١،‏ ٢ كيف يشبه تعلُّم تطبيق مبادئ الكتاب المقدس التضلُّع من لغة جديدة؟‏

هل حاولتم يوما ان تتعلَّموا لغة جديدة؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فستوافقون دون شك انه عمل شاق.‏ وفضلا عن ذلك،‏ يشمل الامر اكثر من مجرد تعلُّم كلمات جديدة.‏ فالاستعمال البارع للغة ما يتطلَّب ايضا التضلُّع من قواعدها.‏ ويجب ان تعرفوا كيف ترتبط الكلمات احداها بالاخرى وكيف تجتمع لتشكِّل افكارا كاملة.‏

^٢ والامر مماثل مع نيلنا المعرفة من كلمة اللّٰه.‏ فذلك يشمل اكثر من مجرد تعلُّم آيات معيَّنة من الاسفار المقدسة.‏ فيجب ان نتعلَّم ايضا قواعد لغة الكتاب المقدس،‏ اذا جاز التعبير.‏ ويلزم ان نفهم كيف ترتبط آيات الكتاب المقدس احداها بالاخرى وكيف تخدم كمبادئ يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.‏ وهكذا يمكننا ان نصير ‹مؤهلين تأهيلا كاملا ومجهَّزين لكل عمل صالح.‏› —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٧‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

٣ في ما يتعلق بخدمة اللّٰه،‏ ايّ تغيير حدث في السنة ٣٣ ب‌م؟‏

^٣ تحت ترتيب مجموعة شرائع الناموس الموسوي،‏ كان يمكن الاعراب عن الامانة الى حد كبير بالالتصاق الشديد بالقواعد المحدَّدة بوضوح.‏ ولكن،‏ في السنة ٣٣ ب‌م،‏ محا يهوه الناموس «مسمِّرا اياه،‏» في الواقع،‏ «(‏بخشبة الآلام)‏» التي أُعدِم عليها ابنه.‏ (‏كولوسي ٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وبعد ذلك لم يُعطَ شعب اللّٰه قائمة شاملة بذبائح لتقديمها وقواعد لاتِّباعها.‏ وبدلا من ذلك،‏ قيل لهم:‏ «قدِّموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه،‏ خدمة مقدسة بقوَّتكم العقلية.‏» (‏رومية ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ نعم،‏ كان يلزم ان يبذل المسيحيون انفسهم،‏ من كل قلبهم،‏ نفسهم،‏ فكرهم،‏ وقدرتهم في خدمة اللّٰه.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏؛‏ قارنوا مزمور ١١٠:‏٣‏.‏)‏ ولكن ماذا يعني تقديم «خدمة مقدسة بقوَّتكم العقلية»؟‏

٤،‏ ٥ ماذا تشمله خدمة يهوه بقوَّتنا العقلية؟‏

^٤ ان العبارة ‹قوَّة عقلية› مترجمة من الكلمة اليونانية لوغيكوس،‏ التي تعني «عاقل» او «ذكي.‏» وتجري دعوة خدام اللّٰه الى استخدام ضميرهم المدرَّب على الكتاب المقدس.‏ وعوضا عن تأسيس قراراتهم على قواعد متعددة موضوعة مسبقا،‏ يجب ان يَزِن المسيحيون مبادئ الكتاب المقدس باعتناء.‏ ويلزم ان يفهموا «قواعد لغة» الكتاب المقدس،‏ او كيف ترتبط مبادئه المتنوِّعة احدها بالآخر.‏ وهكذا،‏ يمكنهم ان يتَّخذوا قرارات متَّزنة بقوَّتهم العقلية.‏

٧ كيف يمكن ان يتأمَّل الوالدون في مبادئ الكتاب المقدس في ما يتعلق بالتأديب؟‏

^٧ مثلا،‏ خذوا مسألة الابوَّة.‏ تقول الامثال ١٣:‏٢٤ ان الاب الذي يحبّ ابنه «يطلب له التأديب.‏» فإذا تأملنا في هذه الآية فقط،‏ يمكن ان يُساء تطبيقها لتبرير عقاب قاسٍ ومتشدِّد.‏ لكنَّ كولوسي ٣:‏٢١ تزوِّد نصحا متَّزنا:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا.‏» والوالدون الذين يستعملون قوَّتهم العقلية ويوفِّقون بين هذين المبدأين لن يلجأوا الى التأديب الذي يمكن ان يُدعى «تعسفيا.‏» وسيعاملون اولادهم بدفء،‏ تفهم،‏ وكرامة.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وهكذا،‏ في ما يتعلق بمسألة الابوّة او اية مسألة اخرى تشمل مبادئ الكتاب المقدس،‏ يمكننا ان نطوِّر قوَّتنا العقلية بِوَزن كل العوامل ذات العلاقة.‏ وبهذه الطريقة يمكننا ان نفهم «قواعد» مبادئ الكتاب المقدس،‏ وماذا كان قصد اللّٰه من ذلك وكيفية انجازه.‏

فقد عرف الفريسيون البنية الشكلية للناموس لكنهم لم يتمكَّنوا من فهم «قواعد لغته.‏» وكان بإمكانهم ان يسردوا تفاصيل وافرة عن الناموس،‏ لكنهم فشلوا في فهم شخصية يهوه التي كانت وراءه.‏ قال لهم يسوع:‏ «تعشِّرون النعنع والسَّذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة اللّٰه.‏» (‏لوقا ١١:‏٤٢‏)‏