مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لمَ الخدمة من بيت الى بيت مهمة في ايامنا؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • لِمَ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مُهِمَّةٌ فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ‏«كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ —‏ اع ٥:‏٤٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا هُوَ أُسْلُوبُ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يُعْرَفُ بِهِ شُهُودُ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      إِنَّهُ مَشْهَدٌ مَأْلُوفٌ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ تَقْرِيبًا:‏ شَخْصَانِ يَلْبَسَانِ ثِيَابًا مُرَتَّبَةً يَقْرَعَانِ ٱلْبَابَ لِيُخْبِرَا صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ بِرِسَالَةٍ وَجِيزَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ فَإِذَا أَظْهَرَ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ ٱلِٱهْتِمَامَ،‏ فَقَدْ يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ مَطْبُوعَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَدَرْسًا مَجَّانِيًّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ يَنْتَقِلَانِ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلتَّالِي.‏ فِي ٱلْغَالِبِ،‏ يُدْرِكُ ٱلنَّاسُ أَنَّ مَنْ يُشَارِكُونَ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ هُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْخِدْمَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هِيَ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه.‏

      ٢ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ أَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةً لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَسُوعُ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَنَحْنُ نَشْهَدُ فِي ٱلْأَسْوَاقِ،‏ ٱلشَّوَارِعِ،‏ وَٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ ٱلْأُخْرَى.‏ (‏اع ١٧:‏١٧‏)‏ وَنَكْرِزُ أَيْضًا بِوَاسِطَةِ ٱلْهَاتِفِ وَٱلرَّسَائِلِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَنْقُلُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِيمَا نَقُومُ بِنَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّ لَدَيْنَا مَوْقِعًا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت يَتَضَمَّنُ مَعْلُومَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٣٠٠ لُغَةٍ.‏a وَكُلُّ هذِهِ ٱلْأَسَالِيبِ تُسْفِرُ عَنْ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلرَّئِيسِيَّ فِي مُعْظَمِ ٱلْبُلْدَانِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ هُوَ ٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ ٱعْتَمَدْنَا أُسْلُوبَ ٱلْكِرَازَةِ هذَا؟‏ كَيْفَ صَارَ يُعْتَمَدُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟‏ وَلِمَ هُوَ مُهِمٌّ ٱلْآنَ؟‏

      اَلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلرُّسُلُ

      ٣ أَيَّةُ تَعْلِيمَاتٍ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِلرُّسُلِ،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ ذلِكَ بِشَأْنِ طَرِيقَةِ كِرَازَتِهِمْ؟‏

      ٣ إِنَّ ٱلْأَسَاسَ لِٱعْتِمَادِ أُسْلُوبِ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مَوْجُودٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ يَسُوعُ رُسُلَهُ لِيَكْرِزُوا،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ،‏ فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ».‏ وَكَيْفَ كَانُوا سَيَبْحَثُونَ عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ؟‏ لَقَدْ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بُيُوتِ ٱلنَّاسِ قَائِلًا لَهُمْ:‏ «حِينَ تَدْخُلُونَ ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ.‏ فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا،‏ فَلْيَأْتِ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ».‏ وَهَلْ كَانُوا سَيَزُورُونَ ٱلنَّاسَ دُونَ دَعْوَةٍ؟‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «حَيْثُ لَا يَقْبَلُكُمْ أَحَدٌ وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَكُمْ،‏ فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱنْفُضُوا ٱلْغُبَارَ عَنْ أَقْدَامِكُم».‏ (‏مت ١٠:‏١١-‏١٤‏)‏ تَدُلُّ هذِهِ ٱلتَّعْلِيمَاتُ أَنَّهُ فِيمَا كَانَ ‹ٱلرُّسُلُ يَجْتَازُونَ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ وَيُبَشِّرُونَ›،‏ كَانَ عَلَيْهِمْ أَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ لِزِيَارَةِ ٱلنَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ.‏ —‏ لو ٩:‏٦‏.‏

      ٤ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ذِكْرِ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِٱلتَّحْدِيدِ؟‏

      ٤ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلرُّسُلَ كَرَزُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَقُولُ ٱلْأَعْمَالُ ٥:‏٤٢ عَنْهُمْ:‏ «كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ وَبَعْدَ نَحْوِ ٢٠ سَنَةً،‏ ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ:‏ «لَمْ أُمْسِكْ عَنْ إِخْبَارِكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ مُفِيدٌ،‏ وَلَا عَنْ تَعْلِيمِكُمْ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ».‏ فَهَلْ زَارَ بُولُسُ هؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخَ قَبْلَ صَيْرُورَتِهِمْ مُؤْمِنِينَ؟‏ هذَا مَا حَصَلَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ.‏ فَقَدْ عَلَّمَهُمْ بَيْنَ أُمُورٍ أُخْرَى عَنِ «ٱلتَّوْبَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْإِيمَانِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَيُعَلِّقُ صُوَرُ ٱلْكَلَامِ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ (‏بالانكليزية)‏ لِوَاضِعِهِ روبرتسن عَلَى ٱلْآيَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٢٠:‏٢٠‏،‏ قَائِلًا:‏ «مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ هذَا ٱلْكَارِزَ ٱلْأَكْبَرَ كَرَزَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ».‏

      جَحَافِلُ مِنَ ٱلْجَرَادِ ٱلْعَصْرِيِّ

      ٥ كَيْفَ تَصِفُ نُبُوَّةُ يُوئِيلَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ٥ كَانَ عَمَلُ ٱلشَّهَادَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لَمْحَةً مُسْبَقَةً عَنْ عَمَلٍ أَعْظَمَ يَجْرِي فِي أَيَّامِنَا.‏ فَقَدْ شَبَّهَ ٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱجْتِيَاحِ أَسْرَابٍ مِنَ ٱلْجَرَادِ وَٱلْحَشَرَاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ (‏يوء ١:‏٤‏)‏ فَكَجَيْشٍ يَمْضِي قُدُمًا،‏ يَتَخَطَّى ٱلْجَرَادُ ٱلْحَوَاجِزَ،‏ يَدْخُلُ ٱلْبُيُوتَ،‏ وَيَلْتَهِمُ كُلَّ مَا يُصَادِفُهُ فِي طَرِيقِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ يوئيل ٢:‏٢،‏ ٧-‏٩‏.‏‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّهُ وَصْفٌ مُعَبِّرٌ لِعَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ بِدَأَبٍ وَعَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ!‏ وَأَبْرَزُ أُسْلُوبٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› فِي إِتْمَامِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ هُوَ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَكَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه نَعْتَمِدُ أُسْلُوبَ ٱلْكِرَازَةِ هذَا ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلرُّسُلُ؟‏

      ٦ أَيُّ تَشْجِيعٍ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ جَرَى تَقْدِيمُهُ سَنَةَ ١٩٢٢،‏ وَلكِنْ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ؟‏

      ٦ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٩،‏ يَجْرِي ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي ٱلشَّهَادَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ نُشِرَتْ فِي برج المراقبة عدد ١٥ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٢٢ (‏بالانكليزية)‏ مَقَالَةٌ بِعُنْوَانِ «ٱلْخِدْمَةُ أَسَاسِيَّةٌ».‏ وَقَدْ ذَكَّرَتْ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِأَهَمِّيَّةِ «حَمْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهِمْ،‏ مُقَدِّمِينَ لَهُمُ ٱلشَّهَادَةَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ».‏ كَمَا زُوِّدَ ٱلنَّاشِرُونَ بِعُرُوضٍ مُفَصَّلَةٍ فِي ٱلنَّشْرَةِ (‏ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْآنَ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ‏)‏.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ كَانَ عَدَدُ ٱلَّذِينَ كَرَزُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ قَلِيلًا فِي ٱلْبِدَايَةِ.‏ فَٱلْبَعْضُ ٱمْتَنَعُوا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمْ تَذَرَّعُوا بِحُجَجٍ مُخْتَلِفَةٍ،‏ فَٱلْمُشْكِلَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ كَانَتْ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱعْتَبَرُوا ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ عَمَلًا لَا يَلِيقُ بِمَقَامِهِمْ.‏ وَإِذِ ٱزْدَادَ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ،‏ ٱبْتَدَأَ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ يَتْرُكُونَ هَيْئَةَ يَهْوَه تَدْرِيجِيًّا.‏

      ٧ أَيُّ أَمْرٍ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ضَرُورِيٌّ فِي خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟‏

      ٧ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ،‏ تَزَايَدَ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يُشَارِكُونَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَلكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ تَقْدِيمُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلشَّخْصِيِّ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ فِي مَجَالِ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْوَضْعَ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ فِي مَطْلَعِ خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ.‏ فَقَدِ ٱقْتَصَرَ ٱلنَّشَاطُ ٱلْكِرَازِيُّ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٢٨ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ عَلَى تَوْزِيعِ أَوْرَاقِ ٱلدَّعْوَةِ أَوِ ٱلْوُقُوفِ فِي ٱلشَّوَارِعِ حَامِلِينَ ٱلْمَجَلَّاتِ.‏ كَمَا أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ كَانُوا غَيْرَ مُنْتَظِمِينَ فِي كِرَازَتِهِمْ،‏ إِذْ سَمَحُوا بِٱنْقِضَاءِ أَشْهُرٍ دُونَ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ.‏ فَمَاذَا كَانَ يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِمُسَاعَدَةِ كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏

      ٨،‏ ٩ أَيُّ بَرْنَامَجِ تَدْرِيبٍ ٱبْتُدِئَ بِهِ سَنَةَ ١٩٥٣،‏ وَأَيَّةُ نَتَائِجَ أَسْفَرَ عَنْهَا؟‏

      ٨ سَنَةَ ١٩٥٣،‏ عُقِدَ مَحْفِلٌ أُمَمِيٌّ فِي مَدِينَةِ نْيُويُورْك وَجَرَى ٱلتَّرْكِيزُ فِيهِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ فَقَدْ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ نَاثَان ه‍.‏ نُور أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِكُلِّ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُسَاعَدَةَ كُلِّ شَاهِدٍ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِٱنْتِظَامٍ.‏ وَقَالَ إِنَّ كُلَّ شَخْصٍ «يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ».‏ إِذَّاكَ،‏ ٱبْتُدِئَ بِبَرْنَامَجِ تَدْرِيبٍ عَالَمِيِّ ٱلنِّطَاقِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ.‏ فَجَرَى تَدْرِيبُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا قَدِ ٱشْتَرَكُوا بَعْدُ فِي ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُحَادَثَاتٍ مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ مُبَاحَثَتِهِمْ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَٱلْإِجَابَةِ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ.‏

      ٩ وَقَدْ أَسْفَرَ هذَا ٱلْبَرْنَامَجُ عَنْ نَتَائِجَ مُذْهِلَةٍ.‏ فَفِي غُضُونِ عَقْدٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ،‏ ٱزْدَادَتْ نِسْبَةُ ٱلنَّاشِرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ١٠٠ فِي ٱلْمِئَةِ،‏ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ ١٢٦ فِي ٱلْمِئَةِ،‏ وَدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ١٥٠ فِي ٱلْمِئَةِ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ هُنَالِكَ مَا يُنَاهِزُ ٱلسَّبْعَةَ مَلَايِينِ نَاشِرٍ يَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ.‏ وَهذَا ٱلنُّمُوُّ ٱلْمُذْهِلُ هُوَ إِحْدَى ٱلدَّلَائِلِ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ جُهُودَ شَعْبِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ —‏ اش ٦٠:‏٢٢‏.‏

      وَسْمُ ٱلنَّاسِ لِلْخَلَاصِ

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ أَيَّةُ رُؤْيَا شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ كَمَا هُوَ مُسَجَّلٌ فِي حَزْقِيَالَ ٱلْإِصْحَاحِ ٩‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَتِمُّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ١٠ تُسَاعِدُنَا إِحْدَى ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ أَنْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ فَفِي هذِهِ ٱلرُّؤْيَا،‏ شَاهَدَ حَزْقِيَالُ سِتَّةَ رِجَالٍ يَحْمِلُونَ عُدَّةً مُهْلِكَةً فِي أَيْدِيهِمْ وَرَجُلًا لَابِسًا ٱلْكَتَّانَ وَعَلَى خَاصِرَتِهِ دَوَاةُ كَاتِبِ ٱلدِّيوَانِ.‏ فَقِيلَ لِلرَّجُلِ ٱلسَّابِعِ:‏ «اُعْبُرْ فِي وَسَطِ ٱلْمَدِينَةِ .‏ .‏ .‏ وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ يَتَنَهَّدُونَ وَيَئِنُّونَ عَلَى كُلِّ ٱلْمَكَارِهِ ٱلْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا».‏ وَبَعْدَ إِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْوَسْمِ هذَا،‏ أُمِرَ ٱلرِّجَالُ ٱلسِّتَّةُ ٱلَّذِينَ مَعَهُمُ ٱلْعُدَّةُ ٱلْمُهْلِكَةُ بِقَتْلِ كُلِّ ٱلَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ هذِهِ ٱلسِّمَةَ.‏ —‏ اِقْرَأْ حزقيال ٩:‏١-‏٦‏.‏

      ١١ وَكَيْفَ تَتِمُّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا فِي أَيَّامِنَا؟‏ يُمَثِّلُ ‹ٱلرَّجُلُ ٱللَّابِسُ ٱلْكَتَّانَ› فِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ بَقِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ فَصَفُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ هذَا يَضَعُ بِوَاسِطَةِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ سِمَةً مَجَازِيَّةً عَلَى جِبَاهِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَنْضَمُّونَ إِلَى ‹خِرَافِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلسِّمَةُ؟‏ بِمَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى جِبَاهِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهَا تُشِيرُ إِلَى ٱلدَّلِيلِ ٱلظَّاهِرِ لِلْعِيَانِ عَلَى أَنَّهُمْ تَلَامِيذُ مُنْتَذِرُونَ وَمُعْتَمِدُونَ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَأَنَّهُمْ لَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلشَّبِيهَةَ بِشَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏اف ٤:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْخِرَافِ يَصِيرُونَ رَعِيَّةً وَاحِدَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَيُسَاعِدُونَهُمْ فِي عَمَلِهِمِ ٱلْحَيَوِيِّ:‏ وَضْعِ ٱلسِّمَةِ عَلَى جِبَاهِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ.‏ —‏ رؤ ٢٢:‏١٧‏.‏

      ١٢ كَيْفَ تُبْرِزُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ أَهَمِّيَّةَ بَحْثِنَا ٱلدَّؤُوبِ عَنِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ؟‏

      ١٢ تُبْرِزُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ أَحَدَ أَسْبَابِ كَوْنِ بَحْثِنَا ٱلدَّؤُوبِ عَنِ ٱلَّذِينَ «يَتَنَهَّدُونَ وَيَئِنُّونَ» عَمَلًا مُلِحًّا.‏ فَهذِهِ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ قُوَى يَهْوَه ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱلَّتِي تُنَفِّذُ أَحْكَامَهُ،‏ وَٱلَّتِي يَرْمُزُ إِلَيْهَا ٱلرِّجَالُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْمُمْسِكُونَ بِٱلْعُدَّةِ ٱلْمُهْلِكَةِ،‏ سَتُهْلِكُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ ٱلسِّمَةَ ٱلْمَجَازِيَّةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ.‏ وَبِخُصُوصِ هذِهِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَادِمَةِ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ «مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ»،‏ سَوْفَ «يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوع».‏ (‏٢ تس ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلنَّاسَ سَيُدَانُونَ عَلَى أَسَاسِ تَجَاوُبِهِمْ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ إِعْلَانَ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ بِزَخْمٍ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَهذَا مَا يُلْقِي مَسْؤُولِيَّةً خَطِيرَةً عَلَى عَاتِقِ كُلِّ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْمُنْتَذِرِينَ.‏ —‏ اِقْرَأْ حزقيال ٣:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ أَحَسَّ بِهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَشْعُرُونَ بِهَا شَخْصِيًّا تِجَاهَ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِكُمْ؟‏

      ١٣ أَحَسَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَنْ يَنْقُلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «أَنَا مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَٱلْبَرَابِرَةِ،‏ لِلْحُكَمَاءِ وَٱلْأَغْبِيَاءِ.‏ لِذٰلِكَ لِي رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ أَنْ أُبَشِّرَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلَّذِينَ فِي رُومَا».‏ (‏رو ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَبِدَافِعِ ٱلشُّكْرِ عَلَى ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي أُظْهِرَتْ لَهُ،‏ شَعَرَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ مُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ كَمَا ٱسْتَفَادَ هُوَ مِنْهَا.‏ (‏١ تي ١:‏١٢-‏١٦‏)‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّهُ كَانَ مَدْيُونًا لِكُلِّ شَخْصٍ ٱلْتَقَاهُ،‏ وَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهِ إِيفَاءُ هذَا ٱلدَّيْنِ إِلَّا بِإِخْبَارِ هذَا ٱلشَّخْصِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ فَهَلْ تَشْعُرُ أَنْتَ أَيْضًا بِأَنَّكَ مَدْيُونٌ لِلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      ١٤ مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْكِرَازَةِ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏

      ١٤ رَغْمَ أَنَّ إِنْقَاذَ حَيَاةِ ٱلنَّاسِ مُهِمٌّ،‏ إِلَّا أَنَّ هُنَالِكَ سَبَبًا أَهَمَّ بِكَثِيرٍ لِلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ فَفِي ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَلَاخِي ١:‏١١‏،‏ يُعْلِنُ يَهْوَه:‏ «مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا يَكُونُ ٱسْمِي عَظِيمًا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَيُقَدِّمُونَ لِٱسْمِي قُرْبَانًا طَاهِرًا؛‏ لِأَنَّ ٱسْمِي يَكُونُ عَظِيمًا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ».‏ إِتْمَامًا لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ،‏ يُسَبِّحُ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْمُنْتَذِرُونَ ٱسْمَهُ جَهْرًا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ فِيمَا يُنْجِزُونَ خِدْمَتَهُمْ بِتَوَاضُعٍ.‏ (‏مز ١٠٩:‏٣٠؛‏ مت ٢٤:‏١٤‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِكِرَازَتِنَا عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هُوَ أَنْ نُقَرِّبَ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ» لِيَهْوَه.‏ —‏ عب ١٣:‏١٥‏.‏

      حَوَادِثُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ تَكْمُنُ أَمَامَنَا

      ١٥ (‏أ)‏ كَيْفَ كَثَّفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ نَشَاطَهُمْ وَهُمْ يَدُورُونَ حَوْلَ أَرِيحَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ يَدُلُّ ذلِكَ بِشَأْنِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ١٥ وَأَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ سَيَشْهَدُهَا بَعْدُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ يُزَوِّدُ حِصَارُ أَرِيحَا ٱلَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ سِفْرُ يَشُوعَ نَمُوذَجًا لِمَا سَيَحْدُثُ.‏ فَقَبْلَمَا دَمَّرَ ٱللّٰهُ أَرِيحَا،‏ أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَدُورُوا حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْيَوْمِ طَوَالَ سِتَّةِ أَيَّامٍ.‏ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ تَكْثِيفُ نَشَاطِهِمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ.‏ قَالَ يَهْوَه لِيَشُوعَ:‏ «تَدُورُونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ،‏ وَيَنْفُخُ ٱلْكَهَنَةُ فِي ٱلْقُرُونِ.‏ وَيَكُونُ عِنْدَمَا يُطْلِقُونَ صَوْتَ قَرْنِ ٱلْكَبْشِ،‏ .‏ .‏ .‏ أَنَّ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ يُطْلِقُونَ صَيْحَةَ حَرْبٍ عَظِيمَةً؛‏ فَيَسْقُطُ سُورُ ٱلْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ».‏ (‏يش ٦:‏٢-‏٥‏)‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ تَوَسُّعٌ مُمَاثِلٌ فِي نَشَاطِنَا ٱلْكِرَازِيِّ.‏ وَلكِنْ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ بِحُلُولِ وَقْتِ دَمَارِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ،‏ سَنَكُونُ قَدْ رَأَيْنَا أَعْظَمَ شَهَادَةٍ لِٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ فِي تَارِيخِ هذَا ٱلْعَالَمِ.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ مَاذَا سَيَكُونُ قَدْ أُنْجِزَ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٦ قَدْ يَأْتِي وَقْتٌ تَكُونُ فِيهِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلَّتِي نُعْلِنُهَا مِثْلَ «صَيْحَةِ حَرْبٍ عَظِيمَةٍ».‏ فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ تُشَبَّهُ رَسَائِلُ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَوِيَّةُ بِـ‍ «بَرَدٍ عَظِيمٍ،‏ كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهُ نَحْوُ ثِقْلِ وَزْنَةٍ».‏b وَتَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٦:‏٢١‏:‏ «ضَرْبَتُهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا».‏ فَمَا هُوَ ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي سَتَلْعَبُهُ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلْمُنَادَاةِ بِرَسَائِلِ ٱلدَّيْنُونَةِ هذِهِ؟‏ اَلْمُسْتَقْبَلُ وَحْدَهُ كَفِيلٌ بِإِعْطَاءِ ٱلْجَوَابِ.‏ فَلْنَنْتَظِرْ وَنَرَ.‏ لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَكِيدَ هُوَ أَنَّهُ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»،‏ سَيَكُونُ ٱسْمُ يَهْوَه قَدْ عُرِفَ كَمَا لَمْ يَسْبِقْ أَنْ حَدَثَ فِي تَارِيخِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ —‏ رؤ ٧:‏١٤؛‏ حز ٣٨:‏٢٣‏.‏

      ١٧ فَلْنَسْتَمِرَّ فِي إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِغَيْرَةٍ فِيمَا نَنْتَظِرُ ٱلْحَوَادِثَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَنَا!‏ وَلكِنْ أَيَّةُ عَقَبَاتٍ نُوَاجِهُهُا وَنَحْنُ نَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏ وَكَيْفَ نَتَخَطَّاهَا؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a إِنَّ مَوْقِعَنَا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت هُوَ ‏g‏r‏o‏‎.‏r‏e‏w‏o‏t‏h‏c‏t‏a‏w‏‎.‏w‏w‏w‏.‏

      b إِذَا كَانَتِ ٱلْإِشَارَةُ هُنَا إِلَى ٱلْوَزْنَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ،‏ فَهذَا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ بَرَدَةٍ تَزِنُ نَحْوَ ٢٠ كِيلُوغْرَامًا.‏

  • تخطي العقبات في الخدمة من بيت الى بيت
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ

      ‏«اِسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ».‏ —‏ ١ تس ٢:‏٢‏.‏

      ١ أَيَّةُ عَقَبَاتٍ وَاجَهَهَا إِرْمِيَا،‏ وَكَيْفَ تَمَكَّنَ مِنْ تَخَطِّيهَا؟‏

      كَانَ إِرْمِيَا إِنْسَانًا بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا.‏ فَعِنْدَمَا وَكَّلَهُ يَهْوَه أَنْ يَكُونَ «نَبِيًّا لِلْأُمَمِ»،‏ صَرَخَ:‏ «آهِ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ!‏ هَا إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ،‏ لِأَنِّي صَبِيٌّ».‏ لكِنَّهُ وَضَعَ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَه وَقَبِلَ تَعْيِينَهُ.‏ (‏ار ١:‏٤-‏١٠‏)‏ وَطَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ سَنَةً جَاهَدَ فِي وَجْهِ ٱللَّامُبَالَاةِ،‏ ٱلرَّفْضِ،‏ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ،‏ حَتَّى ٱلْعُنْفِ ٱلْجَسَدِيِّ.‏ (‏ار ٢٠:‏١،‏ ٢‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ شَعَرَ أَحْيَانًا بِرَغْبَةٍ فِي ٱلِٱسْتِسْلَامِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ ثَابَرَ عَلَى إِعْلَانِ رِسَالَةٍ لَمْ تَلْقَ ٱسْتِحْسَانَ ٱلنَّاسِ وَلَمْ يَتَجَاوَبُوا مَعَهَا.‏ فَبِفَضْلِ قُوَّةِ ٱللّٰهِ،‏ تَمَكَّنَ إِرْمِيَا مِنْ إِنْجَازِ عَمَلٍ لَمْ يَكُنْ لِيُنْجِزَهُ بِقُوَّتِهِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ارميا ٢٠:‏٧-‏٩‏.‏

      ٢،‏ ٣ كَيْفَ يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ عَقَبَاتٍ مُشَابِهَةً لِتِلْكَ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا إِرْمِيَا؟‏

      ٢ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ يُمْكِنُهُمْ تَفَهُّمُ مَشَاعِرِ إِرْمِيَا.‏ فَٱلْبَعْضُ مِنَّا قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ عِنْدَمَا كَانُوا يُفَكِّرُونَ فِي إِمْكَانِيَّةِ ٱشْتِرَاكِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ:‏ ‹هذَا أَمْرٌ لَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ أَبَدًا›.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ حِينَ أَدْرَكْنَا أَنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَه تَقْتَضِي أَنْ نُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ تَغَلَّبْنَا عَلَى خَوْفِنَا وَٱبْتَدَأْنَا نَنْهَمِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا مَرُّوا بِظُرُوفٍ صَعَّبَتْ عَلَيْهِمْ،‏ عَلَى ٱلْأَقَلِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ مُوَاصَلَةَ ٱلْكِرَازَةِ.‏ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ إِذًا أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ يَبْتَدِئَ ٱلْمَرْءُ بِٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَيُثَابِرَ عَلَيْهَا حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٣‏.‏

      ٣ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه وَتَحْضُرُ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ مُنْذُ فَتْرَةٍ لكِنَّكَ تَتَرَدَّدُ فِي ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏ أَوْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا مُعْتَمِدًا لكِنَّكَ تَسْتَصْعِبُ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي هذَا ٱلْوَجْهِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ أَنَّكَ قَادِرٌ جَسَدِيًّا عَلَى ذلِكَ؟‏ إِنَّ أَشْخَاصًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ يَتَخَطَّوْنَ ٱلْعَقَبَاتِ وَيَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ ذلِكَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه.‏

      اِسْتِجْمَاعُ ٱلْجُرْأَةِ

      ٤ مَاذَا مَكَّنَ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ؟‏

      ٤ أَنْتَ تَعْرِفُ دُونَ شَكٍّ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ ٱلشُّهُودُ كَمَجْمُوعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لَا يُنْجَزُ بِقُوَّةٍ أَوْ حِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ بَلْ بِرُوحِ ٱللّٰهِ.‏ (‏زك ٤:‏٦‏)‏ يَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ أَيْضًا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا كُلُّ مَسِيحِيٍّ إِفْرَادِيًّا.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ وَهذَا مَا يُثْبِتُهُ مِثَالُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَتَذَكَّرُ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى أَيْدِي ٱلْمُقَاوِمِينَ فِي إِحْدَى رِحْلَاتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «بَعْدَمَا تَأَلَّمْنَا أَوَّلًا وَلَقِينَا ٱلْإِهَانَةَ وَٱلْإِسَاءَةَ فِي فِيلِبِّي .‏ .‏ .‏ ٱسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ».‏ (‏١ تس ٢:‏٢؛‏ اع ١٦:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ قَدْ نَسْتَغْرِبُ ٱلْفِكْرَةَ أَنَّ كَارِزًا غَيُورًا كَبُولُسَ ٱعْتَبَرَ ٱلْكِرَازَةَ لِلْآخَرِينَ جِهَادًا.‏ لكِنَّ مَا مَكَّنَهُ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ هُوَ ٱتِّكَالُهُ عَلَى يَهْوَه.‏ وَهذَا مَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَهُ نَحْنُ أَيْضًا.‏ (‏اِقْرَأْ افسس ٦:‏١٨-‏٢٠‏.‏‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ بُولُسَ؟‏

      ٥ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِٱسْتِجْمَاعِ ٱلْجُرْأَةِ مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ٥ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِٱسْتِجْمَاعِ ٱلْجُرْأَةِ مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ هِيَ ٱلصَّلَاةُ.‏ عَبَّرَتْ إِحْدَى ٱلْفَاتِحَاتِ قَائِلَةً:‏ «أُصَلِّي لِأَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِثِقَةٍ،‏ أُصَلِّي لِكَيْ أَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ،‏ وَأُصَلِّي أَنْ أَفْرَحَ بِخِدْمَتِي.‏ فَهذَا فِي ٱلنِّهَايَةِ هُوَ عَمَلُ يَهْوَه،‏ وَلَيْسَ عَمَلَنَا.‏ لِذلِكَ لَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَ شَيْءٍ دُونَ مُسَاعَدَتِهِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٧‏)‏ فَجَمِيعُنَا يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِيُسَاعِدَنَا رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ.‏ —‏ لو ١١:‏٩-‏١٣‏.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيَّةُ رُؤْيَا شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ،‏ وَمَاذَا تَعْنِي؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ دَرْسٍ تَتَضَمَّنُهُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٦ يَكْشِفُ سِفْرُ حَزْقِيَالَ أَمْرًا آخَرَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلرُّؤَى،‏ أَعْطَى يَهْوَه حَزْقِيَالَ دَرْجًا كُتِبَ عَلَى وَجْهَيْهِ «مَرَاثٍ وَآهَاتٌ وَعَوِيلٌ» وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَهُ قَائِلًا:‏ «يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ أَطْعِمْ جَوْفَكَ وَٱمْلَأْ أَحْشَاءَكَ بِهٰذَا ٱلدَّرْجِ ٱلَّذِي أُعْطِيكَ إِيَّاهُ».‏ فَمَاذَا عَنَتْ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا؟‏ كَانَ عَلَى حَزْقِيَالَ أَنْ «يَهْضِمَ» كَامِلًا ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي سَيَنْقُلُهَا.‏ فَكَانَ يَجِبُ أَنْ تَصِيرَ جُزْءًا مِنْهُ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ مُؤَثِّرَةً فِي عَوَاطِفِهِ.‏ ثُمَّ يَمْضِي ٱلنَّبِيُّ قَائِلًا:‏ «أَكَلْتُهُ فَصَارَ فِي فَمِي كَٱلْعَسَلِ حَلَاوَةً».‏ فَحَزْقِيَالُ ٱسْتَلَذَّ وَفَرِحَ بِإِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ جَهْرًا تَمَامًا كَمَا يَسْتَلِذُّ بِأَكْلِ ٱلْعَسَلِ.‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ يُمَثِّلَ يَهْوَه وَيُتَمِّمَ ٱلتَّعْيِينَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ،‏ حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ نَقْلَ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى شَعْبٍ غَيْرِ مُتَجَاوِبٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ حزقيال ٢:‏٨–‏٣:‏٤،‏ ٧-‏٩‏.‏

      ٧ تَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا دَرْسًا قَيِّمًا لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَنَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا نَقْلُ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى أُنَاسٍ لَا يُقَدِّرُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ جُهُودَنَا.‏ وَلِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱعْتِبَارِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱمْتِيَازًا مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللّٰهُ،‏ يَجِبُ أَنْ نَتَغَذَّى دَائِمًا بِكَلِمَتِهِ.‏ فَٱلدَّرْسُ ٱلسَّطْحِيُّ أَوْ غَيْرُ ٱلْمُنْتَظِمِ لَيْسَ كَافِيًا كَيْ «نَهْضِمَ» كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا.‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ قِرَاءَتِكَ وَدَرْسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَنْ تَجْعَلَهُمَا مُنْتَظِمَيْنِ؟‏ وَهَلْ يُمْكِنُكَ تَخْصِيصُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا تَقْرَأُهُ؟‏ —‏ مز ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

      اَلِٱبْتِدَاءُ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

      ٨ أَيُّ أُسْلُوبٍ يُسَاعِدُ بَعْضَ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏

      ٨ يَشْعُرُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ أَنَّ أَصْعَبَ جُزْءٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هُوَ ٱلْعِبَارَاتُ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةُ.‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلِٱبْتِدَاءُ بِمُحَادَثَةٍ مَعَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ فِي بَعْضِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ.‏ لِذلِكَ يَشْعُرُ بَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ بِٱرْتِيَاحٍ أَكْبَرَ إِذَا ٱبْتَدَأُوا عَرْضَهُمْ عَلَى ٱلْبَابِ بِقَوْلِ كَلِمَاتٍ مُخْتَارَةٍ بِعِنَايَةٍ ثُمَّ إِعْطَاءِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ إِحْدَى نَشَرَاتِنَا،‏ كَمَا يُوضِحُ ٱلْإِطَارُ ٱلْمُرَافِقُ.‏ فَقَدْ يَلْفِتُ عُنْوَانُ ٱلنَّشْرَةِ أَوِ ٱلصُّورَةُ ٱلْغَنِيَّةُ بِٱلْأَلْوَانِ ٱنْتِبَاهَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ،‏ مِمَّا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَذْكُرَ بِٱخْتِصَارٍ هَدَفَ زِيَارَتِنَا وَنَطْرَحَ عَلَيْهِ سُؤَالًا.‏ وَٱلْبَدِيلُ لِهذَا ٱلْأُسْلُوبِ هُوَ أَنْ نُرِيَ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ ثَلَاثَ أَوْ أَرْبَعَ نَشَرَاتٍ وَنَطْلُبَ مِنْهُ ٱخْتِيَارَ نَشْرَةٍ تَهُمُّهُ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ هَدَفَنَا لَيْسَ مُجَرَّدَ تَوْزِيعِ ٱلنَّشَرَاتِ أَوِ ٱسْتِعْمَالِهَا عِنْدَ كُلِّ بَابٍ بَلِ ٱلْبَدْءُ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَدِّي إِلَى دُرُوسٍ بَيْتِيَّةٍ.‏

      ٩ لِمَاذَا ٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْجَيِّدُ مُهِمٌّ؟‏

      ٩ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي تَسْتَخْدِمُهُ،‏ فَإِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ سَيُسَاعِدُكَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْحَمَاسَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ قَالَ أَحَدُ ٱلْفَاتِحِينَ:‏ «أَشْعُرُ بِفَرَحٍ أَكْبَرَ إِذَا كُنْتُ مُسْتَعِدًّا جَيِّدًا.‏ فَٱلِٱسْتِعْدَادُ يَجْعَلُنِي رَاغِبًا فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْعَرْضِ ٱلَّذِي حَضَّرْتُهُ».‏ وَقَالَ فَاتِحٌ آخَرُ:‏ «عِنْدَمَا أَطَّلِعُ عَلَى مُحْتَوَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي سَأُقَدِّمُهَا،‏ أَتَحَمَّسُ لِٱسْتِخْدَامِهَا».‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ تُرَاجِعَ مَا سَتَقُولُهُ فِي قَلْبِكَ،‏ غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَجِدُونَ أَنَّهُمْ يَسْتَفِيدُونَ أَكْثَرَ إِذَا تَمَرَّنُوا عَلَى عَرْضِهِمْ بِصَوْتٍ عَالٍ.‏ فَهذَا يُسَاعِدُهُمْ عَلَى إِعْطَاءِ يَهْوَه أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ.‏ —‏ كو ٣:‏٢٣؛‏ ٢ تي ٢:‏١٥‏.‏

      ١٠ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِجَعْلِ ٱجْتِمَاعَاتِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ عَمَلِيَّةً وَمُفِيدَةً؟‏

      ١٠ وَٱلْأَمْرُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فَعَّالَةً وَمُفْرِحَةً هُوَ أَنْ تَكُونَ ٱجْتِمَاعَاتُ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ عَمَلِيَّةً.‏ فَصَحِيحٌ أَنَّهُ يُمْكِنُ قِرَاءَةُ ٱلْآيَةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَمُنَاقَشَتُهَا بِإِيجَازٍ عِنْدَمَا تَكُونُ مُرْتَبِطَةً مُبَاشَرَةً بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأَخَ ٱلَّذِي يُدِيرُ ٱجْتِمَاعَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ يَنْبَغِي أَنْ يُنَاقِشَ عَرْضًا بَسِيطًا يُنَاسِبُ ٱلْمُقَاطَعَةَ أَوْ يُقَدِّمَ تَمْثِيلِيَّةً عَنْهُ.‏ كَمَا أَنَّ بِإِمْكَانِهِ مُنَاقَشَةَ مَعْلُومَاتٍ عَمَلِيَّةٍ يُمْكِنُ ٱسْتِخْدَامُهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏ فَهذَا سَيُجَهِّزُ ٱلْحَاضِرِينَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ لِتَقْدِيمِ شَهَادَةٍ فَعَّالَةٍ.‏ وَلِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ دُونَ تَخَطِّي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْآخَرُونَ ٱلَّذِينَ يُدِيرُونَ هذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ مُسْتَعِدِّينَ مُسْبَقًا بِشَكْلٍ جَيِّدٍ.‏ —‏ رو ١٢:‏٨‏.‏

      أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِصْغَاءِ

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ أَنْ نَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ وَنُوصِلَ إِلَيْهِمِ ٱلْبِشَارَةِ؟‏ أَعْطُوا أَمْثِلَةً تُثْبِتُ ذلِكَ.‏

      ١١ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ ٱلْجَيِّدِ،‏ يَلْزَمُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ عَمِيقٍ بِٱلْآخَرِينَ كَيْ نَبْتَدِئَ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا هِيَ ٱلْإِصْغَاءُ.‏ عَلَّقَ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ:‏ ‹لِلصَّبْرِ وَٱلْإِصْغَاءِ قُدْرَةٌ مُذْهِلَةٌ عَلَى جَذْبِ ٱلنَّاسِ وَهُمَا يُعْطِيَانِ دَلِيلًا رَائِعًا عَلَى ٱهْتِمَامِكَ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلشَّدِيدِ›.‏ فَٱلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ إِلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمِفْتَاحَ ٱلَّذِي يَفْتَحُ قَلْبَهُ،‏ كَمَا يُظهِرُ ٱلِٱخْتِبَارُ ٱلتَّالِي.‏

      ١٢ فِي رِسَالَةٍ نُشِرَتْ فِي صَحِيفَةِ لُو پْرُوڠْرِي ٱلصَّادِرَةِ فِي سَان إِيتْيين بِفَرَنْسَا،‏ وَصَفَتِ ٱمْرَأَةٌ زِيَارَةَ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلشُّهُودِ قَرَعَا بَابَهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ فَاجِعَةِ وَفَاةِ طِفْلَتِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ لَا تَزَالُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ مِنْ عُمْرِهَا.‏ كَتَبَتْ تَقُولُ:‏ «أَدْرَكْتُ فَوْرًا أَنَّهُمَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه.‏ كُنْتُ أُوشِكُ أَنْ أَصْرِفَهُمَا بِلُطْفٍ عِنْدَمَا لَاحَظْتُ أَنَّ فِي حَوْزَتِهِمَا كُرَّاسَةً تُوضِحُ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِٱلْأَلَمِ.‏ فَقَرَّرْتُ إِدْخَالَهُمَا بِهَدَفِ دَحْضِ حُجَجِهِمَا.‏ .‏ .‏ .‏ [لكِنَّهُمَا] ٱسْتَمَعَا لِي بِتَعَاطُفٍ شَدِيدٍ طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ.‏ وَعِنْدَمَا أَرَادَا ٱلرَّحِيلَ،‏ أَحْسَسْتُ بِأَنَّنِي أَفْضَلُ حَالًا فَوَافَقْتُ عَلَى زِيَارَتِي مَرَّةً أُخْرَى».‏ (‏رو ١٢:‏١٥‏)‏ وَقَدْ قَبِلَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ؟‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَا تَذَكَّرَتْهُ ٱلْمَرْأَةُ عَنِ ٱلزِّيَارَةِ ٱلْأُولَى لَمْ يَكُنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قِيلَتْ لَهَا بَلْ كَيْفَ جَرَى ٱلْإِصْغَاءُ إِلَيْهَا.‏

      ١٣ كَيْفَ نُعَدِّلُ عَرْضَنَا لِلْبِشَارَةِ حَسَبَ حَاجَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ؟‏

      ١٣ حِينَ نُصْغِي بِتَعَاطُفٍ إِلَى ٱلنَّاسِ،‏ نُتِيحُ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِيُعَبِّرُوا لَنَا لِمَاذَا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ،‏ مِمَّا يُسَاعِدُنَا عَلَى نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَيْهِمْ.‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلْمُبَشِّرِينَ ٱلْفَعَّالِينَ هُمْ عَادَةً مُصْغُونَ جَيِّدُونَ.‏ (‏ام ٢٠:‏٥‏)‏ فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَصِيلٍ بِٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَلْتَقُونَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَهُمْ لَا يُدَوِّنُونَ ٱسْمَ وَعُنْوَانَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا مَا هِيَ ٱهْتِمَامَاتُهُمْ وَحَاجَاتُهُمْ.‏ وَعِنْدَمَا يُعَبِّرُ أَحَدٌ أَنَّ مَوْضُوعًا مَا يَهُمُّهُ،‏ يَقُومُونَ بِٱلْبَحْثِ حَوْلَ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ وَيَعُودُونَ بِسُرْعَةٍ لِزِيَارَتِهِ بِهَدَفِ إِخْبَارِهِ بِنَتَائِجِ بَحْثِهِمْ.‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ يُعَدِّلُونَ عَرْضَهُمْ لِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَسَبَ حَاجَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَلْتَقُونَهُمْ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْمُخْلِصُ يَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْبِشَارَةِ وَيَعْكِسُ بِشَكْلٍ رَائِعٍ «حَنَانَ إِلٰهِنَا».‏ —‏ لو ١:‏٧٨‏.‏

      حَافِظْ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ

      ١٤ كَيْفَ نَعْكِسُ صِفَاتِ يَهْوَه فِيمَا نَقُومُ بِخِدْمَتِنَا؟‏

      ١٤ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ يُقَدِّرُنَا كَأَفْرَادٍ حِينَ وَهَبَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ ٱلْإِلهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ فَهُوَ لَا يُجْبِرُ أَحَدًا عَلَى خِدْمَتِهِ بَلْ يُنَاشِدُ ٱلنَّاسَ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَحَبَّةِ وَيُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ تَدَابِيرَهُ ٱلرَّائِعَةَ.‏ (‏رو ٢:‏٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِتَقْدِيمِ ٱلْبِشَارَةِ كُلَّ مَرَّةٍ بِطَرِيقَةٍ تَعْكِسُ صِفَاتِ إِلهِنَا ٱلرَّحِيمِ.‏ (‏٢ كو ٥:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٦:‏٣-‏٦‏)‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

      ١٥ (‏أ)‏ مَاذَا أَوْصَى يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَهُمْ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى إِيجَادِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ؟‏

      ١٥ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَلَّا يَقْلَقُوا إِذَا رَفَضَ ٱلْبَعْضُ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي يَحْمِلُونَهَا،‏ بَلْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى إِيجَادِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ١٠:‏١١-‏١٥‏.‏‏)‏ وَمَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ذلِكَ هُوَ رَسْمُ أَهْدَافٍ صَغِيرَةٍ يُمْكِنُ بُلُوغُهَا.‏ مَثَلًا،‏ يُشَبِّهُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ نَفْسَهُ بِمُنَقِّبٍ قَائِلًا:‏ «أَنَا أَتَطَلَّعُ بِلَهْفَةٍ إِلَى إِيجَادِ ٱلذَّهَبِ هذَا ٱلْيَوْمَ».‏ وَثَمَّةَ أَخٌ آخَرُ يَضَعُ هَدَفًا أَنْ ‹يَلْتَقِيَ شَخْصًا مُهْتَمًّا وَاحِدًا كُلَّ أُسْبُوعٍ وَيَعُودَ لِتَنْمِيَةِ هذَا ٱلِٱهْتِمَامِ فِي غُضُونِ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ›.‏ كَمَا يَجْعَلُ نَاشِرُونَ آخَرُونَ هَدَفَهُمْ أَنْ يَقْرَأُوا عَلَى ٱلْأَقَلِّ آيَةً وَاحِدَةً عَلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ إِذَا أَمْكَنَ.‏ فَأَيُّ هَدَفٍ وَاقِعِيٍّ يُمْكِنُكَ أَنْ تَضَعَهُ لِنَفْسِكَ؟‏

      ١٦ مَا هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ١٦ إِنَّ نَجَاحَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لَا يَعْتَمِدُ فَقَطْ عَلَى تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ.‏ فَصَحِيحٌ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي خَلَاصِ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ يُحَقِّقُ أَيْضًا أَهْدَافًا مُهِمَّةً أُخْرَى.‏ فَٱلْخِدْمَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُتِيحُ لَنَا ٱلْفُرْصَةَ لِلْبُرْهَانِ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ وَتُمَكِّنُنَا أَيْضًا مِنْ تَجَنُّبِ ذَنْبِ سَفْكِ ٱلدَّمِ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ كَمَا أَنَّهَا تَخْدُمُ كَتَحْذِيرٍ لِلْأَشْرَارِ أَنَّ «سَاعَةَ دَيْنُونَةِ [ٱللّٰهِ] قَدْ جَاءَتْ».‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ ٱلْوَسِيلَةُ لِتَسْبِيحِ ٱسْمِ يَهْوَه فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مز ١١٣:‏٣‏)‏ لِذلِكَ سَوَاءٌ سَمِعَ ٱلنَّاسُ أَوْ لَمْ يَسْمَعُوا،‏ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى إِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَجُهُودُنَا هذِهِ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ جَمِيلَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ —‏ رو ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ١٧ أَيُّ أَمْرٍ سَيُجْبَرُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهِ عَمَّا قَرِيبٍ؟‏

      ١٧ رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ يَسْتَخِفُّونَ بِعَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ،‏ فَعَمَّا قَرِيبٍ سَتَتَغَيَّرُ نَظْرَتُهُمْ إِلَيْهِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ فَقَدْ أَكَّدَ يَهْوَه لِحَزْقِيَالَ أَنَّهُ عِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ ٱلدَّيْنُونَةُ ٱلَّتِي نَادَى بِهَا،‏ فَإِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَ «سَيَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ».‏ (‏حز ٢:‏٥‏)‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ ٱللّٰهُ دَيْنُونَتَهُ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ،‏ سَيُجْبَرُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا شُهُودُ يَهْوَه فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ مِنَ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَه،‏ وَأَنَّ ٱلشُّهُودَ كَانُوا فِعْلًا يَخْدُمُونَ كَمُمَثِّلِينَ عَنْهُ.‏ وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ أَنْ نَحْمِلَ ٱسْمَهُ وَنُعْلِنَ رِسَالَتَهُ فِي هذَا ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاسِمِ!‏ فَلْنَسْتَمِرَّ بِقُوَّةِ إِلهِنَا فِي تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة