-
اخدم يهوه بقلب كاملبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | آذار (مارس)
-
-
آسَا، يَهُوشَافَاطُ، حَزَقِيَّا، يُوشِيَّا
اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
«يَا يَهْوَهُ، أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ». — ٢ مل ٢٠:٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٢، ٦٥
١-٣ مَاذَا تَعْنِي خِدْمَةُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ»؟ أَوْضِحْ.
كُلُّنَا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا «يُعَامِلُنَا حَسَبَ خَطَايَانَا». فَهُوَ يَغْفِرُ لَنَا عَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ يَسُوعَ، شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْ خَطَايَانَا وَنَطْلُبَ غُفْرَانَهُ بِتَوَاضُعٍ. (مز ١٠٣:١٠) وَلٰكِنْ رَغْمَ نَقْصِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَخْدُمَهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». (١ اخ ٢٨:٩) فَهَلْ هٰذَا مُمْكِنٌ؟
٢ تُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ ٱلْمُقَارَنَةُ بَيْنَ ٱلْمَلِكَيْنِ آسَا وَأَمَصْيَا. فَكِلَاهُمَا فَعَلَا مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ وَٱرْتَكَبَا أَيْضًا أَخْطَاءً بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ «قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا كُلَّ أَيَّامِهِ». (٢ اخ ١٥:١٦، ١٧؛ ٢٥:١، ٢؛ ام ١٧:٣) فَهُوَ أَحَبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَلَمْ يَحِدْ قَطُّ عَنْ طُرُقِهِ. أَمَّا أَمَصْيَا فَلَمْ يَخْدُمْهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». فَبَعْدَمَا ٱنْتَصَرَ عَلَى أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ، أَحْضَرَ آلِهَتَهُمْ وَٱبْتَدَأَ يَعْبُدُهَا. — ٢ اخ ٢٥:١١-١٦.
٣ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ هٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ أَنَّ مَنْ يَخْدُمُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ» لَا يَعْبُدُهُ عِبَادَةً رِيَائِيَّةً أَوْ شَكْلِيَّةً. بَلْ يُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ وَيَرْغَبُ فِي عِبَادَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُشِيرُ «ٱلْقَلْبُ» عَادَةً إِلَى مَا فِي دَاخِلِ ٱلْإِنْسَانِ: رَغَبَاتِهِ، أَفْكَارِهِ، طِبَاعِهِ، مَوَاقِفِهِ، قُدُرَاتِهِ، دَوَافِعِهِ، أَهْدَافِهِ، وَغَيْرِهَا. إِذًا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، شَرْطَ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ دُونِ رِيَاءٍ. — ٢ اخ ١٩:٩.
٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي حَيَاةِ أَرْبَعَةِ مُلُوكٍ حَكَمُوا يَهُوذَا. وَهُمْ آسَا وَيَهُوشَافَاطُ وَحَزَقِيَّا وَيُوشِيَّا. وَيُسَاعِدُنَا مِثَالُهُمْ أَنْ نَفْهَمَ مَا تَعْنِيهِ خِدْمَةُ ٱللّٰهِ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكُ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ رَغْمَ ٱرْتِكَابِهِمِ ٱلْأَخْطَاءَ. فَلِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللّٰهُ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟
«كَانَ قَلْبُ آسَا كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ»
٥ أَيَّةُ إِجْرَاءَاتٍ ٱتَّخَذَهَا آسَا بَعْدَمَا مَلَكَ؟
٥ كَانَ آسَا ثَالِثَ مَلِكٍ يَحْكُمُ يَهُوذَا بَعْدَمَا ٱنْقَسَمَتِ ٱلْأُمَّةُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ. وَٱتَّخَذَ عِدَّةَ إِجْرَاءَاتٍ سَاعَدَتِ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. مَثَلًا، أَزَالَ ٱلصَّنَمِيَّةَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ وَطَرَدَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ. حَتَّى إِنَّهُ خَلَعَ جَدَّتَهُ مَعْكَةَ مِنْ أَنْ تَكُونَ «ٱلسَّيِّدَةَ ٱلْكُبْرَى، لِأَنَّهَا صَنَعَتْ صَنَمًا مُرِيعًا». (١ مل ١٥:١١-١٣) كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ . . . وَأَنْ يَعْمَلُوا بِٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ». — ٢ اخ ١٤:٤.
٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ آسَا حِينَ غَزَا ٱلْحَبَشِيُّونَ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا؟
٦ وَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلْأُولَى مِنْ حُكْمِ آسَا، عَاشَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا بِسَلَامٍ. بَعْدَ ذٰلِكَ، أَتَى عَلَيْهِمْ زَارَحُ ٱلْحَبَشِيُّ بِجَيْشٍ مِنْ مِلْيُونِ رَجُلٍ وَثَلَاثِ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ. (٢ اخ ١٤:١، ٦، ٩، ١٠) فَمَاذَا فَعَلَ آسَا؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَيْهِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ١٤:١١.) فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ، وَمَنَحَهُمْ نَصْرًا سَاحِقًا عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلْحَبَشِيِّ. (٢ اخ ١٤:١٢، ١٣) صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَ أَحْيَانًا مُلُوكًا غَيْرَ أُمَنَاءَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ، لٰكِنَّهُ سَاعَدَ شَعْبَهُ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ لِأَنَّ آسَا ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ. (١ مل ٢٠:١٣، ٢٦-٣٠) إِلَّا أَنَّ آسَا لِلْأَسَفِ لَمْ يَتَصَرَّفْ بِحِكْمَةٍ دَائِمًا. فَقَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا حِينَ ٱسْتَنْجَدَ بِمَلِكِ أَرَامَ. (١ مل ١٥:١٦-٢٢) مَعَ ذٰلِكَ، عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ، وَأَنَّ ‹قَلْبَهُ كَامِلٌ مَعَهُ›. فَكَيْفَ نَتْبَعُ مِثَالَهُ ٱلْجَيِّدَ؟ — ١ مل ١٥:١٤.
٧، ٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِآسَا؟
٧ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَعْرِفَ هَلْ يُحِبُّ يَهْوَهَ فِعْلًا. لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَهَ دَائِمًا وَأُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟›. تَذَكَّرْ أَنَّ آسَا تَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَعْزِلَ جَدَّتَهُ عَنْ مَنْصِبِهَا ٱلْمَلَكِيِّ. أَنْتَ أَيْضًا تَحْتَاجُ إِلَى شَجَاعَةٍ كَهٰذِهِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ. فَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَوْ أَصْدِقَائِكَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، وَفُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ غَيْرُ تَائِبٍ؟ هَلْ يَدْفَعُكَ قَلْبُكَ أَنْ تَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا وَتَتَوَقَّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِ؟
٨ وَمِثْلَ آسَا، رُبَّمَا تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلْكُلَّ ضِدُّكَ. فَقَدْ يَسْخَرُ مِنْكَ ٱلْأَسَاتِذَةُ أَوِ ٱلتَّلَامِيذُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِأَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. أَوْ يَنْتَقِدُكَ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ حِينَ تَأْخُذُ عُطْلَةً لِتَحْضُرَ ٱلْمَحْفِلَ أَوْ تَرْفُضُ أَنْ تَعْمَلَ سَاعَاتٍ إِضَافِيَّةً. فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ، ٱتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ، صَلِّ إِلَيْهِ، تَحَلَّ بِٱلشَّجَاعَةِ، وَٱثْبُتْ عَلَى مَوْقِفِكَ. وَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَوِّيكَ، مِثْلَمَا قَوَّى آسَا وَسَاعَدَهُ.
٩ كَيْفَ نُظْهِرُ بِبِشَارَتِنَا أَنَّ قَلْبَنَا كَامِلٌ؟
٩ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، لَمْ يُفَكِّرْ آسَا فِي نَفْسِهِ فَقَطْ، بَلْ شَجَّعَ غَيْرَهُ أَيْضًا «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ». بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَيَهْوَهُ يُسَرُّ جِدًّا عِنْدَمَا يَرَانَا نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. فَبِذٰلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَهْتَمُّ بِٱلنَّاسِ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ.
يَهُوشَافَاطُ طَلَبَ يَهْوَهَ
١٠، ١١ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهُوشَافَاطَ؟
١٠ سَارَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا «فِي طُرُقِ أَبِيهِ» وَشَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ. (٢ اخ ٢٠:٣١، ٣٢) لِذَا أَرْسَلَ رِجَالًا إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا لِيُعَلِّمُوهُمْ مِنْ ‹سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ›. (٢ اخ ١٧:٧-١٠) حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ ٱلْجَبَلِيَّةِ فِي مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ «لِيَرُدَّهُمْ إِلَى يَهْوَهَ». (٢ اخ ١٩:٤) فِعْلًا، كَانَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكًا وَلِيًّا «طَلَبَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». — ٢ اخ ٢٢:٩.
١١ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كُلُّ ٱلنَّاسِ عَنْهُ. وَتُتَاحُ لَنَا جَمِيعًا فُرْصَةُ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِ هٰذَا كُلَّ شَهْرٍ. فَهَلْ تَرْغَبُ أَنْ تَبْدَأَ دَرْسًا مَعَ أَحَدِ ٱلْمُهْتَمِّينَ وَتُسَاعِدَهُ أَنْ يَعْبُدَ يَهْوَهَ؟ هَلْ تُصَلِّي بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟ وَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ تُضَحِّيَ بِبَعْضِ أَوْقَاتِ فَرَاغِكَ لِتَدْرُسَ مَعَهُ؟ سَيُسَاعِدُكَ يَهْوَهُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ إِذَا بَذَلْتَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِكَ. رَأَيْنَا أَيْضًا أَنَّ يَهُوشَافَاطَ شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ. نَحْنُ كَذٰلِكَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ كَيْ يَسْتَعِيدُوا نَشَاطَهُمْ. وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَفْصُولِينَ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ؟ يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِزِيَارَتِهِمْ وَيُقَدِّمُونَ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا فَعَلَ يَهُوشَافَاطُ عِنْدَمَا شَعَرَ بِٱلْخَوْفِ؟ (ب) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ وَنَعْتَرِفَ بِضَعَفَاتِنَا؟
١٢ يَرْسُمُ لَنَا يَهُوشَافَاطُ مِثَالًا جَيِّدًا فِي مَجَالٍ آخَرَ. فَتَمَامًا مِثْلَ أَبِيهِ آسَا، ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ حِينَ أَتَى جَيْشٌ كَبِيرٌ جِدًّا لِمُحَارَبَةِ يَهُوذَا. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٠:٢-٤.) فَعَبَّرَ لِيَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِهِ وَٱعْتَرَفَ بِتَوَاضُعٍ: «لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَفْعَلُ». لٰكِنَّهُ وَثِقَ بِهِ كَامِلًا حِينَ قَالَ: «عُيُونُنَا إِلَيْكَ». — ٢ اخ ٢٠:١٢.
١٣ نَحْنُ أَيْضًا نَشْعُرُ أَحْيَانًا بِٱلِٱرْتِبَاكِ أَوِ ٱلْخَوْفِ. (٢ كو ٤:٨، ٩) لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ ٱلَّذِي صَلَّى عَلَنًا وَٱعْتَرَفَ بِضَعْفِهِ هُوَ وَشَعْبِهِ. (٢ اخ ٢٠:٥) فَلَا يَجِبُ أَنْ يَخْجَلَ ٱلْآبَاءُ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ أَمَامَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ وَيَطْلُبُوا مُسَاعَدَتَهُ وَإِرْشَادَهُ لِيَتَخَطَّوُا ٱلْمَشَاكِلَ. عِنْدَئِذٍ تَلْمُسُ ٱلْعَائِلَةُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهُمْ يَثِقُونَ بِيَهْوَهَ. وَهُوَ بِٱلتَّالِي سَيُسَاعِدُهُمْ كَمَا سَاعَدَ يَهُوشَافَاطَ.
حَزَقِيَّا فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ
١٤، ١٥ كَيْفَ وَثِقَ حَزَقِيَّا كَامِلًا بِٱللّٰهِ؟
١٤ حَزَقِيَّا مَلِكٌ «ٱلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ»، رَغْمَ مِثَالِ أَبِيهِ ٱلسَّيِّئِ. فَأَبُوهُ كَانَ يَعْبُدُ ٱلْأَصْنَامَ. أَمَّا هُوَ فَنَزَعَ «ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَكَسَّرَ ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعَ ٱلسَّارِيَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَسَحَقَ حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي كَانَ مُوسَى قَدْ صَنَعَهَا»، لِأَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا. لَقَدْ أَحَبَّ حَزَقِيَّا يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ «وَلَمْ يَحِدْ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ». — ٢ مل ١٨:١-٦.
١٥ وَخِلَالَ حُكْمِهِ، غَزَا ٱلْجَيْشُ ٱلْأَشُّورِيُّ يَهُوذَا وَهَدَّدَ بِتَدْمِيرِ أُورُشَلِيمَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْأَشُّورِيَّ سَنْحَارِيبَ ٱسْتَهْزَأَ بِيَهْوَهَ، وَحَاوَلَ أَنْ يُخِيفَ حَزَقِيَّا وَيَحْمِلَهُ عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْأَمِينَ ٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ وَطَلَبَ مُسَاعَدَتَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ. (اقرأ اشعيا ٣٧:١٥-٢٠.) فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ وَأَرْسَلَ مَلَاكًا قَتَلَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ٠٠٠,١٨٥ جُنْدِيٍّ أَشُّورِيٍّ. — اش ٣٧:٣٦، ٣٧.
١٦، ١٧ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِحَزَقِيَّا؟
١٦ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ. فَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَذْكُرَ أَمَانَتَهُ وَيُسَاعِدَهُ. (اقرأ ٢ ملوك ٢٠:١-٣.) فَسَمِعَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ وَشَفَاهُ. نَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَشْفِينَا وَلَا يُطِيلُ عُمْرَنَا عَجَائِبِيًّا. إِلَّا أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ مِثْلَ حَزَقِيَّا وَنَقُولَ: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا يَهْوَهُ، أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ». فَهَلْ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَعْتَنِي بِنَا عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ؟ — مز ٤١:٣.
١٧ وَٱلتَّمَثُّلُ بِحَزَقِيَّا يُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَلَّا نَسْمَحَ لِأَيِّ شَيْءٍ بِإِضْعَافِ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ أَوْ إِلْهَائِنَا عَنْ خِدْمَتِهِ. طَبْعًا، يُحِبُّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَوَاصَلُوا مَعَ أَقْرِبَائِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِأَهْلِ ٱلْعَالَمِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَهُمْ يُؤَلِّهُونَ ٱلْبَشَرَ وَيَصْرِفُونَ وَقْتًا كَثِيرًا فِي مُتَابَعَةِ أَخْبَارِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ لَا يَعْرِفُونَهُمْ وَتَصَفُّحِ صُوَرِهِمْ. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ، فَلَا يُضَيِّعُونَ وَقْتَهُمْ فِي تَفَاهَاتٍ كَهٰذِهِ. وَهُمْ لَا يَتَبَاهَوْنَ بِعَدَدِ ٱلْمُعْجَبِينَ بِصُوَرِهِمْ، وَلَا يَشْعُرُونَ بِٱلْإِهَانَةِ إِذَا تَوَقَّفَ أَحَدُهُمْ عَنْ مُتَابَعَتِهِمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَوَاقِعِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَثَلًا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَوْ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا كَانُوا يَشْغَلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِنَشْرِ صُوَرِهِمْ أَوْ مُتَابَعَةِ أَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ كَانَ «أَكْثَرَ ٱنْشِغَالًا بِٱلْكَلِمَةِ». وَأَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا ٱسْتَغَلَّا وَقْتَهُمَا لِيَشْرَحَا لِلْآخَرِينَ «طَرِيقَ ٱللّٰهِ عَلَى وَجْهٍ أَصَحَّ». (اع ١٨:٤، ٥، ٢٦) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَتَجَنَّبُ تَأْلِيهَ ٱلْبَشَرِ وَإِضَاعَةَ ٱلْوَقْتِ فِي أُمُورٍ تَافِهَةٍ؟›. — اقرأ افسس ٥:١٥، ١٦.
يُوشِيَّا حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ
١٨، ١٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا؟
١٨ اَلْمَلِكُ يُوشِيَّا مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا، لِأَنَّهُ حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ «مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». (٢ اخ ٣٤:٣١) فَقَدِ «ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلٰهَ دَاوُدَ» وَهُوَ لَا يَزَالُ مُرَاهِقًا. وَعِنْدَمَا بَلَغَ ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، رَاحَ يُطَهِّرُ يَهُوذَا مِنَ ٱلْأَصْنَامِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:١-٣.) كَمَا ٱجْتَهَدَ لِيُرْضِيَ ٱللّٰهَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ مُلُوكٍ عَدِيدِينَ حَكَمُوا يَهُوذَا. فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، وَجَدَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي يُرَجَّحُ أَنَّ مُوسَى كَتَبَهُ بِيَدِهِ. وَعِنْدَمَا سَمِعَ يُوشِيَّا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ، سَعَى لِيُتَمِّمَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ. كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، «لَمْ يَحِيدُوا كُلَّ أَيَّامِهِ عَنِ ٱتِّبَاعِ يَهْوَهَ». — ٢ اخ ٣٤:٢٧، ٣٣.
١٩ فَيَا أَيُّهَا ٱلشَّابُّ، لِمَ لَا تَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا وَتَتَعَرَّفُ بِيَهْوَهَ أَكْثَرَ؟ لَرُبَّمَا تَعَلَّمَ يُوشِيَّا عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ جَدِّهِ ٱلْمَلِكِ ٱلتَّائِبِ مَنَسَّى. أَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي عَائِلَتِكَ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَسَّتْ قَلْبَ يُوشِيَّا وَدَفَعَتْهُ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، تُشَجِّعُكَ قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يَزْدَادُ فَرَحُكَ وَتَقْوَى عَلَاقَتُكَ بِٱللّٰهِ، فَتَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:١٨، ١٩.) وَفِيمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، سَتُلَاحِظُ مَجَالَاتٍ تُحَسِّنُ فِيهَا خِدْمَتَكَ. فَٱبْذُلْ وِسْعَكَ لِتُجْرِيَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ، مِثْلَمَا فَعَلَ يُوشِيَّا.
اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
٢٠، ٢١ (أ) مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثْنَا عَنْهُمْ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢٠ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟ لَقَدْ صَمَّمُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللّٰهَ وَيَعْبُدُوهُ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ. كَمَا ٱتَّكَلُوا عَلَيْهِ حِينَ وَاجَهُوا أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ جِدًّا. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.
٢١ صَحِيحٌ أَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً، لٰكِنَّهُمْ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ. فَقَدْ رَأَى قَلْبَهُمْ وَعَرَفَ أَنَّهُمْ أَحَبُّوهُ فِعْلًا. نَحْنُ أَيْضًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا حِينَ يَرَى أَنَّنَا نَخْدُمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ دُرُوسًا نَتَعَلَّمُهَا مِنْ أَخْطَاءِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ.
-
-
هل نتعلم دروسا من الماضي؟برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | آذار (مارس)
-
-
هَلْ نَتَعَلَّمُ دُرُوسًا مِنَ ٱلْمَاضِي؟
«هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ . . . كُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». — ١ كو ١٠:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١، ٦١
١، ٢ لِمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْأَرْبَعَةِ؟
إِذَا رَأَيْنَا شَخْصًا يَقَعُ أَمَامَنَا فِي حُفْرَةٍ، نَنْتَبِهُ لِخُطُوَاتِنَا كَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَيْضًا. فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَتْهَا شَخْصِيَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً كَثِيرَةً.
٢ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَأَمَّلْنَا فِي مِثَالِ أَرْبَعَةِ مُلُوكٍ خَدَمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. لٰكِنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا أَحْيَانًا أَخْطَاءً خَطِيرَةً. وَأَمْثِلَتُهُمْ كُتِبَتْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِإِرْشَادِنَا كَيْ لَا نُكَرِّرَ ٱلْأَخْطَاءَ نَفْسَهَا. — اقرأ روما ١٥:٤.
لَا تَتَّكِلْ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ
٣-٥ (أ) رَغْمَ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ، أَيُّ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ؟ (ب) لِمَ ٱتَّكَلَ آسَا عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟
٣ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ آسَا. فَقَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ غَزَا مِلْيُونُ حَبَشِيٍّ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا. لٰكِنَّهُ ٱعْتَمَدَ عَلَى حِكْمَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ حِينَ ٱبْتَدَأَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ يُحَصِّنُ ٱلرَّامَةَ، مَدِينَةً مُهِمَّةً عَلَى حُدُودِ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا. (٢ اخ ١٦:١-٣) فَفِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، ٱعْتَمَدَ آسَا عَلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ وَأَعْطَاهُ رَشْوَةً لِيُهَاجِمَ بَعْشَا. وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمَّا سَمِعَ بَعْشَا بِذٰلِكَ . . . كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ وَأَوْقَفَ عَمَلَهُ». (٢ اخ ١٦:٥) إِذًا، يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ إِسْتِرَاتِيجِيَّةَ آسَا نَجَحَتْ.
٤ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَرْضَ عَنْ تَصَرُّفِ آسَا، وَأَرْسَلَ نَبِيَّهُ حَنَانِيَ لِيُوَبِّخَهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ١٦:٧-٩.) فَقَالَ لَهُ حَنَانِي: «مِنَ ٱلْآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ». وَبِٱلْفِعْلِ، وَاجَهَ آسَا وَشَعْبُهُ حُرُوبًا طَوَالَ فَتْرَةِ حُكْمِهِ رَغْمَ ٱنْسِحَابِ بَعْشَا مِنَ ٱلرَّامَةِ.
٥ لٰكِنَّنَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ. (١ مل ١٥:١٤) فَلِمَ ٱتَّكَلَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟ لَرُبَّمَا ٱعْتَقَدَ أَنَّ ٱلدِّبْلُومَاسِيَّةَ أَوِ ٱلْمُنَاوَرَاتِ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ أَفْضَلُ مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا أَصْغَى إِلَى نَصِيحَةٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا. عَلَى أَيِّ حَالٍ، حَصَدَ آسَا عَوَاقِبَ تَصَرُّفِهِ غَيْرِ ٱلْحَكِيمِ هٰذَا.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ خَطَإِ آسَا؟ اُذْكُرْ مِثَالًا.
٦ فَمَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ آسَا؟ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ كَبِيرَةً تَفُوقُ طَاقَتَنَا. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ وَاجَهْنَا مُشْكِلَةً بَسِيطَةً؟ هَلْ نَعْتَمِدُ عَلَى أَنْفُسِنَا وَنَحُلُّهَا عَلَى طَرِيقَتِنَا؟ أَمْ نَتَّكِلُ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ بِٱلْبَحْثِ فِي كَلِمَتِهِ وَتَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ؟ مَثَلًا، إِذَا كَانَتْ عَائِلَتُكَ تُعَارِضُ حُضُورَكَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوِ ٱلْمَحَافِلَ، فَهَلْ تَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ وَإِرْشَادَهُ؟ أَوْ لَرُبَّمَا بَقِيتَ عَاطِلًا عَنِ ٱلْعَمَلِ فَتْرَةً طَوِيلَةً وَأَخِيرًا تَوَفَّرَتْ لَكَ فُرْصَةُ عَمَلٍ. فَهَلْ تُخْبِرُ ٱلْمُدِيرَ خِلَالَ ٱلْمُقَابَلَةِ أَنَّ عَلَيْكَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ كُلَّ أُسْبُوعٍ؟ يَحْسُنُ بِكَ دَائِمًا أَنْ تُطَبِّقَ مَشُورَةَ دَاوُدَ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». — مز ٣٧:٥.
لَا تُعَاشِرْ مَنْ لَا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ
٧، ٨ أَيَّةُ أَخْطَاءٍ وَقَعَ فِيهَا يَهُوشَافَاطُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ تَحَلَّى يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا بِٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلرَّائِعَةِ. وَأَنْجَزَ أَعْمَالًا صَالِحَةً كَثِيرَةً لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى إِلٰهِهِ. لٰكِنَّهُ ٱتَّخَذَ أَحْيَانًا قَرَارَاتٍ خَاطِئَةً. مَثَلًا، رَتَّبَ لِزَوَاجِ ٱبْنِهِ مِنِ ٱبْنَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ. وَلَاحِقًا، ٱنْضَمَّ إِلَى أَخْآبَ فِي حَرْبِهِ ضِدَّ ٱلْأَرَامِيِّينَ مُتَجَاهِلًا تَحْذِيرَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَايَا. وَبِٱلْكَادِ نَجَا مِنَ ٱلْمَوْتِ. (٢ اخ ١٨:١-٣٢) لِذَا سَأَلَهُ ٱلنَّبِيُّ يَاهُو لَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ: «أَتُسَاعِدُ ٱلشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي يَهْوَهَ؟». — اقرأ ٢ اخبار الايام ١٩:١-٣.
٨ فَهَلْ تَعَلَّمَ يَهُوشَافَاطُ دَرْسًا مِنْ تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ وَمِنْ تَحْذِيرِ ٱلنَّبِيِّ؟ كَلَّا. فَرَغْمَ أَنَّهُ ظَلَّ يُحِبُّ يَهْوَهَ وَأَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُ، تَحَالَفَ مَعَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخَزْيَا بْنِ أَخْآبَ. فَصَنَعَا مَعًا أُسْطُولًا مِنَ ٱلسُّفُنِ. لٰكِنَّ ٱلْمَشْرُوعَ فَشِلَ حِينَ تَحَطَّمَ ٱلْأُسْطُولُ بِكَامِلِهِ. — ٢ اخ ٢٠:٣٥-٣٧.
٩ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ؟
٩ بِشَكْلٍ عَامٍّ، كَانَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكًا صَالِحًا وَ «طَلَبَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». (٢ اخ ٢٢:٩) لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَاشَرَ أَشْخَاصًا لَا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَاجَهَ مَشَاكِلَ عَدِيدَةً وَكَادَ يَخْسَرُ حَيَاتَهُ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي يَقُولُ: «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ». (ام ١٣:٢٠) مَثَلًا، نَحْنُ نَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلْحَقِّ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْخَطَرِ أَنْ نُعَاشِرَ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً أَشْخَاصًا لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.
١٠ (أ) أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهُوشَافَاطَ إِذَا كُنَّا نُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ دَائِمًا؟
١٠ وَمَاذَا لَوْ كُنَّا نُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ؟ قَدْ يَظُنُّ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّهُ لَنْ يَجِدَ رَفِيقًا مُنَاسِبًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، فَيُعْجَبُ بِشَخْصٍ لَا يُحِبُّ يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا يَضْغَطُ عَلَيْهِ أَقْرِبَاؤُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ كَيْ يَتَزَوَّجَ ‹قَبْلَ أَنْ يَفُوتَهُ ٱلْقِطَارُ›. كَمَا أَنَّ ٱللّٰهَ وَضَعَ فِينَا رَغْبَةً طَبِيعِيَّةً فِي ٱلْحُبِّ وَٱلرِّفْقَةِ. فَمَاذَا نَفْعَلُ إِذَا لَمْ نَجِدْ حَتَّى ٱلْآنَ رَفِيقًا مُنَاسِبًا؟ هُنَا أَيْضًا، نَتَعَلَّمُ دَرْسًا مِنْ مِثَالِ يَهُوشَافَاطَ. فَقَدِ ٱعْتَادَ أَنْ يَطْلُبَ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ. (٢ اخ ١٨:٤-٦) وَلٰكِنْ حِينَ تَحَالَفَ مَعَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ، تَجَاهَلَ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْإِلٰهِيَّ وَنَسِيَ أَنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٢ اخ ١٦:٩) فَلَا نَنْسَ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَتَفَهَّمُ وَضْعَنَا وَيَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَتِنَا. فَهَلْ تَثِقُ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَسُدُّ حَاجَتَكَ إِلَى ٱلرِّفْقَةِ وَٱلْحُبِّ؟ تَأَكَّدْ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذٰلِكَ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.
لَا تَرْتَبِطْ بِشَخْصٍ لَا يَعْبُدُ يَهْوَهَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.)
لَا تَتْرُكْ قَلْبَكَ يَتَكَبَّرُ
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ كَشَفَ حَزَقِيَّا مَا فِي قَلْبِهِ؟ (ب) لِمَ غَفَرَ يَهْوَهُ لِحَزَقِيَّا؟
١١ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ حَزَقِيَّا دَرْسًا مُهِمًّا عَنِ ٱلْقَلْبِ. فَفَاحِصُ ٱلْقُلُوبِ أَرَادَ أَنْ يَكْشِفَ لِحَزَقِيَّا مَا فِي قَلْبِهِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٢:٣١.) فَعِنْدَمَا مَرِضَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ، أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ عَلَامَةً أَنَّهُ سَيَشْفِيهِ. فَأَرْجَعَ ٱلظِّلَّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ إِلَى ٱلْوَرَاءِ، مِمَّا أَثَارَ ٱهْتِمَامَ رُؤَسَاءِ بَابِلَ. لِذَا أَرْسَلُوا مَنْدُوبِينَ لِيَسْأَلُوا عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْعَجِيبَةِ. (٢ مل ٢٠:٨-١٣؛ ٢ اخ ٣٢:٢٤) لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُخْبِرْ حَزَقِيَّا كَيْفَ يُعَامِلُهُمْ، بَلْ «تَرَكَهُ» لِيَرَى مَاذَا يَفْعَلُ. فَأَرَاهُمْ حَزَقِيَّا «كُلَّ بَيْتِ خَزِينَتِهِ». وَهٰذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْأَحْمَقُ كَشَفَ «كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ».
١٢ فَقَدْ تَكَبَّرَ حَزَقِيَّا. وَلٰكِنْ لِمَ تَغَيَّرَ مَوْقِفُهُ يَا تُرَى؟ هَلْ لِأَنَّهُ ٱنْتَصَرَ عَلَى ٱلْأَشُّورِيِّينَ، شُفِيَ بِأُعْجُوبَةٍ، أَوْ تَمَتَّعَ ‹بِغِنًى وَمَجْدٍ عَظِيمٍ جِدًّا›؟ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ. وَلٰكِنْ مَا نَعْرِفُهُ أَنَّ حَزَقِيَّا تَكَبَّرَ وَ «لَمْ يَرُدَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْهِ». وَمَعَ أَنَّهُ خَدَمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، لَمْ يُرْضِ يَهْوَهَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ. لٰكِنَّ ٱللّٰهَ غَفَرَ لَهُ لَاحِقًا لِأَنَّهُ «تَوَاضَعَ». — ٢ اخ ٣٢:٢٥-٢٧؛ مز ١٣٨:٦.
١٣، ١٤ (أ) اُذْكُرْ حَالَةً تَكْشِفُ مَا فِي قَلْبِنَا. (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ حِينَ نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ؟
١٣ لَقَدْ تَكَبَّرَ قَلْبُ حَزَقِيَّا بَعْدَمَا سَاعَدَهُ يَهْوَهُ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى ٱلْأَشُّورِيِّينَ وَشَفَاهُ مِنْ مَرَضِهِ ٱلْمُمِيتِ. فَكَيْفَ يُفِيدُنَا مِثَالُهُ؟ حِينَ نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ، يَكْشِفُ رَدُّ فِعْلِنَا مَا فِي قَلْبِنَا. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَجْتَهِدُ فِي تَحْضِيرِ خِطَابِهِ. فَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِهِ حِينَ يَمْدَحُهُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ عَلَى إِلْقَائِهِ ٱلْجَيِّدِ؟
١٤ عِنْدَمَا نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُطَبِّقَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ: «مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُوكِلَ إِلَيْكُمْ، فَقُولُوا: ‹نَحْنُ عَبِيدٌ لَا نَصْلُحُ لِشَيْءٍ. قَدْ فَعَلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ›». (لو ١٧:١٠) وَمَا حَصَلَ مَعَ حَزَقِيَّا يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا. فَعِنْدَمَا تَكَبَّرَ، «لَمْ يَرُدَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْهِ». لِذَا عِنْدَمَا نُقَدِّمُ خِطَابًا بِطَرِيقَةٍ جَيِّدَةٍ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي نِعَمِ ٱللّٰهِ أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ وَنَنْسُبَ كُلَّ ٱلْفَضْلِ إِلَيْهِ. فَهُوَ أَسَاسًا مَنْ أَعْطَانَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، وَهُوَ يَدْعَمُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.
اُطْلُبْ إِرْشَادَ يَهْوَهَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ
١٥، ١٦ أَيُّ خَطَإٍ كَلَّفَ يُوشِيَّا حَيَاتَهُ؟
١٥ وَأَخِيرًا، مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يُوشِيَّا؟ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا صَالِحًا، ٱرْتَكَبَ خَطَأً كَلَّفَهُ حَيَاتَهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٥:٢٠-٢٢.) فَقَدْ «خَرَجَ يُوشِيَّا لِمُلَاقَاةِ» نَخْوٍ مَلِكِ مِصْرَ، رَغْمَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَخِيرَ أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَرْغَبُ فِي مُحَارَبَتِهِ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَامَهُ «مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ». فَلِمَ خَرَجَ يُوشِيَّا لِمُحَارَبَتِهِ؟ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ.
١٦ وَلٰكِنْ كَيْفَ كَانَ يُوشِيَّا سَيَتَأَكَّدُ مِنْ كَلَامِ فِرْعَوْنَ؟ كَانَ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَسْأَلَ ٱلنَّبِيَّ ٱلْأَمِينَ إِرْمِيَا. (٢ اخ ٣٥:٢٣، ٢٥) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، كَانَ فِرْعَوْنُ مُتَّجِهًا إِلَى كَرْكَمِيشَ لِمُحَارَبَةِ أُمَّةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَنْوِ أَنْ يُحَارِبَ أُورُشَلِيمَ. وَهُوَ لَمْ يُعَيِّرْ يَهْوَهَ أَوْ شَعْبَهُ. لِذَا ٱتَّخَذَ يُوشِيَّا قَرَارًا خَاطِئًا بِمُحَارَبَةِ فِرْعَوْنَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ، يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ رَأْيَ يَهْوَهَ وَنَطْلُبَ إِرْشَادَهُ.
١٧ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْخَطَأَ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ يُوشِيَّا؟
١٧ وَعِنْدَمَا نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنُطَبِّقَ مَبَادِئَهَا. وَعَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نُجْرِيَ بَحْثًا إِضَافِيًّا فِي مَطْبُوعَاتِنَا وَنَسْتَشِيرَ أَحَدَ ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا. فَرُبَّمَا يَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى مَبَادِئَ أُخْرَى مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلتَّالِي. تَعْرِفُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنَّ عَلَيْهَا أَنْ تَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ. (اع ٤:٢٠) وَلٰكِنْ فِيمَا تُخَطِّطُ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ لِلذَّهَابِ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ، يَطْلُبُ مِنْهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنْ تَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مَعَهُ فِي نُزْهَةٍ، لِأَنَّهُمَا لَمْ يُمْضِيَا ٱلْوَقْتَ مَعًا مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. فَتَتَأَمَّلُ فِي آيَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ عَلَيْهَا إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ وَإِتْمَامَ وَصِيَّةِ ٱلتَّلْمَذَةِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ اع ٥:٢٩) لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، تَعْرِفُ أَنَّ عَلَيْهَا ٱلْخُضُوعَ لِزَوْجِهَا وَٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ وَٱلِٱتِّزَانِ. (اف ٥:٢٢-٢٤؛ في ٤:٥) فَتَسْأَلُ نَفْسَهَا: ‹هَلْ يُعَارِضُ زَوْجِي ذَهَابِي فِي ٱلْخِدْمَةِ دَائِمًا أَوْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ فَقَطْ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يُسَاعِدُهَا ٱلِٱتِّزَانُ أَنْ تَتَبَيَّنَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ وَتُحَافِظَ عَلَى ضَمِيرٍ صَالِحٍ.
اِسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
١٨ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ؟
١٨ نَرْتَكِبُ أَحْيَانًا بِسَبَبِ نَقْصِنَا أَخْطَاءً مِثْلَ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْأَرْبَعَةِ. فَيُمْكِنُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ أَرْدِيَاءَ، نَتَكَبَّرَ، أَوْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ دُونَ أَنْ نَطْلُبَ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ. أَفَلَا نُقَدِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى ٱلصَّلَاحَ فِينَا، مِثْلَمَا رَآهُ فِي أُولٰئِكَ ٱلْمُلُوكِ؟! وَهُوَ يُلَاحِظُ أَيْضًا أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَرْغَبُ فِي خِدْمَتِهِ كَامِلًا. لِذٰلِكَ زَوَّدَنَا بِهٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ كَيْ نَتَجَنَّبَ تَكْرَارَ ٱلْأَخْطَاءِ ذَاتِهَا. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ وَنَشْكُرْ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ زَوَّدَنَا بِهَا.
-