مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنقتدِ بيهوه،‏ إلهنا العديم المحاباة
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • ١١ كيف اظهرت الجماعة المسيحية الباكرة عدم المحاباة؟‏

      ١١ في الجماعة المسيحية الباكرة،‏ كان اليهود وغير اليهود متساوين.‏ اوضح بولس:‏ «اما المجد والكرامة والسلام فلكل من يعمل الصلاح،‏ لليهودي أولا وأيضا لليوناني.‏ لأن ليس عند اللّٰه محاباة».‏b (‏روما ٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فالاستفادة من نعمة يهوه لم تتوقف على قوميتهم بل على كيفية تجاوبهم عندما تعلموا عن يهوه والرجاء الذي اتاحته فدية ابنه يسوع.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦‏)‏ كتب بولس:‏ «ليس اليهودي مَن كان في الظاهر يهوديا،‏ ولا الختان ما كان في الظاهر في اللحم.‏ بل اليهودي هو من كان في الباطن يهوديا،‏ وختانه هو ختان القلب بالروح،‏ لا بشريعة مكتوبة».‏ ثم اضاف بولس ملمِّحا الى معنى كلمة «يهودي» (‏اي «من يهوذا»،‏ والاسم يهوذا يعني شخصا ينال الثناء او المدح)‏:‏ «ومدح هذا لا يأتي من الناس،‏ بل من اللّٰه».‏ (‏روما ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فيهوه يقدم المدح بلا محاباة.‏ فهل هذا ما نفعله نحن؟‏

      ١٢ اي رجاء تقدمه الكشف ٧:‏٩‏،‏ ولمَن؟‏

      ١٢ لاحقا،‏ رأى الرسول يوحنا في رؤيا المسيحيين الممسوحين الامناء كأمة روحية مؤلفة من ٠٠٠‏,١٤٤ «مختومين من كل سبط من بني اسرائيل».‏ ورأى بعد ذلك ‹جمعا كثيرا من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة،‏ واقفين امام العرش وأمام الحمل،‏ لابسين حللا بيضاء؛‏ وفي ايديهم سعف نخل›.‏ (‏كشف ٧:‏٤،‏ ٩‏)‏ اذًا،‏ ليس هنالك اية قومية او لغة مستثناة من الجماعة المسيحية اليوم.‏ فيمكن للأشخاص من كل الخلفيات ان ينالوا رجاء النجاة من «الضيق العظيم» القادم والشرب من «ينابيع مياه الحياة» في العالم الجديد.‏ —‏ كشف ٧:‏١٤-‏١٧‏.‏

      النتائج الايجابية

      ١٣-‏١٥ (‏أ)‏ كيف يمكننا التغلب على الفوارق في العرق او الحضارة؟‏ (‏ب)‏ اذكروا مثالين للفوائد التي يمكن ان تنتج عن إظهار المودة.‏

      ١٣ يعرفنا يهوه جيدا كما يعرف الاب الصالح اولاده.‏ وبشكل مماثل،‏ حين نتعرف بالآخرين بإظهار الاهتمام بحضارتهم وخلفيتهم،‏ تتلاشى الاختلافات وتضمحل الحواجز العرقية.‏ وبدلا من ذلك،‏ تقوى اواصر المحبة والصداقة،‏ وتُعزَّز الوحدة.‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏)‏ والمثال الذي يشهد على ذلك هو نشاط المرسلين الذين يخدمون في بلدان اجنبية.‏ فهم يظهرون الاهتمام بسكان هذه البلدان.‏ وهكذا يندمجون بسرعة في الجماعات المحلية.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٤‏.‏

      ١٤ تتجلى النتائج الايجابية لعدم المحاباة في بلدان عديدة.‏ ففي العاصمة البريطانية لندن،‏ انتابت مشاعر الوحدة رجلا اثيوپيا اسمه أكليلو.‏ وكانت حاله تزداد سوءا لأن الناس حوله بدوا غير وديين مع الغرباء،‏ الامر الذي يشعر به كثيرون في العديد من المدن الكبرى في اوروپا اليوم.‏ وكم تغيرت مشاعر أكليلو عندما حضر اجتماعا مسيحيا في قاعة ملكوت لشهود يهوه!‏ فقد رحب به الحاضرون،‏ وشعر بأنه بين اهله.‏ فأحرز تقدما سريعا وعمُق تقديره للخالق.‏ وسرعان ما بدأ ينتهز الفرص للاشتراك في نشر بشارة الملكوت في تلك المقاطعة.‏ وعندما سأله رفيقه في الكرازة عن هدفه في الحياة،‏ أجاب أكليلو دون تردد انه يتمنى ان يكون يوما ما جزءا من جماعة تتكلم الامهرية،‏ لغته الأم.‏ وعندما علم الشيوخ في الجماعة المحلية الناطقة باللغة الانكليزية برغبته هذه،‏ سُرُّوا بالترتيب لخطاب عام مؤسس على الكتاب المقدس بلغة أكليلو الاصلية.‏ وقد لبّى الدعوة عدد كبير من الاجانب وأهل البلد ودعموا اول اجتماع عام باللغة الأمهرية في بريطانيا.‏ واليوم يتحد اخوة اثيوپيون وغير اثيوپيين في تلك المنطقة ضمن جماعة مزدهرة ناطقة بالأمهرية.‏ وقد وجد عديدون في هذه الجماعة ان لا شيء يمنعهم من اتخاذ موقف الى جانب يهوه والتعبير عن ذلك بالمعمودية المسيحية.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٦‏.‏

      ١٥ قد تختلف الطباع والخلفيات،‏ لكنها ليست مقياسا لتفوق شخص على آخر.‏ فهي مجرد فوارق.‏ في مالطا،‏ كان مالطيون وزائرون من بريطانيا حاضرين اثناء معمودية خدام ليهوه انتذروا حديثا.‏ وفيما عبَّر المالطيون عن فرحهم بحماس شديد،‏ اغرورقت عيون البريطانيين بدموع الفرح.‏ فقد عبَّر المالطيون والبريطانيون على السواء عن مشاعرهم،‏ انما بطريقتين مختلفتين.‏ وقوّت محبتهم الشديدة ليهوه رُبط المودّة المسيحية.‏ —‏ مزمور ١٣٣:‏١؛‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

      التغلب على التحامل

      ١٦-‏١٨ اذكروا اختبارا يُظهِر كيف يمكن التغلب على التحامل في الجماعة المسيحية.‏

      ١٦ كلما عمقت محبتنا ليهوه ولإخوتنا المسيحيين تمكنّا من الاقتداء اكثر بيهوه في نظرتنا الى الآخرين.‏ وهكذا نتغلب على التحامل الذي ربما شعرنا به تجاه بعض الجنسيات او العروق او الحضارات.‏ لنأخذ على سبيل المثال ما جرى مع ألبرت.‏ فقد خدم في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية وأسره اليابانيون حين سقطت سنڠافورة في ايديهم سنة ١٩٤٢.‏ وقضى ثلاث سنوات تقريبا يعمل في «سكة الموت الحديدية»،‏ قرب ما عُرف لاحقا باسم الجسر فوق نهر كواي.‏ وحين أُطلق سراحه في نهاية الحرب،‏ كان وزنه ٣٢ كيلوڠراما وفكُّه وأنفه مكسورَين.‏ كما كان يعاني اسهالا شديدا مصحوبا بنزف دم ومرضا جلديا يُدعى القُوباء الحلقية،‏ بالاضافة الى الملاريا.‏ وكانت حال الآلاف من رفقائه السجناء اسوأ منه؛‏ فالعديد منهم قضوا نَحبهم.‏ ونتيجة الفظائع التي شهدها ألبرت،‏ عاد الى بلاده عام ١٩٤٥ رجلا مرَّ النفس لا يطيق سماع اي شيء عن اللّٰه والدين.‏

      ١٧ صارت أيرين،‏ زوجة ألبرت،‏ واحدة من شهود يهوه.‏ وبهدف إرضائها،‏ حضر ألبرت بعض الاجتماعات في الجماعة المحلية لشهود يهوه.‏ ثم زاره حدث مسيحي منخرط في الخدمة كامل الوقت اسمه پول وابتدأ يدرس معه الكتاب المقدس.‏ وسرعان ما أدرك ألبرت ان يهوه ينظر الى قلب الشخص ليكوِّن رأيا فيه.‏ فنذر حياته ليهوه واعتمد.‏

      ١٨ لاحقا،‏ انتقل پول الى لندن وتعلَّم اليابانية وانضم الى جماعة ناطقة باللغة اليابانية.‏ وفي احد الايام اتى الى انكلترا اخوة زائرون من اليابان.‏ فاقترح پول عليهم ان يصطحبهم في زيارة لجماعته السابقة.‏ لكنَّ الاخوة في تلك الجماعة ذكَّروه بتحامل ألبرت القوي على اليابانيين.‏ فمنذ عودة ألبرت الى بريطانيا،‏ كان يتجنب الالتقاء بأي شخص ياباني.‏ لذلك تساءل الاخوة كيف سيتقبل الامر.‏ ولكن لم تكن مخاوفهم في محلها.‏ فقد استقبل ألبرت الزائرين بمحبة اخوية خالية من التحامل.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ‏‹لنكن متسعين›‏

      ١٩ اية نصيحة قدمها الرسول بولس يمكن ان تساعدنا اذا كنا لا نزال نظهر شيئا من المحاباة؟‏

      ١٩ كتب الملك سليمان الحكيم:‏ «محاباة الوجوه ليست صالحة».‏ (‏امثال ٢٨:‏٢١‏)‏ من السهل الشعور بالمودة تجاه مَن نعرفهم حق المعرفة.‏ غير اننا قد لا نظهر الاهتمام احيانا بمَن لا نعرفهم جيدا.‏ لكنّ محاباة كهذه لا تليق بخادم يهوه.‏ وسنستفيد كلنا دون شك من اتِّباع نصيحة بولس ان ‹نكون متسعين›.‏ نعم،‏ لنكن متسعين في محبتنا للرفقاء المسيحيين من خلفيات اخرى.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٣‏.‏

      ٢٠ في اية مجالات من حياتنا ينبغي ان نقتدي بيهوه،‏ إلهنا العديم المحاباة؟‏

      ٢٠ سواء كنا نرجو الحياة في السماء او العيش الى الابد على الارض،‏ يمكننا التمتع بالوحدة كرعية واحدة تحت إشراف راعٍ واحد اذا كنا لا نظهر المحاباة.‏ (‏افسس ٤:‏٤،‏ ٥،‏ ١٦‏)‏ والاقتداء بيهوه،‏ إلهنا العديم المحاباة،‏ يساعدنا في خدمتنا المسيحية،‏ في عائلاتنا،‏ وفي الجماعات،‏ حتى في كل مجالات حياتنا.‏ كيف ذلك؟‏ ستناقش المقالة التالية هذا الموضوع.‏

  • لنبحث عن الصلاح في الجميع
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • لنبحث عن الصلاح في الجميع

      ‏«اذكرني يا الهي بالخير».‏ —‏ نحميا ١٣:‏٣١‏.‏

      ١ كيف يُظهِر يهوه الصلاح للجميع؟‏

      بعد ايام من الطقس الغائم الكئيب،‏ تحمل اشعة الشمس معها بشائر الفرج.‏ فتُدخِل البهجة الى القلوب وترفع المعنويات.‏ وبالمقابل،‏ بعد ايام عديدة من الطقس الجاف والحار،‏ ينتظر الناس بفارغ الصبر هطول المطر،‏ حتى لو انهمر غزيرا وبشكل مفاجئ،‏ ليجلب لهم الراحة والانتعاش.‏ لقد صمم خالقنا المحب يهوه غلاف الارض الجوي بحيث نتمتع بتغيُّرات الطقس.‏ ولفت يسوع انتباهنا الى سخاء اللّٰه حين علّم:‏ «استمروا في محبة اعدائكم وفي الصلاة لأجل الذين يضطهدونكم؛‏ لتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات،‏ فإنه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين،‏ ويمطر على الابرار والأثمة».‏ (‏متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏)‏ نعم،‏ يعمل يهوه الخير والصلاح للجميع.‏ وينبغي ان يقتدي خدامه به اذ يبحثون عن الصلاح في الآخرين.‏

      ٢ (‏أ)‏ على اي اساس يظهر يهوه الصلاح؟‏ (‏ب)‏ ما الذي يلاحظه يهوه ليعرف كيفية تجاوبنا مع صلاحه؟‏

      ٢ على اي اساس يظهر يهوه الصلاح؟‏ منذ ان اخطأ آدم،‏ لم يوقف يهوه بحثه عن الصلاح في البشر.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ وقصده هو رد الطائعين منهم الى الحياة في الفردوس.‏ (‏افسس ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فبسبب نعمته،‏ أُتيح لنا رجاء التحرر من الخطية والنقص بواسطة النسل الموعود به.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ روما ٥:‏١٢،‏ ١٥‏)‏ وقبولنا ترتيب الفدية يمهّد السبيل لاستعادة الكمال.‏ وأحد الامور التي يريد اللّٰه ان يعرفها من خلال مراقبته لكلٍّ منا هو كيفية تجاوبنا مع سخائه.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فهو يلاحظ كل ما نفعله برهانا على تقديرنا لصلاحه.‏ كتب الرسول بولس:‏ «اللّٰه ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي اظهرتموها نحو اسمه».‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ٣ أي سؤال سنتأمل فيه؟‏

      ٣ كيف يمكننا ان نقتدي بيهوه في البحث عن الصلاح في الآخرين؟‏ لنحاول ايجاد اجوبة عن هذا السؤال في اربعٍ من مجالات حياتنا:‏ ١-‏ في الخدمة المسيحية،‏ ٢-‏ ضمن العائلة،‏ ٣-‏ في الجماعة،‏ و ٤-‏ في علاقاتنا مع الآخرين.‏

      في الكرازة والتلمذة

      ٤ كيف يكون اشتراكنا في الخدمة المسيحية نوعا من البحث عن الصلاح في الآخرين؟‏

      ٤ في الاجابة عن تساؤلات التلاميذ حول معنى مثل الحنطة والزوان،‏ اوضح يسوع ان «الحقل هو العالم».‏ وبصفتنا تلاميذ المسيح العصريين،‏ نحن نعترف بهذه الحقيقة عندما نشترك في خدمتنا.‏ (‏متى ١٣:‏٣٦-‏٣٨؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وتشمل خدمتنا في الحقل الاعلان الجهري لإيماننا.‏ وواقع ان شهود يهوه صاروا مشهورين بخدمتهم من بيت الى بيت وفي الشوارع يشهد لمثابرتنا على البحث عن جميع المستحقين لرسالة الملكوت.‏ وينسجم عملنا هذا مع تعليمات يسوع:‏ «أي مدينة او قرية دخلتم،‏ فابحثوا فيها عمن هو مستحق».‏ —‏ متى ١٠:‏١١؛‏ اعمال ١٧:‏١٧؛‏ ٢٠:‏٢٠‏.‏

      ٥،‏ ٦ لماذا نثابر على زيارة الناس تكرارا في بيوتهم؟‏

      ٥ حين نزور الناس دون موعد مسبق،‏ نلاحظ تفاوتا في رد فعلهم تجاه رسالتنا.‏ فأحيانا نجد ان احد افراد العائلة يعيرنا اذنا صاغية،‏ في حين ان فردا آخر داخل البيت يقول:‏ «لسنا مهتمين»،‏ منهيا الحديث.‏ وكم نأسف ان تعيق مقاومة احد الاشخاص او عدم اكتراثه تجاوب شخص آخر!‏ فماذا يمكننا فعله للمثابرة على البحث عن الصلاح في الجميع؟‏

      ٦ حين نعود الى المنطقة،‏ قد نتمكن في زيارتنا التالية للبيت من التكلم مباشرة مع الشخص الذي أنهى الزيارة السابقة.‏ وسنكون مستعدين بشكل افضل لمواجهة الوضع اذا تذكرنا ما حدث من قبل.‏ فالشخص الذي رفض رسالتنا ربما تصرف بدوافع جيدة،‏ معتقدا ان من واجبه منع المتجاوب من سماع رسالة الملكوت.‏ وربما تأثر بمعلومات خاطئة عن نوايانا.‏ لكنَّ ذلك لا يمنعنا من المثابرة على الكرازة ببشارة الملكوت في ذلك البيت،‏ محاولين بلباقة تصحيح سوء الفهم.‏ فنحن مهتمون بمساعدة الجميع على حيازة معرفة دقيقة عن اللّٰه.‏ وقد يجتذب يهوه اليه هذا الشخص بالتحديد.‏ —‏ يوحنا ٦:‏٤٤؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٤‏.‏

      ٧ ماذا يساعدنا على حيازة موقف ايجابي عند التكلم مع الناس؟‏

      ٧ عندما اعطى يسوع تلاميذه بعض التعليمات،‏ اخذ في الاعتبار المقاومة العائلية.‏ أوَلم يقُل:‏ «جئت لأُحدِث انقساما؛‏ الانسان على ابيه،‏ والابنة على امها،‏ والزوجة الشابة على حماتها.‏ فيكون اعداء الانسان من اهل بيته»؟‏!‏ (‏متى ١٠:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ غير ان الظروف والمواقف تتغير مع الوقت.‏ فيمكن ان يتأثر ردّ فعل الناس تجاه كرازتنا بمرض مفاجئ،‏ فقدان قريب في الموت،‏ كارثة،‏ صدمة عاطفية،‏ او غيرها من العوامل.‏ اذا كانت نظرتنا سلبية —‏ اذ نفكر ان الناس الذين نكرز لهم لن يتجاوبوا —‏ فهل يظهر ذلك اننا نبحث عن الصلاح فيهم؟‏ لمَ لا نعود في مناسبة اخرى متحلّين بموقف ايجابي؟‏ فربما نجد ان رد فعلهم تغير.‏ وأحيانا نلقى رد فعل مختلفا ليس فقط بسبب ما نقوله،‏ بل بسبب اسلوبنا في الكلام.‏ ودون شك،‏ ستساعدنا الصلاة الحارة ليهوه قبل البدء بالكرازة على حيازة موقف ايجابي وتقديم رسالة الملكوت بطريقة مشوقة للجميع.‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏.‏

      ٨ ماذا تكون النتيجة حين يبحث المسيحيون عن الصلاح في اقربائهم غير المؤمنين؟‏

      ٨ في بعض الجماعات،‏ نجد عدة افراد من العائلة نفسها يخدمون يهوه.‏ وما جعل الافراد الاصغر يقدرون الحق هو في الغالب مثابرة قريب اكبر سنا دفعت علاقاته الجيدة في الزواج وضمن العائلة هؤلاء الافراد الاصغر الى تغيير موقفهم.‏ وقد ساعد اتّباع مشورة الرسول بطرس العديد من النساء المسيحيات على ربح ازواجهن «بدون كلمة».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ضمن العائلة

      ٩،‏ ١٠ كيف بحث يعقوب ويوسف كلاهما عن الصلاح في عائلتهما؟‏

      ٩ نجد في العلاقة الحميمة التي تربط افراد العائلات مجالا آخر للبحث عن الصلاح في الآخرين.‏ لاحِظ الدرس الذي نتعلمه من طريقة تعامل يعقوب مع ابنائه.‏ فالكتاب المقدس يشير في التكوين الاصحاح ٣٧ العددين ٣ و ٤ ان يعقوب أحب يوسف بصورة خاصة،‏ مما اثار حسد اخوته حتى انهم تآ‌مروا لقتله.‏ لكن لاحِظ موقف يعقوب ويوسف اللاحق.‏ فقد بحثا كلاهما عن الصلاح في عائلتهما.‏

      ١٠ عندما كان يوسف يشغل منصب المسؤول عن الاغذية في مصر زمن المجاعة،‏ رحب بإخوته حين اتوا اليه.‏ ومع انه لم يكشف لهم هويته فورا،‏ وجّه الامور بحيث تأكد ان ينالوا الاهتمام اللائق ويأخذوا الطعام لأبيهم الشيخ.‏ نعم،‏ عمل يوسف لصالح اخوته رغم انه كان قد تألم بسبب بغضهم.‏ (‏تكوين ٤١:‏٥٣–‏٤٢:‏٨؛‏ ٤٥:‏٢٣‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ حين كان يعقوب على فراش الموت،‏ تلفظ ببركات نبوية لجميع ابنائه.‏ ومع ان تصرفات بعضهم الخاطئة جعلته يحرمهم من بعض الامتيازات،‏ لم يستثنِ احدا من نيل ميراث في الارض.‏ (‏تكوين ٤٩:‏٣-‏٢٨‏)‏ فما اروع هذا التعبير عن محبة يعقوب الراسخة لأبنائه!‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اي مثال نبوي يشدِّد على اهمية البحث عن الصلاح ضمن العائلة؟‏ (‏ب)‏ ما الدرس الذي نتعلمه من مثال الاب في مثل يسوع عن الابن الضال؟‏

      ١١ نجد في طول اناة يهوه لدى تعامله مع امة اسرائيل العديمة الايمان بصيرة اضافية في كيفية بحثه عن الصلاح في شعبه.‏ لقد استخدم يهوه ظروف النبي هوشع العائلية ليوضح محبته المستمرة لشعبه.‏ فجومر،‏ زوجة هوشع،‏ ارتكبت الزنى مرة بعد اخرى.‏ رغم ذلك،‏ طلب يهوه من هوشع:‏ «اذهب ايضا احبب امرأةً حبيبةَ صاحبٍ وزانيةً كمحبة الرب لبني اسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة اخرى ومحبون لأقراص الزبيب».‏ (‏هوشع ٣:‏١‏)‏ فلماذا طلب يهوه ذلك من هوشع؟‏ عرف يهوه ان بعض الافراد ضمن الامة المبتعدة عن طرقه سيتجاوبون مع صبره.‏ لذلك أعلن هوشع:‏ «بعد ذلك يعود بنو اسرائيل ويطلبون الرب الههم وداود ملكهم ويفزعون الى الرب وإلى جوده في آخر الايام».‏ (‏هوشع ٣:‏٥‏)‏ لا شك ان ذلك مثال جيد يحسن بنا التفكير فيه حين تواجهنا ظروف عائلية صعبة.‏ وعلى الاقل،‏ سيكون استمرارنا في البحث عن الصلاح في الآخرين من افراد عائلتنا مثالا جيدا للصبر.‏

      ١٢ ويزود مثل يسوع عن الابن الضال بصيرة اضافية في كيفية البحث عن الصلاح في عائلتنا.‏ فقد عاد الابن الاصغر الى البيت بعد ان عاش حياة خليعة.‏ لكنَّ أباه عامله برحمة.‏ وماذا كان رد فعل الاب حيال تذمر الابن الاكبر الذي لم يترك العائلة؟‏ قال له:‏ «يا ولدي،‏ انت معي كل حين،‏ وكل ما هو لي فهو لك».‏ لم يكن الاب هنا يصدّ ابنه بقسوة،‏ بل كان يؤكد له محبته.‏ وتابع:‏ «كان يجب ان نستمتع ونفرح،‏ لأن اخاك هذا كان ميتا فعاد الى الحياة،‏ وكان ضائعا فوُجد».‏ فيمكننا نحن ايضا ان نستمر في البحث عن الصلاح في الآخرين.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏٣٢‏.‏

      في الجماعة المسيحية

      ١٣،‏ ١٤ ما هي احدى الطرائق لتطبيق الشريعة الملكية،‏ شريعة المحبة،‏ في الجماعة المسيحية؟‏

      ١٣ كمسيحيين،‏ نحن نسعى الى تطبيق الشريعة الملكية:‏ شريعة المحبة.‏ (‏يعقوب ٢:‏١-‏٩‏)‏ قد لا تؤثر الفوارق المادية في علاقتنا بالاعضاء الآخرين في الجماعة.‏ ولكن هل نعرب عن ‹التمييز الطبقي› بسبب الخلفية العرقية،‏ الثقافية،‏ او حتى الدينية؟‏ اذا كان الحال كذلك،‏ فكيف يمكننا تطبيق مشورة يعقوب؟‏

      ١٤ ان الترحيب بكل الذين يحضرون الاجتماعات المسيحية يعطي الدليل على رحابة صدرنا.‏ فعندما نأخذ المبادرة في التكلم مع الجدد الذين يزورون قاعة الملكوت،‏ قد يزول الارتباك والخجل الذي ربما شعروا به في البداية.‏ وفي الواقع،‏ يردد بعض الاشخاص بعد حضورهم اجتماعا مسيحيا للمرة الاولى الكلمات نفسها،‏ قائلين:‏ «كان الكل ودودين.‏ وبدا لي ان الجميع يعرفونني من قبل.‏ شعرت بأنني بين اهلي».‏

      ١٥ كيف يمكن مساعدة الاصغر سنا في الجماعة على إظهار الاهتمام بالاكبر سنا؟‏

      ١٥ في بعض الجماعات،‏ يتجمع الاحداث بعد انتهاء الاجتماع داخل القاعة او خارجها،‏ ويتجنبون معاشرة الاكبر سنا.‏ فماذا يمكننا فعله لكبح هذا الميل؟‏ الخطوة الاولى هي ان يدرِّب الوالدون اولادهم في البيت استعدادا للاجتماعات.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ فيمكن ان يطلبوا منهم اعداد المطبوعات الخاصة بأفراد العائلة لأخذها الى الاجتماع.‏ والوالدون هم افضل مَن يمكنه تشجيع اولادهم على التكلم مع المسنين او المرضى في قاعة الملكوت.‏ وينال الاولاد الاكتفاء عندما يقولون للأكبر سنا امرا ذا مغزى.‏

      ١٦،‏ ١٧ كيف يمكن ان يبحث الراشدون عن الصلاح في الاصغر سنا ضمن الجماعة المسيحية؟‏

      ١٦ ينبغي ان يُظهر الاخوة والاخوات الاكبر سنا الاهتمام بالاصغر سنا في الجماعة.‏ (‏فيلبي ٢:‏٤‏)‏ فيمكنهم اخذ المبادرة في التكلم معهم بطريقة مشجعة.‏ وعادةً،‏ يُناقَش العديد من النقاط المهمة خلال الاجتماع.‏ فيمكن ان نسأل الاحداث هل تمتعوا بالاجتماع،‏ وهل هنالك بعض النقاط التي اعجبتهم على نحو خصوصي وسيسعون الى تطبيقها.‏ فهؤلاء الصغار هم جزء اساسي في الجماعة وينبغي ملاحظة انتباههم في الاجتماعات ومدحهم على اجوبتهم او على التعيينات التي يقدمونها في البرنامج.‏ ويمكن ان تشير طريقة تعامل الاحداث مع الاكبر سنا في الجماعة وطريقة اهتمامهم بالمهمات البسيطة في البيت الى استعدادهم لتحمُّل مسؤوليات اكبر في المستقبل.‏ —‏ لوقا ١٦:‏١٠‏.‏

      ١٧ يُحسن بعض الاحداث القيام بالمسؤوليات ويحرزون تقدما بحيث تؤهِّلهم صفاتهم الروحية لتعيينات اثقل.‏ ويمكن ان يساهم انشغالهم بهذه المسؤوليات في الابتعاد عن السلوك الطائش.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢‏)‏ وتساهم هذه التعيينات في ‹امتحان جدارة› الاخوة الذين يبتغون الصيرورة خداما مساعدين.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٠‏)‏ فاشتراكهم النشيط في الاجتماعات وغيرتهم في الخدمة،‏ بالاضافة الى الاهتمام بكل الاخوة في الجماعة،‏ تساعد الشيوخ على ملاحظة مقدراتهم حين يفكرون في منحهم المزيد من التعيينات.‏

      البحث عن الصلاح في الجميع

      ١٨ اي فخ ينبغي تجنبه في المسائل القضائية،‏ ولماذا؟‏

      ١٨ نقرأ في الامثال ٢٤:‏٢٣‏:‏ «محاباة الوجوه في الحكم ليست صالحة».‏ فالحكمة الالهية تتطلب ان يتجنب الشيوخ المحاباة حين يعالجون المسائل القضائية في الجماعة.‏ ذكر يعقوب:‏ «اما الحكمة التي من فوق فهي اولا عفيفة،‏ ثم مسالمة،‏ متعقلة،‏ مستعدة للطاعة،‏ مملوة رحمة وثمارا صالحة،‏ لا تميز بمحاباة ولا ترائي».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ وطبعا،‏ فيما يحاول الشيوخ البحث عن الصلاح في الآخرين،‏ يلزم ان ينتبهوا لئلا يتأثر حكمهم بالعلاقات الشخصية او بالمشاعر.‏ كتب المرنم الملهم آساف:‏ «اللّٰه قائم في مجمع اللّٰه.‏ في وسط الآلهة [او «المشبهين بالآلهة»،‏ اي القضاة البشر] يقضي.‏ حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الاشرار».‏ (‏مزمور ٨٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وبناء على ذلك،‏ يتجنب الشيوخ المسيحيون اي ميل الى إظهار المحاباة حين يعالجون مسائل تمسّ احد اصدقائهم او اقربائهم.‏ وبهذه الطريقة يحافظون على وحدة الجماعة ويسمحون لروح يهوه بأن يعمل دون عائق.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٢٣‏.‏

      ١٩ بأية طرائق نبحث عن الصلاح في الآخرين؟‏

      ١٩ عندما نبحث عن الصلاح في اخوتنا وأخواتنا،‏ نعكس موقف بولس حين خاطب جماعة تسالونيكي.‏ قال:‏ «نثق في الرب بشأنكم انكم تفعلون ما نوصيكم به وستتابعون فعله».‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏)‏ عندما نبحث عن الصلاح في الآخرين يقوى ميلنا الى التغاضي عن اخطائهم.‏ ونتطلَّع الى الامور التي يمكننا مدح اخوتنا عليها،‏ متجنبين الروح الانتقادية.‏ كتب بولس:‏ «ان المطلوب .‏ .‏ .‏ في الوكلاء هو ان يوجد المرء امينا».‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٢‏)‏ فأمانة جميع اخوتنا وأخواتنا المسيحيين،‏ وليس فقط الوكلاء الذين عُهد اليهم برعاية الجماعة،‏ هي ما يجعلهم محبوبين الينا.‏ ونتيجة لذلك،‏ تقوى علاقتنا بهم وتُوطَّد رُبُط الصداقة المسيحية.‏ ونحن نتبنى نظرة بولس الى الاخوة في ايامه.‏ فهم ‹رفقاؤنا في العمل لأجل ملكوت اللّٰه›،‏ وهم ايضا ‹عون مقوٍّ›.‏ (‏كولوسي ٤:‏١١‏)‏ وبذلك نعرب عن موقف مماثل لموقف يهوه.‏

      ٢٠ اية بركات سيتمتع بها الذين يبحثون عن الصلاح في الآخرين؟‏

      ٢٠ نضم صوتنا الى صوت نحميا عندما صلى:‏ «اذكرني يا الهي بالخير».‏ (‏نحميا ١٣:‏٣١‏)‏ وكم يفرِّحنا ان يبحث يهوه عن الخير او الصلاح في شعبه!‏ (‏١ ملوك ١٤:‏١٣‏)‏ فلنتمثّل به في تعاملاتنا مع الآخرين.‏ وبفعلنا ذلك ننال رجاء التحرر من الخطية والعيش الى الابد في العالم الجديد الذي اصبح على الابواب.‏ —‏ مزمور ١٣٠:‏٣-‏٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة