-
«الشعب الذي إلهه يهوه»برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
«اَلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ»
«سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ!». — مز ١٤٤:١٥.
١ مَاذَا يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ بِشَأْنِ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ؟
يَعْتَرِفُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّ أَدْيَانَ ٱلْعَالَمِ ٱلرَّئِيسِيَّةَ قَلَّمَا تَنْفَعُ ٱلْبَشَرِيَّةَ. وَيُوَافِقُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَدْيَانَ لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ لِأَنَّهَا تُشَوِّهُ صُورَتَهُ بِتَعَالِيمِهَا وَأَفْعَالِهَا. إِلَّا أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ فِيهَا أُنَاسٌ صَالِحُونَ وَأَنَّ ٱللّٰهَ يَقْبَلُ هٰؤُلَاءِ وَيَعْتَبِرُهُمْ عُبَّادًا لَهُ. وَلَا يَرَوْنَ حَاجَةً إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا ٱللّٰهَ كَشَعْبٍ مُنْفَصِلٍ عَنِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ. وَلٰكِنْ هَلْ يَنْسَجِمُ ذٰلِكَ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ؟ لِنَرَ ٱلْجَوَابَ بِمُرَاجَعَةِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ.
شَعْبٌ يَدْخُلُ فِي عَهْدٍ مَعَ يَهْوَهَ
٢ مَنْ صَارُوا مَعَ ٱلْوَقْتِ شَعْبَ يَهْوَهَ، وَمَا ٱلَّذِي مَيَّزَهُمْ عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ مُنْذُ ٠٠٠,٤ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، ٱخْتَارَ يَهْوَهُ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مُنْفَصِلًا عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ. فَإِبْرَاهِيمُ ٱلْمَدْعُوُّ «أَبًا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ» كَانَ رَأْسَ عَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ فِيهَا مِئَاتُ ٱلْخَدَمِ. (رو ٤:١١؛ تك ١٤:١٤) وَٱعْتَبَرَهُ رُؤَسَاءُ كَنْعَانَ ‹زَعِيمًا مِنَ ٱللّٰهِ› وَعَامَلُوهُ بِٱحْتِرَامٍ. (تك ٢١:٢٢؛ ٢٣:٦) وَقَدْ قَطَعَ يَهْوَهُ عَهْدًا مَعَهُ هُوَ وَنَسْلِهِ. (تك ١٧:١، ٢، ١٩) قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: «هٰذَا هُوَ عَهْدِي ٱلَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ. . . . وَيَكُونُ ذٰلِكَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ». (تك ١٧:١٠، ١١) فَخُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَكُلُّ ٱلذُّكُورِ فِي بَيْتِهِ. (تك ١٧:٢٤-٢٧) وَكَانَ ٱلْخِتَانُ عَلَامَةً تُمَيِّزُ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ بِصِفَتِهِمِ ٱلشَّعْبَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي تَرْبِطُهُ عَلَاقَةٌ خُصُوصِيَّةٌ بِيَهْوَهَ.
٣ كَيْفَ صَارَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ شَعْبًا؟
٣ كَانَ حَفِيدُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ يَعْقُوبَ، ٱلْمَدْعُوَّ أَيْضًا إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ وَلَدَ ١٢ ٱبْنًا. (تك ٣٥:١٠، ٢٢ب-٢٦) وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، أَصْبَحَ هٰؤُلَاءِ آبَاءَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. (اع ٧:٨) وَعِنْدَمَا حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي ٱلْأَرْضِ، ٱلْتَجَأَ يَعْقُوبُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى مِصْرَ حَيْثُ كَانَ ٱبْنُهُ يُوسُفُ قَدْ أَصْبَحَ يَدَ فِرْعَوْنَ ٱلْيُمْنَى وَٱلْمَسْؤُولَ عَنِ ٱلْأَغْذِيَةِ. (تك ٤١:٣٩-٤١؛ ٤٢:٦) وَهُنَاكَ، نَمَا ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَتَكَاثَرُوا جِدًّا. — تك ٤٨:٤؛ اقرإ الاعمال ٧:١٧.
شَعْبٌ يَفْدِيهِ ٱللّٰهُ
٤ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْعَلَاقَةُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بَيْنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ يَعْقُوبَ؟
٤ بَقِيَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ يَعْقُوبَ فِي مِصْرَ أَكْثَرَ مِنْ قَرْنَيْنِ، وَسَكَنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ ٱلْوَاقِعَةِ فِي دِلْتَا ٱلنِّيلِ. (تك ٤٥:٩، ١٠) وَيَبْدُو أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ تَعَايَشُوا بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْمِصْرِيِّينَ نِصْفَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ تَقْرِيبًا، فَسَكَنُوا فِي قُرًى صَغِيرَةٍ وَرَعَوُا ٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ. وَقَدْ لَقُوا تَرْحِيبًا حَارًّا مِنْ فِرْعَوْنَ ٱلَّذِي عَرَفَ يُوسُفَ وَقَدَّرَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ. (تك ٤٧:١-٦) أَمَّا ٱلشَّعْبُ ٱلْمِصْرِيُّ فَكَانُوا يَكْرَهُونَ رُعَاةَ ٱلْغَنَمِ. (تك ٤٦:٣١-٣٤) وَلٰكِنَّهُمْ سَمَحُوا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْإِقَامَةِ هُنَاكَ إِطَاعَةً لِأَمْرِ فِرْعَوْنَ.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ تَغَيَّرَتْ حَالَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي مِصْرَ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا؟ (ب) كَيْفَ أُنْقِذَ مُوسَى مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ شَعْبِهِ؟
٥ إِلَّا أَنَّ حَالَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ تَغَيَّرَتْ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «قَامَ عَلَى مِصْرَ مَلِكٌ جَدِيدٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَقَالَ لِشَعْبِهِ: ‹هَا إِنَّ شَعْبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا›. فَٱسْتَعْبَدَ ٱلْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِٱسْتِبْدَادٍ. وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي ٱلْمِلَاطِ وَٱللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عُبُودِيَّةٍ فِي ٱلْحَقْلِ، كُلِّ عُبُودِيَّتِهِمِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْبَدُوهُمْ بِهَا بِٱسْتِبْدَادٍ». — خر ١:٨، ٩، ١٣، ١٤.
٦ وَلَمْ يَكْتَفِ فِرْعَوْنُ بِٱسْتِعْبَادِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، بَلْ أَمَرَ أَيْضًا بِقَتْلِ كُلِّ ٱلْأَطْفَالِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلذُّكُورِ عِنْدَ وِلَادَتِهِمْ. (خر ١:١٥، ١٦) فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وُلِدَ مُوسَى. وَحِينَ كَانَ عُمْرُهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، خَبَّأَتْهُ أُمُّهُ يُوكَابَدُ بَيْنَ ٱلْقَصَبِ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ. فَعَثَرَتْ عَلَيْهِ ٱبْنَةُ فِرْعَوْنَ وَتَبَنَّتْهُ. وَلٰكِنْ، بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ، تَرَبَّى مُوسَى تَحْتَ رِعَايَةِ أُمِّهِ ٱلتَّقِيَّةِ، وَأَصْبَحَ خَادِمًا وَلِيًّا لِيَهْوَهَ. (خر ٢:١-١٠؛ عب ١١:٢٣-٢٥) وَحِينَ رَأَى ٱللّٰهُ مُعَانَاةَ شَعْبِهِ، «ٱهْتَمَّ . . . لِأَمْرِهِمْ» وَقَرَّرَ أَنْ يُخَلِّصَهُمْ عَلَى يَدِ مُوسَى مِنْ نِيرِ مُضَايِقِيهِمْ. (خر ٢:٢٤، ٢٥؛ ٣:٩، ١٠) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، كَانَ يَهْوَهُ ‹سَيَفْدِي›، أَوْ يُنْقِذُ، شَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ. — خر ١٥:١٣؛ اقرإ التثنية ١٥:١٥.
شَعْبُ ٱللّٰهِ يُصْبِحُونَ أُمَّةً
٧، ٨ كَيْفَ صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ أُمَّةً مُقَدَّسَةً؟
٧ اِعْتَبَرَ يَهْوَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَعْبَهُ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يُنَظِّمَهُمْ كَأُمَّةٍ. فَقَدْ أَوْصَى مُوسَى وَهَارُونَ أَنْ يَقُولَا لِفِرْعَوْنَ: «هٰكَذَا يَقُولُ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: ‹أَطْلِقْ شَعْبِي لِكَيْ يُعَيِّدُوا لِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ›». — خر ٥:١.
٨ لٰكِنَّ فِرْعَوْنَ أَبَى إِطْلَاقَهُمْ. وَلَمْ يَتَحَرَّرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ نِيرِ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٱلظَّالِمِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ حَلَّتْ بِمِصْرَ عَشْرُ ضَرَبَاتٍ وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ وَجَيْشُهُ فِي مِيَاهِ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. (خر ١٥:١-٤) وَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، قَطَعَ يَهْوَهُ عَهْدًا مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ قَائِلًا لَهُمْ: «إِنْ أَطَعْتُمْ قَوْلِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي، تَكُونُونَ لِي مِلْكًا خَاصًّا مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، . . . تَكُونُونَ لِي . . . أُمَّةً مُقَدَّسَةً». — خر ١٩:٥، ٦.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ فَرَزَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنْ بَاقِي ٱلشُّعُوبِ بِحَسَبِ ٱلتَّثْنِيَة ٤:٥-٨؟ (ب) مَاذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا لِيَكُونُوا «شَعْبًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ»؟
٩ كَانَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ فِي مِصْرَ، قَبْلَ ٱسْتِعْبَادِهِمْ، مُجْتَمَعًا قَبَلِيًّا يَقُودُهُ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ أَوِ ٱلْعَشَائِرِ. وَعَلَى غِرَارِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَهُمْ، لَعِبَ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ هٰؤُلَاءِ دَوْرَ ٱلْحَاكِمِ وَٱلْقَاضِي وَٱلْكَاهِنِ لِعَشِيرَتِهِمْ. (تك ٨:٢٠؛ ١٨:١٩؛ اي ١:٤، ٥) أَمَّا بَعْدَ تَحْرِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ، فَأَعْطَاهُمْ يَهْوَهُ شَرِيعَةً تُمَيِّزُهُمْ عَنْ بَاقِي ٱلْأُمَمِ. (اقرإ التثنية ٤:٥-٨؛ مز ١٤٧:١٩، ٢٠.) وَقَدْ فَرَزَتِ ٱلشَّرِيعَةُ رِجَالًا مُهِمَّتُهُمُ ٱلْكَهَنُوتُ، وَأَصْبَحَ ٱلْقَضَاءُ مِنِ ٱخْتِصَاصِ «ٱلشُّيُوخِ» ٱلَّذِينَ ٱحْتَرَمَهُمُ ٱلشَّعْبُ لِخِبْرَتِهِمْ وَحِكْمَتِهِمْ. (تث ٢٥:٧، ٨) وَهٰكَذَا، نَظَّمَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلشُّؤُونَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ.
١٠ وَقُبَيْلَ دُخُولِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، كَرَّرَ يَهْوَهُ شَرَائِعَهُ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «جَعَلَكَ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ تَقُولُ إِنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَعْبًا، مِلْكًا خَاصًّا، كَمَا وَعَدَكَ، وَإِنَّكَ سَتَحْفَظُ جَمِيعَ وَصَايَاهُ، وَسَيَرْفَعُكَ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي عَمِلَهَا، وَٱلنَّتِيجَةُ ثَنَاءٌ وَصِيتٌ وَبَهَاءٌ، إِذْ تَكُونُ شَعْبًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ». — تث ٢٦:١٨، ١٩.
اَلْغُرَبَاءُ مُرَحَّبٌ بِهِمْ بَيْنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ
١١-١٣ (أ) مَنِ ٱنْضَمَّ إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارِ؟ (ب) مَاذَا وَجَبَ أَنْ يَفْعَلَ غَيْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِذَا رَغِبُوا فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ؟
١١ رَغْمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَصْبَحُوا أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَةَ، لَمْ يُحَرِّمْ يَهْوَهُ وُجُودَ أَشْخَاصٍ غَيْرِ إِسْرَائِيلِيِّينَ بَيْنَهُمْ. بَلْ سَمَحَ لِجُمْهُورٍ كَثِيرٍ مِنْ غَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمِصْرِيُّونَ، أَنْ يُرَافِقُوا شَعْبَهُ وَهُمْ خَارِجُونَ مِنْ مِصْرَ. (خر ١٢:٣٨) وَكَانَ بَيْنَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْضُ «خُدَّامِ فِرْعَوْنَ» ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَحْذِيرَ مُوسَى مِنَ ٱلضَّرْبَةِ ٱلسَّابِعَةِ. — خر ٩:٢٠.
١٢ وَمُبَاشَرَةً قَبْلَ عُبُورِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْأُرْدُنَّ لِيَمْتَلِكُوا أَرْضَ كَنْعَانَ، أَوْصَاهُمْ مُوسَى أَنْ ‹يُحِبُّوا ٱلْغَرِيبَ› ٱلسَّاكِنَ فِي وَسْطِهِمْ. (تث ١٠:١٧-١٩) فَكَانَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارِ أَنْ يَقْبَلُوا فِي مُجْتَمَعِهِمْ أَيَّ غَرِيبٍ يُطِيعُ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مُوسَى. (لا ٢٤:٢٢) وَبَعْضُ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي إِسْرَائِيلَ آمَنُوا بِيَهْوَهَ، وَشَعَرُوا مِثْلَمَا شَعَرَتِ ٱلْمُوآبِيَّةُ رَاعُوثُ ٱلَّتِي قَالَتْ لِنُعْمِي ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ: «شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي، وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي». (را ١:١٦) فَقَدِ ٱهْتَدَى هٰؤُلَاءِ ٱلْغُرَبَاءُ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَٱخْتَتَنَ ٱلذُّكُورُ فِيهِمْ. (خر ١٢:٤٨، ٤٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ رَحَّبَ بِهِمْ كَجُزْءٍ مِنْ شَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ. — عد ١٥:١٤، ١٥.
أَحَبَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْغُرَبَاءَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي وَسْطِهِمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١١-١٣.)
١٣ وَلَاحِقًا، أَكَّدَتْ صَلَاةُ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنِ ٱلْعُبَّادِ غَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَقَدْ صَلَّى قَائِلًا: «كَذٰلِكَ ٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلْآتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ، فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ وَيُصَلُّونَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، مِنْ مَقَرِّ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْغَرِيبُ، لِكَيْ يَعْرِفَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ وَيَخَافُوكَ مِثْلَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَيَعْرِفُوا أَنَّ ٱسْمَكَ قَدْ دُعِيَ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ». (٢ اخ ٦:٣٢، ٣٣) حَتَّى فِي أَيَّامِ يَسُوعَ، وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ غَيْرِ إِسْرَائِيلِيٍّ يَرْغَبُ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى شَعْبِهِ. — يو ١٢:٢٠؛ اع ٨:٢٧.
أُمَّةٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ
١٤-١٦ (أ) كَيْفَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَصِيرُونَ أُمَّةَ شُهُودٍ لِيَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَفْعَلَ؟
١٤ فِي حِينِ عَبَدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلٰهَهُمْ يَهْوَهَ، عَبَدَتِ ٱلْأُمَمُ ٱلْأُخْرَى آلِهَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ بِهَا. فَنَشَأَ سُؤَالٌ مُهِمٌّ: مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ وَفِي أَيَّامِ إِشَعْيَا، قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ يُجَابُ عَنْهُ كَمَا تُبَتُّ ٱلدَّعْوَى فِي مَحْكَمَةٍ. فَقَدْ دَعَا آلِهَةَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَأْتُوا بِشُهُودٍ يُؤَكِّدُونَ أُلُوهِيَّتَهُمْ، قَائِلًا: «لِتَجْتَمِعْ كُلُّ ٱلْأُمَمِ مَعًا، وَلْتَحْتَشِدِ ٱلشُّعُوبُ. مَنْ مِنْهُمْ [أَيْ مِنْ آلِهَتِهِمْ] يُخْبِرُ بِهٰذَا؟ وَهَلْ يُسْمِعُونَنَا بِٱلْأَوَّلِيَّاتِ؟ لِيُقَدِّمُوا شُهُودَهُمْ حَتَّى يَتَبَرَّرُوا، أَوْ لِيَسْمَعُوا وَيَقُولُوا: ‹هٰذَا حَقٌّ!›». — اش ٤٣:٩.
١٥ عَجِزَتْ آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ عَنْ تَقْدِيمِ أَيِّ دَلِيلٍ عَلَى أُلُوهِيَّتِهَا. فَقَدْ كَانَتْ مُجَرَّدَ أَصْنَامٍ غَيْرِ قَادِرَةٍ عَلَى ٱلْكَلَامِ وَبِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يَنْقُلُهَا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. (اش ٤٦:٥-٧) أَمَّا يَهْوَهُ فَقَالَ لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْتُمْ شُهُودِي . . . وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي، وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا أَنَا. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلٰهٌ، وَبَعْدِي لَا يَكُونُ. أَنَا أَنَا يَهْوَهُ، وَلَا مُخَلِّصَ غَيْرِي . . . أَنْتُمْ شُهُودِي . . . وَأَنَا ٱللّٰهُ». — اش ٤٣:١٠-١٢.
١٦ فَكَشُهُودٍ فِي دَعْوَى قَضَائِيَّةٍ، حَظِيَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِشَرَفِ ٱلشَّهَادَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ. وَقَدْ دَعَاهُمُ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي، لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِي». (اش ٤٣:٢١) فَكَانُوا ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي حَمَلَ ٱسْمَهُ. وَبِمَا أَنَّهُ فَدَاهُمْ مِنْ مِصْرَ، كَانَ مِنْ وَاجِبِهِمْ أَنْ يُدَافِعُوا عَنْ سُلْطَانِهِ أَمَامَ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى وَيَتَّخِذُوا ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا لَاحِقًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ، قَائِلًا: «إِنَّ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». — مي ٤:٥.
شَعْبٌ مُرْتَدٌّ
١٧ كَيْفَ أَصْبَحَ إِسْرَائِيلُ ‹كَرْمَةً غَرِيبَةً رَدِيئَةً› فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟
١٧ مَعَ ٱلْأَسَفِ، خَانَ إِسْرَائِيلُ إِلٰهَهُ يَهْوَهَ. فَقَدْ تَأَثَّرَ بِٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي عَبَدَتْ آلِهَةً مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ. وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ هُوشَعُ: «إِسْرَائِيلُ كَرْمَةٌ رَدِيئَةٌ . . . كَثَّرَ مَذَابِحَهُ . . . صَارَتْ قُلُوبُهُمْ رِيَاءً، فَٱلْآنَ يُسْتَذْنَبُونَ». (هو ١٠:١، ٢) وَبَعْدَ قَرْنٍ وَنِصْفٍ تَقْرِيبًا، سَجَّلَ إِرْمِيَا ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ ٱلْخَائِنِ: «أَنَا قَدْ غَرَسْتُكِ كَرْمَةً حَمْرَاءَ مُخْتَارَةً، كُلُّهَا زَرْعُ حَقٍّ. فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ لِي قُضْبَانًا رَدِيئَةً فِي كَرْمَةٍ غَرِيبَةٍ؟ . . . أَيْنَ آلِهَتُكَ ٱلَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلْتَقُمْ إِنْ كَانَ فِي وُسْعِهَا أَنْ تُخَلِّصَكَ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِكَ . . . أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ نَسِيَنِي». — ار ٢:٢١، ٢٨، ٣٢.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّهُ سَيَخْتَارُ شَعْبًا جَدِيدًا يُدْعَى عَلَى ٱسْمِهِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ لَمْ يَبْقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ شُهُودًا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ وَلَا ٱسْتَمَرُّوا فِي مُمَارَسَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ، بَلْ عَبَدُوا ٱلْأَصْنَامَ وَأَنْتَجُوا ثَمَرًا فَاسِدًا. لِذٰلِكَ، قَالَ يَسُوعُ لِلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُرَائِينَ فِي أَيَّامِهِ: «مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ». (مت ٢١:٤٣) وَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ، إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ، سَتَتَأَلَّفُ مِنْ أَشْخَاصٍ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ وَيَقْطَعُ مَعَهُمْ «عَهْدًا جَدِيدًا». وَعَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ، قَالَ ٱللّٰهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا: «أَكُونُ إِلٰهَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْبِي». — ار ٣١:٣١-٣٣.
١٩ فَبَعْدَمَا تَمَرَّدَ إِسْرَائِيلُ ٱلطَّبِيعِيُّ عَلَيْهِ، ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ شَعْبًا لَهُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.
-
-
‹انتم الآن شعب اللّٰه›برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
‹أَنْتُمُ ٱلْآنَ شَعْبُ ٱللّٰهِ›
«أَنْتُمْ فِي مَا مَضَى لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُ ٱللّٰهِ». — ١ بط ٢:١٠.
١، ٢ أَيُّ تَغْيِيرٍ حَصَلَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، وَمَنْ صَارُوا أَعْضَاءَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَانَ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وُلِدَتْ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»، أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ. (غل ٦:١٦) وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَعُدِ ٱلْخِتَانُ بِٱلْجَسَدِ ٱلْعَلَامَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ شَعْبَ ٱللّٰهِ. بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ، صَارَ خِتَانُهُمْ هُوَ «خِتَانَ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ»، حَسْبَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. — رو ٢:٢٩.
٢ كَانَ أَوَّلُ أَعْضَاءِ أُمَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدَةِ هُمُ ٱلرُّسُلَ وَأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ تِلْمِيذٍ آخَرَ لِلْمَسِيحِ مُجْتَمِعِينَ فِي عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيمَ. (اع ١:١٢-١٥) فَقَدْ سَكَبَ ٱللّٰهُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَلَيْهِمْ وَصَارُوا أَبْنَاءً رُوحِيِّينَ لَهُ. (رو ٨:١٥، ١٦؛ ٢ كو ١:٢١) وَبَرْهَنَ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ، ٱلَّذِي جُعِلَ شَرْعِيًّا بِدَمِ وَسِيطِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَصْبَحَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ. (لو ٢٢:٢٠؛ اقرإ العبرانيين ٩:١٥.) وَهٰكَذَا، أَصْبَحَ أُولٰئِكَ ٱلتَّلَامِيذُ أَعْضَاءً فِي أُمَّةِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَةِ، أَوْ شَعْبِهِ ٱلْجَدِيدِ. وَبِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، كَرَزُوا بِمُخْتَلِفِ ٱللُّغَاتِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلْيَهُودُ وَٱلْمُتَهَوِّدُونَ ٱلْآتُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْأَسَابِيعِ، أَوْ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ. فَسَمِعَ هٰؤُلَاءِ «عَظَائِمَ ٱللّٰهِ» بِلُغَتِهِمْ وَفَهِمُوهَا. — اع ٢:١-١١.
شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدُ
٣-٥ (أ) مَاذَا قَالَ بُطْرُسُ لِلْيَهُودِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ؟ (ب) كَيْفَ نَمَتْ أُمَّةُ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَةُ فِي سَنَوَاتِهَا ٱلْأُولَى؟
٣ جَعَلَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ ٱلرَّسُولَ يَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي فَتْحِ ٱلطَّرِيقِ أَمَامَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ لِيَصِيرُوا أَعْضَاءً فِي هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمَوْلُودَةِ حَدِيثًا، ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ، قَالَ بُطْرُسُ بِجُرْأَةٍ لِلْيَهُودِ إِنَّ عَلَيْهِمْ قُبُولَ يَسُوعَ ٱلَّذِي ‹عَلَّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ› لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ جَعَلَهُ رَبًّا وَمَسِيحًا›. وَحِينَ سَأَلَ ٱلْجَمْعُ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَصْنَعُوا، أَجَابَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ، فَتَنَالُوا هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». (اع ٢:٢٢، ٢٣، ٣٦-٣٨) فَٱنْضَمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَحْوُ ٠٠٠,٣ شَخْصٍ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْجَدِيدَةِ. (اع ٢:٤١) وَفِي مَا بَعْدُ، ٱسْتَمَرَّ ٱلرُّسُلُ يَكْرِزُونَ بِغَيْرَةٍ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ. (اع ٦:٧) فَٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ كَانَتْ تَنْمُو وَتَزْدَهِرُ.
٤ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، بَدَأَ ٱلتَّلَامِيذُ يَكْرِزُونَ لِلسَّامِرِيِّينَ. فَقَبِلَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْهُمُ ٱلْحَقَّ وَٱعْتَمَدُوا عَلَى يَدِ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. فَأَرْسَلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلرَّسُولَيْنِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا إِلَى ٱلْمُهْتَدِينَ ٱلسَّامِرِيِّينَ. وَهُنَاكَ، «وَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ، فَنَالُوا رُوحًا قُدُسًا». (اع ٨:٥، ٦، ١٤-١٧) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، صَارَ ٱلسَّامِرِيُّونَ أَيْضًا أَعْضَاءً مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.
كَرَزَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.)
٥ وَعَامَ ٣٦ بم، ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ مُجَدَّدًا كَيْ يَفْتَحَ لِآخَرِينَ بَابَ ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْجَدِيدَةِ. وَقَدْ حَدَثَ ذٰلِكَ عِنْدَمَا كَرَزَ لِقَائِدِ ٱلْمِئَةِ ٱلرُّومَانِيِّ كَرْنِيلِيُوسَ وَأَقْرِبَائِهِ وَأَصْدِقَائِهِ. (اع ١٠:٢٢، ٢٤، ٣٤، ٣٥) يَذْكُرُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «وَإِذْ كَانَ بُطْرُسُ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ . . .، حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ [ٱلْأُمَمِيِّينَ] ٱلَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ. فَبُهِتَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنَ ٱلْمَخْتُونِينَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَ بُطْرُسَ، لِأَنَّ هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ سُكِبَتْ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ أَيْضًا». (اع ١٠:٤٤، ٤٥) وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا، بَاتَ بِإِمْكَانِ ٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.
اَللّٰهُ يَأْخُذُ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»
٦، ٧ كَيْفَ كَانَ أَعْضَاءُ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ «شَعْبًا لِٱسْمِ» يَهْوَهَ، وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ وَصَلَ نَشَاطُهُمْ؟
٦ قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ فِي ٱجْتِمَاعٍ لِلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ سَنَةَ ٤٩ بم: «قَدْ رَوَى شِمْعُونُ [بُطْرُسُ] كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ». (اع ١٥:١٤) وَكَانَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْجَدِيدُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ سَيَضُمُّ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَغَيْرِ ٱلْيَهُودِ. (رو ١١:٢٥، ٢٦أ) وَلَاحِقًا، كَتَبَ بُطْرُسُ: «أَنْتُمْ فِي مَا مَضَى لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُ ٱللّٰهِ». وَأَوْضَحَ مُهِمَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ بِٱلْقَوْلِ: «أَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ». (١ بط ٢:٩، ١٠) فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا شُجْعَانًا لِيَهْوَهَ وَيُسَبِّحُوهُ جَهْرًا بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ.
٧ وَمِثْلَمَا ٱعْتَبَرَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ شُهُودَهُ، دَعَا أَعْضَاءَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي، لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِي». (اش ٤٣:٢١) فَقَدْ أَعْلَنَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ بِشَجَاعَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ مُشَهِّرِينَ بِٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي عَبَدَهَا ٱلنَّاسُ آنَذَاكَ. (١ تس ١:٩) وَكَانُوا شُهُودًا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ «فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». — اع ١:٨؛ كو ١:٢٣.
٨ مِمَّ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٨ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَاهِدًا جَرِيئًا ٱنْضَمَّ إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي أَخَذَهُ ٱللّٰهُ لِٱسْمِهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَعِنْدَمَا وَقَفَ أَمَامَ ٱلْفَلَاسِفَةِ ٱلْوَثَنِيِّينَ، دَافَعَ بِجُرْأَةٍ عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَهَ، «ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، إِذْ هُوَ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ». (اع ١٧:١٨، ٢٣-٢٥) وَهٰذَا ٱلرَّسُولُ نَفْسُهُ حَذَّرَ أَعْضَاءَ شَعْبِ ٱللّٰهِ نَحْوَ نِهَايَةِ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ: «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَتَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ جَائِرَةٌ لَنْ تُعَامِلَ ٱلرَّعِيَّةَ بِرِقَّةٍ، وَمِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ». (اع ٢٠:٢٩، ٣٠) وَقَدْ ظَهَرَ بِوُضُوحٍ هٰذَا ٱلِٱرْتِدَادُ ٱلْمُنْبَأُ بِهِ مَعَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. — ١ يو ٢:١٨، ١٩.
٩ مَاذَا حَصَلَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ؟
٩ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ، تَفَشَّى ٱلِٱرْتِدَادُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ وَنَشَأَتْ عَنْهُ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَبَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُرْتَدُّونَ أَنَّهُمْ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنْ أَنْ يَكُونُوا «شَعْبًا لِٱسْمِ» يَهْوَهَ. فَقَدْ حَذَفُوا ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ مِنْ مُعْظَمِ تَرْجَمَاتِهِمْ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَمَا تَبَنَّوْا شَعَائِرَ وَثَنِيَّةً وَجَلَبُوا ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱللّٰهِ بِعَقَائِدِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ، حُرُوبِهِمِ «ٱلْمُقَدَّسَةِ»، وَسُلُوكِهِمِ ٱللَّاأَخْلَاقِيِّ. وَطَوَالَ قُرُونٍ، لَمْ يَكُنْ لِيَهْوَهَ سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْأُمَنَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُنَظَّمِينَ ‹كَشَعْبٍ لِٱسْمِهِ›.
وِلَادَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنْ جَدِيدٍ
١٠، ١١ (أ) بِمَ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ؟ (ب) كَيْفَ تَمَّ مَثَلُ يَسُوعَ بَعْدَ عَامِ ١٩١٤، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
١٠ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ أَنَّ ٱلِٱرْتِدَادَ سَيُصَعِّبُ عَلَى ٱلنَّاسِ تَمْيِيزَ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِّ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ سَيَأْتِي «فِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ» وَيَزْرَعُ زِوَانًا فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي زَرَعَ فِيهِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ بِذَارَ ٱلْحِنْطَةِ. وَسَيَنْمُو ٱلِٱثْنَانِ مَعًا حَتَّى «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». كَمَا شَرَحَ يَسُوعُ أَنَّ «ٱلْبِذَارَ ٱلْجَيِّدَ» هُمْ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ» وَأَنَّ «ٱلزِّوَانَ» هُمْ «بَنُو ٱلشِّرِّيرِ». وَفِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، سَيُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ ‹ٱلْحَصَّادِينَ› لِيَفْصِلُوا ٱلْحِنْطَةَ عَنِ ٱلزِّوَانِ وَيَجْمَعُوا بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) فَكَيْفَ حَدَثَ ذٰلِكَ، وَكَيْفَ أَدَّى إِلَى أَنْ يُولَدَ مِنْ جَدِيدٍ شَعْبٌ مُنَظَّمٌ لِلّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١١ بَدَأَ «ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» عَامَ ١٩١٤. وَلَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ آنَذَاكَ سِوَى آلَافٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي ٱنْدَلَعَتْ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، كَانَ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ» ٱلْمَمْسُوحُونَ هٰؤُلَاءِ لَا يَزَالُونَ فِي أَسْرٍ رُوحِيٍّ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ حَرَّرَهُمْ عَامَ ١٩١٩، فَبَاتَ ٱلْفَرْقُ وَاضِحًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ «ٱلزِّوَانِ»، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. وَقَدْ جَمَعَهُمُ ٱللّٰهُ شَعْبًا مُنَظَّمًا إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ إِشَعْيَا: «هَلْ تُولَدُ أَرْضٌ بِٱلطَّلْقِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ فِي مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَإِنَّ صِهْيَوْنَ أَخَذَهَا ٱلطَّلْقُ وَوَلَدَتْ بَنِيهَا». (اش ٦٦:٨) وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ، تُمَثِّلُ صِهْيَوْنُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ. وَقَدْ «وَلَدَتْ» أَبْنَاءَهَا ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ وَنَظَّمَتْهُمْ كَأُمَّةٍ.
١٢ كَيْفَ يُبَرْهِنُ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنَّهُمْ ‹شَعْبٌ لِٱسْمِ› يَهْوَهَ؟
١٢ إِنَّ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ هُمْ شُهُودٌ لِيَهْوَهَ، مِثْلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ. (اقرأ اشعيا ٤٣:١، ١٠، ١١.) وَهُمْ يَتَمَيَّزُونَ بِسُلُوكِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَبِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ . . . شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤؛ في ٢:١٥) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَرُدُّونَ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ، أَيْ يُسَاعِدُونَ ٱلْمَلَايِينَ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ يَهْوَهَ وَعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ. — اقرأ دانيال ١٢:٣.
«نَذْهَبُ مَعَكُمْ»
١٣، ١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ غَيْرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ لِتَكُونَ عِبَادَتُهُمْ لِيَهْوَهَ مَقْبُولَةً، وَكَيْفَ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِذٰلِكَ؟
١٣ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، قَبِلَ يَهْوَهُ عِبَادَةَ ٱلْغُرَبَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ عِنْدَمَا ٱنْضَمُّوا إِلَى شَعْبِهِ. (١ مل ٨:٤١-٤٣) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ، أَيْ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ.
١٤ إِنَّ تَدَفُّقَ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ مَعَ شَعْبِهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا أَنْبَأَ عَنْهُ نَبِيَّانِ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ. فَقَدْ قَالَ إِشَعْيَا: «تَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: ‹هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ، إِلَى بَيْتِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ›. لِأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ ٱلشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ يَهْوَهَ». (اش ٢:٢، ٣) كَذٰلِكَ أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ زَكَرِيَّا أَنَّهُ «تَأْتِي شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِيَطْلُبُوا يَهْوَهَ ٱلْجُنُودِ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَسْتَعْطِفُوا وَجْهَ يَهْوَهَ». وَوَصَفَهُمْ بِـ «عَشَرَةِ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ» يَتَمَسَّكُونَ مَجَازِيًّا بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: «نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ». — زك ٨:٢٠-٢٣.
١٥ بِأَيِّ مَعْنًى ‹يَذْهَبُ› ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ مَعَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٥ يَشْتَرِكُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› مَعَ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ‹يَذْهَبُونَ مَعَهُمْ›. (مر ١٣:١٠) فَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ وَيُشَكِّلُونَ مَعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» تَحْتَ قِيَادَةِ «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ»، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — اقرأ يوحنا ١٠:١٤-١٦.
-