مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يمكنك ان تجد السعادة الحقيقية!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | نيسان (‏ابريل)‏
    • يمكنك ان تجد السعادة الحقيقية!‏

      يعتقد كثيرون حول العالم ان السبيل الى السعادة هو حيازة سيارة فخمة،‏ حساب مصرفي ضخم،‏ وظيفة محترمة،‏ منزل كبير،‏ وأحدث التجهيزات الالكترونية،‏ فضلا عن الشكل الحسن او الجسم المفتول العضلات.‏ فهل تعتمد السعادة حقا على حيازة مثل هذه الممتلكات المادية والمفاتن الجسمانية؟‏

      يقول تقرير خاص نشرته مجلة تايم ان هنالك «فورة في الابحاث المتعلّقة بالسعادة،‏ التفاؤل،‏ المشاعر الايجابية،‏ والصفات التي تعزّز الصحة العقلية والجسدية».‏ وقد فاجأت نتائج هذه الدراسات الكثيرين.‏ فالادلة تُجمع على ان الذين يفترضون ان المال او الشهرة او الجمال هي التي تنتج السعادة انما يخدعون انفسهم.‏ وهم في الواقع يبنون حياتهم على اساس يمكن ان يؤذي صحتهم العقلية ويؤدي بهم الى الاكتئاب.‏

      ففي الولايات المتحدة،‏ يغتني الناس بشكل لم يسبق له مثيل.‏ لكنّ مجلة تايم تقول ان ‹هذا لم يجعل الناس اكثر سعادة من ذي قبل›.‏ وطبعا،‏ ينطبق الامر نفسه على بلدان اخرى حول العالم.‏ خذ الصين على سبيل المثال.‏ فرغم الازدهار الاقتصادي الذي تنعم به،‏ يرتفع عدد الناس التعساء ارتفاعا حادًّا في هذا البلد.‏ وكما تُخبر احدى المجلات الفصلية (‏Access Asia‏)‏،‏ اصبح الانتحار هناك «سبب الوفاة الرئيسي عند الذين تتراوح اعمارهم بين ١٥ و ٣٤ سنة».‏ وأحد الاسباب التي تؤدي الى هذا الارتفاع هو الجو الضاغط الذي يفرض على الاحداث النجاح في عالم مهني ومادي قاسٍ ومتطلب.‏

      من الواضح اذًا ان الازدهار المادي لا يخفف من وطأة القلق والاجهاد،‏ بل يساهم في استفحالهما.‏ لذلك تستنتج احدى الدراسات الجامعية ان «نمط حياتنا اضحى الآن السبب الرئيسي الذي يسلبنا الاستقرار العقلي والعاطفي».‏ وبحسب محلِّل الاتجاهات الاجتماعية ڤان ويشارد،‏ «تغدو الصحة العقلية والعاطفية اكثر فأكثر عنصرا مهما يجب ان يشمله التأمين الصحي للموظفين في شركات كثيرة».‏

      حتى الاولاد يتأثرون بعالمنا السريع التغيّر.‏ فهنالك الآن كتب للاولاد الذين يبلغون الثامنة من العمر ترشدهم الى «كيفية التعرّف بأعراض الاجهاد ومعالجتها»،‏ كما يقول ڤان ويشارد.‏ وتورد احدى النشرات حول الكآ‌بة ان نسبة الاولاد المكتئبين في عدد من البلدان الغربية ترتفع ارتفاعا مذهلا يصل الى ٢٣ في المئة سنويا،‏ «كما ان الاولاد الذين لم يبلغوا بعد سن الدراسة هم الشريحة الاسرع نموا بين مستهلكي مضادات الاكتئاب».‏

      فضلا عن ذلك،‏ يعيش عدد متزايد من الناس في خوف،‏ ولسنا نتكلم فقط عن الخوف من التقلّبات الاقتصادية.‏ فبسبب ازدياد التطرّف السياسي والديني،‏ تقشعر ابدان اناس كثيرين خوفا من الاهوال التي يخبئها المستقبل.‏ فهل من عون على تحقيق السعادة؟‏

      منذ ما يُقارب الالفي سنة،‏ علَّم يسوع المسيح الناس طريقة حياة مختلفة تماما،‏ طريقة حياة يمكن ان تخفف من وطأة الاجهاد.‏ وقد تمحورت تعاليمه حول حقيقة بسيطة ولكن عميقة.‏ قال:‏ «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ نعم،‏ لقد شجّع يسوع سامعيه ان يركزوا على حاجة البشر العظمى:‏ معرفة الحق عن خالقنا وقصده لنا.‏

      وكما سنلاحظ في المقالتين التاليتين،‏ يساعدنا هذا الحق على تمييز ما هو مهم فعلا،‏ مما يؤدي بنا الى العيش حياة اسعد وذات معنى ويملأ قلوبنا املا.‏

  • وصفة السعادة الحقيقية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | نيسان (‏ابريل)‏
    • وصفة السعادة الحقيقية

      يكمن سر الوجبة الشهية في توفّر عاملين معا:‏ الوصفة الجيدة والطاهي الماهر.‏ ويصح الامر نفسه في السعادة.‏ فهي ليست وليدة عامل واحد فقط،‏ بل تتضافر على تحقيقها عدة مقوِّمات معا.‏ وهذه تتضمن العمل،‏ اللهو،‏ النشاطات الروحية،‏ والوقت الذي نمضيه مع العائلة والاصدقاء.‏ غير ان تحقيق السعادة يعتمد ايضا على عوامل اخرى تكاد لا تلاحَظ،‏ مثل مواقف المرء ورغباته وأهدافه في الحياة.‏

      ومن المفرح اننا لسنا مضطرين الى اكتشاف مكوِّنات السعادة الحقيقية نحن بأنفسنا.‏ ولمَ لا؟‏ لأن خالقنا اعطانا كتاب ارشادات رائعا هو الكتاب المقدس المتوفّر الآن كاملا او جزئيا بـ‍ ٣٧٧‏,٢ لغة ولهجة،‏ مما يجعله الكتاب الاكثر انتشارا في العالم.‏

      يعكس هذا الانتشار الواسع اهتمام اللّٰه بسعادة كل الناس وخيرهم الروحي.‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ يقول اللّٰه:‏ ‹انا معلّمك لتنتفع›.‏ وهو يعدنا اننا اذا اصغينا الى وصاياه،‏ فسننعم بالسلام والسكينة بمقدار وافر «كالنهر».‏ —‏ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      يذكّرنا هذا الوعد بكلمات يسوع الواردة في المقالة السابقة:‏ «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ وليس هذا الشعور بالحاجة الروحية تقوى ظاهرية،‏ بل شيء يؤثر في كامل مجرى حياتنا.‏ وهو يعكس رغبتنا في ان نصغي الى اللّٰه ونتعلّم منه،‏ معترفين بأنه يعرفنا اكثر مما نعرف انفسنا.‏ يقول إيرول الذي يدرس الكتاب المقدس منذ اكثر من ٥٠ سنة:‏ «ما برهن لي برهانا قاطعا ان الكتاب المقدس كلمة اللّٰه هو فعالية تعاليمه عند تطبيقها».‏ تأمل على سبيل المثال في مشورة الكتاب المقدس الممتازة في مسائل كالسعي وراء الغنى والملذّات.‏

      ارشادات حكيمة حول المال

      قال يسوع:‏ «متى كان لأحد كثير فليست حياته من ممتلكاته».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ فقيمتك الحقيقية في نظر اللّٰه لا علاقة لها بما تملكه من ثروة وجاه.‏ وفي الواقع،‏ غالبا ما يولّد السعي وراء الثروة المزيد من الهموم التي تنغّص حياتنا وتستنفد الوقت الذي ينبغي تخصيصه للمساعي الاكثر اهمية.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٥؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٠‏.‏

      وبحسب ريتشارد راين،‏ بروفسور في علم النفس بالولايات المتحدة،‏ تبوء جهود الناس بالفشل كلما سعوا وراء الامور المادية طلبا للاكتفاء.‏ وقد عبّر سليمان،‏ احد كتبة الكتاب المقدس،‏ عن الفكرة نفسها حين قال:‏ «من يحب الفضة لا يشبع من الفضة،‏ ومن يحب الثروة لا يشبع من دخل».‏ (‏جامعة ٥:‏١٠‏)‏ ويمكن تشبيه الامر بالحكاك الذي تنتجه لدغة بعوضة.‏ فكلما حككتَ مكان اللدغة شعرت بحاجة اكبر الى الحك،‏ الى ان ينخدش الجلد وتصير اللدغة جرحا.‏

      ان الكتاب المقدس يشجّعنا على العمل بكد والتمتع بثمار عملنا.‏ (‏جامعة ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وهذا يزيد من احترامنا لذاتنا،‏ فنحصل على مقوّم حيوي آخر من مقوِّمات السعادة.‏ وقد نتمكن من التمتع ببعض مباهج الحياة السليمة.‏ غير ان التمتع ببعض الفوائد التي يتيحها امتلاك المال شيء،‏ وجعل السعي وراء الغنى محور حياتنا شيء آخر.‏

      ابقاء الملذّات في مكانها المناسب

      يساعدنا تقدير المساعي الروحية في الحياة على نيل فوائد عظمى من التسلية والاستجمام والملذّات الاخرى.‏ فقد استمتع يسوع بمناسبات مبهجة اشتملت على الطعام والشراب.‏ (‏لوقا ٥:‏٢٩؛‏ يوحنا ٢:‏١-‏١٠‏)‏ لكن هذه الامور لم تكن المصدر الرئيسي للفرح في حياته.‏ وبالاحرى،‏ وجد مسرته العظمى في المساعي الروحية التي تضمنت مساعدة الآخرين على التعلّم عن اللّٰه وقصده للبشر.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏.‏

      لقد جرّب الملك سليمان الملذّات ليرى ما اذا كانت هي مفتاح السعادة.‏ فقال في نفسه:‏ «سأنغمس في الملذّات وأمتّع نفسي».‏ فهذا الملك الثري لم يخض في بحر الملذّات بشكل عابر وبخطوات خجولة،‏ بل انغمس او غاص في اعماقها.‏ وكيف شعر بعد ذلك؟‏ كتب قائلا:‏ «هذا ايضا باطل».‏ —‏ جامعة ٢:‏١‏،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد‏.‏

      فالذين يركّزون في حياتهم على السعي وراء الملذّات غالبا ما يشعرون بالفراغ وعدم الاكتفاء.‏ وفي الواقع،‏ عندما قارن الباحثون السعيَ وراء الملذّات بمساعٍ مثل العمل الهادف والنشاطات الروحية وقضاء الوقت مع العائلة،‏ وجدوا ان السعي وراء الملذّات كان العامل الاقل تأثيرا في سعادة الذين أُجري عليهم البحث.‏

      كن كريما وعبّر عن الشكر

      ان الشخص السعيد يهتم عادة بالآخرين ويكون معطاء كريما لا انانيا.‏ قال يسوع:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ ولا يقتصر العطاء بكرم على الناحية المادية.‏ فيمكننا ان نجود بوقتنا وطاقتنا،‏ وهذا النوع من العطاء قد يكون موضع تقدير اكبر،‏ وخصوصا في الاسرة الواحدة.‏ فيلزم ان يمضي الازواج والزوجات الوقت معا ليُبقوا رباط زواجهم متينا ويتمتعوا بالسعادة.‏ كما يلزم ان يخصص الوالدون متسعا من الوقت لأولادهم بحيث يتحدّثون معهم،‏ يعلّمونهم،‏ ويظهرون لهم العاطفة.‏ وعندما يمارس افراد العائلة العطاء بطرائق كهذه،‏ ينعمون بالهناء ويصبح بيتهم ملاذا يجدون فيه السعادة.‏

      من جهة اخرى،‏ عندما يبادرك الآخرون بالعطاء،‏ سواء أكان ذلك بالتضحية بوقتهم وطاقتهم ام بطريقة اخرى،‏ هل ‏‹تظهر انك شاكر›؟‏ (‏كولوسي ٣:‏١٥‏)‏ فالعيش بموجب هذه الكلمات الثلاث يمكن ان يحسّن بصورة جذرية علاقاتنا بالآخرين ويغمرنا بالفرح الجزيل.‏ أفلا تطير فرحا حين يعبّر لك احد عن شكره القلبي؟‏

      كما ان التعبير عن الشكر يزيد ادراكنا لما ننعم به من خيرات.‏ ففي تجربة مضبوطة وفق المعايير العلمية اجرتها باحثة من جامعة كاليفورنيا في ريڤرسايد بالولايات المتحدة الاميركية،‏ طُلب من الذين شملتهم التجربة ان يحفظوا دفتر يوميات يدونون فيه الامور التي كانوا شاكرين عليها.‏ وخلال فترة ستة اسابيع،‏ لم يكن مستغربا ان يشعر هؤلاء انهم اكثر سعادة في حياتهم مما كانوا عليه من قبل.‏

      فما هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من ذلك؟‏ تعلَّمْ ان تركِّز على النواحي الايجابية في حياتك مهما كانت ظروفك.‏ فهذا ما يحثّنا الكتاب المقدس على فعله حين يقول:‏ «افرحوا على الدوام.‏ اشكروا في كل شيء».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٦،‏ ١٨‏)‏ وفعل ذلك يتطلب ان نبذل قصارى جهدنا لنتذكّر الامور الجيدة التي تحصل معنا.‏ فلمَ لا تجعل ذلك هدفا شخصيا لك؟‏

      المحبة والرجاء —‏ مقوِّمان اساسيان للسعادة

      قيل ان البشر يحتاجون الى المحبة من المهد الى اللحد.‏ وهذا صحيح،‏ فالجميع من دون المحبة يذبلون ويذوون.‏ ولكن ما هي المحبة بالتحديد؟‏ تُستعمَل هذه الكلمة في ايامنا استعمالا مطّاطا،‏ لكنّ الكتاب المقدس يصفها بطريقة رائعة قائلا:‏ «المحبة طويلة الاناة ولطيفة.‏ المحبة لا تغار،‏ ولا تتبجح،‏ ولا تنتفخ،‏ ولا تتصرف بغير لياقة،‏ ولا تطلب مصلحتها الخاصة،‏ ولا تحتد.‏ ولا تحفظ حسابا بالاذية.‏ لا تفرح بالإثم،‏ بل تفرح بالحق.‏ تصبر على كل شيء،‏ وتصدق كل شيء،‏ وترجو كل شيء،‏ وتحتمل كل شيء».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٨‏.‏

      ما ابعد المحبة الحقيقية عن الانانية!‏ فلأنها «لا تطلب مصلحتها الخاصة»،‏ تجعل المرء يضع سعادة الآخرين قبل مصلحته الخاصة.‏ ومن المؤسف ان هذا النوع من المحبة اصبح نادر الوجود.‏ حتى ان يسوع قال في نبوته البالغة الاهمية المتعلّقة باختتام نظام الاشياء ان ‹محبة الاكثرية ستبرد›.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣،‏ ١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      لكن لا يمكن ان يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية،‏ وإلّا كان ذلك اهانة للخالق،‏ مجسَّم المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لذلك سيزيل اللّٰه من الارض عمّا قريب كل البشر المشحونين بغضا والذين يستحوذ الجشع على كل تصرفاتهم.‏ وسيُبقي على قيد الحياة مَن يسعون الى تنمية المحبة الموصوفة آنفا.‏ ونتيجة لذلك،‏ سيعمّ السلام والسعادة الارض بكاملها.‏ وسيتمّ بالتأكيد وعد الكتاب المقدس الذي يقول:‏ «بعد قليل لا يكون الشرير،‏ تلتفت إلى مكانه فلا يكون.‏ اما الحلماء فيرثون الارض،‏ ويتلذذون في كثرة السلام».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      تخيّل ما اروع ان يكون كل يوم مليئا بمباهج ‹تتلذّذ› بها!‏ فلا عجب ان يحثّنا الكتاب المقدس:‏ «افرحوا في الرجاء».‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ فهل ترغب في تعلُّم المزيد عن الرجاء الرائع الذي يتيحه اللّٰه للبشر الطائعين؟‏ اذًا،‏ اقرأ من فضلك المقالة التالية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      قصص النجاح —‏ ما مدى صحتها؟‏

      نسمع بين حين وآخر عن اشخاص نشأوا في بيوت ملآنة مشاكل،‏ لكنّهم شقّوا طريقهم وذلّلوا كل الصعاب وأصبحوا فاحشي الثراء.‏ يشرح تقرير حول السعادة نشرته صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل (‏بالانكليزية)‏ ان «قصصا كهذه تُستخدم احيانا كدليل ان هؤلاء الاشخاص استغلّوا ظروفهم السيئة بأفضل طريقة ممكنة ونجحوا في حياتهم رغم طفولتهم التعيسة او بفضل طفولتهم التعيسة.‏ لكن مشكلة هذا التأويل،‏ بحسب الدراسة،‏ هي انهم ربما لم ينجحوا في تحقيق السعادة الحقيقية.‏ فجُلُّ ما في الامر هو انهم صاروا اثرياء».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      السعادة تعزّز الصحة

      ان المزاج المرح هو خير دواء.‏ يقول تقرير في مجلة تايم:‏ «يبدو ان السعادة وما يشبهها من حالات الارتياح العقلي،‏ كالرجاء والتفاؤل والقناعة،‏ تخفّف او تحدّ من خطر الاصابة بالامراض القلبية الوعائية،‏ الامراض الرئوية،‏ الداء السكري،‏ ارتفاع ضغط الدم،‏ الزكام والاخماج التنفسية العُلْوية».‏ فضلا عن ذلك،‏ اظهرت دراسة هولندية حول المرضى المسنين انه على مدى تسع سنوات،‏ ادّى المزاج المرح والمتفائل الى خفض خطر الموت بنسبة مذهلة بلغت ٥٠ في المئة!‏

      امّا كيف تؤثر الحالة العقلية في الجسم البشري فهو امر لا يزال يكتنفه الغموض.‏ لكنّ البحث اظهر ان المتفائلين لديهم مستويات متدنية من هرمون الكورتيزول الذي يتأثر بالاجهاد والمعروف بأنه يثبط جهاز المناعة.‏

  • افرح في الرجاء
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | نيسان (‏ابريل)‏
    • افرح في الرجاء

      كان جو طريح الفراش يصارع سرطانا مميتا.‏ وكانت زوجته كيرستن وبعض اصدقائهما يقفون الى جانب سريره يتحدثون في ما بينهم.‏ فحانت من كيرستن التفاتة الى زوجها،‏ فلمحته يذرف الدمع بصمت.‏ في البداية،‏ ظنّت ان زوجها يبكي متألما من المرض.‏ وربما كان جو يتألم،‏ لكنه اخبر زوجته انه لم يكن يبكي في تلك اللحظة ألما.‏

      تقول كيرستن:‏ «في تلك الفترة العصيبة،‏ كان جو محاطا بأصدقائه الاحماء الذين جاءوا لمؤاساته.‏ كما كان واثقا اكثر من اي وقت مضى ان رجاءه الثمين سيتحقق،‏ رجاء لا يمكن لأحد ان يسلبه اياه.‏ وقد أسرّ اليّ بأن دموعه انما هي دموع فرح.‏ ولاحقا في تلك الليلة،‏ مات جو».‏

      ما هو هذا الرجاء الذي امدّ جو بالقوة عندما استفحل مرضه؟‏ انه وعد يهوه اللّٰه ان يحيا البشر الى الابد بصحة كاملة على ارض فردوسية.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩‏)‏ تقول الرؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏:‏ «ها خيمة اللّٰه مع الناس،‏ .‏ .‏ .‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة [بما فيها المشاكل الكثيرة التي نواجهها اليوم] قد زالت».‏

      رجاء للاموات ايضا

      ان تحقيق رجاء جو سيعني إقامته من الموت.‏ فقد استمد تعزيته من وعد يسوع ان «جميع الذين في القبور التذكارية»،‏ اي الاموات الذين في ذاكرة اللّٰه،‏ سيستيقظون من رقاد الموت.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فهل انت محزون لأن الموت سلبك احد افراد عائلتك او اصدقائك؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فرجاء القيامة هو ما تحتاجه لرفع معنوياتك.‏ ومن المسلّم به ان هذا الرجاء لن يزيل المُصاب الاليم الذي يحلّ بنا عندما يموت احد احبّائنا.‏ فقد «ذرف يسوع الدموع» عندما مات صديقه لعازر.‏ ولكن يمكن لرجائنا ان يخفّف من وطأة الالم الذي يضيق به صدرنا.‏ —‏ يوحنا ١١:‏١٤،‏ ٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٣‏.‏

      تقول كيرستن:‏ «عندما خسر جو صراعه مع السرطان،‏ شعرت بأن السعادة لن تطرق بابي مجددا.‏ وأُدرك الآن بعد مرور عدة سنوات ان حياتي في نظام الاشياء هذا لن تعود كما كانت من قبل.‏ فقد ترك جو فراغا لا يمكن تعويضه.‏ لكني اقول بكل صدق ان سلام العقل وراحة البال عادا اليّ».‏

      تذكّرنا كلمات كيرستن انه من غير المتوقّع في نظام الاشياء الحاضر ان نطفر فرحا في كل لحظة من حياتنا.‏ ولأن الحياة لها افراحها وأتراحها،‏ فهنالك اوقات سنشعر فيها بالحزن،‏ اوقات يكون فيها الفرح غير ملائم.‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٤؛‏ ٧:‏٢-‏٤‏)‏ وقد يصارع بعضنا الكآ‌بة الناجمة عن حالات مختلفة.‏ لكنّ وعود الكتاب المقدس تزوّدنا بتعزية كبيرة،‏ كما نجد فيه حكمة فائقة تساعدنا على تجنب الكثير من المخاطر التي تؤدي الى التعاسة.‏ يقول اللّٰه:‏ «اما السامع لي فيسكن في امن،‏ ويطمئن من رعب البلية».‏ —‏ امثال ١:‏٣٣‏.‏

      نعم،‏ يهتم بنا يهوه اهتماما كبيرا.‏ فهو يريد ان نتمتع،‏ لا بمجرد سعادة ظاهرية او سعادة تدوم سنوات قليلة،‏ بل بسعادة حقيقية في صميم قلوبنا،‏ سعادة تدوم الى الابد!‏ من اجل ذلك قال يسوع تلك الكلمات التي لا يحدّها زمن:‏ «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ أفليس من الحكمة ان نطبق كلماته في حياتنا؟‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      تسعة مكوِّنات للسعادة

      ١-‏ تنمية التقدير للامور الروحية.‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      ٢-‏ القناعة وتجنُّب «محبة المال».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏ ٦-‏١٠‏.‏

      ٣-‏ ابقاء الملذّات في مكانها المناسب.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٤‏.‏

      ٤-‏ الكرم والعمل على إسعاد الآخرين.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ٥-‏ اظهار الشكر وتعلُّم التركيز على النواحي الايجابية في الحياة.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٥‏.‏

      ٦-‏ الاستعداد للغفران.‏ —‏ متى ٦:‏١٤‏.‏

      ٧-‏ اختيار عشرائك بحكمة.‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

      ٨-‏ الاهتمام بصحتك الجسدية وتجنُّب العادات الرديئة.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      ٩-‏ ‹الفرح في الرجاء› الذي يعدك به الكتاب المقدس.‏ —‏ روما ١٢:‏١٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة