-
الصحة للجميع — هل هي هدف يمكن بلوغه؟استيقظ! ٢٠٠١ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الصحة للجميع — هل هي هدف يمكن بلوغه؟
هل تتمنون ان تتمتعوا انتم وعائلتكم بصحة افضل؟ لا شك في ذلك! لكن فيما يُصاب معظمنا بأمراض بسيطة بين الحين والآخر، يُبتلى الملايين بعجز يرافقهم مدى حياتهم.
رغم ذلك، تُبذل جهود على صعيد واسع للحدّ من المرض. خذوا مثلا منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة. ففي مؤتمر عُقد سنة ١٩٧٨ تحت رعايتها، اجمع مندوبون من ١٣٤ بلدا و ٦٧ منظمة تابعة للأمم المتحدة على ان الصحة لا تقتصر على التحرر من المرض. فالصحة كما اعلنوا هي «حالة من الخير الجسدي، العقلي، والاجتماعي التام». ثم اتخذ المندوبون خطوة جريئة وأعلنوا ان الصحة هي «حق من حقوق الانسان الاساسية»! وبذلك تكون منظمة الصحة العالمية قد وضعت امامها هدف تحقيق «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم».
ان هذا الهدف ليس مستحبّا فحسب بل سامٍ ايضا. لكن ما هي امكانية تحقيقه يوما ما؟ من بين كل حقول المساعي البشرية، لا شك ان الطب صار الاكثر استقطابا للثقة والاعجاب. ووفقا للصحيفة البريطانية ذي يوروپيان، اعتاد الناس في البلدان الغربية على «المفهوم الطبي التقليدي ‹للعلاج العجائبي›: حبة لكل علة». وبكلمات اخرى، نحن نتوقَّع ان يزوِّد الطب لكل داء دواء بسيطا ودقيقا. فهل يمكن ان يحقق الطب فعلا مثل هذا التوقع الكبير؟
-
-
الطب الحديث — أي آفاق سيبلغ بعد؟استيقظ! ٢٠٠١ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الطب الحديث — أي آفاق سيبلغ بعد؟
منذ الصغر، يتعلم اولاد عديدون ان يقطفوا تفاحة ليست في متناول يدهم بالركوب على كتفي رفقائهم. وفي حقل الطب يحصل امر مشابه. فالباحثون في حقل الطب يحرزون تقدما تلو الآخر بالاعتماد على انجازات رجالات الطب في الماضي.
ومن بين هؤلاء الرجالات ذاع صيت البعض مثل أبُقراط وپاستور، بالاضافة الى رجال مثل ڤيزيليوس ووليَم مورتون — اسمان غير مألوفين لكثيرين. فبماذا يدين الطب الحديث لهم؟
في الازمنة الغابرة لم يتخذ الطب منحى علميا بل اتبع في معظم الاحيان الخرافات والشعائر الدينية. يقول كتاب ملحمة الطب (بالانكليزية) لمحرِّره الطبيب فيليكس مارتي-ايبانييس: «لمكافحة المرض . . .، اتبع سكان بلاد ما بين النهرين طرائق علاجية جمعت ما بين الطب والدين، اذ كانوا يؤمنون ان المرض هو عقاب من الآلهة». ثم سرعان ما تلا الطبَّ في بلاد ما بين النهرين الطبُّ المصري، الذي كانت جذوره ايضا متأصلة في الدين. وهكذا، أُحيط الطبيب منذ فجر التاريخ بهالة من الرهبة الدينية.
يذكر الطبيب توماس أ. پريستون في كتابه الاساس الطيني (بالانكليزية): «لقد ترك الكثير من معتقدات الشعوب القديمة بصمات على مهنة الطب لا تزال حتى يومنا هذا. ومن هذه المعتقدات ان المريض لا يستطيع السيطرة على مرضه، وأن لا امل له في الشفاء ما لم يلجأ الى القدرة العجائبية التي يملكها الطبيب».
وضع الاساسات
لكن مع مرور الوقت، بات الطب يتّخذ بشكل متزايد منحى علميا. وكان أبُقراط اول طبيب قديم اعتمد الطرق العلمية. وُلد أبُقراط حوالي سنة ٤٦٠ قم في جزيرة كوس اليونانية، ويعتبره كثيرون ابا الطب الغربي. وضع أبُقراط الاساس للاقتراب المنطقي في الطب. ورفض الفكرة القائلة ان المرض هو عقاب من الآلهة، محاجا ان سببه طبيعي. على سبيل المثال، دُعي الصرع مدة طويلة مرضا دينيا بسبب الاعتقاد ان لا شفاء منه إلّا بواسطة الآلهة. لكنَّ أبُقراط كتب: «بالنسبة الى المرض الذي يقال انه ‹ديني›: لا يبدو لي على الاطلاق الهيا او دينيا اكثر من الامراض الاخرى، فهو ناجم عن سبب طبيعي». كان أبُقراط ايضا اول طبيب عُرف بمراقبته اعراض مختلف الامراض وتدوينها للرجوع اليها في المستقبل.
بعد قرون، قام الطبيب اليوناني جالينوس المولود سنة ١٢٩ بم بأبحاث علمية مبتكرة. فقد شرَّح بشرا وحيوانات ووضع كتابا عن التشريح استعمله الاطباء طوال قرون! بعد ذلك، وضع آندرياس ڤيزيليوس الذي ولد سنة ١٥١٤ في بروكسل كتابا بعنوان في بنية الجسم البشري (باللاتينية). وقد لاقى هذا الكتاب المعارضة لأنه ناقض الكثير من استنتاجات جالينوس، لكنه وضع الاساس لعلم التشريح الحديث. ووفقا لكتاب العظماء (بالالمانية)، صار ڤيزيليوس «احد اهم الباحثين الطبيين في الشعوب والازمنة قاطبة».
لم يلبث الزمن ان تخطى ايضا نظريات جالينوس عن القلب والدورة الدموية.a فالطبيب الانكليزي وليَم هارڤي قضى سنوات يشرِّح حيوانات وطيورا. وراقب عمل صمامات القلب، قاس حجم الدم في كلٍّ من تجاويف القلب وقدَّر حجم الدم في الجسم. ونشر هارڤي اكتشافاته سنة ١٦٢٨ في كتاب بعنوان في حركة القلب والدم عند الحيوانات (باللاتينية). فانتُقد، عورض، هوجم، وأُهين. لكنَّ عمله هذا كان نقطة تحول في الطب. فقد اكتُشف نظام الدورة الدموية في الجسم!
من الحلاقة الى الجراحة
احرزت الجراحة ايضا تقدما كبيرا. فخلال العصور الوسطى، كانت الجراحة غالبا عمل الحلاقين. ولا عجب ان يقول البعض ان ابا الجراحة العصرية هو الفرنسي انبرواز پاريه من القرن السادس عشر. فقد كان رائدا في مهنة الحلاقين-الجراحين وخدم أربعة ملوك فرنسيين. وقد اخترع پاريه عددا من الادوات الجراحية ايضا.
احدى المشاكل الرئيسية التي ظلت تواجه الجرّاح في القرن الـ ١٩ كانت عجزه عن تخفيف آلام الجراحة. لكن سنة ١٨٤٦ فتح جراح اسنان يدعى وليَم مورتون الطريق امام شيوع استعمال التخدير في العمليات الجراحية.b
سنة ١٨٩٥ فيما كان الفيزيائي الالماني ولهلم رونتجن يجري تجارب في حقل الكهرباء، لاحظ وجود اشعة تمر عبر اللحم لكن ليس عبر العظم. وإذ لم يعرف مصدر الاشعة، دعاها اشعة X، اسم لا يزال يُستعمل في بعض اللغات. (الالمان يعرفونها باسم اشعة رونتجن.) وبحسب كتاب العظماء الالمان (بالالمانية)، اخبر رونتجن زوجته: «سيقول الناس ‹لقد اصاب رونتجن مسّ من الجنون›». وقد قال البعض ذلك فعلا. لكنَّ اكتشافه احدث ثورة في حقل الجراحة. وصار بإمكان الجراحين الآن النظر الى داخل الجسم دون شقّه.
التغلب على الامراض
عبر العصور، تفشّت الامراض الخمجية مثل الجُدَريّ وبلغت ابعادا وبائية، فسبَّبت الذعر والموت. وأول من كتب وصفا طبيا دقيقا عن مرض الجُدَريّ كان الرازي، طبيب فارسي في القرن التاسع يعتبره البعض اعظم طبيب في العالم الاسلامي في تلك الحقبة. لكن مرت قرون قبل ان يجد طبيب انكليزي يدعى ادوارد جَنَر طريقة لمعالجته. لاحظ جَنَر انه عندما يصاب شخص بجُدَريّ البقر — مرض غير مؤذ — يطوّر مناعة ضد الجُدَريّ. وعلى اساس هذه الملاحظة، استعمل بعضا من الجلد المصاب بجُدَريّ البقر ليطوّر لقاحا ضد الجُدَريّ. وكان ذلك سنة ١٧٩٦. ومثل المبتكرين قبله، نال جَنَر حصته من النقد والمعارضة. لكنَّ اكتشافه لعملية التلقيح ادّى في نهاية المطاف الى القضاء على المرض وزوَّد الطب بأداة جديدة قوية.
واستعمل الفرنسي لويس پاستور التلقيح لمكافحة الكلَب والجمرة الخبيثة. وبرهن ايضا ان الجراثيم تلعب دورا اساسيا في تسبيب المرض. وسنة ١٨٨٢، اكتشف روبرت كوخ الجرثومة التي تسبِّب السّل، «اكثر الامراض فتكا في القرن التاسع عشر» على حد قول احد المؤرخين. وبعد حوالي سنة، اكتشف كوخ الجرثومة التي تسبِّب الكوليرا. تقول مجلة لايف (بالانكليزية): «كان عمل پاستور وكوخ المدخل الى علم الاحياء المجهرية وأدى الى تطورات في علم المناعة، في منع تفشي الامراض، وفي العادات الصحية — تطورات ساهمت في إطالة عمر البشر اكثر من اي تطور علمي آخر حدث في السنوات الألف الماضية».
الطب في القرن العشرين
في بداية القرن العشرين، خطا الطب خطى ثابتة معتمدا على ما انجزه هؤلاء الاطباء اللامعون القدامى وغيرهم. ومنذ ذلك الوقت يحرز الطب بسرعة البرق التقدم تلو الآخر — إنسولين للمصابين بالداء السكري، المعالجة الكيميائية للسرطان، المعالجة بالهرمونات لاضطرابات الغدد، المضادات الحيوية للسّل، الكلوروكين لبعض انواع الملاريا، والتَّحال لمرض الكلى، بالاضافة الى جراحة القلب المفتوح وزراعة الاعضاء، وهذا ليس سوى غيض من فيض.
لكن الآن في فجر القرن الـ ٢١، كم اقترب الطب من هدف ضمان «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم»؟
هدف بعيد المنال؟
يتعلم الاولاد ان الركوب على كتفي رفقائهم لا يجعل كل تفاحة في متناول اليد. فبعض التفاح الانضج في اعلى الشجرة يبقى بعيد المنال. وبشكل مماثل، احرز الطب تقدما تلو الآخر، ماضيا قدما نحو الامام. لكنَّ الهدف الاثمن — الصحة الجيدة للجميع — يبقى بعيد المنال.
لذلك، في حين اخبرت اللجنة الاوروپية سنة ١٩٩٨ ان «الاوروپيين لم يسبق ان تمتعوا كما اليوم بحياة صحية وطويلة»، اضاف التقرير: «سيموت شخص من كل خمسة اشخاص قبل الاوان، قبل بلوغ الـ ٦٥ من عمره. وسيكون السرطان سبب ٤٠ في المئة من هذه الميتات، والامراض القلبية الوعائية سبب ٣٠ في المئة منها، . . . فينبغي ان تزوَّد حماية افضل ضد المخاطر الصحية الجديدة».
وأوردت المجلة الصحية الالمانية ڠيزونتهايت، في عددها الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٨، ان الامراض الخمجية مثل الكوليرا والسّل يزداد خطرها. لماذا؟ لأن المضادات الحيوية «تفقد فعاليتها. فالمزيد والمزيد من البكتيريا يصبح مقاوما لدواء شائع واحد على الاقل، والكثير منها في الواقع مقاوم لعدة ادوية». ولا يقتصر الامر على ظهور امراض قديمة مجددا بل يتعداه ايضا الى ظهور امراض جديدة مثل الأيدز. وتذكّرنا المطبوعة الالمانية التي تُعنى بالصيدلة احصائيات ٩٧: «لا توجد حتى الآن طريقة لمعالجة ثلثي كل الامراض المعروفة — اي حوالي ٠٠٠,٢٠ مرض».
هل المعالجة بالمورِّثات هي الحل؟
من المسلَّم به ان الابتكارات في العلاجات تسير على قدم وساق. مثلا، يشعر الكثيرون ان الهندسة الوراثية قد تكون المفتاح لصحة افضل. فعلى اثر بحث اجراه في الولايات المتحدة سنة ١٩٩٠ اطباء مثل الدكتور و. فرنش اندرسن، وُصفت المعالجة بالمورِّثات بأنها «اكثر الحقول اثارة في البحث الطبي». ويذكر كتاب المعالجة بالمورِّثات (بالالمانية) انه من خلال المعالجة بالمورِّثات «يمكن ان يكون الطب على شفير تطور رائد. وهذا الامر سيفيد خصوصا معالجة الامراض التي لم يُكتشف لها حتى الآن علاج شاف».
ويتوقع العلماء مع الوقت ان يتمكنوا من شفاء الامراض الوراثية الخِلْقيّة بحقن المرضى بمورِّثات مصحِّحة. حتى الخلايا المؤذية، مثل الخلايا السرطانية، ستُحَث ربما على اتلاف ذاتها. وصار اليوم ممكنا البحث عن الاعتلالات الوراثية لمعرفة مدى استعداد المرء لأن يُصاب بأمراض معينة. ويقول البعض ان تعديل الادوية لتلائم تركيب المريض الوراثي سيكون التطور التالي. ويشير احد الباحثين البارزين ان الاطباء سيتمكنون يوما ما من «تشخيص علل مرضاهم ووصف اجزاء [الدَّنا DNA] الملائمة لشفائهم».
لكن ليس الجميع مقتنعين ان المعالجة بالمورِّثات تقدم «العلاج العجائبي» للمستقبل. فوفقا للاستطلاعات، قد لا يرغب الناس حتى ان يُجرى تحليل لتركيبهم الوراثي. كما يخشى كثيرون ان تكون المعالجة بالمورِّثات تدخلا خطرا في البنية الطبيعية.
ان الوقت كفيل ان يُظهر هل ستفي الهندسة الوراثية او اية معالجات طبية متطورة اخرى بوعودها المتفائلة جدا ام لا. لكن هنالك سبب لتجنب التفاؤل غير المناسب. يصف كتاب الاساس الطيني دورة مألوفة جدا للجميع: «يبرز علاج جديد فيرحَّب به في المؤتمرات الطبية وفي المجلات المختصة. ويصبح مخترعوه بارزين في مهنتهم، وتشيد وسائل الاعلام بالتطور الجديد. بعد فترة من النشوة والشهادات المدعومة بالوثائق التي تدعم العلاج العجائبي، تتغلغل تدريجيا خيبة الامل التي قد تدوم بضعة شهور وتمتد الى بضعة عقود. ثم يُكتشف علاج جديد، وبين ليلة وضحاها تقريبا يحل محل العلاج القديم الذي يفقد قيمته بسرعة فائقة». فعلا، ان الكثير من العلاجات التي تخلى عنها معظم الاطباء بسبب عدم فعاليتها كان العلاج المعتمد منذ فترة ليست ببعيدة.
رغم ان الاطباء اليوم لا يوضعون في المنزلة الدينية الرفيعة التي كانت تعطى للشفاة في الازمنة الغابرة، يميل البعض الى نسب قدرات شبه الهية الى الاطباء، كما يميلون الى التصور ان العلم سيجد لا محالة دواء لكل علة. لكن شتّان ما بين الواقع وهذا التصور! ذكر الدكتور ليونارد هايفليك في كتابه كيف ولماذا نشيخ (بالانكليزية): «سنة ١٩٠٠، مات ٧٥ في المئة من الناس في الولايات المتحدة قبل ان يبلغوا الخامسة والستين من عمرهم. واليوم، هذا الاحصاء معكوس تقريبا: فحوالي ٧٠ في المئة من الناس يموتون بعد الخامسة والستين». وما سبب هذه الزيادة البارزة في مدى حياة الانسان؟ يوضح هايفليك انها «عائدة بشكل كبير الى انخفاض وفيات المولودين الجدد». والآن افترضوا ان بإمكان الطب ازالة الاسباب الرئيسية التي تسبب وفاة المسنين — مرض القلب، السرطان، والسكتة الدماغية. فهل يؤدي ذلك الى ضمان الخلود؟ كلا. يذكر الدكتور هايفليك انه حتى في هذه الحالة، «سيحيا معظم الناس حتى سن المئة تقريبا». ويضيف: «حتى هؤلاء المعمّرون لن يكونوا خالدين. لكن ممَّ سيموتون؟ سيضعف جسمهم تدريجيا حتى تدركهم المنيَّة».
رغم الجهود الدؤوبة التي بذلت في العلوم الطبية، لا يزال التخلص من الموت بعيدا عن متناول الطب. فما السبب؟ وهل يكون الهدف ان يتمتع الجميع بصحة جيدة مجرد حلم لا يتحقق؟
[الحاشيتان]
a بحسب دائرة معارف الكتاب العالمي (بالانكليزية)، ظن جالينوس ان الكبد يحوِّل الطعام بعد عملية الهضم الى دم، ثم يجري الدم الى باقي الجسم ويُمتص.
b انظروا المقالة «من الالم المبرِّح الى التخدير»، في عدد ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٠ من استيقظ!.
[النبذة في الصفحة ٤]
«لقد ترك الكثير من معتقدات الشعوب القديمة بصمات على مهنة الطب لا تزال حتى يومنا هذا». — الاساس الطيني
[الصورة في الصفحتين ٤ و ٥]
أبُقراط، جالينوس، وڤيزيليوس وضعوا اساس الطب الحديث
[مصدر الصورة]
Kos Island, Greece
Courtesy National Library of Medicine
Meyer’s Encyclopedic Lexicon Woodcut by Jan Steven von Kalkar of A. Vesalius, taken from
[الصور في الصفحة ٦]
كان انبرواز پاريه رائدا في مهنة الحلاقين-الجراحين وخدم اربعة ملوك فرنسيين
الطبيب الفارسي الرازي (الى اليسار)، والطبيب البريطاني ادوارد جَنَر (الى اليمين)
[مصدر الصورة]
Paré and Ar-Rāzī: Courtesy National Library of Medicine
Great Men and Famous Women From the book
[الصورة في الصفحة ٧]
اثبت الفرنسي لويس پاستور ان الجراثيم تسبِّب المرض
[مصدر الصورة]
Institut Pasteur ©
[الصور في الصفحة ٨]
حتى لو أُزيلت اسباب الموت الرئيسية، سيظل الانسان يشيخ ويموت
-
-
الصحة للجميع — قريبا!استيقظ! ٢٠٠١ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الصحة للجميع — قريبا!
تذكر المجلة الاخبارية الالمانية فوكَس: «ان فكرة عدم وقوع المرء فريسة المرض بعد الآن . . . هي فكرة شائعة حاليا». لكنّ هذه الفكرة ليست جديدة. فعندما أبدأ الخالق الجنس البشري لم يقصد قط ان يقعوا فريسة المرض. ولم يكن قصده للجنس البشري مجرد «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم». (إمالة الحروف لنا) فقد قصد الخالق ان يتمتع كل فرد بالصحة التامة!
فلماذا نمرض اذًا؟ يخبرنا الكتاب المقدس ان يهوه اللّٰه صنع ابوَي كل الجنس البشري، آدم وحواء، كاملين. وعندما انتهى من الخلق، ‹رأى اللّٰه كل ما عمله فإذا هو حسن جدا›. ولم ينوِ خالقنا المحب ان تُبتلى الحياة البشرية بالمرض والموت. لكن عندما اختار آدم وحواء عدم اتباع طريق الحياة الذي رُسم لهما، وقعا في الخطية. وكانت نتيجة الخطية الآدمية الموت الذي انتقل الى كل البشر. — تكوين ١:٣١؛ روما ٥:١٢.
لكنَّ يهوه لم يتخلَ عن الجنس البشري. وكذلك لم يتخلَ عن قصده الاصلي المتعلق بهم وبالارض. ففي كل الكتاب المقدس، يُعلن قصده ان يعيد البشر المطيعين الى حالتهم الاصلية المتسمة بالصحة الجيدة. وحين كان يسوع المسيح، ابن اللّٰه، على الارض اظهر قدرة اللّٰه على شفاء العلل. فشفى يسوع مثلا العمى، البرص، الصمم، الاستسقاء، الصرع، والشلل. — متى ٤:٢٣، ٢٤؛ لوقا ٥:١٢، ١٣؛ ٧:٢٢؛ ١٤:١-٤؛ يوحنا ٩:١-٧.
سيجعل اللّٰه قريبا ملكه المسياني، يسوع المسيح، يتولى شؤون عالم الجنس البشري. وتحت اشرافه، ستتحقق نبوة اشعياء: «لا يقول ساكن انا مرضت. الشعب الساكن فيها مغفور الاثم». (اشعياء ٣٣:٢٤) فكيف سيحدث ذلك؟
نلاحظ ان النبي يكتب عن شعب «مغفور الاثم». اذًا، سيُزال السبب الاصلي للمرض — الخطية التي ورثها البشر. كيف؟ ستُطبَّق قيمة فدية ذبيحة يسوع على الاشخاص المطيعين، مزيلة بذلك اساس المرض والموت. وستعم حالة فردوسية كل بقعة من الارض. كتب الرسول المسيحي يوحنا: «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد. فالأمور السابقة قد زالت». وسيحدث ذلك قريبا! — كشف ٢١:٣، ٤؛ متى الاصحاح ٢٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
المحافظة على الاتزان
حتى يحين ذلك الوقت، لا مفر من ان يعاني ملايين الناس المرض. فمن الطبيعي ان يقلق الافراد بشأن صحتهم وصحة الذين يحبونهم.
ويقدّر المسيحيون اليوم كثيرا الجهود التي تُبذل في الحقل الطبي. وهم يتخذون خطوات منطقية ليحسنوا صحتهم او يبقوا اصحاء. لكنَّ وعد الكتاب المقدس بمستقبل خالٍ من المرض يساعدنا ان نحافظ على اتزاننا في هذا الشأن. فحتى يحين الوقت الذي فيه سيتولى الملك المسياني شؤون الجنس البشري، تستحيل حيازة صحة تامة. فكما رأينا، حتى اكثر الاكتشافات روعة لم تمكِّن الطب من بلوغ التفاحة الانضج في رأس الشجرة — الصحة الجيدة للجميع.
ان تحقيق «مستوى مقبول من الصحة للناس كافةً في كل اقطار العالم» هو هدف سيُبلغ قريبا. لكنّ ذلك لن يتم على يد الامم المتحدة او منظمة الصحة العالمية او المسؤولين عن التخطيط البيئي او المصلحين الاجتماعيين او الاطباء، بل سيتم على يد يسوع المسيح. ويا للفرح الذي سيعم حين يُحرَّر الجنس البشري اخيرا ‹من الاستعباد للفساد وينال الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه›! — روما ٨:٢١.
[الصور في الصفحة ١٠]
في عالم اللّٰه الجديد سيتمتع الجميع بالصحة
-