-
ساعِد الذين يشردون عن الرعيةبرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
سَاعِدِ ٱلَّذِينَ يَشْرُدُونَ عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ
«اِفْرَحُوا مَعِي، لِأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّائِعَ». — لو ١٥:٦.
١ كَيْفَ أَثْبَتَ يَسُوعُ أَنَّهُ رَاعٍ مُحِبٌّ؟
يُدْعَى ٱبْنُ يَهْوَه ٱلْوَحِيدُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، «رَاعِيَ ٱلْخِرَافِ ٱلْعَظِيمَ». (عب ١٣:٢٠) وَقَدْ أَنْبَأَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَجِيئِهِ وَأَظْهَرَتْ أَنَّهُ رَاعٍ مُمَيَّزٌ سَعَى إِلَى إِيجَادِ ‹خِرَافِ [إِسْرَائِيلَ] ٱلضَّائِعَةِ›. (مت ٢:١-٦؛ ١٥:٢٤) وَتَمَامًا كَمَا يُخَاطِرُ ٱلرَّاعِي ٱلْحَرْفِيُّ بِحَيَاتِهِ لِحِمَايَةِ خِرَافِهِ، بَذَلَ يَسُوعُ نَفْسَهُ وَمَاتَ كَذَبِيحَةٍ فِدَائِيَّةٍ عَنِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ سَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ ذَبِيحَتِهِ. — يو ١٠:١١، ١٥؛ ١ يو ٢:١، ٢.
٢ لِمَاذَا رُبَّمَا صَارَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ خَامِلِينَ؟
٢ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ قَدَّرُوا قِيمَةَ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ وَٱنْتَذَرُوا لِلّٰهِ تَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَقَدْ فَتَرَتْ غَيْرَتُهُمْ وَصَارُوا خَامِلِينَ رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلتَّثَبُّطِ، ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ، أَوْ عَوَامِلَ أُخْرَى. لِذلِكَ لَمْ يَعُودُوا يَنْعَمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلسَّكِينَةِ ٱللَّتَيْنِ لَا تَنْعَمُ بِهِمَا سِوَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ وَٱللَّتَيْنِ تَحَدَّثَ عَنْهُمَا دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٢٣. رَنَّمَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ: «يَهْوَهُ رَاعِيَّ، فَلَا يُعْوِزُنِي شَيْءٌ». (مز ٢٣:١) فَٱلَّذِينَ هُمْ دَاخِلَ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ لَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ بِمَعْنًى رُوحِيٍّ، بِعَكْسِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْهَا. فَمَنْ يُمْكِنُهُ مُسَاعَدَتُهُمْ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ مَدُّ يَدِ ٱلْعَوْنِ إِلَيْهِمْ لِيَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ؟
مَنْ يُمْكِنُهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ؟
٣ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ مَا يَلْزَمُ لِإِنْقَاذِ خَرُوفٍ ضَائِعٍ مِنْ مَرْعَى ٱللّٰهِ؟
٣ لِإِنْقَاذِ غَنَمِ مَرْعَى ٱللّٰهِ ٱلضَّائِعِينَ، يَلْزَمُ بَذْلُ جُهْدٍ دَؤُوبٍ. (مز ١٠٠:٣) وَهذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وَشَرَدَ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَفَلَا يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ وَيَنْطَلِقُ يَبْحَثُ عَنِ ٱلشَّارِدِ؟ وَإِذَا حَدَثَ أَنْ وَجَدَهُ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتِّسْعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ ٱلَّتِي لَمْ تَشْرُدْ. وَهٰكَذَا لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ». (مت ١٨:١٢-١٤) وَمَنْ يُمْكِنُهُ مُسَاعَدَةُ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ؟
٤، ٥ أَيَّةُ نَظْرَةٍ إِلَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَنَّاهَا ٱلشُّيُوخُ؟
٤ يَجِبُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ مُسَاعَدَةَ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا أَنْ يُبْقُوا فِي ذِهْنِهِمْ أَنَّ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِلّٰهِ، إِنَّهَا ‹قَطِيعُ مَرْعَى ٱللّٰهِ› ٱلْعَزِيزُ عَلَى قَلْبِهِ. (مز ٧٩:١٣) وَهؤُلَاءِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأَعِزَّاءُ يَحْتَاجُونَ إِلَى عِنَايَةٍ رَقِيقَةٍ، مِمَّا يَعْنِي أَنَّ ٱلرُّعَاةَ ٱلْمُحِبِّينَ يَجِبُ أَنْ يُولُوهُمُ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ ٱلْقِيَامُ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ لَهُمْ. فَٱلتَّشْجِيعُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ ٱلرَّاعِي لَهُمْ قَدْ يَبْنِيهِمْ رُوحِيًّا وَيَزِيدُ رَغْبَتَهُمْ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ. — ١ كو ٨:١.
٥ إِنَّ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَمُسَاعَدَتَهَا هُمَا مَسْؤُولِيَّةٌ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ رُعَاةِ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ. فَقَدْ ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلرِّعَائِيَّةِ حِينَ قَالَ: «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نُظَّارًا، لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ». (اع ٢٠:٢٨) كَمَا حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، قَائِلًا: «اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ، لَا كَرْهًا، بَلْ طَوْعًا، وَلَا مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ، بَلْ بِٱنْدِفَاعٍ، وَلَا سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللّٰهِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ». — ١ بط ٥:١-٣.
٦ لِمَاذَا خِرَافُ ٱللّٰهِ تَحْتَاجُ إِلَى عِنَايَةِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟
٦ يَجِبُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِـ «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ» يَسُوعَ. (يو ١٠:١١) فَيَسُوعُ ٱهْتَمَّ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِخِرَافِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِمْ حِينَ قَالَ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ». (اِقْرَأْ يوحنا ٢١:١٥-١٧.) وَٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، تَحْتَاجُ ٱلْخِرَافُ إِلَى عِنَايَةٍ كَهذِهِ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ يُكَثِّفُ جُهُودَهُ لِيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَةَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِلّٰهِ. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلضَّعَفَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَيَسْتَعْمِلُ هذَا ٱلْعَالَمَ لِكَيْ يُضِلَّ خِرَافَ يَهْوَه وَيَدْفَعَهُمْ إِلَى ٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ. (١ يو ٢:١٥-١٧؛ ٥:١٩) وَٱلْخَامِلُونَ مُعَرَّضُونَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ لِهُجُومِهِ، لِذلِكَ هُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ «ٱلسُّلُوكِ . . . بِٱلرُّوحِ». (غل ٥:١٦-٢١، ٢٥) وَمُسَاعَدَةُ خِرَافٍ كَهؤُلَاءِ تَتَطَلَّبُ ٱللُّجُوءَ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ، طَلَبَ إِرْشَادِ رُوحِهِ، وَٱسْتِخْدَامَ كَلِمَتِهِ بِبَرَاعَةٍ. — ام ٣:٥، ٦؛ لو ١١:١٣؛ عب ٤:١٢.
٧ إِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يَرْعَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ؟
٧ كَانَ ٱلرَّاعِي فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ يَسْتَعْمِلُ عَصًا طَوِيلَةً مَعْقُوفَةً لِيُوَجِّهَ خِرَافَهُ. وَحِينَ كَانَتِ ٱلْخِرَافُ تَدْخُلُ أَوْ تَخْرُجُ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ، كَانَ ٱلرَّاعِي يَعُدُّهَا وَاحِدًا فَوَاحِدًا بِجَعْلِهَا ‹تَمُرُّ تَحْتَ عَصَاهُ›. (لا ٢٧:٣٢؛ مي ٢:١٢؛ ٧:١٤) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيُّ خِرَافَ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ وَأَنْ يَكُونَ مُطَّلِعًا جَيِّدًا عَلَى أَحْوَالِهِمْ. (قَارِنْ امثال ٢٧:٢٣.) لِذَا فَإِنَّ ٱلرِّعَايَةَ هِيَ إِحْدَى أَهَمِّ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُنَاقِشُهَا هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ. وَيَشْمُلُ ذلِكَ ٱلْقِيَامَ بِٱلتَّرْتِيبَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا. وَيَهْوَه نَفْسُهُ قَالَ إِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ غَنَمِهِ وَيَمْنَحُهَا ٱلْعِنَايَةَ ٱللَّازِمَةَ. (حز ٣٤:١١) لِذلِكَ فَهُوَ يُسَرُّ حِينَ يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ بِٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ بِهَدَفِ مُسَاعَدَةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.
٨ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُمْكِنُ أَنْ يُولِيَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْخِرَافَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ؟
٨ عِنْدَمَا يَمْرَضُ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَرَضًا جَسَدِيًّا، تُمِدُّهُ زِيَارَةُ أَحَدِ رُعَاةِ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ بِٱلتَّشْجِيعِ وَتَمْنَحُهُ ٱلْفَرَحَ. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ حِينَ يُولَى ٱلْخَرُوفُ ٱلْمَرِيضُ رُوحِيًّا ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ. فَيُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ أَنْ يَقْرَأُوا عَلَى ٱلْخَامِلِ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُرَاجِعُوا مَعَهُ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ، يُنَاقِشُوا مَعَهُ نِقَاطًا مُهِمَّةً ذُكِرَتْ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، يُصَلُّوا مَعَهُ، وَهَلُمَّ جَرًّا. وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُوضِحُوا لَهُ أَنَّ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ يَسُرُّهُمْ أَنْ يَرَوْهُ يَسْتَأْنِفُ حُضُورَهُ لِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. (٢ كو ١:٣-٧؛ يع ٥:١٣-١٥) وَزِيَارَتُهُ، أَوِ ٱلِٱتِّصَالُ بِهِ هَاتِفِيًّا، أَوْ إِرْسَالُ رِسَالَةٍ لَهُ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِ كَثِيرًا. كَمَا أَنَّ مُسَاعَدَةَ ٱلْخَرُوفِ ٱلَّذِي لَمْ يَعُدْ فِي ٱلرَّعِيَّةِ تَزِيدُ مِنْ فَرَحِ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُتَعَاطِفِ ٱلَّذِي يَمْنَحُ هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ.
جُهُودٌ مُتَضَافِرَةٌ
٩، ١٠ لِمَاذَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْخَرُوفِ ٱلشَّارِدِ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى ٱلشُّيُوخِ؟
٩ بِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ وَمَحْمُومَةٍ، فَقَدْ لَا نُلَاحِظُ أَنَّ أَحَدَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَنْجَرِفُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. (عب ٢:١) لكِنَّ خِرَافَ يَهْوَه عَزِيزَةٌ عَلَيْهِ كَثِيرًا. فَكُلٌّ مِنْهُمْ لَهُ قِيمَتُهُ ٱلْفَرْدِيَّةُ تَمَامًا كَمَا أَنَّ كُلَّ عُضْوٍ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ مُهِمٌّ. لِذلِكَ يَنْبَغِي لَنَا جَمِيعًا أَنْ نَعْتَنِيَ بِإِخْوَتِنَا وَنَهْتَمَّ أَحَدُنَا بِٱلْآخَرَ. (١ كو ١٢:٢٥) فَهَلْ هذَا هُوَ مَوْقِفُكَ؟
١٠ رَغْمَ أَنَّ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَمُسَاعَدَتِهَا تَقَعُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ، إِلَّا أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِهؤُلَاءِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلرُّعَاةِ. لِذلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَمْنَحَ ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ. كَيْفَ ذلِكَ؟
١١، ١٢ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ قَدْ نَحْظَى بِهِ لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ خَامِلٍ؟
١١ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِيَعْقِدَ نَاشِرُونَ نَاضِجُونَ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ إِخْوَةٍ خَامِلِينَ عَبَّرُوا عَنْ رَغْبَتِهِمْ فِي نَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. وَٱلْهَدَفُ مِنْ ذلِكَ هُوَ إِعَادَةُ إِضْرَامِ «ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ [لَهُمْ] أَوَّلًا». (رؤ ٢:١، ٤) وَيُمْكِنُ أَنْ يَتَقَوَّى رُوحِيًّا هؤُلَاءِ ٱلرُّفَقَاءُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِمُرَاجَعَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلَّتِي فَاتَتْهُمْ وَهُمْ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.
١٢ فَإِذَا طَلَبَ مِنْكَ ٱلشُّيُوخُ أَنْ تَدْرُسَ مَعَ أَخٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ، فَصَلِّ إِلَى يَهْوَه لِيُوَجِّهَ وَيُبَارِكَ جُهُودَكَ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا لِمُسَاعَدَتِهِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ أَعْمَالَكَ، فَتُثَبَّتَ مَقَاصِدُكَ». (ام ١٦:٣) تَأَمَّلْ فِي آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلنِّقَاطِ ٱلْبَنَّاءَةِ رُوحِيًّا ٱلَّتِي سَتَسْتَخْدِمُهَا فِي مُنَاقَشَاتِكَ. فَكِّرْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلرَّائِعِ. (اِقْرَأْ روما ١:١١، ١٢.) فَقَدْ كَانَ مُشْتَاقًا أَنْ يَرَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا لِيَمْنَحَهُمْ عَطِيَّةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِهِمْ. كَمَا أَنَّهُ تَاقَ لِيَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ مَعَهُمْ. أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِنَفْسِ ٱلْمَوْقِفِ حِينَ نُسَاعِدُ ٱلْخِرَافَ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟
١٣ مَاذَا يُمْكِنُ مُنَاقَشَتُهُ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَامِلِ؟
١٣ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ، ٱسْأَلِ ٱلشَّخْصَ ٱلْخَامِلَ: «كَيْفَ تَعَرَّفْتَ بِٱلْحَقِّ؟». ذَكِّرْهُ بِٱلْأَفْرَاحِ ٱلَّتِي ٱخْتَبَرَهَا فِي ٱلْمَاضِي، مُشَجِّعًا إِيَّاهُ أَنْ يَرْوِيَ ٱخْتِبَارَاتٍ مُفْرِحَةً حَصَلَتْ مَعَهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ، وَٱلْمَحَافِلِ. اِسْتَعِدْ مَعَهُ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلسَّعِيدَةَ ٱلَّتِي رُبَّمَا قَضَيْتُمَاهَا مَعًا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. عَبِّرْ أَمَامَهُ عَنْ فَرَحِكَ ٱلنَّابِعِ مِنِ ٱقْتِرَابِكَ إِلَى يَهْوَه. (يع ٤:٨) أَظْهِرْ تَقْدِيرَكَ لِلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا يَهْوَه بِهَا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلرَّجَاءَ فِي ضِيقَاتِنَا. — رو ١٥:٤؛ ٢ كو ١:٣، ٤.
١٤، ١٥ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْخَامِلُونَ مِنَ ٱلْمُفِيدِ تَذْكِيرُهُمْ بِهَا؟
١٤ مِنَ ٱلْمُفِيدِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَذْكِيرُ ٱلْخَامِلِ بِبَعْضِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي كَانَ يَتَمَتَّعُ بِهَا نَتِيجَةَ مُعَاشَرَتِهِ لِلْجَمَاعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا شَكَّ أَنَّهُ تَمَتَّعَ بِبَرَكَةِ ٱلنُّمُوِّ فِي مَعْرِفَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَمَقَاصِدِهِ. (ام ٤:١٨) وَعِنْدَمَا كَانَ ‹يَسْلُكُ بِٱلرُّوحِ›، كَانَ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْهِ حَتْمًا أَنْ يُقَاوِمَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. (غل ٥:٢٢-٢٦) وَٱلضَّمِيرُ ٱلطَّاهِرُ ٱلنَّاجِمُ عَنْ ذلِكَ مَكَّنَهُ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّمَتُّعِ ‹بِسَلَامِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ وَٱلَّذِي يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›. (في ٤:٦، ٧) فَأَبْقِ هذِهِ ٱلنِّقَاطَ فِي بَالِكَ، أَظْهِرِ ٱهْتِمَامَكَ ٱلْأَصِيلَ بِأَخِيكَ ٱلرُّوحِيِّ، وَشَجِّعْهُ بِمَحَبَّةٍ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ. — اِقْرَأْ فيلبي ٢:٤.
١٥ وَإِذَا كُنْتَ شَيْخًا يَقُومُ بِزِيَارَةٍ رِعَائِيَّةٍ لِزَوْجَيْنِ خَامِلَيْنِ، فَشَجِّعْهُمَا أَنْ يَتَذَكَّرَا كَيْفَ شَعَرَا حِينَ تَعَرَّفَا بِحَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. فَقَدْ وَجَدَا ٱلْحَقَّ رَائِعًا، مَنْطِقِيًّا، يَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ، وَيَجْلُبُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ. (يو ٨:٣٢) وَكَمْ طَفَحَ قَلْبُهُمَا بِٱلتَّقْدِيرِ لِمَا تَعَلَّمَاهُ عَنْ يَهْوَه، مَحَبَّتِهِ، وَمَقَاصِدِهِ ٱلْمَجِيدَةِ! (قَارِنْ لوقا ٢٤:٣٢.) ذَكِّرْهُمَا أَيْضًا بِٱلْعَلَاقَةِ ٱللَّصِيقَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَرْبُطُهُمَا بِيَهْوَه وَبِٱمْتِيَازِ ٱلصَّلَاةِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُنْتَذِرُونَ. شَجِّعْهُمَا بِحَرَارَةٍ أَنْ يَتَجَاوَبَا مِنْ جَدِيدٍ مَعَ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ». — ١ تي ١:١١.
اِسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُمْ
١٦ اُذْكُرُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْجُهُودَ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لَا تَذْهَبُ سُدًى.
١٦ هَلْ تَنْجَحُ فِعْلًا ٱلِٱقْتِرَاحَاتُ ٱلْوَارِدَةُ آنِفًا؟ نَعَمْ. مَثَلًا، ثَمَّةَ حَدَثٌ صَارَ نَاشِرًا لِلْمَلَكُوتِ وَهُوَ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، لكِنَّهُ أَصْبَحَ خَامِلًا عِنْدَمَا كَانَ عُمْرُهُ ١٥ سَنَةً. إِلَّا أَنَّهُ عَادَ لَاحِقًا فَصَارَ نَاشِرًا نَشِيطًا، وَهُوَ مُنْخَرِطٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً. وَمَاذَا كَانَ سَبَبُ شِفَائِهِ ٱلرُّوحِيِّ؟ يَعُودُ ذلِكَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى ٱلْعَوْنِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ لَهُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ. وَهُوَ مُمْتَنٌّ جِدًّا لِلشَّيْخِ عَلَى هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
١٧، ١٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مَا يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يو ١٣:٣٤، ٣٥) نَعَمِ، ٱلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. لِذَا يَنْبَغِي أَنْ نُعْرِبَ عَنْ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ ٱلَّذِينَ صَارُوا خَامِلِينَ. لكِنَّ تَقْدِيمَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلْإِعْرَابَ عَنْ صِفَاتٍ إِلهِيَّةٍ أُخْرَى.
١٨ فَأَيَّةُ صِفَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ تُعْرِبَ عَنْهَا إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟ إِلَى جَانِبِ ٱلْمَحَبَّةِ، عَلَيْكَ إِظْهَارُ ٱلرَّأْفَةِ، ٱللُّطْفِ، ٱلْوَدَاعَةِ، وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ. وَأَحْيَانًا، رُبَّمَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُسَامِحًا. كَتَبَ بُولُسُ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». — كو ٣:١٢-١٤.
١٩ لِمَاذَا ٱلْجُهْدُ ٱلْمَبْذُولُ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ؟
١٩ سَتُنَاقِشُ مَقَالَةُ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةُ فِي هذَا ٱلْعَدَدِ أَسْبَابًا تَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ يَشْرُدُونَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ. كَمَا أَنَّهَا سَتُظْهِرُ كَيْفَ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا عِنْدَمَا يَعُودُ شَخْصٌ خَامِلٌ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَفِيمَا تَتَأَمَّلُ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ، كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي تَبْذُلُهُ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ. فَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ، يُكَرِّسُ كَثِيرُونَ حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا لِجَمْعِ ٱلْمَالِ، لكِنَّ حَيَاةَ شَخْصٍ وَاحِدٍ هِيَ أَثْمَنُ مِنْ مَالِ ٱلْعَالَمِ بِأَجْمَعِهِ. وَهذَا مَا شَدَّدَ عَلَيْهِ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ. (مت ١٨:١٢-١٤) فَأَبْقِ هذَا ٱلْأَمْرَ فِي بَالِكَ وَأَنْتَ تَبْذُلُ جُهْدًا حَثِيثًا وَدَؤُوبًا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلْأَعِزَّاءِ عَلَى قَلْبِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ شَرَدُوا كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.
-
-
ساعِدهم على العودة دونما تأخيربرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
سَاعِدْهُمْ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ
«إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٦:٦٨.
١ مَاذَا قَالَ بُطْرُسُ عِنْدَمَا تَرَكَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ يَسُوعَ؟
تَوَقَّفَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ذَاتَ مَرَّةٍ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ وَتَرَكُوهُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَقَبَّلُوا أَحَدَ تَعَالِيمِهِ. لِذلِكَ سَأَلَ يَسُوعُ رُسُلَهُ: «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (يو ٦:٥١-٦٩) فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ لِيَذْهَبُوا إِلَيْهِ، إِذْ إِنَّ ٱلدِّينَ ٱلْيَهُودِيَّ آنَذَاكَ لَمْ يَمْتَلِكْ «كَلَامَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». اَلْيَوْمَ أَيْضًا، هذَا ٱلْكَلَامُ لَيْسَ مَوْجُودًا لَدَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. لِذَا ‹إِنَّهَا ٱلْآنَ ٱلسَّاعَةُ لِيَسْتَيْقِظَ› وَيَعُودَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ كُلُّ مَنْ شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَيَرْغَبُ فِي إِرْضَائِهِ. — رو ١٣:١١.
٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِشَأْنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّرِّيَّةِ أَوِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟
٢ فِي ٱلْمَاضِي، أَعْرَبَ يَهْوَه عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِخِرَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ. (اِقْرَأْ حزقيال ٣٤:١٥، ١٦.) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، لَدَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رَغْبَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ أَنْ يُسَاعِدُوا ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ. وَأَحْيَانًا، قَدْ يُعَيِّنُ ٱلشُّيُوخُ أَحَدَ ٱلنَّاشِرِينَ لِيَدْرُسَ مَعَ شَخْصٍ خَامِلٍ يَرْغَبُ فِي نَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا عَلِمَ هذَا ٱلنَّاشِرُ أَنَّ ٱلْخَامِلَ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟ بَدَلًا مِنْ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ بِشَأْنِ أَيَّةِ مَسْأَلَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَوْ سِرِّيَّةٍ، يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَحَهُ بِٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ. وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُصْغِ ٱلْخَامِلُ إِلَى هذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ، فَعَلَى ٱلنَّاشِرِ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِذلِكَ. — لا ٥:١؛ غل ٦:١.
٣ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ١٠٠ خَرُوفٍ عِنْدَمَا وَجَدَ خَرُوفَهُ ٱلضَّائِعَ؟
٣ أَشَارَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنْ رَجُلٍ يَمْلِكُ ١٠٠ خَرُوفٍ. وَعِنْدَمَا فُقِدَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ، تَرَكَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ وَذَهَبَ لِيَبْحَثَ عَنِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ. وَكَمْ فَرِحَ حِينَ وَجَدَهُ! (لو ١٥:٤-٧) نَحْنُ أَيْضًا، يَغْمُرُنَا فَرَحٌ مُمَاثِلٌ عِنْدَمَا يَعُودُ أَحَدُ خِرَافِ ٱللّٰهِ ٱلضَّائِعَةِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ وَأَفْرَادًا آخَرِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ يَزُورُونَ هذَا ٱلشَّخْصَ ٱلْخَامِلَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَهُمْ أَيْضًا يَرْغَبُونَ فِي رُؤْيَتِهِ يَرْجِعُ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ وَيَتَمَتَّعُ بِدَعْمِ ٱللّٰهِ، حِمَايَتِهِ، وَبَرَكَتِهِ. (تث ٣٣:٢٧؛ مز ٩١:١٤؛ ام ١٠:٢٢) فَمَاذَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ كَهذَا؟
٤ مَاذَا تُظْهِرُ لَنَا غَلَاطِيَةُ ٦:٢، ٥؟
٤ يُمْكِنُهُمْ تَشْجِيعُ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَامِلِ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْإِظْهَارِ لَهُ بِلُطْفٍ أَنَّ يَهْوَه يُحِبُّ خِرَافَهُ وَأَنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنَّا سِوَى أُمُورٍ فِي وُسْعِنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا. وَتَشْمُلُ هذِهِ دَرْسَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَدْ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ يَقْرَأُوا غَلَاطِيَةَ ٦:٢، ٥ وَيُوضِحُوا أَنَّهُ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا بَعْضُهُمْ أَعْبَاءَ بَعْضٍ، لكِنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ» فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَلَا أَحَدَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا لِلّٰهِ بَدَلًا مِنَّا.
هَلْ شَرَدُوا نَتِيجَةَ «هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ»؟
٥، ٦ (أ) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصْغِيَ بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْخَامِلِينَ وَهُمْ يُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ؟ (ب) كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْخَامِلِينَ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَدَمَ مُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ يُؤَدِّي إِلَى ضَرَرِهِمْ؟
٥ لِكَيْ يَعْرِفَ ٱلشُّيُوخُ وَٱلنَّاشِرُونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرُونَ كَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ مُسَاعَدَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْخَامِلِينَ، عَلَيْهِمْ أَنْ يُصْغُوا بِٱنْتِبَاهٍ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ. لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّكَ شَيْخٌ يَزُورُ زَوْجَينِ خَمَلَا نَتِيجَةَ «هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ». (لو ٢١:٣٤) فَلَرُبَّمَا جَعَلَتْهُمَا ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْمَالِيَّةُ أَوِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتُ ٱلْعَائِلِيَّةُ يَتَوَقَّفَانِ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَقَدْ يُبَرِّرَانِ أَنْفُسَهُمَا بِٱلْقَوْلِ إِنَّهُمَا بِحَاجَةٍ إِلَى بَعْضِ ٱلرَّاحَةِ مِنَ ٱلْأَعْبَاءِ ٱلَّتِي تُثْقِلُ كَاهِلَهُمَا. إِذَّاكَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُوضِحَ لَهُمَا أَنَّ ٱلِٱعْتِزَالَ لَيْسَ ٱلْحَلَّ لِمُشْكِلَتِهِمَا. (اِقْرَأْ امثال ١٨:١.) فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تَسْأَلَهُمَا بِلَبَاقَةٍ: «هَلْ شَعَرْتُمَا بِسَعَادَةٍ أَكْبَرَ بَعْدَمَا تَوَقَّفْتُمَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ هَلْ حَيَاتُكُمَا ٱلْعَائِلِيَّةُ أَفْضَلُ ٱلْآنَ؟ وَهَلْ لَا يَزَالُ فَرَحُ يَهْوَهَ حِصْنَكُمَا؟». — نح ٨:١٠.
٦ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهذِهِ قَدْ يُسَاعِدُ ٱلْخَامِلِينَ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ رُوحِيَّاتِهِمْ تَدَهْوَرَتْ وَسَعَادَتَهُمْ تَضَاءَلَتْ بِسَبَبِ عَدَمِ مُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ. (مت ٥:٣؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَرُبَّمَا يَكُونُ بِٱلْإِمْكَانِ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَدَمَ ٱشْتِرَاكِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَدَّى إِلَى خَسَارَتِهِمْ فَرَحَهُمْ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) فَأَيُّ مَسْلَكٍ حَكِيمٍ عَلَيْهِمِ ٱتِّخَاذُهُ؟
٧ عَلَامَ يَنْبَغِي تَشْجِيعُ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ؟
٧ قَالَ يَسُوعُ: «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ . . . فَٱبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ، مُتَضَرِّعِينَ فِي كُلِّ وَقْتٍ، لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْمَحْتُومِ أَنْ يَكُونَ». (لو ٢١:٣٤-٣٦) فَٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ وَيَرْغَبُونَ فِي ٱسْتِعَادَةِ سَعَادَتِهِمْ يَجِبُ تَشْجِيعُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ وَأَنْ يَعْمَلُوا بِمُوجِبِ صَلَوَاتِهِمْ. — لو ١١:١٣.
هَلِ ٱلْعَثَرَةُ هِيَ ٱلسَّبَبُ؟
٨، ٩ مَاذَا يَقُولُ ٱلشَّيْخُ لِشَخْصٍ صَارَ خَامِلًا بِسَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ؟
٨ قَدْ تَنْشَأُ ٱلْخِلَافَاتُ نَتِيجَةَ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ، مَا يُسَبِّبُ ٱلْعَثَرَةَ لِلْبَعْضِ. أَمَّا آخَرُونَ فَيُعْثَرُونَ جَرَّاءَ تَصَرُّفِ شَخْصٍ نَاضِجٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِشَكْلٍ يَتَنَاقَضُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَإِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ خَامِلًا بِسَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ، يُمْكِنُ لِلشَّيْخِ ٱلَّذِي يَزُورُهُ أَنْ يُوضِحَ لَهُ أَنَّ يَهْوَه لَا يُسَبِّبُ ٱلْعَثَرَةَ لِأَحَدٍ. إِذًا، لِمَ يُفْسِدُ ٱلشَّخْصُ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ وَشَعْبِهِ؟! بِٱلْأَحْرَى، أَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، وَاثِقًا أَنَّ «دَيَّانَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» يَعْرِفُ مَا جَرَى وَأَنَّهُ سَيُعَالِجُ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَجِبُ؟ (تك ١٨:٢٥؛ كو ٣:٢٣-٢٥) فَإِذَا تَعَثَّرَ شَخْصٌ حَرْفِيًّا وَوَقَعَ، فَلَنْ يَظَلَّ مُرْتَمِيًا عَلَى ٱلْأَرْضِ دُونَ أَنْ يُحَاوِلَ ٱلنُّهُوضَ.
٩ بِإِمْكَانِ ٱلشَّيْخِ أَيْضًا أَنْ يُوضِحَ لِلْخَامِلِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَكْتَشِفُونَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ أَنَّ مَا أَعْثَرَهُمْ لَمْ يَعُدْ ذَا أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ فِي نَظَرِهِمْ. حَتَّى إِنَّ ٱلْحَالَةَ ٱلَّتِي سَبَّبَتْ لَهُمُ ٱلْعَثَرَةَ رُبَّمَا لَمْ تَعُدْ مَوْجُودَةً. وَإِذَا كَانَ ٱلْخَامِلُ قَدْ عَثَرَ بِسَبَبِ نَيْلِهِ ٱلتَّأْدِيبَ، فَإِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ قَدْ يَجْعَلُهُ يُدْرِكُ أَنَّهُ كَانَ بِحَاجَةٍ إِلَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ وَأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدَعَ ٱلتَّأْدِيبَ يُعْثِرُهُ. — مز ١١٩:١٦٥؛ عب ١٢:٥-١٣.
هَلْ أَحَدُ ٱلتَّعَالِيمِ هُوَ ٱلْمُشْكِلَةُ؟
١٠، ١١ مَاذَا قَدْ يَكُونُ فَعَّالًا عِنْدَ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ لَدَيْهِ فَهْمٌ مُخْتَلِفٌ لِأَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠ رُبَّمَا تَرَكَ ٱلْبَعْضُ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ لِأَنَّهُمْ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهذَا يُذَكِّرُنَا بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ بَعْدَمَا تَحَرَّرُوا مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْمِصْرِيَّةِ، «نَسُوا أَعْمَالَ» ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهِمْ وَ «لَمْ يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ». (مز ١٠٦:١٣) فِي حَالَةٍ كَهذِهِ، مِنَ ٱلْمُفِيدِ تَذْكِيرُ ٱلْخَامِلِ أَنَّ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» يُعْطِي ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْجَيِّدَ. (مت ٢٤:٤٥) وَقَدْ تَعَرَّفَ هُوَ بِٱلْحَقِّ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. فَلِمَ لَا يُصَمِّمُ إذًا أَنْ يَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ مِنْ جَدِيدٍ؟! — ٢ يو ٤.
١١ يُمْكِنُ أَيْضًا لِلشَّيْخِ ٱلَّذِي يُحَاوِلُ مُسَاعَدَةَ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ أَنْ يَذْكُرَ مِثَالَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا يَسُوعَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَقَبَّلُوا أَحَدَ تَعَالِيمِهِ. (يو ٦:٥٣، ٦٦) فَعِنْدَمَا تَوَقَّفَ هؤُلَاءِ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِ وَلَمْ يَعُودُوا أَتْبَاعًا أُمَنَاءَ لَهُ، خَسِرُوا رُوحِيَّاتِهِمْ وَفَرَحَهُمْ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، هَلْ وَجَدَ ٱلَّذِينَ تَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مَكَانًا آخَرَ لِيَأْخُذُوا مِنْهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّيَ؟ كَلَّا، فَمَا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ أَلْبَتَّةَ.
هَلِ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟
١٢، ١٣ كَيْفَ نُسَاعِدُ شَخْصًا خَامِلًا ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟
١٢ يَتَوَقَّفُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ لِأَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً. فَرُبَّمَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ سَيُفْصَلُونَ إِذَا ٱعْتَرَفُوا بِخَطِيَّتِهِمْ لِلشُّيُوخِ. لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ لَنْ يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا تَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْمُمَارَسَةِ ٱلْخَاطِئَةِ وَتَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً. (٢ كو ٧:١٠، ١١) بَلْ سَيُلَاقَوْنَ بِٱلتِّرْحَابِ، وَسَيَمْنَحُهُمُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱللَّازِمَةَ.
١٣ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا كُنْتَ نَاشِرًا نَاضِجًا عُيِّنَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا خَامِلًا أَخْبَرَكَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟ كَمَا ذُكِرَ آنِفًا، لَا تُعَالِجْ أَنْتَ ٱلْمُشْكِلَةَ مَعَهُ، بَلْ شَجِّعْهُ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِٱلْأَمْرِ. وَإِذَا لَمْ يَرْغَبْ فِي ذلِكَ، يَجِبُ أَنْ تُطَبِّقَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْإِلهِيَّ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ، وَبِذلِكَ تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تَحْتَرِمُ ٱسْمَ يَهْوَه وَتَهْتَمَّ بِخَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلرُّوحِيِّ. (اِقْرَأْ لاويين ٥:١.) وَٱلشُّيُوخُ يَعْرِفُونَ كَيْفَ يُسَاعِدُونَ كُلَّ مَنْ يَرْغَبُ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى كَنَفِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ يَكُونُ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْحُبِّيُّ لَازِمًا أَحْيَانًا. (عب ١٢:٧-١١) وَلكِنْ إِذَا ٱعْتَرَفَ ٱلشَّخْصُ أَنَّهُ أَخْطَأَ إِلَى ٱللّٰهِ وَتَوَقَّفَ عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَتَابَ تَوْبَةً أَصِيلَةً، فَسَيُسَاعِدُهُ ٱلشُّيُوخُ وَسَيَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَه. — اش ١:١٨؛ ٥٥:٧؛ يع ٥:١٣-١٦.
عَوْدَةُ ٱبْنٍ ضَالٍّ تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ
١٤ اُذْكُرُوا بِكَلِمَاتِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ.
١٤ بِإِمْكَانِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُعَيَّنِ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ لِخَرُوفٍ شَرَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُشِيرَ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلِ فِي لوقا ١٥:١١-٢٤. فَفِي هذَا ٱلْمَثَلِ، يُبَدِّدُ شَابٌّ مِيرَاثَهُ فِي حَيَاةِ ٱلطَّيْشِ. لكِنَّهُ بَعْدَ فَتْرَةٍ يَشْمَئِزُّ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْخَلِيعَةِ. وَمَعِدَتُهُ خَاوِيَةٌ وَهُوَ مُشْتَاقٌ جِدًّا إِلَى عَائِلَتِهِ، لِذلِكَ يُقَرِّرُ ٱلرُّجُوعَ إِلَى مَوْطِنِهِ. وَفِيمَا هُوَ لَا يَزَالُ بَعِيدًا، يَرَاهُ أَبُوهُ فَيَرْكُضُ وَيَقَعُ عَلَى عُنُقِهِ وَيُقَبِّلُهُ فَرِحًا بِعَوْدَتِهِ. إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ قَدْ يَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي ٱنْجَرَفَ بَعِيدًا أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ. وَبِمَا أَنَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَيُدَمَّرُ عَمَّا قَرِيبٍ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَعُودَ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.
١٥ لِمَاذَا يَنْجَرِفُ ٱلْبَعْضُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٥ إِنَّ حَالَةَ مُعْظَمِ ٱلَّذِينَ يَنْجَرِفُونَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لَا تُشْبِهُ بِٱلضَّبْطِ حَالَةَ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ. فَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَنْهَمِكُونَ فِي مَسْلَكٍ خَاطِئٍ. بِٱلْأَحْرَى، يَنْجَرِفُ ٱلْبَعْضُ تَدْرِيجِيًّا تَمَامًا كَمَرْكَبٍ دُونَ مَرْسَاةٍ يَبْتَعِدُ رُوَيْدًا رُوَيْدًا عَنِ ٱلشَّاطِئِ. أَمَّا آخَرُونَ فَتُثْقِلُ كَاهِلَهُمُ ٱلْهُمُومُ بِحَيْثُ يُهْمِلُونَ رُوحِيَّاتِهِمْ. كَمَا أَنَّ آخَرِينَ يَسْمَحُونَ لِتَصَرُّفِ أَحَدِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِأَنْ يُعْثِرَهُمْ، أَوْ يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ لِأَنَّهُمْ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلنَّصَائِحَ ٱلْآنِفَةَ ٱلذِّكْرِ عَنْ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ سَتُفِيدُكَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا ٱلْحَظِيرَةَ لِهذِهِ ٱلْأَسْبَابِ أَوْ غَيْرِهَا عَلَى ٱلْعَوْدَةِ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ.
«أَهْلًا بِكَ يَا بُنَيَّ»
١٦-١٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَخًا بَقِيَ خَامِلًا طَوَالَ سَنَوَاتٍ؟ (ب) لِمَاذَا صَارَ هذَا ٱلْأَخُ خَامِلًا، كَيْفَ جَرَتْ مُسَاعَدَتُهُ، وَكَيْفَ ٱسْتُقْبِلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٦ يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «تُولِي هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِنَا زِيَارَةَ ٱلْخَامِلِينَ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا. وَقَدْ خَطَرَ عَلَى بَالِي أَخٌ دَرَسْتُ مَعَهُ وَسَاعَدْتُهُ أَنْ يَتَعَرَّفَ بِٱلْحَقِّ، لكِنَّهُ تَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ وَبَقِيَ خَامِلًا طَوَالَ ٢٥ سَنَةً تَقْرِيبًا. كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَمُرُّ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ، فَأَوْضَحْتُ لَهُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُسَاعِدَهُ. بَعْدَ فَتْرَةٍ، أَتَى إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَوَافَقَ أَنْ يُعْقَدَ مَعَهُ دَرْسٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بُغْيَةَ تَشْدِيدِ عَزْمِهِ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ».
١٧ وَلِمَاذَا صَارَ هذَا ٱلْأَخُ خَامِلًا؟ يَعْتَرِفُ هُوَ نَفْسُهُ: «اِبْتَدَأْتُ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِلْأُمُورِ ٱلْعَالَمِيَّةِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. ثُمَّ تَوَقَّفْتُ عَنِ ٱلدَّرْسِ، ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَهكَذَا دُونَ أَنْ أَدْرِيَ، تَوَقَّفْتُ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. إلَّا أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ وَٱلْمُخْلِصَ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ لِي ٱلشَّيْخُ سَاعَدَنِي عَلَى ٱلْعَوْدَةِ». وَقَدِ ٱبْتَدَأَتْ مَشَاكِلُ هذَا ٱلْأَخِ تَتَضَاءَلُ بَعْدَمَا وَافَقَ عَلَى دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. يَقُولُ: «أَدْرَكْتُ أَنَّ مَا يَنْقُصُنِي فِي ٱلْحَيَاةِ هُوَ مَحَبَّةُ وَإِرْشَادُ يَهْوَه وَهَيْئَتِهِ».
١٨ وَكَيْفَ ٱسْتُقْبِلَ هذَا ٱلْأَخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ يَقُولُ: «أَشْعُرُ وَكَأَنِّي ٱلِٱبْنُ ٱلضَّالُّ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. فَقَدْ قَالَتْ لِي أُخْتٌ مُسِنَّةٌ كَانَتْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُنْذُ ٣٠ سَنَةً وَلَا تَزَالُ تَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ: ‹أَهْلًا بِكَ يَا بُنَيَّ›. فَأَثَّرَ ذلِكَ فِيَّ كَثِيرًا. حَقًّا، شَعَرْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي أَنْتَمِي إِلَيْهِ. وَأَوَدُّ أَنْ أُعَبِّرَ عَنْ خَالِصِ تَقْدِيرِي لِلْمَحَبَّةِ، ٱلدِّفْءِ، ٱلصَّبْرِ، وَٱلِٱهْتِمَامِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لِي هذَا ٱلشَّيْخُ وٱلْجَمَاعَةُ بِأَكْمَلِهَا. فَمَحَبَّتُهُمْ لِيَهْوَه وَلِلْقَرِيبِ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَعُودَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ».
شَجِّعْهُمْ عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ
١٩، ٢٠ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ وَنُظْهِرُ لَهُمْ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا؟
١٩ نَحْنُ نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، وَنِهَايَةُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً. لِذَا عَلَيْكَ تَشْجِيعُ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. حُثَّهُمْ عَلَى ٱلْبَدْءِ بِٱلْحُضُورِ فَوْرًا. ذَكِّرْهُمْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ تَقْوِيضَ عَلَاقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ وَجَعْلَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ تَرْكَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ يَجْلُبُ لَهُمُ ٱلرَّاحَةَ مِنْ أَعْبَاءِ ٱلْحَيَاةِ. أَكِّدْ لَهُمْ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُمْ نَيْلُ ٱلِٱنْتِعَاشِ ٱلْحَقِيقِيِّ إِلَّا إِذَا كَانُوا أَتْبَاعًا أُمَنَاءَ لِيَسُوعَ. — اِقْرَأْ متى ١١:٢٨-٣٠.
٢٠ ذَكِّرْهُمْ أَيْضًا أَنَّ ٱللّٰهِ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَالَ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱنْتُقِدَتْ مَرْيَمُ أَخْتُ لِعَازَرَ لِأَنَّهَا سَكَبَتِ ٱلزَّيْتَ ٱلْعَطِرَ ٱلْغَالِيَ ٱلثَّمَنِ عَلَى رَأْسِهِ قُبَيْلَ مَوْتِهِ: «دَعُوهَا وَشَأْنَهَا. . . . لَقَدْ فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا». (مر ١٤:٦-٨) كَمَا أَنَّهُ مَدَحَ ٱلْأَرْمَلَةَ ٱلْمُحْتَاجَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتْ تَبَرُّعًا زَهِيدًا فِي ٱلْهَيْكَلِ. فَهِيَ أَيْضًا فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا. (لو ٢١:١-٤) إِنَّ مُعْظَمَنَا فِي وُسْعِهِ حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلِٱشْتِرَاكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه، سَيَتَمَكَّنُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْخَامِلِينَ ٱلْآنَ أَنْ يَفْعَلُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ.
٢١، ٢٢ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُؤَكِّدَ لِلَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى يَهْوَه؟
٢١ إِذَا كَانَ شَخْصٌ خَامِلٌ يَخْشَى أَنْ يَلْتَقِيَ إِخْوَتَهُ مُجَدَّدًا، يُمْكِنُكَ تَذْكِيرُهُ بِٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي سَادَ حِينَ رَجَعَ ٱلِٱبْنُ ٱلضَّالُّ إِلَى عَائِلَتِهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ عَوْدَةَ ٱلْخَامِلِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ سَبَبٌ لِلْفَرَحِ. شَجِّعْهُ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْآنَ لِمُقَاوَمَةِ إِبْلِيسَ وَٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ. — يع ٤:٧، ٨.
٢٢ إِنَّ تَرْحِيبًا حَارًّا هُوَ بِٱنْتِظَارِ ٱلَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى يَهْوَه. (مرا ٣:٤٠) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱخْتِبَارَاتِهِمِ ٱلْمَاضِيَةَ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ جَلَبَتْ لَهُمْ فَرَحًا كَبِيرًا. كَمَا أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ هِيَ فِي ٱنْتِظَارِ ٱلَّذِينَ يَعُودُونَ إِلَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.
-