مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كونوا حصّادين فرحين!‏
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • كونوا حصّادين فرحين‏!‏

      ‏«الحصاد كثير،‏ ولكنَّ العمال قليلون.‏ فتوسلوا الى سيد الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده».‏ —‏ متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ١ ماذا يساعدنا ان نثابر على فعل مشيئة اللّٰه؟‏

      عندما نتذكر يوم معموديتنا كخادم ليهوه،‏ سواء مضى عليه سنوات قليلة او كثيرة،‏ يبدو وكأنه حدث البارحة.‏ فقد صار تسبيح يهوه محور حياتنا التي نذرناها له.‏ وإذ اشترينا الوقت المؤاتي لمساعدة الآخرين ان يسمعوا وربما يقبلوا رسالة الملكوت،‏ كانت خدمة يهوه المفرحة اهتمامنا الرئيسي.‏ (‏افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وإلى هذا اليوم،‏ نجد ان الوقت يمضي بسرعة عندما نكون «مشغولين جدا بعمل الرب».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ ورغم اننا نواجه المشاكل،‏ يحثنا فرحنا في فعل مشيئة يهوه على المضي قُدُما.‏ —‏ نحميا ٨:‏١٠‏.‏

      ٢ ماذا يساهم في نيلنا الفرح الذي نختبره في عمل الحصاد المجازي؟‏

      ٢ نحن المسيحيين منهمكون في عمل حصاد مجازي.‏ فقد شبَّه يسوع المسيح تجميع الاشخاص الى الحياة الابدية بحصاد.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وبما اننا نشترك في عمل الحصاد هذا،‏ فمن المشجِّع ان نتأمل الآن في فرح الحصّادين المسيحيين الاولين.‏ لذلك سنراجع ثلاثة عوامل تساهم في نيلنا الفرح الذي نختبره في عمل الحصاد اليوم.‏ وهذه العوامل هي:‏ (‏١)‏ رسالة الرجاء التي ننقلها،‏ (‏٢)‏ النجاح الذي نلقاه عند البحث،‏ و (‏٣)‏ الاعراب عن موقف سلمي كحصّادين.‏

      مُرسَلون للقيام بعمل الحصاد

      ٣ لماذا احسّ أتباع يسوع الاولون بفرح غامر؟‏

      ٣ كم تغيَّرت حياة الحصّادين الاولين،‏ وخصوصا رسل يسوع الامناء الـ‍ ١١،‏ سنة ٣٣ ب‌م يوم ذهبوا الى جبل في الجليل ليقابلوا المسيح المقام!‏ (‏متى ٢٨:‏١٦‏)‏ ولربما كان هنالك في تلك المناسبة «اكثر من خمس مئة اخ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٦‏)‏ وظل يتردَّد في مسامعهم صدى التفويض الذي اعطاهم اياه يسوع.‏ فقد قال لهم:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ورغم الاضطهاد الشديد،‏ احسوا بفرح غامر في عمل الحصاد فيما رأوا جماعات أتباع المسيح تتأسّس في مكان تلو الآخر.‏ وبعد مدة،‏ ‹كان قد كُرز بالبشارة في كل الخليقة التي تحت السماء›.‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ١٦:‏٥‏.‏

      ٤ في اية ظروف أُرسل تلاميذ المسيح؟‏

      ٤ كان يسوع في وقت سابق من خدمته في الجليل قد استدعى رسله الـ‍ ١٢ وأرسلهم خصوصا ليعلنوا انه «قد اقترب ملكوت السموات».‏ (‏متى ١٠:‏١-‏٧‏)‏ وكان هو نفسه قد «اخذ .‏ .‏ .‏ يجول في جميع المدن والقرى [في الجليل]،‏ يعلِّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويبرئ شتى العلل والعاهات».‏ فقد اشفق على الجموع «لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين كخراف لا راعي لها».‏ (‏متى ٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وإذ تأثر جدا،‏ قال لتلاميذه:‏ «ان الحصاد كثير،‏ ولكنَّ العمال قليلون.‏ فتوسَّلوا الى سيد الحصاد [يهوه اللّٰه] ان يرسل عمالا الى حصاده».‏ (‏متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وتكلم في اليهودية ايضا عن الحاجة الى حصّادين عندما لم يتبقَّ من خدمته الارضية سوى ستة اشهر.‏ (‏لوقا ١٠:‏٢‏)‏ وفي المناسبتين كلتيهما،‏ ارسل أتباعه كحصّادين.‏ —‏ متى ١٠:‏٥؛‏ لوقا ١٠:‏٣‏.‏

      رسالة الرجاء التي ننقلها

      ٥ ما هو نوع الرسالة التي ننقلها؟‏

      ٥ نحن،‏ خدام يهوه العصريين،‏ نتجاوب بفرح مع الدعوة الى الصيرورة حصّادين.‏ وأحد العوامل التي تساهم كثيرا في فرحنا هو اننا ننقل رسالة رجاء الى المثبَّطين والمكتئبين.‏ وكرسل يسوع في القرن الاول،‏ نتمتع بامتياز عظيم ان نعلن ‹للمنزعجين والمنطرحين كخراف لا راعي لها› البشارة،‏ التي هي رسالة رجاء حقيقي.‏

      ٦ في ايّ نشاط انهمك الرسل في القرن الاول؟‏

      ٦ بحلول اواسط القرن الاول،‏ كان الرسول بولس مشغولا بالكرازة بالبشارة.‏ وكان عمل حصاده فعّالا حقا.‏ قال وهو يكتب الى المسيحيين في كورنثوس نحو سنة ٥٥ ب‌م:‏ «اعرِّفكم،‏ ايها الاخوة،‏ بالبشارة التي بشَّرتكم بها،‏ وأنتم تسلَّمتموها ايضا،‏ وفيها ايضا تثبتون».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١‏)‏ فقد كان الرسل والمسيحيون الاولون الآخرون حصّادين مجتهدين.‏ ورغم ان الكتاب المقدس لا يخبرنا كم رسولا بقوا احياء وشهدوا الحوادث البالغة الاهمية التي ادّت الى دمار اورشليم سنة ٧٠ ب‌م،‏ نعرف حتما ان الرسول يوحنا كان لا يزال يكرز بعد نحو ٢٥ سنة.‏ —‏ كشف ١:‏٩‏.‏

      ٧،‏ ٨ ما هي رسالة الرجاء التي يعلنها خدام يهوه بإلحاح اكثر من ذي قبل؟‏

      ٧ ثم اتت قرون من سيطرة رجال دين العالم المسيحي،‏ «انسان التعدي على الشريعة» المرتد.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٣‏)‏ ولكن في اواخر القرن الـ‍ ١٩،‏ شرع الذين سعوا الى العيش على انسجام مع تعاليم المسيحية الاصلية بنقل رسالة الرجاء،‏ منادين بالملكوت.‏ وقد تضمن عنوان هذه المجلة،‏ منذ عددها الاول (‏تموز [يوليو] ١٨٧٩)‏،‏ الكلمات التالية:‏ «بشير حضور المسيح»،‏ «بشير ملكوت المسيح»،‏ او «تعلن ملكوت يهوه».‏

      ٨ لقد تأسس ملكوت اللّٰه السماوي برئاسة يسوع المسيح سنة ١٩١٤،‏ ونحن الآن نذيع رسالة الرجاء بإلحاح اكثر من ذي قبل.‏ ولماذا؟‏ لأن بركات حكم الملكوت تتضمن النهاية الوشيكة للنظام الشرير الحاضر.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ فهل من رسالة افضل من هذه؟‏ وهل من فرح اعظم من الاشتراك في إعلان الملكوت قبل اندلاع ‹الضيق العظيم›؟‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      بحث ناجح

      ٩ ايّ ارشاد اعطاه يسوع لتلاميذه،‏ وكيف تجاوب الناس مع رسالة الملكوت؟‏

      ٩ ان العامل الثاني الذي يساهم في فرحنا كحصّادين هو نجاحنا في البحث عن الذين يصيرون تلاميذ وينضمون الينا في عمل الحصاد.‏ قديما في ٣١-‏٣٢ ب‌م،‏ اعطى يسوع تلاميذه هذا الارشاد:‏ «ايّ مدينة او قرية دخلتم،‏ فابحثوا فيها عمَّن هو مستحق».‏ (‏متى ١٠:‏١١‏)‏ لم يكن الجميع مستحقين،‏ كما يظهر من تجاوبهم مع رسالة الملكوت.‏ لكنَّ تلاميذ يسوع كرزوا بالبشارة بغيرة اينما كان الناس موجودين.‏

      ١٠ كيف قام بولس ببحثه عن المستحقين؟‏

      ١٠ بعد موت يسوع وقيامته،‏ استمر البحث عن المستحقين بنشاط.‏ فبولس كان يحاجّ اليهود في مجمعهم والناس في ساحة السوق في اثينا.‏ وعندما اعطى الشهادة في أريوس باغوس في تلك المدينة اليونانية،‏ فإن «اناسا انضموا اليه وصاروا مؤمنين،‏ ومنهم ديونيسيوس،‏ قاضٍ في محكمة أريوس باغوس،‏ وامرأة اسمها دامرس،‏ وآخرون معهما».‏ وحيثما ذهب بولس،‏ كان مثاليا ايضا في الكرازة «علانية ومن بيت الى بيت».‏ —‏ اعمال ١٧:‏١٧،‏ ٣٤؛‏ ٢٠:‏٢٠‏.‏

      ١١ اية اساليب للقيام بالخدمة استُخدمت قبل سنوات؟‏

      ١١ في العقود الاخيرة من القرن الـ‍ ١٩،‏ انهمك المسيحيون الممسوحون بجرأة في البحث عن المستحقين.‏ ففي مقالة بعنوان «ممسوحون للكرازة»،‏ قالت برج مراقبة زيون،‏ عدد تموز (‏يوليو)‏/‏آب (‏اغسطس)‏ ١٨٨١ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الكرازة بالبشارة .‏ .‏ .‏ تستمر ‹للودعاء› —‏ المستعدين والذين بإمكانهم الاصغاء،‏ لكي يؤلِّفوا جسد المسيح،‏ الحكام المعاونين».‏ وكثيرا ما كان الحصّادون يلتقون الناس وهم يغادرون الكنيسة بعد انتهاء القداس ويعطونهم نشرات تحتوي على رسالة من الاسفار المقدسة مصمَّمة لحثّ المستحقين على التجاوب.‏ وبعد إعادة تقييم فعّالية اسلوب الشهادة هذا،‏ حثّت برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايار (‏مايو)‏ ١٩٠٣ (‏بالانكليزية)‏،‏ الحصّادين على توزيع النشرات ‏«من بيت الى بيت،‏ ايام الآحاد قبل الظهر».‏

      ١٢ كيف زدنا من فعّالية عملنا الكرازي؟‏ أوضحوا.‏

      ١٢ في السنوات الاخيرة،‏ وسَّعنا خدمتنا بالتحدث الى الناس في اماكن تواجدهم خارج منازلهم.‏ وقد تبيَّنت فعّالية هذا الاسلوب في البلدان حيث يكون الناس خارج منازلهم عندما نزورهم عادة إما بسبب الظروف الاقتصادية او الاستجمام.‏ مثلا،‏ في انكلترا،‏ عندما رأت شاهدة ورفيقتها في الخدمة الزائرين يغادرون تِباعًا بالباص بعد ان قضوا النهار على الشاطئ،‏ استجمعتا الجرأة لركوب الباصات وتقديم نسخ من برج المراقبة و استيقظ!‏ للركاب.‏ فوزَّعتا في شهر واحد ٢٢٩ نسخة.‏ قالتا:‏ «لا نخاف من الشهادة على الشواطئ،‏ في المقاطعة التجارية،‏ او من اية مصاعب قد تعترض طريقنا لأننا نعرف ان يهوه معنا دائما».‏ وقد اسَّستا جولة مجلات،‏ ابتدأتا بدرس في الكتاب المقدس،‏ وشاركتا في خدمة الفتح الاضافي.‏

      ١٣ اية تعديلات في خدمتنا هي لازمة الآن في بعض الاماكن؟‏

      ١٣ فيما يستمر البحث عن المستحقين،‏ قد تتطلب خدمتنا في بعض الاماكن إعادة تقييم دقيقة.‏ فرغم ان شهودا كثيرين اعتادوا الاشتراك في الكرازة من بيت الى بيت ايام الآحاد صباحا،‏ فقد وجدوا ان هنالك بعض المناطق حيث تكون زيارة الناس في بيوتهم في وقت باكر غير فعّالة كثيرا لأنهم قد يكونون نائمين.‏ فيعدِّل شهود كثيرون برنامجهم ويقومون ببحثهم في وقت لاحق من النهار،‏ ربما بعد الاجتماعات المسيحية.‏ وقد تبيَّن ان بحثا كهذا مثمر.‏ ففي السنة الماضية ارتفعت نسبة عدد المنادين بالملكوت حول العالم ٣‏,٢ في المئة.‏ وهذا يجلب الاكرام لسيد الحصاد والفرح لقلوبنا.‏

      حافظوا على السلام خلال القيام بعمل الحصاد

      ١٤ بأيّ موقف نقدِّم رسالتنا،‏ ولماذا؟‏

      ١٤ والسبب الآخر لفرحنا يتعلق بالإعراب عن موقف سلمي خلال القيام بعمل الحصاد.‏ قال يسوع:‏ «حين تدخلون البيت سلِّموا على اهله؛‏ فإنْ كان البيت مستحقا،‏ فليأتِ سلامكم عليه».‏ (‏متى ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ تنقل هذه التحية العبرانية والتعبير المناظر لها بيونانية الكتاب المقدس فكرة ‹ليحالفك التوفيق›.‏ وهذا الموقف هو الذي يوجِّه محادثاتنا مع الناس عندما نكرز بالبشارة.‏ ونحن نرجو ان يتجاوبوا مع رسالة الملكوت.‏ فالذين يتجاوبون لديهم رجاء المصالحة مع اللّٰه اذ يتوبون عن خطاياهم،‏ يرجعون،‏ ويفعلون مشيئته.‏ والسلام مع اللّٰه يؤدي،‏ بدوره،‏ الى حياة ابدية.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ اعمال ٣:‏١٩؛‏ ١٣:‏٣٨،‏ ٤٨؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      ١٥ كيف يمكن ان نحافظ على موقف سلمي عندما يكون التجاوب غير مؤاتٍ مع عملنا الكرازي؟‏

      ١٥ وكيف نحافظ على سلامنا عندما لا يكون التجاوب مؤاتيا؟‏ قال يسوع:‏ «إن لم يكن [البيت] مستحقا،‏ فليعُدْ سلامكم اليكم».‏ (‏متى ١٠:‏١٣‏)‏ وتتضمن رواية لوقا عن إرسال التلاميذ الـ‍ ٧٠ عبارةَ يسوع:‏ «إنْ كان هناك ابن سلام،‏ يحلّ سلامكم عليه.‏ وإلا فيعود اليكم».‏ (‏لوقا ١٠:‏٦‏)‏ فمن الملائم ان نخبر الناس بالبشارة بأسلوب ودّي وسلمي.‏ وإذا لمسنا في تجاوب صاحب البيت اللامبالاة او التذمر،‏ او اذا وجّه الينا ملاحظات فظة،‏ فسيجعل ذلك رسالتنا السلمية ‹تعود الينا›.‏ ولكن لن يسلبنا ايّ من هذه الامور السلام،‏ الذي هو ثمرة من ثمار روح يهوه القدس.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      هدف جيد للحصّادين

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ما هو هدفنا عند القيام بالزيارات المكررة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نساعد الذين لديهم اسئلة من الكتاب المقدس؟‏

      ١٦ يسرّنا نحن الحصّادين ان نشترك في تجميع الناس الى الحياة الابدية.‏ وكم عظيم هو فرحنا عندما يتجاوب شخص كرزنا له،‏ يرغب في التعلم اكثر،‏ ويبرهن انه «ابن سلام»!‏ فربما لديه اسئلة كثيرة من الكتاب المقدس ونجد انه من المستحيل الاجابة عنها في زيارة واحدة.‏ وبما ان البقاء لديه وقتا طويلا في الزيارة الاولى غير مناسب،‏ فماذا يمكننا ان نفعل؟‏ يمكن ان نضع هدفا كذاك الذي أُوصي به منذ نحو ٦٠ سنة.‏

      ١٧ «ينبغي ان يكون شهود يهوه جميعهم على استعداد لعقد دروس نموذجية في الكتاب المقدس».‏ ظهرت هذه العبارة في الجزء الثالث من سلسلة كراريس تحتوي على الارشاد بعنوان الدرس النموذجي (‏بالانكليزية)‏،‏ صدرت من سنة ١٩٣٧ الى سنة ١٩٤١.‏ ومضى الكراس يقول:‏ «ينبغي ان يكون جميع ناشري [الملكوت] مجتهدين في مساعدة اناس الرضى الذين يُظهِرون الاهتمام برسالة الملكوت بكل طريقة ممكنة.‏ وينبغي عقد الزيارات [المكررة] مع هؤلاء الاشخاص،‏ مجيبين عن الاسئلة المتنوعة .‏ .‏ .‏،‏ ثم الابتداء بدرس نموذجي في الكتاب المقدس .‏ .‏ .‏ بأسرع ما يمكن».‏ نعم،‏ ان هدفنا في الزيارات المكررة هو الابتداء بدرس بيتي في الكتاب المقدس وعقده قانونيا.‏a والموقف الوديّ والاهتمام الحبي بالشخص المهتم يدفعاننا الى الاستعداد جيدا وإدارة الدرس بفعّالية.‏

      ١٨ كيف يمكن ان نساعد الجدد ان يصيروا تلاميذ ليسوع المسيح؟‏

      ١٨ بمساعدة كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية وكراسات مثل ماذا يطلب اللّٰه منا؟‏،‏ يمكن ان نعقد دروسا بيتية فعّالة في الكتاب المقدس وبذلك نشترك في مساعدة المهتمين حديثا ان يصيروا تلاميذ.‏ وإذ نسعى الى الاقتداء بالمعلم الكبير،‏ يسوع المسيح،‏ يتعلم تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء على الارجح ايضا من موقفنا السلمي الفرِح،‏ اخلاصنا،‏ واحترامنا لمقاييس يهوه وإرشاداته.‏ وعندما نساعد الجدد بالاجابة عن اسئلتهم،‏ لنفعل كل ما في وسعنا لتعليمهم كيف يجيبون هم ايضا عن هذه الاسئلة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وكحصّادين مجازيين،‏ يُفرِحنا ان يُعقَد ما معدله ٦٣١‏,٧٦٦‏,٤ درسا بيتيا في الكتاب المقدس حول العالم في سنة الخدمة الماضية.‏ ونحن نفرح خصوصا اذا كنا شخصيا بين الحصّادين الذين يشتركون في نشاط عقد الدروس البيتية في الكتاب المقدس.‏

      ابقوا فرحين في الحصاد

      ١٩ لماذا كانت هنالك اسباب وجيهة للفرح في الحصاد خلال خدمة يسوع وبُعيد ذلك؟‏

      ١٩ كانت هنالك اسباب وجيهة للفرح في الحصاد خلال خدمة يسوع وبُعيد ذلك.‏ فقد تجاوب كثيرون مع البشارة آنذاك.‏ وكان الفرح عظيما،‏ وخصوصا يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ لأن نحو ٠٠٠‏,٣ شخص قبلوا توجيه بطرس،‏ نالوا روح يهوه القدس،‏ وصاروا جزءا من امة اللّٰه،‏ اسرائيل الروحي.‏ وقد ظل عددهم يتزايد وفرحهم يكثر فيما «استمر يهوه يوميا يضمّ اليهم الذين يخلصون».‏ —‏ اعمال ٢:‏٣٧-‏٤١،‏ ٤٦،‏ ٤٧؛‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ٢٠ ماذا يجلب لنا فرحا كبيرا في عمل حصادنا؟‏

      ٢٠ لقد تبيَّنت آنذاك صحة نبوة اشعيا:‏ «أكثرتَ [يا يهوه] الامة عظَّمتَ لها الفرح.‏ يفرحون امامكَ كالفرح في الحصاد.‏ كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة».‏ (‏اشعياء ٩:‏٣‏)‏ ورغم اننا نرى اليوم ان ‹الامة الكثيرة› من الممسوحين قد اكتملت،‏ فإن فرحنا كبير فيما نشهد ازدياد عدد الحصّادين الآخرين سنة تلو الاخرى.‏ —‏ مزمور ٤:‏٧؛‏ زكريا ٨:‏٢٣؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ٢١ ماذا سنناقش في المقالة التالية؟‏

      ٢١ لدينا بالتأكيد اسباب وجيهة للبقاء فرحين في عمل الحصاد.‏ فرسالة الرجاء التي ننقلها،‏ بحثنا عن المستحقين،‏ وموقفنا السلمي كلها عوامل تجلب الفرح لنا نحن الحصّادين.‏ لكنها بالمقابل تجعل كثيرين يتجاوبون تجاوبا غير مؤات.‏ وهذا ما حدث مع الرسول يوحنا.‏ فقد سُجن في جزيرة بطمس «لأجل التكلم عن اللّٰه والشهادة ليسوع».‏ (‏كشف ١:‏٩‏)‏ فكيف يمكننا المحافظة على فرحنا عندما نواجه الاضطهاد والمقاومة؟‏ وماذا يساعدنا على تحمل الموقف المتصلب الذي يظهره كثيرون ممَّن نكرز لهم الآن؟‏ تقدِّم مقالتنا التالية مساعدة من الاسفار المقدسة للاجابة عن هذين السؤالين.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في البداية،‏ نُظِّمت الدروس في اماكن يمكن ان تجتمع فيها فرق من الاشخاص المهتمين.‏ ولكن سرعان ما صارت الدروس تُعقَد مع الافراد والعائلات.‏ —‏ انظروا شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه،‏ الصفحة ٥٧٤‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

  • واظبوا على عمل الحصاد!‏
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • واظبوا على عمل الحصاد!‏

      ‏«الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج».‏ —‏ مزمور ١٢٦:‏٥‏.‏

      ١ لماذا يجب ان ‹نتوسل الى سيد الحصاد ان يرسل عمّالا الى حصاده› اليوم؟‏

      بعد جولة يسوع المسيح الكرازية الثالثة في الجليل،‏ قال لتلاميذه:‏ «ان الحصاد كثير،‏ ولكنَّ العمال قليلون».‏ (‏متى ٩:‏٣٧‏)‏ وكان الوضع مماثلا في اليهودية.‏ (‏لوقا ١٠:‏٢‏)‏ وبما ان هذا الوضع كان قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ فما هي الحالة اليوم؟‏ خلال سنة الخدمة الماضية،‏ واظب اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦ شاهد ليهوه على عمل الحصاد المجازي بين سكان العالم البالغ عددهم ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦،‏ الذين كثيرون منهم ‹منزعجون ومنطرحون كخراف لا راعي لها›.‏ لذلك فإن حضّ يسوع ان ‹نتوسل الى سيد الحصاد ان يرسل عمّالا الى حصاده› هو ساري المفعول الآن كما كان قبل قرون.‏ —‏ متى ٩:‏٣٦،‏ ٣٨‏.‏

      ٢ ماذا يلفت انتباه الناس الينا؟‏

      ٢ لقد استجاب يهوه اللّٰه،‏ سيد الحصاد،‏ هذا الطلب ان يرسل المزيد من العمّال.‏ وما اعظم الفرح الناتج عن الاشتراك في عمل الحصاد هذا الذي يوجِّهه اللّٰه!‏ ورغم ان عددنا قليل بالمقارنة مع الامم،‏ فإن اشتراكنا الغيور في الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة يلفت انتباه العالم الينا.‏ ففي بلدان عديدة،‏ كثيرا ما تتحدث عنا وسائل الاعلام.‏ وعندما يُقرَع الباب في مسلسل تلفزيوني،‏ قد يُعلَّق بهذه العبارة:‏ ‹انهم شهود يهوه›.‏ نعم،‏ ان نشاطنا المسيحي كحصّادين مجازيين مشهور جدا في القرن الـ‍ ٢١.‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف نعرف ان عمل الكرازة بالملكوت قد لوحظ في القرن الاول؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان الملائكة تدعم خدمتنا؟‏

      ٣ لاحظ العالم ايضا عمل الكرازة بالملكوت في القرن الاول واضطهد المنادين بالبشارة.‏ كتب الرسول بولس:‏ «يبدو لي ان اللّٰه جعلنا،‏ نحن الرسل،‏ آخرين في العرض كأننا معيَّنون للموت،‏ لأننا صرنا مشهدا مسرحيا للعالم والملائكة والناس».‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٩‏)‏ كذلك،‏ فإن مثابرتنا كمنادين بالملكوت رغم الاضطهاد تلفت انتباه العالم الينا وتهمّ الملائكة.‏ يقول الرسول يوحنا في الكشف ١٤:‏٦‏:‏ «رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء،‏ ومعه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض،‏ وكل امة وقبيلة ولسان وشعب».‏ نعم،‏ نحن نحظى بدعم الملائكة في خدمتنا —‏ عمل الحصاد الذي نقوم به!‏ —‏ عبرانيين ١:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ‏‹مُبغَضون›‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ايّ تحذير اعطاه يسوع لتلاميذه؟‏ (‏ب)‏ لماذا خدام اللّٰه العصريون ‹مُبغَضون›؟‏

      ٤ عندما أُرسل رسل يسوع كحصّادين،‏ اصغوا الى ارشاده ان يكونوا «حذرين كالحيات،‏ وأبرياء كالحمام».‏ وأضاف يسوع:‏ «احترسوا من الناس؛‏ فإنهم سيسلمونكم الى المحاكم المحلية،‏ ويجلدونكم في مجامعهم.‏ وتُساقون امام حكام وملوك من اجلي،‏ شهادة لهم وللامم.‏ .‏ .‏ .‏ وتكونون مُبغَضين من الجميع من اجل اسمي؛‏ ولكن الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ —‏ متى ١٠:‏١٦-‏٢٢‏.‏

      ٥ نحن ‹مُبغَضون› اليوم لأن ‹العالم كله تحت سلطة الشرير›،‏ الشيطان ابليس،‏ العدو الرئيسي للّٰه وشعبه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ فأعداؤنا يرون ازدهارنا الروحي ولكنهم يرفضون ان ينسبوا ذلك الى يهوه.‏ ويرى المقاومون وجوهنا السعيدة المبتسمة فيما نشترك بفرح في عمل الحصاد،‏ وتدهشهم وحدتنا.‏ وقد يعترفون بذلك على مضض عندما يسافرون الى بلد آخر ويجدون ان شهود يهوه يقومون بالعمل عينه الذي يجري في بلدهم.‏ وطبعا،‏ نحن نعرف ان يهوه،‏ داعمنا ومصدر وحدتنا،‏ سيُعرَف في الوقت المعيَّن حتى عند اعدائنا.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏١٠-‏١٢،‏ ٢٣‏.‏

      ٦ ايّ تأكيد لدينا فيما ننهمك في عمل الحصاد،‏ ولكن ايّ سؤال ينشأ؟‏

      ٦ لقد دفع سيد الحصاد الى ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ «كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ وهكذا،‏ يستخدم يهوه يسوع لتوجيه عمل الحصاد بواسطة الملائكة السماويين و «العبد الامين الفطين» الممسوح هنا على الارض.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ كشف ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولكن كيف يمكن ان نحتمل مقاومة الاعداء ونحافظ على فرحنا فيما نواظب على عمل الحصاد؟‏

      ٧ ايّ موقف ينبغي ان نسعى الى المحافظة عليه عندما نُقاوَم او نُضطَهد؟‏

      ٧ عندما نواجه المقاومة او حتى الاضطهاد المباشر،‏ لنطلب مساعدة اللّٰه لكي نحافظ على موقف كموقف بولس.‏ كتب:‏ «نُشتَم فنبارِك؛‏ نُضطَهد فنتحمل؛‏ تُشوَّه سمعتنا فنتوسل».‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وموقفنا هذا مع لباقتنا في الخدمة العلنية يغيِّران احيانا موقف مقاومينا.‏

      ٨ ايّ طمأنة نستمدها من كلمات يسوع المسجلة في متى ١٠:‏٢٨‏؟‏

      ٨ حتى التهديد بالموت لا يمكن ان يخمد غيرتنا كحصّادين.‏ فنحن ننادي بشجاعة برسالة الملكوت علنا قدر الامكان.‏ ونستمد التشجيع من كلمات يسوع المطمئنة:‏ «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها؛‏ بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنا».‏ (‏متى ١٠:‏٢٨‏)‏ ونحن نعرف ان ابانا السماوي هو مانح الحياة ويكافئ الذين يحافظون على الاستقامة ويواظبون بأمانة على عمل الحصاد.‏

      رسالة تنقذ الحياة

      ٩ كيف تجاوب البعض مع كلمات حزقيال،‏ وكيف يحدث امر مماثل اليوم؟‏

      ٩ عندما اعلن النبي حزقيال بجرأة رسائل يهوه ‹للامتين المتمردتين›،‏ مملكة اسرائيل ومملكة يهوذا،‏ سُرّ بعض الاشخاص بسماع اقواله.‏ (‏حزقيال ٢:‏٣‏)‏ قال يهوه:‏ «ها انت لهم كشعر اشواق لجميل الصوت يحسن العزف».‏ (‏حزقيال ٣٣:‏٣٢‏)‏ فرغم ان كلمات حزقيال اعجبتهم،‏ لم يعملوا بها.‏ وما هو الوضع اليوم؟‏ عندما تعلن البقية الممسوحة وعشراؤهم بشجاعة رسائل يهوه،‏ يحب البعض السماع عن بركات الملكوت.‏ ولكنهم لا يقدِّرونها ويصيرون تلاميذ ويشاركون في عمل الحصاد.‏

      ١٠،‏ ١١ اية وسائل استُخدمت لإعلان رسالتنا التي تنقذ الحياة في النصف الاول من القرن العشرين،‏ وبأية نتائج؟‏

      ١٠ من ناحية اخرى،‏ يتجاوب كثيرون مع عمل الحصاد ويشتركون في إعلان رسائل اللّٰه.‏ مثلا،‏ خلال سلسلة من المحافل المسيحية من سنة ١٩٢٢ الى سنة ١٩٢٨،‏ أُعلنت رسائل دينونة على نظام اشياء الشيطان الشرير.‏ وقد أُذيعت رسائل الشجب هذه على محطات الراديو.‏ ثم وزَّع شعب اللّٰه منها ملايين النسخ المطبوعة.‏

      ١١ في اواخر ثلاثينات القرن العشرين،‏ افتُتح شكل آخر لعمل الشهادة:‏ المسيرات الاعلامية.‏ في البداية،‏ كان شعب يهوه يلبسون لوحات اعلانات للإعلان عن خطابات عامة.‏ لاحقا،‏ صاروا يحملون لوحات اعلانات عليها شعارات مثل:‏ «الدين شرك وخدعة» و «اخدموا اللّٰه والمسيح الملك».‏ وعندما كانوا يمشون في الشوارع،‏ كانوا يلفتون انتباه المارة.‏ علَّق اخ كان يشترك دائما في هذا العمل في الشوارع الناشطة في لندن،‏ انكلترا:‏ ‹ساهم ذلك مساهمة كبيرة في تسليط الاضواء على شهود يهوه وفي منحهم الجرأة›.‏

      ١٢ إضافة الى رسائل دينونة اللّٰه،‏ ماذا ابرزنا في خدمتنا،‏ ومَن يتَّحدون اليوم في الكرازة بالبشارة؟‏

      ١٢ فيما نعلن رسائل دينونة اللّٰه،‏ نُبرِز ايضا الاوجه الايجابية لرسالة الملكوت.‏ وشهادتنا الجريئة على المسرح العالمي تساعدنا على البحث عن المستحقين.‏ (‏متى ١٠:‏١١‏)‏ فمعظم الاعضاء الاخيرين من صف الممسوحين تجاوبوا مع الدعوة الملحّة الى الحصاد خلال عشرينات وثلاثينات القرن العشرين.‏ ثم،‏ في محفل سنة ١٩٣٥،‏ أُذيعت الاخبار الرائعة عن مستقبل مبارَك على ارض فردوسية ‹لجمع كثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهم يصغون الى رسائل دينونة اللّٰه ويتَّحدون بالممسوحين في الكرازة بالبشارة التي تنقذ الحياة.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ اية تعزية نستمدها من المزمور ١٢٦:‏٥،‏ ٦‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث اذا استمررنا نزرع ونسقي؟‏

      ١٣ ان الكلمات في المزمور ١٢٦:‏٥،‏ ٦ هي خير تعزية لحصّادي اللّٰه،‏ وخصوصا الذين يعانون الاضطهاد.‏ انها تقول:‏ «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.‏ الذاهب ذهابا بالبكاء حاملا مبذر الزرع مجيئا يجيء بالترنم حاملا حزمه».‏ وكلمات صاحب المزمور هذه عن الزرع والحصاد توضح عناية يهوه وبركته على البقية التي عادت من الاسر في بابل القديمة.‏ فرغم انهم كانوا سعداء جدا عند إطلاقهم،‏ فلربما بكوا عندما زرعوا في الارض المقفرة التي لم تُستثمر طوال السنوات الـ‍ ٧٠ التي قضوها في السبي.‏ لكنَّ الذين مضوا قُدُما في زرعهم وبنائهم تمتعوا بالثمر والاكتفاء الناجم عن عملهم.‏

      ١٤ نحن ايضا قد نذرف الدموع عندما نكون تحت التجربة او عندما نتألم نحن او رفقاؤنا المؤمنون من اجل البر.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٤‏)‏ وفي عمل الحصاد الذي نقوم به،‏ قد نواجه الصعوبات في البداية لأننا قد لا نملك كما يبدو شيئا كبرهان على نجاح جهودنا في الخدمة.‏ ولكن اذا استمررنا نزرع ونسقي،‏ فإن اللّٰه سيُنمي،‏ وغالبا اكثر مما نتوقع.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٦‏)‏ وهذا ما تدل عليه نتائج توزيعنا الكتب المقدسة والمطبوعات المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏

      ١٥ أعطوا مثالا لفائدة المطبوعات المسيحية في عمل الحصاد.‏

      ١٥ خذوا على سبيل المثال ما حدث مع جيم.‏ عندما ماتت امه،‏ وجد بين ممتلكاتها نسخة من كتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏.‏a فقرأه بشغف.‏ وعندما اقتربت منه شاهدة في الطريق وتحدثت معه،‏ وافق ان تزوره،‏ مما ادى الى درس في الكتاب المقدس.‏ وقد احرز تقدما روحيا سريعا،‏ نذر نفسه ليهوه،‏ واعتمد.‏ وتحدث مع افراد عائلته عما تعلّمه،‏ فصارت اخته وأخوه من شهود يهوه.‏ ونال لاحقا امتياز الخدمة كمتطوع كامل الوقت في بيت ايل في لندن.‏

      مُضطَهدون ولكن فرحون

      ١٦ (‏أ)‏ ما سبب النجاح في عمل الحصاد؟‏ (‏ب)‏ ايّ تحذير اعطاه يسوع في ما يتعلق بتأثير البشارة،‏ ولكن بأيّ موقف نتحدث الى الناس؟‏

      ١٦ ما هو سبب هذا النجاح في عمل الحصاد؟‏ اصغاء المسيحيين الممسوحين وعشرائهم الى ارشادات يسوع:‏ «ما اقوله لكم في الظلام قولوه في النور؛‏ وما تسمعونه همسا اكرزوا به عن السطوح».‏ (‏متى ١٠:‏٢٧‏)‏ ولكن يجب توقع المصاعب،‏ لأن يسوع حذَّر:‏ «سيسلم الاخ اخاه الى الموت،‏ والاب ولده،‏ ويقوم الاولاد على والديهم ويميتونهم».‏ وقال يسوع ايضا:‏ «لا تظنوا اني جئت لأضع سلاما في الارض؛‏ ما جئت لأضع سلاما،‏ بل سيفا».‏ (‏متى ١٠:‏٢١،‏ ٣٤‏)‏ لم يكن في نية يسوع ان يقسِّم العائلات.‏ لكنَّ هذا ما فعلته البشارة احيانا.‏ ويصح الامر نفسه اليوم في خدام اللّٰه.‏ فعندما نزور العائلات،‏ لا يكون في نيتنا ان نسبِّب الشقاق فيها.‏ فرغبتنا هي ان يعتنق الجميع البشارة.‏ لذلك نحاول ان نتحدث الى كل افراد العائلة بلطف وتعاطف،‏ مما يجعل رسالتنا جذابة ‹للميالين بالصواب الى الحياة الابدية›.‏ —‏ اعمال ١٣:‏٤٨‏.‏

      ١٧ كيف يكون مؤيّدو سلطان اللّٰه مميَّزين،‏ وما هو احد الامثلة على ذلك؟‏

      ١٧ ان رسالة الملكوت تجعل الذين يؤيدون سلطان اللّٰه مميَّزين.‏ خذوا على سبيل المثال كيف برز رفقاؤنا العبّاد كأشخاص مختلفين في ايام الاشتراكية القومية في المانيا لأنهم ‹اوفوا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه›.‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٥‏)‏ فبالتباين مع القادة الدينيين والمسيحيين الاسميين التابعين لكنائس العالم المسيحي،‏ بقي خدام يهوه ثابتين في رفضهم انتهاك مبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤؛‏ متى ٤:‏١٠؛‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ قالت الپروفسورة كريستين كينڠ،‏ مؤلفة كتاب الدولة النازية والاديان الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «فقط ضد الشهود كانت الحكومة [النازية] غير ناجحة،‏ لأنه على الرغم من انها قتلت الآلاف،‏ تقدم العمل وفي ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٥ كانت حركة شهود يهوه لا تزال ناشطة،‏ في حين ان الاشتراكية القومية لم تكن كذلك».‏

      ١٨ ايّ موقف يعرب عنه شعب يهوه رغم الاضطهاد؟‏

      ١٨ ان موقف شهود يهوه في وجه الاضطهاد جدير بالملاحظة حقا.‏ ففي حين ان ايماننا قد يؤثر في السلطات الدنيوية،‏ فهم يندهشون من عدم احساسنا بالحقد او الضغينة.‏ مثلا،‏ كثيرا ما يعبِّر الشهود الناجون من المحرقة عن فرحهم وسرورهم عندما يتذكرون ما حصل معهم.‏ فهم يعرفون ان يهوه اعطاهم «القدرة التي تفوق ما هو عادي».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ والممسوحون الذين بيننا لديهم التأكيد ان ‹اسماءهم قد كُتبت في السموات›.‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٠‏)‏ واحتمالهم ينتج رجاء لا يؤدي الى خيبة.‏ والحصّادون الامناء ذوو الرجاء الارضي لديهم ايضا اقتناع مماثل.‏ —‏ روما ٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ثابروا على عمل الحصاد

      ١٩ اية وسائل فعّالة تُستخدَم في الخدمة المسيحية؟‏

      ١٩ لن نعرف الى متى سيسمح لنا يهوه بالانهماك في عمل الحصاد المجازي إلا في وقت لاحق.‏ وفي هذه الاثناء،‏ ينبغي ان نتذكر ان الحصّادين لديهم اساليب معيّنة لإنجاز عملهم.‏ ويمكن ان نتأكد ان استخدامنا بأمانة الطرائق المجرَّبة سابقا هو فعّال.‏ قال بولس للرفقاء المسيحيين:‏ ‹اناشدكم:‏ كونوا مقتدين بي›.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٦‏)‏ عندما التقى بولس شيوخ افسس في ميليتُس،‏ ذكَّرهم بأنه لم يمسك عن تعليمهم «علانية ومن بيت الى بيت».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ كان رفيق بولس،‏ تيموثاوس،‏ قد تعلَّم الاساليب التي استخدمها الرسول ولذلك كان بإمكانه ان يعرِّف الكورنثيين بها.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٧‏)‏ وقد بارك اللّٰه اساليب بولس التعليمية،‏ تماما كما سيبارك مثابرتنا على الكرازة بالبشارة علانية من بيت الى بيت،‏ في الزيارات المكررة،‏ في الدروس البيتية في الكتاب المقدس،‏ وأينما يمكن ايجاد الناس.‏ —‏ اعمال ١٧:‏١٧‏.‏

      ٢٠ كيف اشار يسوع الى انه ستكون هنالك وفرة من الحصاد الروحي،‏ وكيف تبينت صحة ذلك في السنوات الاخيرة؟‏

      ٢٠ بعد الشهادة للمرأة السامرية قرب سوخار سنة ٣٠ ب‌م،‏ تحدث يسوع عن الحصاد الروحي.‏ قال لتلاميذه:‏ «ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول،‏ انها قد ابيضت للحصاد.‏ ومنذ الآن الحاصد يأخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية،‏ لكي يفرح الزارع والحاصد معا».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ فلربما كان يسوع قد رأى نتيجة محادثته مع المرأة السامرية،‏ لأن كثيرين آمنوا به بسبب شهادتها.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٩‏)‏ وفي السنوات الاخيرة،‏ رفعت بلدان عديدة القيود عن شهود يهوه او منحتهم الاعتراف الشرعي،‏ مما فتح حقولا جديدة للحصاد.‏ وقد ادّى ذلك الى وفرة من الحصاد الروحي.‏ وحول العالم،‏ تُغدَق علينا بركات سخية فيما نستمر في الانهماك بفرح في الحصاد الروحي.‏

      ٢١ لماذا لدينا سبب لنواظب بفرح على عمل الحصاد؟‏

      ٢١ عندما تنضج الغلة وتكون جاهزة للحصاد،‏ يجب ان يعمل الحصّادون بإلحاح ودون تأخير.‏ واليوم،‏ يلزم ان نعمل باجتهاد وبشعور بالالحاح لأننا نعيش في «وقت النهاية».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ نعم،‏ نحن نواجه التجارب،‏ ولكن هنالك حصاد من عبّاد يهوه اكبر بكثير من قبل.‏ لذلك الآن هو الوقت للفرح.‏ (‏اشعياء ٩:‏٣‏)‏ فلنواظب اذًا،‏ نحن الحصّادين الفرحين،‏ على عمل الحصاد!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a إصدار وتوزيع شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة