-
المسيح يقود جماعته بشكل فعّالبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
المسيح يقود جماعته بشكل فعّال
«اله ربنا يسوع المسيح . . . إياه جعل رأسا فوق كل شيء (للجماعة).» — افسس ١:١٧، ٢٢.
١ كيف يمكن ان يجيب اعضاء كنائس العالم المسيحي عن السؤال، ‹من هو قائدكم؟› ولكن كيف يجيب شهود يهوه؟
شهود يهوه لا يعترفون بأيّ انسان قائدا لهم. وليس لبنيتهم التنظيمية أيّ معادل لبابا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، او لبطاركة الكنائس الارثوذكسية الشرقية، او قادة الكنائس والطوائف الاخرى للعالم المسيحي. فولاؤهم هو ليسوع المسيح، رأس الجماعة المسيحية، الذي قال: «(قائدكم) واحد المسيح.» — متى ٢٣:١٠.
٢ لماذا يعترف شهود يهوه بالمسيح رأسا للجماعة المسيحية، ولكن اية اسئلة يمكن ان تُطرح؟
٢ في يوم الخمسين شهد الرسول بطرس: «داود لم يصعد الى السموات. وهو نفسه يقول قال (يهوه) لربي اجلس عن يميني حتى أضع اعداءك موطئا لقدميك. فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل أنّ اللّٰه جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا.» (اعمال ٢:٣٤-٣٦) ولكن فيما نعترف بأن يسوع في السنة ٣٣ بم جُعل رباً ورأسا للجماعة، هل نميل الى التفكير فيه جالسا بشكل غير فعّال عن يمين يهوه منتظرا تتويجه في السنة ١٩١٤؟ وهل ندرك تماما ان المسيح من البداية قاد جماعته بشكل فعّال؟
الوسائل الالهية للحكم بشكل فعّال
٣ ماذا وعد يسوع بإرساله الى تلاميذه، وكيف نعرف انه لم يكن يتكلم عن شخص؟
٣ قال يسوع لرسله الامناء في الليلة التي سبقت موته: «إنه خير لكم ان انطلق. لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزّي. ولكن ان ذهبت ارسله اليكم.» (يوحنا ١٦:٧) فقد كان سيرسل لا شخصا بل قوة فعّالة. وقد اوضح ذلك قبيل صعوده الى السماء، قائلا لتلاميذه المجتمعين: «ارسل اليكم (ذاك الذي يعد به) ابي. فأقيموا في مدينة اورشليم الى ان تُلبَسوا قوة من الاعالي.» — لوقا ٢٤:٤٩.
٤ كيف استُخدم الروح القدس من يوم الخمسين فصاعدا؟
٤ بقي تلاميذ يسوع الامناء في منطقة اورشليم حتى يوم الخمسين. وفي ذلك اليوم ‹امتلأوا من الروح القدس،› حسب الموعد. شهد بطرس: «وإذ ارتفع [يسوع] بيمين اللّٰه واخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي انتم الآن تبصرونه وتسمعونه.» (اعمال ٢:٤، ٣٣) وبهذه الطريقة وَلد يهوه هؤلاء المسيحيين الاولين ابناء روحيين له. (غلاطية ٤:٦) وأيضا تسلَّم يسوع الروح من ابيه كوسيلة ليحكم بشكل فعّال جماعته على الارض من مركزه السماوي عن يمين اللّٰه.
٥ و ٦ (أ) اية وسيلة اخرى أُعطيت للمسيح لتمكينه من حكم جماعته على الارض؟ (ب) أعطِ امثلة محددة عن كيفية استخدام يسوع هذه الوسيلة لمصلحة تلاميذه ولدعم عمل الكرازة.
٥ وفضلا عن ذلك، كتب الرسول بطرس في ما يتعلق بيسوع: «هو في يمين اللّٰه إذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضَعة له.» (١ بطرس ٣:٢٢) فالملائكة هم وسيلة اخرى يضعها يهوه تحت تصرف المسيح لقيادة الجماعة المسيحية بشكل فعّال.
٦ وبناء على ذلك، عندما نقرأ في سفر الاعمال ان «ملاك (يهوه)» او «ملاكا من اللّٰه» عمل لدعم عمل الكرازة المسيحية او تدخَّل لمصلحة اعضاء في الجماعة المسيحية، هنالك كل سبب للاعتقاد ان ملائكة كهؤلاء عملوا تحت اشراف المسيح يسوع. (اعمال ٥:١٩؛ ٨:٢٦؛ ١٠:٣-٧، ٢٢؛ ١٢:٧-١١؛ ٢٧:٢٣، ٢٤) وبصفته «ميخائيل رئيس الملائكة،» لدى المسيح ملائكة تحت امره وقد استخدمهم في قيادة الجماعة المسيحية بشكل فعّال في القرن الاول بم. — يهوذا ٩؛ ١ تسالونيكي ٤:١٦.
هيئة حاكمة منظورة
٧ اية وسيلة اخرى استخدمها المسيح لتوجيه جماعته، وأية آيات تتحدث عن ‹مركز الاشراف› هذا؟
٧ وتشير الاسفار المقدسة ايضا الى ان يسوع المسيح استخدم فريقا من الرجال كهيئة حاكمة لتوجيه جماعته على الارض. وفي البداية يبدو ان هذه الهيئة الحاكمة تألَّفت من مجرَّد الرسل الـ ١١. وعند التماس مشيئة يهوه في وضع شخص آخر مكان يهوذا الاسخريوطي اقتبس بطرس من المزمور ١٠٩:٨ (عج) الذي يقول: «مركز اشرافه ليأخذه آخر.» ثم في صلاتهم الى يهوه سأل بطرس ورفقاؤه اللّٰه ان يعيّن الرجل الذي كان «ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعدّاها يهوذا.» فعُيِّن متِّياس ليخدم «مع الاحد عشر رسولا.» — اعمال ١:٢٠، ٢٤-٢٦.
٨ أي مثالين باكرين يُظهران كيف استخدم المسيح اعضاء من الهيئة الحاكمة المنظورة؟
٨ وأول قضية مسجَّلة لعمل الرسل الـ ١٢ في ‹مركز الاشراف› هذا كهيئة حاكمة كانت عندما عيَّنوا رجالا اكفاء روحيا ليخدموا اخوانهم في الجماعة الباكرة. (اعمال ٦:١-٦) والقضية الثانية كانت عندما ابتدأ فيلبس يكرز بالمسيح للسامريين. ونتيجة لذلك فإن «الرسل الذين في اورشليم . . . ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.» وفقط بعد ان وضع هذان العضوان الممثلان للهيئة الحاكمة اياديهما على السامريين «قبلوا الروح القدس.» — اعمال ٨:٥، ١٤-١٧.
قيادة المسيح الشخصية
٩ هل عمِل المسيح دائما بواسطة الملائكة او الهيئة الحاكمة؟ اعطِ مثالا.
٩ وهكذا، من بداية الجماعة المسيحية، كان للمسيح الروح القدس والملائكة والهيئة الحاكمة المنظورة تحت تصرفه لتمكينه من قيادة تلاميذه على الارض بشكل فعّال. وفي بعض المناسبات عمل ايضا شخصيا. مثلا، هَدَى المسيح شخصيا شاول الطرسوسي. (اعمال ٩:٣-٦) وبعد ثلاثة ايام تكلم يسوع مباشرة الى «تلميذ» اسمه حنانيّا. واذ أَعلن له المهمّة الثلاثية التي كان يفكر فيها لشاول قال يسوع: «هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل.» (اعمال ٩:١٠-١٥) فدعا المسيح شاول الى عمل خصوصي. وهكذا صار شاول رسولا او مرسَلا معروفا اكثر بالرسول بولس.
١٠ كيف اشرف المسيح شخصيا على عمل الكرازة؟
١٠ وأشرف المسيح شخصيا على عمل الكرازة. فبواسطة الروح القدس الذي تسلَّمه من ابيه يهوه أنشأ رحلات بولس الارسالية واهتمّ اهتماما شخصيا بها. نقرأ: «قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه . . . فهذان إذ أُرسِلا من الروح القدس انحدرا الى سَلوكِيَة ومن هناك سافرا في البحر» في سفرتهما الارسالية الاولى. (اعمال ١٣:٢-٤) وطبعا، لم يكن بإمكان الروح القدس، قوة يهوه الفعالة، أن ‹يقول› شيئا ولا ان ‹يرسل› احدا من ذاته. فالشخص الذي استخدم الروح لتوجيه الامور كان بشكل واضح المسيح، رأس الجماعة.
١١ ماذا حدث في خلال رحلة بولس الارسالية الثانية، وكيف يُظهر ذلك بوضوح ان يسوع استخدم الروح في توجيه عمل الكرازة؟
١١ واستخدام يسوع هذا للروح إذ قاد المسيحيين الاولين بشكل فعّال يَظهر بوضوح في الرواية عن رحلة بولس الارسالية الثانية. فبعد ان زاروا ثانية جماعات في لِيكأُونِيَّة (منطقة في آسيا الصغرى) كانت قد تأسست في خلال الجولة الارسالية الاولى يبدو ان بولس ورفقاءه المسافرين اعتزموا التوجّه غربا عبر مقاطعة آسيا الرومانية. ولماذا لم يمضوا قُدُما في خطتهم؟ «منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في أسيّا.» (اعمال ١٥:٣٦، ٤٠، ٤١؛ ١٦:١-٦) ولكن مَن كان يستخدم روحَ يهوه القدوس لتوجيههم؟ العدد التالي يُجيب. فهو يُظهر انه حينما تَوجَّهوا شمالا، معتزمين ان يكرزوا في بِثينيَّة، «لم يدعهم (روح يسوع).» (اعمال ١٦:٧) نعم، كان يسوع المسيح يستخدم الروح الذي تسلَّمه من ابيه لتوجيه العمل الكرازي بشكل فعّال. وقد اراد هو وأبوه يهوه ان تنتشر البشارة في اوروبا، فحصل بولس على رؤيا بهذا الخصوص. — اعمال ١٦:٩، ١٠.
المسيح دعَم اعضاء الهيئة الحاكمة
١٢، ١٣ عند زيارة بولس الاولى لأورشليم كمسيحي، ماذا حدث مما يُظهر كيف دعم المسيح قرارات الاخوة المسؤولين في تلك المدينة؟
١٢ عند اول اتصال للرسول بولس بالتلاميذ في اورشليم كان هؤلاء، على نحو مفهوم، يترددون في الاجتماع به. «فأخذه برنابا وأحضره الى الرسل.» (اعمال ٩:٢٦، ٢٧) فقضى ١٥ يوما مع الرسول بطرس. واجتمع ايضا بيعقوب اخي يسوع من امه، وكان آنذاك احد شيوخ جماعة اورشليم. (غلاطية ١:١٨، ١٩) والفقرات اللاحقة في سفر الاعمال تُظهر ان شيوخ اورشليم صاروا جزءا من الهيئة الحاكمة للجماعة المسيحية الباكرة، بالاضافة الى الرسل الـ ١٢. — اعمال ١٥:٢؛ ٢١:١٨.
١٣ وفي اثناء اقامته في اورشليم لمدة اسبوعين شهد بولس لليهود الذين يتكلّمون اليونانية، ولكنهم «حاولوا ان يقتلوه.» ويضيف لوقا انه «لما علم الاخوة احدروه الى قيصرية وأرسلوه الى طرسوس.» (اعمال ٩:٢٨-٣٠) ولكن مَن كان وراء هذا القرار الحكيم؟ بعد سنوات، عندما كان يسرد الحادثة ذاتها في حياته، ذكر بولس ان يسوع ظهر له وأمره بأن يترك اورشليم بسرعة. وعندما اعترض بولس أضاف يسوع: «اذهب فإني سأرسلك الى الامم بعيدا.» (اعمال ٢٢:١٧-٢١) فكان المسيح من العلاء يتابع الامور بدقة ويعمل بواسطة الاخوة المسؤولين في اورشليم وبالتكلم مباشرة الى بولس على حد سواء.
١٤ اية مقارنة بين الروايتين في اعمال وغلاطية تُظهر ان المسيح كان يوجّه الامور في ما يتعلق باجتماع الهيئة الحاكمة الذي عالج الختان؟
١٤ وعلى نحو مماثل، فإن القراءة الدقيقة للاسفار المقدسة تُظهر بوضوح ان المسيح كان وراء اجتماع الهيئة الحاكمة المهمّ الذي عُقد لبتّ مسألةِ ما اذا كان يجب على المسيحيين من اصل اممي ان يذعنوا للختان ولشريعة موسى ام لا. ويذكر سفر الاعمال انه حين نشأت المسألة «رتبوا [الاعضاء المسؤولون او الشيوخ في جماعة انطاكية دون شك] ان يصعد بولس وبرنابا واناس آخرون منهم الى الرسل والمشايخ الى اورشليم من اجل هذه المسئلة.» (اعمال ١٥:١، ٢) ولكن عندما يسرد بولس الظروف التي ادّت الى ذهابه الى اورشليم لبتّ مسألة الختان يذكر: «صعدتُ بموجب اعلان.» (غلاطية ٢:١-٣، قارنوا ١:١٢ .) فبصفته الرأس الفعّال للجماعة اراد المسيح ان تَبتّ هذه المسألة العقائدية المهمة كامل الهيئة الحاكمة المنظورة. وبواسطة الروح القدس وجَّه عقول هؤلاء الرجال المنتذرين في اتخاذ قرارهم. — اعمال ١٥:٢٨، ٢٩.
قرار غير عادي
١٥، ١٦ (أ) ماذا طلبت الهيئة الحاكمة من بولس ان يفعل بعد رجوعه من رحلته الارسالية الثالثة؟ (ب) لماذا قد تبدو هذه التعليمات غير عادية، ولماذا عمل بولس بموجب ذلك؟ (ج) اي سؤال ينشأ؟
١٥ والمثال الممتع الآخر لتوجيه المسيح الفعّال للامور من السماء هو ما حدث بعد رحلة بولس الارسالية الثالثة. ويسرد لوقا انه عند الرجوع الى اورشليم قدَّم بولس تقريرا كاملا لأعضاء الهيئة الحاكمة الحاضرين. كتب لوقا: «دخل بولس معنا الى يعقوب وحضر جميع المشايخ. فبعدما سلّم عليهم طفق يحدثهم شيئا فشيئا بكل ما فعله اللّٰه بين الامم بواسطة خدمته.» (اعمال ٢١:١٧-١٩) وبعد سماعهم بولس اعطته الهيئة المجتمعة تعليمات واضحة قائلين: «افعل هذا الذي نقول لك.» وأمروه ان يذهب الى الهيكل ويُظهر علانية انه لم يكن ‹يعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد.› — اعمال ٢١:٢٠-٢٤.
١٦ قد يشكّ الشخص في حكمة هذه التعليمات. وكما رأينا سابقا فقبل سنوات كان يعقوب، وربما الشيوخ الحاضرون في كلتا المناسبتين، قد ابعد بولس عن اورشليم لأن حياته كانت مهددة من «اليهود الذين يتكلمون اليونانية.» (اعمال ٩:٢٩، عج) ورغم ذلك، عمل بولس بموجب الامر، انسجاما مع ما كان قد قاله سابقا في ١ كورنثوس ٩:٢٠. ولكنّ الاسباب المتماثلة تعطي نتائج متماثلة. و «اليهود الذين من [المقاطعة الرومانية] أسيّا» سببوا شغبا وحاولوا قتل بولس. ولم ينقذه من القتل إلاّ الاجراء السريع للجنود الرومان. (اعمال ٢١:٢٦-٣٢) وبما ان المسيح هو الرأس الفعّال للجماعة، لماذا جعل الهيئة الحاكمة تطلب من بولس ان يذهب الى الهيكل؟
١٧ كيف ثبت في النهاية ان ذلك القرار غير العادي كان بعناية إلهية، والى ماذا يشير ذلك؟
١٧ يتَّضح الجواب مما حدث في الليلة الثانية بعد توقيف بولس. فكان قد اعطى شهادة حسنة للرعاع الذين طلبوا قتله، وللسنهدريم في اليوم التالي. (اعمال ٢٢:١-٢١؛ ٢٣:١-٦) وللمرة الثانية كان على وشك ان يُقتل. ولكن في تلك الليلة ظهر له يسوع وقال: «ثق يا بولس لانك كما شهدت بما لي في اورشليم هكذا ينبغي ان تشهد في رومية ايضا.» (اعمال ٢٣:١١) تذكَّروا المهمة الثلاثية التي انبأ بها المسيح لبولس. (اعمال ٩:١٥) فكان بولس قد حمل اسم المسيح الى ‹الامم› والى «بني اسرائيل،» ولكن حان الوقت الآن ليشهد ‹لملوك.› فبسبب ذلك القرار من الهيئة الحاكمة تمكن بولس من ان يشهد للواليين الرومانيين فِيلِكْس وفَسْتُس، وللملك هيرودس اغريباس الثاني، وأخيرا للامبراطور الروماني نيرون. (اعمال الاصحاحات ٢٤-٢٦؛ ٢٧:٢٤) فمَن يمكن ان يشكّ في ان المسيح كان وراء كل ذلك؟
المسيح لا يزال يقود جماعته بشكل فعّال
١٨ ماذا ذكر يسوع المسيح قبل صعوده الى السماء؟
١٨ قبل ان يترك تلاميذه ويصعد الى يمين ابيه ذكر يسوع المسيح: «دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا (اناسا من) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء (نظام الاشياء).» — متى ٢٨:١٨-٢٠.
١٩ كيف استعمل المسيح ببراعة في القرن الاول سلطته المعطاة من اللّٰه، وماذا سيجري التأمل فيه في المقالة التالية؟
١٩ ان سفر الاعمال، اذ يسرد تاريخ سنوات المسيحية الباكرة، يُظهر من غير ريب ان المسيح استخدم سلطته ليقود جماعته على الارض بشكل فعّال. وقد فعل ذلك بواسطة الروح القدس والملائكة والهيئة الحاكمة المؤلفة من الرسل الـ ١٢ والشيوخ في جماعة اورشليم. وذكر يسوع انه سيكون مع تلاميذه حتى انقضاء نظام الاشياء حيث نحن الآن. وفي المقالة التالية سنرى كيف انه لا يزال الرأس الفعّال للجماعة المسيحية وكيف يقود ‹خرافه› اليوم.
-
-
قيادة المسيح الفعّالة اليومبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
قيادة المسيح الفعّالة اليوم
«ها انا معكم كل الايام الى انقضاء (نظام الاشياء).» — متى ٢٨:٢٠.
١ بأية طريقة سلَّم المسيح «امواله» لتلاميذه؟
عندما كان المسيح على وشك مغادرة تلاميذه والرجوع الى السماء في السنة ٣٣ بم «سلَّمهم امواله.» وشمل ذلك كونهم «سفراء عن المسيح» ومتابعتهم عمل الكرازة الذي كان قد باشره، موسّعين اياه الى «اقصى الارض.» وقبل ان يغادرهم كان قد اوصاهم أن ‹يتلمذوا (أناسا من) جميع الامم.› فهل نملك الدليل على انه كان منتبها لكيفية قيامهم بهذه المهمة؟ نملك الدليل فعلا! — متى ٢٥:١٤؛ ٢ كورنثوس ٥:٢٠، اعمال ١:٨، متى ٢٨:١٩.
٢ ماذا يُظهر ان المسيح كان يتابع بدقة نشاطات جماعات القرن الاول؟
٢ بعد صعود المسيح الى السماء بأكثر من ٦٠ سنة اظهر انه كان يتابع بانتباه نشاطات الجماعات المسيحية على الارض. ففي الرؤيا المعطاة للرسول يوحنا، احد اعضاء الهيئة الحاكمة للقرن الاول، ارسل يسوع المسيح رسائل الى سبع جماعات في آسيا الصغرى. ولخمس منها قال: «انا عارف اعمالك.» وأظهر ايضا انه كان عارفا جيدا بما يجري داخل الجماعتين الأخريين، سميرنا وبرغامس. وأعطى تشجيعا ومشورة خصوصيين لكل جماعة. فلم يكن ممكنا ان يوجد في اذهانهم ايّ شك في مَن كان قائدهم الفعّال. — رؤيا ١:١١؛ ٢:١–٣:٢٢.
٣ الى مَن كانت الرسائل السبع موجهة حقا، وماذا يبرهن على ذلك؟
٣ وفي الواقع، لم تكن تلك الرسائل السبع تقتصر في مداها على الجماعات السبع في آسيا. فالمشورة الحسنة والتحذيرات التي احتوتها تنطبق على كل الجماعات من القرن الاول حتى «يوم الرب» حيث نحن الآن.a وعينا المسيح، المشبَّهتان ‹بلهيب نار،› تراقبان على الدوام ما يجري داخل «كل الجماعات.» — رؤيا ١:١٠؛ ٢:١٨، ٢٣، عج.
السيد وعبده
٤ كيف «سافر» المسيح ثم عاد «بعد زمان طويل»؟
٤ بعد ان شبَّه نفسه ‹بانسان مسافر دعا عبيده وسلَّمهم امواله› أضاف المسيح: «وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.» (متى ٢٥:١٤، ١٩) ففي السنة ٣٣ بم ‹مضى المسيح الى السماء› حيث جلس «في يمين اللّٰه.» (١ بطرس ٣:٢٢) «وبعد زمان طويل،» عقب تتويجه في السنة ١٩١٤، ابتدأ المسيح ‹يتسلط في وسط اعدائه› بطرح الشيطان وابالسته الى الارض. (مزمور ١١٠:١، ٢، رؤيا ١٢:٧-٩) ثم حوَّل انتباهه الى عبيده. فكان الوقت قد حان ليحاسبهم. وأكثر من ايّ وقت مضى كان قائدهم الفعّال.
٥ متى حان وقت المحاسبة، وكيف كوفئ الامناء؟
٥ يُظهر تاريخ شعب اللّٰه العصري ان وقت المحاسبة هذا قد اتى في السنة ١٩١٨-١٩١٩. ومَثل الوزنات يوضح كيف يحاسب السيد بقية عبيده الممسوحين. فكانوا سيحاسَبون افراديا على الطريقة التي استعملوا بها امواله، «كل واحد على قدر طاقته،» او قدراته الروحية. واولئك الذين كانوا مثمرين دخلوا الى فرح سيدهم الذي قال لهم: «كنت امينا في القليل فأقيمك على الكثير.» — متى ٢٥:١٥، ٢٠-٢٣.
٦ كفريق ماذا شكَّل مسيحيون ممسوحون امناء كهؤلاء، وماذا جعله سيدهم تحت عنايتهم؟
٦ ان افرادا مسيحيين ممسوحين كهؤلاء وُجد انهم سفراء امناء للملك الحاكم الآن، مستعدين لتلمذة اناس لسيدهم. وكفريق وُجد انهم «العبد» الذي قال عنه سيده: «فمن هو العبد الامين الحكيم الذي اقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه. طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيّده يجده يفعل هكذا. الحق اقول لكم إنه يقيمه على جميع امواله.» — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
٧ (أ) كيف ازدادت «اموال» المسيح منذ السنة ١٩١٤؟ (ب) ماذا يُظهر ان المسيح هو ايضا القائد الفعّال ‹للخراف الاخر›؟
٧ صارت «اموال» المسيح اكثر وفرة منذ السنة ١٩١٤. فقد تسربل بسلطان ‹ملكي› يشمل سلطة اعظم ومسؤوليات اوسع. (لوقا ١٩:١١، ١٢) فشرع اولا في تجميع باقي ‹بني الملكوت،› المسيحيين الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين «اشتُروا من بين الناس» ليصيروا ملوكا وكهنة معه في السماء. (متى ١٣:٣٨، رؤيا ١٤:١-٤؛ ٥:٩، ١٠) ثم، كما ظهر تاريخيا منذ السنة ١٩٣٥، اخذ يجمع ‹جمعا كثيرا› من ‹الخراف الاخر› الذين قال عنهم: «ينبغي أن آتي بتلك ايضا.» (رؤيا ٧:٩، ١٠، يوحنا ١٠:١٦) نعم، هو الذي يأتي بهذه ‹الخراف› ويصير قائدها الفعّال. وبشكل ممتع، فان العبارة اليونانية تعني حرفيا، «ومن الضروري ان اقود تلك.» فبأية طريقة يقود ‹خرافه› بشكل فعّال اليوم؟
نظار في يمين المسيح
٨ و ٩ (أ) اية رؤيا تسلَّمها الرسول يوحنا؟ (ب) الى ماذا رمزت السبع المناير والسبعة الكواكب؟
٨ ان الرسول يوحنا، وهو عضو في الهيئة الحاكمة للجماعة المسيحية الباكرة، نال رؤيا رأى فيها «سبع مناير من ذهب وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان . . . ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب.» وأوضح يسوع المسيح ليوحنا: «سر السبعة الكواكب التي رأيت على يميني والسبع المناير الذهبية. السبعة الكواكب هي ملائكة السبع (الجماعات) والمناير السبع التي رأيتها هي السبع (الجماعات).» — رؤيا ١:١٢-٢٠.
٩ وفي التعليق على هذه الفقرة يذكر كتاب «حينئذ يتم سر اللّٰه»: «هل ‹ملائكة› كهؤلاء هم غير منظورين؟ كلا. فقد تسلَّم الرسول يوحنا الرؤيا بكاملها من يسوع المسيح بواسطة ملاك سماوي، وليس منطقيا ان يكتب الى ملائكة في السماء، في الحيّز غير المنظور. فهم لا يحتاجون الى الرسائل المكتوبة الى السبع الجماعات في آسيا. ان المعنى الاساسي للقب ‹ملاك› هو ‹رسول، حامل رسالة.› . . . وبما ان السبعة الكواكب المجازية هذه تُرى على يمين يسوع فهي تحت عنايته ورعايته وتوجيهه، إذ تكون ‹يمين› استعمال سلطته قادرة على توجيههم وحمايتهم. . . . وبما ان ‹السبع المناير› في رؤيا ‹يوم الرب› رمزت الى كل الجماعات المسيحية الحقيقية في ‹يوم الرب› الحقيقي الحاضر هذا منذ السنة ١٩١٤ بم فإن ‹السبعة الكواكب› ترمز الى جميع النظار الممسوحين المولودين من الروح والمشبهين بملائكة في جماعات كهذه اليوم.»b — الصفحات ١٠٢-١٠٤.
١٠ اية «اموال» متزايدة جُعلت تحت عناية العبد؟
١٠ ان هؤلاء النظار الممسوحين في يد المسيح اليمنى هم جميعا جزء من «العبد» المركَّب الذي اقامه «على جميع امواله.» ولأن سيد العبد نفسه تسربل بمسؤوليات أوسع منذ السنة ١٩١٤ فان «جميع امواله» يجب ان تشمل بالنسبة الى العبد اشياء اكثر بكثير من الماضي. فالبقية «كسفراء عن المسيح» هم الآن سفراء ملك متوّج يحكم على ملكوت مؤسس. (٢ كورنثوس ٥:٢٠) وقد جرت إقامتهم على كل الامور الروحية التي للسيد على الارض. ويجب ان يخدموا إتماما للنبوات التي تنطبق منذ تأسيس الملكوت. ويشمل ذلك الكرازة «ببشارة الملكوت . . . في كل المسكونة شهادة.» (متى ٢٤:١٤) وأكثر من ايّ وقت مضى يجب ان ‹يتلمذوا (اناسا من) جميع الامم،› جامعين بالتالي ‹الجمع الكثير› الذي لا يُعدّ. (متى ٢٨:١٩، ٢٠، رؤيا ٧:٩) نعم، ان «مشتهى كل الامم» هؤلاء هم جزء من «اموال» المسيح المتزايدة على الارض. — حجّي ٢:٧.
١١ (أ) ماذا تتطلَّب هذه ‹الاموال› المتزايدة؟ (ب) مَن يوجِّه العمل، وكيف؟
١١ كل ذلك يعني عملا أكثر ‹للعبد› المركَّب، حقل نشاطات أوسع، ممتدا حرفيا الى «كل المسكونة.» ويتطلب ذلك ايضا مركزا رئيسيا وتسهيلات فروع أوسع للاشراف على العمل ولطباعة وتوزيع المطبوعات من اجل الكرازة والدرس الشخصي. وكما في القرن الاول، يجري هذا العمل تحت القيادة الفعّالة ليسوع المسيح الموجود مجازيا «في وسط . . . المناير،» او الجماعات. وهو يوجِّهها بواسطة نظار ممسوحين يمسكهم مجازيا «في يده اليمنى.» (رؤيا ١:١٣، ١٦) وكما في الازمنة المسيحية الباكرة، يؤلِّف فريق من هؤلاء النظار الممسوحين الهيئة الحاكمة المنظورة لجماعة المسيح على الارض. و «يمين» استعمال سلطته توجِّه هؤلاء الرجال الامناء فيما يشرفون على عمل الملكوت.
بواسطة الروح
١٢، ١٣ (أ) نظرا الى الزيادة العظيمة، اي سؤال ينشأ؟ (ب) كيف يستخدم المسيح الروح لسدّ الحاجة الى النظار بين تلاميذه على الارض؟
١٢ وإذ يزيد عدد ‹الخراف الاخر› الآن على ثلاثة ملايين، منظمين في نحو ٠٠٠,٥٢ جماعة، من الواضح ان البقية الممسوحة تحتاج الى العون في الاعتناء بأموال السيد الارضية. ويتناول من الرمزين عدد يقلّ عن ٠٠٠,٩، بمن فيهم اخوات كثيرات، بحيث لا يكون هنالك حتى ناظر ممسوح واحد لكل جماعة. فهل يعني ذلك ان يسوع المسيح غير مسؤول عن جماعات لا يوجد فيها «ملاك،» او ‹كوكب،› مولود من الروح؟
١٣ كلا، على الاطلاق! فكما رأينا في المقالة السابقة، قاد المسيح في القرن الاول جماعته بشكل فعّال بواسطة الروح القدس. واليوم يستخدم اعضاء الهيئة الحاكمة المولودين من الروح لتعيين نظار مختارين من بين ‹الخراف الاخر.› ويجب ان يبلغ هؤلاء المطالب نفسها كالشيوخ الممسوحين، كما هو مذكور في آيات مثل ١ تيموثاوس ٣:١-٧ وتيطس ١:٥-٩. ومؤهلات الاسفار المقدسة هذه كُتبت تحت توجيه الروح القدس. والتوصيات والتعيينات تُصنع بعد الصلاة وتحت ارشاد الروح القدس. وعلى شيوخ غير ممسوحين كهؤلاء تنطبق مشورة بولس بقوة معادلة: «احترزوا . . . لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها (نظارا).» — اعمال ٢٠:٢٨.
١٤ (أ) كيف تتمّ الآن نبوة اشعياء ٣٢:١، ٢؟ (ب) كيف يجب على جميع الشيوخ ان يذعنوا ‹ليد المسيح اليمنى›؟
١٤ وهكذا في عشرات الآلاف من الجماعات يستخدم يسوع المسيح، الملك الحاكم البار، ‹الخراف الاخر› «رؤساء» لحماية ‹خرافه› من الريح والسيل والجفاف الروحي. (اشعياء ٣٢:١، ٢) وكداود قديما فان الشيوخ، سواء أكانوا ممسوحين أم من ‹الخراف الاخر،› يصلّون الى يهوه: «روحك الصالح يهديني في ارض مستوية.» (مزمور ١٤٣:١٠) ويهوه يسمع صلاتهم. وبواسطة ابنه يمنحهم روحه، ويستخدم يسوع هذه الوسيلة بشكل فعّال ليقود تلاميذه على الارض. ومن الطبيعي ان جميع الشيوخ يجب ان يذعنوا ‹ليد المسيح اليمنى،› يد الاشراف والارشاد والتوجيه، الذي يمارسه بواسطة الروح واعضاء الهيئة الحاكمة المولودين من الروح.
بواسطة الملائكة
١٥ اية وسيلة اخرى يملكها المسيح تحت تصرفه ليقود تلاميذه على الارض بشكل فعّال؟
١٥ ذكرت المقالة السابقة انه جرى استخدام الملائكة في القرن الاول لتوجيه المسيحيين الاولين وانقاذهم ومساعدتهم في عملهم الكرازي. فهل من المنطقي الاعتقاد ان مَلكنا الحاكم يسوع المسيح لم يعد يستخدم الملائكة في قيادة تلاميذه بشكل فعّال اليوم؟ ليس ذلك فقط غير منطقي ولكنه ايضا غير مؤسس على الاسفار المقدسة.
١٦، ١٧ اي برهان لدينا على ان المسيح يستخدم الملائكة في حصاد ‹بني الملكوت› وفي تجميع ‹الخراف الاخر›؟
١٦ وبحسب مَثل يسوع عن الحنطة والزوان فان وقت الحصاد يأتي عند «(اختتام نظام الاشياء)» الذي ابتدأ في السنة ١٩١٤. وفي اثناء الحصاد يجري فرز ‹بني الملكوت› من ‹بني الشرير.› فمَن يستخدم السيد للقيام بالحصاد؟ «الحصادون هم الملائكة.» وأضاف يسوع: «يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم.» (متى ١٣:٣٧-٤١) فالمسيح يستخدم الملائكة لحماية اخوته على الارض.
١٧ ولكن ماذا عن ‹الخراف الاخر›؟ هل يستخدم المسيح الملائكة لتجميعهم؟ بكل تأكيد! فمَثله عن الخراف والجداء يقول: «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء.» (متى ٢٥:٣١، ٣٢) فالمسيح يستخدم ملائكته في عمل الفرز هذا. وكما وجَّه ملاك خطوات فيلبّس نحو الخصي الحبشي، كذلك هنالك دليل وافر اليوم على ان المسيح يستخدم ملائكته لتوجيه خطوات شهوده نحو الاشخاص المشبَّهين بالخراف. وقد شهد اناس عديدون لواقع انهم كانوا يصلّون من اجل المساعدة قبيل قرع شاهد بابهم. — اعمال ٨:٢٦، ٢٧.
ثقة تامة بتوجيه المسيح
١٨، ١٩ على اساس ما حدث في القرن الاول بماذا نثق؟
١٨ في القرن الاول لم تكن الظروف مناسِبة دائما ليستخدم المسيح الهيئة الحاكمة في اورشليم لحل مشكلة معيَّنة. فعندما كان بولس منعزلا في شمال آسيا الصغرى، واحتاج الى معرفة المقاطعة التي يجب ان يفتتحها بعد ذلك، عمل المسيح بواسطة الروح. (اعمال ١٦:٦-١٠) واليوم يثق شهود يهوه بأن اخوتهم الذين ينعزلون وقتيا عن الهيئة الحاكمة بسبب الاضطهاد لا يزالون تحت قيادة المسيح الفعالة بواسطة الروح والتأييد الملائكي.
١٩ قديما في الازمنة المسيحية الباكرة ربما كان بعض قرارات الهيئة الحاكمة صعب الفهم في ذلك الحين. وكانت هذه هي الحال دون شك عندما أُعيد بولس الى طرسوس او عندما أُرسل الى الهيكل بعد رحلته الارسالية الثالثة. (اعمال ٩:٣٠؛ ٢١:٢٣-٢٥) ولكنّ المسيح في الواقع كان وراء قرارات كهذه. (اعمال ٢٢:١٧-٢١؛ ٢٣:١١) واليوم يمكننا ان نثق بأن ما يسمح المسيح بحدوثه بين تلاميذه على الارض له قصد رفيع وراءه، كما كان في القرن الاول.
٢٠ بماذا نحن مقتنعون، وما هو تصميمنا؟
٢٠ وهكذا، عندما نقرأ في الكتاب المقدس ان المسيح «هو رأس الجسد (الجماعة)،» نقتنع بأنه ليس مجرد رأس إسميّ. (كولوسي ١:١٨) ونحن نعرف، من الاختبار، انه رأس حقيقي فعّال. وعندما نقرأ سفر الاعمال ونرى كيف وجَّه المسيح الامور بين المسيحيين الاوَّلين نستطيع ان نلاحظ انه يستخدم الوسائل نفسها اليوم. فنرى دليل استخدام يسوع الروح القدس والملائكة و «العبد الامين الحكيم» وهيئته الحاكمة لتعيين شيوخ اكفاء روحيا. واذ نثق بتوجيه المسيح الفعّال للامور نصمِّم على الاستمرار في ‹(التكلم بالحق)› والنمو في المحبة «في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس المسيح.» — افسس ٤:١٥.
[الحاشيتان]
a من اجل شرح كامل لمعنى هذه الرسائل السبع وانطباقها، انظروا كتاب «حينئذ يتم سر اللّٰه،» الفصول ٧ الى ١٤، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.
b ان عدد ١ حزيران ١٩٧٢ من «برج المراقبة» يوضح هذه النقطة اكثر ايضا، قائلا: «لا شك ان ما دعاه الرب الممجَّد يسوع المسيح ‹ملاكا،› ورُمز اليه بكوكب سماوي، لم يكن شيخا او ناظرا او راعيا واحدا بل كامل ‹هيئة الشيوخ.› . . . فكان يجب على ‹هيئة الشيوخ› (او المجمع المشيخي) هناك في افسس ان يعملوا ككوكب في انارة الجماعة بالنور الروحي السماوي، الجماعة التي عينهم الروح القدس رعاة عليها.»
-