-
الجزء ١: في قبضة الهموم الماليةاستيقظ! ١٩٩٢ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
قوة الضغوط الاقتصادية
كانت الازمة الاقتصادية العظمى لثلاثينات الـ ١٩٠٠، يقول احد المراجع، مأساة اقتصادية «اثَّرت في كل بلد وكل جانب من الحياة، اجتماعي وسياسي، محلي ودولي.» وبتعزيزها القوتين السياسيتين المتطرفتين في المانيا وايطاليا، ساعدت على حدوث الحرب العالمية الثانية، موضِّحة بالتالي قوة الضغوط الاقتصادية. وكان ذلك كما كتب جون ك. ڠالْبريْث في كتابه المال: من اين اتى، الى اين ذهب: «في المانيا باكرا في سنة ١٩٣٣، اتى ادولف هتلر الى السلطة. والكثير من نجاحه لا بد ان يُنسب الى البطالة الكثيرة والانكماش المؤلم عميقا في الاجور، الرواتب، الاسعار وقيمة الملكيات.» واذ يعلِّق على التضخُّم في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، يضيف ڠالْبريْث: «مهما تكن اهمية المال، فلا احد يمكن ان يشك في اهمية المخاوف التي احدثها.»
والتغييرات السياسية التي اجتاحت اوروپا الشرقية في نهاية ثمانينات الـ ١٩٠٠ تأثَّرت الى حد كبير بعوامل اقتصادية. وهذه كثيرا ما تكون ايضا حاسمة في تقرير الانتخابات في الديموقراطيات الغربية حيث يصوِّت الشعب، اذ يُقال ذلك منذ زمن طويل، فيما تؤرجحهم هذه القضايا التي تؤثر في محفظتهم.
والضغط الاقتصادي غالبا ما يُستعمل في محاولة لاجبار الحكومات على تغيير سياساتها. وهكذا، من حين الى آخر، تصير العقوبات الاقتصادية الحديثة معادلة للحصارات العسكرية القديمة. ففي سنة ١٩٨٦، فرضت اوروپا، اليابان، والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على جنوب افريقيا اعتراضا على سياسة التمييز العنصري التي لها، ببعض النجاح كما يظهر. وفي سنة ١٩٩٠ مارس المجتمع العالمي، ممثَّلا بالامم المتحدة، ضغطا اقتصاديا على العراق، بنجاح اقل كما يتضح.
ومع ذلك، فان الاتجاه يبدو واضحا. يدَّعي جاك أتالي، كاتب فرنسي ومستشار رئاسي، ان ‹التجّار يحلّون محل المحاربين بصفتهم الممثلين الرئيسيين على المسرح العالمي.› وعلَّقت مجلة اخبارية: «[في بلدان كثيرة] حلَّت القوة الاقتصادية محل القدرة العسكرية بصفتها المقياس المهم.»
-
-
الجزء ١: في قبضة الهموم الماليةاستيقظ! ١٩٩٢ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
ان انهيار وول ستريت المالي في تشرين الاول ١٩٨٧ — الخَطِر اكثر ايضا من الانهيار في ١٩٢٩ — دُعي اسوأ اسبوع في التاريخ المالي. فقد قُضي على ٣٨٥ بليون دولار اميركي تقريبا في قيم الاصول.
-