مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التشرد:‏ مشكلة عالمية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • التشرد:‏ مشكلة عالمية

      من مراسل استيقظ!‏ في بولندا

      ‏«سكّير قذر رائحته كريهة،‏ لا هوية له ولا يملك من متاع الدنيا شيئا!‏».‏ قد تتفاجأ حين تعلم ان المشردين يصنَّفون على هذا النحو.‏ لكنّ المتطوعين الذين يعملون مع المشردين في تشنْسْتوكوڤا ببولندا يقولون انه هكذا اعتاد البولنديون تصنيف كل من لا يملك سقفا يأويه.‏

      وبحسب تقرير صدر منذ بضع سنوات في مجلة ذي إيكونوميست (‏بالانكليزية)‏،‏ كان كثيرون من اولاد الشوارع الذين يُعدّون بالآلاف يعيشون تحت طرقات اولان باتور في منغوليا،‏ في ممرات تفوح منها الروائح الكريهة وتؤدي الى المجارير او نظام التدفئة في المدينة.‏ ورغم ان مواطنين عديدين في منغوليا صُدموا لمعرفتهم بواقع هؤلاء الاولاد المشردين،‏ فقد استنتجوا ان الوضع نشأ «لأن الناس كسالى جدا ليعتنوا بأولادهم»،‏ حسبما ذكرت المجلة.‏

      وفي الجهة الاخرى من العالم،‏ يُقتل اولاد الشوارع على ايدي فرق اعدام اخذت على عاتقها تطبيق ما اعتبرته هي القانون.‏ ولماذا؟‏ اوضحت مطبوعة صادرة عن الامم المتحدة:‏ «في اميركا اللاتينية،‏ يسود الاعتقاد بين كثيرين ممن يعملون في القضاء،‏ الشرطة،‏ الاعلام،‏ والتجارة،‏ وبين الناس عموما ان اولاد الشوارع يشكلون خطرا اخلاقيا على المجتمع المتمدن».‏ وذكر المصدر نفسه:‏ «يُخبَر ان ثلاثة اولاد كمعدل يُقتلون كل يوم في ولاية ريو دي جانيرو».‏

      ‏«يثير [المشردون] الذعر والقلق فينا .‏ .‏ .‏،‏ لكنهم بشر يشعرون بالجوع مثلنا تماما.‏ ان اعدادهم كبيرة وهم يعيشون فعلا في فقر مدقع».‏ هذا ما يرد في موقع للانترنت انشأه متطوعون يعملون مع المشردين في تشنْسْتوكوڤا.‏ ويضيف المصدر نفسه:‏ «نرجو ان .‏ .‏ .‏ يتوفّر اشخاص لسدّ هذه الحاجة الماسة».‏ فإلامَ يحتاج المشردون بالتحديد،‏ وما مدى حاجتهم تلك؟‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢،‏ ٣]‏

      مجموعة من الاولاد المشردين تعيش تحت فتحة المجارير هذه

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Jacob Ehrbahn/Morgenavisen Jyllands-Posten

  • مشكلة التشرد:‏ ما هي اسبابها؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • مشكلة التشرد:‏ ما هي اسبابها؟‏

      ‏«هنالك اكثر من ١٠٠ مليون مشرّد حول العالم»،‏ حسبما تخبر الامم المتحدة.‏ وإذا كان هذا الرقم دقيقا،‏ فهذا يعني ان واحدا من كل ٦٠ شخصا تقريبا لا يملك مسكنا ملائما يعيش فيه.‏ ولكن من الصعب تحديد حجم المشكلة الفعلي.‏ لماذا؟‏

      ان تعريف كلمة تشرّد يختلف باختلاف البلدان حول العالم.‏ فالاساليب التي يستخدمها الذين يدرسون المشكلة والاهداف التي يضعونها تؤثر في الطريقة التي يعرّفون بها الكلمة.‏ والتعريف الذي يستعملونه يؤثر هو بدوره في الاحصاءات التي ينشرونها.‏ لذلك من الصعب،‏ هذا اذا لم يكن من المستحيل،‏ ان نكوّن فكرة دقيقة وشاملة عن المشكلة.‏

      بحسب كتاب استراتيجية مكافحة التشرد (‏بالانكليزية)‏ الصادر عن مركز الامم المتحدة للمستوطنات البشرية،‏ يُعرَّف التشرّد بأنه حالة «عدم امتلاك مسكن مناسب.‏ وهو يشمل كل الحالات والظروف التي تُعتبر دون المستوى الملائم» في المجتمع حيث يعيش المشرّد.‏ فقد يتخذ البعض من الشوارع مسكنا لهم ومن الابنية المتداعية او المهجورة سقفا يأويهم،‏ فيما يلوذ البعض الآخر بملاجئ المشردين.‏ وقد يسكن آخرون مؤقتا مع اصدقائهم.‏ لكن مهما كانت الحالة،‏ تذكر الدراسة نفسها «ان مجرد تصنيف المرء مشردا يظهر ‹ضرورة اتخاذ اجراءات› لمساعدة هذا المرء الذي وقع ضحية هذه الظروف».‏

      ويقدَّر انه في بولندا،‏ التي تعدّ حوالي ٤٠ مليون نسمة،‏ يصل عدد المشردين الى ٠٠٠‏,٣٠٠ تقريبا.‏ ولكن لا احد يستطيع معرفة عددهم بدقة بسبب غياب السجلات التي تحدد مكان تواجدهم وبسبب ترحالهم المستمر من منطقة الى اخرى.‏ فالبعض يعتقد ان الرقم الفعلي يناهز نصف مليون.‏

      وبما ان مشكلة التشرّد متفشية،‏ فأنت تعرف على الارجح شخصا يعاني منها.‏ والمأزق الذي يعيشه المشردون يثير عددا من الاسئلة.‏ فكيف صار هؤلاء الناس بلا مسكن لائق؟‏ كيف يتدبرون امرهم؟‏ مَن يساعدهم؟‏ وماذا يخبئ لهم المستقبل؟‏

      الوقوع مرارا ضحية التشرد

      سابريناa ام متوحدة من احد الاحياء الفقيرة في منطقة هارلم بمدينة نيويورك.‏ تركت المدرسة وهي في الصف العاشر.‏ ولديها ثلاثة صبيان عمرهم عشرة اشهر،‏ ثلاث سنوات،‏ وعشر سنوات.‏ وهي تعيش معهم في شقة تضم غرفة نوم واحدة في ملجإ تديره البلدية مخصص لإيواء المشردين فترات طويلة.‏ وتؤمن سلطات المدينة هذه المساكن لمن ليس له مكان آمن يأوي اليه.‏

      كانت سابرينا قد انتقلت من منزل والدتها منذ عشر سنوات.‏ فعاشت في البداية مع صديقها،‏ ثم تنقلت بين منازل اصدقائها وأقربائها.‏ وكانت تأوي الى ملاجئ المدينة حين تسوء ظروفها.‏ تقول سابرينا:‏ «كنت اعمل بين الحين والآخر في ضفر الشعر،‏ لكنني اعتمدت في معظم الاحيان على الاعانات التي تقدمها الدولة».‏

      والمفارقة ان مشاكل سابرينا بدأت،‏ حسبما يرد في مجلة الوالدون (‏بالانكليزية)‏،‏ حين وجدَت عملا جيدا كمسؤولة عن بعض عمال التنظيف في فندق.‏ كان راتبها لا بأس به،‏ فلم يحق لها ان تأخذ اعانة من الدولة.‏ لكنّ راتبها لم يكن كافيا ليغطي نفقاتها،‏ بما فيها المسكن والطعام والملبس والتنقلات ونفقات العناية بالاولاد.‏ لذلك صعب عليها دفع الايجار وحاول صاحب الملك طردها من البيت.‏ وفي النهاية،‏ استقالت سابرينا من وظيفتها وأوت الى ملجإ مؤقت للمشردين حتى وجدت مكانا شاغرا في الملجإ الذي تعيش فيه اليوم.‏

      تخبر سابرينا:‏ «ان الوضع صعب وخصوصا على الاولاد.‏ فقد التحق ابني البكر حتى الآن بثلاث مدارس.‏ وكان يُفترض ان يكون في الصف الخامس لكنه اعاد احد صفوفه .‏ .‏ .‏ لقد اضطررنا الى التنقل كثيرا».‏ واسم سابرينا مُدرَج الآن في لائحة الانتظار لنيل الاعانات السكنية.‏

      لربما بدا وضع سابرينا جيدا في عيني مَن لا يجد على الاطلاق سقفا يأويه.‏ رغم ذلك،‏ لا يرحّب كل المشردين بفكرة الملجإ كحل لمشكلتهم.‏ فاللجنة البولندية للمساعدة الاجتماعية تقول ان البعض «يخافون من النظام والقوانين السائدة في الملاجئ» ويرفضون المساعدة التي تقدَّم اليهم.‏ مثلا،‏ يُتوقع ممن يعيشون في ملاجئ المشردين ان يعملوا ويمتنعوا عن الكحول والمخدِّرات.‏ لكنّ العديد من المشردين لا يحبون الانصياع لهذه الانظمة والقوانين.‏ لذلك،‏ قد ترى المشردين،‏ وفقا لمختلف فترات السنة،‏ نائمين في محطات القطارات،‏ في بيوت السلالم،‏ في الاقبية،‏ على مقاعد الحدائق العامة،‏ تحت الجسور،‏ وفي المناطق الصناعية.‏ وتتكرر مثل هذه المشاهد في كل انحاء العالم.‏

      يورد كتاب عن المشردين عوامل عديدة تؤدي الى التشرد في بولندا.‏ وتشمل هذه العوامل خسارة الوظيفة،‏ الديون،‏ والمشاكل العائلية.‏ وهنالك ايضا النقص في المساكن المخصصة للمسنين،‏ المعوقين،‏ والاشخاص المصابين بفيروس الأيدز.‏ كما ان كثيرين تشردوا بسبب اصابتهم بأمراض عقلية وجسدية او بسبب الادمان،‏ وخصوصا الادمان على الكحول.‏ اما معظم النساء المشردات فهن ممن هجرن ازواجهن او هربن منهم،‏ طُردن من بيوتهن،‏ او كن ممن يمارسن البغاء.‏ فما من حالة تشرد على ما يبدو إلّا وتنطوي على قصة محزنة!‏

      ضحايا الظروف

      تقول ستانِسواڤا ڠولينوفسْكا،‏ اختصاصية في الدراسات الاجتماعية الاقتصادية:‏ «هنا [في بولندا] لا احد يختار حياة التشرد بملء ارادته.‏ .‏ .‏ .‏ ان الامر بالاحرى هو نتيجة اخفاقات متعددة في الحياة،‏ تؤدي الى الانهيار النفسي او خسارة الرغبة في الحياة».‏ فمشكلة التشرد على ما يبدو تصيب الاشخاص الذين يشعرون،‏ لأسباب عديدة،‏ انهم عاجزون عن مواجهة مشاكلهم.‏ فالبعض،‏ مثلا،‏ أُطلق سراحهم من السجن ليجدوا ان المخربين قد نهبوا بيوتهم وخربوها.‏ اما البعض الآخر فقد طُردوا من منازلهم.‏ كما خسر كثيرون السقف الذي يأويهم بسبب الكوارث الطبيعية.‏b

      اجرت احدى الدراسات استطلاعا في بولندا اظهر ان نصف المشردين تقريبا الذين شملهم الاستطلاع كانوا يعيشون مع عائلة ويقيمون مع رفيق زواج،‏ رغم ان اغلبية العائلات كانت تعاني من المشاكل.‏ وقد طُرد معظمهم من بيوتهم او أُجبروا على ترك المنزل بسبب الاوضاع السيئة التي واجهوها.‏ وتبيَّن ان ١٤ في المئة منهم فقط قرروا ترك منازلهم بملء ارادتهم.‏

      بعد قضاء وقت في الملجإ،‏ يتمكن البعض من الاتكال على انفسهم مجددا والعثور على مسكن.‏ ولكن من الصعب ايجاد حلول في بعض الحالات.‏ فبسبب الامراض العقلية والجسدية،‏ ادمان الكحول والمخدِّرات،‏ عدم امتلاك حافز على العمل،‏ عادات العمل السيئة،‏ النقص في مستوى التعليم الجيد،‏ او عدد من العوامل مجتمعة،‏ يقع الناس فريسة التشرد المزمن.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ يعلق نحو ٣٠ في المئة من المشردين في ما تدعوه احدى المنظمات التي لا تستهدف الربح «دوامة التشرد» —‏ وهي تشمل الملاجئ،‏ المستشفيات،‏ وللاسف السجون.‏ ويُقال ان الذين يعجزون عن الخروج من هذه الدوامة يستنفدون نحو ٩٠ في المئة من موارد البلد المخصصة لهذه المشكلة.‏

      مساعدة للمشردين؟‏

      تقدم بعض الملاجئ خدمات تهدف الى مساعدة الناس للتحرر من حياة التشرد.‏ فتساعد الافراد مثلا كي ينالوا اعانات من الدولة او مساعدة مالية من مصادر اخرى او معونة قانونية.‏ كما تساعدهم لكي يحصلوا على الدعم لإصلاح علاقتهم بعائلتهم،‏ او لينالوا فرص تعلم بعض المهارات الاساسية.‏ وهنالك مراكز للشباب في لندن تسدي نصائح بشأن الانظمة الغذائية،‏ الطبخ،‏ انماط الحياة الصحية،‏ وكيفية ايجاد وظيفة.‏ وترمي مثل هذه النصائح الى تعزيز احترام الذات لدى الشخص وتقوية دوافعه الى تحسين حياته ومساعدته على تحقيق استقلالية اكبر بحيث يتمكن من ايجاد منزل والمحافظة عليه.‏ ولا شك ان هذه التدابير تستحق الثناء.‏

      لكنّ الملاجئ لا تقدم دائما للمشردين المساعدة التي يشعرون انهم يحتاجون اليها حقا.‏ يوضح ياتْسيك،‏ احد المشردين في وارسو،‏ ان حياة الملاجئ لا تتيح لساكنيها ان يتعلموا كيفية التعامل مع العالم الخارجي.‏ وهو يشعر انهم يميلون الى تطوير «نمط تفكير غير سويّ» لأنهم لا يعاشرون سوى بعضهم البعض.‏ يقول:‏ «ان الملجأ الذي يعزلنا عن العالم الخارجي يصبح مثل بيت اطفال للراشدين».‏ وبرأيه ان كثيرين من ساكني الملاجئ لديهم «عقول بليدة».‏

      وتذكر احدى الدراسات في بولندا ان الوحدة هي من المشاعر الاكثر ايلاما التي قد يعانيها المشرد.‏ فنتيجة المشاكل المالية والمركز الاجتماعي الوضيع،‏ قد يعتبر المشرد نفسه عديم القيمة.‏ فيلجأ بعضهم الى الكحول.‏ يخبر ياتْسيك:‏ «حين لا نرى اي امل في تغيّر وضعنا،‏ يفقد كثيرون منا اقتناعهم ان بإمكانهم فعل شيء ما لتحسين وضعهم السيِّئ».‏ وهم يخجلون من مظهرهم،‏ فقرهم،‏ وعجزهم،‏ ببسيط العبارة يخجلون من تشردهم.‏

      يقول فرانسيس جِڠيدي المتخصص في الشؤون السكنية:‏ «سواء تحدثنا عن سكان الارصفة في بومباي [مَمباي] وكَلْكُتا،‏ او مفترشي الطرقات الحادّي الطبع المتسخين في شوارع لندن،‏ او اولاد الشوارع في البرازيل،‏ فإن مجرد تصوّر وضع هؤلاء المشردين يجعلنا ندرك كم هو خطر ومحزن،‏ فكم بالاحرى اذا عشناه».‏ ويضيف:‏ «مهما كان سبب او اسباب هذه الظاهرة،‏ فإن السؤال الذي يخطر دوما بالبال هو لماذا يبدو العالم عاجزا عن معالجة مشكلة المشردين،‏ رغم كل غناه وحكمته وتقدمه التكنولوجي؟‏».‏

      من الواضح ان كل المشردين يحتاجون الى المساعدة،‏ ليس فقط المساعدة الجسدية بل ايضا المساعدة التي تطيِّب القلوب وترفع المعنويات.‏ فمثل هذه المساعدة تمكِّن الناس من مواجهة الكثير من المشاكل التي تؤدي الى حياة التشرد والتغلب عليها.‏ ولكن اين يستطيع المشرد ان يجد هذه المساعدة؟‏ وهل من امل في ان تنتهي مأساة المشردين يوما؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a جرى تغيير بعض الاسماء.‏

      b لقد هُجِّر ملايين الناس من بيوتهم حول العالم بسبب عدم الاستقرار السياسي او النزاعات المسلّحة.‏ ولمعرفة تفاصيل اضافية عن مشكلتهم هذه،‏ راجع من فضلك سلسلة المقالات بعنوان «‏اللاجئون —‏ هل يجدون موطنا يوما ما؟‏‏» في عدد ٢٢ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٢ من مجلة استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      عواقب الفقر المدقع

      في المدن الهندية،‏ يعيش مئات الآلاف في الشوارع.‏ وبحسب تقديرات أُجريَت في وقت سابق،‏ كان هنالك ٠٠٠‏,٢٥٠ من سكان الارصفة في مَمباي وحدها.‏ وقد لا يتوفر لهؤلاء سقف يحتمون تحته سوى قماش مشمّع ينصبونه بين الاعمدة والابنية المجاورة.‏ ولكن لماذا يعيشون هنا في المدينة عوض السكن في بيوت الضواحي المتهاودة الاسعار؟‏ ذلك لأنهم يعملون كتجار صغار او باعة متجولين في الشوارع،‏ او يشتغلون بجرّ عربات الركاب ذات العجلتين او بجمع النفايات.‏ يقول كتاب استراتيجية مكافحة التشرد:‏ «لا خيار لديهم.‏ فالفقر يجبرهم ألّا ينفقوا على الايجار اي مال يمكن ان يشتروا به طعاما».‏

      وفي محطة پارك ستايشن للسكة الحديدية في جوهانسبورغ بجنوب افريقيا،‏ يعيش نحو ٣٠٠‏,٢ رجل وامرأة وولد.‏ وهم يقيمون على ارصفة المحطة في الهواء الطلق،‏ وينامون على قصاصات من الاغطية او في اكواخ من كرتون.‏ ومعظمهم عاطلون عن العمل وقد فقدوا اي امل في ايجاد وظيفة.‏ ويعيش الآلاف الحياة نفسها في كل ارجاء المدينة.‏ وهم يفتقرون الى الماء،‏ المراحيض،‏ والكهرباء.‏ وظروفهم هذه تؤدي الى تفشي الامراض بسرعة.‏

      اما سبب بلوى هاتين المجموعتين من المشردين وكثيرين غيرهم فهو ببساطة:‏ الفقر المدقع.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      الثغرات في المجتمع الحديث

      ان كتاب استراتيجية مكافحة التشرد الصادر عن مركز الامم المتحدة للمستوطنات البشرية يحدد بعض ثغرات النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الحالي المتعلقة بتأمين مساكن للجميع.‏ وتشمل هذه الثغرات ما يلي:‏

      ‏• «لا تزال القضية الاساسية المتعلقة بمشكلة التشرد عجز الحكومات عن تخصيص موارد تكفي لتأمين المسكن المناسب الذي يحق لكل المواطنين».‏

      ‏• «وجود قوانين غير مناسبة وتخطيط غير فعال يمكن ان .‏ .‏ .‏ يسبب فوضى عارمة في نظام تأمين المساكن للغالبية الفقيرة».‏

      ‏• «التشرد هو دليل التوزيع غير العادل للمساعدات المالية التي تخصصها الحكومة لحل مشاكل السكن».‏

      ‏• «ان ازمة المشردين هي حصيلة تغاضي او استخفاف السياسات بالتأثير السلبي للتقلبات الاقتصادية،‏ النقص في المساكن ذات الاسعار المتهاودة،‏ تفاقم مشكلة الادمان على المخدِّرات،‏ وغيرها من المشاكل الصحية العقلية والجسدية التي يعانيها من هم اكثر عرضة [للوقوع ضحية التشرد] .‏ .‏ .‏ في المجتمع».‏

      ‏• «هناك حاجة ماسة الى تعديل اساليب التدريب التي ينالها المحترفون الذين يتعاملون مع اولئك المعرضين للوقوع ضحية التشرد.‏ فينبغي ان يروا في المشردين،‏ وخصوصا اولاد الشوارع،‏ طاقات محتمَلة لم تُستخدم بعد عوض اعتبارهم عبئا على المجتمع».‏

      ‏[الصورة]‏

      ام تتسول مع ابنتَيها في المكسيك

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Mark Henley/Panos Pictures ©

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      محطة قطار سابقة حُوِّلت الى ملجإ للمشردين في پريتوريا بجنوب افريقيا

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Dieter Telemans/Panos Pictures ©

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٤]‏

      Right: © Gerd Ludwig/Visum/Panos Pictures; inset: © Mikkel Ostergaard/Panos Pictures; left: © Mark Henley/Panos Pictures

  • مشكلة التشرد:‏ ما الحل؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • مشكلة التشرد:‏ ما الحل؟‏

      ‏«أعطِ رجلا سمكة تطعمه يوما.‏ علّمه صيد السمك تطعمه مدى الحياة».‏ يوضح هذا المثل مدى صحة ان مجرد اشباع حاجة جسدية مؤقتة قد تكون له فائدة محدودة.‏ فمن الافضل مساعدة الناس ان يتعلموا كيف يحلّون مشاكلهم ويشبعون حاجاتهم هم بأنفسهم.‏ لذلك يحتاج كثيرون ان يكتسبوا مهارات تتيح لهم مواجهة الحياة بنجاح،‏ كما انهم بحاجة الى تبنّي نظرة مختلفة الى الحياة واتّباع نمط عيش مغاير.‏

      وشهود يهوه مقتنعون ان الطريقة الفضلى لمساعدة المشردين على حل مشكلتهم هي تعليمهم افضل طريقة للعيش.‏ ويعني ذلك تطبيق افضل مشورة متوفرة،‏ تلك التي يمنحها خالق البشر.‏ فمَن هو مثل الخالق مؤهل لإعطاء المشورة؟‏ فهذه المشورة تساعد الناس على تجنب الكثير من الصعوبات التي تؤدي الى التشرد.‏ وهي تدعم ايضا الاشخاص المخلصين ليتغلبوا على هذه المشكلة.‏ طبعا،‏ ان قراءة الكتاب المقدس بحد ذاتها لن تحل كل المشاكل بشكل جذري.‏ لكنّ الكتاب المقدس يساعد الناس ان يتخلصوا من الخصال السيئة التي تحمّلهم اعباء مادية كبيرة،‏ ان يستعيدوا شيئا من احترام الذات،‏ وأن يعيشوا حياة كريمة.‏

      لقد خسر كثيرون بيوتهم نتيجة ادمان الكحول والمخدِّرات،‏ السلوك الاجرامي،‏ المشاكل المالية،‏ او انهيار العائلات.‏ والكتاب المقدس يسدي مشورة عملية بشأن كل هذه المسائل.‏ وقد ساعد تطبيق هذه المشورة ملايين الناس ان يحسّنوا نظرتهم الى الحياة ويغيّروا فعليا كامل شخصيتهم.‏ طبعا،‏ ان تطبيق ما تقوله الاسفار المقدسة وحده لا يحل كل مشاكل التشرد.‏ فحاليا،‏ هنالك ايضا حاجة الى انواع اخرى من المساعدة لمواجهة مشاكل كثيرة مثل:‏ الكوارث الطبيعية،‏ الصحة الرديئة،‏ الفقر المتفشي،‏ الادمان،‏ وغيرها.‏ ورغم ان شهود يهوه يبذلون قصارى جهدهم لمد يد المساعدة للذين يعانون عواقب هذه المصائب،‏ فهم يعترفون ان صانع البشر هو وحده القادر على حل هذه المشاكل مرة وإلى الابد.‏ فهل يفعل ذلك؟‏

      قصد اللّٰه الاصلي

      هنالك سبب وجيه يمنحنا الامل بأن التشرد سينتهي قريبا.‏ فما هو؟‏ تأمل في ما يلي:‏ منح يهوه اللّٰه الزوجين البشريين الاوليين مسكنا رائعا.‏ فقد وضعهما في فردوس،‏ مؤمنا لهما كل ما يحتاجان اليه.‏ ولو اتبعا ارشادات صانعهما لكانا وسّعا الفردوس ليشمل الارض بكاملها،‏ ولكانت ذريتهما تتمتع بحياة مليئة بالبركات والمنازل المريحة.‏ وكان كل عضو في العائلة البشرية سيتمكن من الاعتماد على محبة وتعاون كل الافراد الآخرين.‏ هذا كان قصد اللّٰه الاصلي،‏ وهو لم يبدل رأيه.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩‏.‏

      ومهما كانت مشيئة اللّٰه،‏ فستتم لا محالة.‏ (‏اشعيا ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ والكتاب المقدس ينبئ بوقت يتمتع فيه كل شخص براحة منزله الخاص وبوفرة من الامور المادية.‏ ولكن قبل ذلك،‏ من الطبيعي ان يتغير المجتمع البشري الذي نعرفه اليوم.‏ وسيحدث هذا التغيير نتيجة تدخل إلهي في شؤون البشر.‏ وهذا ما كان يفكر فيه يسوع حين قال لتلاميذه ان يصلوا:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وفي ظل حكم ملكوت اللّٰه العادل،‏ سيرى البشر الطائعون اتمام هذه النبوة المشجعة:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها .‏ .‏ .‏ لا يبنون وآخر يسكن،‏ ولا يغرسون وآخر يأكل.‏ .‏ .‏ .‏ وينتفع مختاري من عمل ايديهم كاملا».‏ (‏اشعيا ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وببسيط العبارة،‏ لن يكون هنالك اي مشرد.‏

      يبذل شهود يهوه جهودا دؤوبة ليمنحوا الناس العون الروحي الذي يحتاجون اليه الآن.‏ وهم يرغبون ان يعربوا للآخرين عن الاهتمام الحبي الذي نصح به يسوع.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ وهذا الاهتمام بالآخرين هو الذي يدفعهم ان يهبّوا الى مساعدة الذين خسروا بيوتهم في الكوارث الطبيعية.‏a

      ويدرك شهود يهوه انه من المستحيل مساعدة الجميع.‏ يعترف ياتْسيك الذي يعيش في ملجإ في بولندا،‏ متحدثا عن المشردين:‏ «البعض عدائيون او مدمنون على المخدِّرات،‏ والبعض الآخر يكره المواضيع الدينية معتقدين ان اللّٰه لا يهتم بأمرهم.‏ ولكن ثمة اشخاص يُبدون تجاوبا مع كلمة اللّٰه».‏ فياتْسيك نفسه،‏ مثلا،‏ فعل ذلك وبدأ يتعرف اكثر بحقائق الكتاب المقدس.‏

      ومن الذين احبوا سماع كلمة اللّٰه ايضا مشرد مصاب بالأيدز يدعى رومان،‏ كان منذ زمن قصير يفترش الطرقات.‏ يتذكر:‏ «حين وصلت الى وحدة العناية التابعة لمصلحة الخدمات الاجتماعية،‏ لم اكن اعرف ان شهود يهوه يعقدون اجتماعاتهم في مكان قريب.‏ ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى بدأوا يتحدثون اليّ في الشارع،‏ موضحين لي ان اللّٰه لا يستخف بصراخ المشردين الذين يطلبون المساعدة.‏ كما دعوني الى حضور احد اجتماعاتهم».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      وكيف تأثر بما سمعه؟‏ يقول:‏ «تعلمت انني استطيع ان اعيش الى الابد في الفردوس على الارض وأنني ثمين في عينَي اللّٰه.‏ وإذ وجدت نفسي محاطا بأصدقاء جدد محبين،‏ توقفت عن التركيز على وضعي وبدأت اغيّر شخصيتي.‏ وبسبب محبتي للّٰه،‏ توقفت عن التدخين وتعهدت له بواسطة الصلاة ان اسير في طريق البر».‏

      احرز رومان تقدما روحيا ملحوظا وسرعان ما اعتمد كواحد من شهود يهوه.‏ وبفضل مساعدة الرفقاء المؤمنين والسلطات،‏ استطاع الانتقال للعيش في مسكن لائق.‏ هتف رومان بفرح:‏ «تغمر قلبي سعادة لا توصف.‏ فقد اقتربت من إله محب اعاد اليّ القصد في الحياة.‏ ومنحني عائلة رائعة من الاخوة والاخوات وأعطاني مسكنا ايضا!‏».‏

      مستقبل واعد للمشردين

      يبذل شهود يهوه الآن كل ما في وسعهم ليظهروا التعاطف لكل جيرانهم،‏ بمن فيهم المشردون.‏ وهم تواقون الى اخبار الناس بحقائق الكتاب المقدس عن مستقبل افضل،‏ حقائق تستطيع ان تغيّر حياة الناس منذ الآن.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      يقول الكتاب المقدس:‏ «المعوَّج لا يمكن ان يقوَّم».‏ (‏جامعة ١:‏١٥‏)‏ فرغم النوايا الحسنة التي يعرب عنها المتطوعون والسلطات،‏ من الصعب استئصال مشاكل اجتماعية عميقة الجذور مثل التشرد والفقر.‏ لكنّ الكتاب المقدس يؤكد لنا ان كل الناس الطائعين سيتمتعون قريبا بأحوال معيشية مثالية في ظل حكم ملكوت اللّٰه.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a للاطلاع على امثلة عن ذلك،‏ راجع من فضلك الاعداد التالية من مجلة استيقظ!‏:‏ ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٣،‏ الصفحات ١٤-‏٢١؛‏ ٢٢ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠١،‏ الصفحات ٢٣-‏٢٧؛‏ ٨ آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٣،‏ الصفحات ١٠-‏١٥‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      ام لاجئة من الصومال تحمل بطاقة تخولها الحصول على الاعاشة

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Trygve Bolstad/Panos Pictures ©

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      يحتاج المشردون في المقام الاول الى رجاء بالمستقبل

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      في ظل ملكوت اللّٰه لن يكون هنالك اي مشرد

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة