مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«الشعب الذي إلهه يهوه»‏
    برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ابراهيم يحمل طفله المولود حديثا،‏ اسحاق،‏ فيما تهتم امرأتان بسارة

      ‏«اَلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ»‏

      ‏«سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ!‏».‏ —‏ مز ١٤٤:‏١٥‏.‏

      حَاوِلْ أَنْ تُجِيبَ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ‏:‏

      • مَتَى أَصْبَحَ لِيَهْوَهَ شَعْبٌ مُنْفَصِلٌ عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      • كَيْفَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَصِيرُونَ أُمَّةً مِنَ ٱلشُّهُودِ؟‏

      • كَيْفَ صَارَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ مُتَمَرِّدَةً،‏ وَبِمَ أَنْبَأَ يَهْوَهُ؟‏

      ١ مَاذَا يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ بِشَأْنِ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ؟‏

      يَعْتَرِفُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّ أَدْيَانَ ٱلْعَالَمِ ٱلرَّئِيسِيَّةَ قَلَّمَا تَنْفَعُ ٱلْبَشَرِيَّةَ.‏ وَيُوَافِقُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَدْيَانَ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ لِأَنَّهَا تُشَوِّهُ صُورَتَهُ بِتَعَالِيمِهَا وَأَفْعَالِهَا.‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ فِيهَا أُنَاسٌ صَالِحُونَ وَأَنَّ ٱللّٰهَ يَقْبَلُ هٰؤُلَاءِ وَيَعْتَبِرُهُمْ عُبَّادًا لَهُ.‏ وَلَا يَرَوْنَ حَاجَةً إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا ٱللّٰهَ كَشَعْبٍ مُنْفَصِلٍ عَنِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَنْسَجِمُ ذٰلِكَ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ؟‏ لِنَرَ ٱلْجَوَابَ بِمُرَاجَعَةِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ.‏

      شَعْبٌ يَدْخُلُ فِي عَهْدٍ مَعَ يَهْوَهَ

      ٢ مَنْ صَارُوا مَعَ ٱلْوَقْتِ شَعْبَ يَهْوَهَ،‏ وَمَا ٱلَّذِي مَيَّزَهُمْ عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ٢ مُنْذُ ٠٠٠‏,٤ سَنَةٍ تَقْرِيبًا،‏ ٱخْتَارَ يَهْوَهُ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مُنْفَصِلًا عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ.‏ فَإِبْرَاهِيمُ ٱلْمَدْعُوُّ «أَبًا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ» كَانَ رَأْسَ عَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ فِيهَا مِئَاتُ ٱلْخَدَمِ.‏ (‏رو ٤:‏١١؛‏ تك ١٤:‏١٤‏)‏ وَٱعْتَبَرَهُ رُؤَسَاءُ كَنْعَانَ ‹زَعِيمًا مِنَ ٱللّٰهِ› وَعَامَلُوهُ بِٱحْتِرَامٍ.‏ (‏تك ٢١:‏٢٢؛‏ ٢٣:‏٦‏)‏ وَقَدْ قَطَعَ يَهْوَهُ عَهْدًا مَعَهُ هُوَ وَنَسْلِهِ.‏ (‏تك ١٧:‏​١،‏ ٢،‏ ١٩‏)‏ قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ:‏ «هٰذَا هُوَ عَهْدِي ٱلَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ:‏ يُخْتَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ.‏ .‏ .‏ .‏ وَيَكُونُ ذٰلِكَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ».‏ (‏تك ١٧:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ فَخُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَكُلُّ ٱلذُّكُورِ فِي بَيْتِهِ.‏ (‏تك ١٧:‏​٢٤-‏٢٧‏)‏ وَكَانَ ٱلْخِتَانُ عَلَامَةً تُمَيِّزُ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ بِصِفَتِهِمِ ٱلشَّعْبَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي تَرْبِطُهُ عَلَاقَةٌ خُصُوصِيَّةٌ بِيَهْوَهَ.‏

      ٣ كَيْفَ صَارَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ شَعْبًا؟‏

      ٣ كَانَ حَفِيدُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ يَعْقُوبَ،‏ ٱلْمَدْعُوَّ أَيْضًا إِسْرَائِيلَ.‏ وَقَدْ وَلَدَ ١٢ ٱبْنًا.‏ (‏تك ٣٥:‏​١٠،‏ ٢٢ب-‏٢٦‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ أَصْبَحَ هٰؤُلَاءِ آبَاءَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ (‏اع ٧:‏٨‏)‏ وَعِنْدَمَا حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلْتَجَأَ يَعْقُوبُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى مِصْرَ حَيْثُ كَانَ ٱبْنُهُ يُوسُفُ قَدْ أَصْبَحَ يَدَ فِرْعَوْنَ ٱلْيُمْنَى وَٱلْمَسْؤُولَ عَنِ ٱلْأَغْذِيَةِ.‏ (‏تك ٤١:‏​٣٩-‏٤١؛‏ ٤٢:‏٦‏)‏ وَهُنَاكَ،‏ نَمَا ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَتَكَاثَرُوا جِدًّا.‏ —‏ تك ٤٨:‏٤‏؛‏ اقرإ الاعمال ٧:‏١٧‏.‏

      شَعْبٌ يَفْدِيهِ ٱللّٰهُ

      ٤ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْعَلَاقَةُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بَيْنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ يَعْقُوبَ؟‏

      ٤ بَقِيَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ يَعْقُوبَ فِي مِصْرَ أَكْثَرَ مِنْ قَرْنَيْنِ،‏ وَسَكَنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ ٱلْوَاقِعَةِ فِي دِلْتَا ٱلنِّيلِ.‏ (‏تك ٤٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وَيَبْدُو أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَعَايَشُوا بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْمِصْرِيِّينَ نِصْفَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ تَقْرِيبًا،‏ فَسَكَنُوا فِي قُرًى صَغِيرَةٍ وَرَعَوُا ٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ.‏ وَقَدْ لَقُوا تَرْحِيبًا حَارًّا مِنْ فِرْعَوْنَ ٱلَّذِي عَرَفَ يُوسُفَ وَقَدَّرَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏تك ٤٧:‏​١-‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلشَّعْبُ ٱلْمِصْرِيُّ فَكَانُوا يَكْرَهُونَ رُعَاةَ ٱلْغَنَمِ.‏ (‏تك ٤٦:‏​٣١-‏٣٤‏)‏ وَلٰكِنَّهُمْ سَمَحُوا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْإِقَامَةِ هُنَاكَ إِطَاعَةً لِأَمْرِ فِرْعَوْنَ.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ حَالَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي مِصْرَ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أُنْقِذَ مُوسَى مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ شَعْبِهِ؟‏

      ٥ إِلَّا أَنَّ حَالَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ تَغَيَّرَتْ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «قَامَ عَلَى مِصْرَ مَلِكٌ جَدِيدٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ.‏ فَقَالَ لِشَعْبِهِ:‏ ‹هَا إِنَّ شَعْبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا›.‏ فَٱسْتَعْبَدَ ٱلْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِٱسْتِبْدَادٍ.‏ وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي ٱلْمِلَاطِ وَٱللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عُبُودِيَّةٍ فِي ٱلْحَقْلِ،‏ كُلِّ عُبُودِيَّتِهِمِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْبَدُوهُمْ بِهَا بِٱسْتِبْدَادٍ».‏ —‏ خر ١:‏​٨،‏ ٩،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٦ وَلَمْ يَكْتَفِ فِرْعَوْنُ بِٱسْتِعْبَادِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ بَلْ أَمَرَ أَيْضًا بِقَتْلِ كُلِّ ٱلْأَطْفَالِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلذُّكُورِ عِنْدَ وِلَادَتِهِمْ.‏ (‏خر ١:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ وُلِدَ مُوسَى.‏ وَحِينَ كَانَ عُمْرُهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ،‏ خَبَّأَتْهُ أُمُّهُ يُوكَابَدُ بَيْنَ ٱلْقَصَبِ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ.‏ فَعَثَرَتْ عَلَيْهِ ٱبْنَةُ فِرْعَوْنَ وَتَبَنَّتْهُ.‏ وَلٰكِنْ،‏ بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ،‏ تَرَبَّى مُوسَى تَحْتَ رِعَايَةِ أُمِّهِ ٱلتَّقِيَّةِ،‏ وَأَصْبَحَ خَادِمًا وَلِيًّا لِيَهْوَهَ.‏ (‏خر ٢:‏​١-‏١٠؛‏ عب ١١:‏​٢٣-‏٢٥‏)‏ وَحِينَ رَأَى ٱللّٰهُ مُعَانَاةَ شَعْبِهِ،‏ «ٱهْتَمَّ .‏ .‏ .‏ لِأَمْرِهِمْ» وَقَرَّرَ أَنْ يُخَلِّصَهُمْ عَلَى يَدِ مُوسَى مِنْ نِيرِ مُضَايِقِيهِمْ.‏ (‏خر ٢:‏​٢٤،‏ ٢٥؛‏ ٣:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ كَانَ يَهْوَهُ ‹سَيَفْدِي›،‏ أَوْ يُنْقِذُ،‏ شَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ خر ١٥:‏١٣‏؛‏ اقرإ التثنية ١٥:‏١٥‏.‏

      شَعْبُ ٱللّٰهِ يُصْبِحُونَ أُمَّةً

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ أُمَّةً مُقَدَّسَةً؟‏

      ٧ اِعْتَبَرَ يَهْوَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَعْبَهُ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يُنَظِّمَهُمْ كَأُمَّةٍ.‏ فَقَدْ أَوْصَى مُوسَى وَهَارُونَ أَنْ يَقُولَا لِفِرْعَوْنَ:‏ «هٰكَذَا يَقُولُ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ:‏ ‹أَطْلِقْ شَعْبِي لِكَيْ يُعَيِّدُوا لِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ›».‏ —‏ خر ٥:‏١‏.‏

      ٨ لٰكِنَّ فِرْعَوْنَ أَبَى إِطْلَاقَهُمْ.‏ وَلَمْ يَتَحَرَّرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ نِيرِ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٱلظَّالِمِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ حَلَّتْ بِمِصْرَ عَشْرُ ضَرَبَاتٍ وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ وَجَيْشُهُ فِي مِيَاهِ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏خر ١٥:‏​١-‏٤‏)‏ وَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ،‏ قَطَعَ يَهْوَهُ عَهْدًا مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ قَائِلًا لَهُمْ:‏ «إِنْ أَطَعْتُمْ قَوْلِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي،‏ تَكُونُونَ لِي مِلْكًا خَاصًّا مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ،‏ .‏ .‏ .‏ تَكُونُونَ لِي .‏ .‏ .‏ أُمَّةً مُقَدَّسَةً».‏ —‏ خر ١٩:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كَيْفَ فَرَزَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ بِحَسَبِ ٱلتَّثْنِيَة ٤:‏​٥-‏٨‏؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا لِيَكُونُوا «شَعْبًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ»؟‏

      ٩ كَانَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ فِي مِصْرَ،‏ قَبْلَ ٱسْتِعْبَادِهِمْ،‏ مُجْتَمَعًا قَبَلِيًّا يَقُودُهُ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ أَوِ ٱلْعَشَائِرِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَهُمْ،‏ لَعِبَ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ هٰؤُلَاءِ دَوْرَ ٱلْحَاكِمِ وَٱلْقَاضِي وَٱلْكَاهِنِ لِعَشِيرَتِهِمْ.‏ (‏تك ٨:‏٢٠؛‏ ١٨:‏١٩؛‏ اي ١:‏​٤،‏ ٥‏)‏ أَمَّا بَعْدَ تَحْرِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ،‏ فَأَعْطَاهُمْ يَهْوَهُ شَرِيعَةً تُمَيِّزُهُمْ عَنْ بَاقِي ٱلْأُمَمِ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٤:‏​٥-‏٨؛‏ مز ١٤٧:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏)‏ وَقَدْ فَرَزَتِ ٱلشَّرِيعَةُ رِجَالًا مُهِمَّتُهُمُ ٱلْكَهَنُوتُ،‏ وَأَصْبَحَ ٱلْقَضَاءُ مِنِ ٱخْتِصَاصِ «ٱلشُّيُوخِ» ٱلَّذِينَ ٱحْتَرَمَهُمُ ٱلشَّعْبُ لِخِبْرَتِهِمْ وَحِكْمَتِهِمْ.‏ (‏تث ٢٥:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ نَظَّمَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلشُّؤُونَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏

      ١٠ وَقُبَيْلَ دُخُولِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ كَرَّرَ يَهْوَهُ شَرَائِعَهُ عَلَيْهِمْ.‏ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى:‏ «جَعَلَكَ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ تَقُولُ إِنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَعْبًا،‏ مِلْكًا خَاصًّا،‏ كَمَا وَعَدَكَ،‏ وَإِنَّكَ سَتَحْفَظُ جَمِيعَ وَصَايَاهُ،‏ وَسَيَرْفَعُكَ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي عَمِلَهَا،‏ وَٱلنَّتِيجَةُ ثَنَاءٌ وَصِيتٌ وَبَهَاءٌ،‏ إِذْ تَكُونُ شَعْبًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ».‏ —‏ تث ٢٦:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏

      اَلْغُرَبَاءُ مُرَحَّبٌ بِهِمْ بَيْنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ

      ١١-‏​١٣ (‏أ)‏ مَنِ ٱنْضَمَّ إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا وَجَبَ أَنْ يَفْعَلَ غَيْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِذَا رَغِبُوا فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ؟‏

      ١١ رَغْمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَصْبَحُوا أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَةَ،‏ لَمْ يُحَرِّمْ يَهْوَهُ وُجُودَ أَشْخَاصٍ غَيْرِ إِسْرَائِيلِيِّينَ بَيْنَهُمْ.‏ بَلْ سَمَحَ لِجُمْهُورٍ كَثِيرٍ مِنْ غَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمِصْرِيُّونَ،‏ أَنْ يُرَافِقُوا شَعْبَهُ وَهُمْ خَارِجُونَ مِنْ مِصْرَ.‏ (‏خر ١٢:‏٣٨‏)‏ وَكَانَ بَيْنَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْضُ «خُدَّامِ فِرْعَوْنَ» ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَحْذِيرَ مُوسَى مِنَ ٱلضَّرْبَةِ ٱلسَّابِعَةِ.‏ —‏ خر ٩:‏٢٠‏.‏

      ١٢ وَمُبَاشَرَةً قَبْلَ عُبُورِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْأُرْدُنَّ لِيَمْتَلِكُوا أَرْضَ كَنْعَانَ،‏ أَوْصَاهُمْ مُوسَى أَنْ ‹يُحِبُّوا ٱلْغَرِيبَ› ٱلسَّاكِنَ فِي وَسْطِهِمْ.‏ (‏تث ١٠:‏​١٧-‏١٩‏)‏ فَكَانَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارِ أَنْ يَقْبَلُوا فِي مُجْتَمَعِهِمْ أَيَّ غَرِيبٍ يُطِيعُ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مُوسَى.‏ (‏لا ٢٤:‏٢٢‏)‏ وَبَعْضُ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي إِسْرَائِيلَ آمَنُوا بِيَهْوَهَ،‏ وَشَعَرُوا مِثْلَمَا شَعَرَتِ ٱلْمُوآبِيَّةُ رَاعُوثُ ٱلَّتِي قَالَتْ لِنُعْمِي ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ:‏ «شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي».‏ (‏را ١:‏١٦‏)‏ فَقَدِ ٱهْتَدَى هٰؤُلَاءِ ٱلْغُرَبَاءُ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَٱخْتَتَنَ ٱلذُّكُورُ فِيهِمْ.‏ (‏خر ١٢:‏​٤٨،‏ ٤٩‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ رَحَّبَ بِهِمْ كَجُزْءٍ مِنْ شَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ.‏ —‏ عد ١٥:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

      اسرائيليون يرحبون بغريبين في خيمتهم

      أَحَبَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْغُرَبَاءَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي وَسْطِهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١١-‏١٣.‏)‏

      ١٣ وَلَاحِقًا،‏ أَكَّدَتْ صَلَاةُ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنِ ٱلْعُبَّادِ غَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ فَقَدْ صَلَّى قَائِلًا:‏ «كَذٰلِكَ ٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلْآتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ،‏ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ وَيُصَلُّونَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ،‏ فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ مِنْ مَقَرِّ سُكْنَاكَ،‏ وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْغَرِيبُ،‏ لِكَيْ يَعْرِفَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ وَيَخَافُوكَ مِثْلَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ،‏ وَيَعْرِفُوا أَنَّ ٱسْمَكَ قَدْ دُعِيَ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ».‏ (‏٢ اخ ٦:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ حَتَّى فِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ غَيْرِ إِسْرَائِيلِيٍّ يَرْغَبُ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى شَعْبِهِ.‏ —‏ يو ١٢:‏٢٠؛‏ اع ٨:‏٢٧‏.‏

      أُمَّةٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ

      ١٤-‏​١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَصِيرُونَ أُمَّةَ شُهُودٍ لِيَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَفْعَلَ؟‏

      ١٤ فِي حِينِ عَبَدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلٰهَهُمْ يَهْوَهَ،‏ عَبَدَتِ ٱلْأُمَمُ ٱلْأُخْرَى آلِهَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ بِهَا.‏ فَنَشَأَ سُؤَالٌ مُهِمٌّ:‏ مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏ وَفِي أَيَّامِ إِشَعْيَا،‏ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ يُجَابُ عَنْهُ كَمَا تُبَتُّ ٱلدَّعْوَى فِي مَحْكَمَةٍ.‏ فَقَدْ دَعَا آلِهَةَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَأْتُوا بِشُهُودٍ يُؤَكِّدُونَ أُلُوهِيَّتَهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «لِتَجْتَمِعْ كُلُّ ٱلْأُمَمِ مَعًا،‏ وَلْتَحْتَشِدِ ٱلشُّعُوبُ.‏ مَنْ مِنْهُمْ [أَيْ مِنْ آلِهَتِهِمْ] يُخْبِرُ بِهٰذَا؟‏ وَهَلْ يُسْمِعُونَنَا بِٱلْأَوَّلِيَّاتِ؟‏ لِيُقَدِّمُوا شُهُودَهُمْ حَتَّى يَتَبَرَّرُوا،‏ أَوْ لِيَسْمَعُوا وَيَقُولُوا:‏ ‹هٰذَا حَقٌّ!‏›».‏ —‏ اش ٤٣:‏٩‏.‏

      ١٥ عَجِزَتْ آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ عَنْ تَقْدِيمِ أَيِّ دَلِيلٍ عَلَى أُلُوهِيَّتِهَا.‏ فَقَدْ كَانَتْ مُجَرَّدَ أَصْنَامٍ غَيْرِ قَادِرَةٍ عَلَى ٱلْكَلَامِ وَبِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يَنْقُلُهَا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ.‏ (‏اش ٤٦:‏​٥-‏٧‏)‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَقَالَ لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ:‏ «أَنْتُمْ شُهُودِي .‏ .‏ .‏ وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ،‏ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي،‏ وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا أَنَا.‏ قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلٰهٌ،‏ وَبَعْدِي لَا يَكُونُ.‏ أَنَا أَنَا يَهْوَهُ،‏ وَلَا مُخَلِّصَ غَيْرِي .‏ .‏ .‏ أَنْتُمْ شُهُودِي .‏ .‏ .‏ وَأَنَا ٱللّٰهُ».‏ —‏ اش ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏.‏

      ١٦ فَكَشُهُودٍ فِي دَعْوَى قَضَائِيَّةٍ،‏ حَظِيَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِشَرَفِ ٱلشَّهَادَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ.‏ وَقَدْ دَعَاهُمُ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي،‏ لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِي».‏ (‏اش ٤٣:‏٢١‏)‏ فَكَانُوا ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي حَمَلَ ٱسْمَهُ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ فَدَاهُمْ مِنْ مِصْرَ،‏ كَانَ مِنْ وَاجِبِهِمْ أَنْ يُدَافِعُوا عَنْ سُلْطَانِهِ أَمَامَ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى وَيَتَّخِذُوا ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا لَاحِقًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ،‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ».‏ —‏ مي ٤:‏٥‏.‏

      شَعْبٌ مُرْتَدٌّ

      ١٧ كَيْفَ أَصْبَحَ إِسْرَائِيلُ ‹كَرْمَةً غَرِيبَةً رَدِيئَةً› فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٧ مَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ خَانَ إِسْرَائِيلُ إِلٰهَهُ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ تَأَثَّرَ بِٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي عَبَدَتْ آلِهَةً مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ هُوشَعُ:‏ «إِسْرَائِيلُ كَرْمَةٌ رَدِيئَةٌ .‏ .‏ .‏ كَثَّرَ مَذَابِحَهُ .‏ .‏ .‏ صَارَتْ قُلُوبُهُمْ رِيَاءً،‏ فَٱلْآنَ يُسْتَذْنَبُونَ».‏ (‏هو ١٠:‏​١،‏ ٢‏)‏ وَبَعْدَ قَرْنٍ وَنِصْفٍ تَقْرِيبًا،‏ سَجَّلَ إِرْمِيَا ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ ٱلْخَائِنِ:‏ «أَنَا قَدْ غَرَسْتُكِ كَرْمَةً حَمْرَاءَ مُخْتَارَةً،‏ كُلُّهَا زَرْعُ حَقٍّ.‏ فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ لِي قُضْبَانًا رَدِيئَةً فِي كَرْمَةٍ غَرِيبَةٍ؟‏ .‏ .‏ .‏ أَيْنَ آلِهَتُكَ ٱلَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ؟‏ فَلْتَقُمْ إِنْ كَانَ فِي وُسْعِهَا أَنْ تُخَلِّصَكَ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِكَ .‏ .‏ .‏ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ نَسِيَنِي».‏ —‏ ار ٢:‏​٢١،‏ ٢٨،‏ ٣٢‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّهُ سَيَخْتَارُ شَعْبًا جَدِيدًا يُدْعَى عَلَى ٱسْمِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ لَمْ يَبْقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ شُهُودًا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ وَلَا ٱسْتَمَرُّوا فِي مُمَارَسَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ،‏ بَلْ عَبَدُوا ٱلْأَصْنَامَ وَأَنْتَجُوا ثَمَرًا فَاسِدًا.‏ لِذٰلِكَ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُرَائِينَ فِي أَيَّامِهِ:‏ «مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ».‏ (‏مت ٢١:‏٤٣‏)‏ وَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ،‏ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ،‏ سَتَتَأَلَّفُ مِنْ أَشْخَاصٍ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ وَيَقْطَعُ مَعَهُمْ «عَهْدًا جَدِيدًا».‏ وَعَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ،‏ قَالَ ٱللّٰهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا:‏ «أَكُونُ إِلٰهَهُمْ،‏ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْبِي».‏ —‏ ار ٣١:‏​٣١-‏٣٣‏.‏

      ١٩ فَبَعْدَمَا تَمَرَّدَ إِسْرَائِيلُ ٱلطَّبِيعِيُّ عَلَيْهِ،‏ ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ شَعْبًا لَهُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏

  • ‏‹انتم الآن شعب اللّٰه›‏
    برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سكب الروح القدس علی رسل وتلاميذ المسيح يوم الخمسين سنة ٣٣  ب‌م

      ‏‹أَنْتُمُ ٱلْآنَ شَعْبُ ٱللّٰهِ›‏

      ‏«أَنْتُمْ فِي مَا مَضَى لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُ ٱللّٰهِ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٠‏.‏

      هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُجِيبَ؟‏

      • مَنْ صَارُوا شَعْبَ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

      • كَيْفَ بَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنَّهُمْ ‹شَعْبٌ لِٱسْمِ› يَهْوَهَ؟‏

      • مَنْ هُمْ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› لِيَتَمَتَّعُوا بِٱلْحِمَايَةِ خِلَالَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟‏

      ١،‏ ٢ أَيُّ تَغْيِيرٍ حَصَلَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ وَمَنْ صَارُوا أَعْضَاءَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      كَانَ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ وُلِدَتْ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»،‏ أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ.‏ (‏غل ٦:‏١٦‏)‏ وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ،‏ لَمْ يَعُدِ ٱلْخِتَانُ بِٱلْجَسَدِ ٱلْعَلَامَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ شَعْبَ ٱللّٰهِ.‏ بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ،‏ صَارَ خِتَانُهُمْ هُوَ «خِتَانَ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ»،‏ حَسْبَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ —‏ رو ٢:‏٢٩‏.‏

      ٢ كَانَ أَوَّلُ أَعْضَاءِ أُمَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدَةِ هُمُ ٱلرُّسُلَ وَأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ تِلْمِيذٍ آخَرَ لِلْمَسِيحِ مُجْتَمِعِينَ فِي عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ١:‏​١٢-‏١٥‏)‏ فَقَدْ سَكَبَ ٱللّٰهُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَلَيْهِمْ وَصَارُوا أَبْنَاءً رُوحِيِّينَ لَهُ.‏ (‏رو ٨:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ ٢ كو ١:‏٢١‏)‏ وَبَرْهَنَ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ،‏ ٱلَّذِي جُعِلَ شَرْعِيًّا بِدَمِ وَسِيطِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ أَصْبَحَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ.‏ (‏لو ٢٢:‏٢٠‏؛‏ اقرإ العبرانيين ٩:‏١٥‏.‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ أَصْبَحَ أُولٰئِكَ ٱلتَّلَامِيذُ أَعْضَاءً فِي أُمَّةِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَةِ،‏ أَوْ شَعْبِهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَبِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ كَرَزُوا بِمُخْتَلِفِ ٱللُّغَاتِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلْيَهُودُ وَٱلْمُتَهَوِّدُونَ ٱلْآتُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْأَسَابِيعِ،‏ أَوْ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ.‏ فَسَمِعَ هٰؤُلَاءِ «عَظَائِمَ ٱللّٰهِ» بِلُغَتِهِمْ وَفَهِمُوهَا.‏ —‏ اع ٢:‏​١-‏١١‏.‏

      شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدُ

      ٣-‏٥ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ بُطْرُسُ لِلْيَهُودِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَمَتْ أُمَّةُ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَةُ فِي سَنَوَاتِهَا ٱلْأُولَى؟‏

      ٣ جَعَلَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ ٱلرَّسُولَ يَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي فَتْحِ ٱلطَّرِيقِ أَمَامَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ لِيَصِيرُوا أَعْضَاءً فِي هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمَوْلُودَةِ حَدِيثًا،‏ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ،‏ قَالَ بُطْرُسُ بِجُرْأَةٍ لِلْيَهُودِ إِنَّ عَلَيْهِمْ قُبُولَ يَسُوعَ ٱلَّذِي ‹عَلَّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ› لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ جَعَلَهُ رَبًّا وَمَسِيحًا›.‏ وَحِينَ سَأَلَ ٱلْجَمْعُ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَصْنَعُوا،‏ أَجَابَهُمْ بُطْرُسُ:‏ «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ،‏ فَتَنَالُوا هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ (‏اع ٢:‏​٢٢،‏ ٢٣،‏ ٣٦-‏٣٨‏)‏ فَٱنْضَمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَحْوُ ٠٠٠‏,٣ شَخْصٍ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْجَدِيدَةِ.‏ (‏اع ٢:‏٤١‏)‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ ٱسْتَمَرَّ ٱلرُّسُلُ يَكْرِزُونَ بِغَيْرَةٍ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ.‏ (‏اع ٦:‏٧‏)‏ فَٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ كَانَتْ تَنْمُو وَتَزْدَهِرُ.‏

      ٤ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ بَدَأَ ٱلتَّلَامِيذُ يَكْرِزُونَ لِلسَّامِرِيِّينَ.‏ فَقَبِلَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْهُمُ ٱلْحَقَّ وَٱعْتَمَدُوا عَلَى يَدِ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ،‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ فَأَرْسَلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلرَّسُولَيْنِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا إِلَى ٱلْمُهْتَدِينَ ٱلسَّامِرِيِّينَ.‏ وَهُنَاكَ،‏ «وَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ،‏ فَنَالُوا رُوحًا قُدُسًا».‏ (‏اع ٨:‏​٥،‏ ٦،‏ ١٤-‏١٧‏)‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ صَارَ ٱلسَّامِرِيُّونَ أَيْضًا أَعْضَاءً مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.‏

      بطرس وهو يدخل بيت كرنيليوس

      كَرَزَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.‏)‏

      ٥ وَعَامَ ٣٦  ب‌م،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ مُجَدَّدًا كَيْ يَفْتَحَ لِآخَرِينَ بَابَ ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْجَدِيدَةِ.‏ وَقَدْ حَدَثَ ذٰلِكَ عِنْدَمَا كَرَزَ لِقَائِدِ ٱلْمِئَةِ ٱلرُّومَانِيِّ كَرْنِيلِيُوسَ وَأَقْرِبَائِهِ وَأَصْدِقَائِهِ.‏ (‏اع ١٠:‏​٢٢،‏ ٢٤،‏ ٣٤،‏ ٣٥‏)‏ يَذْكُرُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «وَإِذْ كَانَ بُطْرُسُ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ .‏ .‏ .‏،‏ حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ [ٱلْأُمَمِيِّينَ] ٱلَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ.‏ فَبُهِتَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنَ ٱلْمَخْتُونِينَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَ بُطْرُسَ،‏ لِأَنَّ هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ سُكِبَتْ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ أَيْضًا».‏ (‏اع ١٠:‏​٤٤،‏ ٤٥‏)‏ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا،‏ بَاتَ بِإِمْكَانِ ٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.‏

      اَللّٰهُ يَأْخُذُ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»‏

      ٦،‏ ٧ كَيْفَ كَانَ أَعْضَاءُ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ «شَعْبًا لِٱسْمِ» يَهْوَهَ،‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ وَصَلَ نَشَاطُهُمْ؟‏

      ٦ قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ فِي ٱجْتِمَاعٍ لِلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ سَنَةَ ٤٩  ب‌م:‏ «قَدْ رَوَى شِمْعُونُ [بُطْرُسُ] كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ».‏ (‏اع ١٥:‏١٤‏)‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْجَدِيدُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ سَيَضُمُّ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَغَيْرِ ٱلْيَهُودِ.‏ (‏رو ١١:‏​٢٥،‏ ٢٦أ‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ كَتَبَ بُطْرُسُ:‏ «أَنْتُمْ فِي مَا مَضَى لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُ ٱللّٰهِ».‏ وَأَوْضَحَ مُهِمَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ،‏ كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ،‏ أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ،‏ شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ،‏ لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ».‏ (‏١ بط ٢:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا شُجْعَانًا لِيَهْوَهَ وَيُسَبِّحُوهُ جَهْرًا بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ.‏

      ٧ وَمِثْلَمَا ٱعْتَبَرَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ شُهُودَهُ،‏ دَعَا أَعْضَاءَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي،‏ لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِي».‏ (‏اش ٤٣:‏٢١‏)‏ فَقَدْ أَعْلَنَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ بِشَجَاعَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ مُشَهِّرِينَ بِٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي عَبَدَهَا ٱلنَّاسُ آنَذَاكَ.‏ (‏١ تس ١:‏٩‏)‏ وَكَانُوا شُهُودًا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ «فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ اع ١:‏٨؛‏ كو ١:‏٢٣‏.‏

      ٨ مِمَّ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

      ٨ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَاهِدًا جَرِيئًا ٱنْضَمَّ إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي أَخَذَهُ ٱللّٰهُ لِٱسْمِهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَعِنْدَمَا وَقَفَ أَمَامَ ٱلْفَلَاسِفَةِ ٱلْوَثَنِيِّينَ،‏ دَافَعَ بِجُرْأَةٍ عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَهَ،‏ «ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ،‏ إِذْ هُوَ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ».‏ (‏اع ١٧:‏​١٨،‏ ٢٣-‏٢٥‏)‏ وَهٰذَا ٱلرَّسُولُ نَفْسُهُ حَذَّرَ أَعْضَاءَ شَعْبِ ٱللّٰهِ نَحْوَ نِهَايَةِ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ:‏ «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَتَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ جَائِرَةٌ لَنْ تُعَامِلَ ٱلرَّعِيَّةَ بِرِقَّةٍ،‏ وَمِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ (‏اع ٢٠:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وَقَدْ ظَهَرَ بِوُضُوحٍ هٰذَا ٱلِٱرْتِدَادُ ٱلْمُنْبَأُ بِهِ مَعَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ —‏ ١ يو ٢:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏

      ٩ مَاذَا حَصَلَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ؟‏

      ٩ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ،‏ تَفَشَّى ٱلِٱرْتِدَادُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ وَنَشَأَتْ عَنْهُ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَبَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُرْتَدُّونَ أَنَّهُمْ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنْ أَنْ يَكُونُوا «شَعْبًا لِٱسْمِ» يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ حَذَفُوا ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ مِنْ مُعْظَمِ تَرْجَمَاتِهِمْ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَمَا تَبَنَّوْا شَعَائِرَ وَثَنِيَّةً وَجَلَبُوا ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱللّٰهِ بِعَقَائِدِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ حُرُوبِهِمِ «ٱلْمُقَدَّسَةِ»،‏ وَسُلُوكِهِمِ ٱللَّاأَخْلَاقِيِّ.‏ وَطَوَالَ قُرُونٍ،‏ لَمْ يَكُنْ لِيَهْوَهَ سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْأُمَنَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُنَظَّمِينَ ‹كَشَعْبٍ لِٱسْمِهِ›.‏

      وِلَادَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنْ جَدِيدٍ

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بِمَ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَمَّ مَثَلُ يَسُوعَ بَعْدَ عَامِ ١٩١٤،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

      ١٠ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ أَنَّ ٱلِٱرْتِدَادَ سَيُصَعِّبُ عَلَى ٱلنَّاسِ تَمْيِيزَ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِّ.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ سَيَأْتِي «فِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ» وَيَزْرَعُ زِوَانًا فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي زَرَعَ فِيهِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ بِذَارَ ٱلْحِنْطَةِ.‏ وَسَيَنْمُو ٱلِٱثْنَانِ مَعًا حَتَّى «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ كَمَا شَرَحَ يَسُوعُ أَنَّ «ٱلْبِذَارَ ٱلْجَيِّدَ» هُمْ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ» وَأَنَّ «ٱلزِّوَانَ» هُمْ «بَنُو ٱلشِّرِّيرِ».‏ وَفِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ،‏ سَيُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ ‹ٱلْحَصَّادِينَ› لِيَفْصِلُوا ٱلْحِنْطَةَ عَنِ ٱلزِّوَانِ وَيَجْمَعُوا بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ فَكَيْفَ حَدَثَ ذٰلِكَ،‏ وَكَيْفَ أَدَّى إِلَى أَنْ يُولَدَ مِنْ جَدِيدٍ شَعْبٌ مُنَظَّمٌ لِلّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      ١١ بَدَأَ «ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» عَامَ ١٩١٤.‏ وَلَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ آنَذَاكَ سِوَى آلَافٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي ٱنْدَلَعَتْ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ كَانَ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ» ٱلْمَمْسُوحُونَ هٰؤُلَاءِ لَا يَزَالُونَ فِي أَسْرٍ رُوحِيٍّ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ حَرَّرَهُمْ عَامَ ١٩١٩،‏ فَبَاتَ ٱلْفَرْقُ وَاضِحًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ «ٱلزِّوَانِ»،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ وَقَدْ جَمَعَهُمُ ٱللّٰهُ شَعْبًا مُنَظَّمًا إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ إِشَعْيَا:‏ «هَلْ تُولَدُ أَرْضٌ بِٱلطَّلْقِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟‏ أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ فِي مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ؟‏ فَإِنَّ صِهْيَوْنَ أَخَذَهَا ٱلطَّلْقُ وَوَلَدَتْ بَنِيهَا».‏ (‏اش ٦٦:‏٨‏)‏ وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ،‏ تُمَثِّلُ صِهْيَوْنُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ.‏ وَقَدْ «وَلَدَتْ» أَبْنَاءَهَا ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ وَنَظَّمَتْهُمْ كَأُمَّةٍ.‏

      ١٢ كَيْفَ يُبَرْهِنُ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنَّهُمْ ‹شَعْبٌ لِٱسْمِ› يَهْوَهَ؟‏

      ١٢ إِنَّ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ هُمْ شُهُودٌ لِيَهْوَهَ،‏ مِثْلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٤٣:‏​١،‏ ١٠،‏ ١١‏.‏)‏ وَهُمْ يَتَمَيَّزُونَ بِسُلُوكِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَبِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ .‏ .‏ .‏ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ في ٢:‏١٥‏)‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَرُدُّونَ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ،‏ أَيْ يُسَاعِدُونَ ٱلْمَلَايِينَ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ يَهْوَهَ وَعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ.‏ —‏ اقرأ دانيال ١٢:‏٣‏.‏

      ‏«نَذْهَبُ مَعَكُمْ»‏

      ١٣،‏ ١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ غَيْرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ لِتَكُونَ عِبَادَتُهُمْ لِيَهْوَهَ مَقْبُولَةً،‏ وَكَيْفَ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِذٰلِكَ؟‏

      ١٣ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ قَبِلَ يَهْوَهُ عِبَادَةَ ٱلْغُرَبَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ عِنْدَمَا ٱنْضَمُّوا إِلَى شَعْبِهِ.‏ (‏١ مل ٨:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ،‏ أَيْ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏

      ١٤ إِنَّ تَدَفُّقَ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ مَعَ شَعْبِهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا أَنْبَأَ عَنْهُ نَبِيَّانِ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ.‏ فَقَدْ قَالَ إِشَعْيَا:‏ «تَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ:‏ ‹هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ،‏ إِلَى بَيْتِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ،‏ فَيُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ›.‏ لِأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ ٱلشَّرِيعَةُ،‏ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ يَهْوَهَ».‏ (‏اش ٢:‏​٢،‏ ٣‏)‏ كَذٰلِكَ أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ زَكَرِيَّا أَنَّهُ «تَأْتِي شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِيَطْلُبُوا يَهْوَهَ ٱلْجُنُودِ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَسْتَعْطِفُوا وَجْهَ يَهْوَهَ».‏ وَوَصَفَهُمْ بِـ‍ «عَشَرَةِ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ» يَتَمَسَّكُونَ مَجَازِيًّا بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ:‏ «نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ».‏ —‏ زك ٨:‏​٢٠-‏٢٣‏.‏

      ١٥ بِأَيِّ مَعْنًى ‹يَذْهَبُ› ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ مَعَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ؟‏

      ١٥ يَشْتَرِكُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› مَعَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ‹يَذْهَبُونَ مَعَهُمْ›.‏ (‏مر ١٣:‏١٠‏)‏ فَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ وَيُشَكِّلُونَ مَعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» تَحْتَ قِيَادَةِ «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ»،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ اقرأ يوحنا ١٠:‏​١٤-‏١٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة