مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المحافظة على كرامة المريض
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • المحافظة على كرامة المريض

      قبل يومين من اخذ سالي زوجها ليعاينه طبيب اعصاب عُيِّن رئيس وزراء جديد في جنوب افريقيا.‏ وعندما سأل طبيب الاعصاب ألفي عن نتيجة الانتخابات،‏ بدا وجهه خاليا من التعابير ولم يستطع الاجابة.‏ وبعد اجراء مسح دماغي اوضح طبيب الاعصاب دون ان يظهر اعتبارا لمشاعره:‏ «هذا الرجل لا يقدر ان يجمع اثنين مع اثنين.‏ فقد انطفأت شعلة ذهنه!‏».‏ ومن ثم نصح سالي قائلا:‏ «عليك اعالة نفسك ماديا.‏ فهذا الرجل قد ينقلب عليك ويصبح عنيفا».‏

      ‏«غير ممكن ابدا!‏»،‏ اجابت سالي،‏ «ليس زوجي!‏».‏ وقد تبرهن ان اعتراض سالي كان في محله،‏ فألفي لم يصبح عنيفا قط،‏ رغم ان بعض الذين يصابون بداء ألزهايمر يصيرون عدائيين.‏ (‏غالبا ما يحدث ذلك بسبب مشاعر التثبُّط التي يمكن تخفيفها في بعض الحالات بحسب طريقة معاملة المصاب بداء ألزهايمر.‏)‏ رغم ان طبيب الاعصاب نجح في تشخيص مشكلة ألفي،‏ لم يكن على علم كما يبدو بالحاجة الى المحافظة على كرامة المريض.‏ ولو كان على علم بذلك لشرح لسالي بلطف حالة ألفي على انفراد.‏

      يذكر كتاب عندما اصبح هرما اكثر من ان احلم (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الحاجة الاساسية للمصابين بالخَرَف على انواعه،‏ هي التمكن من المحافظة على كرامتهم،‏ احترامهم،‏ واعتبارهم للذات».‏ ويشرح منشور ارشادي بعنوان الاتصال (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار جمعية داء ألزهايمر في لندن،‏ احدى اهم الطرائق للمحافظة على كرامة المريض:‏ «لا تتكلموا ابدا امام الآخرين عن المرضى كما لو انهم غير موجودين.‏ فحتى ان لم يفهموا،‏ قد يشعرون انه يجري استثناؤهم بطريقة ما وينتابهم احساس بالاذلال».‏

      في الواقع،‏ ان بعض المصابين بداء ألزهايمر يفهمون ما يقوله الآخرون عنهم.‏ على سبيل المثال،‏ رافق مريض في أوستراليا زوجته الى اجتماع لجمعية ألزهايمر.‏ وعلَّق لاحقا:‏ «كانوا يعلِّمون المعتنين بنا ما يجب فعله وكيفية القيام بذلك.‏ لم استطع تحمل فكرة وجودي هناك دون ان يتطرَّق احد الى ذكر المريض.‏ .‏ .‏ .‏ انه امر مزعج للغاية.‏ فبسبب مرضي بداء ألزهايمر يكون كل ما اقوله خارجا عن الموضوع:‏ لا احد يسمع لي».‏

      كونوا ايجابيين

      هنالك عدة طرائق ايجابية لمساعدة المرضى على المحافظة على كرامتهم.‏ فقد يحتاجون الى المساعدة على القيام بالمهام اليومية التي كانت ذات مرة سهلة بالنسبة اليهم.‏ مثلا،‏ اذا كانوا سابقا هواة مراسلة،‏ فربما يمكنكم ان تجلسوا وتساعدوهم على الرد على رسائل اصدقائهم المهتمين.‏ وتزوِّد شارون فيش في كتابها ألزهايمر —‏ الاعتناء بأحبائكم،‏ الاعتناء بأنفسكم (‏بالانكليزية)‏ طرائق عملية اخرى لمساعدة المصابين بداء ألزهايمر:‏ «جدوا اعمالا سهلة ذات معنى ومنتجة للقيام بها معا:‏ غسل وتجفيف الصحون،‏ مسح الارض،‏ طي الغسيل،‏ اعداد الطعام».‏ وتضيف قائلة:‏ «قد لا يتمكن المصاب بداء ألزهايمر من تنظيف البيت كله او اعداد وجبة طعام كاملة،‏ ولكن فقدان هذه المقدرات هو عادة تدريجي.‏ فبإمكانكم الاعتماد على الامكانيات التي لا تزال موجودة والمساعدة على المحافظة عليها قدر المستطاع.‏ واذ تفعلون ذلك تساعدون ايضا مَن تحبون ان يحافظ على اعتباره لنفسه».‏

      قد لا تكون كل الاعمال التي يقوم بها المصابون بداء ألزهايمر على المستوى المطلوب،‏ فقد تضطرون الى مسح الارض او غسل الصحون من جديد.‏ ولكن بسماحكم للمريض ان يشعر بأنه نافع،‏ تفسحون له المجال ان ينال الاكتفاء في الحياة.‏ امدحوا المريض على عمله حتى ان لم يكن على المستوى المطلوب.‏ وتذكروا انه قدَّم افضل ما عنده ضمن امكانياته المحدودة.‏ يحتاج مرضى داء ألزهايمر الى الطمأنة والمدح بشكل مستمر —‏ وبالاكثر فيما تقلّ مقدرتهم على القيام بنشاطاتهم جيدا.‏ تذكر كاثي التي يعاني زوجها،‏ البالغ من العمر ٨٤ سنة،‏ من داء ألزهايمر قائلة:‏ «يمكن في اية لحظة وبشكل لا يمكن توقعه ان تبتلعهم مشاعر عدم الجدارة.‏ فعلى الذين يعتنون بالمريض ان يسرعوا الى طمأنته انه يقوم بالعمل بشكل جيد».‏ ويوافق الكتاب نشاطات دون اخفاق للمصابين ب‍داء ألزهايمر (‏بالانكليزية)‏:‏ «كلنا بحاجة الى سماع اننا نقوم بعملنا بشكل جيد،‏ والمصابون بالخَرَف يحتاجون الى ذلك بشكل خصوصي».‏

      كيفية معالجة الاوضاع المحرجة

      يجب ان يتعلم الذين يزوِّدون العناية كيف يعالجون الاوضاع المحرجة التي يواجهها احباؤهم.‏ وأكبر المخاوف هي السَّلَس علانية.‏ يوضح الدكتور ڠيري بِنّيت في كتابه داء ألزهايمر وحالات التشويش الاخرى (‏بالانكليزية)‏ قائلا:‏ «ان هذه الاوضاع قلَّما تحدث ويمكن عادة تفاديها او التقليل منها.‏ ويجب امتلاك نظرة واقعية الى الامور المهمة والاقل اهمية،‏ فالامر الذي حدث لا يهم بحد ذاته ولا الاشخاص الحاضرون بقدر الحط من كرامة الفرد».‏

      فإذا حدثت اوضاع محرجة كهذه لا تعنِّفوا المريض.‏ وبدلا من ذلك حاولوا اتباع هذه النصيحة:‏ «ابقوا هادئين وواقعيين وتذكروا ان الشخص لا يفعل ذلك عمدا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ من المرجح ان يتعاونوا اكثر اذا كنتم لطفاء وثابتين عوض ان تغتاظوا وتكونوا قليلي الاحتمال.‏ افعلوا كل ما في وسعكم كي لا تدعوا المشكلة تقف في طريق علاقتكم».‏ —‏ منشور ارشادي بعنوان السَّلَس (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار جمعية داء ألزهايمر في لندن.‏

      هل تصحيح الخطإ ضروري دائما؟‏

      غالبا ما يقول المصابون بداء ألزهايمر اشياء غير صحيحة.‏ مثلا،‏ قد يقولون انهم ينتظرون زيارة قريب مات في الواقع منذ فترة طويلة،‏ او قد يصابون بالهلوسة مشاهدين اشياء لا وجود لها الّا في عقلهم.‏ فهل من الضروري دائما ان نصحح وجهة نظر المريض لأنه تفوَّه بأشياء غير دقيقة؟‏

      يشرح روبرت ت.‏ وودز في كتابه داء ألزهايمر —‏ مواجهة حياة اشبه بالموت (‏بالانكليزية)‏ قائلا:‏ «هنالك والدون لا يكفّون عن التصحيح لأولادهم كلما اخطأوا في اللفظ او في قواعد اللغة.‏ .‏ .‏ .‏ وغالبا ما تكون النتيجة ولدا مستاء او منطويا على ذاته يجد ان جهوده للتعبير عن نفسه لا تكافَأ بل تُخنق.‏ وقد يحدث الامر نفسه مع المصابين بداء ألزهايمر الذين يُصحح لهم ما يقولونه دائما».‏ ينصح الكتاب المقدس في ما يتعلق بمعاملة الاولاد:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا».‏ (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ وإذا كان الاولاد يغتاظون من التصحيح المستمر فكم بالحري الكبار!‏ تحذر رسالة اخبارية في جنوب افريقيا صادرة عن جمعية ألزهايمر والأمراض ذات العلاقة:‏ «تذكروا ان المريض هو راشد تمتع بالحرية والانجاز».‏ والتصحيح الدائم قد لا يُغيظ ضحايا داء ألزهايمر فحسب بل يسبِّب لهم الكآ‌بة وحتى يجعلهم عدائيين.‏

      يمكننا تعلم درس مساعد من يسوع المسيح في تعاملاتنا مع الامكانيات المحدودة للمصاب بداء ألزهايمر.‏ فيسوع لم يكن يصحح على الفور كل وجهة نظر خاطئة عند رسله.‏ وفي الواقع،‏ اخفى بعض الاحيان معلومات عنهم لأنهم لم يكونوا بعد في وضع يؤهلهم لاستيعابها.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وإذا كان يسوع قد اخذ بعين الاعتبار الامكانيات المحدودة للبشر الاصحاء،‏ فكم بالحري يجب علينا ان نكون مستعدين لنتكيَّف مع وجهات النظر الغريبة ولكن غير المؤذية لراشد مريض جدا!‏ ان محاولة جعل المريض يرى حقيقة امر معين قد تكون اكثر مما يمكنه القيام به.‏ وبدلا من حصول مشاجرة،‏ لمَ لا تلزمون الصمت او تغيرون الموضوع بلباقة؟‏ —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏

      وفي بعض الاوقات،‏ نظهر محبة اكبر عندما نجاري هلوسة المريض بدلا من محاولة اقناعه انها ليست واقعا.‏ مثلا،‏ قد يضطرب المصاب بداء ألزهايمر بسبب «رؤيته» حيوانا غير اليف او تخيُّله وجود دخيل وراء الستار.‏ فالآن ليس الوقت للتحليل المنطقي.‏ وتذكروا ان ما «يراه» في ذهنه انما هو حقيقة بالنسبة اليه،‏ ويجب تهدئة مخاوفه الحقيقية.‏ فقد يلزم ان تتأكدوا انه لا يوجد شيء وراء الستار،‏ ثم تقولون:‏ «من فضلك اذا ‹رأيته› مرة اخرى اعلمني كي اتمكن من المساعدة».‏ وتوضح الدكتورتان اوليڤر وبوك في كتابهما مواجهة داء ألزهايمر:‏ دليل المعتنين بالمرضى لتخطّي المحنة العاطفية (‏بالانكليزية)‏ انكم عندما تتصرفون بحسب وجهة نظر المريض،‏ تمنحونه «امكانية السيطرة على التخيلات المخيفة والمرعبة التي يكوِّنها في ذهنه .‏ .‏ .‏ وهو يعرف ان بإمكانه الاعتماد عليكم».‏

      ‏«في اشياء كثيرة نعثر جميعنا»‏

      قد يكون تطبيق كل الاقتراحات السابقة صعبا،‏ وخصوصا للذين يرزحون تحت وطأة العمل ومسؤوليات عائلية اخرى.‏ وغالبا ما لا يتمالك المعتني المحبَط نفسه ويفشل في معاملة المصاب بداء ألزهايمر بكرامة.‏ وعند حدوث ذلك من المهم ان لا تدعوا مشاعر الذنب تثقلكم.‏ وتذكروا انه بسبب نوع المرض قد ينسى المريض الحادثة بسرعة.‏

      ويذكر ايضا يعقوب،‏ كاتب في الكتاب المقدس:‏ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا.‏ إن كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل».‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ وبما ان لا احد كامل،‏ يمكن توقُّع الاخطاء في القيام بالدور الصعب للاعتناء بالمصابين بداء ألزهايمر.‏ وستناقش المقالة التالية امورا اخرى تساعد المعتنين بمرضى داء ألزهايمر على مواجهة الوضع وإيجاد الفرح في ذلك.‏

  • المحافظة على كرامة المريض
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • هل يجب اخبار المريض؟‏

      يتساءل العديد ممن يعتنون بمريض يحبونه هل يجب اخباره انه مصاب بداء ألزهايمر.‏ اذا قررتم فعل ذلك،‏ كيف ومتى عليكم القيام بذلك؟‏ تضمنت رسالة اخبارية في جنوب افريقيا صادرة عن جمعية ألزهايمر والأمراض ذات العلاقة هذه التعليقات المثيرة للاهتمام من احدى القارئات:‏

      «زوجي مصاب بداء ألزهايمر منذ نحو سبع سنوات.‏ عمره الآن ٨١ سنة،‏ والحمد للّٰه ان تدهور صحته بطيء جدا .‏ .‏ .‏ ولفترة طويلة من الوقت بدا لي من القساوة ان اخبره انه مصاب بداء ألزهايمر ولذلك كنا نستعمل عبارته التي يقولها ‹للتغطية›:‏ ‹ماذا تنتظرون من عجوز عمره ٨٠ سنة!‏›».‏

      ثم راجعت القارئة كتابا ينصح بإخبار المريض بطريقة لطيفة وبسيطة عن مرضه.‏ ولكنها امتنعت عن اتباع النصيحة خوفا من ان تسحق زوجها.‏

      «وذات يوم»،‏ تابعت «عبَّر زوجي عن خوف من التصرف بحماقة امام الاصدقاء.‏ وهذه كانت فرصتي!‏ فركعت بجانبه (‏وأنا اتصبب عرقا)‏ وقلت له انه مصاب بداء ألزهايمر.‏ طبعا لم يفهم معنى ذلك،‏ ولكني شرحت له ان المرض يُصعِّب عليه القيام بالأمور التي طالما وجدها سهلة،‏ ويسبِّب ايضا النسيان.‏ فأريته جملتين في كراسة ألزهايمر:‏ لا يمكننا تجاهله بعد الآن:‏ ‹ان داء ألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يسبِّب فقدان الذاكرة وتلفا دماغيا خطيرا .‏ .‏ .‏ فهو مرض وليس جزءا طبيعيا من التقدم في السن›.‏ وأخبرته ايضا ان اصدقاءه على علم بمرضه وتفهَّموا الوضع.‏ ففكر في الامر للحظات،‏ ثم قال:‏ ‹من المهم ان اعرف ذلك.‏ انه مساعد حقا!‏›.‏ يمكنكم ان تتصوروا شعوري عند رؤية الارتياح الكبير الذي بدا عليه لدى معرفة ذلك!‏

      «وهكذا عندما يغتاظ الآن من امر ما،‏ يمكنني ان اضمه بين ذراعيّ وأقول له ‹تذكَّر ان الذنب ليس ذنبك.‏ انه داء ألزهايمر المريع الذي يعيق امورك›،‏ فيهدأ بسرعة».‏

      طبعا،‏ تختلف كل حالة لداء ألزهايمر عن الاخرى،‏ وكذلك العلاقة بين المرضى والذين يعتنون بهم.‏ فإذا قررتم ان تخبروا مَن تحبون انه مصاب بداء ألزهايمر ام لا فذلك مسألة شخصية.‏

  • المحافظة على كرامة المريض
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • هل هو حقا داء ألزهايمر؟‏

      عندما يعاني المتقدم في السن تشويشا حادا لا تستنتجوا بسرعة انه مريض بداء ألزهايمر.‏ هنالك عدة اسباب تجعل الكبار في السن مشوَّشين ومنها:‏ فاجعة الموت،‏ الانتقال العاجل الى بيت جديد،‏ او الخمج.‏ وفي العديد من هذه الحالات لا يستمر هذا التشويش الحاد بشكل دائم.‏

      وحتى بالنسبة الى مرضى داء ألزهايمر ليس من الضروري ان يكون التدهور المفاجئ في حالة الفرد،‏ كبداية السَّلَس،‏ بسبب خَرَف داء ألزهايمر.‏ فداء ألزهايمر يتطوَّر ببطء.‏ يذكر كتاب داء ألزهايمر وحالات التشويش الاخرى قائلا:‏ «غالبا ما يشير التدهور المفاجئ الى نشوء حالة حادة (‏كالخمج الصدري او البولي)‏.‏ فقليلون من المصابين [بداء ألزهايمر] تتدهور حالتهم بشكل سريع .‏ .‏ .‏ ولكن بالنسبة الى الاكثرية فالتدهور بطيء،‏ وخصوصا عند الاعتناء جيدا بالفرد ومعالجة المشاكل الطبية الاخرى من بداياتها وبشكل فعَّال».‏ وقد يكون السَّلَس في حالة المصاب بداء ألزهايمر نتيجة مشاكل صحية اخرى يمكن معالجتها.‏ يشرح منشور ارشادي بعنوان السَّلَس‏،‏ اصدار جمعية داء ألزهايمر في لندن،‏ قائلا:‏ «ان الخطوة الأولى هي دائما استشارة [الطبيب]».‏

  • ما يمكن ان يفعله المعتنون بالمريض
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • ما يمكن ان يفعله المعتنون بالمريض

      ‏«لطالما ادهشني كم يتفاوت [الناس] في قدرتهم على المواجهة»،‏ تذكر مارڠريت،‏ اختصاصية في الطب في أوستراليا،‏ التي تعاملت مع المصابين بداء ألزهايمر ومع الذين يعتنون بهم لسنوات عديدة.‏ وتضيف:‏ «ان بعض العائلات تتخطى المشكلة رغم الاعباء الهائلة الملقاة على عاتقها؛‏ فيما تكون عائلات اخرى عاجزة تقريبا عن معالجة الوضع حالما يُظهر المريض اقل تغيير في شخصيته».‏ —‏ مقتبسة من كتاب عندما اصبح هرما اكثر من ان احلم (‏بالانكليزية)‏.‏

      وما سبب هذا الفرق؟‏ ان احد العوامل يمكن ان يكون نوعية العلاقة الموجودة قبل بداية المرض.‏ فالعائلات التي تتمتع بالمحبة وبروابط وطيدة يسهل عليها مواجهة المرض.‏ وعندما يُعنى جيدا بالمصابين بداء ألزهايمر،‏ تكون مواجهة المرض اسهل.‏

      بالرغم من تدهور المقدرة التفكيرية،‏ غالبا ما يتجاوب المريض مع المحبة والحنان حتى مراحل المرض الاخيرة.‏ ويذكر منشور ارشادي بعنوان الاتصال،‏ اصدار جمعية داء ألزهايمر في لندن قائلا:‏ «ليست الكلمات فقط الطريقة الوحيدة للاتصال».‏ فالاتصال غير الشفهي الذي من الضروري ان يستخدمه المعتنون بالمريض يشمل تعابير وجه حبِّية وودِّية ونبرة صوت لطيفة.‏ والاتصال البصري مهم ايضا وكذلك الكلام الواضح والهادئ واستعمال اسم المريض باستمرار.‏

      وتقول كاثي المذكورة في المقالة السابقة:‏ «ليس إبقاء الاتصال بمن تحبون ممكنا فحسب بل هو مهم ايضا.‏ ان الاتصال الجسدي الودِّي والمتَّسم بالرقة،‏ ونبرة الصوت اللطيفة،‏ وفي الواقع حضوركم سيزوِّد الأمان والاطمئنان لمن تحبون».‏ وتلخص جمعية داء ألزهايمر في لندن ذلك قائلة:‏ «التعاطف يساعدكم على البقاء قريبين،‏ وخصوصا عندما يتعذر الكلام اكثر فأكثر.‏ فالامساك بيد المريض،‏ الجلوس بجانب المريض ووضع ذراعكم حول كتفه،‏ التكلم معه بصوت مهدِّئ،‏ او المعانقة تدل انكم ما زلتم تهتمون».‏

      حيث توجد علاقة جيدة بين المريض والمعتنين به يمكن دائما التمتع بضحكة من القلب حتى عند اقتراف الاخطاء.‏ مثلا،‏ يتذكر احد الازواج انه عندما رتبت زوجته المشوَّشة عقليا السرير وضعت خطأً الحِرام بين الشرشفين.‏ وقد اكتشفا الخطأ عندما أويَا الى الفراش تلك الليلة.‏ فقالت:‏ «يا الهي!‏ كم كنت غبيَّة».‏ فضحكا معا من قلبيهما.‏

      بسِّطوا الامور

      يتصرف المريض بداء ألزهايمر بأفضل شكل وهو في محيطه المألوف.‏ وهو بحاجة الى روتين يومي منتظم.‏ ولهذا الغرض يكون مساعدا جدا الاستعانة بروزنامة كبيرة دُوِّنت عليها المواعيد اليومية بوضوح.‏ يشرح الدكتور ڠيري بِنّت:‏ «ان إبعاد المرء عن محيطه المألوف يمكن ان يؤدي الى عواقب وخيمة.‏ فإبقاء الامور على حالها والاستمرارية في القيام بها هما عاملان مهمان جدا للشخص المشوَّش».‏

      وفيما يتطوَّر المرض يصعب اكثر على المريض بداء ألزهايمر اتباع التعليمات.‏ لذلك يجب ان تعطى التعليمات بطريقة بسيطة وواضحة.‏ مثلا،‏ قد يكون الطلب من المريض ارتداء ملابسه امرا معقدا جدا.‏ فيلزم ان توضع الثياب بالترتيب بحيث يتمكن المريض من ارتدائها القطعة بعد الاخرى كما يجب.‏

      الحاجة الى البقاء منشغلين

      يضيع بعض مرضى داء ألزهايمر وهم يتمشون حول البيت.‏ ان المشي هو تمرين جيد للمريض وقد يساعد على التخفيف من التوتر والأرق.‏ ولكنَّ التجوُّل بعيدا عن البيت يمكن ان يكون خطِرا.‏ يوضح كتاب ألزهايمر —‏ الاعتناء بأحبائكم،‏ الاعتناء بأنفسكم (‏بالانكليزية)‏ قائلا:‏ «اذا تاه حبيبكم بعيدا،‏ فأنتم تواجهون حالة طارئة قد تتحول بسرعة الى مأساة.‏ ان العبارة التي يجب تذكرها هي لا ترتعبوا .‏ .‏ .‏ ان فرق البحث تحتاج الى اوصاف تعتمد عليها في البحث.‏ ولذلك احتفظوا ببعض الصور الحديثة الملوَّنة في البيت».‏a

      ومن ناحية اخرى،‏ يصبح بعض المرضى خاملين،‏ فكل ما يريدونه هو مجرد الجلوس طوال النهار.‏ حاولوا ان تُشركوهم في شيء تتمتعون به معا.‏ دعوهم يغنون،‏ يصفرون او يعزفون على آلة موسيقية.‏ ويتمتع البعض بالتصفيق،‏ الاهتزاز،‏ او الرقص على انغام موسيقاهم المفضلة.‏ توضح الدكتورة كارميل شيريدان:‏ «ان افضل النشاطات التي يقوم بها المصابون بداء ألزهايمر هي التي تتضمن الموسيقى.‏ وغالبا ما تذكر العائلات ان اقرباءهم يتمتعون بالاغاني والألحان القديمة والمألوفة،‏ حتى بعد نسيان معظم [الاشياء] الاخرى بوقت طويل».‏

      ‏«اردت فعل ذلك»‏

      كانت احدى النساء من جنوب افريقيا تقضي بفرح كل يوم في دار العجزة مع زوجها المصاب بداء ألزهايمر الذي كان في المراحل الاخيرة.‏ ولكن انتقد افراد عائلتها الحسنو النية عليها فعلها ذلك.‏ فربما بدا لهم انها تضيِّع الوقت،‏ وذلك لأن زوجها لم يكن قادرا على تمييزها او التفوه بكلمة.‏ ولكنها اوضحت بعد مماته:‏ «رغم ذلك،‏ اردت الجلوس معه.‏ فالممرضات كن منشغلات جدا ولذلك عندما كان يوسخ ثيابه كنت انظفه وأغيِّر ملابسه.‏ وكنت اقوم بذلك وأنا فرحة —‏ اردت فعل ذلك.‏ وذات مرة تأذَّت قدمه فيما كنت اجرُّه على الكرسي ذي الدواليب.‏ فسألته ‹هل تؤلمك قدمك؟‏›،‏ فأجاب ‹طبعا!‏›.‏ عندئذ عرفت انه ما زال يشعر وما زال قادرا على النطق».‏

      وتمكَّن المعتنون بالمريض من مواجهة المشكلة حتى في الحالات التي انعدمت فيها العلاقات العائلية الجيدة قبل الاصابة بداء ألزهايمر.‏b فمعرفتهم انهم يفعلون ما هو صائب وما يرضي اللّٰه تجلب لهم الاكتفاء العميق.‏ يقول الكتاب المقدس انه على الانسان ان ‹يحترم وجه الشيخ›،‏ وأن ‹لا يحتقر امه اذا شاخت›.‏ (‏لاويين ١٩:‏٣٢؛‏ امثال ٢٣:‏٢٢‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يؤمَر المسيحيون:‏ «إن كانت ارملة لها اولاد او حفدة فليتعلموا اولا ان يوقروا اهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة.‏ لأن هذا صالح ومقبول امام اللّٰه.‏ وإن كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨‏.‏

      بمساعدة اللّٰه تمكن العديد من المعتنين بالمرضى ان يقوموا بعمل جدير بالمدح في اعتنائهم بأقربائهم،‏ بمن فيهم المصابون بداء ألزهايمر.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a لقد وجد بعض المعتنين بالمرضى انه من المساعد ان يزوِّدوا المريض بشيء يعرِّف به،‏ ربما سوار او قلادة.‏

      b من اجل معلومات اضافية حول الاعتناء بالمرضى وكيف يمكن للآخرين ان يساعدوا،‏ من فضلكم راجعوا السلسلة:‏ «الاعتناء بالمرضى —‏ مواجهة التحدّي»،‏ في عدد ٨ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٧ من استيقظ!‏‏،‏ الصفحات ٣-‏١٣‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      كيف يساعد الزائرون

      بسبب تدهور المقدرة التفكيرية عند المصابين بداء ألزهايمر غالبا ما يفشلون في مناقشة المستجدات العالمية بعمق.‏ ولكنَّ الامر يختلف عند الكلام عن الماضي.‏ فالذاكرة الطويلة الامد تظل حية نسبيا،‏ وخصوصا في المراحل الاولى من المرض.‏ ويتمتع العديد من المصابين بداء ألزهايمر باستعادة ذكريات ماضيهم.‏ لذلك لِمَ لا تطلبون منهم سرد بعض الحوادث المفضلة عندهم حتى وإن كنتم قد سمعتموها مرارا كثيرة.‏ وهكذا تُسعدون المريض.‏ وفي الوقت نفسه تمنحون من يعتني بالمريض فرصة للراحة هو بأمسّ الحاجة اليها.‏ وفي الواقع ان عرض المساعدة لفترة من الوقت،‏ ربما يوم بكامله،‏ ينعش كثيرا مانح العناية الدائم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      المعالجة الطبية وداء ألزهايمر

      رغم وجود نحو ٢٠٠ علاج ممكن لداء ألزهايمر قيد الاختبار،‏ لا يوجد حتى الآن علاج واحد شافٍ.‏ ويُذكر ان بعض العقاقير تخفِّف فقدان الذاكرة لفترة من الوقت في المراحل الاولى من المرض او قد تُبطئ تطوّر المرض عند بعض المرضى.‏ ولكن يجب الانتباه،‏ اذ ان هذه العقاقير ليست فعَّالة في كل المرضى،‏ حتى ان بعضها يمكن ان يكون خطِرا.‏ وهنالك علاجات طبية تُستعمل في معالجة الحالات التي ترافق داء ألزهايمر،‏ مثل الكآ‌بة والقلق والأرق.‏ وبعد استشارة الطبيب يمكن لكل عائلة ان تزِن حسنات وسيئات علاج معيَّن قبل ان تتَّخذ قرارها.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      مواجهة السَّلَس

      ومع ظهور مشكلة السَّلَس قد «يبدو انه طفح الكيل»،‏ كما يذكر منشور ارشادي بعنوان السَّلَس‏،‏ ولكن «هنالك امور يمكن القيام بها لتخفيف المشكلة او لجعلها اقل اجهادا».‏ وتذكروا ان مشكلة السَّلَس عند المريض قد لا تدوم؛‏ فربما تاه او تأخر في الوصول الى الحمام.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ربما يعاني المريض حالة قابلة للعلاج تسبب السَّلَس الوقتي؛‏ لذلك عليكم استشارة طبيب.‏

      وتسهل معالجة مشكلة السَّلَس مهما كان سببها اذا ارتدى المريض ثيابا خارجية سهلة اللبس والخلع وكذلك السراويل المعدة بشكل خصوصي.‏ ومن المساعد ايضا وضع اشياء تحمي الاسرَّة والكراسي.‏ لا تدعوا الپلاستيك يحتك بجلد المريض مسببا تهيجا في الجلد وتقرُّحا.‏ اغسلوا المريض جيدا بمياه دافئة مع صابون وجفِّفوه كاملا قبل ان تلبسوه.‏ ازيلوا الاشياء التي قد تعيق المريض عن الوصول بسرعة وأمان الى الحمام.‏ وقد يكون مساعدا ابقاء ضوء خافت كي يتمكن من رؤية طريقه.‏ وما يسهِّل وصوله الى الحمام هو وضع درابزين ملائم يتمسك به،‏ وذلك لأن المريض قد يفقد التوازن في هذه المرحلة.‏

      وتقترح جمعية داء ألزهايمر في لندن انه «اذا تمكنتم من ادخال الفكاهة فذلك قد يزيل التوتر».‏ فكيف يتمكن المعتنون بالمريض من مواجهة كل هذه التحديات؟‏ تجيب احدى المعتنيات بمريض قائلة:‏ «الصبر،‏ النعومة،‏ اللطف،‏ والمجاملة التي تمكِّن المريض من المحافظة على كرامته في كل الاوقات،‏ دون الخوف من الاحراج او الخجل».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

      هل يجب نقل المريض؟‏

      من المحزن انه قد يلزم نقل المريض بداء ألزهايمر من بيته الى بيت احد اقاربه او الى دار العجزة وذلك بسبب حالته المتدهورة.‏ ولكن قبل اتخاذ القرار بنقل المريض من محيطه المألوف،‏ يجب التأمل في بعض العوامل المهمة.‏

      يمكن ان يسبب انتقال المريض تيهانا شديدا.‏ يعطي الدكتور ڠيري بِنّيت مثالا يتعلق بمريضة اعتادت ان تتمشى في جوار بيتها وكانت تتوه بعض الاحيان.‏ ومع ذلك،‏ تمكنت من العيش وحدها.‏ ولكن قررت عائلتها انه يجب نقلها الى شقة بالقرب منهم كي تظل تحت مراقبتهم.‏

      «وللأسف»،‏ يذكر الدكتور بِنّيت،‏ «لم تعتبر المكان الجديد منزلها.‏ .‏ .‏ .‏ ولم تعتد على المكان،‏ وبالتالي اصبحت تعتمد اكثر على الآخرين لأنها لم تستطع ان تدبر امورها في محيطها الجديد.‏ فالمطبخ لم يكن مألوفا،‏ ولم تستطع تذكُّر الطريق الجديدة الى الحمام وأصابها السَّلَس.‏ فحدثت مأساة رغم الدوافع الجيدة،‏ وأخيرا كان دار العجزة هو الحل».‏ —‏ داء ألزهايمر وحالات التشويش الاخرى (‏بالانكليزية)‏.‏

      ولكن ماذا لو كان دار العناية هو الحل الوحيد؟‏ انه حقا قرار صعب.‏ وفي الواقع يوصف بأنه «احد [القرارات] الاكثر توليدا لمشاعر الذنب»،‏ التي تواجه المعتنين بمريض،‏ وغالبا ما تجعلهم يشعرون بأنهم فشلوا في مهمتهم وأنهم تخلّوا عمَّن يحبون.‏

      تقول ممرضة تتمتع بخبرة واسعة في معالجة مرضى داء ألزهايمر:‏ «إنه شعور طبيعي بالذنب ولكن غير ضروري».‏ ولماذا؟‏ تضيف:‏ «لأن الاهتمام بالمريض وسلامته هما الاهم».‏ وتوافقها الرأي الدكتورتان اوليڤر وبوك:‏ «اصعب قرار يمكن اتخاذه على الارجح هو ان تقتنعوا بأن قواكم العاطفية قد استنفدت وأن المرض اصبح في مراحل متقدمة بحيث قد يتعذَّر عليكم القيام بالعناية البيتية».‏ ولكن بعد ان يأخذ المعتنون بالمريض بعين الاعتبار كل العوامل في الحالة التي يواجهونها،‏ قد يتوصل بعضهم الى الاستنتاج ان «العناية البيتية هي .‏ .‏ .‏ لمصلحة المريض الفضلى».‏ —‏ مواجهة داء ألزهايمر:‏ دليل المعتنين بالمرضى لتخطّي المحنة العاطفية (‏بالانكليزية)‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة