-
لمَ الخدمة من بيت الى بيت مهمة في ايامنا؟برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
لِمَ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مُهِمَّةٌ فِي أَيَّامِنَا؟
«كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — اع ٥:٤٢.
١، ٢ (أ) مَا هُوَ أُسْلُوبُ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يُعْرَفُ بِهِ شُهُودُ يَهْوَه؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
إِنَّهُ مَشْهَدٌ مَأْلُوفٌ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ تَقْرِيبًا: شَخْصَانِ يَلْبَسَانِ ثِيَابًا مُرَتَّبَةً يَقْرَعَانِ ٱلْبَابَ لِيُخْبِرَا صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ بِرِسَالَةٍ وَجِيزَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَإِذَا أَظْهَرَ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ ٱلِٱهْتِمَامَ، فَقَدْ يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ مَطْبُوعَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَدَرْسًا مَجَّانِيًّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. بَعْدَ ذلِكَ، يَنْتَقِلَانِ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلتَّالِي. فِي ٱلْغَالِبِ، يُدْرِكُ ٱلنَّاسُ أَنَّ مَنْ يُشَارِكُونَ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ هُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا. حَقًّا، إِنَّ ٱلْخِدْمَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هِيَ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه.
٢ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ أَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةً لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَسُوعُ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) فَنَحْنُ نَشْهَدُ فِي ٱلْأَسْوَاقِ، ٱلشَّوَارِعِ، وَٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ ٱلْأُخْرَى. (اع ١٧:١٧) وَنَكْرِزُ أَيْضًا بِوَاسِطَةِ ٱلْهَاتِفِ وَٱلرَّسَائِلِ. كَمَا أَنَّنَا نَنْقُلُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِيمَا نَقُومُ بِنَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. حَتَّى إِنَّ لَدَيْنَا مَوْقِعًا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت يَتَضَمَّنُ مَعْلُومَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٣٠٠ لُغَةٍ.a وَكُلُّ هذِهِ ٱلْأَسَالِيبِ تُسْفِرُ عَنْ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ. إِلَّا أَنَّ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلرَّئِيسِيَّ فِي مُعْظَمِ ٱلْبُلْدَانِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ هُوَ ٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ ٱعْتَمَدْنَا أُسْلُوبَ ٱلْكِرَازَةِ هذَا؟ كَيْفَ صَارَ يُعْتَمَدُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟ وَلِمَ هُوَ مُهِمٌّ ٱلْآنَ؟
اَلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلرُّسُلُ
٣ أَيَّةُ تَعْلِيمَاتٍ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِلرُّسُلِ، وَمَاذَا يُظْهِرُ ذلِكَ بِشَأْنِ طَرِيقَةِ كِرَازَتِهِمْ؟
٣ إِنَّ ٱلْأَسَاسَ لِٱعْتِمَادِ أُسْلُوبِ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مَوْجُودٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ يَسُوعُ رُسُلَهُ لِيَكْرِزُوا، قَالَ لَهُمْ: «أَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ، فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ». وَكَيْفَ كَانُوا سَيَبْحَثُونَ عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ؟ لَقَدْ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بُيُوتِ ٱلنَّاسِ قَائِلًا لَهُمْ: «حِينَ تَدْخُلُونَ ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ. فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا، فَلْيَأْتِ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ». وَهَلْ كَانُوا سَيَزُورُونَ ٱلنَّاسَ دُونَ دَعْوَةٍ؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ: «حَيْثُ لَا يَقْبَلُكُمْ أَحَدٌ وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَكُمْ، فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱنْفُضُوا ٱلْغُبَارَ عَنْ أَقْدَامِكُم». (مت ١٠:١١-١٤) تَدُلُّ هذِهِ ٱلتَّعْلِيمَاتُ أَنَّهُ فِيمَا كَانَ ‹ٱلرُّسُلُ يَجْتَازُونَ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ وَيُبَشِّرُونَ›، كَانَ عَلَيْهِمْ أَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ لِزِيَارَةِ ٱلنَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ. — لو ٩:٦.
٤ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ذِكْرِ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِٱلتَّحْدِيدِ؟
٤ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلرُّسُلَ كَرَزُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَقُولُ ٱلْأَعْمَالُ ٥:٤٢ عَنْهُمْ: «كَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». وَبَعْدَ نَحْوِ ٢٠ سَنَةً، ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ: «لَمْ أُمْسِكْ عَنْ إِخْبَارِكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ مُفِيدٌ، وَلَا عَنْ تَعْلِيمِكُمْ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». فَهَلْ زَارَ بُولُسُ هؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخَ قَبْلَ صَيْرُورَتِهِمْ مُؤْمِنِينَ؟ هذَا مَا حَصَلَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ. فَقَدْ عَلَّمَهُمْ بَيْنَ أُمُورٍ أُخْرَى عَنِ «ٱلتَّوْبَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْإِيمَانِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ». (اع ٢٠:٢٠، ٢١) وَيُعَلِّقُ صُوَرُ ٱلْكَلَامِ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ (بالانكليزية) لِوَاضِعِهِ روبرتسن عَلَى ٱلْآيَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٢٠:٢٠، قَائِلًا: «مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ هذَا ٱلْكَارِزَ ٱلْأَكْبَرَ كَرَزَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ».
جَحَافِلُ مِنَ ٱلْجَرَادِ ٱلْعَصْرِيِّ
٥ كَيْفَ تَصِفُ نُبُوَّةُ يُوئِيلَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ؟
٥ كَانَ عَمَلُ ٱلشَّهَادَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لَمْحَةً مُسْبَقَةً عَنْ عَمَلٍ أَعْظَمَ يَجْرِي فِي أَيَّامِنَا. فَقَدْ شَبَّهَ ٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱجْتِيَاحِ أَسْرَابٍ مِنَ ٱلْجَرَادِ وَٱلْحَشَرَاتِ ٱلْأُخْرَى. (يوء ١:٤) فَكَجَيْشٍ يَمْضِي قُدُمًا، يَتَخَطَّى ٱلْجَرَادُ ٱلْحَوَاجِزَ، يَدْخُلُ ٱلْبُيُوتَ، وَيَلْتَهِمُ كُلَّ مَا يُصَادِفُهُ فِي طَرِيقِهِ. (اِقْرَأْ يوئيل ٢:٢، ٧-٩.) حَقًّا، إِنَّهُ وَصْفٌ مُعَبِّرٌ لِعَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ بِدَأَبٍ وَعَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ! وَأَبْرَزُ أُسْلُوبٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› فِي إِتْمَامِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ هُوَ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. (يو ١٠:١٦) فَكَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه نَعْتَمِدُ أُسْلُوبَ ٱلْكِرَازَةِ هذَا ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلرُّسُلُ؟
٦ أَيُّ تَشْجِيعٍ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ جَرَى تَقْدِيمُهُ سَنَةَ ١٩٢٢، وَلكِنْ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ؟
٦ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٩، يَجْرِي ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي ٱلشَّهَادَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نُشِرَتْ فِي برج المراقبة عدد ١٥ آب (اغسطس) ١٩٢٢ (بالانكليزية) مَقَالَةٌ بِعُنْوَانِ «ٱلْخِدْمَةُ أَسَاسِيَّةٌ». وَقَدْ ذَكَّرَتْ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِأَهَمِّيَّةِ «حَمْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهِمْ، مُقَدِّمِينَ لَهُمُ ٱلشَّهَادَةَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ». كَمَا زُوِّدَ ٱلنَّاشِرُونَ بِعُرُوضٍ مُفَصَّلَةٍ فِي ٱلنَّشْرَةِ (ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْآنَ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ). مَعَ ذلِكَ، كَانَ عَدَدُ ٱلَّذِينَ كَرَزُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ قَلِيلًا فِي ٱلْبِدَايَةِ. فَٱلْبَعْضُ ٱمْتَنَعُوا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ تَذَرَّعُوا بِحُجَجٍ مُخْتَلِفَةٍ، فَٱلْمُشْكِلَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ كَانَتْ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱعْتَبَرُوا ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ عَمَلًا لَا يَلِيقُ بِمَقَامِهِمْ. وَإِذِ ٱزْدَادَ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، ٱبْتَدَأَ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ يَتْرُكُونَ هَيْئَةَ يَهْوَه تَدْرِيجِيًّا.
٧ أَيُّ أَمْرٍ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ضَرُورِيٌّ فِي خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟
٧ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ، تَزَايَدَ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يُشَارِكُونَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَلكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ تَقْدِيمُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلشَّخْصِيِّ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ فِي مَجَالِ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْوَضْعَ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ فِي مَطْلَعِ خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ. فَقَدِ ٱقْتَصَرَ ٱلنَّشَاطُ ٱلْكِرَازِيُّ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٢٨ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ عَلَى تَوْزِيعِ أَوْرَاقِ ٱلدَّعْوَةِ أَوِ ٱلْوُقُوفِ فِي ٱلشَّوَارِعِ حَامِلِينَ ٱلْمَجَلَّاتِ. كَمَا أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ كَانُوا غَيْرَ مُنْتَظِمِينَ فِي كِرَازَتِهِمْ، إِذْ سَمَحُوا بِٱنْقِضَاءِ أَشْهُرٍ دُونَ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ. فَمَاذَا كَانَ يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِمُسَاعَدَةِ كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟
٨، ٩ أَيُّ بَرْنَامَجِ تَدْرِيبٍ ٱبْتُدِئَ بِهِ سَنَةَ ١٩٥٣، وَأَيَّةُ نَتَائِجَ أَسْفَرَ عَنْهَا؟
٨ سَنَةَ ١٩٥٣، عُقِدَ مَحْفِلٌ أُمَمِيٌّ فِي مَدِينَةِ نْيُويُورْك وَجَرَى ٱلتَّرْكِيزُ فِيهِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَقَدْ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ نَاثَان ه. نُور أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِكُلِّ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُسَاعَدَةَ كُلِّ شَاهِدٍ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِٱنْتِظَامٍ. وَقَالَ إِنَّ كُلَّ شَخْصٍ «يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». إِذَّاكَ، ٱبْتُدِئَ بِبَرْنَامَجِ تَدْرِيبٍ عَالَمِيِّ ٱلنِّطَاقِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ. فَجَرَى تَدْرِيبُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا قَدِ ٱشْتَرَكُوا بَعْدُ فِي ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُحَادَثَاتٍ مَعَ ٱلنَّاسِ، مُبَاحَثَتِهِمْ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَٱلْإِجَابَةِ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ.
٩ وَقَدْ أَسْفَرَ هذَا ٱلْبَرْنَامَجُ عَنْ نَتَائِجَ مُذْهِلَةٍ. فَفِي غُضُونِ عَقْدٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، ٱزْدَادَتْ نِسْبَةُ ٱلنَّاشِرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ١٠٠ فِي ٱلْمِئَةِ، ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ ١٢٦ فِي ٱلْمِئَةِ، وَدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ١٥٠ فِي ٱلْمِئَةِ. وَٱلْيَوْمَ، هُنَالِكَ مَا يُنَاهِزُ ٱلسَّبْعَةَ مَلَايِينِ نَاشِرٍ يَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ. وَهذَا ٱلنُّمُوُّ ٱلْمُذْهِلُ هُوَ إِحْدَى ٱلدَّلَائِلِ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ جُهُودَ شَعْبِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. — اش ٦٠:٢٢.
وَسْمُ ٱلنَّاسِ لِلْخَلَاصِ
١٠، ١١ (أ) أَيَّةُ رُؤْيَا شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ كَمَا هُوَ مُسَجَّلٌ فِي حَزْقِيَالَ ٱلْإِصْحَاحِ ٩؟ (ب) كَيْفَ تَتِمُّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا فِي أَيَّامِنَا؟
١٠ تُسَاعِدُنَا إِحْدَى ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ أَنْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَفِي هذِهِ ٱلرُّؤْيَا، شَاهَدَ حَزْقِيَالُ سِتَّةَ رِجَالٍ يَحْمِلُونَ عُدَّةً مُهْلِكَةً فِي أَيْدِيهِمْ وَرَجُلًا لَابِسًا ٱلْكَتَّانَ وَعَلَى خَاصِرَتِهِ دَوَاةُ كَاتِبِ ٱلدِّيوَانِ. فَقِيلَ لِلرَّجُلِ ٱلسَّابِعِ: «اُعْبُرْ فِي وَسَطِ ٱلْمَدِينَةِ . . . وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ يَتَنَهَّدُونَ وَيَئِنُّونَ عَلَى كُلِّ ٱلْمَكَارِهِ ٱلْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا». وَبَعْدَ إِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْوَسْمِ هذَا، أُمِرَ ٱلرِّجَالُ ٱلسِّتَّةُ ٱلَّذِينَ مَعَهُمُ ٱلْعُدَّةُ ٱلْمُهْلِكَةُ بِقَتْلِ كُلِّ ٱلَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ هذِهِ ٱلسِّمَةَ. — اِقْرَأْ حزقيال ٩:١-٦.
١١ وَكَيْفَ تَتِمُّ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا فِي أَيَّامِنَا؟ يُمَثِّلُ ‹ٱلرَّجُلُ ٱللَّابِسُ ٱلْكَتَّانَ› فِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ بَقِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ. فَصَفُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ هذَا يَضَعُ بِوَاسِطَةِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ سِمَةً مَجَازِيَّةً عَلَى جِبَاهِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَنْضَمُّونَ إِلَى ‹خِرَافِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلسِّمَةُ؟ بِمَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى جِبَاهِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ، فَلَا بُدَّ أَنَّهَا تُشِيرُ إِلَى ٱلدَّلِيلِ ٱلظَّاهِرِ لِلْعِيَانِ عَلَى أَنَّهُمْ تَلَامِيذُ مُنْتَذِرُونَ وَمُعْتَمِدُونَ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَأَنَّهُمْ لَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلشَّبِيهَةَ بِشَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ. (اف ٤:٢٠-٢٤) وَهؤُلَاءِ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْخِرَافِ يَصِيرُونَ رَعِيَّةً وَاحِدَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَيُسَاعِدُونَهُمْ فِي عَمَلِهِمِ ٱلْحَيَوِيِّ: وَضْعِ ٱلسِّمَةِ عَلَى جِبَاهِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ. — رؤ ٢٢:١٧.
١٢ كَيْفَ تُبْرِزُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ أَهَمِّيَّةَ بَحْثِنَا ٱلدَّؤُوبِ عَنِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ؟
١٢ تُبْرِزُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ أَحَدَ أَسْبَابِ كَوْنِ بَحْثِنَا ٱلدَّؤُوبِ عَنِ ٱلَّذِينَ «يَتَنَهَّدُونَ وَيَئِنُّونَ» عَمَلًا مُلِحًّا. فَهذِهِ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ قُوَى يَهْوَه ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱلَّتِي تُنَفِّذُ أَحْكَامَهُ، وَٱلَّتِي يَرْمُزُ إِلَيْهَا ٱلرِّجَالُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْمُمْسِكُونَ بِٱلْعُدَّةِ ٱلْمُهْلِكَةِ، سَتُهْلِكُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ ٱلسِّمَةَ ٱلْمَجَازِيَّةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَبِخُصُوصِ هذِهِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَادِمَةِ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ «مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ»، سَوْفَ «يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوع». (٢ تس ١:٧، ٨) لَاحِظْ أَنَّ ٱلنَّاسَ سَيُدَانُونَ عَلَى أَسَاسِ تَجَاوُبِهِمْ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ. لِذلِكَ فَإِنَّ إِعْلَانَ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ بِزَخْمٍ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. (رؤ ١٤:٦، ٧) وَهذَا مَا يُلْقِي مَسْؤُولِيَّةً خَطِيرَةً عَلَى عَاتِقِ كُلِّ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْمُنْتَذِرِينَ. — اِقْرَأْ حزقيال ٣:١٧-١٩.
١٣ (أ) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ أَحَسَّ بِهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَشْعُرُونَ بِهَا شَخْصِيًّا تِجَاهَ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِكُمْ؟
١٣ أَحَسَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَنْ يَنْقُلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ. كَتَبَ قَائِلًا: «أَنَا مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَٱلْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَٱلْأَغْبِيَاءِ. لِذٰلِكَ لِي رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ أَنْ أُبَشِّرَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلَّذِينَ فِي رُومَا». (رو ١:١٤، ١٥) فَبِدَافِعِ ٱلشُّكْرِ عَلَى ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي أُظْهِرَتْ لَهُ، شَعَرَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ مُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ كَمَا ٱسْتَفَادَ هُوَ مِنْهَا. (١ تي ١:١٢-١٦) فَكَمَا لَوْ أَنَّهُ كَانَ مَدْيُونًا لِكُلِّ شَخْصٍ ٱلْتَقَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهِ إِيفَاءُ هذَا ٱلدَّيْنِ إِلَّا بِإِخْبَارِ هذَا ٱلشَّخْصِ بِٱلْبِشَارَةِ. فَهَلْ تَشْعُرُ أَنْتَ أَيْضًا بِأَنَّكَ مَدْيُونٌ لِلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟ — اِقْرَأْ اعمال ٢٠:٢٦، ٢٧.
١٤ مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْكِرَازَةِ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟
١٤ رَغْمَ أَنَّ إِنْقَاذَ حَيَاةِ ٱلنَّاسِ مُهِمٌّ، إِلَّا أَنَّ هُنَالِكَ سَبَبًا أَهَمَّ بِكَثِيرٍ لِلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَفِي ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَلَاخِي ١:١١، يُعْلِنُ يَهْوَه: «مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا يَكُونُ ٱسْمِي عَظِيمًا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، . . . وَيُقَدِّمُونَ لِٱسْمِي قُرْبَانًا طَاهِرًا؛ لِأَنَّ ٱسْمِي يَكُونُ عَظِيمًا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ». إِتْمَامًا لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، يُسَبِّحُ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْمُنْتَذِرُونَ ٱسْمَهُ جَهْرًا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ فِيمَا يُنْجِزُونَ خِدْمَتَهُمْ بِتَوَاضُعٍ. (مز ١٠٩:٣٠؛ مت ٢٤:١٤) لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِكِرَازَتِنَا عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هُوَ أَنْ نُقَرِّبَ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ» لِيَهْوَه. — عب ١٣:١٥.
حَوَادِثُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ تَكْمُنُ أَمَامَنَا
١٥ (أ) كَيْفَ كَثَّفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ نَشَاطَهُمْ وَهُمْ يَدُورُونَ حَوْلَ أَرِيحَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ؟ (ب) عَلَامَ يَدُلُّ ذلِكَ بِشَأْنِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٥ وَأَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ سَيَشْهَدُهَا بَعْدُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟ يُزَوِّدُ حِصَارُ أَرِيحَا ٱلَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ سِفْرُ يَشُوعَ نَمُوذَجًا لِمَا سَيَحْدُثُ. فَقَبْلَمَا دَمَّرَ ٱللّٰهُ أَرِيحَا، أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَدُورُوا حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْيَوْمِ طَوَالَ سِتَّةِ أَيَّامٍ. إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ تَكْثِيفُ نَشَاطِهِمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. قَالَ يَهْوَه لِيَشُوعَ: «تَدُورُونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيَنْفُخُ ٱلْكَهَنَةُ فِي ٱلْقُرُونِ. وَيَكُونُ عِنْدَمَا يُطْلِقُونَ صَوْتَ قَرْنِ ٱلْكَبْشِ، . . . أَنَّ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ يُطْلِقُونَ صَيْحَةَ حَرْبٍ عَظِيمَةً؛ فَيَسْقُطُ سُورُ ٱلْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ». (يش ٦:٢-٥) فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ تَوَسُّعٌ مُمَاثِلٌ فِي نَشَاطِنَا ٱلْكِرَازِيِّ. وَلكِنْ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، بِحُلُولِ وَقْتِ دَمَارِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ، سَنَكُونُ قَدْ رَأَيْنَا أَعْظَمَ شَهَادَةٍ لِٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ فِي تَارِيخِ هذَا ٱلْعَالَمِ.
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا سَيَكُونُ قَدْ أُنْجِزَ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٦ قَدْ يَأْتِي وَقْتٌ تَكُونُ فِيهِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلَّتِي نُعْلِنُهَا مِثْلَ «صَيْحَةِ حَرْبٍ عَظِيمَةٍ». فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا، تُشَبَّهُ رَسَائِلُ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَوِيَّةُ بِـ «بَرَدٍ عَظِيمٍ، كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهُ نَحْوُ ثِقْلِ وَزْنَةٍ».b وَتَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٦:٢١: «ضَرْبَتُهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا». فَمَا هُوَ ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي سَتَلْعَبُهُ ٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلْمُنَادَاةِ بِرَسَائِلِ ٱلدَّيْنُونَةِ هذِهِ؟ اَلْمُسْتَقْبَلُ وَحْدَهُ كَفِيلٌ بِإِعْطَاءِ ٱلْجَوَابِ. فَلْنَنْتَظِرْ وَنَرَ. لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَكِيدَ هُوَ أَنَّهُ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»، سَيَكُونُ ٱسْمُ يَهْوَه قَدْ عُرِفَ كَمَا لَمْ يَسْبِقْ أَنْ حَدَثَ فِي تَارِيخِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. — رؤ ٧:١٤؛ حز ٣٨:٢٣.
١٧ فَلْنَسْتَمِرَّ فِي إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِغَيْرَةٍ فِيمَا نَنْتَظِرُ ٱلْحَوَادِثَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَنَا! وَلكِنْ أَيَّةُ عَقَبَاتٍ نُوَاجِهُهُا وَنَحْنُ نَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ وَكَيْفَ نَتَخَطَّاهَا؟ سَنُجِيبُ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشيتان]
a إِنَّ مَوْقِعَنَا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت هُوَ gro.rewothctaw.www.
b إِذَا كَانَتِ ٱلْإِشَارَةُ هُنَا إِلَى ٱلْوَزْنَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ، فَهذَا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ بَرَدَةٍ تَزِنُ نَحْوَ ٢٠ كِيلُوغْرَامًا.
-
-
تخطي العقبات في الخدمة من بيت الى بيتبرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ
«اِسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ». — ١ تس ٢:٢.
١ أَيَّةُ عَقَبَاتٍ وَاجَهَهَا إِرْمِيَا، وَكَيْفَ تَمَكَّنَ مِنْ تَخَطِّيهَا؟
كَانَ إِرْمِيَا إِنْسَانًا بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا. فَعِنْدَمَا وَكَّلَهُ يَهْوَه أَنْ يَكُونَ «نَبِيًّا لِلْأُمَمِ»، صَرَخَ: «آهِ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ! هَا إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، لِأَنِّي صَبِيٌّ». لكِنَّهُ وَضَعَ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَه وَقَبِلَ تَعْيِينَهُ. (ار ١:٤-١٠) وَطَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ سَنَةً جَاهَدَ فِي وَجْهِ ٱللَّامُبَالَاةِ، ٱلرَّفْضِ، ٱلِٱسْتِهْزَاءِ، حَتَّى ٱلْعُنْفِ ٱلْجَسَدِيِّ. (ار ٢٠:١، ٢) وَرَغْمَ أَنَّهُ شَعَرَ أَحْيَانًا بِرَغْبَةٍ فِي ٱلِٱسْتِسْلَامِ، إِلَّا أَنَّهُ ثَابَرَ عَلَى إِعْلَانِ رِسَالَةٍ لَمْ تَلْقَ ٱسْتِحْسَانَ ٱلنَّاسِ وَلَمْ يَتَجَاوَبُوا مَعَهَا. فَبِفَضْلِ قُوَّةِ ٱللّٰهِ، تَمَكَّنَ إِرْمِيَا مِنْ إِنْجَازِ عَمَلٍ لَمْ يَكُنْ لِيُنْجِزَهُ بِقُوَّتِهِ ٱلْخَاصَّةِ. — اِقْرَأْ ارميا ٢٠:٧-٩.
٢، ٣ كَيْفَ يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ عَقَبَاتٍ مُشَابِهَةً لِتِلْكَ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا إِرْمِيَا؟
٢ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ يُمْكِنُهُمْ تَفَهُّمُ مَشَاعِرِ إِرْمِيَا. فَٱلْبَعْضُ مِنَّا قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ عِنْدَمَا كَانُوا يُفَكِّرُونَ فِي إِمْكَانِيَّةِ ٱشْتِرَاكِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ: ‹هذَا أَمْرٌ لَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ أَبَدًا›. مَعَ ذلِكَ، حِينَ أَدْرَكْنَا أَنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَه تَقْتَضِي أَنْ نُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ، تَغَلَّبْنَا عَلَى خَوْفِنَا وَٱبْتَدَأْنَا نَنْهَمِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا مَرُّوا بِظُرُوفٍ صَعَّبَتْ عَلَيْهِمْ، عَلَى ٱلْأَقَلِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، مُوَاصَلَةَ ٱلْكِرَازَةِ. مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ إِذًا أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ يَبْتَدِئَ ٱلْمَرْءُ بِٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَيُثَابِرَ عَلَيْهَا حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. — مت ٢٤:١٣.
٣ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه وَتَحْضُرُ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ مُنْذُ فَتْرَةٍ لكِنَّكَ تَتَرَدَّدُ فِي ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا مُعْتَمِدًا لكِنَّكَ تَسْتَصْعِبُ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي هذَا ٱلْوَجْهِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ أَنَّكَ قَادِرٌ جَسَدِيًّا عَلَى ذلِكَ؟ إِنَّ أَشْخَاصًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ يَتَخَطَّوْنَ ٱلْعَقَبَاتِ وَيَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ ذلِكَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه.
اِسْتِجْمَاعُ ٱلْجُرْأَةِ
٤ مَاذَا مَكَّنَ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ؟
٤ أَنْتَ تَعْرِفُ دُونَ شَكٍّ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ ٱلشُّهُودُ كَمَجْمُوعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لَا يُنْجَزُ بِقُوَّةٍ أَوْ حِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ، بَلْ بِرُوحِ ٱللّٰهِ. (زك ٤:٦) يَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ أَيْضًا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا كُلُّ مَسِيحِيٍّ إِفْرَادِيًّا. (٢ كو ٤:٧) وَهذَا مَا يُثْبِتُهُ مِثَالُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَعِنْدَمَا كَانَ يَتَذَكَّرُ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى أَيْدِي ٱلْمُقَاوِمِينَ فِي إِحْدَى رِحْلَاتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ، كَتَبَ قَائِلًا: «بَعْدَمَا تَأَلَّمْنَا أَوَّلًا وَلَقِينَا ٱلْإِهَانَةَ وَٱلْإِسَاءَةَ فِي فِيلِبِّي . . . ٱسْتَجْمَعْنَا ٱلْجُرْأَةَ بِإِلٰهِنَا لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ بِجِهَادٍ كَثِيرٍ». (١ تس ٢:٢؛ اع ١٦:٢٢-٢٤) قَدْ نَسْتَغْرِبُ ٱلْفِكْرَةَ أَنَّ كَارِزًا غَيُورًا كَبُولُسَ ٱعْتَبَرَ ٱلْكِرَازَةَ لِلْآخَرِينَ جِهَادًا. لكِنَّ مَا مَكَّنَهُ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ هُوَ ٱتِّكَالُهُ عَلَى يَهْوَه. وَهذَا مَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَهُ نَحْنُ أَيْضًا. (اِقْرَأْ افسس ٦:١٨-٢٠.) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ بُولُسَ؟
٥ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِٱسْتِجْمَاعِ ٱلْجُرْأَةِ مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٥ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِٱسْتِجْمَاعِ ٱلْجُرْأَةِ مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ هِيَ ٱلصَّلَاةُ. عَبَّرَتْ إِحْدَى ٱلْفَاتِحَاتِ قَائِلَةً: «أُصَلِّي لِأَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِثِقَةٍ، أُصَلِّي لِكَيْ أَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ، وَأُصَلِّي أَنْ أَفْرَحَ بِخِدْمَتِي. فَهذَا فِي ٱلنِّهَايَةِ هُوَ عَمَلُ يَهْوَه، وَلَيْسَ عَمَلَنَا. لِذلِكَ لَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَ شَيْءٍ دُونَ مُسَاعَدَتِهِ». (١ تس ٥:١٧) فَجَمِيعُنَا يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِيُسَاعِدَنَا رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ. — لو ١١:٩-١٣.
٦، ٧ (أ) أَيَّةُ رُؤْيَا شَاهَدَهَا حَزْقِيَالُ، وَمَاذَا تَعْنِي؟ (ب) أَيُّ دَرْسٍ تَتَضَمَّنُهُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
٦ يَكْشِفُ سِفْرُ حَزْقِيَالَ أَمْرًا آخَرَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ. فَفِي إِحْدَى ٱلرُّؤَى، أَعْطَى يَهْوَه حَزْقِيَالَ دَرْجًا كُتِبَ عَلَى وَجْهَيْهِ «مَرَاثٍ وَآهَاتٌ وَعَوِيلٌ» وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَهُ قَائِلًا: «يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، أَطْعِمْ جَوْفَكَ وَٱمْلَأْ أَحْشَاءَكَ بِهٰذَا ٱلدَّرْجِ ٱلَّذِي أُعْطِيكَ إِيَّاهُ». فَمَاذَا عَنَتْ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا؟ كَانَ عَلَى حَزْقِيَالَ أَنْ «يَهْضِمَ» كَامِلًا ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي سَيَنْقُلُهَا. فَكَانَ يَجِبُ أَنْ تَصِيرَ جُزْءًا مِنْهُ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، مُؤَثِّرَةً فِي عَوَاطِفِهِ. ثُمَّ يَمْضِي ٱلنَّبِيُّ قَائِلًا: «أَكَلْتُهُ فَصَارَ فِي فَمِي كَٱلْعَسَلِ حَلَاوَةً». فَحَزْقِيَالُ ٱسْتَلَذَّ وَفَرِحَ بِإِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ جَهْرًا تَمَامًا كَمَا يَسْتَلِذُّ بِأَكْلِ ٱلْعَسَلِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ يُمَثِّلَ يَهْوَه وَيُتَمِّمَ ٱلتَّعْيِينَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ، حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ نَقْلَ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى شَعْبٍ غَيْرِ مُتَجَاوِبٍ. — اِقْرَأْ حزقيال ٢:٨–٣:٤، ٧-٩.
٧ تَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا دَرْسًا قَيِّمًا لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ. فَنَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا نَقْلُ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى أُنَاسٍ لَا يُقَدِّرُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ جُهُودَنَا. وَلِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱعْتِبَارِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱمْتِيَازًا مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللّٰهُ، يَجِبُ أَنْ نَتَغَذَّى دَائِمًا بِكَلِمَتِهِ. فَٱلدَّرْسُ ٱلسَّطْحِيُّ أَوْ غَيْرُ ٱلْمُنْتَظِمِ لَيْسَ كَافِيًا كَيْ «نَهْضِمَ» كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ قِرَاءَتِكَ وَدَرْسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَنْ تَجْعَلَهُمَا مُنْتَظِمَيْنِ؟ وَهَلْ يُمْكِنُكَ تَخْصِيصُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا تَقْرَأُهُ؟ — مز ١:٢، ٣.
اَلِٱبْتِدَاءُ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٨ أَيُّ أُسْلُوبٍ يُسَاعِدُ بَعْضَ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟
٨ يَشْعُرُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ أَنَّ أَصْعَبَ جُزْءٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هُوَ ٱلْعِبَارَاتُ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةُ. لَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلِٱبْتِدَاءُ بِمُحَادَثَةٍ مَعَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ فِي بَعْضِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ. لِذلِكَ يَشْعُرُ بَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ بِٱرْتِيَاحٍ أَكْبَرَ إِذَا ٱبْتَدَأُوا عَرْضَهُمْ عَلَى ٱلْبَابِ بِقَوْلِ كَلِمَاتٍ مُخْتَارَةٍ بِعِنَايَةٍ ثُمَّ إِعْطَاءِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ إِحْدَى نَشَرَاتِنَا، كَمَا يُوضِحُ ٱلْإِطَارُ ٱلْمُرَافِقُ. فَقَدْ يَلْفِتُ عُنْوَانُ ٱلنَّشْرَةِ أَوِ ٱلصُّورَةُ ٱلْغَنِيَّةُ بِٱلْأَلْوَانِ ٱنْتِبَاهَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ، مِمَّا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَذْكُرَ بِٱخْتِصَارٍ هَدَفَ زِيَارَتِنَا وَنَطْرَحَ عَلَيْهِ سُؤَالًا. وَٱلْبَدِيلُ لِهذَا ٱلْأُسْلُوبِ هُوَ أَنْ نُرِيَ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ ثَلَاثَ أَوْ أَرْبَعَ نَشَرَاتٍ وَنَطْلُبَ مِنْهُ ٱخْتِيَارَ نَشْرَةٍ تَهُمُّهُ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ هَدَفَنَا لَيْسَ مُجَرَّدَ تَوْزِيعِ ٱلنَّشَرَاتِ أَوِ ٱسْتِعْمَالِهَا عِنْدَ كُلِّ بَابٍ بَلِ ٱلْبَدْءُ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَدِّي إِلَى دُرُوسٍ بَيْتِيَّةٍ.
٩ لِمَاذَا ٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْجَيِّدُ مُهِمٌّ؟
٩ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي تَسْتَخْدِمُهُ، فَإِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ سَيُسَاعِدُكَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْحَمَاسَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. قَالَ أَحَدُ ٱلْفَاتِحِينَ: «أَشْعُرُ بِفَرَحٍ أَكْبَرَ إِذَا كُنْتُ مُسْتَعِدًّا جَيِّدًا. فَٱلِٱسْتِعْدَادُ يَجْعَلُنِي رَاغِبًا فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْعَرْضِ ٱلَّذِي حَضَّرْتُهُ». وَقَالَ فَاتِحٌ آخَرُ: «عِنْدَمَا أَطَّلِعُ عَلَى مُحْتَوَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي سَأُقَدِّمُهَا، أَتَحَمَّسُ لِٱسْتِخْدَامِهَا». وَفِي حِينِ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ تُرَاجِعَ مَا سَتَقُولُهُ فِي قَلْبِكَ، غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَجِدُونَ أَنَّهُمْ يَسْتَفِيدُونَ أَكْثَرَ إِذَا تَمَرَّنُوا عَلَى عَرْضِهِمْ بِصَوْتٍ عَالٍ. فَهذَا يُسَاعِدُهُمْ عَلَى إِعْطَاءِ يَهْوَه أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ. — كو ٣:٢٣؛ ٢ تي ٢:١٥.
١٠ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِجَعْلِ ٱجْتِمَاعَاتِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ عَمَلِيَّةً وَمُفِيدَةً؟
١٠ وَٱلْأَمْرُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فَعَّالَةً وَمُفْرِحَةً هُوَ أَنْ تَكُونَ ٱجْتِمَاعَاتُ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ عَمَلِيَّةً. فَصَحِيحٌ أَنَّهُ يُمْكِنُ قِرَاءَةُ ٱلْآيَةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَمُنَاقَشَتُهَا بِإِيجَازٍ عِنْدَمَا تَكُونُ مُرْتَبِطَةً مُبَاشَرَةً بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْأَخَ ٱلَّذِي يُدِيرُ ٱجْتِمَاعَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ يَنْبَغِي أَنْ يُنَاقِشَ عَرْضًا بَسِيطًا يُنَاسِبُ ٱلْمُقَاطَعَةَ أَوْ يُقَدِّمَ تَمْثِيلِيَّةً عَنْهُ. كَمَا أَنَّ بِإِمْكَانِهِ مُنَاقَشَةَ مَعْلُومَاتٍ عَمَلِيَّةٍ يُمْكِنُ ٱسْتِخْدَامُهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ. فَهذَا سَيُجَهِّزُ ٱلْحَاضِرِينَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ لِتَقْدِيمِ شَهَادَةٍ فَعَّالَةٍ. وَلِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ دُونَ تَخَطِّي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْآخَرُونَ ٱلَّذِينَ يُدِيرُونَ هذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ مُسْتَعِدِّينَ مُسْبَقًا بِشَكْلٍ جَيِّدٍ. — رو ١٢:٨.
أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِصْغَاءِ
١١، ١٢ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ أَنْ نَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ وَنُوصِلَ إِلَيْهِمِ ٱلْبِشَارَةِ؟ أَعْطُوا أَمْثِلَةً تُثْبِتُ ذلِكَ.
١١ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ ٱلْجَيِّدِ، يَلْزَمُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ عَمِيقٍ بِٱلْآخَرِينَ كَيْ نَبْتَدِئَ بِمُنَاقَشَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَمَسَّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا هِيَ ٱلْإِصْغَاءُ. عَلَّقَ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ: ‹لِلصَّبْرِ وَٱلْإِصْغَاءِ قُدْرَةٌ مُذْهِلَةٌ عَلَى جَذْبِ ٱلنَّاسِ وَهُمَا يُعْطِيَانِ دَلِيلًا رَائِعًا عَلَى ٱهْتِمَامِكَ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلشَّدِيدِ›. فَٱلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ إِلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمِفْتَاحَ ٱلَّذِي يَفْتَحُ قَلْبَهُ، كَمَا يُظهِرُ ٱلِٱخْتِبَارُ ٱلتَّالِي.
١٢ فِي رِسَالَةٍ نُشِرَتْ فِي صَحِيفَةِ لُو پْرُوڠْرِي ٱلصَّادِرَةِ فِي سَان إِيتْيين بِفَرَنْسَا، وَصَفَتِ ٱمْرَأَةٌ زِيَارَةَ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلشُّهُودِ قَرَعَا بَابَهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ فَاجِعَةِ وَفَاةِ طِفْلَتِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ لَا تَزَالُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ مِنْ عُمْرِهَا. كَتَبَتْ تَقُولُ: «أَدْرَكْتُ فَوْرًا أَنَّهُمَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه. كُنْتُ أُوشِكُ أَنْ أَصْرِفَهُمَا بِلُطْفٍ عِنْدَمَا لَاحَظْتُ أَنَّ فِي حَوْزَتِهِمَا كُرَّاسَةً تُوضِحُ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِٱلْأَلَمِ. فَقَرَّرْتُ إِدْخَالَهُمَا بِهَدَفِ دَحْضِ حُجَجِهِمَا. . . . [لكِنَّهُمَا] ٱسْتَمَعَا لِي بِتَعَاطُفٍ شَدِيدٍ طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ. وَعِنْدَمَا أَرَادَا ٱلرَّحِيلَ، أَحْسَسْتُ بِأَنَّنِي أَفْضَلُ حَالًا فَوَافَقْتُ عَلَى زِيَارَتِي مَرَّةً أُخْرَى». (رو ١٢:١٥) وَقَدْ قَبِلَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَا تَذَكَّرَتْهُ ٱلْمَرْأَةُ عَنِ ٱلزِّيَارَةِ ٱلْأُولَى لَمْ يَكُنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قِيلَتْ لَهَا بَلْ كَيْفَ جَرَى ٱلْإِصْغَاءُ إِلَيْهَا.
١٣ كَيْفَ نُعَدِّلُ عَرْضَنَا لِلْبِشَارَةِ حَسَبَ حَاجَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ؟
١٣ حِينَ نُصْغِي بِتَعَاطُفٍ إِلَى ٱلنَّاسِ، نُتِيحُ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِيُعَبِّرُوا لَنَا لِمَاذَا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ، مِمَّا يُسَاعِدُنَا عَلَى نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَيْهِمْ. لَا شَكَّ أَنَّكَ لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلْمُبَشِّرِينَ ٱلْفَعَّالِينَ هُمْ عَادَةً مُصْغُونَ جَيِّدُونَ. (ام ٢٠:٥) فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَصِيلٍ بِٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَلْتَقُونَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَهُمْ لَا يُدَوِّنُونَ ٱسْمَ وَعُنْوَانَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا مَا هِيَ ٱهْتِمَامَاتُهُمْ وَحَاجَاتُهُمْ. وَعِنْدَمَا يُعَبِّرُ أَحَدٌ أَنَّ مَوْضُوعًا مَا يَهُمُّهُ، يَقُومُونَ بِٱلْبَحْثِ حَوْلَ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ وَيَعُودُونَ بِسُرْعَةٍ لِزِيَارَتِهِ بِهَدَفِ إِخْبَارِهِ بِنَتَائِجِ بَحْثِهِمْ. وَعَلَى غِرَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ، يُعَدِّلُونَ عَرْضَهُمْ لِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَسَبَ حَاجَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَلْتَقُونَهُمْ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٩:١٩-٢٣.) وَهذَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْمُخْلِصُ يَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْبِشَارَةِ وَيَعْكِسُ بِشَكْلٍ رَائِعٍ «حَنَانَ إِلٰهِنَا». — لو ١:٧٨.
حَافِظْ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ
١٤ كَيْفَ نَعْكِسُ صِفَاتِ يَهْوَه فِيمَا نَقُومُ بِخِدْمَتِنَا؟
١٤ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ يُقَدِّرُنَا كَأَفْرَادٍ حِينَ وَهَبَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ ٱلْإِلهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَهُوَ لَا يُجْبِرُ أَحَدًا عَلَى خِدْمَتِهِ بَلْ يُنَاشِدُ ٱلنَّاسَ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَحَبَّةِ وَيُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ تَدَابِيرَهُ ٱلرَّائِعَةَ. (رو ٢:٤) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِتَقْدِيمِ ٱلْبِشَارَةِ كُلَّ مَرَّةٍ بِطَرِيقَةٍ تَعْكِسُ صِفَاتِ إِلهِنَا ٱلرَّحِيمِ. (٢ كو ٥:٢٠، ٢١؛ ٦:٣-٦) لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَلْزَمُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٥ (أ) مَاذَا أَوْصَى يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَهُمْ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى إِيجَادِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ؟
١٥ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَلَّا يَقْلَقُوا إِذَا رَفَضَ ٱلْبَعْضُ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي يَحْمِلُونَهَا، بَلْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى إِيجَادِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ. (اِقْرَأْ متى ١٠:١١-١٥.) وَمَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ذلِكَ هُوَ رَسْمُ أَهْدَافٍ صَغِيرَةٍ يُمْكِنُ بُلُوغُهَا. مَثَلًا، يُشَبِّهُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ نَفْسَهُ بِمُنَقِّبٍ قَائِلًا: «أَنَا أَتَطَلَّعُ بِلَهْفَةٍ إِلَى إِيجَادِ ٱلذَّهَبِ هذَا ٱلْيَوْمَ». وَثَمَّةَ أَخٌ آخَرُ يَضَعُ هَدَفًا أَنْ ‹يَلْتَقِيَ شَخْصًا مُهْتَمًّا وَاحِدًا كُلَّ أُسْبُوعٍ وَيَعُودَ لِتَنْمِيَةِ هذَا ٱلِٱهْتِمَامِ فِي غُضُونِ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ›. كَمَا يَجْعَلُ نَاشِرُونَ آخَرُونَ هَدَفَهُمْ أَنْ يَقْرَأُوا عَلَى ٱلْأَقَلِّ آيَةً وَاحِدَةً عَلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ إِذَا أَمْكَنَ. فَأَيُّ هَدَفٍ وَاقِعِيٍّ يُمْكِنُكَ أَنْ تَضَعَهُ لِنَفْسِكَ؟
١٦ مَا هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ؟
١٦ إِنَّ نَجَاحَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لَا يَعْتَمِدُ فَقَطْ عَلَى تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. فَصَحِيحٌ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي خَلَاصِ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ، إِلَّا أَنَّهُ يُحَقِّقُ أَيْضًا أَهْدَافًا مُهِمَّةً أُخْرَى. فَٱلْخِدْمَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُتِيحُ لَنَا ٱلْفُرْصَةَ لِلْبُرْهَانِ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه. (١ يو ٥:٣) وَتُمَكِّنُنَا أَيْضًا مِنْ تَجَنُّبِ ذَنْبِ سَفْكِ ٱلدَّمِ. (اع ٢٠:٢٦، ٢٧) كَمَا أَنَّهَا تَخْدُمُ كَتَحْذِيرٍ لِلْأَشْرَارِ أَنَّ «سَاعَةَ دَيْنُونَةِ [ٱللّٰهِ] قَدْ جَاءَتْ». (رؤ ١٤:٦، ٧) وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ ٱلْوَسِيلَةُ لِتَسْبِيحِ ٱسْمِ يَهْوَه فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. (مز ١١٣:٣) لِذلِكَ سَوَاءٌ سَمِعَ ٱلنَّاسُ أَوْ لَمْ يَسْمَعُوا، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى إِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَجُهُودُنَا هذِهِ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ هِيَ جَمِيلَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَه. — رو ١٠:١٣-١٥.
١٧ أَيُّ أَمْرٍ سَيُجْبَرُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهِ عَمَّا قَرِيبٍ؟
١٧ رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ يَسْتَخِفُّونَ بِعَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ، فَعَمَّا قَرِيبٍ سَتَتَغَيَّرُ نَظْرَتُهُمْ إِلَيْهِ. (مت ٢٤:٣٧-٣٩) فَقَدْ أَكَّدَ يَهْوَه لِحَزْقِيَالَ أَنَّهُ عِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ ٱلدَّيْنُونَةُ ٱلَّتِي نَادَى بِهَا، فَإِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَ «سَيَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ». (حز ٢:٥) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، عِنْدَمَا يُنَفِّذُ ٱللّٰهُ دَيْنُونَتَهُ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ، سَيُجْبَرُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا شُهُودُ يَهْوَه فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ مِنَ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَه، وَأَنَّ ٱلشُّهُودَ كَانُوا فِعْلًا يَخْدُمُونَ كَمُمَثِّلِينَ عَنْهُ. وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ أَنْ نَحْمِلَ ٱسْمَهُ وَنُعْلِنَ رِسَالَتَهُ فِي هذَا ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاسِمِ! فَلْنَسْتَمِرَّ بِقُوَّةِ إِلهِنَا فِي تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.
-