مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السجل التاريخي —‏ هل ينبغي ان نثق به؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • السجل التاريخي —‏ هل ينبغي ان نثق به؟‏

      ‏«ان معرفة التاريخ تولِّد .‏ .‏ .‏ شعورا بأننا جزء من معشر امتد عصورا طويلة قبل ان نولد وسيظل قائما وقتا طويلا بعد ان نموت».‏ ‏—‏ دليل الى دراسة التاريخ (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم مايكل ستانفورد.‏

      ان عدم معرفة الماضي هو بمثابة فقدان المرء ذاكرته جزئيا.‏ وبدون هذه المعرفة ستبدون انتم او عائلتكم او قبيلتكم،‏ حتى امَّتكم بلا جذور،‏ بلا اصول.‏ وسيبدو الحاضر كما لو ان لا معنى له،‏ كبناء من غير اساس.‏

      يمكن ان يكون التاريخ مستودعا هائلا من الدروس المفيدة لنا.‏ فيمكن ان يساعدنا على تفادي السقوط مجدَّدا في نفس الاشراك القديمة.‏ وقد اكد احد الفلاسفة ان الاشخاص الذين ينسون الماضي يكررونه لا محالة.‏ أما اطلاعنا على الاحداث الماضية فيمكن ان يعرِّفنا بحضارات قديمة،‏ اكتشافات مذهلة،‏ شخصيات مثيرة للاهتمام،‏ وزوايا مختلفة للنظر الى الامور.‏

      ولكن بما ان التاريخ يتناول اناسا وأحداثا وقعت في الماضي البعيد،‏ فكيف نتأكد انه صحيح؟‏ فإذا كنا سنتعلم دروسا قيِّمة من التاريخ،‏ يلزم ان تكون قائمة على الحقيقة.‏ وعندما نكتشف الحقيقة،‏ يلزم ان نقبل بها حتى لو لم تكن دائما مستساغة.‏ فالماضي كالورد في حديقة،‏ له جماله وأشواكه؛‏ فيمكن ان يبهج المرء،‏ او ينخسه في قلبه.‏

      سنتأمل في المقالتين التاليتين في بعض اوجه التاريخ التي يمكن ان تساعدنا على اجراء تقييم لما نقرأه.‏ وسنتأمل ايضا كيف يمكن للتاريخ الصحيح ان يفيد القارئ الفطن.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      اية دروس يمكن تعلمها من التاريخ؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      الملكة نفرتيتي

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Nefertiti: Ägyptisches Museum der Staatlichen Museen Preußischer Kulturbesitz,‎ Berlin

      Border: Photograph taken by courtesy of the British Museum

  • ماذا يمكن ان نتعلم من الماضي؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • ماذا يمكن ان نتعلم من الماضي؟‏

      ‏«لا شيء يهمّ المؤرخين اكثر من وصف السبب والنتيجة».‏ جيرالد شلابَك،‏ استاذ مساعد في التاريخ.‏

      غالبا ما يسأل المؤرخون:‏ كيف ولماذا وقعت احداث معيَّنة؟‏ مثلا،‏ يخبرنا التاريخ ان الامبراطورية الرومانية انهارت.‏ ولكن لماذا انهارت؟‏ هل السبب هو الفساد او السعي وراء الملذات؟‏ هل اصبحت الامبراطورية اكبر من ان تُضبط ولم يعد بإمكانها تحمل نفقات جيوشها؟‏ ام ان اعداء روما زادوا وفاقوها قوةً؟‏

      في السنوات الاخيرة،‏ اخذت الشيوعية تنهار فجأة في بلد تلو بلد في اوروپا الشرقية،‏ بعد ان كانت تشكّل تهديدا للغرب.‏ ولكن لماذا انهارت؟‏ وأية دروس نتعلمها من ذلك؟‏ يحاول المؤرخون الاجابة عن هذا النوع من الاسئلة.‏ ولكن الى ايّ حد يمكن ان يؤثر الانحياز الشخصي في آرائهم حين يعطون الجواب؟‏

      هل يمكن الوثوق بالسجل التاريخي؟‏

      المؤرخون هم اشبه برجال التحري منهم بالعلماء.‏ فهم يتحرَّون،‏ يطرحون الاسئلة،‏ ويتأكدون من صحة السجلات الاقدم.‏ انهم يهدفون الى ايجاد الحقيقة،‏ ولكن نادرا ما يكون ما يبحثون عنه واضحا.‏ وأحد اسباب ذلك هو ان عملهم يرتكز كثيرا على الناس،‏ والمؤرخون لا يستطيعون قراءة الافكار —‏ وخصوصا افكار الموتى.‏ كما ان المؤرخين يمكن ان تكون عندهم تحاملات او افكار مكوَّنة مسبقا.‏ لذلك يبقى احيانا افضل ما يكتبونه مجرد تحاليل من وجهة نظر المؤلف.‏

      طبعا،‏ لا يعني بالضرورة امتلاك المؤرخ وجهة نظر خاصة ان عمله غير دقيق.‏ فالروايات في صموئيل والملوك وأخبار الايام في الكتاب المقدس تتضمن سردا لنفس الاحداث بقلم خمسة افراد مختلفين،‏ ولكنها لا تحتوي على تناقضات او اخطاء ذات شأن يُذكر.‏ ويصح الامر نفسه في الاناجيل الاربعة.‏ كما ان كثيرين من كتبة الكتاب المقدس سجَّلوا عيوبهم وهفواتهم الخاصة،‏ امرٌ نادرا ما يُرى في الكتابات الدنيوية.‏ —‏ عدد ٢٠:‏٩-‏١٢؛‏ تثنية ٣٢:‏٤٨-‏٥٢‏.‏

      بالاضافة الى التحاملات المحتملة،‏ فإن العامل الآخر الذي يلزم اخذه بعين الاعتبار عند قراءة التاريخ هو دافع الكاتب.‏ يقول مايكل ستانفورد في دليل الى دراسة التاريخ (‏بالانكليزية)‏:‏ «كل تاريخ رواه اصحاب سلطة او ساعون وراء السلطة او اصدقاؤهم يجب ان يُنظر اليه بأشد ارتياب».‏ ويتبيَّن الدافع المشكوك فيه ايضا حين توجِّه كتب التاريخ دعوة الى الوطنية والقومية،‏ سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة.‏ والمؤسف ان هذا الامر موجود في بعض الكتب المدرسية.‏ فقد ذكر مرسوم حكومي في احد البلدان بصراحة ان الهدف من تعليم التاريخ هو «تقوية المشاعر القومية والوطنية في قلوب الناس .‏ .‏ .‏ لأن معرفة ماضي الامَّة هي احد اهم الحوافز الى العمل الوطني».‏

      التاريخ المحوَّر

      في بعض الاحيان لا يُكتفى بكتابة التاريخ بتحيُّز،‏ بل يحوَّر ايضا.‏ مثلا،‏ يذكر كتاب الحقيقة في التاريخ (‏بالانكليزية)‏ ان الاتحاد السوڤياتي السابق «محا اسم تروتسكي،‏ كما لو ان هذا الوزير لم يوجد قط».‏ ومَن كان تروتسكي؟‏ لقد كان احد زعماء الثورة البلشڤيّة الروسية،‏ وكان الثاني بعد لينين.‏ ولكن بعد موت لينين لم يتفق مع ستالين،‏ فطُرد من الحزب الشيوعي،‏ ثم اغتيل لاحقا.‏ حتى ان اسمه أُزيل من الموسوعات السوڤياتية.‏ ان تحريفات مماثلة للتاريخ،‏ وصلت الى حد احراق الكتب التي تعبِّر عن افكار مغايرة،‏ شائعة جدا في الكثير من الانظمة الدكتاتورية.‏

      لكنَّ تحوير التاريخ ممارسة قديمة اتُّبعت في مصر وأشور،‏ إن لم يكن قبلهما ايضا.‏ فقد كان الفراعنة والملوك والاباطرة المتجبِّرون يحرصون على ان يتركوا وراءهم تاريخا حافلا بالامجاد.‏ لذلك كانت العادة ان يبالَغ في وصف الانجازات؛‏ في حين ان الامور المحرجة او غير المشرِّفة،‏ كالهزيمة في الحرب،‏ كان يقلَّل من اهميتها او تمحى من السجلات،‏ وقد لا يؤتى على ذكرها مطلقا.‏ ويتباين ذلك بشدة مع تاريخ اسرائيل المسجل في الكتاب المقدس،‏ الذي يحتوي على إخفاقات وأمجاد الملوك والرعايا على السواء.‏

      ولكن كيف يتحقق المؤرخون من صحة الكتابات القديمة؟‏ انهم يقارنونها بأشياء مثل السجلات الضريبية القديمة،‏ القوانين،‏ الاعلانات عن مزاد لبيع العبيد،‏ الرسائل والسجلات التجارية والخاصة،‏ الكتابات على القطع الفخارية،‏ سجلات السفن،‏ وأشياء يُعثر عليها في القبور والمدافن.‏ وغالبا ما تلقي هذه الاشياء جميعها ضوءا اضافيا او مختلفا على الكتابات الرسمية.‏ وإذا بقيت هنالك معلومات ناقصة او لم يُتأكَّد تماما من بعض الامور،‏ يصرِّح عادةً المؤرخون المحترمون بذلك،‏ علما بأنهم قد يضعون نظريات خاصة لملء الفراغ الناجم عن نقص المعلومات.‏ على اية حال،‏ يرجع القراء الحكماء الى اكثر من مرجع واحد اذا كانوا يريدون الحصول على شرح متوازن.‏

      بالرغم من كل التحديات التي يواجهها المؤرخ،‏ يبقى لعمله فائدة كبيرة.‏ يوضح احد كتب التاريخ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان تاريخ العالم،‏ رغم صعوبة كتابته،‏ .‏ .‏ .‏ هو امر مهم لنا،‏ بل بالغ الاهمية».‏ فبالاضافة الى ان التاريخ يفتح نافذة على الماضي،‏ يمكن ان يوسِّع فهمنا للوضع البشري الحاضر.‏ فسرعان ما نكتشف،‏ مثلا،‏ ان الناس قديما كانوا يعربون عن نفس الخصائص البشرية التي يعرب عنها الناس اليوم.‏ وهذه الخصائص المتكررة كان لها اثر كبير في التاريخ،‏ وربما ادت الى شيوع القول ان التاريخ يعيد نفسه.‏ ولكن هل هذا الاستنتاج قائم على الحقائق والمنطق؟‏

      هل يعيد التاريخ نفسه؟‏

      هل يمكن ان نتكهَّن بدقة بما سيحصل في المستقبل على اساس ما قد حصل في الماضي؟‏ لا يُنكَر ان بعض انواع الاحداث يتكرر.‏ مثلا،‏ قال هنري كيسنجر،‏ وزير الخارجية الاميركي السابق:‏ «كل حضارة وُجدت في وقت ما انهارت في النهاية».‏ وأضاف:‏ «التاريخ هو حكاية جهود فشلت،‏ طموحات لم تتحقق.‏ .‏ .‏ .‏ ولذلك،‏ كمؤرخ،‏ يجب على المرء ان يعيش مع شعور بحتمية المأساة».‏

      لم تسقط امبراطوريتان بالطريقة نفسها.‏ فقد سقطت بابل بين عشيّة وضحاها امام الماديين والفرس سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ وانقسمت اليونان الى عدد من الممالك بعد موت الإسكندر الكبير،‏ ممهِّدة السبيل امام بروز روما.‏ أما روما،‏ فلا يزال زوالها موضع جدل.‏ يسأل المؤرخ جيرالد شلابَك:‏ «متى سقطت روما في الماضي؟‏ هل سقطت فعلا؟‏ صحيح ان شيئا ما تغيَّر في اوروپا الغربية بين سنتَي ٤٠٠ ب‌م و ٦٠٠ ب‌م.‏ لكنَّ اشياء كثيرة بقيت على حالها».‏a فمن الواضح ان بعض اوجه التاريخ يتكرر،‏ وأوجها اخرى لا تتكرر.‏

      احد الدروس التي تتكرر دائما في التاريخ هو فشل الحكم البشري.‏ ففي كل العصور كانت المصالح الخاصة،‏ قلة التبصر،‏ الجشع،‏ الفساد،‏ محاباة الاقارب،‏ وخصوصا الرغبة الجامحة في الاستيلاء على السلطة والبقاء فيها تقف في طريق نشوء حكومات صالحة.‏ وهكذا حفل الماضي بسباقات التسلح،‏ المعاهدات التي لا تُحترم،‏ الحروب،‏ الاضطرابات الاجتماعية والعنف،‏ التوزيع المجحف للثروات،‏ والاحوال الاقتصادية المنهارة.‏

      كمثال لذلك،‏ لاحظوا ما يقوله تاريخ العالم لكولومبيا (‏بالانكليزية)‏ عن تأثير الحضارة الغربية في باقي العالم:‏ «بعد ان نبَّه كولومبس وكورتس سكان اوروپا الغربية الى الامكانيات الكامنة،‏ تأججت الرغبة في صنع مهتدين والحصول على ارباح ونيل الشهرة،‏ وهكذا دخلت الحضارة الغربية الى كل مكان تقريبا في الارض،‏ وكثيرا ما كان ذلك بالقوة.‏ فبواسطة الاسلحة المتفوقة والرغبة العارمة في التوسُّع،‏ حوَّل الغزاة باقي العالم —‏ رغم انف تلك الشعوب —‏ الى مناطق تابعة للدول الاوروپية العظمى .‏ .‏ .‏ لقد صار سكان هذه القارات [افريقيا وآسيا والاميركتين] ضحية استغلال وحشي عنيف».‏ فكم تصح كلمات الكتاب المقدس في الجامعة ٨:‏٩‏:‏ «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه».‏

      وربما هذا السجل المؤسف هو الذي دفع احد الفلاسفة الالمان الى القول ان الامر الوحيد الذي نتعلَّمه من التاريخ هو ان البشر لا يتعلمون شيئا من التاريخ.‏ تذكر ارميا ١٠:‏٢٣‏:‏ «الإنسان لا يملك زمام طريقه،‏ وليس في وسع الإنسان ان يوجِّه خطى نفسه».‏ (‏ترجمة تفسيرية‏)‏ وعدم قدرتنا هذا على توجيه خطانا ينبغي ان يثير قلقنا اليوم خصوصا.‏ ولماذا؟‏ لأننا نعاني مشاكل لم يسبق لها مثيل من حيث العدد والحجم.‏ فكيف سنواجهها؟‏

      مشاكل لم يسبق لها مثيل

      طوال كامل تاريخ الجنس البشري،‏ لم يسبق قط ان هدَّدت الارضَ هذه العواملُ مجتمعةً:‏ ازالة الاحراج،‏ تحاتّ التربة،‏ التصحُّر،‏ الانقراض الجَماعي لأنواع نباتية وحيوانية،‏ استنزاف طبقة الاوزون في الغلاف الجوي،‏ التلوُّث،‏ ظاهرة الدفء العالمي،‏ المحيطات المحتضرة،‏ والتفجر السكاني.‏

      يقول كتاب تاريخ اخضر للعالم (‏بالانكليزية)‏:‏ «تواجه المجتمعات العصرية تحديا آخر:‏ السرعة الكبيرة التي يحدث بها التغيير».‏ ويكتب إد آرز،‏ رئيس تحرير مجلة مراقبة العالم (‏بالانكليزية)‏:‏ «نحن نواجه اليوم شيئا غريبا كليا عن تجربتنا الجَماعية،‏ ومن شدة غرابته لا نستوعبه جيدا رغم كثرة البراهين على وجوده.‏ وبالنسبة الينا،‏ يتمثل هذا ‹الشيء› بالتغييرات البيولوجية والمادية الهائلة والعنيفة التي يتعرض لها العالم الذي يدعم حياتنا».‏

      بالنظر الى هذه المشاكل والمشاكل الاخرى ذات العلاقة،‏ يذكر المؤرخ پاردِن ا.‏ تِلِنڠْهاست:‏ «يمضي المجتمع في اتجاهات تتزايد تعقيدا اكثر فأكثر،‏ والمشاكل بالنسبة الى كثيرين منا اصبحت مريعة.‏ فأيّ ارشاد يمكن ان يقدمه المؤرخون المتمرِّسون للناس المشوَّشين اليوم؟‏ ليس بالارشاد الفعَّال على ما يبدو».‏

      ربما لا يعرف المؤرخون المتمرِّسون ما يلزم فعله او ماذا ينصحون بفعله،‏ لكنَّ هذا الامر لا ينطبق طبعا على خالقنا.‏ لقد انبأ خالقنا في الكتاب المقدس ان العالم سيمر في الايام الاخيرة ‹بأزمنة حرجة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ لكن اللّٰه لم يكتفِ بذلك،‏ بل فعل شيئا يعجز المؤرخون عن فعله:‏ لقد اظهر الحل،‏ كما سنرى في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تنسجم ملاحظات شلابَك مع تنبؤ النبي دانيال بأن الامبراطورية الرومانية سيخلفها جزء طالع منها.‏ انظروا الفصلين ٤ و ٩ من كتاب انتبهوا لنبوة دانيال!‏‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏«كل تاريخ رواه اصحاب سلطة .‏ .‏ .‏ يجب ان يُنظر اليه بأشد ارتياب».‏ مايكل ستانفورد،‏ مؤرخ

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      الامبراطور نيرون

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Roma,‎ Musei Capitolini

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      في كل العصور «تسلط انسان على انسان لضرر نفسه»‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Vol.‎ III,‎ 1895; planes: USAF photo The Library of Historic Characters and Famous Events,‎ The Conquerors,‎” by Pierre Fritel.‎ Includes )left to right(: Ramses II,‎ Attila,‎ Hannibal,‎ Tamerlane,‎ Julius Caesar )center(,‎ Napoléon I,‎ Alexander the Great,‎ Nebuchadnezzar,‎ and Charlemagne.‎ From the book“‏

  • الكتاب المقدس —‏ سجل تاريخي صحيح؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • الكتاب المقدس —‏ سجل تاريخي صحيح؟‏

      انتَقدوا الحكام.‏ عيَّبوا مسلك الكهنة.‏ وبَّخوا الشعب على شرِّه.‏ حتى انهم كتبوا عن تقصيراتهم وخطاياهم الخاصة ولم يخفوها عن الناس.‏ فطورِدوا واضطُهدوا،‏ وقُتل بعضهم لأنهم نطقوا بالحق وكتبوا الحقيقة.‏ فمَن هم هؤلاء؟‏ انهم انبياء الكتاب المقدس،‏ الذين ساهم كثيرون منهم في كتابة الاسفار المقدسة.‏ —‏ متى ٢٣:‏٣٥-‏٣٧‏.‏

      في كتاب المؤرخ والتاريخ،‏ يكتب پايج سميث:‏ «كان [الكتبة العبرانيون] قساة في الكتابة عن ابطالهم كما عن اشرارهم،‏ عن انفسهم كما عن خصومهم،‏ لأنهم كانوا يكتبون وعينُ اللّٰه عليهم،‏ ولأن إخفاء الحقيقة لا يُكسبهم شيئا بل يخسِّرهم الكثير».‏ ويكتب سميث ايضا انه «مقارنةً بالسجلات الاخبارية المملة عن الملوك الاراميين او المصريين المحاربين،‏ يبرز سرد مشاكل وانتصارات الشعب الذي اختاره اللّٰه .‏ .‏ .‏ كقصة مثيرة.‏ لقد اكتشف المؤرخون الاخباريون العبرانيون احد اهم عناصر كتابة التاريخ —‏ ان التاريخ يتناول اناسا حقيقيين،‏ بكل ما عندهم من اخطاء وعيوب».‏

      كما ان كتبة الكتاب المقدس كانوا دقيقين جدا.‏ فبعد تحليل الكتاب المقدس على ضوء التاريخ وعلم الآثار،‏ قال الكاتب ڤيرنر كيلر في مقدمة كتابه الكتاب المقدس كتاريخ (‏بالالمانية)‏:‏ «بالنظر الى الفيض الغامر من الادلة المتوافرة حاليا والمشهود بصحتها ودقتها،‏ .‏ .‏ .‏ بقيت جملة واحدة تراود تفكيري دائما:‏ ‹الكتاب المقدس على صواب رغم كل ما يقال!‏›».‏

      تاريخ مثير بدروس عملية

      كان معظم كتبة الكتاب المقدس اناسا عاديين —‏ مزارعين،‏ رعاة،‏ صيادي سمك.‏ لكنَّ ما كتبوه على مدى نحو ٦٠٠‏,١ سنة اثّر في اناس اكثر من الذين اثَّرت فيهم اية كتابات اخرى،‏ قديمة كانت ام حديثة.‏ وكذلك تعرَّضت كتاباتهم للانتقاد من كل حدب وصوب،‏ انما دون جدوى.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٨؛‏ ١ بطرس ١:‏٢٥‏)‏ واليوم يمكن قراءة كامل الكتاب المقدس او اجزاء منه بنحو ٢٠٠‏,٢ لغة،‏ بلغات اكثر بكثير من ايّ كتاب آخر!‏ فماذا يجعل الكتاب المقدس متميِّزا الى هذا الحد؟‏ تساعد المراجع التالية على الاجابة عن هذا السؤال.‏

      ‏«الأسفار المقدسة كاملةً هي موحى بها من اللّٰه ونافعة للتعليم،‏ والتوبيخ،‏ والتقويم،‏ والتأديب في البر،‏ حتى يكون إنسان اللّٰه ذا كفاءة تامة،‏ مجهزا كاملا لكل عمل صالح».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ‏«كل ما كُتب من قبل كُتب لإرشادنا،‏ حتى باحتمالنا وبالتعزية من الأسفار المقدسة يكون لنا رجاء»‏‏.‏ —‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

      ‏«هذه الأمور أخذت تصيبهم [‏الاسرائيليين‏] كأمثلة،‏ وكتبت تحذيرا لنا [‏المسيحيين‏]‏‏،‏ نحن الذين انتهت إلينا أواخر أنظمة الأشياء».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١١‏.‏

      نعم،‏ يتميَّز الكتاب المقدس عن كل الكتب الاخرى كسجل محفوظ وموحى به الهيا عن اناس حقيقيين —‏ بعضهم ارضوا اللّٰه وبعضهم لم يرضوه.‏ وهو ليس قائمة جافة بالمحللات والمحرَّمات او مجموعة من القصص القصيرة الجميلة لتسلية الاولاد.‏ صحيح ان اللّٰه استخدم كتبة بشرا،‏ لكنَّ هذا زاد من جمال الكتاب المقدس اذ اعطاه رونقا دافئا مسَّ قلوب قرائه جيلا بعد جيل.‏ ذكر عالم الآثار وليَم ألبرايت:‏ «ان المفاهيم الادبية والروحية العميقة في الكتاب المقدس،‏ التي تشكِّل كشفا فريدا كشفه اللّٰه للانسان من خلال التجربة البشرية،‏ تنطبق اليوم كما انطبقت قبل ألفَي او ثلاثة آلاف سنة».‏

      ولكي نفهم سبب كون الكتاب المقدس عمليا في كل وقت،‏ دعونا نعود الى مستهل التاريخ البشري —‏ حيث لا يستطيع ايّ كتاب آخر غير الكتاب المقدس اخذنا اليه —‏ ونتأمل في بعض الدروس البارزة من سفر التكوين.‏

      دروس مناسبة لأوقاتنا من رواية قديمة

      احد الامور التي يتحدث عنها سفر التكوين هو بداية العائلة البشرية،‏ شاملا الاسماء والاحداث المرتبطة بهذه البداية.‏ ولا يوجد ايّ عمل تاريخي يتناول هذا الموضوع بالتفصيل كالكتاب المقدس.‏ ولكن قد تسألون:‏ ‹ماذا ننتفع اليوم اذا عرفنا تاريخ اسلافنا الاولين؟‏›.‏ ان ذلك لَنافع كثيرا،‏ لأنه يُظهر ان جميع البشر —‏ بصرف النظر عن لونهم او الى اية قبيلة او امة ينتمون —‏ متحدِّرون من الوالدَين نفسهما،‏ وهكذا يزيل سفر التكوين ايّ اساس للتمييز العنصري.‏ —‏ اعمال ١٧:‏٢٦‏.‏

      ويزوِّد سفر التكوين ايضا الارشاد في موضوع الآداب.‏ فهو يتضمن الرواية المتعلقة بسدوم وعمورة والمدن المجاورة،‏ التي دمرها اللّٰه بسبب انحراف سكانها الجنسي الجسيم.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٠–‏١٩:‏٢٩‏)‏ يقول العدد ٧ من سفر يهوذا في الكتاب المقدس:‏ «سدوم وعمورة والمدن التي حولهما،‏ بعدما فحشت في العهارة .‏ .‏ .‏ ومضت وراء الجسد لاستعمال غير طبيعي،‏ جُعلت عبرة»‏‏.‏ صحيح ان سكان سدوم وعمورة لم يحصلوا من اللّٰه على اية شرائع ادبية،‏ ولكن كان عندهم ضمير معطى من اللّٰه كغيرهم من البشر.‏ لذلك كان اللّٰه مبرَّرا ان يحمِّل هؤلاء الاشخاص مسؤولية اعمالهم.‏ (‏روما ١:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وكذلك اليوم،‏ يحمِّل اللّٰه جميع البشر مسؤولية اعمالهم،‏ سواء اعترفوا بكلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ ام لم يعترفوا.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      التاريخ يعلِّم درسا في البقاء احياء

      ثمة نقش ناتئ على قوس تيطس في روما يصوِّر جنودا رومانيين يحملون آنية مقدسة من الهيكل في اورشليم بعد دمار المدينة سنة ٧٠ ب‌م.‏ وقد قُتل آنذاك اكثر من مليون يهودي.‏ لكنَّ المسيحيين الطائعين بقوا احياء،‏ وذلك لأن يسوع حذَّر مسبقا:‏ «متى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش معسكرة،‏ فحينئذ اعرفوا أن خرابها قد اقترب.‏ حينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب إلى الجبال،‏ والذين في وسطها فليغادروا،‏ والذين في المناطق الريفية فلا يدخلوها؛‏ لأن هذه أيام إجراء العدل».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

      ليست هذه الحادثة مجرد تاريخ قديم،‏ فقد رمز ضيق اورشليم في بعض النواحي الى ضيق اعظم سيأتي قريبا على العالم اجمع.‏ وهذه المرة ايضا سيكون هنالك ناجون.‏ ويوصَف هؤلاء بأنهم «جمع كثير .‏ .‏ .‏ من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة».‏ وقد اتوا «من الضيق العظيم» بسبب ايمانهم بدم يسوع المسفوك —‏ ايمان قائم بشكل راسخ على سجل الكتاب المقدس التاريخي ونبوته.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      تاريخ لن يعيد نفسه البتة

      نعيش اليوم في وقت هيمنة الدولة العالمية الانكلواميركية،‏ الدولة العالمية الاخيرة في نبوة الكتاب المقدس.‏ وعلى اساس ما حصل للدول العالمية السابقة،‏ يمكن القول انها ستزول هي ايضا.‏ ولكن كيف؟‏ بحسب الكتاب المقدس،‏ ستكون نهاية هذه الدولة فريدة بالفعل.‏ فبالاشارة الى سنة ١٩١٤ ب‌م،‏ ذكرت دانيال ٢:‏٤٤ عن القوى السياسية الحاكمة،‏ او «الممالك»:‏ «في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد».‏

      نعم،‏ فملكوت اللّٰه —‏ حكومته السماوية برئاسة المسيح يسوع —‏ سيمحو كل اثر للحكم البشري الظالم في هرمجدون،‏ ذروة «الضيق العظيم» المذكور آنفا.‏ وبعد ذلك ‹لن يُترك هذا الملكوت لشعب آخر›،‏ اي انه لن يُطاح به او يصوَّت ضد بقائه.‏ وستمتد سيادته «الى اقاصي الارض».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏٨‏.‏

      وأخيرا،‏ ستتوقف دورة الهيمنة الوحشية للدين الباطل والسياسة الظالمة والتجارة الجشعة.‏ يعد المزمور ٧٢:‏٧‏:‏ «يشرق .‏ .‏ .‏ الصدِّيق وكثرة السلام الى ان يضمحل القمر».‏ ولن تسود الانانية والكبرياء على الارض،‏ بل المحبة التي هي ابرز صفات اللّٰه.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ امر يسوع ان ‹نحب بعضنا بعضا›.‏ وعن ذلك قال المؤرخ وِل ديورانت:‏ «اهم درس تعلَّمتُه من التاريخ هو الدرس الذي علَّمه يسوع.‏ .‏ .‏ .‏ فلا شيء عمليّ في العالم اكثر من المحبة».‏

      ان محبة اللّٰه للبشر دفعته الى الإيحاء بكتابة الكتاب المقدس.‏ وهذا الكتاب وحده يُظهر الحقيقة عن الماضي والحاضر والمستقبل.‏ لذلك نرجوكم ان تتقبَّلوا رسالته المانحة الحياة بتخصيص بعض الوقت لدرسه.‏ ولهذه الغاية،‏ وإطاعةً لوصية يسوع،‏ يخبر شهود يهوه جيرانهم «ببشارة الملكوت».‏ وقريبا،‏ ستصبح هذه البشارة اكثر من نبوة.‏ فستصير حقيقة يشهد عليها التاريخ.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      ‏«الكتاب المقدس على صواب رغم كل ما يقال!‏».‏ —‏ ڤيرنر كيلر

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      ‏«ان المفاهيم الادبية والروحية العميقة في الكتاب المقدس .‏ .‏ .‏ تنطبق اليوم كما انطبقت قبل ألفَي او ثلاثة آلاف سنة».‏ —‏ وليَم ألبرايت،‏ عالم آثار

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      الحجر الموآبي:‏ يحتوي على رواية الملك ميشع للصراع بين موآب وإسرائيل (‏٢ ملوك ٣:‏٤-‏٢٧‏)‏،‏ اسماء مختلف المواقع في الكتاب المقدس،‏ واسم اللّٰه بالاحرف العبرانية القديمة.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Musée du Louvre,‎ Paris.‏

      الدينار الفضي:‏ يمثّل النقش صورة القيصر طيباريوس وكتابة اسمه (‏مرقس ١٢:‏١٥-‏١٧‏)‏.‏

      تواريخ نبونيد:‏ لوح مسماري يؤكد سقوط بابل المفاجئ بيد كورش.‏ (‏دانيال الاصحاح ٥‏)‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Photograph taken by courtesy of the British Museum.‏

      البلاطة:‏ تحمل اسم بنطيوس بيلاطس باللاتينية.‏

      Photograph © Israel Museum Jerusalem; courtesy of Israel Antiquities Authority

      الخلفية هي احد ادراج البحر الميت:‏ اثبتت دراسة لنص سفر اشعياء ان هذا السفر بقي تقريبا دون ايّ تغيير طوال فترة ٠٠٠‏,١ سنة من النسخ اليدوي.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Shrine of the Book,‎ Israel Museum,‎ Jerusalem.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

      نقش ناتئ على قوس تيطس يثبت تدمير اورشليم سنة ٧٠ ب‌م

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Soprintendenza Archeologica di Roma

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة