-
يهوه معين ليبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
يهوه معين لي
«نقول واثقين (يهوه) معين لي فلا اخاف. ماذا يصنع بي انسان.» — عبرانيين ١٣:٦.
١ و ٢ (أ) صاحب المزمور والرسول بولس كلاهما عبَّرا عن اية ثقة بيهوه؟ (ب) اية اسئلة تنشأ؟
يهوه اللّٰه مصدر لا ينضب للعون. وصاحب المزمور عرف ذلك من الاختبار وتمكَّن من القول: «(يهوه) لي فلا اخاف. ماذا يصنع بي الانسان.» (مزمور ١١٨:٦) وعبَّر الرسول بولس عن مشاعر مماثلة عندما كتب رسالته الموحى بها إلهيا الى المسيحيين العبرانيين.
٢ اذ اقتبس على ما يتضح كلمات صاحب المزمور من الترجمة السبعينية اليونانية قال بولس للرفقاء العبّاد العبرانيين: «نقول واثقين (يهوه) معين لي فلا اخاف. ماذا يصنع بي انسان.» (عبرانيين ١٣:٦) ولماذا كتب الرسول بهذه الطريقة؟ ماذا يمكننا ان نتعلم من القرينة؟
في حاجة الى عون يهوه
٣ (أ) في اية ظروف اثبت يهوه انه معين لبولس؟ (ب) لماذا كان المسيحيون العبرانيون خصوصا يحتاجون الى يهوه كمعين لهم؟
٣ كان بولس شاهدا مضحيا بالذات لديه دليل على ان يهوه معين له. واللّٰه ساعد الرسول في وجه مشقات كثيرة. فبولس سُجن، ضُرب، ورُجم. وفي اسفاره كخادم مسيحي اختبر انكسار السفينة بالاضافة الى اخطار كثيرة اخرى. وعرف جيدا الكد، الاسهار، الجوع، العطش، وحتى العري. «عدا ما هو دون ذلك،» قال، «التراكم عليّ كل يوم. الاهتمام بجميع الكنائس.» (٢ كورنثوس ١١:٢٤-٢٩) كان لدى بولس هذا النوع من الاهتمام بالمسيحيين العبرانيين. فأيام اورشليم كانت معدودة، واخوة الرسول وأخواته اليهود في اليهودية كانوا سيواجهون امتحانات كبيرة للايمان. (دانيال ٩:٢٤-٢٧؛ لوقا ٢١:٥-٢٤) ولذلك كانوا سيحتاجون ان يكون يهوه معينا لهم.
٤ اي نصح اساسي يجري تقديمه في الرسالة الى العبرانيين؟
٤ في افتتاح رسالته الى المسيحيين العبرانيين اظهر بولس ان العون الالهي يجري اختباره فقط اذا اصغوا الى ابن اللّٰه، يسوع المسيح. (عبرانيين ١:١، ٢) وتطورت هذه النقطة الاساسية في الرسالة. مثلا، لدعم هذه المشورة ذكَّر الرسول قرَّاءه بأن الاسرائيليين عوقبوا بسبب عصيانهم في البرية. وكم كان المسيحيون العبرانيون سينجون من العقاب بدرجة اقل اذا رفضوا ما قاله اللّٰه لهم بيسوع وصاروا مرتدّين يتمسكون بالشريعة الموسوية التي وضعتها جانبا ذبيحة المسيح! — عبرانيين ١٢:٢٤-٢٧.
المحبة الاخوية وهي تعمل
٥ (أ) اية مشورة اخرى تزودها الرسالة الى العبرانيين؟ (ب) ماذا قال بولس عن المحبة؟
٥ ان الرسالة الى العبرانيين اعطت الورثة المقبلين للملكوت السماوي مشورة في كيفية اتِّباع مثالهم، يسوع المسيح، ‹تقديم خدمة مقدسة بخشوع وتقوى،› وجعل يهوه معينا لهم. (عبرانيين ١٢:١-٤، ٢٨، ٢٩) وحث بولس الرفقاء المؤمنين ان يجتمعوا قانونيا و ‹يحرضوا بعضهم بعضا على المحبة والاعمال الحسنة.› (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) والآن قدم المشورة: «لتثبت المحبة الاخوية.» — عبرانيين ١٣:١.
٦ بأي معنى اعطى يسوع أتباعه «وصية جديدة» في ما يتعلق بالمحبة؟
٦ تطلَّب يسوع مثل هذه المحبة من أتباعه، لانه قال: «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.» (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) كانت هذه «وصية جديدة» بمعنى انها استلزمت اكثر مما فعلت الشريعة الموسوية، التي قالت: «تحب قريبك كنفسك.» (لاويين ١٩:١٨) تطلبت ‹الوصية الجديدة› اكثر من ان يحب الشخصُ قريبَه كما يحب نفسه. فقد استلزمت محبة التضحية بالذات الى حد تقديم المرء حياته من اجل شخص ما. وحياة يسوع وموته اعطيا مثالا على هذا النوع من المحبة. وترتليان لمَّح الى سمة اثبات الهوية هذه عندما اقتبس من تعليقات الناس الدنيويين في ما يتعلق بالمسيحيين وقال: «‹انظروا،› يقولون، ‹كيف يحبون بعضهم بعضا . . . وكيف هم على استعداد ليموتوا احدهم من اجل الآخر.›» — اپولوجي، الفصل ٣٩، ٧.
٧ كيف كانت المحبة الاخوية ظاهرة بعد يوم الخمسين سنة ٣٣ بم؟
٧ كانت المحبة الاخوية ظاهرة بين تلاميذ يسوع بعد يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. ولكي يكون ممكنا لمؤمنين كثيرين معتمدين حديثا من اماكن بعيدة ان يطيلوا بقاءهم في اورشليم ويتعلموا المزيد عن تدبير اللّٰه للخلاص بالمسيح، فان «جميع الذين آمنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا. والاملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج.» — اعمال ٢:٤٣-٤٧؛ ٤:٣٢-٣٧.
٨ اي برهان هنالك على انه توجد محبة اخوية بين شهود يهوه اليوم؟
٨ توجد محبة اخوية كهذه بين شهود يهوه في زمننا. مثلا، بعد الحرب العالمية الثانية، دفعت محبة كهذه شعب اللّٰه الى القيام بحملة اعانة لمدة سنتين ونصف السنة. فالشهود في كندا، السويد، سويسرا، الولايات المتحدة، وبلدان اخرى تبرعوا بالثياب والمال من اجل شراء الاطعمة للرفقاء المؤمنين في البلدان التي مزقتها الحرب للنمسا، بلجيكا، بلغاريا، الصين، تشيكوسلوڤاكيا، الدانمارك، انكلترا، فنلندا، فرنسا، المانيا، اليونان، هنغاريا، ايطاليا، هولندا، النروج، الفيليبين، پولندا، ورومانيا. هذا هو احد الامثلة فقط، لان خدام اللّٰه مؤخرا قد اظهروا محبة كهذه للضحايا المسيحيين للزلزالين في پيرو والمكسيك، الرياح العاصفة في جامايكا، والكوارث المماثلة في اماكن اخرى. بهذه الطريقة وبطرائق اخرى كثيرة يدع شهود يهوه ‹محبتهم الاخوية تثبت.›
كونوا مضيافين
٩ (أ) اية صفة تقوية يجري ذكرها في العبرانيين ١٣:٢؟ (ب) كيف اضاف البعض ملائكة دون ان يدروا؟
٩ ذكر بولس بعد ذلك صفة اخرى يظهرها اولئك الذين يتبعون المسيح، ‹يقدمون خدمة مقدسة بخشوع وتقوى،› ويجعلون يهوه معينا لهم. فقد حثَّ: «لا تنسوا اضافة الغرباء لان بها اضاف اناس ملائكة وهم لا يدرون.» (عبرانيين ١٣:٢) ومَن ‹اضافوا ملائكة› دون ان يدروا؟ حسنا، كان الاب الجليل ابرهيم مضيفا لثلاثة ملائكة. (تكوين ١٨:١-٢٢) اثنان منهم مضَيا، وابن اخيه لوط دعا هذين الغريبين انفسهما الى بيته في سدوم. ولكن قبل ان يتمكنا من ان يضطجعا احاط ببيت لوط رعاع «من الحدث الى الشيخ.» وطلبوا ان يسلم لوط ضيفيه لمقاصد فاسدة ادبيا، ولكنه رفض بقوة. ورغم انه لم يعرف ذلك في بادئ الامر، فقد اضاف لوط الملاكين، اللذين بعدئذ ساعداه هو وابنتيه على النجاة من الموت عندما ‹امطر الرب نارا وكبريتا من السماء على سدوم وعمورة.› — تكوين ١٩:١-٢٦.
١٠ اية بركات يتمتع بها المسيحيون المضيافون؟
١٠ يتمتع المسيحيون المضيافون ببركات كثيرة. فهم يسمعون الاختبارات التي تُغْني التي يسردها ضيوفهم وينتفعون من معاشرتهم المفيدة روحيا. وغايس جرى مدحه على استقبال الرفقاء المؤمنين، ‹والغرباء،› بحسن ضيافة، كما يضيف كثيرون من شعب يهوه اليوم النظار الجائلين. (٣ يوحنا ١، ٥-٨) والضيافة هي احدى المؤهلات للتعيين كشيخ. (١ تيموثاوس ٣:٢؛ تيطس ١:٧، ٨) ومن الجدير بالملاحظة ايضا ان يسوع وعد ببركات الملكوت للافراد المشبهين بالخراف الذين بحسن ضيافة يفعلون الخير ‹لاخوته› الممسوحين. — متى ٢٥:٣٤-٤٠.
تذكَّروا اولئك المضطهَدين
١١ لماذا كانت المشورة في العبرانيين ١٣:٣ مناسبة؟
١١ ان اولئك الذين يرغبون في نيل عون يهوه و ‹تقديم خدمة مقدسة له بخشوع وتقوى› لا يجب ان ينسوا الرفقاء المؤمنين الذين يتألمون. وكان بولس يتفهم المشقات التي يحتملها المسيحيون المساء اليهم. ففي وقت ابكر كان الاضطهاد قد شتت التلاميذ، وتيموثاوس العامل معه كان قد أُطلق من السجن. (عبرانيين ١٣:٢٣؛ اعمال ١١:١٩-٢١) والمرسلون المسيحيون كانوا ايضا يجولون، مشكلين الجماعات الجديدة او بانين الجماعات الموجودة روحيا. وبما ان كثيرين من الاخوة والأخوات المتنقلين آنذاك كانوا من الامم، فان بعض المسيحيين العبرانيين ربما لم يكونوا يهتمون بهم على نحو كاف. اذًا، كان ملائما النصح: «اذكروا المقيَّدين كأنكم مقيَّدون معهم والمذَلّين كأنكم انتم ايضا في الجسد.» — عبرانيين ١٣:٣.
١٢ كيف يمكننا ان نطبق المشورة بأن نذكر الرفقاء المؤمنين المساء اليهم؟
١٢ كان العبرانيون قد ‹رَثوا للقيود› ولكن كان عليهم ان لا ينسوا مثل هؤلاء الرفقاء العبّاد الامناء، سواء كانوا يهودا او من الامم. (عبرانيين ١٠:٣٤) ولكن ماذا عنا؟ كيف يمكننا ان نظهر اننا نذكر المسيحيين المساء اليهم؟ في بعض الحالات قد يكون ملائما ان نناشد السلطات الحكومية برسالة في محاولة لمساعدة الرفقاء المؤمنين المسجونين بسبب ايمانهم في البلدان حيث عمل الكرازة بالملكوت محظور. وبصورة خاصة يجب ان نتذكرهم في صلواتنا، ذاكرين البعض ايضا بالاسم اذا كان ذلك ممكنا. فاضطهادهم يؤثر فينا بعمق، ويهوه يسمع طلباتنا اللجوجة لاجلهم. (مزمور ٦٥:٢؛ افسس ٦:١٧-٢٠) وفيما لا نكون في السجن نفسه يكون الامر وكأننا مقيَّدون معهم وقادرون على تقديم العون والتشجيع. والمسيحيون المولودون من الروح يتعاطفون بالتأكيد مع الممسوحين المساء اليهم. (قارنوا ١ كورنثوس ١٢:١٩-٢٦.) وهؤلاء لديهم اهتمام مماثل برفقائهم المضطهَدين ذوي الآمال الارضية، الذين يتألمون ايضا من الاساءة من انواع عديدة على ايدي المضطهِدين. ومثل هذا الشعور المماثل ملائم، لاننا جميعا لا نزال في الجسد البشري وعرضة لاختبار الآلام والاضطهاد كعبّاد ليهوه. — ١ بطرس ٥:٦-١١.
يجب ان يكون الزواج مكرَّما
١٣ جوهريا، ماذا قال بولس في العبرانيين ١٣:٤؟
١٣ ان اتِّباع مثال المسيح و ‹تقديم خدمة مقدسة ليهوه بخشوع وتقوى› يؤثر في اهتمامنا بالآخرين بطرائق عديدة. وبقوله، «انتم ايضا في الجسد،» ذكر بولس علاقة لها وجه جسمي، او جسدي، تقدِّم فرصة لاظهار الاعتبار الملائم للآخرين. (عبرانيين ١٣:٣) وأعطى المسيحيين العبرانيين هذا النصح: «ليكن الزواج مكرَّما عند كل واحد والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم اللّٰه.» (عبرانيين ١٣:٤) كم ملائمة كانت هذه المشورة بسبب انتشار الفساد الادبي الجنسي في الامبراطورية الرومانية! والمسيحيون في الوقت الحاضر يحتاجون ايضا الى الاصغاء الى هذه الكلمات نظرا الى مقاييس العالم الادبية المنحطة وواقع انه في كل سنة يجري فصل الآلاف من الجماعة بسبب الفساد الادبي الجنسي.
١٤ لماذا تقولون ان الزواج مكرَّم؟
١٤ بين اولئك الذين لم ينظروا الى الزواج بتقدير رفيع هم الاسينيون في زمن بولس. فقد كانوا عادة متبتِّلين، كالبعض في الدوائر الكهنوتية اليوم الذين على نحو خاطئ يعتبرون البتولية اقدس من الزواج. ولكن بما قاله بولس للمسيحيين العبرانيين اشار بوضوح الى ان الزواج مكرَّم. والاعتبار الرفيع له كان ظاهرا عندما عبَّرت نعمي عن هذه الامنية لكنتيها المترملتين، راعوث وعرفة: «ليعطكما الرب ان تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها.» (راعوث ١:٩) وفي مكان آخر اشار بولس نفسه الى انه ‹في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان مانعين عن الزواج.› — ١ تيموثاوس ٤:١-٥.
١٥ مَن يجري تصنيفهم كعاهرين وزناة في العبرانيين ١٣:٤، وكيف يدينهم اللّٰه؟
١٥ والعبرانيون الذين كانوا في ما مضى تحت الناموس ولكنهم دخلوا في العهد الجديد عرفوا الوصية: «لا تزن.» (خروج ٢٠:١٤) ولكنهم كانوا في عالم فاسد ادبيا واحتاجوا الى التحذير: «ليكن . . . المضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم اللّٰه.» وبين العاهرين اشخاص غير متزوجين ينهمكون في الاتصال الجنسي. والزناة على الاخص هم افراد متزوجون يضاجعون اشخاصا ليسوا رفقاءهم، منجسين مضجعهم. وبما ان ممارسي العهارة والزنا غير التائبين يستحقون دينونة اللّٰه المضادة فانهم لا يُقبلون في اورشليم الجديدة السماوية ولا يتمتعون بالحياة الابدية على الارض تحت حكم الملكوت. (رؤيا ٢١:١، ٢، ٨؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠) وهذا التحذير لئلا يتنجس المضجع يجب ان يحمل المسيحيين المتزوجين على تجنب السلوك الجنسي النجس مع رفقائهم، رغم انه ليس هنالك شيء غير طاهر بشأن العلاقات الجسدية اللائقة داخل الزواج. — انظروا برج المراقبة، ١ تشرين الثاني ١٩٨٣.
مكتفين بما عندكم
١٦ و ١٧ ماذا قيل في العبرانيين ١٣:٥، ولماذا احتاج العبرانيون الى هذه المشورة؟
١٦ نجد الاكتفاء اذا اتَّبعنا مَن هو مثال لنا و ‹قدمنا خدمة مقدسة بخشوع وتقوى،› واثقين بأن يهوه معين لنا. والانهماك عميقا في المساعي المادية يمكن ان يكون اغراء كبيرا. ولكنّ المسيحيين لا يجب ان يستسلموا له. قيل للعبرانيين: «لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لانه قال لا اهملك ولا اتركك.» (عبرانيين ١٣:٥) ولماذا احتاج العبرانيون الى هذه النصيحة؟
١٧ ربما كان العبرانيون مهتمين على نحو مفرط بالمال لانهم كانوا يتذكرون ‹الجوع العظيم› في حكم كلوديوس قيصر (٤١-٥٤ بم). فذلك الجوع كان شديدا حتى ان المسيحيين في الامكنة الاخرى ارسلوا مؤن الاعانة الى اخوتهم في اليهودية. (اعمال ١١:٢٨، ٢٩) وبحسب المؤرخ اليهودي يوسيفوس، دام الجوع ثلاث سنوات واكثر، مسببا فقرا مدقعا في اليهودية واورشليم. — العاديات اليهودية، ٢٠:٢، ٥؛ ٥، ٢.
١٨ المشورة في العبرانيين ١٣:٥ تزود اي درس لنا؟
١٨ هل يوجد هنا درس لنا؟ نعم، لانه مهما كنا فقراء لا يجب ان نحب المال او نهتم بذلك على نحو مفرط. وعوضا عن القلق بشأن الامن المادي، ربما صائرين ايضا طماعين، يجب ان نكون ‹مكتفين بما عندنا.› قال يسوع: «لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه كلها تزاد لكم.» (متى ٦:٢٥-٣٤) وأظهر ايضا انه يجب ان نركِّز على الصيرورة ‹اغنياء للّٰه› لان ‹حياتنا ليست من اموالنا.› (لوقا ١٢:١٣-٢١) واذا كانت محبة المال تهدد روحياتنا، فلنصغِ الى مشورة بولس للعبرانيين ولنتذكر ايضا ان «التقوى مع القناعة» انما هي «تجارة عظيمة.» — ١ تيموثاوس ٦:٦-٨.
ثقوا بيهوه
١٩ اي تأكيد اعطاه اللّٰه ليشوع، وكيف يجب ان يؤثر ذلك فينا؟
١٩ كأتباع ليسوع يطلبون ‹تقديم خدمة مقدسة بخشوع وتقوى،› لا بد ان نثق لا بالمال بل بأبينا السماوي، الذي عونه حيوي. ومهما كانت المشاكل التي نواجهها يجب ان نتذكر تأكيده: «لا اهملك ولا اتركك.» (عبرانيين ١٣:٥) هنا يلمِّح بولس الى كلمات اللّٰه الى يشوع: «لا اهملك ولا اتركك.» (يشوع ١:٥؛ قارنوا تثنية ٣١:٦، ٨.) فيهوه لم يهمل يشوع قط، وهو لن يتركنا اذا كنا نثق به.
٢٠ (أ) ما هي الآية السنوية لعام ١٩٩٠؟ (ب) دون خوف، ماذا يجب ان نستمر في فعله؟
٢٠ وعون اللّٰه الذي لا يفشل سيجري التشديد عليه بين شهود يهوه في الاشهر القادمة، لان آيتهم السنوية لعام ١٩٩٠ تقول: «نقول واثقين (يهوه) معين لي.» توجد هذه الكلمات في العبرانيين ١٣:٦، حيث اقتبس بولس من صاحب المزمور وقال للعبرانيين: «حتى اننا نقول واثقين (يهوه) معين لي فلا اخاف. ماذا يصنع بي انسان.» (مزمور ١١٨:٦) ورغم الاضطهاد فاننا لا نخاف، لان البشر لا يتمكنون من ان يفعلوا اكثر مما يسمح به اللّٰه. (مزمور ٢٧:١) وحتى اذا كان لا بد ان نموت كمحافظين على الاستقامة فلدينا رجاء القيامة. (اعمال ٢٤:١٥) فلنستمر في اتِّباع مَن هو مثال لنا في ‹تقديم خدمة مقدسة بخشوع وتقوى،› واثقين بأن يهوه معين لنا.
-
-
قدموا ذبائح تسر يهوهبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
قدموا ذبائح تسر يهوه
«فلنقدم [بيسوع المسيح] في كل حين للّٰه ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه.» — عبرانيين ١٣:١٥.
١ ماذا حث يهوه الاسرائيليين على فعله؟
يهوه معين لاولئك الذين يقدمون ذبائح مقبولة عنده. ولذلك استقر رضاه مرة على الاسرائيليين الذين كانوا يقدمون ذبائح حيوانية. ولكن ماذا حدث بعد ان اخطأوا على نحو متكرر؟ بواسطة النبي هوشع جرى حثهم: «ارجع يا اسرائيل الى الرب الهك لانك قد تعثرت باثمك. خذوا معكم كلاما وارجعوا الى الرب. قولوا له ارفع كل اثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا.» — هوشع ١٤:١، ٢.
٢ ماذا كانت ‹عجول الشفاه،› وكيف لمَّح الرسول بولس الى نبوة هوشع؟
٢ وهكذا كان ان شعب اللّٰه القديم جرى تشجيعهم ان يقدموا ليهوه اللّٰه ‹عجول شفاههم.› وماذا كانت هذه؟ ذبائح التسبيح المخلص! واذ لمَّح الى هذه النبوة حثَّ الرسول بولس المسيحيين العبرانيين ان ‹يقدموا للّٰه ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه.› (عبرانيين ١٣:١٥) وماذا يمكن ان يساعد شهود يهوه على تقديم مثل هذه الذبائح اليوم؟
«تمثلوا بايمانهم»
٣ من حيث الجوهر، ماذا قال الرسول بولس في العبرانيين ١٣:٧، منشئا اي سؤال؟
٣ ان تطبيق المشورة التي اعطاها بولس للعبرانيين يمكِّننا من تقديم ذبائح مقبولة لمعيننا العظيم، يهوه اللّٰه. مثلا، كتب الرسول: «اذكروا (اولئك الذين يأخذون القيادة بينكم) الذين كلموكم بكلمة اللّٰه. انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم.» (عبرانيين ١٣:٧) فالى مَن اشار بولس عندما قال، «اذكروا (اولئك الذين يأخذون القيادة بينكم)،» او «يكونون حكامكم»؟ — الكتاب المقدس بشواهد لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
٤ (أ) بحسب النص اليوناني، ماذا يفعل اولئك الذين «يأخذون القيادة»؟ (ب) مَن هم اولئك الذين «يأخذون القيادة» بين شهود يهوه؟
٤ تكلم بولس عن اولئك الذين «يأخذون القيادة،» او يحكمون. (الاعداد ٧، ١٧، ٢٤) والكلمة الانكليزية «يحكم» مشتقة عبر اللاتينية من اليونانية كيبرناو، اذ تعني ان «يدير السفينة، يوجه، يحكم.» والشيوخ المسيحيون يحكمون باستعمال «القدرات على التوجيه» (اليونانية، كيبرنيسيس) التي لهم في تزويد القيادة والارشاد في الجماعة المحلية. (١ كورنثوس ١٢:٢٨) ولكنّ الرسل والشيوخ الآخرين في اورشليم خدموا كهيئة من اجل اعطاء الارشاد والمشورة لكل الجماعات. (اعمال ١٥:١، ٢، ٢٧-٢٩) ولذلك تزود اليوم هيئة حاكمة مؤلفة من شيوخ الاشراف الروحي على شهود يهوه في كل العالم.
٥ لماذا وكيف يجب ان نصلي من اجل شيوخ الجماعة واعضاء الهيئة الحاكمة؟
٥ الشيوخ المحليون واعضاء الهيئة الحاكمة يأخذون القيادة بيننا؛ ولذلك يجب ان نحترمهم ونصلي ان يمنحهم اللّٰه الحكمة اللازمة ليحكموا الجماعة. (قارنوا افسس ١:١٥-١٧.) وكم ملائم ان نذكر ايًّا من ‹الذين كلمونا بكلمة اللّٰه›! لقد تعلَّم تيموثاوس ليس فقط من امه وجدته بل ايضا في ما بعد من بولس وآخرين. (٢ تيموثاوس ١:٥، ٦؛ ٣:١٤) وهكذا تمكَّن تيموثاوس من ان يتأمل كيف كانت نتيجة سلوك اولئك الذين يأخذون القيادة وكان قادرا على التمثل بايمانهم.
٦ بايمان مَن يجب ان نتمثل، ولكن مَن نتبع؟
٦ والافراد مثل هابيل، نوح، ابرهيم، سارة، راحاب، وموسى مارسوا الايمان. (عبرانيين ١١:١-٤٠) وهكذا يمكننا ان نتمثل بايمانهم دون تردد لانهم ماتوا امناء ليهوه. ولكن يمكننا ايضا ان ‹نتمثل بايمان› الرجال الامناء الذين يأخذون القيادة بيننا الآن. وطبعا، نحن لا نتبع البشر الناقصين، لاننا ننظر الى المسيح. وكما قال احد تراجمة الكتاب المقدس ادڠار ج. ڠودسپيد: «الابطال القدماء ليسوا امثلة المؤمن، لان لديه في المسيح نموذجا افضل . . . العدَّاء المسيحي لا بد ان يركِّز نظره على المسيح.» نعم، ‹المسيح تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي نتبع خطواته بدقة.› — ١ بطرس ٢:٢١؛ عبرانيين ١٢:١-٣.
٧ كيف يجب ان تؤثر العبرانيين ١٣:٨ في موقفنا من التألم لاجل يسوع المسيح؟
٧ واذ ركَّز الانتباه على ابن اللّٰه اضاف بولس: «يسوع المسيح هو هو امسا واليوم والى الابد.» (عبرانيين ١٣:٨) وأعرب الشهود الامناء كاستفانوس ويعقوب عن استقامة لا تتزعزع، على مثال يسوع الثابت. (اعمال ٧:١-٦٠؛ ١٢:١، ٢) وبما انهم كانوا على استعداد ليموتوا كأتباع للمسيح، فايمانهم جدير بأن نتمثل به. وفي الماضي، في الوقت الحاضر، وأيضا في المستقبل، لا يستعفي الاشخاص التقويون من ان يكابدوا الاستشهاد كتلاميذ ليسوع.
تجنبوا التعاليم الباطلة
٨ كيف تصوغون من جديد كلمات بولس في العبرانيين ١٣:٩؟
٨ ان عدم تغيُّر شخصية يسوع وتعاليمه يجب ان يجعلنا نلتصق بما علَّمه هو ورسله. قيل للعبرانيين: «لا تُساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة لانه حسن ان يُثبَّت القلب (باللطف غير المستحق) لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها.» — عبرانيين ١٣:٩.
٩ الى اية امور فائقة اشار بولس في الرسالة الى المسيحيين العبرانيين؟
٩ كان اليهود يشيرون الى امور مثل الاعطاء المذهل للناموس في جبل سيناء والملكية الدائمة لداود. ولكنّ بولس اظهر للمسيحيين العبرانيين انه على الرغم من ان تأسيس عهد الناموس كان رهيبا فان يهوه باكثر قوة شهد بآيات وعجائب وقوات ومواهب الروح القدس عندما ابتدأ العهد الجديد. (اعمال ٢:١-٤؛ عبرانيين ٢:٢-٤) ولا يمكن لملكوت المسيح السماوي ان يتزعزع، كما كانت الملكية الارضية للحكام الداوديين في سنة ٦٠٧ قم. (عبرانيين ١:٨، ٩؛ ١٢:٢٨) وفضلا عن ذلك، يجمع يهوه الممسوحين قبل امر يوحي بالرهبة اكثر بكثير من العرض العجائبي في جبل سيناء، لانهم يقتربون من جبل صهيون السماوي. — عبرانيين ١٢:١٨-٢٧.
١٠ بحسب العبرانيين ١٣:٩، بماذا يُثبَّت القلب؟
١٠ لذلك لزم المسيحيين ان يتجنبوا الصيرورة ‹مسوقين بالتعاليم المتنوعة والغريبة› للمتهودين. (غلاطية ٥:١-٦) وليس بمثل هذه التعاليم بل ‹(باللطف غير المستحق) يمكن ان يُثبَّت القلب› بحيث يبقى راسخا في الحق. وتحاجّ البعض كما يظهر في الاطعمة والذبائح، لان بولس قال ان القلب لا يُثبَّت «بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها.» فالمنافع الروحية تنتج من التعبد التقوي وتقدير الفدية، لا من الاهتمام غير الملائم بتناول اطعمة معيَّنة وحفظ ايام خصوصية. (رومية ١٤:٥-٩) وفضلا عن ذلك، فان ذبيحة المسيح ابطلت الذبائح اللاوية. — عبرانيين ٩:٩-١٤؛ ١٠:٥-١٠.
ذبائح تسر يهوه
١١ (أ) ما هو جوهر كلمات بولس في العبرانيين ١٣:١٠، ١١؟ (ب) اي مذبح مجازي هنالك للمسيحيين؟
١١ كان الكهنة اللاويون يأكلون اللحم من حيوانات الذبائح، ولكنّ بولس كتب: «لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن ان يأكلوا منه. فان الحيوانات التي يُدخَل بدمها عن الخطية الى الاقداس بيد رئيس الكهنة تُحرق اجسامها خارج المحلة» في يوم الكفَّارة. (عبرانيين ١٣:١٠، ١١؛ لاويين ١٦:٢٧؛ ١ كورنثوس ٩:١٣) وللمسيحيين مذبح مجازي يشير الى الاقتراب الى اللّٰه على اساس ذبيحة يسوع التي تكفِّر عن الخطية وتؤدي الى مغفرة اللّٰه والخلاص الى حياة ابدية.
١٢ في العبرانيين ١٣:١٢-١٤، ماذا جرى حث المسيحيين الممسوحين على فعله؟
١٢ وبولس لا يواصل التشبيه بيوم الكفَّارة، ولكنه يضيف: «لذلك يسوع ايضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب» الذي لاورشليم. هناك مات المسيح وزود الكفَّارة الفعالة على نحو كامل. (عبرانيين ١٣:١٢؛ يوحنا ١٩:١٧؛ ١ يوحنا ٢:١، ٢) والرسول بولس حث الرفقاء المسيحيين الممسوحين: «فلنخرج اذًا اليه [المسيح] خارج المحلة حاملين عاره. لان ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة.» (عبرانيين ١٣:١٣، ١٤؛ لاويين ١٦:١٠) ورغم انه يجري تعييرنا كما جرى للمسيح فنحن نستمر كشهود ليهوه. و «ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر» فيما نتطلع الى العالم الجديد. (تيطس ٢:١١-١٤؛ ٢ بطرس ٣:١٣؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧) والممسوحون بيننا يطلبون بلجاجة ‹المدينة،› الملكوت السماوي. — عبرانيين ١٢:٢٢.
١٣ الذبائح التي تسر اللّٰه لا تتألف من مجرد ماذا؟
١٣ وبعد ذلك ذكر بولس الذبائح التي تسر اللّٰه اذ كتب: «فلنقدم به [يسوع] في كل حين للّٰه ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه. ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لانه بذبائح مثل هذه يسر اللّٰه.» (عبرانيين ١٣:١٥، ١٦) ولا تتألف الذبائح المسيحية من مجرد الاعمال الانسانية. فالناس عموما يفعلون امورا كهذه. مثلا، حصل ذلك عندما اتى اناس من امم كثيرة لمساعدة ضحايا الزلزال في ارمينيا السوڤياتية في اواخر سنة ١٩٨٨.
١٤ تقديم ذبيحة مقبولة للّٰه يشدد على اي عمل؟
١٤ والخدمة المقدسة التي نقدمها ليهوه «بخشوع وتقوى» مؤسسة على نوع محبة التضحية بالذات التي اعرب عنها يسوع. (عبرانيين ١٢:٢٨؛ يوحنا ١٣:٣٤؛ ١٥:١٣) وهذه الخدمة تشدد على عمل كرازتنا، لانه بالمسيح كرئيس كهنة ‹نقدم للّٰه ذبيحة التسبيح ثمر شفاه معترفة باسمه.› (هوشع ١٤:٢؛ رومية ١٠:١٠-١٥؛ عبرانيين ٧:٢٦) وطبعا، نحن ‹لا ننسى فعل الخير والتوزيع،› بما في ذلك ايضا لغير «اهل الايمان.» (غلاطية ٦:١٠) وخصوصا عندما يختبر الرفقاء المسيحيون كارثة او يكونون في حاجة او شدة نقدِّم العون الحبي ماديا وروحيا. ولماذا؟ لاننا نحبّ احدنا الآخر. ونرغب ايضا في ان يتمكنوا من التمسك باقرار الرجاء راسخا، «لانه بذبائح مثل هذه يسر اللّٰه.» — عبرانيين ١٠:٢٣-٢٥؛ يعقوب ١:٢٧.
اخضعوا
١٥ (أ) كيف تصوغون من جديد المشورة في العبرانيين ١٣:١٧؟ (ب) لماذا يجب اظهار الاحترام لاولئك الذين يأخذون القيادة؟
١٥ لكي نقدم ذبائح مقبولة لا بد ان نتعاون كاملا مع هيئة اللّٰه. ودون ان يضرب على وتر قضية السلطة كتب بولس: «أطيعوا (اولئك الذين يأخذون القيادة بينكم) واخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لان هذا غير نافع لكم.» (عبرانيين ١٣:١٧) فيجب ان نحترم الشيوخ الممسوحين الذين يأخذون القيادة في الجماعة لئلا يئنوا بألم على عدم تعاوننا. وفشلنا في الخضوع يكون عبءا على النظار ويؤدي الى اذيّتنا الروحية. وروح التعاون تسهِّل على الشيوخ تقديم المساعدة وتساهم في الوحدة وتقدُّم عمل الكرازة بالملكوت. — مزمور ١٣٣:١-٣.
١٦ لماذا من الملائم ان نخضع لاولئك الذين يأخذون القيادة بيننا؟
١٦ كم ملائم هو ان نخضع لاولئك الذين يأخذون القيادة! فهم يعلِّمون في اجتماعاتنا ويقدِّمون لنا العون في الخدمة. وكرعاة، يطلبون خيرنا. (١ بطرس ٥:٢، ٣) ويساعدوننا لنحافظ على علاقة جيدة باللّٰه والجماعة. (اعمال ٢٠:٢٨-٣٠) وبالخضوع للاشراف الحكيم والحبي نظهر الاحترام للناظر الاسمى، يهوه اللّٰه، وناظره الوكيل، يسوع المسيح. — ١ بطرس ٢:٢٥؛ رؤيا ١:١؛ ٢:١–٣:٢٢.
صلُّوا
١٧ اية صلوات التمسها بولس، ولماذا تمكَّن بحق من ان يطلبها؟
١٧ نظرا الى ان بولس وعشراءه كانوا منفصلين عن العبرانيين، ربما بسبب الاضطهاد، فقد قال: «صلُّوا لاجلنا. لاننا نثق ان لنا ضميرا صالحا راغبين ان نتصرف حسنا في كل شيء. ولكن أطلب اكثر ان تفعلوا هذا لكي أُرَدَّ اليكم بأكثر سرعة.» (عبرانيين ١٣:١٨، ١٩) فلو كان بولس شخصا مخادعا بضمير موسوم، اي حق يكون له في ان يطلب من العبرانيين ان يصلُّوا ان ينضم اليهم؟ (امثال ٣:٣٢؛ ١ تيموثاوس ٤:١، ٢) طبعا، كان خادما مخلصا قاوم المتهودين بضمير صالح. (اعمال ٢٠:١٧-٢٧) وكان بولس واثقا ايضا بأنه سيتمكن من الانضمام من جديد الى العبرانيين اذا صلَّوا ان يحدث ذلك.
١٨ اذا كنا نتوقع ان يصلي الآخرون لاجلنا، اية اسئلة يمكن ان نطرحها على انفسنا؟
١٨ والتماس بولس صلوات العبرانيين يُظهر انه من المناسب ان يصلي المسيحيون بعضهم لاجل بعض، حتى بالاسم. (قارنوا افسس ٦:١٧-٢٠.) ولكن اذا كنا نتوقع ان يصلي الآخرون لاجلنا، ألا يجب ان نكون كالرسول ونتيقن ان ‹لنا ضميرا صالحا ونتصرف حسنا في كل شيء›؟ فهل انتم مخلصون في كل تعاملاتكم؟ وهل لكم ثقة بالصلاة كتلك التي كانت لبولس؟ — ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥.
كلمات ختامية ونصح
١٩ (أ) ماذا كانت امنية بولس المخلصة للعبرانيين؟ (ب) لماذا العهد الجديد عهد ابدي؟
١٩ اذ طلب صلوات العبرانيين عبَّر بولس عن امنية مخلصة، قائلا: «واله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الابدي ليكملكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته عاملا فيكم ما يرضي امامه بيسوع المسيح الذي له المجد الى ابد الآبدين. آمين.» (عبرانيين ١٣:٢٠، ٢١) و «اله السلام،» اذ كانت الارض السلمية هدفه، اقام المسيح الى حياة خالدة في السماء، حيث قدَّم يسوع فائدة دمه المسفوك الذي ثبَّت العهد الجديد. (اشعياء ٩:٦، ٧؛ لوقا ٢٢:٢٠) انه عهد ابدي لان اولئك الذين على الارض ينالون فوائد دائمة من خدمات ابناء اللّٰه الروحانيين الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين يحكمون مع يسوع في السماء والذين هم في العهد الجديد. (رؤيا ١٤:١-٤؛ ٢٠:٤-٦) وبالمسيح يحدث ان اللّٰه، الذي اليه ننسب المجد، ‹يكملنا في كل عمل صالح لازم لنصنع مشيئته ونكون مرضيين امامه.›
٢٠ كيف تصوغون من جديد وتشرحون نصح بولس الختامي للمسيحيين العبرانيين؟
٢٠ واذ كان على غير يقين من كيفية تجاوب العبرانيين مع رسالته قال بولس: «أطلب اليكم ايها الاخوة ان تحتملوا كلمة الوعظ [ان تصغوا الى ابن اللّٰه، لا المتهودين] لاني بكلمات قليلة كتبت اليكم [آخذا بعين الاعتبار محتواها الثقيل]. اعلموا انه قد أُطلق الاخ تيموثاوس [من السجن] الذي معه سوف اراكم إن اتى سريعا.» واذ كتب على الارجح من رومية كان الرسول يأمل ان يقوم هو وتيموثاوس بزيارة العبرانيين في اورشليم. ثم قال بولس: «سلِّموا على جميع (اولئك الذين يأخذون القيادة [كالشيوخ العاملين بكد] بينكم) وجميع القديسين [ذوي الرجاء السماوي]. يسلِّم عليكم الذين من ايطاليا. (اللطف غير المستحق) [الذي للّٰه] مع جميعكم.» — عبرانيين ١٣:٢٢-٢٥.
-