مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹اعكفوا على إضافة الغرباء›‏
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏‹اعكفوا على إضافة الغرباء›‏

      ‏«مشتركين في احتياجات القديسين.‏ عاكفين على اضافة الغرباء.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٣‏.‏

      ١ ما هي احدى حاجات البشر الاساسية،‏ وكيف يُعرب عنها؟‏

      ان السير في طريق منعزل ضمن محيط غريب في ساعة متأخرة من الليل يمكن ان يكون اختبارا مقلقا هذه الايام.‏ ولكنَّ وجود المرء بين حشد من الناس وهو لا يعرف احدا ولا احد يعرفه هو ايضا اختبار يسبِّب التوتر.‏ فحاجة المرء الى الشعور بأن احدا يهتم به،‏ بأنه مرغوب فيه،‏ وبأنه محبوب هي في الواقع جزء مكمِّل للطبيعة البشرية.‏ ولا احد يرغب في ان يعامَل كغريب او دخيل.‏

      ٢ كيف سدَّ يهوه حاجتنا الى الرفقة؟‏

      ٢ ويهوه اللّٰه،‏ صانع وخالق كل الاشياء،‏ يدرك جيدا حاجة البشر الى الرفقة.‏ فكمصمّم لخليقته البشرية،‏ عرف اللّٰه منذ البداية انه «ليس جيدا ان يكون آدم [«الانسان،‏» ع‌ج‏] وحده،‏» فاتّخذ اجراء حيال ذلك.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ ويزخر سجل الكتاب المقدس بأمثلة لأعمال اللطف التي اعرب عنها يهوه وخدامه نحو البشر.‏ ويمكِّننا ذلك ان نتعلم كيف ‹نعكف على إضافة الغرباء،‏› مما يجلب الفرح والبهجة للآخرين والاكتفاء لنا.‏ —‏ رومية ١٢:‏١٣‏.‏

      إعزاز الغرباء

      ٣ اشرحوا المعنى الاساسي للضيافة.‏

      ٣ ان الكلمة «ضيافة» كما تُستعمل في الكتاب المقدس تُترجم عن الكلمة اليونانية فيلوكسِنيا،‏ المؤلفة من جذرَين يعنيان «محبة» و«غريب.‏» لذلك تعني الضيافة من حيث الاساس «محبة الغرباء.‏» لكنَّ هذا ليس مجرد اجراء شكليّ او مجاملة.‏ فهو يشمل مشاعر المرء وعواطفه.‏ والفعل فيليو،‏ استنادا الى فهرس كلمات الكتاب المقدس الشامل (‏بالانكليزية،‏ Exhaustive Concordance of the Bible)‏ لواضعه جيمس سترونڠ،‏ يعني «ان يكون المرء صديقا لـ‍ (‏ان يُعزّ [شخصا او شيئا])‏،‏ اي ان يشعر بمودة نحو (‏مما يشير الى تعلُّق شخصي،‏ امر له علاقة بالعاطفة او الشعور)‏.‏» ولذلك تتعدّى الضيافة المحبة المؤسسة على مبدإ،‏ ربما بدافع الشعور بالواجب او الالتزام.‏ انها عادة تعبير عن إعزاز،‏ مودَّة،‏ وصداقة اصيلة.‏

      ٤ لمَن ينبغي الاعراب عن الضيافة؟‏

      ٤ ان مَن ينال هذا الاعزاز والمودَّة هو «الغريب» (‏باليونانية،‏ كْسِنوس‏)‏.‏ ومَن يمكن ان يكون هذا؟‏ مرة اخرى،‏ يُعرِّف فهرس كلمات س‍ترونڠ الكلمة كْسِنوس بأنها ‏‹اجنبي (‏حرفيا دخيل،‏ او مجازيا جديد‏)‏؛‏ مما يدلُّ ضمنيا على ضيف او (‏العكس)‏ غريب.‏› لذلك فإن الضيافة،‏ كما هي ممثَّلة في الكتاب المقدس،‏ يمكن ان تعكس اللطف المعبَّر عنه لشخص نُعزّه او يمكن ان تمتدّ لتشمل حتى الشخص الغريب تماما.‏ اوضح يسوع:‏ «إن احببتم الذين يحبونكم فأي اجر لكم.‏ أليس العشّارون ايضا يفعلون ذلك.‏ وإن سلّمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعون.‏ أليس العشّارون ايضا يفعلون هكذا.‏» (‏متى ٥:‏ ٤٦،‏ ٤٧‏)‏ فالضيافة الاصيلة تتجاوز الانقسام وعدم المساواة اللذين يفرضهما التحامل والخوف.‏

      يهوه،‏ المُضيف الكامل

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ بماذا كان يسوع يفكر عندما قال ان «اباكم الذي في السموات هو كامل»؟‏ (‏ب)‏ كيف يُرى سخاء يهوه؟‏

      ٥ بعد ان اشار يسوع الى النقص في المحبة التي يُعبِّر عنها البشر واحدهم نحو الآخر،‏ كما هو مذكور آنفا،‏ اضاف هذه الملاحظة:‏ «كونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل.‏» (‏متى ٥:‏٤٨‏)‏ طبعا،‏ يهوه هو كامل من جميع النواحي.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ لكنَّ يسوع كان يركِّز على وجه خصوصي لكمال يهوه،‏ كما ذكر سابقا:‏ «يشرق [اللّٰه] شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.‏» (‏متى ٥:‏٤٥‏)‏ ففي إظهار اللطف،‏ ليس عند يهوه اية محاباة.‏

      ٦ ويهوه يملك كل شيء لأنه الخالق.‏ يقول يهوه:‏ «لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف.‏ قد علِمتُ كل طيور الجبال ووحوش البرية عندي.‏» (‏مزمور ٥٠:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لكنه لا يحتكر ايّ شيء بأنانية.‏ فهو يُعيل بسخائه كل خلائقه.‏ قال صاحب المزمور عن يهوه:‏ «تفتح يدك فتُشبع كل حي رضى.‏» —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      ٧ ماذا يمكن ان نتعلم من طريقة معاملة يهوه الغرباء والمحتاجين؟‏

      ٧ يزوِّد يهوه الناس بحاجاتهم —‏ حتى الذين لا يعرفونه،‏ الغرباء عنه.‏ ذكَّر بولس وبرنابا عبدة الاوثان في مدينة لِسترة بأن يهوه «لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا.‏» (‏اعمال ١٤:‏١٧‏)‏ فيهوه لطيف وسخيّ خصوصا نحو المحتاجين.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وهنالك الكثير لنتعلمه من يهوه في إظهار اللطف والسخاء —‏ الاعراب عن الضيافة —‏ للآخرين.‏

      ٨ كيف اظهر يهوه سخاءه بالاعتناء بحاجاتنا الروحية؟‏

      ٨ وبالإضافة الى تزويد يهوه مخلوقاته بالحاجات المادية بوفرة،‏ فهو يهتم بحاجاتهم بطريقة روحية.‏ وقد عمل يهوه بطريقة تُظهر اقصى درجات السخاء من اجل خيرنا الروحي،‏ حتى قبل ان يدرك ايّ منا انه في حالة ميؤوس منها روحيا.‏ نقرأ في رومية ٥:‏٨،‏ ١٠‏:‏ «اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.‏ .‏ .‏ .‏ ونحن اعداء قد صولحنا مع اللّٰه بموت ابنه.‏» وهذا التدبير يجعل من الممكن ان تكون للبشر الخطاة علاقة عائلية سعيدة بأبينا السماوي.‏ (‏رومية ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وتأكد يهوه ايضا من تزويدنا بالارشاد والتوجيه الملائمَين لننجح في حياتنا رغم حالتنا الخاطئة والناقصة.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لماذا يمكننا القول ان يهوه هو المُضيف الكامل؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان يتمثَّل العبّاد الحقيقيون بيهوه من هذا القبيل؟‏

      ٩ نظرا الى ذلك،‏ يمكننا القول ان يهوه هو حقا المُضيف الكامل بطرائق كثيرة.‏ فهو لا يُهمل المعوزين،‏ المتواضعين،‏ والوضعاء.‏ وهو يُظهر اهتماما وعناية اصيلَين بالغرباء،‏ حتى بأعدائه،‏ وهو لا يتوقع مكافأة مادية في المقابل.‏ في كل هذا،‏ أليس هو المثال الافضل للمُضيف الكامل؟‏

      ١٠ بصفته إله اللطف الحبي والسخاء العظيمَين،‏ يريد يهوه ان يتمثَّل عبّاده به.‏ ونحن نرى في كامل الكتاب المقدس امثلة بارزة لصفة الضيافة هذه التي تنمُّ عن اللطف.‏ تذكر دائرة المعارف اليهودية (‏بالانكليزية)‏ انه «في اسرائيل القديمة،‏ لم تكن الضيافة مجرد مسألة حسن سلوك،‏ بل شرعة ادبية .‏ .‏ .‏ فعادات الكتاب المقدس ان يرحِّب المرء بالمسافر المُرهَق ويستقبل الغريب عنده كانت الاساس الذي منه تطوَّرت الضيافة وكل الاوجه المتعلقة بها الى مزيَّة قيِّمة جدا في التقليد اليهودي.‏» والضيافة هي اكثر من علامة تميِّز قومية او مجموعة عرقية معينة،‏ انها صفة يجب ان تميِّز كل عبّاد يهوه الحقيقيين.‏

      أضاف ملائكة

      ١١ ايّ مثال بارز يُظهر ان الضيافة جلبت بركات غير متوقَّعة؟‏ (‏انظروا ايضا تكوين ١٩:‏١-‏٣؛‏ قضاة ١٣:‏١١-‏١٦‏.‏)‏

      ١١ ان احدى روايات الكتاب المقدس المعروفة جيدا عن اظهار الضيافة هي رواية ابراهيم وسارة عندما كانا يخيِّمان عند بلوطات ممرا،‏ قرب حبرون.‏ (‏تكوين ١٨:‏١-‏١٠؛‏ ٢٣:‏١٩‏)‏ لا شك ان الرسول بولس كان يفكر في هذه الحادثة عندما قدَّم هذا النصح:‏ «لا تنسوا اضافة الغرباء لأن بها أضاف اناس ملائكة وهم لا يدرون.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏٢‏)‏ ان درس هذه الرواية سيساعدنا لنرى ان الضيافة ليست مجرد عادة او طريقة ننشأ عليها.‏ وبالأحرى،‏ انها صفة الهية تجلب بركات رائعة.‏

      ١٢ كيف اظهر ابراهيم محبته للغرباء؟‏

      ١٢ تشير التكوين ١٨:‏١،‏ ٢ الى ان ابراهيم لم يكن يعرف الزائرين ولم يتوقَّع قدومهم،‏ فقد كانوا ثلاثة غرباء عابري سبيل،‏ ليس اكثر.‏ وبحسب بعض المعلّقين،‏ كانت العادة عند الشرقيين ان المسافر في ارض غريبة يحقّ له ان يتوقَّع الضيافة ولو كان لا يعرف احدا هناك.‏ لكنَّ ابراهيم لم ينتظر حتى يستخدم الغرباء حقَّهم هذا؛‏ بل اخذ المبادرة.‏ فقد «ركض» لاستقبال هؤلاء الغرباء الذين كانوا على مسافة منه —‏ كل ذلك «وقت حرّ النهار،‏» وكان ابراهيم في الـ‍ ٩٩ من العمر!‏ أفلا يُظهر ذلك لماذا اشار بولس الى ابراهيم كمثال لنقتدي به؟‏ هذا ما تعنيه الضيافة،‏ إعزاز الغرباء او محبتهم،‏ الاهتمام بحاجاتهم.‏ انها صفة ايجابية.‏

      ١٣ لماذا «سجد» ابراهيم للزائرين؟‏

      ١٣ تخبرنا الرواية ايضا ان ابراهيم،‏ بعد لقائه الغرباء،‏ «سجد الى الارض.‏» السجود لأشخاص غرباء تماما؟‏ كان السجود الذي قام به ابراهيم احدى طرائق تحية ضيف مكرَّم او شخص ذي مركز رفيع،‏ ولا يجب الخلط بينه وبين عمل العبادة المقصور على اللّٰه فقط.‏ (‏قارنوا اعمال ١٠:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ رؤيا ١٩:‏١٠‏.‏)‏ وقد اكرم ابراهيم هؤلاء الغرباء كأشخاص مهمّين بالسجود لهم،‏ لا بمجرد انحناء الرأس بل بالسجود «الى الارض.‏» فرغم انه كان رأس عائلة كبيرة وثرية من العائلات التي يترأسها الأب،‏ فقد اعتبر ان هؤلاء الغرباء يستحقون كرامة اكثر منه.‏ وكم يختلف هذا عن عادة الاشتباه في امر الغرباء الشائعة،‏ موقف الحذر منهم!‏ لقد اظهر ابراهيم حقا معنى العبارة:‏ «في اظهار الكرامة بعضكم لبعض خذوا القيادة.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٤ ايّ جهد وتضحية كانا مشمولَين بإظهار ابراهيم الضيافة للغرباء؟‏

      ١٤ يُظهر باقي الرواية ان مشاعر ابراهيم كانت اصيلة.‏ فوجبة الطعام نفسها كانت غير عادية.‏ حتى في الأُسر الكبيرة التي تملك الكثير من المواشي،‏ لم يكن ‹العجل الرخص والجيد› طعاما يوميا.‏ يذكر كتاب امثلة يومية من الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعه جون كيتو،‏ عن العادات الشائعة في المنطقة:‏ «لم يكن يجري التمتع بالكماليّات إلّا في بعض الاعياد،‏ او عند وصول غريب؛‏ وفقط في مناسبات كهذه كان الناس يأكلون لحوم الحيوانات،‏ حتى الذين يملكون الكثير من القطعان والبقر.‏» ولأن المناخ الدافئ لم يكن يسمح بتخزين ايّ طعام قابل للفساد،‏ كان تحضير وجبة كهذه يتطلب إعدادها فورا.‏ ولا عجب انه في هذه الرواية القصيرة،‏ ترِد الكلمة «اسرعي» او «اسرَع» ثلاث مرات،‏ وقد «ركض» ابراهيم حرفيا ليعدّ وجبة الطعام!‏ —‏ تكوين ١٨:‏٦-‏٨‏.‏

      ١٥ كما اظهر مثال ابراهيم،‏ ما هي النظرة اللائقة الى التدابير المادية عند اظهار الضيافة؟‏

      ١٥ لكنَّ الهدف ليس مجرد اعداد وليمة كبيرة للتأثير في شخص ما.‏ فرغم ان ابراهيم وسارة بذلا كل هذا الجهد لإعداد وجبة الطعام وتقديمها،‏ لاحظوا كيف اشار ابراهيم اليها في وقت ابكر:‏ «ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة.‏ فآ‌خذ كسرة خبز فتُسندون قلوبكم ثم تجتازون.‏ لأنكم قد مررتم على عبدكم.‏» (‏تكوين ١٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ و‹كسرة الخبز› هذه تبيَّن انها مأدبة تتألف من عجل مسمَّن مع خبز ملَّة مصنوع من دقيق السميذ،‏ زبد،‏ ولبن —‏ وليمة تليق بملك.‏ وما هو الدرس؟‏ ان الشيء المهم،‏ او ما يجب التشديد عليه عند اظهار الضيافة،‏ ليس كم يكون الطعام والشراب فاخرَين،‏ او كم تكون التسلية متقنة،‏ وهلمّ جرا.‏ فالضيافة لا تعتمد على مقدرة المرء على شراء اشياء غالية الثمن.‏ وبالأحرى انها مؤسسة على الاهتمام الاصيل بخير الآخرين وعلى الرغبة في فعل الخير لهم بحسب امكانيات الشخص.‏ يذكر احد امثال الكتاب المقدس:‏ «اكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة،‏» وفي ذلك يكمن مفتاح الضيافة الاصيلة.‏ —‏ امثال ١٥:‏١٧‏.‏

      ١٦ كيف اظهر ابراهيم التقدير للأمور الروحية في ما فعله للزائرين؟‏

      ١٦ ولكن يجب ان ننتبه لوجود طابع روحي ايضا للحادثة بكاملها.‏ فقد ادرك ابراهيم بطريقة ما ان هؤلاء الزائرين كانوا رسلا من يهوه.‏ وهذا مُشار اليه في الكلمات التي خاطبهم بها:‏ «يا سيد [«يهوه،‏» ع‌ج‏] إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك.‏»‏a (‏تكوين ١٨:‏٣‏؛‏ قارنوا خروج ٣٣:‏٢٠‏.‏)‏ لم يعرف ابراهيم مسبقا هل كان الرسل يحملون رسالة له من يهوه ام انهم مارّون من هناك فحسْب.‏ وبصرف النظر عن ذلك،‏ ادرك ان هنالك قصدا ليهوه يتم.‏ فقد كان هؤلاء الملائكة يقومون بمهمة اعطاهم اياها يهوه.‏ وكان من دواعي سروره ان يتمكّن من المساهمة في ذلك.‏ لقد ادرك ان خدام يهوه يستحقون الافضل،‏ وكان في هذه الحال سيقدِّم الافضل.‏ وبفعله ذلك،‏ كان سيتمتع هو او شخص آخر ببركة روحية.‏ وكما تبيَّن في النهاية،‏ بورك ابراهيم وسارة بسخاء على ضيافتهما المخلصة.‏ —‏ تكوين ١٨:‏٩-‏١٥؛‏ ٢١:‏١،‏ ٢‏.‏

      شعب مضياف

      ١٧ ماذا طلب يهوه من الاسرائيليين في ما يتعلق بالغرباء والمحتاجين بينهم؟‏

      ١٧ لم تكن الامة المتحدرة من ابراهيم لتنسى مثاله البارز.‏ فالناموس الذي اعطاه يهوه للاسرائيليين شمل تدابير إظهار الضيافة للغرباء بينهم.‏ «كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك لأنكم كنتم غرباء في ارض مصر انا الرب الهكم.‏» (‏لاويين ١٩:‏٣٤‏)‏ فكان على الشعب ان يُظهروا اعتبارا خصوصيا للمحتاجين الى دعم مادي وألّا يستخفوا بهم.‏ وعندما كان يهوه يباركهم بحصاد وافر،‏ عندما كانوا يفرحون بأعيادهم،‏ عندما كانوا يستريحون من اعمالهم في سنوات السبت،‏ وفي مناسبات اخرى،‏ كان على الشعب ان يتذكروا البائسين —‏ الارامل،‏ اليتامى،‏ والغرباء.‏ —‏ تثنية ١٦:‏٩-‏١٤؛‏ ٢٤:‏١٩-‏٢١؛‏ ٢٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٨ ما هي اهمية الضيافة في ما يتعلق بنيل رضى يهوه وبركته؟‏

      ١٨ ان اهمية اظهار اللطف،‏ السخاء،‏ والضيافة للآخرين،‏ وخصوصا المحتاجين،‏ يمكن ان تُرى في طريقة تعامل يهوه مع الاسرائيليين عندما تجاهلوا ممارسة هذه الصفات.‏ فقد أوضح يهوه ان اظهار اللطف والسخاء للغرباء والمحتاجين هو احد المطالب كي ينال شعبه بركاته الدائمة.‏ (‏مزمور ٨٢:‏٢،‏ ٣؛‏ اشعياء ١:‏١٧؛‏ ارميا ٧:‏٥-‏٧؛‏ حزقيال ٢٢:‏٧؛‏ زكريا ٧:‏٩-‏١١‏)‏ فعندما كانت الامة تبذل جهدها للقيام بهذه المطالب وغيرها،‏ كانت تزدهر وتتمتع بوفرة مادية وروحية.‏ وعندما انهمكوا في مساعيهم الشخصية الانانية وأهملوا اظهار هذه الصفات التي تنمّ عن اللطف للمحتاجين،‏ دانهم يهوه،‏ ونفَّذ فيهم اخيرا العقاب المضاد.‏ —‏ تثنية ٢٧:‏١٩؛‏ ٢٨:‏١٥،‏ ٤٥‏.‏

      ١٩ في ايّ امر اضافي ينبغي ان نتأمل؟‏

      ١٩ فكم هو مهم اذًا ان نفحص انفسنا ونتأكد هل نعيش بانسجام مع توقُّعات يهوه من هذا القبيل!‏ ويصحّ ذلك اليوم خصوصا نظرا الى روح الانانية والانقسام الموجودة في العالم.‏ فكيف يمكن ان نظهر الضيافة المسيحية في عالم منقسم؟‏ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.‏

  • الضيافة المسيحية في عالم منقسم
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • الضيافة المسيحية في عالم منقسم

      ‏«لذلك نحن تحت التزام قبول امثال هؤلاء بضيافة لكي نصير رفقاء عاملين في الحق.‏» —‏ ٣ يوحنا ٨‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ ما هي افضل العطايا التي منحها الخالق للجنس البشري؟‏

      ‏«ليس للإنسان خير تحت الشمس إلّا ان يأكل ويشرب ويفرح وهذا يبقى له في تعبه مدة ايام حياته التي يعطيه اللّٰه اياها تحت الشمس.‏» (‏جامعة ٨:‏١٥‏)‏ بهذه الكلمات يخبرنا الجامعة العبراني القديم ان يهوه اللّٰه لا يريد ان تكون خليقته البشرية مبتهجة وسعيدة فحسب بل ايضا يزوِّدهم الوسيلة ليحققوا ذلك.‏ وطوال التاريخ البشري،‏ يبدو ان احدى الرغبات المشتركة بين الناس في كل مكان هي ان يتمتعوا ويقضوا وقتا طيبا.‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف افسد الجنس البشري ما قصده يهوه لهم؟‏ (‏ب)‏ ما هي النتيجة؟‏

      ٢ نعيش اليوم في مجتمع يسوده مذهب المتعة حيث الناس مشغولون بالسعي وراء الملذّات والاوقات الطيبة.‏ فقد صار معظم الناس «محبّين لأنفسهم .‏ .‏ .‏ محبّين للّذّات دون محبة للّٰه،‏» كما انبأ الكتاب المقدس.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ وهذا طبعا تشويه جسيم لِما قصده يهوه اللّٰه.‏ فعندما يصير السعي وراء الاوقات الطيبة غاية رئيسية،‏ او عندما يصير اشباع الرغبات الهدف الوحيد،‏ لا يكون هنالك اكتفاء حقيقي،‏ ويصير ‹الكل باطلا وقبض الريح.‏› (‏جامعة ١:‏١٤؛‏ ٢:‏١١‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ يمتلئ العالم بأشخاص وحيدين ومثبَّطين،‏ مما يؤدي بدوره الى مشاكل جمّة في المجتمع.‏ (‏امثال ١٨:‏١‏)‏ ويشكّ الناس واحدهم في الآخر ويصيرون منقسمين عنصريا،‏ عرقيا،‏ اجتماعيا،‏ واقتصاديا.‏

      ٣ كيف يمكننا ايجاد الفرح والاكتفاء الحقيقيين؟‏

      ٣ كم كانت الامور ستختلف لو ان الناس تمثَّلوا بطريقة تعامل يهوه مع الآخرين —‏ ان يكونوا لطفاء،‏ اسخياء،‏ ومضيافين!‏ فقد اوضح يهوه ان مفتاح السعادة الحقيقية لا يكمن في محاولتنا ارضاء رغباتنا الخاصة.‏ لكنَّ المفتاح هو:‏ «ان في العطاء سعادة اكثر مما في الأخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولنجد الفرح والاكتفاء الحقيقيين،‏ يلزم ان نتغلب على عوائق وانقسامات قد تعيقنا.‏ فيجب ان يشمل عطاؤنا الذين يخدمون يهوه معنا.‏ ومن الضروري الاصغاء الى المشورة:‏ «لذلك نحن تحت التزام قبول امثال هؤلاء بضيافة لكي نصير رفقاء عاملين في الحق.‏» (‏٣ يوحنا ٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ان اظهار الضيافة للمستحقين،‏ الى الحد الذي تسمح به ظروفنا،‏ يجلب الفوائد بطريقتين —‏ انه يفيد المُضيفين والضيوف.‏ فمَن اذًا هم بين المستحقين الذين ينبغي ان ‹نقبلهم بضيافة›؟‏

      ‏«افتقاد اليتامى والأرامل»‏

      ٤ ايّ تغيير في العلاقات العائلية يُرى حتى بين بعض افراد شعب يهوه؟‏

      ٤ ان العائلات المستقرة والزيجات السعيدة نادرة الوجود اليوم.‏ فنِسَب الطلاق المرتفعة والعدد المتزايد للأمهات غير المتزوجات حول العالم غيَّرت جذريا العائلة التقليدية.‏ ونتيجة لذلك،‏ كثيرون ممن صاروا شهودا ليهوه في السنوات الاخيرة هم من عائلات محطّمة.‏ فهُم إما مطلَّقون او منفصلون عن رفقاء زواجهم،‏ او يعيشون في عائلات ذات والد واحد.‏ وبالإضافة الى ذلك،‏ كما انبأ يسوع ادّى الحق الذي علّمه الى انقسامات في عائلات كثيرة.‏ —‏ متى ١٠:‏٣٤-‏٣٧؛‏ لوقا ١٢:‏٥١-‏٥٣‏.‏

      ٥ ماذا قال يسوع ممّا يمكن ان يكون مصدر تشجيع للذين هم في عائلات منقسمة؟‏

      ٥ نبتهج عند رؤية الجدد يتَّخذون موقفا ثابتا الى جانب الحق،‏ وغالبا ما نعزِّيهم بوعد يسوع المشجِّع:‏ «الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا لأجلي ولأجل الانجيل إلّا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الابدية.‏» —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ٦ كيف يمكن ان نصير ‹اخوة،‏ اخوات،‏ امهات،‏ وأولادا› ‹لليتامى والأرامل› بيننا؟‏

      ٦ لكن مَن هم هؤلاء ‹الإخوة والأخوات والأمهات والأولاد›؟‏ ان مجرد رؤية عدد كبير من الناس في قاعة الملكوت،‏ والذي غالبا ما يكون مئة او اكثر،‏ يدعون انفسهم اخوة وأخوات لا تجعل الشخص يشعر تلقائيا بأن هؤلاء هم اخوة،‏ اخوات،‏ امهات،‏ وأولاد له.‏ تأملوا في هذه النقطة:‏ يذكِّرنا التلميذ يعقوب بأنه لتكون عبادتنا مقبولة عند يهوه،‏ يلزم ان ‹نفتقد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ونحفظ انفسنا بلا دنس من العالم.‏› (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ وهذا يعني انه لا يجب ان نسمح لمواقف العالم التي تتعلق بالتباهي بالمستوى الاقتصادي او المركز الاجتماعي بأن تغلق باب رأفتنا دون هؤلاء «اليتامى والأرامل.‏» وبالأحرى،‏ يلزم ان نأخذ المبادرة لنقدِّم لهم رفقتنا وضيافتنا.‏

      ٧ (‏أ)‏ ما هو القصد الحقيقي من اضافة «اليتامى والأرامل»؟‏ (‏ب)‏ مَن ايضا قد يتمكنون من الاشتراك في اظهار الضيافة المسيحية؟‏

      ٧ ان اظهار الضيافة ‹لليتامى والأرامل› لا يشمل دائما التعويض عمّا يفتقرون اليهم ماديا.‏ فالعائلات ذات الوالد الواحد او الأُسَر المنقسمة دينيا لا يعانون بالضرورة ازمة مالية.‏ لكنَّ المعاشرة المفيدة،‏ الجو العائلي،‏ رفقة اشخاص من مختلف الاعمار،‏ والاشتراك في الامور الروحية الجيدة هي اوجه ثمينة للحياة.‏ لذلك اذ نتذكر ان روح المحبة والوحدة هي الامر المهم،‏ وليس الى ايّ حد تكون المناسبة متقَنة،‏ كم يكون جيدا ان يشارك حتى «اليتامى والأرامل» احيانا في اظهار الضيافة للرفقاء المسيحيين!‏ —‏ قارنوا ١ ملوك ١٧:‏٨-‏١٦‏.‏

      هل يوجد اجانب بيننا؟‏

      ٨ ايّ تغيير يُرى في جماعات كثيرة لشهود يهوه؟‏

      ٨ نحن نعيش في زمن يهاجر الناس فيه بأعداد كبيرة.‏ تقول مجلة وورلد پرس ريڤيو (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان اكثر من ١٠٠ مليون شخص حول العالم يعيشون في بلدان ليسوا من مواطنيها،‏ و ٢٣ مليونا هم اشخاص مهجَّرون ضمن بلدهم.‏» والنتيجة المباشرة لهذا الامر هو انه في مناطق كثيرة،‏ وخصوصا في المدن الكبرى،‏ تضمّ جماعات شعب يهوه الآن اشخاصا من انحاء مختلفة من العالم،‏ وهي جماعات كان معظمها ذات مرة من عرق او قومية واحدة.‏ وقد يصحّ ذلك حيث تعيشون.‏ ولكن كيف يلزم ان ننظر الى هؤلاء «الغرباء» و«الاجانب،‏» كما يدعوهم العالم،‏ الذين قد تختلف لغتهم،‏ عاداتهم،‏ ونمط حياتهم عن تلك التي لنا؟‏

      ٩ ايّ شرك خطير يمكن ان نقع فيه في ما يتعلق بنظرتنا الى «الغرباء» و«الاجانب» الذين يأتون الى الجماعة المسيحية؟‏

      ٩ ببسيط العبارة،‏ يلزم ألّا نسمح لأية ميول الى كره الاجانب ان تجعلنا نشعر بأننا بطريقة ما نستحق امتياز معرفة الحق اكثر من القادمين من بلد غريب او ما يُسمى بلدا وثنيا؛‏ ولا يجب ان نشعر كما لو ان هؤلاء القادمين الجدد يتعدَّون حقوق غيرهم باستعمال قاعة الملكوت او ممتلكات اخرى.‏ لقد كان على الرسول بولس ان يذكِّر بعض المسيحيين اليهود في القرن الاول،‏ الذين أضمروا آراء كهذه،‏ بأنه ما من احد كان في الواقع مستحقا؛‏ فلطف اللّٰه غير المستحق هو ما جعل ممكنا ان ينال ايّ شخص الخلاص.‏ (‏رومية ٣:‏٩-‏١٢،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويلزم ان نبتهج لأن لطف اللّٰه غير المستحق يبلغ الآن اشخاصا كثيرين حُرموا بطريقة او بأخرى فرصة سماع البشارة.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ فكيف يمكننا ان نظهر ان إعزازنا لهم اصيل؟‏

      ١٠ كيف يمكن ان نظهر اننا مخلصون في اضافتنا «الاجانب» بيننا؟‏

      ١٠ يمكننا ان نتبع نصح بولس:‏ «اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبِلنا لمجد اللّٰه.‏» (‏رومية ١٥:‏٧‏)‏ وإذ ندرك ان اشخاصا من بلدان او خلفيات اخرى هم في الغالب محرومون،‏ يجب ان نظهر لهم اللطف والاهتمام عندما نستطيع فعل ذلك.‏ ويجب ان نرحِّب بهم بيننا،‏ ان نعامل كل واحد منهم ‹كالوطني منا،‏› وأن ‹نحبه كنفسنا.‏› (‏لاويين ١٩:‏٣٤‏)‏ قد لا يكون القيام بذلك سهلا،‏ لكننا سننجح اذا تذكّرنا المشورة:‏ «لا تشاكلوا هذا الدهر.‏ بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة اللّٰه الصالحة المرضيَّة الكاملة.‏» —‏ رومية ١٢:‏٢‏.‏

      مشاركة القديسين

      ١١،‏ ١٢ ايّ اعتبار خصوصي مُنح لبعض خدام يهوه في (‏أ)‏ اسرائيل القديمة (‏ب)‏ القرن الاول؟‏

      ١١ ان المسيحيين الناضجين الذين يعملون بكدّ من اجل خيرنا الروحي هم بين الذين يستحقون حقا اعتبارنا وضيافتنا.‏ فقد صنع يهوه تدابير خصوصية للكهنة واللاويين في اسرائيل القديمة.‏ (‏عدد ١٨:‏٢٥-‏٢٩‏)‏ وفي القرن الاول،‏ جرى حثّ المسيحيين ايضا على الاهتمام بالذين يخدمونهم في مراكز خصوصية.‏ والسجل في ٣ يوحنا ٥-‏٨ يعطينا لمحة الى رباط المحبة الوثيق الذي كان بين المسيحيين الاولين.‏

      ١٢ لقد قدَّر الرسول المسن يوحنا حقّ التقدير اللطف والضيافة اللذين اظهرهما غايس لبعض الاخوة الجائلين الذين أُرسلوا لزيارة الجماعة.‏ وهؤلاء الاخوة —‏ بمَن فيهم ديمتريوس،‏ حامل الرسالة كما يبدو —‏ كانوا جميعا غرباء او لا يعرفهم غايس من قبل.‏ لكنهم قُبلوا بضيافة لأنه «من اجل اسمه [اللّٰه] خرجوا.‏» ويعبِّر يوحنا عن ذلك كما يلي:‏ «لذلك نحن تحت التزام قبول امثال هؤلاء بضيافة لكي نصير رفقاء عاملين في الحق.‏» —‏ ٣ يوحنا ١،‏ ٧،‏ ٨‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٣ مَن بيننا اليوم يستحقون بشكل خصوصي ان ‹نقبلهم بضيافة›؟‏

      ١٣ واليوم يوجد ضمن هيئة يهوه كثيرون ممن يبذلون انفسهم بنشاط من اجل خير كامل معشر الاخوة.‏ ويشمل هؤلاء النظار الجائلين الذين يصرفون وقتهم وطاقتهم اسبوعا بعد آخر في بناء الجماعات؛‏ المرسلين الذين يتركون وراءهم عائلات وأصدقاء ليكرزوا في بلدان غريبة؛‏ خدام بيوت ايل او مكاتب الفروع الذين يخدمون طوعا لدعم عمل الكرازة العالمي؛‏ والفاتحين الذين يصرفون الجزء الرئيسي من وقتهم وطاقتهم في خدمة الحقل.‏ ومن حيث الاساس،‏ يعمل هؤلاء جميعا بكدّ،‏ لا لمجد او ربح شخصي،‏ بل بدافع المحبة للأخوة المسيحيين وليهوه.‏ وهم يستحقون ان نتمثَّل بهم بسبب تعبُّدهم من كل النفس ويستحقون ان ‹يُقبلوا بضيافة.‏›‏

      ١٤ (‏أ)‏ كيف نصير مسيحيين افضل عندما نُظهر الضيافة للأمناء؟‏ (‏ب)‏ لماذا قال يسوع ان مريم اختارت «النصيب الصالح»؟‏

      ١٤ اشار الرسول يوحنا الى انه عندما ‹نقبل امثال هؤلاء بضيافة،‏ نصير رفقاء عاملين في الحق.‏› فمن جهة نصير مسيحيين افضل نتيجة لذلك.‏ وهذا لأن الاعمال المسيحية تشمل فعل الخير للرفقاء المؤمنين.‏ (‏امثال ٣:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ وهنالك مكافآ‌ت بطريقة اخرى ايضا.‏ فعندما استقبلت مريم ومرثا يسوع في بيتهما،‏ ارادت مرثا ان تكون مُضيفة جيدة بتحضير «امور كثيرة» ليسوع.‏ لكنَّ مريم اظهرت الضيافة بطريقة مختلفة.‏ فقد «جلست عند قدمَي يسوع وكانت تسمع كلامه،‏» فمدحها يسوع لاختيارها «النصيب الصالح.‏» (‏لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ وغالبا ما تكون المحادثات والمناقشات هي الابرز في سهرة نقضيها برفقة الذين لديهم سنوات خبرة طويلة.‏ —‏ رومية ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      في المناسبات الخصوصية

      ١٥ اية مناسبات خصوصية قد يتبيَّن انها اوقات سعيدة لشعب يهوه؟‏

      ١٥ مع ان المسيحيين الحقيقيين لا يتبعون العادات الشائعة او يحفظون الأعياد او الاحتفالات العالمية،‏ هنالك مناسبات يجتمعون فيها معا ليتمتعوا واحدهم برفقة الآخر.‏ مثلا،‏ حضر يسوع وليمة عرس في قانا وساهم في جعل المناسبة مفرحة بصنع اول عجيبة له هناك.‏ (‏يوحنا ٢:‏١-‏١١‏)‏ واليوم ايضا،‏ يقضي شعب يهوه اوقاتا سعيدة معا في مناسبات خصوصية مماثلة،‏ والنشاطات اللائقة في هذه الحفلات تضيف الكثير الى هذه المناسبات.‏ ولكن ما هو اللائق؟‏

      ١٦ اية خطوط ارشادية لدينا في ما يتعلق بالسلوك اللائق حتى في المناسبات الخصوصية؟‏

      ١٦ من خلال درسنا الكتاب المقدس،‏ نتعلم ما هو السلوك اللائق للمسيحيين،‏ ونتبعه في كل الاوقات.‏ (‏رومية ١٣:‏١٢-‏١٤؛‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١؛‏ افسس ٥:‏٣-‏٥‏)‏ فالتجمعات الاجتماعية،‏ سواء كانت اعراسا او مناسبات اخرى،‏ لا تعطينا الضوء الاخضر للتخلي عن مقاييسنا المسيحية او للقيام بشيء لا نفعله عادة؛‏ ولسنا مُلزَمين باتِّباع كل عادات البلد الذي نعيش فيه.‏ فالكثير منها مؤسس على ممارسات دينية باطلة او خرافات،‏ وتشمل عادات اخرى سلوكا غير مقبول للمسيحيين بشكل واضح.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اية عوامل تُظهر ان وليمة العرس في قانا كانت منظَّمة جيدا وأُشرِف عليها بشكل ملائم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشير الى ان يسوع كان راضيا عن هذه المناسبة؟‏

      ١٧ اذ نقرأ يوحنا ٢:‏١-‏١١‏،‏ ليس صعبا ان نرى ان المناسبة كانت متقنة وأن عددا كبيرا من الضيوف كان حاضرا.‏ لكنَّ يسوع وتلاميذه كانوا ضيوفا ‹مدعوّين›؛‏ فهُم لم يذهبوا دون موعد سابق،‏ رغم ان بعضهم على الاقل كانت تربطه على الارجح صلة قرابة بالمُضيف.‏ ونلاحظ ايضا انه كان يوجد ‹خدام› بالإضافة الى «رئيس المتَّكإ» الذي يعطي التوجيهات حول ما يجب تقديمه او فعله.‏ كل ذلك يشير الى ان المناسبة كانت منظَّمة جيدا وأُشرِف عليها بشكل ملائم.‏ وتنتهي الرواية بالذكر ان يسوع «اظهر مجده» من خلال ما قام به في الوليمة.‏ فهل كان سيختار هذه المناسبة ليقوم بذلك لو كانت الحفلة صاخبة وغير مضبوطة؟‏ كلا،‏ دون شك.‏

      ١٨ في ايّ امر يجب التأمل جدِّيا في ما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية؟‏

      ١٨ اذًا،‏ ماذا عن المناسبات الخصوصية التي نكون فيها المُضيفين؟‏ ينبغي ان نتذكر ان هدف قبول الآخرين بضيافة هو ان «نصير رفقاء عاملين في الحق.‏» لذلك ليس كافيا ان نسمّي المناسبة تجمُّع «شهود.‏» فالسؤال الذي يُطرح هو،‏ هل تقدِّم فعلا شهادة على مَن نحن وبماذا نؤمن؟‏ لا يجب ابدا ان نعتبر مناسبات كهذه فرصا لنرى الى ايّ حدّ يمكننا ان نجاري العالم في رغباته،‏ وفي الانغماس في «شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة.‏» (‏١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وبالأحرى،‏ يجب ان تعكس هذه المناسبات بشكل ملائم دورنا كشهود ليهوه،‏ ويجب ان نتأكد ان سلوكنا يجلب المجد والإكرام ليهوه.‏ —‏ متى ٥:‏١٦؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٣١-‏٣٣‏.‏

      ‏‹كونوا مضيفين بلا دمدمة›‏

      ١٩ لماذا يلزم ان ‹نكون مضيفين بعضنا بعضا بلا دمدمة›؟‏

      ١٩ اذ تستمر احوال العالم في التدهور ويصير الناس منقسمين اكثر من السابق،‏ يلزم ان نفعل كل ما في وسعنا لنقوِّي الرباط الوثيق بين المسيحيين الحقيقيين.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤‏)‏ ولهذه الغاية يجب ان تكون ‹محبتنا بعضنا لبعض شديدة،‏› كما حثَّنا بطرس.‏ وقد أضاف،‏ بعبارات عملية:‏ «كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٧-‏٩‏)‏ فهل نرغب في اخذ المبادرة الى اظهار الضيافة لإخوتنا،‏ الى بذل انفسنا لنكون لطفاء ومساعدين؟‏ ام اننا ندمدم عندما تنشأ مناسبة كهذه؟‏ اذا فعلنا ذلك،‏ نُبطل الفرح الذي يمكن ان نتمتع به ونخسر ايضا مكافأة السعادة التي ننالها لفعلنا الخير.‏ —‏ امثال ٣:‏٢٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٢٠ اية بركات تنتظرنا اذا مارسنا الضيافة في العالم المنقسم اليوم؟‏

      ٢٠ ان العمل بشكل لصيق مع رفقائنا المسيحيين،‏ مُظهرين اللطف والضيافة واحدنا للآخر،‏ يجلب بركات لا حدود لها.‏ (‏متى ١٠:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ فقد وعد يهوه هؤلاء الاشخاص بأنه «يحلُّ فوقهم [«يبسط خيمته فوقهم،‏» ع‌ج‏].‏ لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد.‏» وأن نكون في خيمة يهوه يعني ان نتمتع بحمايته وضيافته.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٥،‏ ١٦؛‏ اشعياء ٢٥:‏٦‏)‏ نعم،‏ يكمن امامنا مباشرة رجاء التمتع بضيافة يهوه الى الابد.‏ —‏ مزمور ٢٧:‏٤؛‏ ٦١:‏٣،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة