱسْمَهُ وَتَقَدُّمِنَا فِي عَمَلِنَا فِي هَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَطْرَحَ عَلَى نَفْسِكَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ ‹هَلْ تَغَيَّرَتْ أَوْلَوِيَّاتِي؟‏ هَلْ مَا زَالَتْ غَيْرَتِي لِيَهْوَه وَحَقِّهِ وَعَمَلِهِ كَمَا كَانَتْ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدْتُ؟‏ هَلْ تَطْغَى رَغْبَتِي فِي ٱلْعَيْشِ حَيَاةً مُرِيحَةً عَلَى ٱهْتِمَامِي بِيَهْوَه وَمَلَكُوتِهِ؟‏ وَهَلْ يُعِيقُنِي خَوْفُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ أَيِ ٱلْخَوْفُ مِنْ نَظْرَةِ ٱلنَّاسِ إِلَيَّ،‏ عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى حَدٍّ مَا؟‏›.‏ —‏ رؤيا ٢:‏٢-‏٤‏.‏

      ١٢ أَيَّةُ حَالَةٍ سَادَتْ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ مَوْصُوفَةٍ فِي حَجَّاي ١:‏٦،‏ ٩‏؟‏

      ١٢ بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَحْجُبَ اللّٰهُ بَرَكَتَهُ ٱلسَّخِيَّةَ عَنَّا لِأَنَّنَا أَهْمَلْنَا تَعْظِيمَ ٱسْمِهِ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ بِدَايَةٍ غَيُورَةٍ فِي بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ تُخْبِرُنَا حَجَّاي ١:‏٩ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ جَرَى رَدُّهُمْ ‹سَارَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَجْلِ مَنْزِلِهِ›.‏ فَقَدْ أَصْبَحُوا مُنْشَغِلِينَ جِدًّا بِشُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ.‏ لِذلِكَ ‹حَصَلُوا عَلَى ٱلْقَلِيلِ›،‏ إِذْ إِنَّهُ وُجِدَ نَقْصٌ فِي ٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ ٱلْجَيِّدَيْنِ وَٱلثِّيَابِ ٱلدَّافِئَةِ.‏ (‏حجاي ١:‏٦‏)‏ فَيَهْوَه كَانَ قَدْ حَجَبَ بَرَكَتَهُ.‏ فَهَلْ نَتَعَلَّمُ أَيَّ دَرْسٍ مِنْ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٣،‏ ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ حَجَّاي ١:‏٦،‏ ٩‏،‏ وَلِمَاذَا ذلِكَ مُهِمٌّ؟‏

      ١٣ أَفَلَا تُوَافِقُ أَنَّهُ إِذَا أَرَدْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِبَرَكَاتِ ٱللّٰهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَصَالِحِ ٱلشَّخْصِيَّةِ إِلَى حَدِّ إِهْمَالِ عِبَادَةِ يَهْوَه؟‏ فَيَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ كُلَّ نَشَاطٍ أَوْ مَسْعًى يُحَوِّلُ ٱنْتِبَاهَنَا سَوَاءٌ كَانَ ٱلسَّعْيَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ،‏ أَوِ ٱلْمَشَارِيعَ ٱلَّتِي تَهدِفُ إِلَى ٱلْغِنَى ٱلسَّرِيعِ،‏ أَوِ ٱلْخُطَطَ ٱلطَّمُوحَةَ لِنَيْلِ تَعْلِيمٍ إِضَافِيٍّ بُغْيَةَ ٱلْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةٍ مُحْتَرَمَةٍ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ،‏ أَوْ تَحْقِيقَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏

      ١٤ قَدْ لَا تَكُونُ هذِهِ ٱلْأُمُورُ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا.‏ وَلكِنْ أَلَا تَرَى أَنَّهَا «أَعْمَالٌ مَيِّتَةٌ» إِذَا مَا قُورِنَتْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٤‏)‏ فَهِيَ مَيِّتَةٌ رُوحِيًّا،‏ عَقِيمَةٌ،‏ وَغَيْرُ مُثْمِرَةٍ.‏ وَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَرْءُ فِي ٱلْقِيَامِ بِهَا،‏ فَسَتُؤَدِّي بِهِ إِلَى ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ وَهذَا مَا حَصَلَ لِبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَيَّامِ ٱلرُّسُلِ.‏ (‏فيلبي ٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَكَذلِكَ أَيْضًا لِلْبَعْضِ فِي أَيَّامِنَا.‏ فَلَرُبَّمَا تَعْرِفُ أَشْخَاصًا ٱلْتَهَوا تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ ٱلْآنَ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَعُودَ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ إِلَى يَهْوَه،‏ لكِنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ «أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ» يُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ رِضَى وَبَرَكَةِ يَهْوَه.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا أَمْرٌ مُؤْسِفٌ!‏ فَهُوَ يَعْنِي خَسَارَةَ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ ٱللَّذَيْنِ يُنْتِجُهُمَا رُوحُ ٱللّٰهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْنِي عَدَمَ ٱلتَّمَتُّعِ بِمَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ.‏ فَمَا أَفْدَحَ هذِهِ ٱلْخَسَارَةَ!‏ —‏ غلاطية ١:‏٦؛‏ ٥:‏٧،‏ ١٣،‏ ٢٢-‏٢٤‏.‏

      ١٥ كَيْفَ تُظْهِرُ حَجَّاي ٢:‏١٤ مَدَى خُطُورَةِ مَسْأَلَةِ ٱلْعِبَادَةِ؟‏

      ١٥ وَلِكَيْ تُقَدِّرَ مَدَى خُطُورَةِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ لَاحِظْ مَا تُخْبِرُنَا بِهِ حَجَّاي ٢:‏١٤ عَنْ نَظْرَةِ يَهْوَه إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ أَهْمَلُوا بَيْتَ عِبَادَتِهِ لِيُزَيِّنُوا بُيُوتَهُمْ بِتَغْشِيَةِ جُدْرَانِهَا بِٱلْخَشَبِ،‏ إِمَّا بِطَرِيقَةٍ حَرْفِيَّةٍ أَوْ مَجَازِيَّةٍ.‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «‹هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ،‏ وَهٰكَذَا هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ أَمَامِي›،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ ‹وَهٰكَذَا كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ،‏ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ.‏ هُوَ نَجِسٌ›».‏ فَكَانَتْ كُلُّ ٱلذَّبَائِحِ ٱلشَّكْلِيَّةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْيَهُودُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلْمُؤَقَّتِ فِي أُورُشَلِيمَ مَرْفُوضَةً مَا دَامُوا يَتَجَاهَلُونَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ.‏ —‏ عزرا ٣:‏٣‏.‏

      نَيْلُ تَأْكِيدٍ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ

      ١٦ أَيَّةُ تَأْكِيدَاتٍ نَالَهَا ٱلْيَهُودُ مِنَ ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي شَاهَدَهَا زَكَرِيَّا؟‏

      ١٦ مِنْ خِلَالِ سِلْسِلَةٍ مِنْ ثَمَانِي رُؤًى شَاهَدَهَا زَكَرِيَّا،‏ نَالَ ٱلْيَهُودُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلَّذِينَ عَمِلُوا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ هَيْكَلِ ٱللّٰهِ تَأْكِيدًا بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ.‏ فَقَدْ ضَمِنَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْأُولَى إِكْمَالَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلِٱزْدِهَارَ لِأُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا مَا دَامَ ٱلْيَهُودُ مُسْتَمِرِّينَ بِطَاعَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ (‏زكريا ١:‏٨-‏١٧‏)‏ وَٱحْتَوَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلثَّانِيَةُ عَلَى ٱلْوَعْدِ بِأَنَّ كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْمُقَاوِمَةِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ سَتَهْلِكُ.‏ (‏زكريا ١:‏١٨-‏٢١‏)‏ كَمَا ٱحْتَوَتِ ٱلرُّؤَى ٱلْأُخْرَى عَلَى تَأْكِيدٍ بِٱلْحِمَايَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ لِعَمَلِ ٱلْبِنَاءِ،‏ تَدَفُّقِ ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ إِلَى بَيْتِ عِبَادَةِ يَهْوَه ٱلَّذِي أُكْمِلَ بِنَاؤُهُ،‏ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ،‏ تَذْلِيلِ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلْمُسْتَعْصِيَةِ فِي طَرِيقِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ،‏ إِزَالَةِ ٱلشَّرِّ،‏ وَٱلْإِشْرَافِ وَٱلْحِمَايَةِ ٱلْمَلَائِكِيَّيْنِ.‏ (‏زكريا ٢:‏٥،‏ ١١؛‏ ٣:‏١٠؛‏ ٤:‏٧؛‏ ٥:‏٦-‏١١؛‏ ٦:‏١-‏٨‏)‏ فَمَعَ كُلِّ هذِهِ ٱلضَّمَانَاتِ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُكَيِّفَ ٱلطَّائِعُونَ حَيَاتَهُم وَيُرَكِّزُوا ٱهْتِمَامَهُم عَلَى إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ حَرَّرَهُمُ ٱللّٰهُ.‏

      ١٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا نَظَرًا إِلَى ٱلضَّمَانَةِ ٱلَّتِي لَدَيْنَا؟‏

      ١٧ نَحْنُ أَيْضًا لَدَيْنَا ضَمَانَةٌ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتُحَقِّقُ نَصْرًا سَاحِقًا.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا ذلِكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلتَّفْكِيرِ جِدِّيًّا فِي بَيْتِ عِبَادَةِ يَهْوَه.‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ تَنْسَجِمُ أَهْدَافِي وَطَرِيقَةُ حَيَاتِي مَعَ ٱقْتِنَاعِي أَنَّ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ؟‏ وَهَلْ أَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْكَافِيَ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ،‏ أَجْعَلُ مِنْهَا ٱهْتِمَامِي ٱلْأَوَّلَ،‏ وَأَتَحَدَّثُ عَنْهَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَمَعَ ٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ أَلْتَقِيهِمْ؟‏›.‏

      ١٨ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ تَكْمُنُ أَمَامَنَا بِحَسَبِ زَكَرِيَّا ٱلْإِصْحَاحِ ١٤‏؟‏

      ١٨ أَشَارَ زَكَرِيَّا إِلَى دَمَارِ بَابِلَ العَظِيمَةِ،‏ ٱلَّذِي سَتَلِيهِ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «يَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ أَنَّهُ لِيَهْوَهَ.‏ لَا نَهَارٌ وَلَا لَيْلٌ،‏ بَلْ يَكُونُ وَقْتَ ٱلْمَسَاءِ نُورٌ».‏ نَعَمْ،‏ سَيَكُونُ يَوْمُ يَهْوَه يَوْمًا قَاتِمًا وَبَارِدًا لِأَعْدَائِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ!‏ لكِنَّهُ سَيَكُونُ يَوْمًا يُسْبغُ فِيهِ يَهْوَه نُورَهُ وَرِضَاهُ عَلَى عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ وَوَصَفَ زَكَرِيَّا أَيْضًا كَيْفَ سَيُعْلِنُ كُلُّ شَيءٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ قَدَاسَةَ يَهْوَه.‏ وَسَتَكُونُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ ٱلشَّكْلَ ٱلْوَحِيدَ لِلْعِبَادَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏زكريا ١٤:‏٧،‏ ١٦-‏١٩‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ هذِهِ ٱلضَّمَانَةَ!‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَخْتَبِرُ إِتْمَامَ مَا وَعَدَ بِهِ يَهْوَه وَنَرَى تَبْرِئَةَ سُلْطَانِهِ.‏ فَكَمْ سَيَكُونُ يَوْمًا فَرِيدًا ذَاكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْمَعْرُوفُ أَنَّهُ لِيَهْوَه!‏

      بَرَكَاتٌ أَبَدِيَّةٌ

      ١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ تُشَجِّعُنَا زَكَرِيَّا ١٤:‏٨،‏ ٩‏؟‏

      ١٩ بَعْدَ هذَا ٱلْإِتْمَامِ ٱلْمُذْهِلِ،‏ سَيُسْجَنُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ،‏ أَيْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ فِي حَالَةِ خُمُولٍ.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣،‏ ٧‏)‏ ثُمَّ سَتَتَدَفَّقُ ٱلْبَرَكَاتُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ تَقُولُ زَكَرِيَّا ١٤:‏٨،‏ ٩‏:‏ «فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَخْرُجُ مِيَاهٌ حَيَّةٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ نِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلشَّرْقِيِّ وَنِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلْغَرْبِيِّ،‏ وَيَكُونُ ذٰلِكَ صَيْفًا وَشِتَاءً.‏ وَيَمْلِكُ يَهْوَهُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ يَهْوَهُ وَاحِدًا وَٱسْمُهُ وَاحِدًا».‏

      ٢٠ إِنَّ ‹ٱلْمِيَاهَ ٱلْحَيَّةَ›،‏ أَوْ ‹نَهْرَ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ›،‏ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ تَدَابِيرَ يَهْوَه لِلْحَيَاةِ سَتَتَدَفَّقُ بِٱسْتِمْرَارٍ مِنْ مَقَرِّ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَسَيُعْتَقُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ نَجَوا مِنْ هَرْمَجِدُّونَ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱلْمَوْتِ ٱلْآدَمِيِّ.‏ حَتَّى ٱلْأَمْوَاتُ سَيَسْتَفِيدُونَ بِوَاسِطَةِ تَدْبِيرِ ٱلْقِيَامَةِ.‏ وَهكَذَا سَتَبْتَدِئُ حِقْبَةٌ جَدِيدَةٌ مِنْ حُكْمِ يَهْوَه عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَسَيَعْتَرِفُ جَمِيعُ ٱلْبَشَرِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِيَهْوَه بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ،‏ ٱلْإلهَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُعْبَدَ.‏

      ٢١ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا؟‏

      ٢١ نَظَرًا إِلَى كُلِّ مَا أَنْبَأَ بِهِ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا وَكُلِّ مَا تَمَّ مِنْ نُبُوَّاتِهِمَا،‏ نَحْنُ نَمْلِكُ أَسَاسًا رَاسِخًا لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَنَا ٱللّٰهُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ مِنْ هَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ حَتَّى يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي تَبْلُغُ فِيهِ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ،‏ لِنُجَاهِدْ جَمِيعُنَا لِإِبْقَاءِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ.‏ وَلْنُصْغِ إِلَى حَضِّ زَكَرِيَّا ٨:‏٩‏:‏ «لِتَتَقَوَّ أَيْدِيكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ هٰذَا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي نَطَقَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة