مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عقيدة شائعة
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • عقيدة شائعة

      ‏«كانت الكوابيس عن جهنم تقضّ مضجعي.‏ فكنت احلم انني أُلقى في النار،‏ ثم أستيقظ وأنا اصرخ.‏ وغني عن القول انني حاولت المستحيل كي لا اخطئ».‏ —‏ أرلين.‏

      هل تؤمن ان جهنم هي مكان عذاب أُعِدّ للخطاة؟‏ هذا ما يؤمن به كثيرون من الناس.‏ ففي استطلاع أُجري سنة ٢٠٠٥ في اسكتلندا،‏ وجد احد اللاهوتيين من جامعة سانت اندروز ان ثلث رجال الدين الاسكتلنديين يؤمنون ان الاشخاص المبتعدين عن اللّٰه سيقاسون «عذابا نفسيا ابديا في جهنم»،‏ في حين ان الخمس يعتقدون ان الذين في جهنم سيعانون عذابا جسديا.‏

      وهذه العقيدة شائعة ايضا في بلدان اخرى كثيرة.‏ مثلا،‏ حين أُجري استفتاء للرأي العام في الولايات المتحدة سنة ٢٠٠٧،‏ تبيَّن ان نحو ٧٠ في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يؤمنون بجهنم.‏ حتى في البلدان حيث معظم الاشخاص غير متدينين،‏ لا يزال هذا الاعتقاد سائدا.‏ ففي استفتاء للرأي العام في كندا سنة ٢٠٠٤،‏ عبَّر ٤٢ في المئة انهم يؤمنون بجهنم.‏ كما اظهر استطلاع في بريطانيا العظمى ان ٣٢ في المئة متأكدون من وجود جهنم.‏

      ما يعلِّمه رجال الدين

      لم يعُد كثيرون من رجال الدين يعلِّمون ان جهنم هي مكان للعذاب الحرفي في النار.‏ فباتوا الآن يعرِّفونها تعريفا مماثلا للتعريف الوارد في كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار سنة ١٩٩٤.‏ يذكر هذا المرجع:‏ «العقاب الرئيسي في جهنم هو حالة الابتعاد الابدي عن اللّٰه».‏

      رغم ذلك،‏ لا يزال الناس يؤمنون بأن جهنم هي مكان للعذاب الجسدي او النفسي.‏ والذين يؤيدون هذا التعليم يدّعون انه مؤسس على الكتاب المقدس.‏ مثلا،‏ يجزم ألبرت مولر مدير المعهد اللاهوتي المعمداني الجنوبي،‏ قائلا عن جهنم:‏ «انها بكل بساطة حقيقة ثابتة في الاسفار المقدسة».‏

      لماذا ما تؤمن به مسألة مهمة؟‏

      اذا كانت جهنم فعلا مكانا للعذاب،‏ فهذا حتما سبب يدعوك الى الخوف منها.‏ اما اذا لم يكن هذا التعليم صحيحا،‏ فذلك يعني ان القادة الدينيين يشوِّشون افكار مَن يصدِّقونهم ويزرعون الخوف في نفوسهم.‏ كما انهم يشوّهون صورة اللّٰه.‏

      فماذا تقول كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ عن هذا الموضوع؟‏ سنقتبس في المقالات التالية من ترجمات كاثوليكية وبروتستانتية للكتاب المقدس للاجابة عن ثلاثة اسئلة:‏ ‏(‏١)‏ ماذا يحدث حقا عند الموت؟‏ (‏٢)‏ ماذا علَّم يسوع عن جهنم؟‏ (‏٣)‏ كيف تؤثر فيك معرفة الحقيقة عن جهنم؟‏

  • ماذا يحدث حقا عند الموت؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ماذا يحدث حقا عند الموت؟‏

      ‏«كل الانفس خالدة،‏ حتى انفس الاشرار .‏ .‏ .‏ فلأنهم يُعاقبون عقابا ابديا بنار لا تُطفأ ولا يموتون،‏ من المستحيل ان تكون هنالك [نهاية] لشقائهم».‏ —‏ إقليمس الاسكندري،‏ كاتب من القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.‏

      مثل إقليمس،‏ يسلِّم الذين يؤمنون ان جهنم هي مكان للعذاب بأن النفس البشرية خالدة.‏ ولكن هل يؤيد الكتاب المقدس هذا التعليم؟‏ تأمل في الاجوبة التي تعطيها كلمة اللّٰه عن الاسئلة التالية.‏

      هل امتلك الانسان الاول آدم نفسا خالدة؟‏ تقول الترجمة البروتستانتية (‏ع أ‏)‏ عن خلق آدم:‏ «جبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.‏ ونفخ في انفه نسمة حياة.‏ فصار آدم نفسا حية».‏ (‏تكوين ٢:‏٧‏)‏ لاحِظ ان هذه الآية لا تقول ان آدم أُعطي نفسا،‏ بل كان نفسا.‏

      وماذا حدث بعدما أخطأ آدم؟‏ لم يكن العقاب الذي حكم به اللّٰه على آدم العذاب الابدي في جهنم.‏ بالاحرى،‏ تنقل الترجمة اليسوعية (‏يس‏)‏ حكم اللّٰه كما يلي:‏ «بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي أُخذت منها لأنك تراب وإلى التراب تعود».‏ (‏تكوين ٣:‏١٩‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ وكلمات اللّٰه هذه لا تلمِّح اطلاقا الى ان ايّ جزء من آدم بقي حيّا بعد الموت.‏ فعندما مات آدم،‏ ماتت النفس.‏

      هل يملك ايّ انسان نفسا خالدة؟‏ قال اللّٰه للنبي حزقيال:‏ «النفس التي تخطيء هي تموت».‏ (‏حزقيال ١٨:‏٤‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وكتب الرسول بولس:‏ «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه».‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏،‏ يس‏)‏ فإذا كان كل البشر خاطئين،‏ فمن المنطقي الاستنتاج ان كل الانفس تموت.‏

      هل النفس الميتة تعلم او تشعر بشيء ما؟‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «الاحياء يعلمون انهم سيموتون اما الاموات فلا يعلمون شيئا».‏ (‏جامعة ٩:‏٥‏،‏ يس‏)‏ ويصف الكتاب المقدس ما يحدث للانسان عند الموت قائلا:‏ «يعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره».‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٤‏،‏ ع أ‏)‏ فإذا كان الاموات «لا يعلمون شيئا» و ‹أفكارهم هلكت›،‏ فكيف يعقل ان يشعروا بأي عذاب في جهنم؟‏!‏

      ويسوع المسيح لم يشبِّه الموت بحالة وعي،‏ بل بالنوم.‏a (‏يوحنا ١١:‏١١-‏١٤‏)‏ لكنَّ البعض قد يعترضون قائلين ان يسوع علّم ان جهنم هي مكان حيث سيُلقى الخطاة وتستعر فيه النار.‏ فهل هذا فعلا ما قاله يسوع؟‏ لنناقش هذه المسألة في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل مناقشة مفصَّلة،‏ انظر مقالة ‏«ماذا نتعلم من يسوع —‏ عن رجاء الموتى» في الصفحتين ١٦ و ١٧‏.‏

  • ماذا علَّم يسوع عن جهنم؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ماذا علَّم يسوع عن جهنم؟‏

      قال يسوع:‏ «اذا اوقعتك عينك في الخطيئة فاقلعها،‏ لأنه خير لك ان تدخل ملكوت اللّٰه ولك عين واحدة من ان تكون لك عينان وتُرمى في جهنم.‏ حيث الدود لا يموت والنار لا تنطفئ».‏ —‏ مرقس ٩:‏٤٧،‏ ٤٨‏،‏ الترجمة العربية الجديدة.‏

      وفي مناسبة اخرى،‏ تحدث يسوع عن فترة دينونة حين سيقول للأشرار:‏ «اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المُعَدّة لإبليس وملائكته».‏ وأضاف قائلا:‏ «يذهب هؤلاء الى العذاب الابدي».‏ —‏ متى ٢٥:‏٤١،‏ ٤٦‏،‏ الترجمة اليسوعية.‏

      للوهلة الاولى،‏ قد تبدو كلمات يسوع الواردة اعلاه حجة تدعم تعليم نار جهنم.‏ ولكن من الواضح انه لم يكن في نيته مناقضة كلمة اللّٰه التي تقول بكل صراحة:‏ «اما الاموات فلا يعلمون شيئا».‏ —‏ جامعة ٩:‏٥‏،‏ يس.‏

      اذًا،‏ إلامَ كان يسوع يشير عندما تحدث عن رمي الشخص «في جهنم»؟‏ هل «النار الابدية» التي حذَّر منها حرفية ام مجازية؟‏ وبأي معنى يذهب الاشرار «الى العذاب الابدي»؟‏ لنتناول هذه الاسئلة واحدا فواحدا.‏

      إلامَ كان يسوع يشير عندما تحدث عن رمي الشخص «في جهنم»؟‏ ان الكلمة اليونانية المترجمة الى «جهنم» في مرقس ٩:‏٤٧ هي غِيِنّا.‏ وتأتي هذه الكلمة من العبارة العبرانية جي هينّوم التي تعني:‏ «وادي هِنُّوم».‏ وفي الماضي،‏ كان هذا الوادي يقع خارج اسوار اورشليم القديمة.‏ وفي ايام ملوك اسرائيل،‏ استُخدم للقيام بممارسة شنيعة:‏ تقديم الاولاد ذبيحة.‏ لكنَّ اللّٰه دان هذه العبادة الباطلة،‏ وقال انه سيهلك الذين يقومون بها وإن وادي هِنُّوم سيُدعى «وادي القتل» لأن «جثث هذا الشعب» ستبقى دون دفن.‏ ‏(‏ارميا ٧:‏٣٠-‏٣٤‏،‏ الترجمة البروتستانتية‏)‏ وهكذا،‏ انبأ يهوه ان وادي هِنُّوم سيصير مكانا لإلقاء الجثث،‏ وليس لتعذيب الضحايا الاحياء.‏

      وفي ايام يسوع،‏ استخدم سكان اورشليم وادي هِنُّوم كمُلقى للنفايات وجثث بعض المجرمين الحقيرين.‏ وكانوا يُبقون النار مشتعلة باستمرار للتخلص من هذه النفايات والجثث.‏

      اما عندما تحدث يسوع عن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تنطفئ،‏ فمن الواضح ان كلماته كانت اشارة الى اشعياء ٦٦:‏٢٤ التي تتحدث عن «جثث الناس الذين عصوا» على اللّٰه وتقول ان «دودهم لا يموت ونارهم لا تُطفأ».‏ (‏ع‌أ‏)‏ فكان يسوع ومستمعوه يعرفون ان هذه الكلمات تشير الى كيفية التخلص من جثث الذين لا يستحقون ان يُدفَنوا دفنا لائقا.‏

      وهكذا نرى ان يسوع استخدم وادي هِنُّوم،‏ او جهنم،‏ كرمز ملائم الى الموت دون امل بالقيامة.‏ وقد اوضح هذه النقطة حين حذّر ان اللّٰه «يقدر ان يهلك النفس والجسد في جهنم».‏ (‏متى ١٠:‏٢٨‏،‏ يس‏)‏ فجهنم هي رمز الى الموت الابدي،‏ وليس العذاب الابدي.‏

      هل «النار الابدية» التي حذَّر منها يسوع حرفية ام مجازية؟‏ لاحِظ ان «النار الابدية» التي جاء يسوع على ذكرها في متى ٢٥:‏٤١ هي مُعَدّة «لإبليس وملائكته».‏ فهل تعتقد ان النار الحرفية قادرة ان تحرق المخلوقات الروحانية؟‏ او هل استخدم يسوع كلمة «النار» بمعنى مجازي؟‏ في سياق الحديث نفسه،‏ اشار يسوع الى ‹الخراف والجداء›.‏ وهذه بالتأكيد ليست حرفية؛‏ فهي تمثِّل نوعين من الاشخاص.‏ (‏متى ٢٥:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ بناء على ذلك،‏ فإن النار الابدية التي تحدّث عنها تحرق الاشرار كاملا بمعنى مجازي.‏

      بأي معنى يذهب الاشرار «الى العذاب الابدي»؟‏ رغم ان معظم الترجمات تنقل الكلمة اليونانية كولاسين الى «عذاب» في متى ٢٥:‏٤٦‏،‏ الا ان المعنى الاساسي لهذه الكلمة هو «القضْب»،‏ اي التشذيب:‏ قطع اغصان الاشجار الزائدة.‏ لذلك في حين ان المشبّهين بالخراف ينالون الحياة الابدية،‏ يعاني المشبهون بالجداء غير التائبين «العذاب الابدي» بمعنى انهم سيُقطعون،‏ او يهلكون.‏

      ما رأيك؟‏

      لم يعلِّم يسوع قط ان البشر لديهم نفس خالدة.‏ على العكس،‏ كثيرا ما علَّم عن قيامة الاموات.‏ (‏لوقا ١٤:‏١٣،‏ ١٤؛‏ يوحنا ٥:‏٢٥-‏٢٩؛‏ ١١:‏٢٥‏)‏ فلمَ يقول ان الاموات سيُقامون اذا كان يؤمن ان انفسهم لم تمُت؟‏!‏

      كما ان يسوع لم يعلِّم ان اللّٰه يتلذذ بتعذيب الاشرار الى الابد.‏ بل قال:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية».‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏،‏ يس‏)‏ فلمَ يشير الى ان الذين لا يؤمنون به سيموتون؟‏ وإذا كان يقصد انهم سيتعذبون الى الابد في نار جهنم،‏ أفلم يكن ليقول ذلك؟‏

      ان العقيدة القائلة ان جهنم مكان للعذاب ليست مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ بل هي معتقد وثني مقنَّع بقناع مسيحي.‏ (‏انظر الاطار ‏«جهنم عبر التاريخ» في الصفحة ٦‏.‏)‏ فاللّٰه لا يعذِّب الناس في جهنم.‏ فكيف تؤثر معرفة الحقيقة عن جهنم في نظرتك الى اللّٰه؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      جهنم عبر التاريخ

      جذورها الوثنية:‏ كان المصريون القدماء يؤمنون بالجحيم.‏ يتحدث الكتاب الذي يسرد كل ما يتصل بالتوات،‏ الذي يعود تاريخه الى سنة ١٣٧٥ ق‌م،‏ عن الذين «سيُطرحون في حُفَر النار؛‏ و  .‏ .‏ .‏ لن يفلتوا من هناك،‏ و  .‏ .‏ .‏ لن يتمكنوا من الفرار من ألسنة اللهب».‏ كما كتب الفيلسوف اليوناني پلوتارك (‏نحو ٤٦-‏١٢٠ ب‌م)‏ عن الذين في العالم السفلي انهم كانوا ‹ينفجرون بالعويل وهم يتعرضون لعذاب رهيب وأليم ومخزٍ›.‏

      شيوعها بين فرق دينية يهودية:‏ ذكر المؤرخ يوسيفوس (‏٣٧-‏نحو ١٠٠ ب‌م)‏ ان الاسينيين،‏ وهم فرقة دينية يهودية،‏ آمنوا ان «الانفس خالدة،‏ انها تبقى الى الابد».‏ وأضاف قائلا ان هذا الاعتقاد ‹مشابه لاعتقاد اليونانيين الذين آمنوا ان الانفس الشريرة تذهب الى هوة مظلمة ومخيفة وتعاني عقابا لا ينتهي›.‏

      دخولها الى العالم المسيحي:‏ ورد في رؤيا بطرس،‏ وهو كتاب اپوكريفي من القرن الثاني بعد الميلاد،‏ عن الاشرار:‏ «تنتظرهم نار لا تنطفئ».‏ وجاء فيه ايضا:‏ «يجلب عزرائيل،‏ ملاك الموت،‏ رجالا ونساء نصف جسمهم مشتعل ويلقيهم في مكان مظلم،‏ جحيم الناس؛‏ ويعذّبهم ملاك السخط».‏ وخلال الحقبة نفسها،‏ اقتبس الكاتب ثيوفيلوس الأنطاكي نبوءة العرّافة اليونانية سيبيل عن عقاب الاشرار:‏ «تأتي عليكم نار متّقدة ويحرقكم لظاها كل يوم».‏ ويقول ثيوفيلوس ان هذه النبوءة هي بين الكلمات «الحقة والنافعة والصائبة والمفيدة لكل الناس».‏

      استخدامها كمبرّر للعنف في القرون الوسطى:‏ يُقال انه جاء على لسان ماري الاولى ملكة انكلترا (‏١٥٥٣-‏١٥٥٨)‏،‏ الملقبة بـ‍ «ماري الدموية» لأنها احرقت حوالي ٣٠٠ بروتستانتي على الخشبة:‏ «بما ان انفس الهرطوقيين سوف تحترق الى الابد في جهنم،‏ فأكثر ما يصح فعله هو ان اقلّد الانتقام الالهي بحرقهم وهم على الارض».‏

      تعريف حديث لها:‏ منذ فترة،‏ عدّلت بعض الطوائف تعليمها المتعلق بجهنم.‏ على سبيل المثال،‏ ذكرت «لجنة العقائد في كنيسة انكلترا» سنة ١٩٩٥ ان جهنم «ليست .‏ .‏ .‏ عذابا ابديا،‏ بل هي اختيار نهائي لا رجوع عنه لمسلك حياة يقاوم اللّٰه مقاومة تامة وباتة،‏ بحيث تكون النهاية الوحيدة عدم الوجود بشكل كلّي».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      ما هي «بحيرة النار»؟‏

      تقول الرؤيا ٢٠:‏١٠‏،‏ بحسب الترجمة البروتستانتية،‏ ان ابليس سيُطرَح في «بحيرة النار» وسوف ‹يُعذَّب نهارا وليلا الى ابد الآبدين›.‏ ولكن لو كان ابليس سيُعذَّب حرفيا طوال الابدية،‏ لكان على اللّٰه ان يبقيه حيًّا.‏ غير ان الكتاب المقدس يقول ان يسوع ‹سيبيده›.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١٤‏،‏ ع‌أ‏)‏ فبحيرة النار هذه مجازية،‏ وهي تمثِّل ‏«الموت الثاني».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وهذا ليس الموت نفسه الذي يقول الكتاب المقدس انه ناجم عن خطية آدم —‏ موتا يمكن للشخص ان يتحرر منه بواسطة القيامة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فالكتاب المقدس لا يقول ان «بحيرة النار» ستطلق الذين فيها.‏ لذلك لا بد ان تشير عبارة «الموت الثاني» الى نوع آخر من الموت،‏ موت لا قيامة منه.‏

      بأيّ معنى اذًا سيُعذَّب الذين في «بحيرة النار» الى الابد؟‏ احيانا،‏ قد تحمل كلمة «عذَّب» معنى «قيّد».‏ فذات مرة عندما واجه يسوع الابالسة،‏ صرخوا قائلين:‏ «أجئت الى هنا قبل الوقت لتعذِّبنا [لتقيّدنا في المهواة]؟‏».‏ (‏متى ٨:‏٢٩؛‏ لوقا ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏؛‏ ع‌أ‏)‏ لذلك فإن كل الذين في ‹البحيرة› سيعانون ‹عذاب› التقييد الابدي،‏ اي «الموت الثاني».‏

  • كيف تؤثر فيك معرفة الحقيقة عن جهنم؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • كيف تؤثر فيك معرفة الحقيقة عن جهنم؟‏

      يعطي الذين يعلِّمون ان جهنم هي مكان للعذاب فكرة خاطئة عن يهوه اللّٰه وصفاته.‏ صحيح ان الكتاب المقدس يقول ان اللّٰه سيهلك الاشرار،‏ إلا ان الغضب ليس صفته الغالبة.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏.‏

      فاللّٰه ليس إلها حقودا او محبا للانتقام.‏ بالاحرى،‏ انه يقول:‏ «هل مسرة أُسَرّ بموت الشرير».‏ (‏حزقيال ١٨:‏٢٣‏،‏ الترجمة البروتستانتية‏)‏ فإذا كان اللّٰه لا يُسَرّ بموت الاشرار،‏ فكيف يُعقل ان يفرح بالتفرج عليهم وهم يتعذبون طوال الابدية؟‏!‏

      على العكس،‏ ان صفة اللّٰه الغالبة هي المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ حقا،‏ ان «الرب يغمر الجميع بصلاحه،‏ ومراحمه تعمّ كل اعماله».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٩‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ مقابل ذلك،‏ يريد اللّٰه منا ان نحبه من كل قلبنا.‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٥-‏٣٨‏.‏

      ما هو دافعك:‏ الخوف من جهنم ام المحبة للّٰه؟‏

      ينتج التعليم عن عذاب الانفس في جهنم خوفا غير سويّ من اللّٰه.‏ اما الشخص الذي يعرف الحقيقة عن اللّٰه ويكنّ له المحبة فيمتلك خوفا سليما منه.‏ يوضح المزمور ١١١:‏١٠‏:‏ «رأس الحكمة مخافة الرب.‏ حسن الفطنة لكل الذين يعملون بها».‏ (‏الترجمة اليسوعية‏)‏ ومخافة اللّٰه هذه ليست رعبا شديدا منه،‏ بل شعور بالمهابة والتوقير العميق نحو الخالق،‏ خوف سليم من عدم ارضائه.‏

      تأمل كيف اثرت معرفة الحقيقة عن جهنم في كاثلين (‏٣٢ سنة)‏،‏ مدمنة سابقة على المخدِّرات.‏ فكاثلين كانت تعيش حياة عنيفة وفاسدة ادبيا وتتردد كثيرا الى الحفلات،‏ حتى انها فقدت احترامها لنفسها.‏ اعترفت قائلة:‏ «كنت انظر الى ابنتي التي كانت في ربيعها الاول وأقول في نفسي:‏ ‹انا اجني عليها.‏ سوف احترق في جهنم›».‏ ورغم انها حاولت التوقف عن تعاطي المخدّرات،‏ إلا ان جهودها باءت بالفشل.‏ قالت:‏ «اردت ان افعل ما هو صالح،‏ لكنَّ كل شيء في حياتي وفي العالم كان يبعث على الاسى.‏ فلم يكن لديّ اي سبب لأصير شخصا صالحا».‏

      ثم التقت كاثلين شهود يهوه.‏ قالت:‏ «تعلّمت ان جهنم ليست مكانا للتعذيب بالنار.‏ وكانت الادلة المؤسسة على الاسفار المقدسة منطقية جدا».‏ وتابعت:‏ «كم ارتحت حين عرفت انني لن احترق في جهنم!‏».‏ كما انها تعلّمت عن وعد اللّٰه ان البشر بإمكانهم العيش الى الابد على ارض مطهَّرة من الشر.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وقد عبّرت عن مشاعرها قائلة:‏ «لديّ الآن رجاء حقيقي ان اعيش في الفردوس الى الابد».‏

      وهل استطاعت كاثلين ان تتوقف عن تعاطي المخدِّرات حين لم تعد خائفة من نار جهنم؟‏ اخبرت قائلة:‏ «كلما شعرت برغبة ملحّة في تناول المخدِّرات،‏ صليت وتوسلت الى يهوه اللّٰه ان يساعدني.‏ وكنت افكر ايضا في نظرته الى عادات دنسة كهذه،‏ ولم أُرِد ان اخيِّب امله.‏ وقد استجاب يهوه صلواتي».‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وهذا الخوف من عدم ارضاء اللّٰه مكَّن كاثلين من التحرر من ادمانها.‏

      نعم،‏ ان المحبة للّٰه والخوف السليم منه —‏ وليس الخوف من عذاب جهنم —‏ هما دافع لنا الى فعل مشيئة اللّٰه بغية نيل السعادة الابدية.‏ كتب المرنم الملهم:‏ «هنيئا لمَن يتّقي الرب ويسلك في طرقه».‏ —‏ مزمور ١٢٨:‏١‏،‏ الترجمة العربية الجديدة.‏

      ‏[الاطار/‏الصورتان في الصفحة ٩]‏

      هل هنالك قيامة من جهنم؟‏

      تخلق بعض ترجمات الكتاب المقدس التشويش حين تنقل الكلمتين اليونانيتين غِيِنّا و هايدِس الى «جهنم» او «جحيم».‏ لكنَّ غِيِنّا تشير الى الهلاك التام دون رجاء بالقيامة.‏ بالتباين،‏ فإن الذين في هايدِس لديهم رجاء بالقيامة.‏

      مثلا،‏ تنقل الترجمة اليسوعية كلمات الرسول بطرس الى مستمعيه بخصوص موت يسوع وقيامته كما يلي:‏ «لم يُترك في الجحيم».‏ (‏اعمال ٢:‏٢٧،‏ ٣١،‏ ٣٢؛‏ مزمور ١٦:‏١٠‏)‏ لكنَّ يسوع لم يذهب الى مكان عذاب ناري.‏ فالكلمة اليونانية هايدِس المنقولة هنا الى «جحيم» (‏«هادس» في ترجمة العالم الجديد‏)‏ تشير الى القبر.‏ ويسوع ليس الوحيد الذي يحرِّره اللّٰه من القبر.‏

      فالكتاب المقدس يقول بخصوص القيامة:‏ «ألقى الموت والجحيم [باليونانية،‏ هايدِس‏] الاموات الذين فيهما».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ يس‏)‏ وإفراغ هايدِس (‏القبر)‏ سيعني اعادة احياء كل الذين يعتبرهم اللّٰه مستحقين القيامة.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ فما اروع رجاءنا هذا:‏ رؤية اقامة احبائنا الاموات من القبر وإعادتهم الى الحياة!‏ ويهوه،‏ إله المحبة اللامتناهية،‏ هو مَن سيفعل ذلك.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة