مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • خدام يهوه السعداء
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • خدام يهوه السعداء

      ‏«سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      ١ ما هي السعادة الحقيقية،‏ وماذا تعكس؟‏

      السعادة هي مقتنى ثمين لدى شعب يهوه.‏ فقد قال صاحب المزمور داود:‏ «طوبى للشعب الذي الرب الهه».‏ (‏مزمور ١٤٤:‏١٥‏)‏ والسعادة هي شعور داخلي بالاكتفاء والسرور.‏ وأعمق سعادة نشعر بها في صميمنا تنتج عن إدراكنا اننا نحظى ببركة يهوه.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ فهي تعكس علاقتنا اللصيقة بأبينا السماوي ومعرفتنا اننا نفعل مشيئته.‏ (‏مزمور ١١٢:‏١؛‏ ١١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وقد عدَّد يسوع تسعة اسباب لنكون سعداء.‏ واستعراض هذه الاسباب،‏ او الطوبيات،‏ التسعة في هذه المقالة والمقالة التالية يساعدنا ان ندرك الى ايّ حدّ يمكننا ان نكون سعداء اذا خدمنا «الاله السعيد» يهوه بأمانة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١١‏.‏

      ادراك حاجتنا الروحية

      ٢ متى تحدث يسوع عن السعادة،‏ وما هي كلماته الافتتاحية؟‏

      ٢ القى يسوع سنة ٣١ ب‌م احدى اشهر الخُطَب التي أُلقيت على الاطلاق.‏ وهي تُدعى الموعظة على الجبل لأن يسوع القاها وهو على منحدر جبل يُطِلّ على بحر الجليل.‏ يقول انجيل متى:‏ «لما رأى [يسوع] الجموع صعد الى الجبل؛‏ ولما جلس اتى اليه تلاميذه؛‏ ففتح فاه وأخذ يعلّمهم قائلا:‏ ‹‏سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية،‏ فإن لهم ملكوت السموات».‏ ان الترجمة الحرفية لكلمات يسوع هي:‏ «طوبى للمساكين بالروح» او «سعداء هم الذين يستعطون طلبا للروح».‏ (‏متى ٥:‏١-‏٣‏؛‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور،‏ بالانكليزية؛‏ حاشية الكتاب المقدس المرجعي،‏ بالانكليزية‏)‏ كما تنقل الترجمة الانكليزية الحديثة هذا العدد كما يلي:‏ «سعداء هم الذين يعرفون انهم فقراء روحيا».‏

      ٣ كيف يساهم التواضع في نيلنا السعادة؟‏

      ٣ في هذه الموعظة على الجبل،‏ قال يسوع ان الشخص يشعر بسعادة اعظم بكثير اذا كان يدرك حاجته الروحية.‏ فإذ يدرك المسيحيون المتواضعون حالتهم الخاطئة،‏ يلتمسون من يهوه الغفران على اساس ذبيحة المسيح الكفارية.‏ (‏١ يوحنا ١:‏٩‏)‏ نتيجة لذلك،‏ ينالون سلام العقل والسعادة الحقيقية.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «طوبى للذي غُفر اثمه وسُترت خطيته».‏ —‏ مزمور ٣٢:‏١؛‏ ١١٩:‏١٦٥‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ كيف نُظهِر اننا ندرك حاجتنا وحاجة الآخرين الروحية؟‏ (‏ب)‏ كيف تصير سعادتنا اعمق عندما ندرك حاجتنا الروحية؟‏

      ٤ ان إدراكنا لحاجتنا الروحية يدفعنا الى قراءة الكتاب المقدس يوميا،‏ تناول الطعام الروحي الذي يزوّده «العبد الامين الفطين .‏ .‏ .‏ في حينه»،‏ وحضور الاجتماعات المسيحية بانتظام.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥؛‏ مزمور ١:‏١،‏ ٢؛‏ ١١٩:‏١١١؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٥‏)‏ ومحبة القريب تجعلنا ندرك حاجة الآخرين الروحية وتدفعنا ان نكون غيورين في الكرازة ببشارة الملكوت والتعليم.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠؛‏ روما ١:‏١٤-‏١٦‏)‏ وإخبار الآخرين بحقائق الكتاب المقدس يجلب لنا السعادة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٠،‏ ٣٥‏)‏ وسعادتنا تصير اعمق عندما نتأمل في رجاء الملكوت الرائع والبركات التي سيجلبها.‏ ورجاء الملكوت في حالة «القطيع الصغير» من المسيحيين الممسوحين يشمل الحياة الخالدة في السماء كجزء من حكومة ملكوت المسيح.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠،‏ ٥٤‏)‏ أما في حالة ‹الخراف الاخر› فهو يعني الحياة الابدية على ارض فردوسية في ظل حكومة الملكوت.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ مزمور ٣٧:‏١١؛‏ متى ٢٥:‏٣٤،‏ ٤٦‏.‏

      نائحون وسعداء في الوقت نفسه!‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا عنى يسوع بكلمة «النائحون»؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعزى هؤلاء النائحون؟‏

      ٥ للوهلة الاولى،‏ تبدو كلمات يسوع اللاحقة عن السعادة متناقضة.‏ فقد قال:‏ ‏«سعداء هم النائحون،‏ فإنهم يُعَزَّون».‏ (‏متى ٥:‏٤‏)‏ فكيف يمكن ان يكون الشخص نائحا وسعيدا في الوقت نفسه؟‏ لفهم معنى كلمات يسوع،‏ يلزم ان نعرف عن ايّ نَوح كان يتكلم.‏ يوضح التلميذ يعقوب ان حالتنا الخاطئة هي احد الاسباب التي تدفعنا الى النوح.‏ كتب قائلا:‏ «طهّروا ايديكم،‏ ايها الخطاة،‏ ونقّوا قلوبكم،‏ ايها المترددون.‏ ابتئسوا ونوحوا وابكوا.‏ ليتحول ضحككم الى نَوح،‏ وفرحكم الى كآ‌بة.‏ تواضعوا في عيني يهوه فيرفعكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٨-‏١٠‏)‏ فالاشخاص المغمومون بسبب حالتهم الخاطئة يتعزّون عندما يعلمون انه يمكن غفران خطاياهم اذا مارسوا الايمان بذبيحة المسيح الكفارية وأظهروا توبة حقيقية بفعل مشيئة يهوه.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهكذا،‏ يحظون بعلاقة لصيقة بيهوه ورجاء العيش الى الابد لخدمته وتسبيحه.‏ وهذا ما يجلب لهم سعادة داخلية عميقة.‏ —‏ روما ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٦ بأيّ معنى ينوح البعض،‏ وكيف يتعزَّون؟‏

      ٦ تشمل كلمات يسوع ايضا الذين ينوحون بسبب الرجاسات المتفشية في الارض.‏ فقد طبّق يسوع على نفسه النبوة في اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏:‏ «روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب .‏ .‏ .‏ لأعزي كل النائحين».‏ وينطبق هذا التفويض ايضا على المسيحيين الممسوحين الذين لا يزالون على الارض.‏ وهم يقومون بهذا التفويض بمساعدة رفقائهم ‹الخراف الاخر›.‏ فجميعهم يشتركون في وضع السمة المجازية على جباه «الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسط» اورشليم المرتدة التي ترمز الى العالم المسيحي.‏ (‏حزقيال ٩:‏٤‏)‏ وهؤلاء النائحون يتعزَّون «ببشارة الملكوت».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فمن المفرح ان يعرفوا ان العالم الجديد البارّ الذي سيجلبه يهوه سيحلّ عمّا قريب محلّ نظام الاشياء الشرير الذي يترأسه الشيطان.‏

      سعداء هم الودعاء

      ٧ ايّ امر لا تعنيه كلمة «وديع»؟‏

      ٧ تابع يسوع موعظته على الجبل بالقول:‏ ‏«سعداء هم الودعاء،‏ فإنهم يرثون الارض».‏ (‏متى ٥:‏٥‏)‏ يظن البعض ان الشخص الوديع ضعيف الشخصية.‏ لكنَّ هذا ليس صحيحا.‏ قال احد علماء الكتاب المقدس في معرض شرحه لمعنى الكلمة المترجمة «وديع»:‏ «ان ابرز صفة يتحلى بها الشخص [الوديع] هي ضبط النفس ضبطا كليا.‏ فالوداعة ليست رقة قلب مفرطة،‏ لطفا ينجم عن الافتقار الى الحزم،‏ او هدوءا ينتج عن اللامبالاة.‏ بل هي دلالة على قوة الشخصية،‏ قوة يتحكَّم بها المرء».‏ على سبيل المثال،‏ قال يسوع عن نفسه:‏ «اني وديع ومتّضع القلب».‏ (‏متى ١١:‏٢٩‏)‏ رغم ذلك،‏ كان يسوع شجاعا في الدفاع عن المبادئ البارة.‏ —‏ متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٢٣:‏١٣-‏٣٣‏.‏

      ٨ بماذا ترتبط الوداعة ارتباطا وثيقا،‏ ولماذا نحن بحاجة الى هذه الصفة في علاقاتنا بالآخرين؟‏

      ٨ كما رأينا،‏ ترتبط الوداعة بضبط النفس ارتباطا وثيقا.‏ فالرسول بولس ادرجهما معا بين «ثمر الروح».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فالوداعة صفة يجب تنميتها بمساعدة الروح القدس.‏ وهي صفة مسيحية تساهم في ترويج السلام مع الذين خارج الجماعة وداخلها.‏ كتب بولس:‏ «البسوا عواطف حنان ورأفة،‏ ولطفا،‏ واتضاعا عقليا،‏ ووداعة،‏ وطول اناة.‏ استمرّوا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ لماذا لا تقتصر الوداعة على علاقتنا برفقائنا البشر؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹يرِث الودعاء الارض›؟‏

      ٩ لكنَّ الوداعة لا تقتصر على علاقتنا برفقائنا البشر.‏ فيجب ان نعرب عنها في علاقتنا مع يهوه،‏ وذلك بالاذعان لسلطانه.‏ والمثال الابرز في هذا المجال هو يسوع المسيح،‏ الذي اعرب عن الوداعة والاذعان التام لمشيئة ابيه عندما كان على الارض.‏ (‏يوحنا ٥:‏١٩،‏ ٣٠‏)‏ نتيجة لذلك،‏ صار يسوع الوارث الرئيسي للارض،‏ لأن اللّٰه عيّنه حاكما عليها.‏ (‏مزمور ٢:‏٦-‏٨؛‏ دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وسيقاسمه هذا الميراث شركاؤه الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المختارون «من بين الناس» لكي ‹يملكوا على الارض›.‏ (‏روما ٨:‏١٧؛‏ كشف ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٣،‏ ٤؛‏ دانيال ٧:‏٢٧‏)‏ وسيحكم المسيح والحكام المعاونون له على ملايين من الرجال والنساء المشبّهين بالخراف،‏ الذين سينطبق عليهم المزمور النبوي:‏ «الودعاء .‏ .‏ .‏ يرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١؛‏ متى ٢٥:‏٣٣،‏ ٣٤،‏ ٤٦‏.‏

      سعداء هم الجياع الى البرّ

      ١٠ ما هي احدى الطرائق التي يُشبَع بها «الجياع والعطاش الى البرّ»؟‏

      ١٠ تابع يسوع طوبياته في الموعظة على الجبل في الجليل قائلا:‏ ‏«سعداء هم الجياع والعطاش الى البرّ،‏ فإنهم يُشبَعون».‏ (‏متى ٥:‏٦‏)‏ بما ان يهوه هو الذي يضع مقياس البرّ،‏ فإن الجياع والعطاش الى البر هم في الواقع جياع وعطاش الى الارشاد الالهي.‏ وهؤلاء يدركون تماما خطيتهم ونقصهم ويتوقون الى نيل موقف مقبول امام يهوه.‏ ولا شك انهم يشعرون بسعادة كبيرة عندما يتعلمون من كلمة اللّٰه انهم اذا تابوا وطلبوا الغفران على اساس ذبيحة المسيح الكفارية،‏ يتأهلون لنيل موقف بارّ امام اللّٰه.‏ —‏ اعمال ٢:‏٣٨؛‏ ١٠:‏٤٣؛‏ ١٣:‏٣٨،‏ ٣٩؛‏ روما ٥:‏١٩‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يتبرر المسيحيون الممسوحون؟‏ (‏ب)‏ كيف يُشبَع عطش عشراء الممسوحين الى البرّ؟‏

      ١١ قال يسوع ان الجياع والعطاش الى البرّ ‹سيُشبَعون›.‏ (‏متى ٥:‏٦‏)‏ فالمسيحيون الممسوحون الذين يُدعَون ‹ليملكوا› مع المسيح في السماء ‹يتبررون للحياة›.‏ (‏روما ٥:‏١،‏ ٩،‏ ١٦-‏١٨‏)‏ فيهوه يتبناهم ليكونوا ابناء روحيين له.‏ ويصيرون ورثة معاونين للمسيح،‏ اذ يُدعَون ليصيروا ملوكا وكهنة في حكومة ملكوته السماوي.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ١٢ أما عشراء الممسوحين فلم يتبرروا بعد كاملا للحياة.‏ إلا ان يهوه يعتبرهم ابرارا الى حدّ ما بسبب ايمانهم بدم المسيح المسفوك.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٢-‏٢٥؛‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فيصيرون اصدقاء ليهوه ويتأهلون للانقاذ من «الضيق العظيم».‏ (‏كشف ٧:‏١٤‏)‏ وعطشهم الى البرّ سيُشبَع بشكل اكمل عندما يصيرون جزءا من الارض الجديدة التي فيها «يسكن البرّ» تحت حكم ‹السموات الجديدة›.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

      سعداء هم الرحماء

      ١٣،‏ ١٤ بأية طرائق عملية ينبغي ان نُظهِر اننا رحماء،‏ وماذا نجني اذا فعلنا ذلك؟‏

      ١٣ تابع يسوع موعظته على الجبل قائلا:‏ ‏«سعداء هم الرحماء،‏ فإنهم يُرحَمون».‏ (‏متى ٥:‏٧‏)‏ في المجال القانوني،‏ تشير الرحمة الى الرأفة التي يظهرها القاضي عندما يمتنع عن ان يُنزِل بالمذنب العقوبة القصوى التي ينصّ عليها القانون.‏ أما في الكتاب المقدس،‏ فالكلمتان الاصليتان المترجمتان الى «رحمة» تشيران في الغالب الى الاعتبار اللطيف او الشفقة،‏ مما يجلب الراحة للمحرومين.‏ لذلك فإن الرحماء هم الذين يظهرون الرأفة بطرائق عملية.‏ والسامري الصالح الذي تحدث عنه يسوع هو خير مثال للشخص الذي ‹يعامل برحمة› شخصا محتاجا.‏ —‏ لوقا ١٠:‏٢٩-‏٣٧‏.‏

      ١٤ فللحصول على السعادة الناجمة عن إظهار الرحمة،‏ يلزم ان نساعد المحتاجين من خلال الاعمال التي تنم عن اللطف.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ مثلا،‏ عندما رأى يسوع الناس،‏ ترأف و «أشفق عليهم،‏ لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها.‏ فابتدأ يعلّمهم اشياء كثيرة».‏ (‏مرقس ٦:‏٣٤‏)‏ فقد ادرك ان الحاجات الروحية هي اهم حاجات لدى البشر.‏ نحن ايضا يمكننا إظهار الرأفة والرحمة للآخرين بإخبارهم بأهم رسالة يحتاجون الى سماعها:‏ «بشارة الملكوت».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ كما يمكننا تقديم المساعدة العملية للرفقاء المؤمنين الكبار السن والارامل واليتامى،‏ و ‹تعزية النفوس الكئيبة›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤؛‏ امثال ١٢:‏٢٥؛‏ يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ وإذا فعلنا ذلك،‏ نجني السعادة ورحمة يهوه ايضا.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥؛‏ يعقوب ٢:‏١٣‏.‏

      انقياء القلب والمسالمون

      ١٥ كيف نكون انقياء القلب ومسالمين؟‏

      ١٥ ذكر يسوع الطوبى السادسة والسابعة قائلا:‏ «‏سعداء هم انقياء القلب،‏ فإنهم يرون اللّٰه.‏ سعداء هم المسالمون،‏ فإنهم ‹ابناء اللّٰه› يُدعَون».‏ (‏متى ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ ان القلب النقي ليس طاهرا ادبيا فحسب،‏ بل هو ايضا غير ملوّث روحيا.‏ كما انه ‹موحّد›،‏ اي غير منقسم،‏ في تعبّده ليهوه.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٨:‏٩؛‏ مزمور ٨٦:‏١١‏)‏ والكلمة اليونانية المنقولة الى «مسالمون» تعني حرفيا «صانعو سلام».‏ والمسالمون يعيشون بسلام مع إخوتهم المسيحيين.‏ كما انهم يحافظون عليه في علاقتهم مع جيرانهم،‏ على قدر ما يكون الامر بيدهم.‏ (‏روما ١٢:‏١٧-‏٢١‏)‏ فهم ‹يطلبون السلام ويسعَون في اثره›.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١١‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كيف ‹يُدعى› الممسوحون «ابناء اللّٰه» وكيف «يرَون اللّٰه»؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹يرى› ‹الخراف الاخر› اللّٰه؟‏ (‏ج)‏ كيف ومتى سيصير ‹الخراف الاخر› «ابناء اللّٰه» بالمعنى الاكمل؟‏

      ١٦ قال يسوع ان المسالمين وأنقياء القلب ‹سيُدعَون ابناء اللّٰه› و «يرَون اللّٰه».‏ فالمسيحيون الممسوحون يولدون من الروح ويتبناهم يهوه ليكونوا ‹ابناءه› فيما لا يزالون على الارض.‏ (‏روما ٨:‏١٤-‏١٧‏)‏ وعندما يُقامون ليكونوا مع المسيح في السماء،‏ يخدمون في حضرة يهوه ويرَونه فعليا.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏١،‏ ٢؛‏ كشف ٤:‏٩-‏١١‏.‏

      ١٧ أما ‹الخراف الاخر› المسالمون فيخدمون يهوه برئاسة الراعي الفاضل المسيح يسوع،‏ الذي يصير «ابا ابديا» لهم.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٤،‏ ١٦؛‏ اشعياء ٩:‏٦‏)‏ والذين يجتازون الامتحان الاخير بعد حكم المسيح الالفي سيتبناهم يهوه ليصيروا ابناءه الارضيين و ‹ينالوا الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه›.‏ (‏روما ٨:‏٢١؛‏ كشف ٢٠:‏٧،‏ ٩‏)‏ وفي انتظار ذلك الوقت،‏ بإمكانهم مخاطبة يهوه كأب لهم لأنهم نذروا حياتهم له،‏ معترفين بذلك انه معطي حياتهم.‏ (‏اشعياء ٦٤:‏٨‏)‏ وكأيوب وموسى اللذين عاشا في الازمنة الماضية،‏ بإمكانهم ان ‹يروا اللّٰه› بأعين الايمان.‏ (‏ايوب ٤٢:‏٥؛‏ عبرانيين ١١:‏٢٧‏)‏ فبواسطة ‹اعين قلبهم› ومن خلال معرفة اللّٰه الدقيقة،‏ يرون صفات يهوه الرائعة ويسعون الى الاقتداء به من خلال فعل مشيئته.‏ —‏ افسس ١:‏١٨؛‏ روما ١:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٣ يوحنا ١١‏.‏

      ١٨ مَن ينالون السعادة الحقيقية اليوم،‏ كما ذكر يسوع في طوبياته السبع الاولى؟‏

      ١٨ كما رأينا في هذه المقالة،‏ فإن الذين يدركون حاجتهم الروحية،‏ النائحين،‏ الودعاء،‏ الجياع والعطاش الى البرّ،‏ الرحماء،‏ الانقياء القلب،‏ والمسالمين ينالون السعادة الحقيقية في خدمة يهوه.‏ لكنَّ اشخاصا كهؤلاء يواجهون دائما المقاومة والاضطهاد.‏ فهل يفسد ذلك سعادتهم؟‏ سنجيب عن هذا السؤال في المقالة التالية.‏

  • سعداء رغم الاضطهاد
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سعداء رغم الاضطهاد

      ‏«سعداء انتم متى عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين».‏ —‏ متى ٥:‏١١‏.‏

      ١ ماذا اكّد يسوع لأتباعه بخصوص السعادة والاضطهاد؟‏

      عندما ارسل يسوع رسله للكرازة بالملكوت،‏ اخبرهم بأنهم سيواجهون المقاومة.‏ فقد قال لهم:‏ «تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي».‏ (‏متى ١٠:‏٥-‏١٨،‏ ٢٢‏)‏ لكنه سبق ان اكّد في موعظته على الجبل لرسله والاشخاص الآخرين ان هذه المقاومة لن تُفسد بالضرورة شعورهم الداخلي بالسعادة.‏ حتى انه ربط بين الاضطهاد والسعادة التي يشعر بها المسيحيون.‏ فكيف يجلب الاضطهاد السعادة؟‏

      التألم من اجل البرّ

      ٢ ايّ نوع من التألم يجلب السعادة،‏ حسبما اوضح يسوع والرسول بطرس؟‏

      ٢ ذكر يسوع الطوبى الثامنة قائلا:‏ ‏«سعداء هم المضطهَدون من اجل البرّ،‏ فإن لهم ملكوت السموات».‏ (‏متى ٥:‏١٠‏)‏ ان التألم بحدّ ذاته ليس امرا نستحق المدح عليه.‏ كتب الرسول بطرس:‏ «ايّ فضل هو إنْ كنتم وأنتم مخطئون تُلطَمون فتحتملون؟‏ ولكن إنْ كنتم وأنتم تفعلون الصلاح تتألمون فتحتملون،‏ فهذه مسرة عند اللّٰه».‏ وتابع قائلا:‏ «لا يتألم احدكم كمجرم قاتل او كسارق او فاعل سوء او متدخل في شؤون الآخرين.‏ فأما إنْ تألم كمسيحي،‏ فلا يشعر بالخزي،‏ بل ليداوم على تمجيد اللّٰه بهذا الاسم».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢٠؛‏ ٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فبحسب كلمات يسوع،‏ يجلب التألم السعادة عندما يكون من اجل البرّ.‏

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يُضطهد المرء من اجل البرّ؟‏ (‏ب)‏ كيف اثّر الاضطهاد في المسيحيين الاولين؟‏

      ٣ يُقاس البرّ الحقيقي على اساس فعل المرء مشيئة اللّٰه وإطاعته وصاياه.‏ لذلك فإن التألم من اجل البرّ يعني التألم لأن الشخص يرفض الرضوخ امام الضغط لانتهاك مقاييس اللّٰه او مطالبه.‏ مثلا،‏ اضطُهد الرسل على ايدي القادة اليهود لأنهم رفضوا التوقف عن الكرازة باسم يسوع.‏ (‏اعمال ٤:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٥:‏٢٧-‏٢٩،‏ ٤٠‏)‏ فهل سلبهم ذلك فرحهم او اوقف كرازتهم؟‏ كلا!‏ يروي السجل:‏ «ذهبوا من امام السنهدريم فرحين لأنهم حُسبوا مستحقين ان يُهانوا من اجل اسمه.‏ وكانوا لا ينفكون كل يوم في الهيكل ومن بيت الى بيت يعلّمون ويبشرون بالمسيح يسوع».‏ (‏اعمال ٥:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ فهذا الاضطهاد جلب لهم الفرح ووطّد عزمهم على الكرازة بغيرة.‏ ولاحقا،‏ اضطُهد المسيحيون الاولون على ايدي الرومان ايضا لأنهم رفضوا تقديم العبادة للامبراطور.‏

      ٤ ما هي بعض الاسباب التي يُضطهد المسيحيون من اجلها؟‏

      ٤ في الازمنة العصرية،‏ يُضطهد شهود يهوه لأنهم يرفضون التوقف عن الكرازة «ببشارة الملكوت هذه».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وعندما تُحظَر اجتماعاتهم المسيحية،‏ يفضّلون التألم على التوقف عن الاجتماع معا،‏ كما يأمرهم الكتاب المقدس.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كما انهم يُضطهدون بسبب حيادهم المسيحي او رفضهم اساءة استخدام الدم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤؛‏ اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لكنَّ موقف شعب اللّٰه هذا الى جانب البرّ ينتج لهم سلاما وسعادة داخليَّين.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٤‏.‏

      التعيير من اجل المسيح

      ٥ ما هو السبب الاساسي لاضطهاد شعب يهوه اليوم؟‏

      ٥ ان الطوبى التاسعة التي ذكرها يسوع في موعظته على الجبل لها علاقة ايضا بالاضطهاد.‏ قال يسوع:‏ ‏«سعداء انتم متى عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين».‏ (‏متى ٥:‏١١‏)‏ فالسبب الاساسي لاضطهاد شعب يهوه هو انهم ليسوا جزءا من نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «لو كنتم جزءا من العالم،‏ لكان العالم يعزّ ما هو له.‏ ولكن لأنكم لستم جزءا من العالم،‏ بل انا اخترتكم من العالم،‏ لذلك يبغضكم العالم».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ قال الرسول بطرس:‏ «لأنكم لا تواصلون الركض معهم في هذا المسلك الى بؤرة الخلاعة عينها،‏ يتحيرون ويأخذون في التكلم عليكم بكلام مهين».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٤‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ لماذا تُعيَّر وتُضطهَد بقية الممسوحين وعشراؤهم؟‏ (‏ب)‏ هل يسلبنا هذا التعيير سعادتنا؟‏

      ٦ كما رأينا،‏ اضطُهد المسيحيون الاولون لأنهم رفضوا التوقف عن الكرازة باسم يسوع،‏ الامر الذي قاموا به بناء على التفويض الذي اعطاه لأتباعه قائلا:‏ «تكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض».‏ ‏(‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وهذا التفويض نفسه تنجزه بغيرة البقية الامينة من إخوة المسيح الممسوحين،‏ بمؤازرة عشرائهم الاولياء من ‹الجمع الكثير›.‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ لذلك يشن الشيطان حربا «على باقي نسلها [نسل «المرأة»،‏ الجزء السماوي من هيئة اللّٰه]،‏ الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع».‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ فكشهود ليهوه،‏ نحن نشهد ليسوع،‏ ملك ملكوت اللّٰه الذي يحكم الآن والذي سيدمِّر كل الحكومات البشرية التي تقف في طريق عالم اللّٰه الجديد البارّ.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ لهذا السبب نُعيَّر ونُضطهد،‏ لكننا نحسب انفسنا سعداء اذا تألمنا من اجل اسم المسيح.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٤‏.‏

      ٧،‏ ٨ اية اكاذيب قالها المقاومون على المسيحيين الاولين؟‏

      ٧ قال يسوع ان أتباعه ينبغي ان يحسبوا انفسهم سعداء حتى عندما ‏‹يقول عليهم الناس شتى الشرور من اجله كاذبين›.‏ (‏متى ٥:‏١١‏)‏ وهذا ما صحّ في المسيحيين الاولين.‏ فعندما احتُجز الرسول بولس في روما من سنة ٥٩ الى ٦١ ب‌م،‏ قال القادة اليهود هناك عن المسيحيين:‏ «معروف عندنا من جهة هذه البدعة انها تُعارَض في كل مكان».‏ (‏اعمال ٢٨:‏٢٢‏)‏ كما اتُّهم بولس وسيلا بأنهما ‹قلبَا المسكونة› وعملا «ضد مراسيم قيصر».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٨ كتب المؤرخ ك.‏ س.‏ لاتورِت عن المسيحيين في زمن الامبراطورية الرومانية:‏ «كانت التّهم متنوعة.‏ فقد اتُّهم المسيحيون بالالحاد لأنهم رفضوا الاشتراك في الطقوس الوثنية.‏ ولأنهم لم يشتركوا في الحياة الاجتماعية —‏ الاحتفالات الوثنية،‏ وسائل التسلية العامة .‏ .‏ .‏ عانوا السخرية ودُعوا مبغِضي العرق البشري .‏ .‏ .‏ وقيل ان الرجال والنساء كانوا يلتقون ليلا .‏ .‏ .‏ ويمارسون الاختلاط الجنسي .‏ .‏ .‏ ولأن الاحتفال [بذكرى موت المسيح] اقتصر على المؤمنين فقط،‏ فقد سرت الشائعات ان المسيحيين كانوا دوريا يقدِّمون طفلا كذبيحة ويتناولون لحمه ودمه».‏ كما ان المسيحيين الاولين اتُّهموا بأنهم اعداء الدولة لأنهم رفضوا ممارسة عبادة الامبراطور.‏

      ٩ كيف تجاوب المسيحيون في القرن الاول مع الاتّهامات الباطلة الموجّهة اليهم،‏ وما هي الحال في ايامنا؟‏

      ٩ لكنَّ هذه الاتّهامات الباطلة لم تمنع المسيحيين الاولين من إتمام تفويضهم بالكرازة ببشارة الملكوت.‏ ففي سنة ٦٠-‏٦١ ب‌م،‏ تمكن بولس من القول عن «البشارة» انها «مثمرة ونامية في العالم كله»،‏ وإن المسيحيين قد كرزوا «بها في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ (‏كولوسي ١:‏٥،‏ ٦،‏ ٢٣‏)‏ ويصح الامر نفسه في ايامنا.‏ فشهود يهوه يُتَّهمون زورا تماما كما حدث مع المسيحيين في القرن الاول.‏ لكنَّ عمل الكرازة برسالة الملكوت في ايامنا يزدهر ويجلب سعادة غامرة للذين يشتركون فيه.‏

      سعداء إن اضطُهدنا مثل الانبياء

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف اختتم يسوع الطوبى التاسعة؟‏ (‏ب)‏ لماذا اضطُهد الانبياء،‏ ومَن كان البعض منهم؟‏

      ١٠ اختتم يسوع الطوبى التاسعة بالقول:‏ ‏«افرحوا .‏ .‏ .‏،‏ فإنهم هكذا اضطهدوا الانبياء من قبلكم»‏‏.‏ (‏متى ٥:‏١٢‏)‏ ان الانبياء الذين ارسلهم يهوه لتحذير اسرائيل الخائنة لم يلقَوا تجاوبا،‏ حتى انهم اضطُهدوا في اغلب الاحيان.‏ (‏ارميا ٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وقد شهد الرسول بولس لصحة هذا الامر عندما كتب:‏ «ماذا أقول بعد؟‏ لأن الوقت يعوزني إنْ اخذتُ اروي عن .‏ .‏ .‏ الانبياء الآخرين،‏ الذين بالايمان .‏ .‏ .‏ ‏[عانوا] امتحان السخرية والجلد،‏ فضلا عن القيود والسجون».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٢-‏٣٨‏.‏

      ١١ ان كثيرين من انبياء يهوه قُتلوا بالسيف خلال حكم الملك الشرير اخآ‌ب وزوجته ايزابل.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٤،‏ ١٣؛‏ ١٩:‏١٠‏)‏ ووُضع النبي ارميا في المقطرة وأُلقي لاحقا في جبّ الوحل.‏ (‏ارميا ٢٠:‏١،‏ ٢؛‏ ٣٨:‏٦‏)‏ كما طُرح النبي دانيال في جب الاسود.‏ (‏دانيال ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فقد اضطُهد كل هؤلاء الانبياء في ازمنة ما قبل المسيحية لأنهم دافعوا عن عبادة يهوه النقية.‏ وعديدون منهم اضطُهدوا على ايدي القادة الدينيين اليهود.‏ فقد دعا يسوع الكتبة والفريسيين «ابناء الذين اقترفوا جرائم قتل الانبياء».‏ —‏ متى ٢٣:‏٣١‏.‏

      ١٢ لماذا يشرِّفنا نحن شهود يهوه ان نُضطهد مثل الانبياء في الماضي؟‏

      ١٢ اليوم ايضا،‏ غالبا ما نُضطهد نحن شهود يهوه لأننا غيورون في الكرازة ببشارة الملكوت.‏ ورغم ان أعداءنا يتّهموننا بالهداية الهجومية،‏ فنحن نعرف ان هذا الانتقاد نفسه سبق فوُجِّه الى عبّاد يهوه الامناء الذين قبلنا.‏ (‏ارميا ١١:‏٢١؛‏ ٢٠:‏٨،‏ ١١‏)‏ ويشرِّفنا ان نتألم للسبب عينه الذي تألم من اجله الانبياء الامناء في الماضي.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «ايّها الاخوة،‏ اتّخذوا الانبياء،‏ الذين تكلّموا باسم يهوه،‏ نموذجا لتحمُّل السوء وللصبر.‏ ها نحن نقول:‏ يا لسعادة الذين يحتملون».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      اسباب وجيهة لنكون سعداء

      ١٣ (‏أ)‏ لماذا لا نتثبط من جراء الاضطهاد؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكّننا من الثبات،‏ وعلامَ يدل ذلك؟‏

      ١٣ بدلا من التثبط من جراء الاضطهاد،‏ نحن نتعزى بالفكرة اننا نسير على خطى الانبياء،‏ المسيحيين الاولين،‏ والمسيح يسوع نفسه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ ونحن نستمد اكتفاء عظيما عندما نقرأ كلمات الاسفار المقدسة،‏ مثل الكلمات التالية التي كتبها الرسول بطرس:‏ «ايّها الاحباء،‏ لا تتحيّروا من النار المشتعلة في ما بينكم،‏ التي تصيبكم امتحانا لكم،‏ وكأن امرا غريبا يحلّ بكم.‏ سعداء انتم اذا كنتم تُعيَّرون من اجل اسم المسيح،‏ لأن روح المجد،‏ اي روح اللّٰه،‏ يستقر عليكم».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٢،‏ ١٤‏)‏ فنحن نعرف من اختبارنا الخاص ان ما يمكّننا من الثبات في وجه الاضطهاد هو روح يهوه الذي يستقر علينا ويقوّينا.‏ ودعم الروح القدس هو دليل على بركة يهوه علينا،‏ وهذا ما يجلب لنا سعادة غامرة.‏ —‏ مزمور ٥:‏١٢؛‏ فيلبي ١:‏٢٧-‏٢٩‏.‏

      ١٤ اية اسباب تدعونا الى الفرح عندما نُضطهد من اجل البرّ؟‏

      ١٤ وثمة سبب آخر يوضح لماذا تنتج السعادة من المقاومة والاضطهاد من اجل البرّ.‏ فذلك دليل على اننا نعيش كمسيحيين حقيقيين بتعبد للّٰه.‏ كتب الرسول بولس:‏ «جميع الذين يرغبون في ان يحيوا بتعبد للّٰه في المسيح يسوع سيُضطهدون ايضا».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ وتغمرنا السعادة لأننا نعرف ان محافظتنا على الاستقامة خلال المحن تزوِّد جوابا عن تحدي الشيطان ان مخلوقات يهوه تخدمه بدافع اناني.‏ (‏ايوب ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ كما يفرحنا ان نساهم،‏ ولو مساهمة زهيدة،‏ في تبرئة سلطان يهوه البارّ.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      لنطفر من الفرح بسبب المكافأة العظيمة

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ايّ سبب اعطاه يسوع ‹لنفرح ونطفر من الفرح›؟‏ (‏ب)‏ ما هي المكافأة المخبأة في السموات التي تنتظر المسيحيين الممسوحين،‏ وكيف سيُكافأ ايضا عشراؤهم ‹الخراف الاخر›؟‏

      ١٥ قدّم يسوع سببا آخر يدعونا الى الفرح عندما يجري ذمّنا واضطهادنا مثل الانبياء في الماضي.‏ قال في اختتام كلامه عن الطوبى التاسعة:‏ ‏«افرحوا واطفروا من الفرح،‏ فإن مكافأتكم عظيمة في السموات».‏ (‏متى ٥:‏١٢‏)‏ وكتب الرسول بولس:‏ «اجرة الخطية هي موت،‏ وأما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا».‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ نعم،‏ ان ‹المكافأة العظيمة› هي الحياة.‏ وهذه الحياة ليست اجرة ننالها بجدارتنا،‏ بل هي هبة.‏ وقد قال يسوع ان المكافأة هي «في السموات» لأنها تأتي من عند يهوه.‏

      ١٦ ان الممسوحين ينالون «تاج الحياة»،‏ اي الحياة الخالدة مع المسيح في السماء.‏ (‏يعقوب ١:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ أما ‹الخراف الاخر› ذوو الرجاء الارضي فيتطلعون الى نيل حياة ابدية على ارض فردوسية.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ كشف ٢١:‏٣-‏٥‏)‏ وأعضاء الصفَّين كليهما،‏ صفّ الممسوحين و ‹الخراف الاخر›،‏ لا ينالون ‹المكافأة› بجدارتهم بل نتيجة ‹نعمة يهوه الفائقة› التي دفعت الرسول بولس الى القول:‏ «شكرا للّٰه على هبته التي لا توصف».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٧ لماذا ‹نفرح ونطفر من الفرح› عندما نُضطهد؟‏

      ١٧ كتب الرسول بولس الى المسيحيين،‏ الذين كان البعض منهم سيُضطهد بوحشية على يد الامبراطور نيرون:‏ «لنبتهج ونحن في الضيقات،‏ لأننا نعرف ان الضيق ينتج احتمالا؛‏ والاحتمال حالة مرضية؛‏ والحالة المرضية رجاء،‏ والرجاء لا يؤدي الى خيبة».‏ وقال ايضا:‏ «افرحوا في الرجاء.‏ احتملوا في الضيق».‏ (‏روما ٥:‏٣-‏٥؛‏ ١٢:‏١٢‏)‏ فسواء كان رجاؤنا سماويا او ارضيا،‏ فإن المكافأة التي ننالها لأننا بقينا امناء خلال المحن هي اعظم بكثير مما نستحق.‏ فلا يمكن وصف فرحنا الناجم عن رجائنا بالعيش الى الابد لنخدم ونسبّح ابانا المحب يهوه برئاسة ملكنا يسوع المسيح.‏ فنحن ‹نطفر من الفرح›،‏ اذا جاز التعبير.‏

      ١٨ ماذا نتوقع ان تفعل الامم فيما تقترب النهاية،‏ وماذا سيفعل يهوه؟‏

      ١٨ في بعض البلدان،‏ عانى شهود يهوه الاضطهاد ولا يزالون يعانونه حتى الآن.‏ فقد حذّر يسوع المسيحيين الحقيقيين في نبوته عن اختتام نظام الاشياء:‏ «تكونون مبغضين من جميع الامم من اجل اسمي».‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ ففيما نقترب من النهاية،‏ سيدفع الشيطان الامم الى إظهار بغضها لشعب يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏١٠-‏١٢،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ وسيكون ذلك علامة انه قد حان الوقت ليتَّخذ يهوه الاجراء.‏ فهو يقول في الكتاب المقدس:‏ «اتعظم وأتقدس وأُعرف في عيون امم كثيرة فيعلمون اني انا الرب».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏٢٣‏)‏ فيهوه سيقدِّس اسمه العظيم وينقذ شعبه من الاضطهاد.‏ لذلك ‹سعيد هو الانسان الذي يداوم على الاحتمال›.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٢‏.‏

      ١٩ ماذا ينبغي ان نفعل فيما ننتظر «يوم يهوه» العظيم؟‏

      ١٩ اذ يدنو «يوم يهوه» العظيم اكثر فأكثر،‏ لنفرح لأننا ‹نُحسَب مستحقين ان نهان› من اجل اسم يسوع.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٣؛‏ اعمال ٥:‏٤١‏)‏ وتماما كالمسيحيين الاولين،‏ لنستمر دون انقطاع في ‹التعليم والتبشير بالمسيح› وحكومة ملكوته فيما ننتظر مكافأتنا في عالم يهوه الجديد البارّ.‏ —‏ اعمال ٥:‏٤٢؛‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة