حين يحدث خلل في الغدة الدرقية

قد يختلّ عمل الغدة الدرقية جراء نقص اليود في النظام الغذائي،‏ الاجهاد الجسدي او الفكري،‏ العيوب الوراثية،‏ الاخماج،‏ الامراض (‏عادة الامراض الذاتية المناعة)‏،‏ او التأثيرات الجانبية لعلاجات امراض مختلفة.‏c وربما يشير تضخم الغدة الدرقية الى وجود اعتلال ما،‏ وقد يشمل هذا التضخم الغدة بأكملها او يتخذ شكل عُقيدات.‏ ومع انه يكون في العادة حميدا،‏ فلا ينبغي ان يتوانى المريض في نيل العناية الطبية اللازمة لأن ذلك يمكن ان يدل على وجود مرض خطير مثل السرطان.‏d

بشكل عام،‏ تفرز الغدة الدرقية المعتلة كمية مرتفعة او منخفضة جدا من الهرمون.‏ وتُعرف الحالة الاولى بالافراز المفرط للغدة الدرقية (‏hyperthyroidism)‏ والثانية بقصور الغدة الدرقية (‏hypothyroidism)‏.‏ ويمكن ان تتطور امراض الغدة بشكل خفي وتدريجي،‏ لذا قد يعاني المرء منها طوال سنوات دون ان يعي ذلك.‏ وعلى غرار معظم الامراض،‏ قد تكون النتائج افضل اذا ما شُخص المرض في مرحلة مبكرة.‏

وأكثر اعتلالات الغدة الدرقية شيوعا هما مرض هاشيموتو ومرض ڠريڤز.‏ وهما من الامراض الذاتية المناعة التي يُطلق عليها هذا الاسم لأن الجهاز المناعي يهاجم خلايا الجسم الطبيعية معتبرا اياها انسجة غريبة.‏ ويبلغ عدد النساء المصابات بمرض هاشيموتو ستة اضعاف عدد الرجال وغالبا ما يؤدي هذا الداء الى الاصابة بقصور الغدة الدرقية.‏ كما ان مرض ڠريڤز اكثر انتشارا بين النساء بثمانية اضعاف وهو يسبب عادة افرازا مفرطا في الغدة الدرقية.‏

وتتفاوت الآراء حول الفترة التي ينبغي ان تفصل بين فحص وآخر للتأكد من سلامة الغدة الدرقية،‏ لكن الاطباء يجمعون عموما على اهمية الفحص العام المبكر للمواليد الجدد.‏ (‏انظر الاطار ‏«فحص هام للمواليد الجدد».‏‏)‏ وإذا اظهرت الفحوصات الطبية التي يجريها المرء ان ثمة ضعفا في نشاط الغدة،‏ يوصي الاطباء عموما بإجراء فحوصات للاجسام المضادة التي تهاجمها.‏ اما اذا تبين ان هنالك زيادة في نشاطها فيخضع المريض عادة لفحص باليود المشعّ شريطة الّا يتم ذلك خلال فترة الحمل او الارضاع.‏ وإذا وُجدت عُقيدات في الغدة فقد يلزم اجراء خزعة للتحقق ان لا اثر لمرض خبيث.‏

الاساليب العلاجية

يمكن للعقاقير ان تخفف من اعراض الافراز المفرط للغدة الدرقية،‏ مثل القلق،‏ تسارع دقات القلب،‏ والرجفان اللاإرادي في العضلات.‏ وتشمل علاجات اخرى إتلاف بعض خلايا الغدة الدرقية للتقليل من كمية الهرمونات التي تفرزها.‏ وقد يستدعي الوضع احيانا استئصال الغدة جراحيا.‏

اما المرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية او خضعوا لعملية استئصال الغدة،‏ فغالبا ما يصف لهم الاطباء جرعات يومية من هرمون T4.‏ ولتحديد الجرعة المناسبة،‏ يراقب الاطباء المرضى وهم يتلقون العلاج.‏ ويمكن معالجة سرطان الغدة بطرائق عديدة مثل العقاقير والجراحة والمعالجة الكيميائية والمداواة باليود المشعّ.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٨]‏

الاعراض الشائعة

الافراز المفرط للغدة الدرقية:‏ انفعال شديد،‏ نقص غير مبرَّر في الوزن،‏ تسارع في نبضات القلب،‏ تبرّز متكرر،‏ عدم انتظام في الدورة الشهرية،‏ عصبية زائدة،‏ قلق،‏ تقلبات في المزاج،‏ جحوظ في العينين،‏ وهن عضلي،‏ أرق،‏ وشعر ضعيف ومتكسر.‏e

قصور الغدة الدرقية:‏ بلادة عقلية وبدنية،‏ زيادة غير مبرَّرة في الوزن،‏ تساقط الشعر،‏ امساك،‏ احساس مفرط بالبرد،‏ عدم انتظام في الدورة الشهرية،‏ كآ‌بة،‏ تغير في الصوت (‏صوت أجش او خفيض)‏،‏ ضعف في الذاكرة،‏ وإعياء.‏

‏[الحاشية]‏