-
من المهد الى اللحد، حاجتنا العظمى هي المحبةاستيقظ! ١٩٨٧ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
وذات مرة قالت «مجلة العيش مدى الحياة»: «في صراع الاطباء النفسانيين الشديد ضد المرض العقلي استنتجوا اخيرا ان الجذر الرئيسي الكبير للامراض العقلية هو انعدام المحبة. وعلماء نفس الاولاد الذين يتجادلون حول التغذية المبرمجة او التغذية حسب الطلب، الصفع او عدم الصفع، قد وجدوا ان ذلك كله لا يصنع فرقا كبيرا ما دام الطفل يُحَب. وقد وجد علماء الاجتماع ان المحبة هي الحل للجناح، ووجد الباحثون في علم الجريمة انها الحل للجريمة، ووجد المتخصصون في علم السياسة انها الحل للحرب.»
لعلهم وجدوا الحل غير انهم كما يتضح لم يطبقوه. حذَّر الدكتور كلود ا. فرازييه من انه ما لم يتهذَّب مجتمعنا التكنولوجي بالمحبة «فان البديل، كما يمكننا ان ندرك الآن بالتأكيد، هو امة من مدن تحولت الى ادغال للبغض، ومن عائلات مزقها الصراع المر، ومن احداث يسعون الى الهرب في المخدرات والموت، ومن عالم مستعد لارتكاب انتحار شامل في اية لحظة.»
-
-
من المهد الى اللحد، حاجتنا العظمى هي المحبةاستيقظ! ١٩٨٧ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
وكما ان المحبة وعلاقات الاهتمام البشرية نافعة لصحتنا فان النقص في الرفقة يمكن ان يكون ضارا. وضغوط العيش العصري، البيوت المحطَّمة، العائلات ذات الاب او الام فقط، الاولاد المهمَلين عاطفيا، الولع الشديد بالامور المادية، انهيار الآداب، زوال القيم الحقيقية — كلها تزيد في عدم الاستقرار والتوحُّد الذي يخرب صحتنا. وجيمس ج. لينش يتتبع ذلك مطوَّلا في كتابه «القلب المحطَّم — العواقب الطبية للتوحُّد.» «ان الثمن الذي ندفعه لقاء فشلنا في فهم حاجاتنا البيولوجية للمحبة والرفقة البشرية،» كما يقول، «يمكن تطلُّبه اخيرا من قلوبنا وأوعيتنا الدموية. . . . وينعكس في قلوبنا اساس بيولوجي لحاجتنا الى العلاقات البشرية الحبية، التي نفشل في اتمامها مما يعرضنا للخطر.»
-