مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نيل القدرة لمقاومة التجربة ومحاربة التثبط
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • نَيْلُ ٱلْقُدْرَةِ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَمُحَارَبَةِ ٱلتَّثَبُّطِ

      ‏«سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ».‏ —‏ اع ١:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ وَعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِهَا،‏ وَلِمَاذَا كَانُوا سَيَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا؟‏

      عَلِمَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ لَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ حِفْظِ جَمِيعِ مَا أَوْصَى بِهِ بِقُوَّتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ فَنَظَرًا إِلَى ضَخَامَةِ تَفْوِيضِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ،‏ قُوَّةِ مُقَاوِمِيهِمْ،‏ وَجَسَدِهِمِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلضَّعِيفِ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى قُدْرَةٍ تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ.‏ لِذلِكَ وَعَدَهُمْ قُبَيْلَ صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ:‏ «سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ،‏ وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ اع ١:‏٨‏.‏

      ٢ وَقَدْ بَدَأَ إِتْمَامُ هذَا ٱلْوَعْدِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م حِينَ أَمَدَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِٱلْقُدْرَةِ لِيَمْلَأُوا أُورُشَلِيمَ بِكِرَازَتِهِمْ.‏ وَمَا مِنْ مُقَاوَمَةٍ ٱسْتَطَاعَتْ أَنْ تَقِفَ فِي دَرْبِهِمْ.‏ (‏اع ٤:‏٢٠‏)‏ غَيْرَ أَنَّ جَمِيعَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ نَحْنُ،‏ سَيَحْتَاجُونَ إِلَى تِلْكَ ٱلْقُدْرَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ عَيْنِهَا «كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ —‏ مت ٢٨:‏٢٠‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ أَوْضِحُوا ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْقُدْرَةِ.‏ (‏ب)‏ عَلَامَ تُسَاعِدُنَا ٱلْقُدْرَةُ ٱلَّتِي يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ؟‏

      ٣ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُمْ ‹سَيَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْهِمْ›.‏ وَٱلْكَلِمَتَانِ «قُدْرَةٌ» وَ «رُوحٌ» تَخْتَلِفَانِ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَعْنَى.‏ فَرُوحُ ٱللّٰهِ،‏ أَوْ قُوَّتُهُ ٱلْفَعَّالَةُ،‏ هُوَ ٱلطَّاقَةُ ٱلَّتِي يُمَدُّ بِهَا أَشْخَاصٌ أَوْ تُبَثُّ فِي أَشْيَاءَ بِهَدَفِ إِنْجَازِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ.‏ أَمَّا ٱلْقُدْرَةُ فَهِيَ ٱلْإِمْكَانِيَّةُ ٱلْمَوْجُودَةُ لَدَى شَخْصٍ أَوْ شَيْءٍ لِأَدَاءِ عَمَلٍ مَا.‏ وَهذِهِ ٱلْقُدْرَةُ تَبْقَى كَامِنَةً إِلَى أَنْ تَنْشَأَ ٱلْحَاجَةُ إِلَيْهَا مِنْ أَجْلِ أَدَاءِ عَمَلٍ مُعَيَّنٍ.‏ إِذًا،‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِٱلتَّيَّارِ ٱلْكَهْرَبَائِيِّ ٱلَّذِي يُسْتَخْدَمُ لِتَزْوِيدِ ٱلْبَطَّارِيَّةِ بِٱلطَّاقَةِ،‏ فِي حِينِ تُمَاثِلُ ٱلْقُدْرَةُ ٱلطَّاقَةَ ٱلْكَامِنَةَ ٱلَّتِي تُخْزَنُ بَعْدَ ذلِكَ فِي ٱلْبَطَّارِيَّةِ.‏ فَٱلْقُدْرَةُ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ تُمَكِّنُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنَ ٱلْعَيْشِ بِمُوجَبِ ٱنْتِذَارِهِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ وَعِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ مُقَاوَمَةِ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُ لَهَا.‏ —‏ اِقْرَأْ ميخا ٣:‏٨؛‏ كولوسي ١:‏٢٩‏.‏

      ٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٤ وَكَيْفَ تَتَجَلَّى ٱلْقُدْرَةُ ٱلَّتِي يُعْطِينَا إِيَّاهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏ وَأَيَّةُ أَعْمَالٍ أَوْ رُدُودِ فِعْلٍ قَدْ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْقِيَامِ بِهَا؟‏ فِيمَا نَسْعَى إِلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ بَأَمَانَةٍ،‏ نُوَاجِهُ عَقَبَاتٍ مُتَنَوِّعَةً يُسَبِّبُهَا ٱلشَّيْطَانُ أَوْ نِظَامُ أَشْيَائِهِ أَوْ جَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا بُغْيَةَ ٱلثَّبَاتِ كَمَسِيحِيِّينَ،‏ ٱلِٱشْتِرَاكِ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ وَٱلْحِفَاظِ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ.‏ فَلْنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَمُحَارَبَةِ ٱلتَّعَبِ وَٱلتَّثَبُّطِ.‏

      نَيْلُ ٱلْقُدْرَةِ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ

      ٥ كَيْفَ تَمُدُّنَا ٱلصَّلَاةُ بِٱلْقُدْرَةِ؟‏

      ٥ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا:‏ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».‏ (‏مت ٦:‏١٣‏)‏ وَيَهْوَهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ هذَا ٱلطَّلَبَ.‏ فَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى قَالَ يَسُوعُ إِنَّ «ٱلْآبَ فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ».‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ فَكَمْ يُشَدِّدُنَا وَعْدُ يَهْوَهَ بِأَنْ يَمْنَحَنَا هذِهِ ٱلْقُوَّةَ ٱلَّتِي تُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِٱلْبِرِّ!‏ وَهذَا طَبْعًا لَا يَعْنِي أَنَّهُ سَيُجَنِّبُنَا ٱلتَّجَارِبَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ أَنْ نُصَلِّيَ بِأَكْثَرِ لَجَاجَةٍ.‏ —‏ مت ٢٦:‏٤٢‏.‏

      ٦ عَلَامَ أَسَّسَ يَسُوعُ إِجَابَاتِهِ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ صَدِّ تَجَارِبِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

      ٦ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ يَسُوعُ لِتَجَارِبِ إِبْلِيسَ،‏ ٱقْتَبَسَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ صَدِّهَا.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَانَتْ مُتَرَسِّخَةً فِي ذِهْنِهِ حِينَ أَجَابَ:‏ «مَكْتُوبٌ .‏ .‏ .‏ مَكْتُوبٌ أَيْضًا .‏ .‏ .‏ اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ،‏ وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».‏ فَمَحَبَّتُهُ لِيَهْوَهَ وَلِكَلِمَتِهِ دَفَعَتْهُ أَنْ يَرْفُضَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا أَمَامَهُ ٱلْمُجَرِّبُ.‏ (‏مت ٤:‏١-‏١٠‏)‏ وَقَدْ تَرَكَهُ ٱلشَّيْطَانُ بَعْدَمَا رَأَى أَنَّهُ ثَابِتٌ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ.‏

      ٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلتَّجَارِبِ؟‏

      ٧ فَإِذَا كَانَ يَسُوعُ قَدِ ٱعْتَمَدَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلصُّمُودِ فِي وَجْهِ تَجَارِبِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ نَحْنُ!‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْأُولَى لِلتَّمَكُّنِ مِنْ صَدِّ إِبْلِيسَ وَعُمَلَائِهِ هِيَ ٱلتَّصْمِيمُ عَلَى مَعْرِفَةِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَٱلِٱلْتِصَاقِ بِهَا.‏ فَنَتِيجَةَ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ فَضْلًا عَنْ إِدْرَاكِ وَتَقْدِيرِ حِكْمَةِ ٱللّٰهِ وَبِرِّهِ،‏ ٱنْدَفَعَ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْعَيْشِ بِمُوجَبِ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «كَلِمَةَ ٱللّٰهِ .‏ .‏ .‏ قَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ».‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ فَكُلَّمَا قَرَأَ ٱلْمَرْءُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَتَمَعَّنَ فِيهَا،‏ ٱكْتَسَبَ «بَصِيرَةً مِنْ حَقِّ» يَهْوَهَ.‏ (‏دا ٩:‏١٣‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ مَوَاطِنَ ضَعْفِنَا بِٱلتَّحْدِيدِ.‏

      ٨ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى نَيْلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

      ٨ تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلثَّبَاتِ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّهُ،‏ إِضَافَةً إِلَى ٱمْتِلَاكِهِ مَعْرِفَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ كَانَ «مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا».‏ (‏لو ٤:‏١‏)‏ وَبُغْيَةَ حِيَازَةِ قُدْرَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلِٱسْتِفَادَةِ كَامِلًا مِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا لِيَمْلَأَنَا بِرُوحِهِ.‏ (‏يع ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَمِنْ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ:‏ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱلصَّلَاةُ،‏ وَمُعَاشَرَةُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ كَمَا يَجْنِي كَثِيرُونَ فَوَائِدَ عَدِيدَةً مِنِ ٱتِّبَاعِ بَرْنَامَجٍ مَلْآنٍ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ مَا يَجْعَلُهُمْ يَشْغَلُونَ فِكْرَهُمْ دَوْمًا بِٱلْأُمُورِ ٱلْبَنَّاءَةِ رُوحِيًّا.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ ٱلشَّائِعَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يُوَاجِهَهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَمْنَحُكُمُ ٱلتَّأَمُّلُ وَٱلصَّلَاةُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلْإِغْرَاءَاتِ حَتَّى عِنْدَمَا تَشْعُرُونَ بِٱلتَّعَبِ؟‏

      ٩ وَأَيَّةُ إِغْرَاءَاتٍ أَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى مُقَاوَمَتِهَا؟‏ هَلْ رَغِبْتَ يَوْمًا فِي مُغَازَلَةِ شَخْصٍ غَيْرِ رَفِيقِ زَوَاجِكَ؟‏ وَإِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَزَوِّجًا،‏ فَهَلْ أَحْسَسْتَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي قُبُولِ دَعْوَةِ شَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ إِلَى ٱلْخُرُوجِ مَعَهُ؟‏ وَأَثْنَاءَ ٱلتَّفَرُّجِ عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْإِنْتِرْنِت،‏ قَدْ تَتَعَرَّضُ فَجْأَةً لِإِغْرَاءِ مُشَاهَدَةِ أُمُورٍ نَجِسَةٍ.‏ فَهَلْ سَبَقَ أَنْ حَصَلَ ذلِكَ مَعَكَ؟‏ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِكَ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تُفَكِّرَ كَيْفَ سَتُؤَدِّي بِكَ خُطْوَةٌ خَاطِئَةٌ وَاحِدَةٌ إِلَى أُخْرَى وَمِنْ ثُمَّ إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطَإٍ خَطِيرٍ.‏ (‏يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْخَاطِئُ لِيَهْوَهَ وَلِلْجَمَاعَةِ وَلِعَائِلَتِكَ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ إِذَا بَقِيتَ وَلِيًّا لِلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ فَسَتُحَافِظُ عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١١٩:‏٣٧؛‏ امثال ٢٢:‏٣‏.‏‏)‏ فَعِنْدَمَا تُوَاجِهُ ٱمْتِحَانَاتٍ كَهذِهِ،‏ كُنْ مُصَمِّمًا أَنْ تُصَلِّيَ لِنَيْلِ ٱلْقُوَّةِ مِنْ أَجْلِ ٱجْتِيَازِهَا بِنَجَاحٍ.‏

      ١٠ وَثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ تَذَكُّرُهُ بِخُصُوصِ تَجَارِبِ إِبْلِيسَ.‏ فَقَدْ حَاوَلَ ٱلْإِيقَاعَ بِيَسُوعَ بَعْدَ أَنْ كَانَ صَائِمًا طَوَالَ ٤٠ يَوْمًا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ مُعْتَبِرًا أَنَّ هذِهِ «فُرْصَةٌ» مُلَائِمَةٌ لِٱمْتِحَانِ ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ (‏لو ٤:‏١٣‏)‏ وَهُوَ يُفَتِّشُ عَنِ ٱلْفُرَصِ ٱلْمُنَاسِبَةِ لِٱمْتِحَانِ ٱسْتِقَامَتِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَبْقَى أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ غَالِبًا مَا يُهَاجِمُنَا حِينَ يُدْرِكُ أَنَّنَا فِي أَضْعَفِ مَرْحَلَةٍ.‏ إِذًا،‏ كُلَّمَا أَحْسَسْنَا بِٱلتَّعَبِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ عَاقِدِي ٱلْعَزْمِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى عَلَى ٱلتَّضَرُّعِ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِحِمَايَتِهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ ٢ كو ١٢:‏٨-‏١٠‏.‏

      نَيْلُ ٱلْقُدْرَةِ لِمُحَارَبَةِ ٱلتَّعَبِ وَٱلتَّثَبُّطِ

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَشْعُرُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِٱلتَّثَبُّطِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَمُدَّنَا بِٱلْقُدْرَةِ لِمُحَارَبَةِ ٱلتَّثَبُّطِ؟‏

      ١١ نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ نَشْعُرُ جَمِيعًا بِٱلتَّثَبُّطِ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ.‏ وَيَصِحُّ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِأَنَّ ٱلْفَتْرَةَ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا تُسَبِّبُ إِجْهَادًا كَبِيرًا.‏ فَنَحْنُ فِي أَصْعَبِ مَرْحَلَةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ وَمَعَ ٱقْتِرَابِ هَرْمَجِدُّونَ،‏ تَتَفَاقَمُ ٱلضُّغُوطُ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ وَٱلْعَاطِفِيَّةُ وَغَيْرُهَا.‏ لِذلِكَ لَيْسَ غَرِيبًا أَنْ يَسْتَصْعِبَ ٱلْبَعْضُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِعَائِلَتِهِمْ وَإِعَالَتَهَا.‏ فَهُمْ يَشْعُرُونَ بِأَنَّهُمْ مُتْعَبُونَ،‏ مُثْقَلُونَ،‏ مُرْهَقُونَ،‏ حَتَّى مُسْتَنْزَفُونَ.‏ فَإِذَا كَانَ هذَا هُوَ وَضْعَكَ،‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُكَ مُوَاجَهَةُ ٱلضَّغْطِ؟‏

      ١٢ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ وَعَدَ تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ سَيُعْطِيهِمْ مُعِينًا:‏ رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يوحنا ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ إِنَّهُ أَعْظَمُ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ.‏ وَمِنْ خِلَالِهِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَمُدَّنَا يَهْوَهُ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ تُمَكِّنُنَا مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيَّةِ مِحْنَةٍ.‏ (‏اف ٣:‏٢٠‏)‏ فَبِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ نَنَالُ حَسْبَمَا قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ»،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ‹يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ›.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ إِذًا،‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَعِدُ بِإِزَالَةِ ٱلضَّغْطِ،‏ لكِنَّهُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيُزَوِّدُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَهُ.‏ —‏ في ٤:‏١٣‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ نَالَتْ إِحْدَى ٱلشَّابَّاتِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ وَضْعٍ صَعْبٍ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ تَعْرِفُونَ أَوْضَاعًا مُمَاثِلَةً؟‏

      ١٣ إِلَيْكَ مِثَالَ ستيفاني،‏ فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ تَبْلُغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٩ سَنَةً.‏ فَقَدْ عَانَتْ سَكْتَةً دِمَاغِيَّةً وَهِيَ فِي ٱلـ‍ ١٢ مِنْ عُمْرِهَا وَشُخِّصَ أَنَّ لَدَيْهَا وَرَمًا دِمَاغِيًّا.‏ وَمُذَّاكَ،‏ خَضَعَتْ لِعَمَلِيَّتَيْنِ جِرَاحِيَّتَيْنِ،‏ تَلَقَّتْ عِلَاجًا إِشْعَاعِيًّا،‏ وَأُصِيبَتْ بِسَكْتَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ،‏ مَا سَبَّبَ لَهَا شَلَلًا جُزْئِيًّا فِي جَانِبِهَا ٱلْأَيْسَرِ وَضَعْفًا فِي ٱلْبَصَرِ.‏ لِذلِكَ عَلَيْهَا أَنْ تُوَفِّرَ طَاقَتَهَا لِلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعْتَبِرُهَا أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً،‏ كَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَهِيَ تَلْمُسُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لَهَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ بِطَرَائِقَ عِدَّةٍ.‏ فَٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُ ٱخْتِبَارَاتٍ لِإِخْوَةٍ مَسِيحِيِّينَ تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِهَا حِينَ تَكُونُ فِي ٱلْحَضِيضِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ يَدْعَمُونَهَا مِنْ خِلَالِ ٱلرَّسَائِلِ أَوْ كَلَامِهِمِ ٱلْمُشَجِّعِ قَبْلَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَبَعْدَهَا.‏ هذَا إِضَافَةً إِلَى أَنَّ ٱلْمُهْتَمِّينَ يُظْهِرُونَ تَقْدِيرَهُمْ لِمَا تُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهُ بِٱلذَّهَابِ إِلَى بَيْتِهَا لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ كُلِّهِ،‏ تَشْعُرُ سْتِيفَانِي بِٱمْتِنَانٍ كَبِيرٍ لِيَهْوَهَ.‏ وَآيَتُهَا ٱلْمُفَضَّلَةُ هِيَ ٱلْمَزْمُور ٤١:‏٣ إِذْ تَثِقُ أَنَّهَا تَصِحُّ فِي حَالَتِهَا.‏

      ١٤ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُ حِينَ نَكُونُ مُتْعَبِينَ أَوْ مُثْقَلِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٤ حِينَ نَكُونُ مُتْعَبِينَ أَوْ مُثْقَلِينَ،‏ حَذَارِ مِنَ ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّهُ يُمْكِنُ ٱلتَّخْفِيفُ مِنَ ٱلضَّغْطِ بِٱلتَّقْلِيلِ مِنْ نَشَاطَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ!‏ فَهذَا أَسْوَأُ أَمْرٍ يُمْكِنُ أَنْ نَفْعَلَهُ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ وَٱلْعَائِلِيَّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ،‏ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَغَيْرَهَا هِيَ وَسِيلَةٌ نَنَالُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُعِيدُ إِلَيْنَا ٱلْحَيَوِيَّةَ.‏ فَٱلنَّشَاطَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تَجْلُبُ ٱلِٱنْتِعَاشَ دَوْمًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏‏)‏ فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ نَصِلُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مُرْهَقِينَ،‏ لكِنَّنَا نَعُودُ إِلَى ٱلْبَيْتِ بِطَاقَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ!‏

      ١٥ (‏أ)‏ هَلْ يَعِدُ يَهْوَهُ أَنْ يَجْعَلَ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّ خَالِيَةً مِنْ أَيَّةِ ضُغُوطٍ؟‏ أَوْضِحُوا عَلَى أَسَاسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏ب)‏ بِمَ يَعِدُنَا ٱللّٰهُ،‏ مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى أَيِّ سُؤَالٍ؟‏

      ١٥ بِٱلطَّبْعِ،‏ لَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ لَا تَنْجُمُ أَيَّةُ ضُغُوطٍ عَنِ ٱلنِّيرِ ٱلَّذِي يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْمَسِيحُ حَمْلَهُ.‏ فَٱلْكَيْنُونَةُ مَسِيحِيًّا أَمِينًا تَسْتَلْزِمُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ.‏ (‏مت ١٦:‏٢٤-‏٢٦؛‏ لو ١٣:‏٢٤‏)‏ لكِنْ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يُعْطِي يَهْوَهُ ٱلْمُتْعَبَ قُوَّةً.‏ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا:‏ «اَلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ يُجَدِّدُونَ قُوَّةً.‏ يَرْتَفِعُونَ بِأَجْنِحَةٍ كَٱلْعِقْبَانِ.‏ يَرْكُضُونَ وَلَا يَكِلُّونَ،‏ يَمْشُونَ وَلَا يُعْيُونَ».‏ (‏اش ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ مِنْ هُنَا،‏ يَحْسُنُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹مَا هُوَ حَقًّا سَبَبُ تَعَبِي ٱلرُّوحِيِّ؟‏›.‏

      ١٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِلتَّقْلِيلِ مِنْ أَسْبِابِ ٱلتَّعَبِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ؟‏

      ١٦ تَحُثُّنَا كَلِمَةُ يَهْوَهَ:‏ «تَيَقَّنُوا ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً».‏ (‏في ١:‏١٠‏)‏ وَإِذْ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِسِبَاقٍ لِلْمَسَافَاتِ ٱلطَّوِيلَةِ،‏ حَضَّ بِٱلْوَحْيِ:‏ «لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ .‏ .‏ .‏،‏ وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا».‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ وَكَانَ يَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَثْقَالَ،‏ أَوِ ٱلْمَسَاعِيَ،‏ غَيْرَ ٱلضَّرُورِيَّةِ ٱلَّتِي تَسْتَنْزِفُ طَاقَتَنَا.‏ فَلَعَلَّ ٱلْبَعْضَ مِنَّا يُحَاوِلُونَ حَشْرَ نَشَاطَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْمَشَاغِلِ.‏ فَفِي حَالِ كُنْتَ دَائِمًا تَشْعُرُ بِٱلْإِرْهَاقِ وَٱلضَّغْطِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ تُحَلِّلَ مَدَى ٱلْجُهْدِ ٱلَّذِي تَصْرِفُهُ فِي عَمَلِكَ ٱلدُّنْيَوِيِّ،‏ عَدَدَ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي تُسَافِرُ فِيهَا بِهَدَفِ ٱلِٱسْتِجْمَامِ،‏ وَٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي تُخَصِّصُهُ لِمُمَارَسَةِ ٱلرِّيَاضَةِ أَوِ ٱلْقِيَامِ بِنَشَاطَاتٍ تَرْفِيهِيَّةٍ أُخْرَى.‏ فَٱلِٱتِّصَافُ بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلِٱحْتِشَامِ يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا جَمِيعًا إِلَى إِدْرَاكِ حُدُودِنَا وَٱلتَّقْلِيلِ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامَاتِ ٱلثَّانَوِيَّةِ.‏

      ١٧ لِمَاذَا قَدْ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ بِٱلتَّثَبُّطِ،‏ وَأَيُّ تَأْكِيدٍ يُزَوِّدُهُ يَهْوَهُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

      ١٧ وَقَدْ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ بَيْنَنَا بِٱلتَّثَبُّطِ نَوْعًا مَا لِأَنَّ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا لَمْ تَأْتِ بِٱلسُّرْعَةِ ٱلَّتِي تَوَقَّعُوهَا.‏ (‏ام ١٣:‏١٢‏)‏ لكِنَّنَا نَحُثُّ كُلَّ مَنْ يُخَالِجُهُ هذَا ٱلشُّعُورُ أَنْ يَسْتَمِدَّ ٱلتَّشْجِيعَ مِنْ كَلِمَاتِ حَبَقُّوق ٢:‏٣‏:‏ «اَلرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ وَتُسْرِعُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ وَلَا تَكْذِبُ.‏ إِنْ تَأَخَّرَتْ فَتَرَقَّبْهَا،‏ لِأَنَّهَا تَتِمُّ إِتْمَامًا وَلَنْ تَتَأَخَّرَ».‏ فَلَدَيْنَا ٱلتَّأْكِيدُ مِنْ يَهْوَهَ أَنَّ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَتَأْتِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ بِٱلتَّمَامِ.‏

      ١٨ (‏أ)‏ أَيَّةُ وُعُودٍ تَمُدُّكُمْ بِٱلْقُوَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَتُفِيدُنَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

      ١٨ لَا رَيْبَ أَنَّ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ يَتَطَلَّعُونَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي لَنْ يَبْقَى فِيهِ أَيُّ أَثَرٍ لِلتَّعَبِ وَٱلتَّثَبُّطِ،‏ حِينَ يَتَمَتَّعُ جَمِيعُ ٱلْأَحْيَاءِ بِحَيَوِيَّةِ ٱلشَّبَابِ.‏ (‏اي ٣٣:‏٢٥‏)‏ لكِنْ حَتَّى فِي وَقْتِنَا هذَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَشَدَّدَ فِي إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ بِفَضْلِ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِذْ نَشْتَرِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُنْعِشَةِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏١٦؛‏ اف ٣:‏١٦‏)‏ فَلَا تَدَعِ ٱلتَّعَبَ يُخَسِّرُكَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ مِحْنَةٍ —‏ سَوَاءٌ كَانَ سَبَبُهَا ٱلْإِغْرَاءَاتِ أَوِ ٱلتَّعَبَ أَوِ ٱلتَّثَبُّطَ —‏ سَتَزُولُ،‏ إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْآنَ،‏ فَفِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ لكِنْ كَيْفَ يَمُدُّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱلْقُدْرَةِ لِلثَّبَاتِ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ مُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ،‏ وَٱحْتِمَالِ مُخْتَلِفِ ٱلشَّدَائِدِ ٱلْأُخْرَى؟‏ هذَا مَا سَنُعَالِجُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • نيل القدرة لمواجهة شتى انواع المحن
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • نَيْلُ ٱلْقُدْرَةِ لِمُوَاجَهَةِ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلْمِحَنِ

      ‏«إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ —‏ في ٤:‏١٣‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَتَعَرَّضُ شَعْبُ يَهْوَهَ لِشَدَائِدَ عَدِيدَةٍ؟‏

      إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ لَيْسُوا بِمَنْأًى عَنِ ٱلشَّدَائِدِ بِمُخْتَلِفِ أَنْوَاعِهَا.‏ اَلْبَعْضُ مِنْهَا يَنْجُمُ عَنْ نَقَائِصِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ أَوْ يُسَبِّبُهُ نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّذِي نَحْيَا فِيهِ.‏ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَيَتَأَتَّى عَنِ ٱلْعَدَاوَةِ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ وَٱلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَهُ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ لكِنَّ ٱللّٰهَ يُسَاعِدُ مُنْذُ فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ عَلَى ٱلثَّبَاتِ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلدِّينِيِّ،‏ مُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ،‏ وَٱحْتِمَالِ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشَّدَائِدِ وَٱلْمِحَنِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا نَسْتَمِدُّ ٱلْقُدْرَةَ عَيْنَهَا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

      اَلثَّبَاتُ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلدِّينِيِّ

      ٢ مَا هَدَفُ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلدِّينِيِّ،‏ وَأَيَّةُ أَشْكَالٍ يَتَّخِذُهَا؟‏

      ٢ اَلِٱضْطِهَادُ ٱلدِّينِيُّ هُوَ تَعْذِيبُ أَوْ إِيذَاءُ ٱلْآخَرِينَ عَمْدًا بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ أَوْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ.‏ وَهَدَفُهُ طَمْسُ هذِهِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ،‏ مَنْعُ ٱنْتِشَارِهَا،‏ أَوْ كَسْرُ ٱسْتِقَامَةِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلِٱضْطِهَادُ أَشْكَالًا مُخْتَلِفَةً،‏ مِنْهَا مُبَاشِرٌ وَمِنْهَا غَيْرُ مُبَاشِرٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ بِهَجَمَاتِ ٱلشِّبْلِ وَٱلصِّلِّ كِلَيْهِمَا.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٩١:‏١٣‏.‏

      ٣ كَيْفَ تَكُونُ ٱلْهَجَمَاتُ ٱلْمُشَبَّهَةُ بِهَجَمَاتِ ٱلْأَسَدِ وَٱلصِّلِّ؟‏

      ٣ كَٱلْأَسَدِ ٱلضَّارِي،‏ كَثِيرًا مَا يَقُومُ ٱلشَّيْطَانُ بِهَجَمَاتٍ مُبَاشِرَةٍ مُسْتَخْدِمًا ٱلْعُنْفَ أَوِ ٱلسَّجْنَ أَوِ ٱلْحَظْرَ.‏ (‏مز ٩٤:‏٢٠‏)‏ وَتَقَارِيرُ اَلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ عَنْ أَعْمَالِ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ تَزْخَرُ بِٱخْتِبَارَاتٍ عَنْ حَالَاتٍ لَجَأَ فِيهَا ٱلشَّيْطَانُ إِلَى أَسَالِيبَ كَهذِهِ.‏ فَفِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ،‏ عَامَلَ ٱلرَّعَاعُ غَيْرُ ٱلْمُنْضَبِطِينَ شَعْبَ ٱللّٰهِ مِرَارًا مُعَامَلَةً ظَالِمَةً،‏ وَذلِكَ بِإِيعَازٍ مِنْ رِجَالِ دِينٍ أَوْ سِيَاسِيِّينَ مُتَطَرِّفِينَ.‏ وَقَدْ تَسَبَّبَتْ هذِهِ ٱلْهَجَمَاتُ بِإِعْثَارِ ٱلْبَعْضِ مِنْ إِخْوَتِنَا.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَقُومُ إِبْلِيسُ كَٱلصِّلِّ بِهَجَمَاتٍ غَدَّارَةٍ مِنْ أَمَاكِنَ خَفِيَّةٍ لِكَيْ يُسَمِّمَ أَذْهَانَ ٱلنَّاسِ وَيُضِلَّهُمْ بُغْيَةَ فِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ فَهَدَفُ هذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْهَجَمَاتِ إِضْعَافُنَا رُوحِيًّا أَوْ حَمْلُنَا عَلَى ٱنْتِهَاكِ مَبَادِئِنَا.‏ لكِنْ بِوَاسِطَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلثَّبَاتُ فِي وَجْهِ هذَيْنِ ٱلنَّوْعَيْنِ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

      ٤،‏ ٥ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى لِلِٱسْتِعْدَادِ لِلِٱضْطِهَادِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ اُذْكُرُوا مِثَالًا.‏

      ٤ إِنَّ ٱسْتِرْسَالَ ٱلْمَرْءِ فِي تَخَيُّلِ أَوْضَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ قَدْ يُوَاجِهُهَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ لَا يُعِدُّهُ لِلثَّبَاتِ.‏ فَٱلْوَاقِعُ هُوَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا يُخَبِّئُهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ بِخُصُوصِ مَسَائِلَ كَهذِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ ٱلْقَلَقَ بِشَأْنِ أُمُورٍ قَدْ لَا تَحْدُثُ أَبَدًا لَا يُجْدِي نَفْعًا.‏ غَيْرَ أَنَّ ثَمَّةَ أَمْرًا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَمُعْظَمُ ٱلَّذِينَ ٱحْتَمَلُوا ٱلِٱضْطِهَادَ ٱسْتَطَاعُوا فِعْلَ ذلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَأَمَّلُونَ فِي مَسْلَكِ ٱلْمُحَافِظِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَكَذلِكَ فِي تَعَالِيمِ يَسُوعَ وَمِثَالِهِ.‏ فَهذَا مَكَّنَهُمْ مِنْ تَعْمِيقِ مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَهَ،‏ مَا سَاعَدَهُمْ بِٱلتَّالِي عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ.‏

      ٥ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتَيْنِ فِي ملاوي.‏ فَعِنْدَمَا رَفَضَتَا شِرَاءَ بِطَاقَتَيْنِ حِزْبِيَّتَيْنِ،‏ قَامَ حَشْدٌ مِنَ ٱلرَّعَاعِ ٱلْعُنَفَاءِ بِضَرْبِهِمَا،‏ تَجْرِيدِهِمَا مِنَ ٱلثِّيَابِ،‏ وَتَهْدِيدِهِمَا بِٱلِٱغْتِصَابِ.‏ كَمَا كَذَبُوا عَلَيْهِمَا قَائِلِينَ إِنَّهُ حَتَّى أَفْرَادُ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ قَدِ ٱشْتَرَوْا بِطَاقَاتٍ.‏ فَمَاذَا فَعَلَتِ ٱلْأُخْتَانِ؟‏ لَقَدْ أَجَابَتَا:‏ «نَحْنُ نَخْدُمُ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ فَقَطْ.‏ لِذلِكَ إِذَا ٱشْتَرَى ٱلْإِخْوَةُ فِي مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ بِطَاقَاتٍ،‏ فَلَا يُشَكِّلُ ذلِكَ أَيَّ فَرْقٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا.‏ فَنَحْنُ لَنْ نُسَايِرَ،‏ حَتَّى لَوْ قَتَلْتُمُونَا!‏».‏ وَبَعْدَ ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلْجَرِيءِ،‏ أُخْلِيَ سَبِيلُهُمَا.‏

      ٦،‏ ٧ كَيْفَ يَمُدُّ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ بِٱلْقُدْرَةِ لِلثَّبَاتِ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏

      ٦ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي قَبِلُوا رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ «فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ» إِنَّمَا «بِفَرَحٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ».‏ (‏١ تس ١:‏٦‏)‏ فِعْلًا،‏ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ وَٱجْتَازُوهُ بِنَجَاحٍ مَاضِيًا وَحَاضِرًا قَالُوا إِنَّهُمُ ٱخْتَبَرُوا فِي أَوْجِ مِحَنِهِمِ ٱلسَّلَامَ ٱلدَّاخِلِيَّ ٱلَّذِي هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ وَهذَا ٱلسَّلَامُ حَرَسَ قُلُوبَهُمْ وَقُوَاهُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ.‏ نَعَمْ،‏ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ قُوَّتَهُ ٱلْفَعَّالَةَ لِيَمُدَّ خُدَّامَهُ بِٱلْقُدْرَةِ عَلَى ٱلثَّبَاتِ فِي وَجْهِ أَيَّةِ مِحْنَةٍ وَٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ عِنْدَمَا تَحُلُّ ٱلشَّدَائِدُ.‏a

      ٧ وَلَطَالَمَا ذَهِلَ ٱلْآخَرُونَ مِنْ تَصْمِيمِ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى صَوْنِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ حَتَّى تَحْتَ أَعْنَفِ ٱلِٱضْطِهَادَاتِ.‏ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ يَمْتَلِكُونَ قُوَّةً تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ،‏ وَظَنُّهُمْ هذَا فِي مَحَلِّهِ.‏ يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِذَا عُيِّرْتُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ،‏ لِأَنَّ رُوحَ ٱلْمَجْدِ،‏ أَيْ رُوحَ ٱللّٰهِ،‏ يَسْتَقِرُّ عَلَيْكُمْ».‏ (‏١ بط ٤:‏١٤‏)‏ وَتَعَرُّضُنَا لِلِٱضْطِهَادِ بِسَبَبِ ٱلْتِصَاقِنَا بِٱلْمَقَايِيسِ ٱلْبَارَّةِ يَعْنِي أَنَّنَا نَحْظَى بِٱلرِّضَى ٱلْإِلهِيِّ.‏ (‏مت ٥:‏١٠-‏١٢؛‏ يو ١٥:‏٢٠‏)‏ فَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَبْعَثُهُ فِينَا هذَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى بَرَكَةِ يَهْوَهَ!‏

      مُقَاوَمَةُ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ

      ٨ (‏أ)‏ مَاذَا مَكَّنَ يَشُوعَ وَكَالِبَ مِنْ مُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَشُوعَ وَكَالِبَ؟‏

      ٨ إِنَّ ضَغْطَ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيَّ نَوْعٌ شَدِيدُ ٱلْمَكْرِ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ يُوَاجِهُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ.‏ وَلكِنْ بِفَضْلِ رُوحِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي هُوَ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ رُوحِ ٱلْعَالَمِ لَا نَرْضَخُ لِتَأْثِيرِ ٱلَّذِينَ يَسْتَهْزِئُونَ بِنَا،‏ يَنْشُرُونَ ٱلْأَكَاذِيبَ عَنَّا،‏ أَوْ يُحَاوِلُونَ حَمْلَنَا عَلَى مُشَاكَلَتِهِمْ فِي مَقَايِيسِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ مَا ٱلَّذِي مَكَّنَ يَشُوعَ وَكَالِبَ مِنْ مُخَالَفَةِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ؟‏ لَقَدْ نَمَّى فِيهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ‹رُوحًا أُخْرَى›،‏ أَيْ مَوْقِفًا عَقْلِيًّا مُخْتَلِفًا.‏ —‏ اِقْرَأْ عدد ١٣:‏٣٠؛‏ ١٤:‏٦-‏١٠،‏ ٢٤‏.‏

      ٩ مَاذَا يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى عَدَمِ مُسَايَرَةِ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ؟‏

      ٩ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَوَّى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ رُسُلَ يَسُوعَ قَدِيمًا لِإِطَاعَةِ ٱللّٰهِ لَا ٱلَّذِينَ يَحْتَرِمُهُمْ كَثِيرُونَ بِٱعْتِبَارِهِمْ مُعَلِّمِينَ لِلدِّينِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ (‏اع ٤:‏٢١،‏ ٣١؛‏ ٥:‏٢٩،‏ ٣٢‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ فَإِنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ يُفَضِّلُونَ مُسَايَرَةَ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ تَجَنُّبًا لِأَيَّةِ مُجَابَهَةٍ أَوْ خُصُومَةٍ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فَيُوَاجِهُونَ أَحْيَانًا حَالَاتٍ يُضْطَرُّونَ فِيهَا إِلَى إِعْلَانِ مَوْقِفِهِمْ بِوُضُوحٍ إِلَى جَانِبِ مَا يَعْرِفُونَ أَنَّهُ صَائِبٌ.‏ وَبِفَضْلِ ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُهَا قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ،‏ لَا يَخَافُونَ أَنْ يَكُونُوا مُخْتَلِفِينَ.‏ (‏٢ تي ١:‏٧‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَحَدِ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَسْلِمَ فِيهَا لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ.‏

      ١٠ أَيُّ مَأْزِقٍ قَدْ يَجِدُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْفُسَهُمْ فِيهِ؟‏

      ١٠ يَجِدُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ أَنْفُسَهُمْ فِي مَأْزِقٍ حِينَ يَعْلَمُونَ أَنَّ صَدِيقًا لَهُمْ مُتَوَرِّطٌ فِي سُلُوكٍ يُخَالِفُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ فَقَدْ يَشْعُرُ ٱلْحَدَثُ أَنَّهُ يَخُونُ ثِقَةَ صَدِيقِهِ إِنْ لَمْ يَلْتَزِمِ ٱلصَّمْتَ وَطَلَبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ؛‏ لِذلِكَ يَمْتَنِعُ عَنِ ٱلْكَلَامِ ظَنًّا مِنْهُ أَنَّ هذَا وَلَاءٌ لِلصَّدَاقَةِ ٱلَّتِي تَجْمَعُهُمَا.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْخَاطِئَ قَدْ يُحَاوِلُ مُمَارَسَةَ ٱلضَّغْطِ عَلَى صَدِيقِهِ كَيْ يُبْقِيَ خَطَأَهُ فِي ٱلْكِتْمَانِ.‏ طَبْعًا،‏ لَا يَنْشَأُ وَضْعٌ كَهذَا بَيْنَ ٱلْأَحْدَاثِ فَقَطْ.‏ فَبَعْضُ ٱلرَّاشِدِينَ أَيْضًا يَسْتَصْعِبُونَ ٱلتَّكَلُّمَ مَعَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ بِشَأْنِ خَطَإٍ ٱقْتَرَفَهُ صَدِيقٌ أَوْ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِضَغْطٍ كَهذَا؟‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفُوا إِذَا ضَغَطَ عَلَيْكُمْ أَحَدُ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ تُبْقُوا خَطَأَهُ فِي ٱلْكِتْمَانِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١١ تَخَيَّلِ ٱلْوَضْعَ ٱلتَّالِيَ:‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ أَخًا حَدَثًا سَنَدْعُوهُ أليكسي عَلِمَ أَنَّ صَدِيقَهُ ستيڤ يُشَاهِدُ ٱلْفَنَّ ٱلْإِبَاحِيَّ.‏ فَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ قَلِقٌ جِدًّا عَلَيْهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ستيڤ لَا يُبَالِي بِكَلَامِهِ.‏ وَحِينَ يُشَجِّعُهُ أليكسي أَنْ يُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ،‏ يَقُولُ لَهُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ صَدِيقَهُ ٱلْحَقِيقِيَّ فَلَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ رُبَّمَا يَخَافُ أليكسي مِنْ خَسَارَةِ صَدِيقِهِ أَوْ يَتَسَاءَلُ هَلْ يُصَدِّقُهُ ٱلشُّيُوخُ إِذَا أَنْكَرَ ستيڤ ٱلْأَمْرَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْوَضْعَ لَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ إِذَا تَسَتَّرَ عَلَى رَفِيقِهِ،‏ بَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَتَضَرَّرَ عَلَاقَةُ هذَا ٱلْأَخِيرِ بِيَهْوَهَ.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِأليكسي ٱلتَّذَكُّرُ أَنَّ «ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلنَّاسِ يَضَعُ شَرَكًا،‏ وَٱلْمُتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ يَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ».‏ (‏ام ٢٩:‏٢٥‏)‏ وَأَيُّ أَمْرٍ آخَرَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَهُ؟‏ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُكَلِّمَ ستيڤ ثَانِيَةً عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ بِمَحَبَّةٍ وَصَرَاحَةٍ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلْخُطْوَةَ تَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ لكِنَّهَا ضَرُورِيَّةٌ لِأَنَّ ستيڤ قَدْ يَرْغَبُ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ فِي ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ مُشْكِلَتِهِ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَحُثَّهُ أليكسي مُجَدَّدًا عَلَى إِخْبَارِ ٱلشُّيُوخِ،‏ وَيَقُولَ لَهُ إِنَّهُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ فِي غُضُونِ فَتْرَةٍ مَعْقُولَةٍ فَسَيَقُومُ هُوَ بِإِبْلَاغِهِمْ.‏ —‏ لا ٥:‏١‏.‏

      ١٢ فِي حَالِ وَاجَهْتَ وَضْعًا كَهذَا،‏ فَقَدْ لَا يُقَدِّرُ صَدِيقُكَ فِي ٱلْبِدَايَةِ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا لِمُسَاعَدَتِهِ.‏ لكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ رُبَّمَا يُدْرِكُ أَنَّ مَا تَفْعَلُهُ هُوَ لِخَيْرِهِ.‏ وَإِذَا قَبِلَ ٱلْخَاطِئُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي يَنَالُهَا فَسَيَكُونُ دَائِمًا شَاكِرًا لَكَ عَلَى شَجَاعَتِكَ وَوَلَائِكَ.‏ أَمَّا إِذَا ظَلَّ غَاضِبًا مِنْكَ،‏ فَهَلْ يَكُونُ ٱلصَّدِيقَ ٱلَّذِي تَوَدُّ فِعْلًا مُصَادَقَتَهُ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ إِرْضَاءَ صَدِيقِنَا ٱلْأَعْظَمِ،‏ يَهْوَهَ،‏ هُوَ ٱلْأَمْرُ ٱلصَّائِبُ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ فَحِينَ نَضَعُهُ أَوَّلًا،‏ يَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَلَاءَنَا وَيَصِيرُونَ أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ لَنَا.‏ كَمَا يَنْبَغَي أَلَّا نُفْسِحَ لِإِبْلِيسَ مَكَانًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَإِلَّا فَسَنَتَسَبَّبُ بِإِحْزَانِ رُوحِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسِ.‏ لكِنْ بِٱلسَّعْيِ إِلَى إِبْقَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ طَاهِرَةً نُظْهِرُ أَنَّنَا نَعْمَلُ وَفْقَ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ.‏ —‏ اف ٤:‏٢٧،‏ ٣٠‏.‏

      اِحْتِمَالُ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشَّدَائِدِ

      ١٣ أَيَّةُ شَدَائِدَ يُوَاجِهُهَا شَعْبُ يَهْوَهَ،‏ وَلِمَاذَا هذَا أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ؟‏

      ١٣ لِلشَّدَائِدِ أَشْكَالٌ مُتَنَوِّعَةٌ:‏ اَلضَّائِقَةُ ٱلْمَالِيَّةُ،‏ خَسَارَةُ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ،‏ مَوْتُ أَحَدِ ٱلْأَحِبَّاءِ،‏ وَٱلْأَزَمَاتُ ٱلصِّحِّيَّةُ،‏ وَغَيْرُهَا.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ» فَمِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نُوَاجِهَ مِحْنَةً مَا عَاجِلًا أَمْ آجِلًا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ وَحِينَ يَحْدُثُ ذلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا نَدَعَ ٱلذُّعْرَ يَشُلُّ قُوَانَا.‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُمْكِنُ أَنْ يَمُدَّنَا بِٱلْقُدْرَةِ لِٱحْتِمَالِ ٱلشَّدَائِدِ بِمُخْتَلَفِ أَشْكَالِهَا.‏

      ١٤ كَيْفَ نَالَ أَيُّوبُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلشَّدَائِدِ؟‏

      ١٤ عَانَى أَيُّوبُ مَصَائِبَ عَدِيدَةً ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ فَقَدْ خَسِرَ مَوَارِدَ رِزْقِهِ،‏ أَوْلَادَهُ،‏ أَصْدِقَاءَهُ،‏ وَصِحَّتَهُ،‏ حَتَّى إِنَّ زَوْجَتَهُ فَقَدَتْ ثِقَتَهَا بِيَهْوَهَ.‏ (‏اي ١:‏١٣-‏١٩؛‏ ٢:‏٧-‏٩‏)‏ لكِنَّ أَيُّوبَ رَأَى فِي أَلِيهُو مُعَزِّيًا حَقِيقِيًّا.‏ فَمُفَادُ مَا قَالَهُ لَهُ هُوَ وَيَهْوَهُ كَانَ أَنْ ‹يُولِيَ ٱنْتِبَاهَهُ لِأَعَاجِيبِ ٱللّٰهِ›.‏ (‏اي ٣٧:‏١٤‏)‏ فَمَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ أَنْ يَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ؟‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا نَحْنُ عَلَى تَخَطِّي مِحَنِنَا؟‏ تَذَكُّرُ ٱلْإِعْرَابَاتِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ عَنْ قُدْرَةِ رُوحِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهَا.‏ (‏اي ٣٨:‏١-‏٤١؛‏ ٤٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فَرُبَّمَا تَخْطُرُ فِي بَالِنَا أَوْقَاتٌ لَمَسْنَا فِيهَا لَمْسَ ٱلْيَدِ ٱهْتِمَامَ ٱللّٰهِ بِنَا عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ هُوَ لَا يَزَالُ مُهْتَمًّا بِنَا حَتَّى ٱلْآنَ.‏

      ١٥ كَيْفَ قَوِيَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟‏

      ١٥ لَقَدِ ٱحْتَمَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ أَجْلِ إِيمَانِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلشَّدَائِدِ ٱلَّتِي عَرَّضَتْ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٣-‏٢٨‏)‏ فَكَيْفَ حَافَظَ عَلَى ٱتِّزَانِهِ وَٱسْتِقْرَارِهِ ٱلْعَاطِفِيِّ فِي ظِلِّ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْقَاسِيَةِ؟‏ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ.‏ فَفِي خِضَمِّ ٱمْتِحَانَاتِهِ ٱلَّتِي ٱنْتَهَتْ كَمَا يَبْدُو بِٱسْتِشْهَادِهِ،‏ كَتَبَ:‏ «اَلرَّبُّ وَقَفَ بِقُرْبِي وَقَوَّانِي،‏ لِكَيْ تُتَمَّ بِي ٱلْكِرَازَةُ وَيَسْمَعَهَا جَمِيعُ ٱلْأُمَمِ.‏ وَقَدْ أُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ ٱلْأَسَدِ».‏ (‏٢ تي ٤:‏١٧‏)‏ وَنَتِيجَةَ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُؤَكِّدَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ لَا دَاعِيَ أَنْ ‹يَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ›.‏ —‏ اِقْرَأْ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧،‏ ١٣‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ اُذْكُرُوا مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَمُدُّ يَهْوَهُ شَعْبَهُ بِٱلْقُدْرَةِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلشَّدَائِدِ ٱلْيَوْمَ.‏

      ١٦ روكسانا فَاتِحَةٌ لَمَسَتْ كَيْفَ يُعِيلُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ.‏ فَحِينَ طَلَبَتْ مِنْ مُدِيرِهَا بِضْعَةَ أَيَّامِ عُطْلَةٍ لِحُضُورِ مَحْفِلٍ كُورِيٍّ،‏ أَجَابَهَا بِغَضَبٍ أَنَّهُ سَيَطْرُدُهَا فِي حَالِ تَغَيَّبَتْ عَنِ ٱلْعَمَلِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ ذَهَبَتْ إِلَى ٱلْمَحْفِلِ وَصَلَّتْ بِحَرَارَةٍ أَلَّا تَخْسَرَ عَمَلَهَا.‏ وَقَدْ أَحَسَّتْ بَعْدَ ذلِكَ بِٱلسَّكِينَةِ.‏ لكِنْ يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ ٱلَّذِي تَلَا ٱلْمَحْفِلَ نَفَّذَ ٱلْمُدِيرُ تَهْدِيدَهُ بِطَرْدِهَا.‏ فَشَعَرَتْ بِٱلْقَلَقِ لِأَنَّهَا كَانَتْ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى هذَا ٱلْعَمَلِ لِتُعِيلَ عَائِلَتَهَا،‏ وَإِنْ كَانَ ٱلْأَجْرُ زَهِيدًا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ صَلَّتْ مُجَدَّدًا وَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا إِنَّ ٱللّٰهَ سَيَهْتَمُّ بِهَا جَسَدِيًّا تَمَامًا كَمَا ٱعْتَنَى بِهَا رُوحِيًّا فِي ٱلْمَحْفِلِ.‏ وَفِيمَا هِيَ عَائِدَةٌ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ رَأَتْ لَافِتَةً مَكْتُوبًا عَلَيْهَا «يَلْزَمُنَا مُوَظَّفُونُ ذَوُو خِبْرَةٍ»،‏ وَذلِكَ فِي مَجَالِ ٱلْعَمَلِ عَلَى آلَاتِ ٱلْخِيَاطَةِ ٱلصِّنَاعِيَّةِ.‏ وَعِنْدَمَا قَدَّمَتْ طَلَبًا،‏ وَظَّفَهَا ٱلْمُدِيرُ بِرَاتِبٍ بَلَغَ تَقْرِيبًا ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَتَقَاضَاهُ مَعَ أَنَّهُ عَرَفَ أَنْ لَا خِبْرَةَ لَدَيْهَا.‏ إِذَّاكَ شَعَرَتْ روكسانا بِأَنَّ صَلَوَاتِهَا قَدِ ٱسْتُجِيبَتْ.‏ إِلَّا أَنَّ أَعْظَمَ بَرَكَةٍ نَالَتْهَا كَانَتْ تَمَكُّنَهَا مِنْ نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى عَدَدٍ مِنْ زُمَلَائِهَا فِي ٱلْعَمَلِ.‏ فَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُدِيرُ،‏ قَبِلُوا ٱلْحَقَّ وَٱعْتَمَدُوا.‏

      ١٧ قَدْ يَبْدُو لَنَا أَحْيَانًا أَنَّ صَلَوَاتِنَا لَا تُسْتَجَابُ،‏ عَلَى ٱلْأَقَلِّ لَيْسَ فَوْرًا أَوْ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمَرْجُوَّةِ.‏ وَإِذَا كَانَ ٱلْوَضْعُ كَذلِكَ،‏ فَلَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ سَبَبٍ وَجِيهٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ.‏ لكِنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُهُ وَقَدْ يَتَّضِحُ لَنَا فِي وَقْتٍ مَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ أَكِيدِينَ مِنْهُ هُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَتَخَلَّى عَنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

      تَخَطِّي ٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَسْتَطِيعُونَ تَخَطِّي ٱلْمِحَنِ؟‏

      ١٨ لَا يَتَفَاجَأُ شَعْبُ يَهْوَهَ حِينَ يَشْعُرُونَ بِٱلتَّثَبُّطِ وَيَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجْرِبَةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ وَضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ.‏ فَٱلْعَالَمُ إِجْمَالًا يُعَامِلُنَا بِعِدَائِيَّةٍ.‏ (‏يو ١٥:‏١٧-‏١٩‏)‏ لكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلتَّصَدِّي لِأَيِّ تَحَدٍّ فِي خِدْمَتِنَا لِلّٰهِ.‏ فَيَهْوَهُ لَنْ يَدَعَنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ وَهُوَ لَنْ يَتْرُكَنَا وَلَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا.‏ (‏عب ١٣:‏٥‏)‏ كَمَا أَنَّ إِطَاعَتَنَا كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تَحْمِينَا وَتُحَصِّنُنَا.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَدْفَعُ رُوحُ ٱللّٰهِ أَحْيَانًا ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَدِّ يَدِ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَمَا نَكُونُ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِليْهَا.‏

      ١٩ فَلْنَسْتَمِرَّ جَمِيعًا فِي طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِٱلصَّلَاةِ وَدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلْنَبْقَ ‹مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَجِيدَةِ لِكَيْ نَحْتَمِلَ إِلَى ٱلتَّمَامِ وَنَكُونَ طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›.‏ —‏ كو ١:‏١١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a مَثَلًا،‏ اُنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ أَيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٠١،‏ ٱلصَّفْحَةَ ١٦؛‏ وَ إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدَ ٨ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٣،‏ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢١ وَ ٢٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة