-
علِّموا جهرا ومن بيت الى بيتبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
علِّموا جهرا ومن بيت الى بيت
«لم أُحجم عن . . . تعليمكم جهرا ومن بيت الى بيت.» — اعمال ٢٠:٢٠، «باينتون.»
١ كيف علَّق كاهن كاثوليكي على فعَّالية خدمة شهود يهوه من بيت الى بيت؟
«الكاثوليك يأخذون الانجيل من باب الى باب.» هكذا ورد عنوان في ذا پروڤيدانس صنداي جورنال عدد ٤ تشرين الاول ١٩٨٧. وأخبرت الصحيفة ان الهدف الرئيسي لهذا النشاط هو «دعوة بعض اعضاء رعية الابرشية الخاملين الى العودة الى حياة رعوية اكثر نشاطا.» والكاهن جون ألاّرْد، مدير مكتب التبشير في اسقفية پروڤيدانس، اقتُبس منه قوله: «بالتأكيد، سيكون هنالك الكثير من الشك. فالناس سيقولون، ‹ها هم، تماما مثل شهود يهوه.› لكنّ شهود يهوه فعَّالون، أليسوا كذلك؟ انا واثق انه يمكنكم ان تذهبوا الى اية قاعة للملكوت في الولاية [رود آيلند، الولايات المتحدة الاميركية،] وتجدوا جماعات ملآنة كاثوليكا سابقين.»
٢ اي سؤال يثار على نحو ملائم؟
٢ نعم، ان شهود يهوه معروفون جيدا بخدمتهم الفعَّالة من بيت الى بيت. ولكن لماذا يذهبون من بيت الى بيت؟
الاسلوب الرسولي
٣ (أ) اي تفويض اعطاه يسوع المسيح لتلاميذه؟ (ب) بأية طريقة رئيسية انجز أتباع المسيح الاولون تفويضهم؟
٣ اعطى يسوع المسيح أتباعه هذا التفويض ذا المعنى: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.» (متى ٢٨:١٩، ٢٠) ان الطريقة الرئيسية التي بها كان هذا العمل سيُنجز صارت واضحة على الفور بعد يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. «كانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل و (من بيت الى بيت) معلّمين ومبشرين بيسوع المسيح.» (اعمال ٥:٤٢) وبعد حوالي ٢٠ سنة، كان الرسول بولس يشترك في الخدمة من بيت الى بيت، لانه ذكَّر الشيوخ المسيحيين من مدينة افسس: «لم اؤَخِّر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلّمتكم به (جهرا ومن بيت الى بيت).» — اعمال ٢٠:٢٠.
٤ لماذا يمكننا القول ان الاعمال ٥:٤٢ والاعمال ٢٠:٢٠ تعنيان ان كرازة أتباع يسوع كانت موزَّعة من بيت الى بيت؟
٤ في الاعمال ٥:٤٢ تُترجَم الكلمات «(من بيت الى بيت)» من كات أُيْكُن. وهنا تُستعمل كاتا بمعنى «توزيعي.» لذلك جرى توزيع كرازة التلاميذ من بيت الى آخر. واذ علَّق على اعمال ٢٠:٢٠، كتب راندولف أ. يِيْڠر ان بولس علَّم «في التجمُّعات العامة [دِموسِيا] ومن بيت الى بيت ([كاتا] التوزيعية مع صيغة المفعولية) على حد سواء. لقد قضى بولس ثلاث سنوات في افسس. وزار كل بيت، او على الاقلّ كرز لكل الناس (عدد ٢٦). وهذا ترخيص مؤسس على الاسفار المقدسة في التبشير من بيت الى بيت بالاضافة الى ذاك الذي يواصَل في الاجتماعات العامة.»
٥ في الاعمال ٢٠:٢٠ لماذا لم يكن بولس يشير فقط الى الزيارات القصيرة الاجتماعية للشيوخ او الى الزيارات الرعائية؟
٥ يَظهر استعمال مماثل لـ كاتا في لوقا ٨:١، عج، التي تتكلم عن كرازة يسوع «من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية.» واستعمل بولس صيغة الجمع كات أُيْكوس في اعمال ٢٠:٢٠. وهنا تُقرأ بعض ترجمات الكتاب المقدس «في بيوتكم.» لكنّ الرسول لم يكن يشير فقط الى الزيارات القصيرة الاجتماعية للشيوخ او الى الزيارات الرعائية في بيوت الرفقاء المؤمنين. فكلماته التالية تُظهر انه كان يتكلم عن الخدمة من بيت الى بيت بين غير المؤمنين، لانه قال: «شاهدا لليهود بالتوبة الى اللّٰه والايمان الذي بربنا يسوع المسيح.» (اعمال ٢٠:٢١) والرفقاء المؤمنون كانوا قد تابوا ومارسوا الايمان بيسوع. لذلك، فإن الاعمال ٥:٤٢ والاعمال ٢٠:٢٠ على السواء تتعلقان بالكرازة لغير المؤمنين «(من بيت الى بيت)،» او من باب الى باب.
لا بديل لذلك
٦ ماذا قيل بشأن طبيعة عمل بولس الكرازي في افسس؟
٦ واذ علَّق على كلمات بولس في الاعمال ٢٠:٢٠، في السنة ١٨٤٤ كتب آبييل آبّوت ليڤِرمور: «لم يكن مكتفيا بمجرد القاء محاضرات في التجمُّع العام، والاستغناء عن الوسائل الاخرى، لكنه تابع بغيرة عمله العظيم على انفراد، من بيت الى بيت، وحمل حرفيا حق السماء الى مساكن وقلوب الافسسيين.» وفي الآونة الاخيرة جرت الملاحظة: «نشْر الانجيل من بيت الى بيت ميَّز مسيحيي القرن الاول من البداية (قارنوا اعمال ٢:٤٦؛ ٥:٤٢). . . . وكان [بولس] قد تحرَّر تماما من مسؤوليته تجاه اليهود والامم في افسس على حد سواء، وتُركوا دون عذر اذا هلكوا في خطاياهم.» — التعليق الويزْلي على الكتاب المقدس، المجلَّد ٤، الصفحتان ٦٤٢، ٦٤٣.
٧ لماذا يمكن القول ان اللّٰه يوافق على خدمة شهود يهوه من بيت الى بيت؟
٧ على الرغم من ان الخطابة العامة لها مكانها في اعلان البشارة، فهي ليست بديلا للاتصال الشخصي عند الباب. وفي هذا الصدد، قال عالم الكتاب المقدس جوزيف أديسون ألكْسَنْدر: «لم تبتكر الكنيسة بعدُ شيئا ليحل محل او ينافس اثر الكنيسة والكرازة البيتية.» وكما يعبِّر عن ذلك عالم الكتاب المقدس أُو. ا. هِلْز: «ان التعليم العام والتعليم من بيت الى بيت يجب ان يسيرا معا.» وشهود يهوه يزوِّدون التعليم من خلال المحاضرات في اجتماعاتهم العامة الاسبوعية. ولديهم ايضا دليل واضح على ان الاسلوب الرسولي لنشر حق الكتاب المقدس من بيت الى بيت انما هو فعَّال. ويهوه بالتأكيد يوافق عليه، اذ انه نتيجة لخدمة كهذه يجعل الآلافَ يجرون الى عبادته المرفَّعة كل سنة. — اشعياء ٢:١-٤؛ ٦٠:٨، ٢٢.
٨ (أ) ماذا قيل عن السبب الذي من اجله تكون الكرازة من بيت الى بيت فعَّالة؟ (ب) كيف يمكن مقارنة شهود يهوه ببولس في الكرازة على عتبة الباب والشهادة الاخرى؟
٨ وقال مرجع آخر: «يجد الناس ان تذكُّر التعليم على عتبة بابهم اسهل من تذكُّره على عتبة الكنيسة.» حسنا، لقد كان بولس على عتبات الابواب على نحو قانوني، راسما مثالا حسنا كخادم. «لم يكن مكتفيا بالتعليم والمحاضرة في المجمع والسوق،» كتب عالم الكتاب المقدس إدوين و. رايس. «كان ‹يعلِّم› دائما باجتهاد ‹من بيت الى بيت.› لقد كان صراعا مع الشر من بيت الى بيت، يدا بيد، وجها لوجه، ولربح اناس للمسيح، ذاك الذي شنَّه في افسس.» ويدرك شهود يهوه ان المناقشات الشخصية على عتبة الباب فعَّالة. وعلاوة على ذلك، انهم يقومون بالزيارات المكررة ويسعدهم ان يتكلموا مع المقاومين ايضا اذا سمح هؤلاء الافراد بأن تحدث مناقشات منطقية. كم يشبهون بولس! وفيما يتعلق به، كتب ف. ن. پِلوبِت: «لم يكن عمل بولس كله في الاجتماعات. فقد زار دون شك اناسا كثيرين شخصيا في بيوتهم الخاصة كلما علِم بأحد يستعلم، او مهتم جدا او حتى مقاوم بصفته مستعدا للتحدث عن الدين.»
شيوخ ليأخذوا القيادة
٩ اي مثال رسمه بولس للشيوخ الرفقاء؟
٩ وأيّ مثال رسمه بولس للشيوخ الرفقاء؟ لقد اظهر انهم يجب ان يكونوا منادين بالبشارة من بيت الى بيت شجعانا لا يكلّون. وفي سنة ١٨٧٩، كتب ج. ڠلِنْتوورث بَتلر: «عرف [الشيوخ الافسسيون] انه في كرازته [بولس] كان غير متأثر كاملا بفكرة الخطر او الشعبية الشخصيين؛ انه لم يمسك شيئا عن الحق اللازم؛ ولم يمعن النظر، بمحاباة من طرف واحد، في الاوجه الغريبة او غير المألوفة للحق، لكنه قدَّم بالحاح فقط ما هو مفيد ‹من اجل التثقيف،› او البنيان: كل مشورة اللّٰه بنقاوتها وتمامها! وهذا ‹الاظهار› الامين، هذا ‹التعليم› الغيور للحق المسيحي كان ممارسته، ليس فقط في مدرسة تيرانُّس وفي اماكن تجمُّع التلاميذ الاخرى، بل في كل بيت يمكن الوصول اليه. من بيت الى بيت، ومن نفس الى نفس، يوما بعد يوم حمل الانباء السارة برغبة وتوق شبيهين بالمسيح. لكل الطبقات والعروق، لليهود العدائيين ولليونانيين المستهزئين، كان محوره الوحيد — الذي يشمل، اذ يقدَّم كاملا، كل الحقائق المخلِّصة الاساسية الاخرى — التوبة الى اللّٰه، والايمان بربنا يسوع المسيح.»
١٠ و ١١ (أ) في ما يتعلق بالخدمة المسيحية، ماذا توقَّع بولس من الشيوخ الافسسيين؟ (ب) مثل بولس، في اي نوع من الكرازة ينهمك شهود يهوه، بمن فيهم الشيوخ؟
١٠ من حيث الاساس، اذًا، ماذا توقَّع بولس من الشيوخ الافسسيين؟ اعاد إ. س. يونڠ صياغة كلمات الرسول بهذه الطريقة: «لم اتكلم فقط جهارا، لكنني جاهدت من بيت الى بيت، مع كل الطبقات، اليهود والامم على السواء. ومحور خدمتي لكل الطبقات كان ‹التوبة الى اللّٰه والايمان بربنا يسوع المسيح.›» واذ وضع كلمات بولس بطريقة اخرى كتب و. ب. رايلي: «ان المعنى الواضح كان: ‹اتوقَّع منكم ان تستمروا في ما بدأته، ان تفعلوا وتعلِّموا على السواء وأتوقع منكم ان تقاوموا كما قاومت انا؛ ان تعلِّموا على انفراد وجهارا على السواء كما فعلت انا في الشوارع ومن بيت الى بيت، ان تشهدوا على نحو مشابه لليهود ولليونانيين بالتوبة الى اللّٰه والايمان بربنا يسوع المسيح، لأن هذه هي الامور الاساسية!›»
١١ على نحو واضح، في الاعمال الاصحاح ٢٠، كان بولس يُظهر للشيوخ الرفقاء انه يُتوقَّع منهم ان يكونوا شهودا ليهوه من بيت الى بيت. وفي هذا الصدد، كان الشيوخ في القرن الاول سيأخذون القيادة، راسمين مثالا لائقا لاعضاء الجماعة الآخرين. (قارنوا عبرانيين ١٣:١٧.) اذًا، مثل بولس، يكرز شهود يهوه من بيت الى بيت، مخبرين الناس من كل الامم عن ملكوت اللّٰه، التوبة اليه، والايمان بيسوع المسيح. (مرقس ١٣:١٠؛ لوقا ٢٤:٤٥-٤٨) وفي عمل كهذا من بيت الى بيت، يُتوقَّع من الشيوخ المعيَّنين بين الشهود العصريين ان يأخذوا القيادة. — اعمال ٢٠:٢٨.
١٢ ماذا رفض ان يفعله بعض الشيوخ السابقين، ولكن في اي شيء يأخذ الشيوخ القيادة اليوم؟
١٢ في السنة ١٨٧٩ ابتدأ تشارلز تاز رصل بنشر برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح، التي تُدعى الآن برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه. وأعلن رصل وتلاميذ آخرون للكتاب المقدس رسالة الملكوت بالطريقة الرسولية. ولكن في سنوات لاحقة لم يحيَ بعض شيوخ الجماعات وفق مسؤوليات شهادتهم. على سبيل المثال، كتب احد الشهود: «سار كل شيء على ما يرام حتى جاء الاعلان ان يشترك الجميع في الشهادة من بيت الى بيت مع المطبوعات وخصوصا في عمل يوم الاحد من بيت الى بيت — هذا في السنة ١٩٢٧. فعارض شيوخنا المنتخَبون وحاولوا ان يثبِّطوا الصف بكامله عن تبني عمل كهذا او الانهماك في ايّ جزء منه.» وفي حينه، لم يعد يُمنح الرجال الذين لا ينهمكون في الكرازة من بيت الى بيت امتياز الخدمة كشيوخ. واليوم ايضا يُتوقَّع من الذين يخدمون كشيوخ وخدام مساعدين ان يأخذوا القيادة في الشهادة من بيت الى بيت والاشكال الاخرى للخدمة المسيحية.
كل فرد هو شاهد
١٣ (أ) ماذا يجب ان نفعل حتى ان لم يصغِ الناس الى رسالة الملكوت؟ (ب) كيف قورن بولس بحزقيال؟
١٣ بمساعدة يهوه، يجب ان يعلن المسيحيون رسالة الملكوت من بيت الى بيت حتى ان لم تُستقبَل بتقدير. وكرقيب للّٰه، كان على حزقيال ان يحذِّر الناس سواء اصغوا او لا. (حزقيال ٢:٥-٧؛ ٣:١١، ٢٧؛ ٣٣:١-٦) واذ اقام تناظرا بين حزقيال وبولس، كتب إ. م. بلايكلوك: «تنبثق من [كلام بولس في الاعمال الاصحاح ٢٠] صورة واضحة للخدمة في افسس. لاحظوا ما يلي: اولا، امانة بولس البالغة الاهمية. فهو لم يكن طالبا الشعبية او رضى الجمهور. واذ عُيِّنت له كحزقيال مهمة رقيب، ادّى واجبه بغيرة وطريقة مستقيمتين ليدعم كلامه. ثانيا، تعاطفه الحبي. فهو لم يكن رجلا تتلفظ شفتاه بكلمات ادانة دون عاطفة. ثالثا، تبشيره الذي لا يعرف التعب. فقد كرز بالانجيل جهرا ومن بيت الى بيت، في المدينة وفي كل انحاء الولاية.»
١٤ لماذا الشهادة هي مسؤولية كل من يصنع انتذارا ليهوه اللّٰه في الصلاة بواسطة يسوع المسيح؟
١٤ ان بركة اللّٰه الوافرة على خدامه العصريين لا تترك شكا في انه مسرور بأنهم يحملون الاسم شهود يهوه. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢) وعلاوة على ذلك، انهم شهود المسيح ايضا، لأن يسوع قال لأتباعه: «ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض.» (اعمال ١:٨) ولذلك فان الشهادة هي مسؤولية كل من يصنع انتذارا ليهوه اللّٰه في الصلاة بواسطة يسوع المسيح.
١٥ ماذا قيل عن عمل شهادة المسيحيين الاولين؟
١٥ قيل عن الشهادة: «لقد شملت الكنيسة بكاملها. فالعمل الارسالي للكنيسة الباكرة لم يكن مسؤولية الجمعية الارسالية للنساء او الهيئة الارسالية الاجنبية. ولم يُترك عمل الشهادة للاختصاصيين كالشيوخ، الشمامسة، او حتى الرسل. . . . ففي تلك الايام الباكرة كانت الكنيسة ارسالية. والبرنامج الارسالي للكنيسة الباكرة كان مؤسسا على افتراضين: (١) مهمة الكنيسة الرئيسية هي تبشير العالم. (٢) مسؤولية انجاز هذه المهمة تقع على الجماعة المسيحية بكاملها.» — ج. هربرت كاين.
١٦ حتى الكتَّاب في العالم المسيحي يصنعون اي اعتراف في ما يتعلق بالمسيحيين والشهادة؟
١٦ مع ان الكتَّاب العصريين للعالم المسيحي لا يوافقون على رسالة الملكوت، يعترف البعض بأن لدى المسيحيين التزام الشهادة. مثلا، في الكتاب كل فرد هو خادم، يعلّق اوسكار إ. فويخت: «لا يمكن لأيّ قس ان يتمم الخدمة التي اعطاها اللّٰه لكل مؤمن. وللأسف فان قرونا من التفكير الخاطئ في الكنيسة جعلت مهمات ٥٠٠ من اعضاء رعية الابرشية مهمة قس واحد. ولم يكن الامر كذلك في الكنيسة الباكرة. فالذين آمنوا كانوا يذهبون الى كل مكان كارزين بالكلمة.»
١٧ ماذا يمكن ان يقال عن المكان الذي كان للشهادة في حياة المسيحيين الاولين؟
١٧ كانت الشهادة الامر الاعظم في حياة المسيحيين الاولين، تماما كما هي بين شعب يهوه اليوم. «اذ نتكلم بوجه عام،» كتب ادْوَرْد كالدويل مور من جامعة هارْڤَرْد، «فان القرون الثلاثة الاولى للحركة المسيحية تميَّزت بحماسة كبيرة لنشر الايمان. والرغبة المسيحية كانت التبشير، الإخبار برسالة الفداء. . . . لكنّ انتشار تأثير وتعاليم يسوع في الفترة الابكر كان مدينا بمجرد جزء صغير لاناس يجب ان ندعوهم مرسَلين. فقد كان ذلك انجاز اناس من كل مهنة وصنعة ومن كل طبقة في المجتمع. لقد حملوا الى الحدود القصوى للامبراطورية [الرومانية] ذلك السرَّ للحياة الروحية، ذلك الموقف الجديد من العالم، الذي في اختبارهم شكَّل الخلاص. . . . وكانت [المسيحية الباكرة] مقتنعة بعمق باقتراب نهاية النظام العالمي الحاضر. وآمنت باقامة مفاجِئة وعجائبية لنظام عالمي جديد.»
١٨ اي رجاء عظيم يفوق كثيرا احلام القادة السياسيين؟
١٨ في الشهادة من بيت الى بيت وأشكال خدمتهم الاخرى، يوجِّه شهود يهوه بفرح سامعيهم الى العالم الجديد الذي وعد به اللّٰه. وبركاته المنبأ بها لحياة لا نهاية لها تفوق كثيرا الاحلام الاعزَّ للبُناة المزعومين العصريين لنظام عالمي جديد. (٢ بطرس ٣:١٣؛ رؤيا ٢١:١-٤) ومع ان كل فرد يبدو انه يرغب في العيش في عالم اللّٰه الجديد الرائع، فان الحالة ليست كذلك. ولكن، دعونا نتأمل الآن في بعض الطرائق الفعَّالة التي بها يمكن لخدام يهوه ان يعلِّموا الذين يطلبون الحياة الابدية.
-
-
اطلبوا اولئك الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابديةبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
اطلبوا اولئك الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابدية
«آمن جميع الذين كانوا (ميَّالين على نحو صائب الى) الحياة الابدية.» — اعمال ١٣:٤٨.
١ في ما يتعلق بالقلب البشري، اية قدرة يملكها يهوه؟
يهوه اللّٰه يستطيع ان يقرأ القلب. وقد صار ذلك واضحا عندما ذهب النبي صموئيل ليمسح ابنًا ليسَّى ملكا لاسرائيل. فعند رؤية أليآب، قال صموئيل على الفور: «ان امام الرب مسيحه. فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لأني قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الانسان. لأن الانسان ينظر الى العينين وأما الرب فانه ينظر الى القلب.» ووفقا لذلك، وُجِّه صموئيل ليمسح داود، الذي برهن انه ‹حسب قلب اللّٰه.› — ١ صموئيل ١٣:١٣، ١٤؛ ١٦:٤-١٣.
٢ ماذا يتأصل في القلب المجازي للشخص، ولذلك ماذا نقرأ عن ذلك في الاسفار المقدسة؟
٢ يعرب الشخص عن موقف سائد معيَّن. فلديه ميل خصوصي متأصل في قلبه المجازي. (متى ١٢:٣٤، ٣٥؛ ١٥:١٨-٢٠) لذلك نقرأ عن شخص «قلبه (ميَّال الى القتال).» (مزمور ٥٥:٢١) ويجري اخبارنا ان «الرجل (الميَّال الى السخط) كثير المعاصي.» ونقرأ: «يوجد رفقاء ميَّالون احدهم الى سحق الآخر، ولكن يوجد صديق ألزق من اخ.» (امثال ١٨:٢٤، عج؛ ٢٩:٢٢) ولسعادتنا، يبرهن كثيرون انهم مثل بعض الامميين في انطاكية بيسيديَّة القديمة. فعند سماعهم عن تدبير يهوه للخلاص، «كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب. وآمن جميع الذين كانوا (ميَّالين على نحو صائب الى) الحياة الابدية.» — اعمال ١٣:٤٤-٤٨.
المؤمنون هم «انقياء القلب»
٣ و ٤ (أ) مَن هم انقياء القلب؟ (ب) كيف يعاين انقياء القلب هؤلاء اللّٰه؟
٣ لقد صار اولئك المؤمنون في انطاكية مسيحيين معتمدين، وأمكن للامناء بينهم ان يطبِّقوا على انفسهم كلمات يسوع: «طوبى للانقياء القلب. لانهم يعاينون اللّٰه.» (متى ٥:٨) ولكن مَن هم «انقياء القلب»؟ وكيف «يعاينون اللّٰه»؟
٤ انقياء القلب هم اطهار داخليا. ونقاوتهم هي نقاوة التقدير، العواطف، الرغبات، والدوافع. (١ تيموثاوس ١:٥) وهم يعاينون اللّٰه الآن لأنهم يلاحظونه وهو يعمل لاجل المحافظين على الاستقامة. (قارنوا خروج ٣٣:٢٠؛ ايوب ١٩:٢٦؛ ٤٢:٥.) والكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «يعاين» تعني ايضا «ان يرى بالذهن، يدرك، يعرف.» وبما ان يسوع عكس على نحو كامل شخصية اللّٰه، فان البصيرة في هذه الشخصية يتمتع بها «انقياء القلب،» الذين يمارسون الايمان بالمسيح وبذبيحته المكفِّرة عن الخطية، ينالون مغفرة خطاياهم، ويكونون قادرين على تقديم عبادة مقبولة لدى اللّٰه. (يوحنا ١٤:٧-٩؛ افسس ١:٧) وبالنسبة الى الممسوحين، تبلغ معاينة اللّٰه قمَّتها عندما يقامون الى السماء، حيث يعاينون فعليا اللّٰه والمسيح. (٢ كورنثوس ١:٢١، ٢٢؛ ١ يوحنا ٣:٢) لكنّ معاينة اللّٰه من خلال المعرفة الدقيقة والعبادة الحقة ممكنة لجميع اولئك الذين هم انقياء القلب. (مزمور ٢٤:٣، ٤؛ ١ يوحنا ٣:٦؛ ٣ يوحنا ١١) وهم ميَّالون على نحو صائب الى الحياة الابدية في السماء او على ارض فردوسية. — لوقا ٢٣:٤٣؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٠-٥٧؛ ١ بطرس ١:٣-٥.
٥ كيف فقط يمكن ان يصير المرء مؤمنا وتابعا حقيقيا ليسوع المسيح؟
٥ ان اولئك الذين ليسوا ميَّالين الى الحياة الابدية لن يصيروا مؤمنين. فمن غير الممكن ان يمارسوا الايمان. (٢ تسالونيكي ٣:٢) وعلاوة على ذلك، لا يمكن لاحد ان يصير تابعا حقيقيا ليسوع المسيح إلا اذا كان قابلا للتعلُّم واجتذب يهوه، الذي يرى ما هو عليه القلب، هذا الشخص. (يوحنا ٦:٤١-٤٧) وطبعا، في الكرازة من بيت الى بيت، لا يحكم شهود يهوه مسبقا على ايّ فرد. فهم لا يستطيعون ان يقرأوا القلوب بل يتركون النتائج في يدي اللّٰه الحبيتين.
٦ (أ) ماذا قيل عن الاتصال الشخصي في الخدمة من بيت الى بيت؟ (ب) اية تدابير صُنعت لمساعدة شهود يهوه على ايجاد اولئك الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابدية؟
٦ قال احد العلماء على نحو ملائم: «علَّم [بولس] الحق جهرا ومن بيت الى بيت. وكرز بالمسيح، ليس فقط من على المنبر، بل في الاتصال الشخصي بالافراد. وكثيرا ما تكون الصلة الشخصية فعَّالة اكثر بكثير من ايّ نوع او اسلوب آخر في بلوغ الانفس.» (أوڠوست ڤان راين) ان مطبوعات مثل دليل مدرسة الخدمة الثيوقراطية، المباحثة من الاسفار المقدسة، وخدمتنا للملكوت تساعد شهود يهوه على تقديم الخطابات وعلى الاستفادة الى الحد الاقصى من الاتصال الشخصي في خدمتهم للحقل. ومساعِدة ايضا هي تمثيليات اجتماع الخدمة ومشورة مدرسة الخدمة الثيوقراطية. والذين يحضرون المدرسة يتلقَّون تدريبا قيِّما في صفات خطابية كالمقدِّمات الجيدة، الاستعمال اللائق للاسفار المقدسة، التطوير المنطقي، الحجة المقنعة، استعمال الامثال، والخاتمات الفعَّالة. فدعونا نرى كيف يزيد الكتاب المقدس هذا الارشاد الذي يمكن ان يجعل شعب اللّٰه اكثر فعَّالية فيما يطلبون اولئك الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابدية.
مقدمات تحرِّض على التفكير
٧ الكلمات الافتتاحية لموعظة يسوع على الجبل تعلِّم ماذا عن المقدِّمات؟
٧ من مثال يسوع، يمكن للذين يستعدون للشهادة من بيت الى بيت ان يتعلَّموا امرا عن المقدِّمات التي تثير الاهتمام. ففي افتتاح موعظته على الجبل، استعمل الكلمة «طوبى» تسع مرات. مثلا، قال: «طوبى (للشاعرين بحاجتهم الروحية). لأنّ لهم ملكوت السموات. . . . طوبى للودعاء. لأنهم يرثون الارض.» (متى ٥:٣-١٢) لقد كانت الجمل صريحة وواضحة. وأثارت تلك المقدِّمة بالتأكيد الاهتمام وشملت سامعيه، لانه مَن لا يريد ان يكون سعيدا؟
٨ في الخدمة من بيت الى بيت، كيف يجب ان يقدَّم موضوع المحادثة؟
٨ ويجب ان يقدَّم ايّ موضوع للمحادثة، مستعمل في الخدمة من بيت الى بيت، بطريقة ايجابية ممتعة. ولكن لا يجب ان يستعمل احد مقدِّمة مروِّعة، مثل، «لديَّ رسالة لاجلكم من الفضاء الخارجي.» ان للبشارة مصدرا سماويا فعلا، ولكنّ مقدِّمة كهذه قد تجعل صاحب البيت يتساءل حقا عما اذا كان يجب اتخاذ الشاهد بجدية او طرده بأسرع ما يمكن.
مفصِّلين كلمة اللّٰه بالاستقامة
٩ (أ) كيف يجب ان تقدَّم، تُقرأ، وتطبَّق الآيات في الخدمة؟ (ب) اي مثال يُذكر ليظهر كيف استعمل يسوع الاسئلة؟
٩ في خدمة الحقل، كما على المنبر، يجب ان تقدَّم الآيات بلياقة، تُقرأ بتشديد مناسب، وتطبَّق بطريقة واضحة دقيقة. والاسئلة التي تجعل صاحب البيت يفكِّر في النقاط المؤسَّسة على الاسفار المقدسة قد تكون ايضا مساعِدة. ومرة اخرى، ان اساليب يسوع تعليمية. ففي احدى المناسبات، سأله رجل ضليع في الناموس الموسوي: «يا معلِّم ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية.» وردًّا على ذلك سأل يسوع: «ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ.» ودون شك عرف يسوع ان ذلك كان سؤالا يستطيع الرجل ان يجيب عنه. وقد اجاب على نحو صحيح، قائلا: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.» وأدّى ذلك بيسوع الى اعطاء مديح، ونتجت مناقشة اضافية. — لوقا ١٠:٢٥-٣٧.
١٠ ماذا يجب ان يبقيه المرء في الذهن في ما يتعلق بموضوع محادثته، وماذا يجب تجنبه عند طرح الاسئلة على اصحاب البيوت؟
١٠ يجب على الذين يشهدون من بيت الى بيت ان يشدِّدوا على محور موضوع المحادثة ويوضحوا سبب قراءة آيات الكتاب المقدس التي تطوِّر هذا الموضوع. وبما ان الشاهد يحاول بلوغ قلب صاحب البيت، يجب ان يتجنب طرح الاسئلة المربكة. ففي استعمال كلمة اللّٰه، ‹ليكن كلامنا كل حين بنعمة مُصلَحا بملح.› — كولوسي ٤:٦.
١١ في استعمال الاسفار المقدسة لتصحيح وجهات النظر الخاطئة، اي مثال لدينا من تجربة يسوع من الشيطان؟
١١ قد تكون هنالك حاجة في الزيارات المكررة خصوصا الى تصحيح وجهات النظر الخاطئة باظهار ما تقوله او تعنيه حقا الاسفار المقدسة. وقد فعل يسوع امرا مشابها في صدّ الشيطان، الذي قال: «ان كنت ابن اللّٰه فاطرح نفسك الى اسفل [من جناح الهيكل، كانتحار محتمل]. لأنه مكتوب انه يوصي ملائكته بك. فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.» ان المزمور ٩١:١١، ١٢، الذي اقتبس منه الشيطان، لا يبرر تعريض الحياة، عطية من اللّٰه، للخطر. واذ ادرك انه من الخطإ ان يجرِّب يهوه بالمجازفة بحياته، قال يسوع للشيطان: «مكتوب ايضا لا تجرِّب الرب الهك.» (متى ٤:٥-٧) طبعا، ليس الشيطان طالبا للحق. ولكن عندما يعبِّر اشخاص منطقيون عن وجهات نظر خاطئة تعيق تقدمهم الروحي، يجب ان يظهر خادم كلمة اللّٰه بلباقة ما تقوله او تعنيه حقا الاسفار المقدسة. وهذا كلُّه هو جزء من ‹تفصيل كلمة الحق بالاستقامة› — احد الدروس المهمة التي يجري تعلُّمها في مدرسة الخدمة الثيوقراطية. — ٢ تيموثاوس ٢:١٥.
الاقناع له مكانه
١٢ و ١٣ لماذا من الصواب استعمال الاقناع في الخدمة؟
١٢ للاقناع مكان لائق في الخدمة المسيحية. على سبيل المثال، حثّ بولس تيموثاوس العامل معه ان يَثبت على ما تعلَّمه و‹(أُقنع ان يؤمن به).› (٢ تيموثاوس ٣:١٤) وفي كورنثوس، كان بولس «يحاجّ في المجمع كل سبت ويُقنع يهودا ويونانيين.» (اعمال ١٨:١-٤) وفي افسس، ‹حاجَّ وأقنع في ما يختص بملكوت اللّٰه.› (اعمال ١٩:٨) وعندما كان معتقَلا في بيت في رومية، دعا الرسول الناس اليه وأعطاهم شهادة، «(مستخدما الاقناع)،» فصار البعض مؤمنين. — اعمال ٢٨:٢٣، ٢٤.
١٣ طبعا، بصرف النظر عن الحدّ الذي اليه قد يحاول الشاهد ان يكون مقنعا، فان الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابدية فقط سيصيرون مؤمنين. والحجج المقنعة والتفسيرات الواضحة، المقدَّمة بلباقة، يمكن ان تقنعهم ليؤمنوا. ولكن ايّ شيء آخر يمكن ان يكون مساعدا في اقناعهم؟
كونوا منطقيين ومقنعين
١٤ (أ) ماذا يشمل التطوير المنطقي والمترابط؟ (ب) ماذا تستدعي الحجة المقنعة؟
١٤ ان احدى الصفات الخطابية التي يجري التشديد عليها في مدرسة الخدمة الثيوقراطية هي التطوير المنطقي والمترابط. وهذا يشمل وضع جميع الافكار الرئيسية والمواد المناسبة في ترتيب معقول. وأساسية ايضا هي الحجة المقنعة، التي تتطلب وضع اساس حسن وتزويد برهان سليم. وما يماثل ذلك هو مساعدة السامعين على التفكير بالمحافظة على اساس مشترك، تطوير النقاط على نحو كافٍ، وتطبيقها بفعَّالية. ومرة اخرى، تزوِّد الاسفار المقدسة خطوطا ارشادية.
١٥ (أ) كيف اسر بولس الانتباه ووضع اساسا مشتركا عندما تكلَّم على تلة مارس؟ (ب) في خطاب بولس، اي دليل لدينا على التطوير المنطقي والمترابط؟
١٥ هذه الصفات الخطابية واضحة في خطاب الرسول بولس المشهور على تلة مارس في اثينا القديمة. (اعمال ١٧:٢٢-٣١) فقد اسرت مقدِّمته الانتباه ووضعت اساسا مشتركا، لأنه قال: «ايها الرجال الاثينويُّون اراكم من كل وجه كأنكم متديِّنون كثيرا.» وبالنسبة اليهم، بدا ذلك دون شك مدحا. وبعد ذكر مذبح مخصص «لاله مجهول،» باشر بولس تطويره المنطقي والمترابط وحجته المقنعة. فأشار الى ان هذا الاله الذي لا يعرفونه «خلق العالم وكل ما فيه.» وأنه بخلاف اثينا او الآلهة اليونانية الاخرى، ‹لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي ولا يحتاج ان تخدمه ايادي الناس.› ودلّ الرسول بعد ذلك الى ان هذا الاله اعطانا الحياة وهو لا يجعلنا نتلمَّسه على نحو اعمى. ثم قال بولس ان خالقنا، الذي تغاضى عن ازمنة الجهل الصنمية، «يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا.» وأدّى ذلك منطقيا الى النقطة ان ‹اللّٰه سيدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه وأقامه من الاموات.› واذ كان بولس «يبشِّرهم بيسوع والقيامة،» عرف اولئك الاثينويُّون ان هذا الديَّان هو يسوع المسيح. — اعمال ١٧:١٨.
١٦ كيف يمكن ان تتأثر خدمة المرء بخطاب بولس على تلة مارس وبالتدريب في مدرسة الخدمة الثيوقراطية؟
١٦ صحيح ان بولس لم يكن يشهد من بيت الى بيت على تلة مارس. ولكن من خطابه والتدريب المعطى في مدرسة الخدمة الثيوقراطية، يمكن لشهود يهوه ان يتعلَّموا الكثير مما يمكن ان يعزِّز خدمتهم للحقل. نعم، كل ذلك يساعد على جعلهم خداما فعَّالين اكثر، تماما كما اقنع تطوير بولس المنطقي وحجته المقنعة بعض اولئك الاثينويِّين ليصيروا مؤمنين. — اعمال ١٧:٣٢-٣٤.
استعملوا الامثال التعليمية
١٧ اي نوع من الامثال يجب ان يُستعمل في الخدمة؟
١٧ تساعد ايضا مدرسة الخدمة الثيوقراطية خدام اللّٰه على استعمال امثال جيدة في الشهادة من بيت الى بيت ووسائل خدمتهم الاخرى. فللتشديد على النقاط المهمة، يجب ان تُستعمل الامثال البسيطة ذات الذوق السليم. والشاهد يجب ان يستخرجها من الحالات المألوفة وينتبه لجعل تطبيقها واضحا. وقد بلغت امثال يسوع كل هذه المطالب.
١٨ كيف يمكن ان تكون متى ١٣:٤٥، ٤٦ ذات فائدة في الخدمة؟
١٨ على سبيل المثال، تأملوا في كلمات يسوع: «يشبه ملكوت السموات انسانا تاجرا يطلب لآلئ حسنة. فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها.» (متى ١٣:٤٥، ٤٦) واللآلئ هي احجار كريمة ثمينة توجد داخل صَدَف المحار والرخويات الاخرى. لكنّ بعض اللآلئ فقط هي «حسنة.» وقد امتلك التاجر التمييز اللازم لتقدير القيمة الفائقة لهذه اللؤلؤة الواحدة وكان مستعدا للتخلي عن كل شيء آخر لينالها. وربما امكن استعمال هذا المثل خلال زيارة مكررة او درس بيتي للكتاب المقدس، للاظهار ان الفرد الذي يقدِّر حقا ملكوت اللّٰه يتصرف مثل هذا التاجر. وشخص كهذا سيعطي الملكوت الاولوية في الحياة، مدركا انه يستحق اية تضحية.
اختموا بقوة دافعة
١٩ في الخدمة من بيت الى بيت، ماذا يجب ان تظهر الخاتمات لصاحب البيت؟
١٩ في مدرسة الخدمة الثيوقراطية، يتعلَّم شعب اللّٰه ايضا ان خاتمة الحديث او المناقشة يجب ان تكون لها علاقة مباشرة بالمحور ويجب ان تُظهر للسامعين ما يجب فعله وتشجعهم على فعله. وفي الخدمة من بيت الى بيت، يلزم ان يظهر لصاحب البيت على نحو محدَّد ايّ مسلك يُتوقَّع منه اتخاذه، كقبول مطبوعة للكتاب المقدس او الموافقة على زيارة مكررة.
٢٠ اي مثال حسن لخاتمة دافعة لدينا في متى ٧:٢٤-٢٧؟
٢٠ وتزوِّد خاتمة موعظة يسوع على الجبل مثالا حسنا. فبواسطة مثل مفهوم بسهولة، اظهر يسوع ان الاصغاء الى كلماته هو المسلك الحكيم. لقد اختتم قائلا: «فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبِّهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبَّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط. لأنه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبَّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبَّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيما.» (متى ٧:٢٤-٢٧) وكم يظهر ذلك بشكل جيد ان خدام اللّٰه يجب ان يجتهدوا في تزويد اصحاب البيوت بالدافع!
٢١ ماذا اوضحت مناقشتنا، ولكن ماذا يجب الاعتراف به؟
٢١ توضح النقاط السابقة كيف يمكن لمدرسة الخدمة الثيوقراطية ان تساعد كثيرين ليكونوا منادين اكفاء بالملكوت. وطبعا، ان الصيرورة كفءا هي على نحو رئيسي من اللّٰه. (٢ كورنثوس ٣:٤-٦) وبصرف النظر عن مقدار كفاءة الخادم، ما من احد يستطيع ان يقنع الناس بالصيرورة مؤمنين ما لم يجتذبهم اللّٰه بواسطة المسيح. (يوحنا ١٤:٦) ومع ذلك، يجب ان يستفيد شعب اللّٰه بالتأكيد من كل التدابير الروحية التي يصنعها يهوه فيما يطلبون اولئك الميَّالين على نحو صائب الى الحياة الابدية.
-