مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصحة للجميع —‏ هل هي هدف يمكن بلوغه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الصحة للجميع —‏ هل هي هدف يمكن بلوغه؟‏

      هل تتمنون ان تتمتعوا انتم وعائلتكم بصحة افضل؟‏ لا شك في ذلك!‏ لكن فيما يُصاب معظمنا بأمراض بسيطة بين الحين والآخر،‏ يُبتلى الملايين بعجز يرافقهم مدى حياتهم.‏

      رغم ذلك،‏ تُبذل جهود على صعيد واسع للحدّ من المرض.‏ خذوا مثلا منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة.‏ ففي مؤتمر عُقد سنة ١٩٧٨ تحت رعايتها،‏ اجمع مندوبون من ١٣٤ بلدا و ٦٧ منظمة تابعة للأمم المتحدة على ان الصحة لا تقتصر على التحرر من المرض.‏ فالصحة كما اعلنوا هي «حالة من الخير الجسدي،‏ العقلي،‏ والاجتماعي التام».‏ ثم اتخذ المندوبون خطوة جريئة وأعلنوا ان الصحة هي «حق من حقوق الانسان الاساسية»!‏ وبذلك تكون منظمة الصحة العالمية قد وضعت امامها هدف تحقيق «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم».‏

      ان هذا الهدف ليس مستحبّا فحسب بل سامٍ ايضا.‏ لكن ما هي امكانية تحقيقه يوما ما؟‏ من بين كل حقول المساعي البشرية،‏ لا شك ان الطب صار الاكثر استقطابا للثقة والاعجاب.‏ ووفقا للصحيفة البريطانية ذي يوروپيان،‏ اعتاد الناس في البلدان الغربية على «المفهوم الطبي التقليدي ‹للعلاج العجائبي›:‏ حبة لكل علة».‏ وبكلمات اخرى،‏ نحن نتوقَّع ان يزوِّد الطب لكل داء دواء بسيطا ودقيقا.‏ فهل يمكن ان يحقق الطب فعلا مثل هذا التوقع الكبير؟‏

  • الطب الحديث —‏ أي آفاق سيبلغ بعد؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الطب الحديث —‏ أي آفاق سيبلغ بعد؟‏

      منذ الصغر،‏ يتعلم اولاد عديدون ان يقطفوا تفاحة ليست في متناول يدهم بالركوب على كتفي رفقائهم.‏ وفي حقل الطب يحصل امر مشابه.‏ فالباحثون في حقل الطب يحرزون تقدما تلو الآخر بالاعتماد على انجازات رجالات الطب في الماضي.‏

      ومن بين هؤلاء الرجالات ذاع صيت البعض مثل أبُقراط وپاستور،‏ بالاضافة الى رجال مثل ڤيزيليوس ووليَم مورتون —‏ اسمان غير مألوفين لكثيرين.‏ فبماذا يدين الطب الحديث لهم؟‏

      في الازمنة الغابرة لم يتخذ الطب منحى علميا بل اتبع في معظم الاحيان الخرافات والشعائر الدينية.‏ يقول كتاب ملحمة الطب (‏بالانكليزية)‏ لمحرِّره الطبيب فيليكس مارتي-‏ايبانييس:‏ «لمكافحة المرض .‏ .‏ .‏،‏ اتبع سكان بلاد ما بين النهرين طرائق علاجية جمعت ما بين الطب والدين،‏ اذ كانوا يؤمنون ان المرض هو عقاب من الآلهة».‏ ثم سرعان ما تلا الطبَّ في بلاد ما بين النهرين الطبُّ المصري،‏ الذي كانت جذوره ايضا متأصلة في الدين.‏ وهكذا،‏ أُحيط الطبيب منذ فجر التاريخ بهالة من الرهبة الدينية.‏

      يذكر الطبيب توماس أ.‏ پريستون في كتابه الاساس الطيني (‏بالانكليزية)‏:‏ «لقد ترك الكثير من معتقدات الشعوب القديمة بصمات على مهنة الطب لا تزال حتى يومنا هذا.‏ ومن هذه المعتقدات ان المريض لا يستطيع السيطرة على مرضه،‏ وأن لا امل له في الشفاء ما لم يلجأ الى القدرة العجائبية التي يملكها الطبيب».‏

      وضع الاساسات

      لكن مع مرور الوقت،‏ بات الطب يتّخذ بشكل متزايد منحى علميا.‏ وكان أبُقراط اول طبيب قديم اعتمد الطرق العلمية.‏ وُلد أبُقراط حوالي سنة ٤٦٠ ق‌م في جزيرة كوس اليونانية،‏ ويعتبره كثيرون ابا الطب الغربي.‏ وضع أبُقراط الاساس للاقتراب المنطقي في الطب.‏ ورفض الفكرة القائلة ان المرض هو عقاب من الآلهة،‏ محاجا ان سببه طبيعي.‏ على سبيل المثال،‏ دُعي الصرع مدة طويلة مرضا دينيا بسبب الاعتقاد ان لا شفاء منه إلّا بواسطة الآلهة.‏ لكنَّ أبُقراط كتب:‏ «بالنسبة الى المرض الذي يقال انه ‹ديني›:‏ لا يبدو لي على الاطلاق الهيا او دينيا اكثر من الامراض الاخرى،‏ فهو ناجم عن سبب طبيعي».‏ كان أبُقراط ايضا اول طبيب عُرف بمراقبته اعراض مختلف الامراض وتدوينها للرجوع اليها في المستقبل.‏

      بعد قرون،‏ قام الطبيب اليوناني جالينوس المولود سنة ١٢٩ ب‌م بأبحاث علمية مبتكرة.‏ فقد شرَّح بشرا وحيوانات ووضع كتابا عن التشريح استعمله الاطباء طوال قرون!‏ بعد ذلك،‏ وضع آندرياس ڤيزيليوس الذي ولد سنة ١٥١٤ في بروكسل كتابا بعنوان في بنية الجسم البشري (‏باللاتينية)‏.‏ وقد لاقى هذا الكتاب المعارضة لأنه ناقض الكثير من استنتاجات جالينوس،‏ لكنه وضع الاساس لعلم التشريح الحديث.‏ ووفقا لكتاب العظماء (‏بالالمانية)‏،‏ صار ڤيزيليوس «احد اهم الباحثين الطبيين في الشعوب والازمنة قاطبة».‏

      لم يلبث الزمن ان تخطى ايضا نظريات جالينوس عن القلب والدورة الدموية.‏a فالطبيب الانكليزي وليَم هارڤي قضى سنوات يشرِّح حيوانات وطيورا.‏ وراقب عمل صمامات القلب،‏ قاس حجم الدم في كلٍّ من تجاويف القلب وقدَّر حجم الدم في الجسم.‏ ونشر هارڤي اكتشافاته سنة ١٦٢٨ في كتاب بعنوان في حركة القلب والدم عند الحيوانات (‏باللاتينية)‏.‏ فانتُقد،‏ عورض،‏ هوجم،‏ وأُهين.‏ لكنَّ عمله هذا كان نقطة تحول في الطب.‏ فقد اكتُشف نظام الدورة الدموية في الجسم!‏

      من الحلاقة الى الجراحة

      احرزت الجراحة ايضا تقدما كبيرا.‏ فخلال العصور الوسطى،‏ كانت الجراحة غالبا عمل الحلاقين.‏ ولا عجب ان يقول البعض ان ابا الجراحة العصرية هو الفرنسي انبرواز پاريه من القرن السادس عشر.‏ فقد كان رائدا في مهنة الحلاقين-‏الجراحين وخدم أربعة ملوك فرنسيين.‏ وقد اخترع پاريه عددا من الادوات الجراحية ايضا.‏

      احدى المشاكل الرئيسية التي ظلت تواجه الجرّاح في القرن الـ‍ ١٩ كانت عجزه عن تخفيف آلام الجراحة.‏ لكن سنة ١٨٤٦ فتح جراح اسنان يدعى وليَم مورتون الطريق امام شيوع استعمال التخدير في العمليات الجراحية.‏b

      سنة ١٨٩٥ فيما كان الفيزيائي الالماني ولهلم رونتجن يجري تجارب في حقل الكهرباء،‏ لاحظ وجود اشعة تمر عبر اللحم لكن ليس عبر العظم.‏ وإذ لم يعرف مصدر الاشعة،‏ دعاها اشعة X،‏ اسم لا يزال يُستعمل في بعض اللغات.‏ (‏الالمان يعرفونها باسم اشعة رونتجن.‏)‏ وبحسب كتاب العظماء الالمان (‏بالالمانية)‏،‏ اخبر رونتجن زوجته:‏ «سيقول الناس ‹لقد اصاب رونتجن مسّ من الجنون›».‏ وقد قال البعض ذلك فعلا.‏ لكنَّ اكتشافه احدث ثورة في حقل الجراحة.‏ وصار بإمكان الجراحين الآن النظر الى داخل الجسم دون شقّه.‏

      التغلب على الامراض

      عبر العصور،‏ تفشّت الامراض الخمجية مثل الجُدَريّ وبلغت ابعادا وبائية،‏ فسبَّبت الذعر والموت.‏ وأول من كتب وصفا طبيا دقيقا عن مرض الجُدَريّ كان الرازي،‏ طبيب فارسي في القرن التاسع يعتبره البعض اعظم طبيب في العالم الاسلامي في تلك الحقبة.‏ لكن مرت قرون قبل ان يجد طبيب انكليزي يدعى ادوارد جَنَر طريقة لمعالجته.‏ لاحظ جَنَر انه عندما يصاب شخص بجُدَريّ البقر —‏ مرض غير مؤذ —‏ يطوّر مناعة ضد الجُدَريّ.‏ وعلى اساس هذه الملاحظة،‏ استعمل بعضا من الجلد المصاب بجُدَريّ البقر ليطوّر لقاحا ضد الجُدَريّ.‏ وكان ذلك سنة ١٧٩٦.‏ ومثل المبتكرين قبله،‏ نال جَنَر حصته من النقد والمعارضة.‏ لكنَّ اكتشافه لعملية التلقيح ادّى في نهاية المطاف الى القضاء على المرض وزوَّد الطب بأداة جديدة قوية.‏

      واستعمل الفرنسي لويس پاستور التلقيح لمكافحة الكلَب والجمرة الخبيثة.‏ وبرهن ايضا ان الجراثيم تلعب دورا اساسيا في تسبيب المرض.‏ وسنة ١٨٨٢،‏ اكتشف روبرت كوخ الجرثومة التي تسبِّب السّل،‏ «اكثر الامراض فتكا في القرن التاسع عشر» على حد قول احد المؤرخين.‏ وبعد حوالي سنة،‏ اكتشف كوخ الجرثومة التي تسبِّب الكوليرا.‏ تقول مجلة لايف (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان عمل پاستور وكوخ المدخل الى علم الاحياء المجهرية وأدى الى تطورات في علم المناعة،‏ في منع تفشي الامراض،‏ وفي العادات الصحية —‏ تطورات ساهمت في إطالة عمر البشر اكثر من اي تطور علمي آخر حدث في السنوات الألف الماضية».‏

      الطب في القرن العشرين

      في بداية القرن العشرين،‏ خطا الطب خطى ثابتة معتمدا على ما انجزه هؤلاء الاطباء اللامعون القدامى وغيرهم.‏ ومنذ ذلك الوقت يحرز الطب بسرعة البرق التقدم تلو الآخر —‏ إنسولين للمصابين بالداء السكري،‏ المعالجة الكيميائية للسرطان،‏ المعالجة بالهرمونات لاضطرابات الغدد،‏ المضادات الحيوية للسّل،‏ الكلوروكين لبعض انواع الملاريا،‏ والتَّحال لمرض الكلى،‏ بالاضافة الى جراحة القلب المفتوح وزراعة الاعضاء،‏ وهذا ليس سوى غيض من فيض.‏

      لكن الآن في فجر القرن الـ‍ ٢١،‏ كم اقترب الطب من هدف ضمان «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم»؟‏

      هدف بعيد المنال؟‏

      يتعلم الاولاد ان الركوب على كتفي رفقائهم لا يجعل كل تفاحة في متناول اليد.‏ فبعض التفاح الانضج في اعلى الشجرة يبقى بعيد المنال.‏ وبشكل مماثل،‏ احرز الطب تقدما تلو الآخر،‏ ماضيا قدما نحو الامام.‏ لكنَّ الهدف الاثمن —‏ الصحة الجيدة للجميع —‏ يبقى بعيد المنال.‏

      لذلك،‏ في حين اخبرت اللجنة الاوروپية سنة ١٩٩٨ ان «الاوروپيين لم يسبق ان تمتعوا كما اليوم بحياة صحية وطويلة»،‏ اضاف التقرير:‏ «سيموت شخص من كل خمسة اشخاص قبل الاوان،‏ قبل بلوغ الـ‍ ٦٥ من عمره.‏ وسيكون السرطان سبب ٤٠ في المئة من هذه الميتات،‏ والامراض القلبية الوعائية سبب ٣٠ في المئة منها،‏ .‏ .‏ .‏ فينبغي ان تزوَّد حماية افضل ضد المخاطر الصحية الجديدة».‏

      وأوردت المجلة الصحية الالمانية ڠيزونتهايت،‏ في عددها الصادر في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٨،‏ ان الامراض الخمجية مثل الكوليرا والسّل يزداد خطرها.‏ لماذا؟‏ لأن المضادات الحيوية «تفقد فعاليتها.‏ فالمزيد والمزيد من البكتيريا يصبح مقاوما لدواء شائع واحد على الاقل،‏ والكثير منها في الواقع مقاوم لعدة ادوية».‏ ولا يقتصر الامر على ظهور امراض قديمة مجددا بل يتعداه ايضا الى ظهور امراض جديدة مثل الأيدز.‏ وتذكّرنا المطبوعة الالمانية التي تُعنى بالصيدلة احصائيات ٩٧:‏ «لا توجد حتى الآن طريقة لمعالجة ثلثي كل الامراض المعروفة —‏ اي حوالي ٠٠٠‏,٢٠ مرض».‏

      هل المعالجة بالمورِّثات هي الحل؟‏

      من المسلَّم به ان الابتكارات في العلاجات تسير على قدم وساق.‏ مثلا،‏ يشعر الكثيرون ان الهندسة الوراثية قد تكون المفتاح لصحة افضل.‏ فعلى اثر بحث اجراه في الولايات المتحدة سنة ١٩٩٠ اطباء مثل الدكتور و.‏ فرنش اندرسن،‏ وُصفت المعالجة بالمورِّثات بأنها «اكثر الحقول اثارة في البحث الطبي».‏ ويذكر كتاب المعالجة بالمورِّثات (‏بالالمانية)‏ انه من خلال المعالجة بالمورِّثات «يمكن ان يكون الطب على شفير تطور رائد.‏ وهذا الامر سيفيد خصوصا معالجة الامراض التي لم يُكتشف لها حتى الآن علاج شاف».‏

      ويتوقع العلماء مع الوقت ان يتمكنوا من شفاء الامراض الوراثية الخِلْقيّة بحقن المرضى بمورِّثات مصحِّحة.‏ حتى الخلايا المؤذية،‏ مثل الخلايا السرطانية،‏ ستُحَث ربما على اتلاف ذاتها.‏ وصار اليوم ممكنا البحث عن الاعتلالات الوراثية لمعرفة مدى استعداد المرء لأن يُصاب بأمراض معينة.‏ ويقول البعض ان تعديل الادوية لتلائم تركيب المريض الوراثي سيكون التطور التالي.‏ ويشير احد الباحثين البارزين ان الاطباء سيتمكنون يوما ما من «تشخيص علل مرضاهم ووصف اجزاء [الدَّنا DNA] الملائمة لشفائهم».‏

      لكن ليس الجميع مقتنعين ان المعالجة بالمورِّثات تقدم «العلاج العجائبي» للمستقبل.‏ فوفقا للاستطلاعات،‏ قد لا يرغب الناس حتى ان يُجرى تحليل لتركيبهم الوراثي.‏ كما يخشى كثيرون ان تكون المعالجة بالمورِّثات تدخلا خطرا في البنية الطبيعية.‏

      ان الوقت كفيل ان يُظهر هل ستفي الهندسة الوراثية او اية معالجات طبية متطورة اخرى بوعودها المتفائلة جدا ام لا.‏ لكن هنالك سبب لتجنب التفاؤل غير المناسب.‏ يصف كتاب الاساس الطيني دورة مألوفة جدا للجميع:‏ «يبرز علاج جديد فيرحَّب به في المؤتمرات الطبية وفي المجلات المختصة.‏ ويصبح مخترعوه بارزين في مهنتهم،‏ وتشيد وسائل الاعلام بالتطور الجديد.‏ بعد فترة من النشوة والشهادات المدعومة بالوثائق التي تدعم العلاج العجائبي،‏ تتغلغل تدريجيا خيبة الامل التي قد تدوم بضعة شهور وتمتد الى بضعة عقود.‏ ثم يُكتشف علاج جديد،‏ وبين ليلة وضحاها تقريبا يحل محل العلاج القديم الذي يفقد قيمته بسرعة فائقة».‏ فعلا،‏ ان الكثير من العلاجات التي تخلى عنها معظم الاطباء بسبب عدم فعاليتها كان العلاج المعتمد منذ فترة ليست ببعيدة.‏

      رغم ان الاطباء اليوم لا يوضعون في المنزلة الدينية الرفيعة التي كانت تعطى للشفاة في الازمنة الغابرة،‏ يميل البعض الى نسب قدرات شبه الهية الى الاطباء،‏ كما يميلون الى التصور ان العلم سيجد لا محالة دواء لكل علة.‏ لكن شتّان ما بين الواقع وهذا التصور!‏ ذكر الدكتور ليونارد هايفليك في كتابه كيف ولماذا نشيخ (‏بالانكليزية)‏:‏ «سنة ١٩٠٠،‏ مات ٧٥ في المئة من الناس في الولايات المتحدة قبل ان يبلغوا الخامسة والستين من عمرهم.‏ واليوم،‏ هذا الاحصاء معكوس تقريبا:‏ فحوالي ٧٠ في المئة من الناس يموتون بعد الخامسة والستين».‏ وما سبب هذه الزيادة البارزة في مدى حياة الانسان؟‏ يوضح هايفليك انها «عائدة بشكل كبير الى انخفاض وفيات المولودين الجدد».‏ والآن افترضوا ان بإمكان الطب ازالة الاسباب الرئيسية التي تسبب وفاة المسنين —‏ مرض القلب،‏ السرطان،‏ والسكتة الدماغية.‏ فهل يؤدي ذلك الى ضمان الخلود؟‏ كلا.‏ يذكر الدكتور هايفليك انه حتى في هذه الحالة،‏ «سيحيا معظم الناس حتى سن المئة تقريبا».‏ ويضيف:‏ «حتى هؤلاء المعمّرون لن يكونوا خالدين.‏ لكن ممَّ سيموتون؟‏ سيضعف جسمهم تدريجيا حتى تدركهم المنيَّة».‏

      رغم الجهود الدؤوبة التي بذلت في العلوم الطبية،‏ لا يزال التخلص من الموت بعيدا عن متناول الطب.‏ فما السبب؟‏ وهل يكون الهدف ان يتمتع الجميع بصحة جيدة مجرد حلم لا يتحقق؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بحسب دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏،‏ ظن جالينوس ان الكبد يحوِّل الطعام بعد عملية الهضم الى دم،‏ ثم يجري الدم الى باقي الجسم ويُمتص.‏

      b انظروا المقالة «‏من الالم المبرِّح الى التخدير‏»،‏ في عدد ٢٢ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      ‏«لقد ترك الكثير من معتقدات الشعوب القديمة بصمات على مهنة الطب لا تزال حتى يومنا هذا».‏ ‏—‏ الاساس الطيني

      ‏[الصورة في الصفحتين ٤ و ٥]‏

      أبُقراط،‏ جالينوس،‏ وڤيزيليوس وضعوا اساس الطب الحديث

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Kos Island,‎ Greece

      Courtesy National Library of Medicine

      Meyer’s Encyclopedic Lexicon Woodcut by Jan Steven von Kalkar of A.‎ Vesalius,‎ taken from

      ‏[الصور في الصفحة ٦]‏

      كان انبرواز پاريه رائدا في مهنة الحلاقين-‏الجراحين وخدم اربعة ملوك فرنسيين

      الطبيب الفارسي الرازي (‏الى اليسار)‏،‏ والطبيب البريطاني ادوارد جَنَر (‏الى اليمين)‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Paré and Ar-Rāzī: Courtesy National Library of Medicine

      Great Men and Famous Women From the book

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      اثبت الفرنسي لويس پاستور ان الجراثيم تسبِّب المرض

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Institut Pasteur ©

      ‏[الصور في الصفحة ٨]‏

      حتى لو أُزيلت اسباب الموت الرئيسية،‏ سيظل الانسان يشيخ ويموت

  • الصحة للجميع —‏ قريبا!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الصحة للجميع —‏ قريبا!‏

      تذكر المجلة الاخبارية الالمانية فوكَس:‏ «ان فكرة عدم وقوع المرء فريسة المرض بعد الآن .‏ .‏ .‏ هي فكرة شائعة حاليا».‏ لكنّ هذه الفكرة ليست جديدة.‏ فعندما أبدأ الخالق الجنس البشري لم يقصد قط ان يقعوا فريسة المرض.‏ ولم يكن قصده للجنس البشري مجرد «‏مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم».‏ (‏إمالة الحروف لنا)‏ فقد قصد الخالق ان يتمتع كل فرد بالصحة التامة!‏

      فلماذا نمرض اذًا؟‏ يخبرنا الكتاب المقدس ان يهوه اللّٰه صنع ابوَي كل الجنس البشري،‏ آدم وحواء،‏ كاملين.‏ وعندما انتهى من الخلق،‏ ‹رأى اللّٰه كل ما عمله فإذا هو حسن جدا›.‏ ولم ينوِ خالقنا المحب ان تُبتلى الحياة البشرية بالمرض والموت.‏ لكن عندما اختار آدم وحواء عدم اتباع طريق الحياة الذي رُسم لهما،‏ وقعا في الخطية.‏ وكانت نتيجة الخطية الآدمية الموت الذي انتقل الى كل البشر.‏ —‏ تكوين ١:‏٣١؛‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      لكنَّ يهوه لم يتخلَ عن الجنس البشري.‏ وكذلك لم يتخلَ عن قصده الاصلي المتعلق بهم وبالارض.‏ ففي كل الكتاب المقدس،‏ يُعلن قصده ان يعيد البشر المطيعين الى حالتهم الاصلية المتسمة بالصحة الجيدة.‏ وحين كان يسوع المسيح،‏ ابن اللّٰه،‏ على الارض اظهر قدرة اللّٰه على شفاء العلل.‏ فشفى يسوع مثلا العمى،‏ البرص،‏ الصمم،‏ الاستسقاء،‏ الصرع،‏ والشلل.‏ —‏ متى ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ لوقا ٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٧:‏٢٢؛‏ ١٤:‏١-‏٤؛‏ يوحنا ٩:‏١-‏٧‏.‏

      سيجعل اللّٰه قريبا ملكه المسياني،‏ يسوع المسيح،‏ يتولى شؤون عالم الجنس البشري.‏ وتحت اشرافه،‏ ستتحقق نبوة اشعياء:‏ «لا يقول ساكن انا مرضت.‏ الشعب الساكن فيها مغفور الاثم».‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ فكيف سيحدث ذلك؟‏

      نلاحظ ان النبي يكتب عن شعب «مغفور الاثم».‏ اذًا،‏ سيُزال السبب الاصلي للمرض —‏ الخطية التي ورثها البشر.‏ كيف؟‏ ستُطبَّق قيمة فدية ذبيحة يسوع على الاشخاص المطيعين،‏ مزيلة بذلك اساس المرض والموت.‏ وستعم حالة فردوسية كل بقعة من الارض.‏ كتب الرسول المسيحي يوحنا:‏ «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالأمور السابقة قد زالت».‏ وسيحدث ذلك قريبا!‏ —‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤؛‏ متى الاصحاح ٢٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      المحافظة على الاتزان

      حتى يحين ذلك الوقت،‏ لا مفر من ان يعاني ملايين الناس المرض.‏ فمن الطبيعي ان يقلق الافراد بشأن صحتهم وصحة الذين يحبونهم.‏

      ويقدّر المسيحيون اليوم كثيرا الجهود التي تُبذل في الحقل الطبي.‏ وهم يتخذون خطوات منطقية ليحسنوا صحتهم او يبقوا اصحاء.‏ لكنَّ وعد الكتاب المقدس بمستقبل خالٍ من المرض يساعدنا ان نحافظ على اتزاننا في هذا الشأن.‏ فحتى يحين الوقت الذي فيه سيتولى الملك المسياني شؤون الجنس البشري،‏ تستحيل حيازة صحة تامة.‏ فكما رأينا،‏ حتى اكثر الاكتشافات روعة لم تمكِّن الطب من بلوغ التفاحة الانضج في رأس الشجرة —‏ الصحة الجيدة للجميع.‏

      ان تحقيق «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم» هو هدف سيُبلغ قريبا.‏ لكنّ ذلك لن يتم على يد الامم المتحدة او منظمة الصحة العالمية او المسؤولين عن التخطيط البيئي او المصلحين الاجتماعيين او الاطباء،‏ بل سيتم على يد يسوع المسيح.‏ ويا للفرح الذي سيعم حين يُحرَّر الجنس البشري اخيرا ‹من الاستعباد للفساد وينال الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه›!‏ —‏ روما ٨:‏٢١‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      في عالم اللّٰه الجديد سيتمتع الجميع بالصحة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة