مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • احترزوا من عدم الايمان
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • احترزوا من عدم الايمان

      ‏«انظروا ايها الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن اللّٰه الحي».‏ —‏ عبرانيين ٣:‏١٢‏.‏

      ١ اية حقيقة مؤلمة تلفت انتباهنا اليها كلمات بولس الى المسيحيين العبرانيين؟‏

      يا لها من فكرة مخيفة:‏ اناس كانوا يتمتعون بعلاقة شخصية بيهوه صار عندهم «قلب شرير» و ‹ارتدوا عن اللّٰه الحي›!‏ وما اقوى هذا التحذير!‏ فكلمات الرسول بولس لم تكن موجَّهة الى غير المؤمنين،‏ بل الى اشخاص نذروا حياتهم ليهوه على اساس الايمان بذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏

      ٢ اية اسئلة يلزم ان نتأمل فيها؟‏

      ٢ كيف يمكن لشخص،‏ مُنعَم عليه بحالة روحية كهذه،‏ ان يصير فيه «قلب شرير بعدم ايمان»؟‏ نعم،‏ كيف يمكن لشخص ذاق محبة اللّٰه ولطفه غير المستحق ان يرتدَّ عنه عمدا؟‏ وهل يمكن ان يحدث ذلك لأيّ واحد منا؟‏ هذه افكار يحسن التأمل فيها،‏ ويتوجب علينا ان نتفحَّص السبب وراء ذكر هذا التحذير.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١١‏.‏

      ماذا كان الداعي الى هذه المشورة القوية؟‏

      ٣ صفوا الظروف المحيطة بمسيحيي القرن الاول في اورشليم وحولها.‏

      ٣ يبدو ان بولس وجَّه رسالته الى المسيحيين العبرانيين في اليهودية في سنة ٦١ ب‌م.‏ وقد ذكر احد المؤرخين انه في تلك الفترة «ما كان الانسان الوقور والمستقيم ليجد السلام او الامان في مدينة اورشليم او في ايّ مكان آخر في كل انحاء المقاطعة».‏ لقد كانت فترة متَّسمة بالفوضى والعنف أثارتهما عدة عوامل مجتمعة:‏ الوجود الاستبدادي للقوات المسلحة الرومانية،‏ الشجاعة المتكلَّفة التي اظهرها حزب الغيارى اليهودي المعادي للرومان،‏ والنشاطات الاجرامية التي كان يقوم بها اللصوص المستفيدون من الاوضاع المضطربة.‏ كل هذه الامور جعلت الوضع صعبا جدا على المسيحيين الذين كانوا يحاولون جاهدين ألّا يتورَّطوا فيها.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وفي الواقع،‏ بسبب موقفهم الحيادي،‏ اعتبرهم البعض شواذّ عن المجتمع،‏ حتى انهم اتُّهموا بالتحريض على الفتنة.‏ وكثيرا ما أُسيئت معاملة المسيحيين،‏ وكابدوا خسائر شخصية.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏.‏

      ٤ ايّ ضغط من طبيعة دينية تعرَّض له المسيحيون العبرانيون؟‏

      ٤ وتعرَّض المسيحيون العبرانيون ايضا لضغط شديد من طبيعة دينية.‏ فحماسة تلاميذ يسوع الامناء وما نتج عنها من توسُّع سريع للجماعة المسيحية اثارا غيرة اليهود وسخطهم،‏ وخصوصا قادتهم الدينيين.‏ ولم يتوانوا عن فعل ايّ شيء لمضايقة أتباع يسوع المسيح واضطهادهم.‏a (‏اعمال ٦:‏٨-‏١٤؛‏ ٢١:‏٢٧-‏٣٠؛‏ ٢٣:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٢٤:‏١-‏٩‏)‏ وحتى لو لم يتعرَّض بعض المسيحيين للاضطهاد المباشر،‏ فقد كانوا هدف ازدراء اليهود وسخريتهم.‏ لقد احتُقرت المسيحية لأنها كانت دينا جديدا يفتقر الى أبَّهة الدين اليهودي،‏ اذ لم يكن فيها هيكل ولا كهنوت ولا اعياد ولا ذبائح تقليدية،‏ وما الى ذلك.‏ حتى قائدهم يسوع أُدين كمجرم وقُتل.‏ لذلك كان على المسيحيين ان يتحلوا بالايمان والشجاعة والاحتمال لكي يمارسوا دينهم.‏

      ٥ لماذا كان مهما جدا للمسيحيين في اليهودية ان يبقوا صاحين روحيا؟‏

      ٥ والاكثر من ذلك،‏ كان المسيحيون العبرانيون في اليهودية يعيشون في فترة حرجة من تاريخ تلك الامة.‏ فكانت قد حصلت امور كثيرة قال ربُّهم يسوع المسيح انها ستسم نهاية النظام اليهودي.‏ ولم تكن النهاية بعيدة.‏ ولكي ينجو المسيحيون،‏ لزم ان يبقوا صاحين روحيا ومستعدين ‹للهرب الى الجبال›.‏ (‏متى ٢٤:‏٦،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ فهل كانوا سيملكون الايمان والقوة الروحية اللازمَين لاتِّخاذ اجراء عاجل،‏ كما امر يسوع؟‏ على ما يَظهر،‏ كان هنالك بعض الشك في ذلك.‏

      ٦ الى ماذا كان المسيحيون في اليهودية في امسِّ الحاجة؟‏

      ٦ خلال العقد الاخير قبل انحلال نظام الاشياء اليهودي بكامله،‏ كان من الواضح ان المسيحيين العبرانيين يتعرَّضون لضغط شديد من داخل الجماعة ومن خارجها.‏ فكانوا بحاجة الى التشجيع.‏ ولكنهم كانوا بحاجة ايضا الى المشورة والتوجيه لكي يدركوا ان المسلك الذي اختاروه هو المسلك الصائب وأن ألمهم واحتمالهم ليسا عبثا.‏ والمفرح ان بولس تدخَّل وقدَّم لهم يد المساعدة.‏

      ٧ لماذا ينبغي ان نهتمَّ بما كتبه بولس الى المسيحيين العبرانيين؟‏

      ٧ ينبغي ان نهتمَّ كثيرا بما كتبه بولس الى المسيحيين العبرانيين.‏ ولماذا؟‏ لأننا نعيش في زمن مماثل لزمنهم.‏ فكل يوم نشعر بالضغوط الآتية من العالم الموضوع تحت سيطرة الشيطان.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وتتم امام اعيننا نبوات يسوع والرسل عن الايام الاخيرة و «اختتام نظام الاشياء».‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٤‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤؛‏ رؤيا ٦:‏١-‏٨‏)‏ وقبل كل ذلك،‏ يلزم ان نبقى صاحين روحيا لكي نُحسب «اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٣٦‏.‏

      الاعظم من موسى

      ٨ على ماذا كان بولس يحثّ رفقاءه المسيحيين،‏ ذاكرين ما هو مسجَّل في العبرانيين ٣:‏١‏؟‏

      ٨ ذكر بولس نقطة مهمة عندما كتب:‏ «لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع».‏ (‏عبرانيين ٣:‏١‏)‏ ان كلمة «لاحظ» تعني «رأى بوضوح .‏ .‏ .‏،‏ فَهِمَ كاملا،‏ تأمل بإمعان».‏ (‏قاموس ڤاين التفسيري لكلمات العهدين القديم والجديد [بالانكليزية])‏ وهكذا كان بولس يحثّ رفقاءه المؤمنين على بذل جهود حثيثة ليصير عندهم تقدير حقيقي للدور الذي لعبه يسوع في ايمانهم وخلاصهم.‏ وكان ذلك سيقوِّي تصميمهم على الثبات في الايمان.‏ فماذا كان دور يسوع،‏ ولماذا ينبغي لنا ان ‹نلاحظه›؟‏

      ٩ لماذا اشار بولس الى يسوع ك‍ «رسول» و «رئيس كهنة»؟‏

      ٩ طبّق بولس التعبيرَين «رسول» و «رئيس كهنة» على يسوع.‏ ‹فالرسول› هو المُرسَل،‏ ويرتبط هنا بوسيلة اتصال اللّٰه بالجنس البشري.‏ و ‹رئيس الكهنة› هو الذي يقترب البشر بواسطته الى اللّٰه.‏ وهذان التدبيران ضروريان في العبادة الحقة،‏ ويسوع هو تجسيد لكليهما.‏ فهو الذي أُرسل من السماء ليعلّم الجنس البشري الحق عن اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١:‏١٨؛‏ ٣:‏١٦؛‏ ١٤:‏٦‏)‏ وهو ايضا المعيَّن رئيس كهنة مرموزا اليه في ترتيب هيكل يهوه الروحي لغفران الخطايا.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وإذا كنا نقدِّر حقا البركات التي يمكننا نيلها بواسطة يسوع،‏ فسنملك الشجاعة والتصميم لنبقى ثابتين في الايمان.‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف ساعد بولس المسيحيين العبرانيين على تقدير تفوُّق الدين المسيحي على الدين اليهودي؟‏ (‏ب)‏ اية حقيقة كونية ذكرها بولس ليدعم فكرته؟‏

      ١٠ وللتشديد على قيمة الايمان المسيحي،‏ اجرى بولس مقارنة بين يسوع وموسى الذي يعتبره اليهود اعظم نبي بين اسلافهم.‏ فإذا فهم المسيحيون العبرانيون جيدا ان يسوع هو اعظم من موسى،‏ فلن يعود هنالك سبب ليشكّوا في تفوُّق الدين المسيحي على الدين اليهودي.‏ اشار بولس الى انه في حين حُسب موسى اهلا ليؤتمن على «بيت» اللّٰه —‏ امة او جماعة اسرائيل —‏ لم يكن سوى خادم امين.‏ (‏عدد ١٢:‏٧‏)‏ أما يسوع فهو الابن،‏ سيد ذاك البيت.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ عبرانيين ٣:‏٢،‏ ٣،‏ ٥‏)‏ وليدعم بولس فكرته،‏ ذكر هذه الحقيقة الكونية:‏ «لأن كل بيت يبنيه انسان ما ولكنَّ باني الكل هو اللّٰه».‏ (‏عبرانيين ٣:‏٤‏)‏ لا احد يشكّ في ان اللّٰه هو اعظم من ايّ كائن آخر،‏ لأنه هو باني،‏ او خالق،‏ الكل.‏ فمن المنطقي ان يكون يسوع،‏ الذي كان صانعا عند اللّٰه،‏ اعظم من كل خليقة اخرى،‏ بمن فيها موسى.‏ —‏ امثال ٨:‏٣٠؛‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١١،‏ ١٢ ماذا حثَّ بولس المسيحيين العبرانيين على التمسُّك به «تمسُّكا ثابتا حتى النهاية»،‏ وكيف يمكن ان نطبِّق نحن مشورته؟‏

      ١١ وفي الواقع،‏ كان المسيحيون العبرانيون في مركز حظوة رفيع.‏ فقد ذكَّرهم بولس بأنهم «شركاء الدعوة السماوية»،‏ امتياز يجب ان يُعَزّ اكثر من ايّ شيء يقدِّمه النظام اليهودي.‏ (‏عبرانيين ٣:‏١‏)‏ ولا بد ان كلمات بولس جعلت هؤلاء المسيحيين الممسوحين يشكرون اللّٰه على منحهم ميراثا جديدا بدلا من ان يتحسَّروا على تخلّيهم عن امور لها علاقة بميراثهم اليهودي.‏ (‏فيلبي ٣:‏٨‏)‏ قال بولس،‏ حاثًّا اياهم على التمسك بامتيازهم وعدم الاستخفاف به:‏ «أما المسيح،‏ فهو امين بصفته ابنا يترأس على البيت.‏ وهذا البيت هو نحن المؤمنين،‏ على ان نتمسَّك بالثقة والافتخار برجائنا تمسُّكا ثابتا حتى النهاية».‏ —‏ عبرانيين ٣:‏٦‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      ١٢ نعم،‏ لكي ينجو المسيحيون العبرانيون من الاختتام الوشيك لنظام الاشياء اليهودي،‏ كان عليهم ان يتمسَّكوا برجائهم المعطى من اللّٰه «تمسُّكا ثابتا حتى النهاية».‏ ويجب ان نفعل الامر نفسه اليوم اذا اردنا ان ننجو من منتهى هذا النظام.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ فيجب ألّا نسمح لهموم الحياة،‏ او لامبالاة الناس،‏ او ميولنا الناقصة بأن تزعزع ايماننا بوعود اللّٰه.‏ (‏لوقا ٢١:‏١٦-‏١٩‏)‏ فلننتبه الى ما قاله بولس بعد ذلك لكي نعرف كيف نقوِّي انفسنا.‏

      ‏«‏لا تقسُّوا قلوبكم»‏

      ١٣ ايّ تحذير ذكره بولس،‏ وكيف طبَّق المزمور ٩٥‏؟‏

      ١٣ بعد التحدُّث عن مركز الحظوة عند المسيحيين العبرانيين،‏ ذكر بولس هذا التحذير:‏ «كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسُّوا قلوبكم كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر».‏ (‏عبرانيين ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ كان بولس يقتبس من المزمور ٩٥‏،‏ لذلك كان بإمكانه ان يذكر:‏ «يقول الروح القدس».‏b (‏مزمور ٩٥:‏٧،‏ ٨؛‏ خروج ١٧:‏١-‏٧‏)‏ فالاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه بواسطة روحه القدوس.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      ١٤ كيف تجاوب الاسرائيليون مع ما فعله يهوه من اجلهم،‏ ولماذا؟‏

      ١٤ بعدما تحرَّر الاسرائيليون من العبودية في مصر،‏ كان لهم شرف عظيم ان يدخلوا في علاقة عهد مع يهوه.‏ (‏خروج ١٩:‏٤،‏ ٥؛‏ ٢٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولكن،‏ بدلا من إظهار التقدير لما فعله اللّٰه من اجلهم،‏ تمرَّدوا بعد وقت قصير.‏ (‏عدد ١٣:‏٢٥–‏١٤:‏١٠‏)‏ فكيف امكن ان يحدث ذلك؟‏ اشار بولس الى السبب:‏ لقد قسَّوا قلوبهم.‏ ولكن كيف تتقسَّى قلوب حسّاسة ومتجاوبة مع كلمة اللّٰه؟‏ وماذا يجب فعله لنمنع حدوث ذلك؟‏

      ١٥ (‏أ)‏ كيف وصل ‹صوت اللّٰه› الى البشر في الماضي،‏ وكيف يصل اليوم؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة يلزم ان نطرحها على انفسنا بشأن ‹صوت اللّٰه›؟‏

      ١٥ استهلَّ بولس تحذيره بهذا الشرط:‏ «إن سمعتم صوته».‏ لقد تكلَّم اللّٰه الى شعبه بواسطة موسى وأنبياء آخرين.‏ ثم كلَّمهم بواسطة ابنه يسوع المسيح.‏ (‏عبرانيين ١:‏١،‏ ٢‏)‏ وعندنا اليوم كلمة اللّٰه الموحى بها الكاملة،‏ الكتاب المقدس.‏ وعندنا ايضا «العبد الامين الحكيم» الذي اقامه يسوع ‹ليعطي الطعام الروحي في حينه›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ اذًا،‏ لا يزال اللّٰه يتكلم.‏ ولكن هل نسمع له؟‏ مثلا،‏ كيف نتجاوب مع المشورة المتعلقة باللباس والهندام او اختيار التسلية والموسيقى؟‏ هل ‹نسمع›،‏ اي هل ننتبه لما يُقال ونطيعه؟‏ اذا تعوَّدنا اختلاق الاعذار او الاعتراض على المشورة،‏ نعرِّض انفسنا لخطر خفيّ:‏ خطر تقسّي قلوبنا.‏

      ١٦ اذكروا احدى الطرائق التي يمكن ان تتقسَّى بها قلوبنا.‏

      ١٦ يمكن ان تتقسَّى قلوبنا ايضا اذا كنا نستعفي مما نستطيع فعله وينبغي ان نفعله.‏ (‏يعقوب ٤:‏١٧‏)‏ فعلى الرغم من كل ما فعله يهوه للاسرائيليين،‏ لم يمارسوا الايمان،‏ بل تمرَّدوا على موسى،‏ واختاروا تصديق تقرير سلبي عن كنعان،‏ ورفضوا دخول ارض الموعد.‏ (‏عدد ١٤:‏١-‏٤‏)‏ لذلك قرَّر يهوه ان يقضوا ٤٠ سنة في البرية —‏ مدة كافية ليموت افراد ذلك الجيل العديمو الايمان.‏ وقد مقتهم اللّٰه وقال:‏ «انهم دائما يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سبلي.‏ حتى اقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي».‏ (‏عبرانيين ٣:‏٩-‏١١‏)‏ فهل نتعلّم درسا من ذلك؟‏

      درس لنا

      ١٧ لماذا كان الاسرائيليون عديمي الايمان مع انهم رأوا جبروت يهوه وسمعوا اقواله؟‏

      ١٧ ان جيل الاسرائيليين الذي خرج من مصر رأى بعينيه جبروت يهوه وسمع بأذنيه اقواله.‏ ومع ذلك،‏ لم يؤمنوا بأن اللّٰه قادر على ادخالهم ارض الموعد بأمان.‏ ولماذا؟‏ قال يهوه:‏ «لكنهم لم يعرفوا سبلي».‏ لقد كانوا يعرفون ما قاله يهوه وفعله،‏ ولكنهم لم ينمّوا الثقة بقدرته على الاعتناء بهم.‏ واستحوذت عليهم بقوة رغباتهم وحاجاتهم الشخصية حتى انهم لم يراعوا سبل اللّٰه وقصده.‏ نعم،‏ لقد كانوا عديمي الايمان بوعده.‏

      ١٨ وفقا لما قاله بولس،‏ ايّ فعل سيُنتِج ‹قلبا شريرا بعدم ايمان›؟‏

      ١٨ هذه الكلمات التالية الموجَّهة الى العبرانيين تنطبق بالقوة نفسها علينا:‏ «انظروا ايها الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن اللّٰه الحي».‏ (‏عبرانيين ٣:‏١٢‏)‏ لقد اصاب بولس الهدف عندما قال ان ‹القلب الشرير العديم الايمان› هو نتيجة «الارتداد عن اللّٰه الحي».‏ في اصحاح سابق من هذه الرسالة،‏ تحدَّث بولس عن ‹الانجراف بعيدا› بسبب عدم الانتباه.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ لكنَّ الكلمة اليونانية المستخدمة في آية الدرس تُترجم الى «ارتداد» التي تشير الى مقاومة وانسحاب وابتعاد متعمَّد وواعٍ،‏ وتُضاف اليها فكرة الازدراء.‏

      ١٩ كيف يمكن لعدم سماع المشورة ان يؤدي الى نتائج وخيمة العاقبة؟‏ اوضحوا.‏

      ١٩ اذًا الدرس هو هذا:‏ إن تعوَّدنا عدم ‹سماع صوته›،‏ اي تعوَّدنا تجاهل مشورة يهوه المقدَّمة من خلال كلمته والعبد الامين الحكيم،‏ فسرعان ما تتصلّب وتتقسّى قلوبنا.‏ مثلا،‏ قد تصير العلاقة بين شخصين غير متزوِّجين حميمة اكثر من اللازم بعض الشيء.‏ فماذا يحصل اذا تجاهلا الامر؟‏ هل يحميهما هذا التجاهل من تكرار ما فعلا،‏ ام انه يسهِّل عليهما فعله من جديد؟‏ وبشكل مماثل،‏ عندما يقدِّم صف العبد مشورة حول ضرورة الانتباه عند اختيارنا الموسيقى او التسلية،‏ وما الى ذلك،‏ هل نقبلها بشكر ونُجري التعديلات حيثما يلزم؟‏ وقد حثَّنا بولس ايضا على ‹عدم ترك اجتماعنا›.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وبالرغم من هذه المشورة،‏ يتبنى البعض موقف اللامبالاة من الاجتماعات المسيحية.‏ وقد يشعرون بأنه لا يهمّ ابدا اذا فوَّتوا بعضا منها او حتى لم يحضروا اجتماعات معيَّنة.‏

      ٢٠ لماذا من الضروري ان نتجاوب بشكل مؤاتٍ مع مشورة الاسفار المقدسة؟‏

      ٢٠ اذا كنا لا نتجاوب تجاوبا مؤاتيا مع «صوت» يهوه المعبَّر عنه بوضوح في الاسفار المقدسة والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ فسرعان ما نجد انفسنا ‹نرتدّ عن اللّٰه الحي›.‏ فالتجاهل العابر للمشورة يمكن ان يتحوَّل بسهولة الى استخفاف وانتقاد ورفض فعلي لها.‏ وإذا لم يقوَّم الوضع،‏ فستكون النتيجة ‹قلبا شريرا بعدم ايمان›،‏ والعودة عن هذا المسلك صعبة جدا عادةً.‏ (‏قارنوا افسس ٤:‏١٩‏.‏)‏ كتب ارميا هذه الكلمات المناسبة:‏ «القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس مَن يعرفه».‏ (‏ارميا ١٧:‏٩‏)‏ لهذا السبب حثَّ بولس رفقاءه المؤمنين العبرانيين:‏ «عظوا انفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسّى احد منكم بغرور الخطية».‏ —‏ عبرانيين ٣:‏١٣‏.‏

      ٢١ على ماذا يجري حثُّنا جميعا،‏ وماذا نأمل؟‏

      ٢١ كم نحن سعداء لأن يهوه لا يزال يكلِّمنا اليوم،‏ بواسطة كلمته وهيئته!‏ ونحن شاكرون على استمرار «العبد الامين الحكيم» في مساعدتنا على التمسُّك «دائما بالثقة التي انطلقنا بها في البداية،‏ وأبقيناها ثابتة الى النهاية».‏ (‏عبرانيين ٣:‏١٤‏،‏ تف‏)‏ والآن هو الوقت لنتجاوب مع محبة اللّٰه وتوجيهه.‏ وعندما نفعل ذلك،‏ نتمكن من التمتُّع بوعد آخر من وعود يهوه الرائعة:‏ ‹دخول› راحته.‏ (‏عبرانيين ٤:‏٣،‏ ١٠‏)‏ هذا هو الموضوع الذي ناقشه بولس بعد ذلك مع المسيحيين العبرانيين،‏ وسنتناوله ايضا في المقالة التالية.‏

  • هل دخلتم راحة اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • هل دخلتم راحة اللّٰه؟‏

      ‏«الذي دخل راحة [اللّٰه] استراح هو ايضا من اعماله».‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٠‏.‏

      ١ لماذا الراحة مرغوبة جدا؟‏

      الراحة.‏ ما احلى وما ألذّ هذه الكلمة!‏ فطريقة الحياة السريعة والمحمومة في عالم اليوم تجعل معظمنا يتوق الى بعض الراحة.‏ وسواء كنا صغارا او كبارا،‏ متزوجين او عزّابا،‏ قد نغرق في الاجهاد والارهاق لنعيش فقط كل يوم بيومه.‏ وبالنسبة الى الذين يعانون إعاقات او ضعفات جسدية،‏ يشكّل كل يوم من حياتهم تحدِّيا لهم.‏ وكما تقول الاسفار المقدسة،‏ «كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الآن».‏ (‏رومية ٨:‏٢٢‏)‏ والشخص الذي يستريح ليس بالضرورة كسولا.‏ فالراحة حاجة بشرية يجب اشباعها.‏

      ٢ منذ متى يستريح يهوه؟‏

      ٢ ويهوه اللّٰه نفسه استراح.‏ نقرأ في سفر التكوين:‏ «أُكملت السموات والارض وكل جندها.‏ وفرغ اللّٰه في اليوم السابع من عمله الذي عمل.‏ فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل».‏ وعلّق يهوه اهمية خصوصية على «اليوم السابع»،‏ لأن السجل الموحى به يمضي قائلا:‏ «وبارك اللّٰه اليوم السابع وقدَّسه».‏ —‏ تكوين ٢:‏١-‏٣‏.‏

      اللّٰه استراح من عمله

      ٣ اية امور لم تكن هي السبب ليستريح اللّٰه؟‏

      ٣ لماذا استراح اللّٰه في «اليوم السابع»؟‏ طبعا،‏ لم يسترِح لأنه كان تعِبا.‏ فيهوه عنده «كثرة القوة»،‏ وهو «لا يكلّ ولا يعيا».‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ ولم يسترِح اللّٰه لأنه كان بحاجة الى وقفة قصيرة قبل ان يتابع عمله،‏ او لأنه كان بحاجة الى تغيير وتيرة عمله؛‏ فقد اخبرَنا يسوع قائلا:‏ «ابي يعمل حتى الآن وأنا اعمل».‏ (‏يوحنا ٥:‏١٧‏)‏ وعلى اية حال،‏ «اللّٰه روح» ولا يخضع للدورات والحاجات الجسمانية التي تميِّز المخلوقات المادية.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٢٤‏.‏

      ٤ بأية طريقة كان «اليوم السابع» مختلفا عن ‹الايام› الستة السابقة؟‏

      ٤ فكيف يمكن ان نفهم سبب استراحة اللّٰه في «اليوم السابع»؟‏ نفهم السبب عندما نلاحظ ان اللّٰه،‏ مع انه كان راضيا جدا بما انجزه خلال الفترة الطويلة من ‹الايام› الخلقية الستة السابقة،‏ خصَّ «اليوم السابع» بالمباركة والتقديس.‏ يعرِّف قاموس أوكسفورد الموجز (‏بالانكليزية)‏ الكلمة التي تقابل «مقدَّس» بـ‍ «مكرَّس او مخصَّص فقط (‏لإله او لهدف ديني ما)‏».‏ وهكذا تشير مباركة يهوه ‹لليوم السابع› وتقديسه الى ان هذا اليوم و «راحة» اللّٰه لهما دون شك ارتباط بمشيئته وقصده المقدَّسين لا بأية حاجات من جهته.‏ فما هو هذا الارتباط؟‏

      ٥ ماذا سيَّر اللّٰه خلال ‹الايام› الخلقية الستة الاولى؟‏

      ٥ خلال ‹الايام› الخلقية الستة السابقة،‏ كان اللّٰه قد صنع وسيَّر جميع الدورات والقوانين التي تضبط العمليات على الارض وكل ما يرتبط بهذا الكوكب.‏ ويتعلم العلماء الآن كم هي رائعة التصميم.‏ ونحو نهاية ‹اليوم السادس›،‏ خلق اللّٰه الزوجَين البشريَّين الاولَين ووضعهما في «جنة في عدن شرقا».‏ وفي النهاية اعلن اللّٰه قصده نحو العائلة البشرية ونحو الارض بهذه الكلمات النبوية:‏ «اثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨،‏ ٣١؛‏ ٢:‏٨‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ عند نهاية ‹اليوم السادس›،‏ كيف شعر اللّٰه حيال كل ما خلقه؟‏ (‏ب)‏ بأيّ معنى «اليوم السابع» مقدَّس؟‏

      ٦ تخبرنا الرواية انه بنهاية «اليوم» الخلقي السادس،‏ «رأى اللّٰه كل ما عمله فإذا هو حسن جدا».‏ (‏تكوين ١:‏٣١‏)‏ لقد كان اللّٰه راضيا بكل ما فعله.‏ وهكذا استراح،‏ او توقف عن القيام بأيّ عمل خلقي اضافي متعلق بالارض.‏ لكنَّ جنة عدن،‏ التي كانت مكمَّلة وجميلة،‏ لم تكن تغطي إلا منطقة صغيرة،‏ ولم يكن هنالك سوى مخلوقَين بشريَّين على الارض.‏ وكان سيمرُّ وقت طويل قبل ان تبلغ الارض والعائلة البشرية الحالة التي قصدها اللّٰه.‏ لهذا السبب عيَّن ‹يوما سابعا› كي يتيح لكل ما خلقه في ‹الايام› الستة السابقة ان يجري بانسجام مع مشيئته المقدَّسة.‏ (‏قارنوا افسس ١:‏١١‏.‏)‏ وعند اختتام «اليوم السابع»،‏ ستكون الارض قد صارت فردوسا عالميا تسكنه الى الابد عائلة مؤلفة من بشر كاملين.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ اذًا «اليوم السابع» مفروز،‏ او مكرَّس،‏ لإنجاز وإتمام مشيئة اللّٰه بشأن الارض والجنس البشري.‏ وبهذا المعنى هو ‹مقدَّس›.‏

      ٧ (‏أ)‏ من اية ناحية استراح اللّٰه في «اليوم السابع»؟‏ (‏ب)‏ كيف سيصير كل شيء حين يبلغ «اليوم السابع» نهايته؟‏

      ٧ اذًا استراح اللّٰه من عمله الخلقي في «اليوم السابع».‏ فكان الامر كما لو انه وقف جانبا وترك الاشياء التي سيَّرها تكمل عملها.‏ وله ثقة تامة بأنه بحلول نهاية «اليوم السابع»،‏ سيكون كل شيء قد صار تماما كما قصد.‏ وحتى لو ظهرت بعض العراقيل،‏ فسيجري التغلب عليها.‏ وسيستفيد جميع البشر الطائعين حين تصير مشيئة اللّٰه واقعا شاملا.‏ ولا شيء سيمنعها لأن بركة اللّٰه على «اليوم السابع»،‏ وقد «قدَّسه».‏ فيا له من رجاء رائع للجنس البشري الطائع!‏

      اسرائيل لم تدخل راحة اللّٰه

      ٨ متى وكيف بدأ الاسرائيليون يحفظون السبت؟‏

      ٨ استفادت امة اسرائيل من الترتيب الذي وضعه يهوه والمتعلق بالعمل والراحة.‏ فحتى قبل ان يعطي اللّٰه الاسرائيليين الناموس في جبل سيناء،‏ قال لهم بواسطة موسى:‏ «انظروا.‏ ان الرب اعطاكم السبت.‏ لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين.‏ اجلسوا كل واحد في مكانه.‏ لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع».‏ وكانت النتيجة ان الشعب «استراح [‹شرع يحفظ السبت›،‏ ع‌ج‏] .‏ .‏ .‏ في اليوم السابع».‏ —‏ خروج ١٦:‏٢٢-‏٣٠‏.‏

      ٩ لماذا رحَّب الاسرائيليون دون شك بالتغيير الذي فرضته شريعة السبت؟‏

      ٩ كان هذا الترتيب جديدا عند الاسرائيليين،‏ الذين لم يكن قد مضى وقت طويل على انقاذهم من العبودية في مصر.‏ ومع ان المصريين وغيرهم كانوا يقيسون الزمن في فترات يتراوح طولها بين خمسة وعشرة ايام،‏ فمن غير المحتمل ان يكون الاسرائيليون قد مُنحوا يوم راحة.‏ (‏قارنوا خروج ٥:‏١-‏٩‏.‏)‏ لذلك من المنطقي الاستنتاج ان شعب اسرائيل رحَّب بهذا التغيير.‏ ولا بد انهم سُرُّوا باتِّباع مطلب السبت ولم يعتبروه عبئا او تقييدا.‏ وفي الواقع،‏ قال لهم اللّٰه لاحقا ان الهدف من السبت هو تذكيرهم بعبوديتهم في مصر وبإنقاذه اياهم.‏ —‏ تثنية ٥:‏١٥‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بالمحافظة على الطاعة،‏ كان بإمكان الاسرائيليين ان يتطلعوا الى التمتُّع بماذا؟‏ (‏ب)‏ لماذا لم يدخل الاسرائيليون راحة اللّٰه؟‏

      ١٠ لو حافظ الاسرائيليون الذين خرجوا من مصر مع موسى على طاعتهم،‏ لَحصلوا على امتياز دخول «ارض تفيض لبنا وعسلا»،‏ كما وُعدوا.‏ (‏خروج ٣:‏٨‏)‏ وكانوا سيتمتعون هناك براحة حقيقية،‏ ليس يوم السبت فقط بل طوال حياتهم.‏ (‏تثنية ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لكنَّ هذا لم يحصل.‏ كتب الرسول بولس عنهم:‏ «مَن هم الذين اذ سمعوا اسخطوا.‏ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى.‏ ومَن مقت [اللّٰه] اربعين سنة.‏ أليس الذين اخطأوا الذين جثثهم سقطت في القفر.‏ ولمَن اقسم لن يدخلوا راحته إلا للذين لم يطيعوا.‏ فنرى انهم لم يقدروا ان يدخلوا لعدم الايمان».‏ —‏ عبرانيين ٣:‏١٦-‏١٩‏.‏

      ١١ فيا له من درس قوي لنا!‏ فبسبب عدم ايمانهم بيهوه لم يحصل ذلك الجيل على الراحة التي وُعدوا بها،‏ بل هلكوا في البرية.‏ فلم يفهموا انه بصفتهم متحدِّرين من ابراهيم،‏ كان لهم دور مهم في مشيئة اللّٰه المتعلقة بمباركة جميع امم الارض.‏ (‏تكوين ١٧:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢٢:‏١٨‏)‏ ولكن بدلا من العمل بانسجام مع المشيئة الالهية،‏ تلهّوا كليًّا بملذاتهم الدنيوية والانانية.‏ فلا نقع ابدا في هذا الشرك!‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٦،‏ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة