مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«قبل المجد هنالك الاتضاع»‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • كان احد الشبان في سجن مصري بتهمة ملفقة.‏ وكان قد عانى الكثير من الاذلال،‏ وبدا انه لم يكن هنالك امل باطلاق سراحه من السجن.‏ ثم أُمر ان يمثل امام فرعون.‏ فأخرجه حراس السجن بسرعة.‏ فحلق،‏ ابدل ثيابه،‏ ومن ثم مثل امام الملك.‏

      كانت تنتظر يوسف مفاجأة.‏ فبمساعدة يهوه فسَّر يوسف بشكل صحيح حلمي فرعون.‏ فقال فرعون:‏ «انظر.‏ قد جعلتك على كل ارض مصر.‏» (‏تكوين ٤١:‏٤١‏)‏ يا له من اختبار لا يصدَّق —‏ من السجن الى القصر وكل ذلك في يوم واحد!‏ ان اختبار يوسف يمكن ان يوضح ما اوحي الى الملك سليمان لاحقا بأن يكتب:‏ «لانه من السجن خرج الى الملك.‏» وعلى نحو ملائم،‏ كتب سليمان مرتين:‏ «قبل المجد هنالك الاتضاع.‏» —‏ جامعة ٤:‏١٤؛‏ امثال ١٥:‏٣٣‏،‏ ع‌ج؛‏ ١٨:‏١٢‏،‏ ع‌ج.‏

      اذاً،‏ للاستفادة من هذه الحقيقة الالهية،‏ اسألوا نفسكم:‏ ماذا دعم يوسف خلال اختباره المذل؟‏ وكيف تغلب هذا الخادم الامين ليهوه على التهمة الباطلة التي جعلته في السجن؟‏ ايّ مجد فكَّر فيه يهوه ليوسف؟‏ وأيّ نوع من المجد ينتظر اولئك الذين على مر القرون عانوا بأمانة وشجاعة الاضطهاد والاذلال؟‏ وقبل كل شيء،‏ ماذا يساعدنا لنحافظ على موقف متزن عندما نعاني الاذلال؟‏

      لا بدّ ان يوسف كثيرا ما تأمل في الحلمين النبويين الباكرين اللذين اشارا الى ان اخوته وحتى والديه كانوا ‹سيسجدون› امامه.‏ وفي الواقع،‏ قال اخوته عند سماع الحلم الاول:‏ «ألعلك تملك علينا.‏» —‏ تكوين ٣٧:‏٨-‏١٠‏.‏

      واخوة يوسف الحسَّاد كادوا يقتلونه!‏ ولكن تحت توجيه يهوه بيع الفتى البالغ من العمر ١٧ سنة لتجار مسافرين،‏ وهم بدورهم باعوه لفوطيفار،‏ رئيس شرط فرعون.‏

      وأخيرا اصبح يوسف وكيلا على بيت فوطيفار،‏ الذي حاولت زوجته اغواء الشاب الوسيم.‏ ولكنّ يوسف كان ذا ولاء ليهوه فهرب.‏ فاتَّهمت الزوجة الماكرة يوسف كذبا بمحاولة اغتصابها،‏ وصدَّقها فوطيفار،‏ وهكذا وُضع يوسف المسكين في السجن.‏

      ومع ذلك بقي ذا ولاء ليهوه الذي،‏ كما ذُكر سابقا،‏ رتَّب ان يؤخذ الى فرعون ليفسر الحلمين.‏ وبعد ذلك عيَّن فرعون يوسف في الامتياز المجيد لتنظيم موارد مصر للطعام.‏ وعندما امتدت المجاعة الى كنعان سجد اخوة يوسف بالفعل له ليجلبوا الطعام للعائلة.‏

      الآخرون الذين انتقلوا من ‹الاتضاع الى المجد›‏

      والخادم الآخر الامين ليهوه الذي يُثبت نموذج حياته الحقيقة الالهية انه «قبل المجد هنالك الاتضاع» كان موسى.‏ واذ تربَّى في بلاط فرعون الفخم كان لموسى مستقبل باهر.‏ ثم بدا ان الاحداث تتحول الى الاسوإ.‏ فعمل موسى بدافع الايمان بيهوه والاهتمام الحبي بشعبه،‏ حتى انه اضطر الى الهرب لحياته من فرعون الغضبان.‏ وسافر وحده الى مديان.‏ وطوال ٤٠ سنة اظهر اتضاعه بالعيش حياة الراعي البسيطة،‏ خادما حميه يثرون.‏ وكم كان مشجعا حقا لموسى خلال سنواته الـ‍ ٤٠ لصوغ الشخصية ان يتأمل في طريقة يهوه لجعله يتواضع وأن يفكر في ما قد ينتظره بعد!‏

      ثم اتى المجد.‏ فعيَّن يهوه موسى ليكون رسوله الى فرعون وليخرج شعبه من مصر.‏ ويا للامتيازات المجيدة التي حصل عليها موسى عندما انهمك مباشرة في الضربات العشر وقاد اسرائيل عبر البحر الاحمر!‏ وفي ما بعد تسلَّم موسى الناموس من يهوه في جبل سيناء.‏ وعندما نزل،‏ «لم يقدر» الشعب «ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٣:‏٧‏.‏

      تأملوا ايضا في ايوب،‏ اعظم كل بني المشرق.‏ فقد كان ‹رجلا كاملا ومستقيما يتقي اللّٰه ويحيد عن الشر.‏› (‏ايوب ١:‏٢،‏ ٣،‏ ٨‏)‏ ثم فجأة خسر اولاده العشرة وكل آلاف غنمه،‏ جماله،‏ بقره،‏ وأُتنه.‏

      لم يكن ذلك كل شيء.‏ فقد اعترت ايوب كاملا قروح رديئة مسبِّبة التقزُّز منه جسديا.‏ وزوجته سخرت منه:‏ «انت متمسك بعد بكمالك.‏ (‏العن)‏ اللّٰه ومت.‏» (‏ايوب ٢:‏٩‏)‏ لقد جُرِّب ايوب وأُذل بقسوة،‏ ولكنه كان يجهل تماما التحدي السماوي بين يهوه والمتمرد الرئيسي،‏ الشيطان.‏ والحالة لم تتحسن بالمناقشة الطويلة بين ايوب و «اصحابه» الثلاثة.‏ مع ذلك حافظ ايوب على استقامته.‏ حتى انه قبِل بتواضع المشورة الحكيمة من أليهو —‏ رجل اصغر بكثير.‏ —‏ ايوب ٣٢:‏٤‏.‏

      وهل كوفئ ايوب؟‏ نعم.‏ شفى يهوه ايوب،‏ ضاعف مقدار قطعانه،‏ وأعطاه سبعة بنين وثلاث بنات —‏ الاجمل في كل الارض!‏ فيا للنتيجة المجيدة لاتضاع ايوب!‏ وكم كان ذلك صحيحا —‏ «قبل المجد هنالك الاتضاع.‏» —‏ ايوب ٤٢:‏١٢-‏١٥‏.‏

  • ‏«قبل المجد هنالك الاتضاع»‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • في قرننا الـ‍ ٢٠ لدينا دليل وافر على الاذلالات التي عاناها اولئك الذين لديهم رجاء مجيد بالحياة السماوية.‏ فخلال الحرب العالمية الاولى حُكم على الاعضاء الرئيسيين لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك،‏ بالسجن ٢٠ سنة بتهم باطلة.‏ وفي ذلك الوقت نفسه تقريبا ثار الاضطهاد في اماكن عديدة.‏ مثلا،‏ سُجن ج.‏ ب.‏ سيبينليست ثلاثة ايام دون مذكرة توقيف وبدون طعام،‏ ما عدا ثلاث قطع من خبز الذرة الفاسد.‏ وقد اخرجه الرعاع من السجن،‏ عرّوه من ثيابه،‏ طلوه بالقار الساخن،‏ وجلدوه بسوط له سلك معدني في طرفه.‏ وفي احدى المحاكمات قال المدعي العام:‏ «الى الجحيم مع كتابكم المقدس؛‏ يجب ان تكونوا في الجحيم مكسوري الظهر؛‏ يجب ان تُشنقوا.‏»‏

      وخلال الحرب العالمية الثانية تألم بعض خدام يهوه الامناء بشكل لا يصدَّق في معسكرات الاعتقال النازية.‏ وكان احدهم مارتن پوتزنڠر،‏ وهو شاهد ممسوح نجا ليصبح عضوا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ ووصف داخاو بأنها «مستشفى مجانين للشياطين.‏» ففي المعسكر في ماوتهاوسن «جرَّب الڠستاپو كل اسلوب ليحملونا على نقض ايماننا بيهوه.‏ فحِمْية التجويع،‏ الصداقات الخدّاعة،‏ الاعمال الوحشية،‏ وجوب الوقوف في قالب يوما بعد يوم،‏ التعليق من عمود طوله عشر اقدام بالمعصمين ملتويين حول الظهر،‏ الجَلْد —‏ كل هذه وغيرها .‏ .‏ .‏ جُرِّبت.‏»‏

      ماذا دعم هؤلاء المسيحيين الامناء؟‏

      في مثل هذه الظروف المحزنة والمهينة ساعدهم على الاحتمال ايمانهم بالنتيجة الاخيرة،‏ بما في ذلك توقع المستقبل المجيد لاولئك الذين يحافظون على استقامتهم.‏ فبالنسبة الى «القطيع الصغير» من الشهود الممسوحين،‏ هذا هو ميراث سماوي.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ وثمة نوع خصوصي من المجد على الارض محفوظ للبشر الامناء الآخرين.‏ وبعضهم،‏ كيوسف وموسى،‏ مشار اليهم في العبرانيين الاصحاح ١١‏.‏ اقرأوا الاعداد ٣٢-‏٤٠ وتأملوا في الاذلالات التي احتملها بعض هؤلاء الاشخاص الامناء.‏ وفضلا عن ذلك،‏ ثمة «جمع كثير» يخدم يهوه على الارض اليوم.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٥‏)‏ فما هو مستقبلهم‏؟‏

      ان مستقبلا زاهرا ينتظرهم.‏ فالحكومة السماوية تحت رئاسة يسوع المسيح سيكون لها ممثلون ارضيون يطبقون الارشاد المكتوب في الاسفار المشار اليها في الرؤيا ٢٠:‏١٢‏.‏ ومثل هؤلاء سيحصلون على امتيازات مجيدة،‏ لا كملوك،‏ بل «(‏كأمراء)‏ في كل الارض،‏» ومعهم سيصل بشر امناء متواضعون لا يحصى لهم عدد،‏ بمن فيهم المقامون،‏ الى الحياة الابدية في ارض فردوسية مجيدة.‏ —‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏.‏

      واليوم هنالك ملايين اعربوا عن اتضاعهم بهجر الدين الباطل وبالمشاركة بسرور في عمل الكرازة من بيت الى بيت لشهود يهوه.‏ وكثيرون من هؤلاء سخر منهم اعضاء العائلة والاصدقاء،‏ ولكنهم التصقوا بالعبادة الحقيقية.‏ وقد قبلوا بتواضع التقويم والتأديب لكي يخدموا الاله الحقيقي يهوه.‏ ورجاؤهم هو ان يعيشوا في الفردوس المسترد حين ‹تمتلئ الارض من معرفة مجد (‏يهوه)‏ كما تغطي المياه البحر.‏› —‏ حبقوق ٢:‏١٤‏.‏

      هذه هي ايام امتحان لشعب يهوه.‏ وكأننا تقريبا اجنبيون في ارض غريبة.‏ والهوة بين العبادة الحقيقية والباطلة تصير اعمق وأوسع.‏ وجميعنا نعاني الاذلال الى درجة ما.‏ ولكن كما تعزَّى وتقوَّى يسوع بالفرح الموضوع امامه،‏ كذلك يمكننا نحن ايضا ان نتغلب على الامتحانات بتذكُّر النتيجة النهائية.‏

      ينصحنا الكتاب المقدس:‏ «اتضعوا قدام الرب فيرفعكم.‏» (‏يعقوب ٤:‏١٠‏)‏ وكلما وُضعتم تحت امتحان قاس فكِّروا في هذه الكلمات:‏ «قبل المجد هنالك الاتضاع.‏» وتذكَّروا ايضا ان يهوه لا يمكن ان يفشل!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة