-
إندونيسياالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
قصة مشوقة عن رجال ونساء مسيحيين متواضعين ثبتوا بشجاعة في وجه الاضطرابات السياسية والنزاعات الدينية والحظر الذي حرَّض عليه رجال الدين على مدى ٢٥ سنة. ستقرأ عن اخ أُدرج اسمه في لائحة الشيوعيين لتصفيته، وعن شخص صار مسيحيا ناضجا بعدما كان رئيس عصابة اجرامية. وستقرأ قصة مؤثرة عن بنتين مصابتين بالصمم اصبحتا صديقتين ثم اكتشفتا لاحقا انهما اختان. وستعرف ايضا كيف ينجح شعب يهوه في نشر البشارة في اكبر مجتمع اسلامي في العالم.
-
-
لمحة عن إندونيسياالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
لمحة عن إندونيسيا
اليابسة: إندونيسيا هي اكبر ارخبيل في العالم. وتقع في جنوب شرق آسيا ويخترقها خط الاستواء. ومعظم جزرها، التي تزيد عن ٥٠٠,١٧ جزيرة، تتخللها الجبال الوعرة والغابات المدارية الكثيفة. كما انها اكثر المناطق البركانية نشاطا اذ تحتوي اكثر من ١٠٠ بركان ناشط.
الشعب: تحتل إندونيسيا المرتبة الرابعة من حيث عدد السكان بعد الصين والهند والولايات المتحدة. ويعيش فيها اكثر من ٣٠٠ مجموعة عرقية، منها الجاويون والسونداويون الذين يشكِّلون اكثر من نصف السكان.
الديانة: ينتمي ٩٠ في المئة تقريبا من السكان الى الديانة الاسلامية. اما الباقون فهم بمعظمهم هندوسيون، بوذيون، او مسيحيون بالاسم. وكثيرون ايضا يتبعون عادات دينية تقليدية.
اللغة: يتكلم الناس في إندونيسيا اكثر من ٧٠٠ لغة. اما اللغة الرسمية المشتركة فهي اللغة الإندونيسية المشتقة من الملايية. ويستخدم معظم الناس ايضا لغة منطقتهم المحلية في حياتهم اليومية.
سبل العيش: البلد غني بمترسِّبات المعادن، الخشب، النفط الخام، والغاز الطبيعي. وهو مصدِّر اساسي للمطاط وزيت النخيل. ويعمل كثيرون في مجال الزراعة او التجارة على نطاق ضيق.
الطعام: الارز هو الطعام الرئيسي. ومن الاطباق الشائعة ناسي جورينج (الارز والبيض المقليان مع الخضار)، ساتاي (اسياخ اللحم المشوي)، وجادو جادو (سلطة صلصة الفستق).
المناخ: حار ورطب. وينشأ عن الرياح الموسمية فصلان: فصل رطب وآخر جاف. وغالبا ما تهب عواصف رعدية.
-
-
تجارة التوابلالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
تجارة التوابل
خلال القرن الـ ١٦، لعبت تجارة التوابل دورا مهما في الاقتصاد العالمي تماما كتجارة النفط الخام في ايامنا. فكانت التوابل كجوزة الطيب مثلا وكبش القرنفل تُستورد من جزر التوابل المشهورة (هي اليوم مقاطعتا مالوكو ومالوكو الشمالية في إندونيسيا) وتُباع في اوروبا بأسعار خيالية.
وقد فتَّش المستكشفون كريستوفر كولومبس، فاسكو دا غاما، فرديناند ماجلان، صمويل دي شامبلين، وهنري هدسن عن طرق تقودهم الى جزر التوابل. وهكذا، من خلال البحث عن التوابل الاندونيسية، توصل البشر للمرة الاولى الى تكوين صورة شاملة عن جغرافية كوكب الارض.
-
-
اريد ان ابدأ من هناالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
شهود في سامارانغ، جاوا (نحو عام ١٩٣٧)
إندونيسيا
«اريد ان ابدأ من هنا»
كان ألكسندر ماغيلفراي، خادم الفرع في اوستراليا، يروح ويجيء في مكتبه، يفكر ويفكر. فهو يحاول جاهدا منذ عدة ايام ان يحل مشكلة. وها هو اخيرا يجد الحل، فيطلب ان يتكلم مع فرانك رايس.
فرانك هو موزع مطبوعات جائل (فاتح) شجاع عمره ٢٨ سنة لم يمضِ على وصوله الى مكتب الفرع سوى بضعة اسابيع. تعلَّم فرانك الحق لمَّا كان مراهقا وبدأ بعد وقت قصير خدمته كموزع مطبوعات جائل. ثم امضى اكثر من عشر سنوات يبشر في معظم انحاء اوستراليا مستعينا بحصان، دراجة هوائية، دراجة نارية، وبيت متنقل مزود بمحرك. اما الآن وبعد ان قام بزيارة قصيرة الى بيت ايل، فقد صار مستعدا ان يباشر بتعيينه في مقاطعة جديدة.
بعدما طلب الاخ ماغيلفراي من فرانك ان يأتي الى مكتبه، اشار الى خريطة الجزر شمال اوستراليا وسأله: «فرانك، من اين تحب ان تبدأ بالتبشير؟ لا يوجد اخ واحد في كل هذه الجزر».
لفتت نظر فرانك مجموعة جزر تلمع مثل اللآلئ في المحيط الهندي. انها جزر الهند الشرقية الهولندية التي تدعى الآن إندونيسيا،a جزر يسكنها ملايين الناس الذين لم يسمعوا قط ببشارة ملكوت اللّٰه. وجوابا على سؤال الاخ ماغيلفراي، اشار فرانك الى العاصمة باتافيا، التي تدعى اليوم جاكارتا،b وقال: «اريد ان ابدأ من هنا».
التبشير في جاوا
عام ١٩٣١، وصل فرانك رايس الى مدينة جاكارتا الكبيرة والمزدحمة التي تقع في جزيرة جاوا. ثم استأجر غرفة قريبة من وسط المدينة وملأها بصناديق تحتوي على مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس، ما اثار دهشة صاحبة المبنى.
كلِم ديشان وفرانك رايس في جاكارتا
يتذكر فرانك: «في البداية، شعرت بالضياع والحنين. كان الناس يتمشون لابسين بدلات قطنية بيضاء وقبعات مصنوعة من النبات تقيهم حر الشمس. اما انا فكنت اتصبب عرقا في ثيابي الاوسترالية السميكة، وما كنت اعرف كلمة واحدة باللغة الهولندية او الاندونيسية. فصليت الى يهوه وطلبت منه ان يوجهني. وقررت ان ابدأ بالتبشير في المحلات التجارية حيث لا بد ان اجد مَن يتكلم الانكليزية. وخيرا فعلت. فقد كان حقلا مثمرا جدا».
كان معظم الناس في جاكارتا يتكلمون اللغة الهولندية. فاجتهد فرانك في درس هذه اللغة ليتعلَّم ما يحتاج اليه في عمل البشارة. وبعد وقت قصير راح يكرز من بيت الى بيت. ثم بدأ يتعلم الاندونيسية ايضا وتدريجيا نجح في ذلك. يقول: «كانت المشكلة انني لم اكن املك اية مطبوعات باللغة الاندونيسية. لكن يهوه وجهني الى استاذ مدرسة اندونيسي اهتم بالحق ووافق ان يترجم كراس اين هم الموتى؟. كما تُرجمت ايضا كراريس اخرى. ولم يمضِ وقت طويل حتى صار كثيرون ممن يتكلمون اللغة الاندونيسية مهتمين بالحق».
في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٣١، جاء فاتحان آخران من اوستراليا الى جاكارتا هما كلِم ديشان (٢٥ سنة) وبيل هنتر (١٩ سنة). وقد احضرا معهما بيتا متنقلا مزودا بمحرك. كان هذا البيت مخصصا للفاتحين وهو من اول البيوت المتنقلة التي وصلت الى إندونيسيا. وبعد ان تعلَّما بعض العبارات باللغة الهولندية، بدأا جولة تبشيرية شملت اهم المدن في جاوا.
تشارلز هاريس يبشر مستعينا بدراجة هوائية وبيت متنقل
ثم تبع كلِم وبيل فاتح اوسترالي شجاع وقوي هو ايضا، يدعى تشارلز هاريس. بدأ تشارلز سنة ١٩٣٥ جولة تبشيرية شملت معظم انحاء جاوا مستعينا ببيت متنقل ودراجة هوائية. فجال موزعا المطبوعات بخمس لغات: الاندونيسية، الانكليزية، الصينية، العربية، والهولندية. وأحيانا كان يوزع في السنة الواحدة ٠٠٠,١٧ مطبوعة تقريبا.
انبهر كثيرون بعدد المطبوعات التي وزعها تشارلز. مثلا سأل رسمي في جاكارتا الاخ كلِم ديشان: «كم شخصا منكم يعمل في جاوا الشرقية؟».
اجاب الاخ ديشان: «واحد فقط».
فصرخ الرسمي: «وهل تتوقع مني ان اصدقك؟! لا بد ان عندكم جيشا من العمال هناك لينشروا هذا العدد الهائل من مطبوعاتكم في كل مكان».
كان هؤلاء الفاتحون الاوائل يتنقلون دائما من مكان الى آخر ليتحدثوا مع اكبر عدد ممكن من الناس. يقول بيل هنتر: «بشرنا في طول الجزيرة وعرضها، ونادرا ما تكلمنا مع الشخص نفسه مرتين». فقد زرعوا في طريقهم كميات كبيرة من البذار الروحي الذي انتج لاحقا حصادا روحيا وافرا. — جا ١١:٦؛ ١ كو ٣:٦.
البشارة تصل الى سومطرة
نحو عام ١٩٣٦، تَناقَش الفاتحون في جاوا كيف يوسِّعون نطاق بشارتهم ويوصلونها الى سومطرة، سادس اكبر جزيرة في العالم. وهذه الجزيرة يخترقها خط الاستواء، ارضها وعرة، ومدنها كبيرة، وتمتاز بوفرة اراضيها الزراعية ومستنقعاتها وغاباتها المطيرة الشاسعة.
اتفق الفاتحون ان يذهب فرانك رايس الى هناك. فجمعوا ما توفر لهم من المال ليؤمِّنوا تكاليف رحلته. وبعد وقت قصير، وصل فرانك الى ميدان التي تقع شمال سومطرة ومعه حقيبتان للبشارة و ٤٠ صندوقا من المطبوعات والقليل من المال في جيبه. كان ايمانه قويا ووثق ان يهوه سيزوده بما يحتاج اليه ليتمم تعيينه، فباشر بالعمل على الفور. — مت ٦:٣٣.
خلال الاسبوع الاخير من خدمته في ميدان، التقى فرانك رجلا هولنديا ودودا دعاه ليشرب القهوة. فأخبره فرانك انه بحاجة الى سيارة ليبشر في كل انحاء الجزيرة. فأشار الرجل الى سيارة مخرَّبة مركونة في حديقته وقال: «اذا قدرت ان تصلحها، يمكنك ان تأخذها مقابل ١٠٠ جيلدر».c
اجابه فرانك: «لا املك ١٠٠ جيلدر».
فحدَّق الرجل في عيني فرانك وسأله: «هل تريد فعلا ان تبشر في كل سومطرة؟».
ردَّ فرانك: «نعم».
فقال له الرجل: «حسنا. اذا قدرت ان تصلحها فهي لك. وفي حال توفر لك المال لاحقا، تدفع لي».
نجح فرانك في هذه المهمة وأصلح السيارة. كتب في وقت لاحق: «توجهت الى سومطرة بسيارة مليئة بالمطبوعات وخزان مليء بالوقود وقلب ممتلئ ايمانا لأبشر الناس هناك».
هنري كاكمان مع كلِم وجين ديشان في سومطرة عام ١٩٤٠
فبشَّر فرانك الناس في كل الجزيرة، من اولها الى آخرها، في سنة واحدة ثم عاد الى جاكارتا. وهناك باع السيارة مقابل ١٠٠ جيلدر وأرسل المال الى الرجل الهولندي في ميدان.
وما هي الا بضعة اسابيع حتى تلقى فرانك رسالة من اوستراليا تحمل له تعيينا جديدا. فوضَّب اغراضه على الفور وتوجه الى الهند الصينية (الآن كمبوديا، لاوس، وفيتنام) ليفتتح عمل التبشير هناك.
-
-
الاساليب الاولى للمناداة بالبشارةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
الاساليب الاولى للمناداة بالبشارة
البث عبر الراديو
عام ١٩٣٣، انشأ الاخوة محطة اذاعية في جاكارتا لبث تسجيلات بالانكليزية لمحاضرات الاخ رذرفورد التي ألقاها عبر الراديو. كما قرأ رجل مهتم بالحق محاضرات اضافية باللغة الهولندية. فأثارت هذه البرامج الاذاعية اهتمام عدد كبير من الناس، ما مكَّن الاخوة من توزيع المزيد من المطبوعات في الحقل.
ولكن عندما بثت هذه المحطة محاضرة جريئة ألقاها الاخ رذرفورد عنوانها «تأثير السنة المقدَّسة في السلام والازدهار»، طفح كيل رجال الدين الكاثوليك.a فراحوا يحرضون اتباعهم على الاخ دي شوماكر الذي امَّن هذه المحاضرة المسجلة. فاتهموه «بتشويه السمعة والسخرية والتهجم». فدافع الاخ دي شوماكر بشجاعة عن نفسه لكنه غرِّم ٢٥ جيلدراb وفُرض عليه ايضا ان يدفع مصاريف المحكمة. وقد كتبت ثلاث صحف مهمة عن هذه المحاكمة، ما ادى الى شهادة اعظم.
حامل النور
في ١٥ تموز (يوليو) ١٩٣٥، وصل مركب جمعية برج المراقبة من سيدني في اوستراليا الى جاكارتا بعد رحلة طويلة من التبشير دامت ستة اشهر. دُعي هذا المركب حامل النور وكان يبلغ طوله ١٦ مترا. وقد حمل على متنه سبعة فاتحين غيورين مصممين ان ينشروا البشارة في كل انحاء إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا.
طوال اكثر من سنتين، زار الفاتحون على متن حامل النور مرافئ كبيرة وصغيرة في كل انحاء إندونيسيا، حيث وزعوا كميات كبيرة من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس. تخبر جين ديشان: «لحظة دخول المركب الى مرفإ صغير، كان الاخوة يشغِّلون آلة الاسطوانات فتبدأ احدى محاضرات ج. ف. رذرفورد، رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك. وكان القرويون المنعزلون في ملايو يندهشون عندما يرون مركبا كبيرا يصل الى مرفئهم ويسمعون صوتا قويا يدوِّي في الهواء. فمنظر مركبة فضائية ما كان ليثير اهتمامهم اكثر من هذا المركب».
اغتاظ رجال الدين كثيرا بسبب شهادة الاخوة الجريئة. فما كان منهم الا ان ضغطوا على السلطات لتمنع المركب من دخول الكثير من المرافئ في إندونيسيا. فعاد حامل النور الى اوستراليا في كانون الاول (ديسمبر) ١٩٣٧ تاركا وراءه سجلا حافلا بالنشاط الارسالي في إندونيسيا.
الفاتحون السبعة على متن حامل النور
-
-
بيبلكرينغالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
بيبلكرينغ
في اواخر ثلاثينيات القرن العشرين، نشأت حول بحيرة توبا في شمال سومطرة حركة دينية جديدة دعيت بيبلكرينغ (اسم باللغة الهولندية يعني «فريق تلاميذ الكتاب المقدس»). وقد بدأت هذه الحركة بعدما اخذ عدة اساتذة المطبوعات من فاتح كان هناك، هو على الارجح ايريك إوينز، الذي كان قد بشَّر قرب بحيرة توبا عام ١٩٣٦. وما قرأوه دفعهم ان يتركوا كنيسة باتاك البروتستانتية ويشكلوا فرقا لدرس الكتاب المقدس في البيوت. مع الوقت، كثرت هذه الفرق وانتشرت حتى وصل عدد اعضائها الى المئات.a
دامي سيمبولان، التي كانت سابقا عضوا في حركة بيبلكرينغ، هي الآن اخت مسيحية
استطاع الافراد الاوائل في حركة بيبلكرينغ ان يميزوا عدة حقائق من الكتاب المقدس بمساعدة المطبوعات التي تركها الفاتح. تقول دامي سيمبولان، عضو سابق في هذه الحركة قبلت الحق سنة ١٩٧٢: «رفضوا ان يحيُّوا العلم او يحتفلوا بعيد الميلاد وأعياد الميلاد الشخصية. حتى ان بعضا منهم بشروا من بيت الى بيت». لكن في غياب اي توجيه من هيئة اللّٰه، سرعان ما تسللت آراء بشرية الى هذه الحركة. تشرح ليماريا نايدابداب التي كانت هي ايضا جزءا من هذه الحركة لكنها الآن اخت لنا: «لم يُسمح للنساء ان يضعن المكياج او يلبسن الحلي او ثيابا على الموضة او حتى حذاء. كما مُنع اعضاء الحركة من الحصول على بطاقة هوية، ما اغضب الحكومة كثيرا».
في النهاية، انقسمت هذه الحركة الى عدة فرق وخمدت تدريجيا. ولاحقا عندما عاد فاتحون الى بحيرة توبا، قبِل الحق العديد من اعضاء بيبلكرينغ السابقين.
a بحسب بعض التقديرات، بلغت ذروة الذين انضموا الى حركة البيبلكرينغ الآلاف.
-
-
حقل خصب في جاوا الغربيةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
حقل خصب في جاوا الغربية
ثيودوراس راتو
عام ١٩٣٣، طلب فرانك رايس من ثيودورس (ثيو) راتو، وهو من السكان الاصليين في شمال سولاويسي، ان يعمل معه في مستودع المطبوعات بجاكارتا. يقول ثيو: «صرت مهتما كثيرا بهذا العمل السامي المتمحور حول الملكوت، فبدأت ابشر مع الاخ رايس. وبعد فترة، انضممت الى بيل هنتر في جولته التبشيرية في جاوا وإلى طاقم حامل النور في رحلتهم الى سومطرة». كان ثيو اول شخص يقبل الحق في إندونيسيا وخدم طوال عقود فاتحا في جاوا، شمال سولاويسي، وسومطرة.
في السنة التالية، قدَّم بيل هنتر نسخة من كراس اين هم الموتى؟ لفيلكس تان، طالب يعيش في جاكارتا. وعندما عاد فيلكس الى عائلته في باندونغ بجاوا الغربية، اطلع اخاه الاصغر دودو على هذا الكراس. وقد ذهل كلاهما عندما عرفا ان الانسان الاول آدم لم يكن عنده نفس خالدة بل كان هو نفسا. (تك ٢:٧) ففتح ذلك شهيتهما الروحية، وراحا يفتشان باجتهاد عن المزيد من مطبوعات برج المراقبة في مكتبات للكتب المستعملة في باندونغ. كما اخبرا عائلتهما بكل ما تعلَّماه. وبعد ان قرأا بنهم كل الكتب والكراريس التي وجداها، بعثا رسالة الى مستودع المطبوعات في جاكارتا. فتفاجأا كثيرا عندما زارهما الاخ فرانك رايس الذي شجعهما وأعطاهما مطبوعات جديدة.
عائلة تان
بعد وقت قصير من عودة الاخ رايس الى جاكارتا، زار كلِم وجين ديشان المتزوجان حديثا مدينة باندونغ لمدة ١٥ يوما. يخبر فيلكس: «سأل الاخ ديشان إن كان احد من عائلتنا يريد ان يعتمد. فاعتمد اربعة من العائلة رمزا الى انتذارهم ليهوه: دودو، اختي الصغرى جوزفين (بين نيو)، امي (كانغ نيو)، وأنا».a بعد ذلك، انضمت عائلة تان الى كلِم وجين في حملة تبشيرية دامت تسعة ايام. فعلَّمهم كلِم كيف يبشرون باستعمال بطاقة شهادة فيها رسالة بسيطة من الكتاب المقدس مكتوبة بثلاث لغات. وسرعان ما صار هذا الفريق الصغير في باندونغ ثاني جماعة في إندونيسيا.
التاج البابوي
في البداية، لم يلاحظ رجال دين العالم المسيحي عمل البشارة. لكن عندما تقدَّم بسرعة استفاقوا من غفوتهم، فكتبوا هم وأتباعهم مقالات في الصحف هاجموا فيها معتقدات الشهود وعملهم. فاندفع الرسميون في وزارة الشؤون الدينية الى استدعاء فرانك رايس لاستجوابه. غير انهم اقتنعوا بأجوبته فوافقوا ان يستمر العمل دون ان يضعوا اية قيود.b
في بداية ثلاثينيات القرن العشرين، لم يعارض معظم الرسميين التابعين لهولندا عمل البشارة او على الاقل غضوا النظر عنه. لكن عندما قويت المانيا النازية في اوروبا، غيَّر بعض البيروقراطيين موقفهم خصوصا الذين كانوا من الكاثوليك المتعصبين. يخبر كلِم ديشان: «صادر موظف كاثوليكي يعمل في الجمارك شحنة من كتبنا بحجة انها تتضمن اشارات تسيء الى النازية. وحين اتصلتُ بقسم الجمارك لأتشكى، كان ذلك الرسمي الفظ في عطلة. فرد عليَّ شخص لطيف يعمل مكانه وهو ليس كاثوليكيا. فحرَّر فورا كتبنا المصادرة وقال لنا: ‹خذوا كل ما تقدرون ان تأخذوه قبل ان يعود ذلك الموظف›».
تقول جين ديشان: «ذات مرة، اصرَّ الرسميون ان نحذف من كتاب الاعداء صورتين مرسومتين كاريكاتوريا. في الاولى تظهر حية تتلوى (الشيطان) وفي الثانية عاهرة سكرى (الدين الباطل). وكانت الاثنتان تلبسان تاجا بابويا.c ولكن كنا مصممين ان نوزع الكتاب. فجلس ثلاثة منا على رصيف الميناء في الحر الخانق غارقين بين آلاف الكتب ونحن نجاهد لنغطي كل الصور التي يظهر فيها التاج البابوي».
الصورتان في كتاب الاعداء اللتان حظرهما الرسميون
مع ظهور بوادر الحرب في اوروبا، استمرت مطبوعاتنا تفضح بكل جرأة رياء العالم المسيحي وتدخُّله في السياسة. فزاد رجال الدين الضغط على السلطات لتضيِّق علينا وحُظر عدد من مطبوعاتنا.
غير ان الاخوة كانوا عازمين ان يمضوا قدما في هذا العمل. فاستغلوا وجود مطبعة حصلوا عليها من اوستراليا. (اع ٤:٢٠) تخبر جين ديشان عن احدى الخطط التي اعتمدوها: «وجب علينا ان نقدم الى السلطات نسخة من كل كراس او مجلة جديدة نطبعها لتوافق عليها. فكنا نطبع الاصدار ونوزعه على الجماعات في بداية الاسبوع. وفي نهايته، نقدم نسخة منه الى مكتب النائب العام. وفي حال رُفض، نحني رأسنا حزنا ثم نسرع لنطبع الاصدار التالي».
اما الاخوة والاخوات الذين وزعوا المطبوعات الممنوعة، فغالبا ما كانوا يلعبون لعبة القط والفأر مع الشرطة. مثلا، فيما كان الاخ تشارلز هاريس يبشر في كيديري بجاوا الشرقية، زار المفتش المحلي دون ان يعرف ان هذا هو بيته.
فقال له المفتش: «أبحث عنك اليوم كله. انتظِر هنا لأحضر لائحة كتبكم الممنوعة».
يخبر تشارلز: «بينما كان المفتش يبحث في بيته، خبأت المطبوعات المحظورة في جيوب داخل معطفي. وعندما رجع، اعطيته ١٥ كراسا غير ممنوع. فأعطاني تبرعه بتردد. ثم وزعت المطبوعات المحظورة على مسافة ابعد في الشارع».
الطباعة في الاوقات الصعبة
حين اندلعت الحرب العالمية الثانية في كل انحاء اوروبا، لم تعد شحنات المطبوعات تصل من هولندا الى إندونيسيا. لكن الاخوة كانوا قد استبقوا الامور ورتبوا بحذر ان تطبع مؤسسة تجارية المجلات في جاكارتا. فصدر اول عدد من التعزية (الآن استيقظ!) باللغة الاندونيسية في كانون الثاني (يناير) ١٩٣٩. وبعد فترة قصيرة، تبعه العدد الاول من برج المراقبة باللغة نفسها. ثم احضر الاخوة مطبعة صغيرة وبدأوا يطبعون المجلات هم بأنفسهم. عام ١٩٤٠، وصلتهم من اوستراليا مطبعة اكبر بألواح مستوية فراحوا يستخدمونها لطباعة الكراريس والمجلات باللغة الاندونيسية والهولندية. وقد غطى الاخوة المحليون كل مصاريف هذا العمل من مالهم الخاص.
لحظة وصول اولى المعدات الطباعية الى المستودع في جاكارتا
في ٢٨ تموز (يوليو) ١٩٤١، منعت السلطات كل مطبوعات جمعية برج المراقبة. تتذكر جين ديشان: «ذات صباح، كنت في مكتبي أستعمل الآلة الكاتبة، ففُتحت الابواب على مصراعيها ودخل ثلاثة رجال شرطة مع رسمي هولندي برتبة عالية لابسا زيَّه الرسمي: اوسمة، قفازين بيضاوين، سيفا في غمده، وقبعة عليها ريش. لكن هذه الزيارة لم تفاجئنا لأننا علمنا قبل ثلاثة ايام من مصادر داخلية ان مطبوعاتنا ستُحظر قريبا. فقرأ الرسمي المتكبر تصريحا طويلا، ثم طلب ان نأخذه الى المطبعة ليوقف عمل الطباعة. لكن زوجي اخبره انه تأخر لأن المطبعة بيعت قبل ان يأتي بيوم واحد».
غير ان الكتاب المقدس لم يكن ضمن المطبوعات المحظورة، لذا استمر الاخوة يبشرون من بيت الى بيت ومعهم الكتاب المقدس فقط. كما اداروا دروسا فيه. لكن بما ان الحرب كانت على وشك ان تندلع في آسيا، طُلب من الفاتحين الاجانب ان يعودوا الى اوستراليا.
a لاحقا، صار والد فيلكس وإخوته الثلاثة الاصغر من الشهود. وأخته جوزفين تزوجت اندريه إلياس وحضرا مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس. نُشرت قصة حياتها في استيقظ! عدد تشرين الاول-كانون الاول (اكتوبر-ديسمبر) ٢٠٠٩.
b بعد الحرب العالمية الثانية، عاد الاخ فرانك رايس الى اوستراليا حيث اسس عائلة. وقد انهى مسلكه الارضي عام ١٩٨٦.
c كانت هاتان الصورتان مؤسستان على الرؤيا ١٢:٩ و ١٧:٣-٦.
-
-
تحت رحمة القوات اليابانيةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
تحت رحمة القوات اليابانية
في اوائل سنة ١٩٤٢، زحف الجيش الياباني الجرار الى إندونيسيا وحكمها بيد من حديد. فأُجبر اخوة كثيرون ان يقوموا بأعمال مرهقة جسديا كبناء الطرقات او حفر قنوات في الارض. كما سُجن آخرون في معسكرات الاعتقال حيث عاشوا في ظروف مزرية وعُذبوا لأنهم رفضوا ان يشتركوا في الحرب. فمات ثلاثة اخوة على الاقل في السجن.
جوهانا هارب مع ابنتيها وصديقة العائلة بيث غودانز (في الوسط)
خلال اول سنتين من الحرب، بقيت اخت هولندية تدعى جوهانا هارب حرة. وكانت تعيش في قرية جبلية بعيدة في جاوا الشرقية. فاستغلت وضعها هي وأولادها المراهقين الثلاثة ليترجموا كتاب الخلاص وبعض اعداد مجلة برج المراقبة من الانكليزية الى الهولندية.a ثم كانت تلك المطبوعات المترجمة تُنسخ وتُهرَّب الى الشهود في كل جاوا.
اجتمع الشهود القليلون الذين كانوا لا يزالون خارج السجن في فرق صغيرة وبشروا بحذر. تقول جوزفين إلياس (تان سابقا): «فتحت عينيَّ جيدا عندما اردت ان ابشر بطريقة غير رسمية. فكنت احمل لوح شطرنج وأزور المهتمين في بيوتهم، لكي يظن الناس اني آتية لألعب الشطرنج فقط». اما فيلكس تان وزوجته بولا، فقد بشرا من بيت الى بيت مدعيان انهما يبيعان الصابون. يقول فيلكس: «غالبا ما تبعنا جواسيس الكِمبايتي اي الشرطة العسكرية اليابانية المرعبة. فصرنا نزور مَن ندرس معهم الكتاب المقدس في اوقات مختلفة لنبعد عنا الشبهات. وقد احرز ستة من تلاميذنا تقدما واضحا واعتمدوا خلال الحرب».
انشقاق في جاكارتا
لم يكد الاخوة يتأقلمون مع مشقات الحرب، حتى واجهوا امتحانا صعبا آخر. فقد امرت السلطات اليابانية كل الاجانب (من بينهم الاندونيسيون من اصل صيني) ان يتسجلوا ويحملوا معهم بطاقة هوية تتضمن يمين الولاء للامبراطورية اليابانية. فتساءل كثيرون من الاخوة هل يجوز ان يتسجلوا ويوقِّعوا على بطاقة الهوية.
جوزفين إلياس مع اخيها فيلكس
يخبر فيلكس تان: «ألحَّ الاخوة في جاكارتا علينا نحن الاخوة في سوكابومي ان نرفض توقيع بطاقة الهوية. لكننا سألنا السلطات إن كانت تسمح لنا ان نغير العبارة المكتوبة على البطاقة من ‹يقسم الموقع ادناه بالولاء ل› الى ‹ان الموقع ادناه لن يعرقل› الجيش الياباني. وقد تفاجأنا كثيرا انها وافقت على طلبنا، فحصلنا جميعا على بطاقات. لكن عندما عرف الاخوة في جاكارتا بقرارنا هذا، اعتبرونا مرتدين وتوقفوا عن معاشرتنا».
والامر المحزن هو ان معظم الاخوة في جاكارتا الذين تطرفوا في هذه المسألة اعتُقلوا وأنكروا ايمانهم. وأحد الاخوة الذين رفضوا توقيع بطاقة الهوية المعدلة كان في السجن مع اندريه إلياس. يقول اندريه: «تكلمنا سويا عن موضوع التسجيل وساعدته ان ينظر الى المسألة دون تطرف. فطلب بكل تواضع ان نسامحه لأنه قاطعنا. ثم امضينا وقتا طيِّبا قوَّينا فيه بعضنا بعضا. لكن للأسف توفي الاخ نتيجة الظروف القاسية في السجن».
مِردِكا
عندما انتهت الحرب عام ١٩٤٥، كان الاخوة والاخوات متحمسين كثيرا ليبشروا الناس. وفي رسالة الى مكتب الفرع في اوستراليا، كتب اخ سُجن وعُذب: «عدت بعد اربع سنوات طويلة ومرهِقة ثابتا على موقفي. وخلال كل الصعوبات التي مررت بها، لم انسَ الاخوة قط. فهل تقدرون ان ترسلوا اليَّ بعض الكتب؟».
بعد وقت قصير، وصلت الى البلد كمية صغيرة من المطبوعات التي انتظرها الاخوة على احر من الجمر، ثم تبعتها شحنات اكبر. فاستأنف فريق من عشرة ناشرين في جاكارتا ترجمة المطبوعات الى اللغة الاندونيسية.
في ١٧ آب (اغسطس) ١٩٤٥، قام قياديو الحركة الاستقلالية الاندونيسية بإعلان إندونيسيا جمهورية مستقلة. فأشعل ذلك ثورة عنيفة ضد الاستعمار الهولندي دامت اربع سنوات. فعمت الفوضى ومات عشرات الآلاف وشُرِّد اكثر من سبعة ملايين.
الا ان الاخوة لم يتوقفوا قط عن البشارة من بيت الى بيت خلال الثورة. تروي جوزفين إلياس: «حاول الوطنيون اجبارنا على اطلاق صيحة الحرب ‹مِردِكا› التي تعني ‹الحرية›. فأوضحنا لهم موقفنا الحيادي من القضايا السياسية». وعام ١٩٤٩، سلمت هولندا مستعمراتها التي حكمتها لوقت طويل الى جمهورية الولايات المتحدة الاندونيسية (الآن جمهورية إندونيسيا).b
بحلول سنة ١٩٥٠، كان الاخوة في إندونيسيا قد عانوا من الصراعات على مدى عشر سنوات تقريبا. لكن عملا هائلا كان في انتظارهم. فكيف لهم ان يوصلوا البشارة الى ملايين الاندونيسيين؟ من وجهة نظر بشرية، هذه مهمة مستحيلة. غير ان الاخوة مضوا قدما في هذا العمل بقلوب تفيض ايمانا واثقين ان يهوه سوف «يرسل عمالا الى حصاده». (مت ٩:٣٨) وهذا بالضبط ما فعله يهوه . . .
-
-
وصول مرسلي جلعادالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
جماعة سورابايا عام ١٩٥٤
إندونيسيا
وصول مرسلي جلعاد
في تموز (يوليو) ١٩٥١، رحَّبت الجماعة الصغيرة في جاكارتا ببيتر فوندرهاكن، اول مرسل من جلعاد يأتي الى إندونيسيا. وفي نهاية السنة، وصل ١٣ مرسلا آخر من ألمانيا وأوستراليا وهولندا. فتضاعف تقريبا عدد الناشرين في البلد.
تتذكر مرسلة هولندية اسمها فريدريكا رينسكرز: «ظننت انني سأبشر الناس من بيت الى بيت بالاشارات. لكن عددا كبيرا جدا تكلم الهولندية، لذلك غالبا ما بشرت بهذه اللغة في بداية تعييني». ويخبر رونالد جاكا من اوستراليا: «استعمل بعض منا بطاقة شهادة تضمنت عظة وجيزة مطبوعة باللغة الاندونيسية. فكنت القي نظرة على البطاقة قبل ان ادق على الباب، ثم احاول ان اسمِّع ما قرأته».
كان المرسلون قياديين جدا في عمل البشارة، فقفز عدد الناشرين من ٣٤ الى ٩١ ناشرا في سنة واحدة فقط. وفي ١ ايلول (سبتمبر) ١٩٥١، تأسس مكتب فرع لجمعية برج المراقبة في بيت اندريه إلياس الذي يقع وسط جاكارتا وعُيِّن رونالد جاكا خادما للفرع.
افتتاح مقاطعات جديدة
في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٥١، عُيِّن بيتر فوندرهاكن في مانادو، شمال سولاويسي حيث اسس ثيو راتو وزوجته فريقا صغيرا. كان معظم سكان تلك المنطقة مسيحيين بالاسم فقط لكنهم يحترمون كلمة اللّٰه احتراما عميقا. فكان كثيرون يدعون الشهود الى بيتهم ويطلبون منهم ان يشرحوا عقائد من الكتاب المقدس. وغالبا ما كان الاخوة يبدأون بالتكلم مع فريق من عشرة اشخاص. وبعد ربع ساعة، يصل العدد الى ٥٠ شخصا تقريبا. ثم تنتقل المحادثة في اقل من ساعة الى الباحة الامامية مع اكثر من ٢٠٠ شخص.
في اوائل عام ١٩٥٢، اسس ألبرت وجين مالتبي بيتا للمرسلين في سورابايا بجاوا الشرقية وهي ثاني اكبر مدينة في إندونيسيا. ثم انضمت اليهما ست مرسلات: غيرتروت أُت، فريدريكا رينسكرز، سوزي وماريان ستوفاي، ايفلان بلات، وميمي هارب. تقول فريدريكا رينسكرز: «معظم الناس هناك مسلمون غير متعصبين وودِّيون كثيرا، حتى اني شعرت ان العديدين كانوا ينتظرون الحق. لذا كان سهلا ان نبدأ بدروس في الكتاب المقدس. وفي اقل من ثلاث سنوات، صارت جماعة سورابايا تضم ٧٥ ناشرا».
بيت المرسلين في جاكارتا
في تلك الفترة، كتب رجل مسلم اسمه أزيس يعيش في بادانغ بغرب سومطرة الى مكتب الفرع ليطلب المساعدة الروحية. فقد درس معه فاتحان اوستراليان خلال ثلاثينيات القرن العشرين لكنه فقد اي اتصال بهما خلال الاحتلال الياباني. ثم وجد صدفة كراسا من اصدار شهود يهوه. كتب: «رقص قلبي من الفرح عندما رأيت على الكراس عنوان مكتب فرع جاكارتا». فأرسل مكتب الفرع بسرعة ناظر الدائرة فرانس فان فليت الى بادانغ. وهناك اكتشف ان أزيس قد تكلم مع جاره نازار ريس وهو موظف حكومي متعطش الى الحق. فقبل الرجلان وعائلتاهما الحق. وأصبح الاخ أزيس شيخا امينا. اما نازار ريس فخدم فاتحا خصوصيا، وكثيرون من اولاده هم اليوم شهود غيورون.
فرانس فان فليت وأخته الصغرى نال
بعيد ذلك، زار فرانس فان فليت اخا هولنديا خاملا كان يعيد بناء معمل لتكرير الزيت تضرر اثر الحرب في باليكبابان شرق كاليمانتان. فرافقه فرانس في الخدمة وشجعه ان يدرس مع عدة اناس مهتمين بالحق. فأسس هذا الاخ فريقا صغيرا في باليكبابان قبل ان يعود الى هولندا.
في وقت لاحق، انتقلت اخت معتمدة حديثا اسمها تيتي كوتين الى بنجرماسين في جنوب كاليمانتان. فبشرت اقرباءها من شعب الداياك وساعدت كثيرين منهم ان يتعلموا الحق. وعندما عاد بعضهم الى قراهم البعيدة في كاليمانتان، اسسوا فرقا صارت نواة جماعات قوية.
اعداد المطبوعات باللغة الاندونيسية
احتاج الاخوة الى مزيد من المطبوعات باللغة الاندونيسية لأن عمل البشارة كان ينتشر بسرعة. فتُرجم كتاب «ليكن اللّٰه صادقا» عام ١٩٥١. غير ان السلطات عدَّلت نظام التهجئة للغة الاندونيسية فاضطر الفرع ان ينقح ترجمة هذا الكتاب.a وعندما صدر اخيرا، احبه القراء الاندونيسيون كثيرا.
عام ١٩٥٣، طبع مكتب الفرع ٢٥٠ نسخة من برج المراقبة باللغة الاندونيسية، وكانت هذه اول مرة تصدر فيها هذه المجلة محليا منذ ١٢ عاما. في البداية، اقتصرت هذه المجلة المؤلفة من ١٢ صفحة على مقالات الدرس. وبعد ثلاث سنوات، ارتفع عدد الصفحات الى ١٦، وكانت شركة تجارية تطبع ٠٠٠,١٠ نسخة كل شهر.
سنة ١٩٥٧، بدأت تصدر مجلة استيقظ! الشهرية باللغة الاندونيسية وسرعان ما وُزعت منها ٠٠٠,١٠ نسخة. ولكن بسبب نقص في الورق في كل انحاء البلد، اضطر الاخوة ان يطلبوا رخصة للحصول على الورق. فقال لهم الموظف الحكومي الذي استلم طلبهم: «في نظري، مجلة منارا بانغاوال (برج المراقبة) هي واحدة من افضل المجلات بإندونيسيا. لذا يفرحني جدا ان اساعدكم كي تحصلوا على الرخصة وتطبعوا المجلة الجديدة».
a تغيَّر نظام التهجئة للغة الاندونيسية مرتين تغييرا جذريا منذ عام ١٩٤٥، وذلك على الارجح ليحل محل نظام التهجئة الهولندي السابق.
-
-
العمل يتوسع شرقاالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
العمل يتوسع شرقا
عام ١٩٥٣، عُيِّن بيتر فوندرهاكن ناظر دائرة في إندونيسيا. وتضمنت دائرته البلد كله وامتدت نحو ١٠٠,٥ كلم من الشرق الى الغرب و ٨٠٠,١ كلم من الشمال الى الجنوب. وغالبا ما مرَّ بتجارب توقف شعر الرأس فيما كان يغطي هذه المقاطعة الشاسعة.
بيتر فوندرهاكن
في السنة التالية، سافر الاخ فوندرهاكن الى المنطقة الشرقية من إندونيسيا. وتضم هذه المنطقة المتعددة الاديان الجزر التالية: بالي حيث يعيش عدد كبير من الهندوس، لومبوك وسومباوا ذات الاغلبية المسلمة، فلوريس الكاثوليكية عموما، وسومبا وألور وتِيمور التي يدين معظم سكانها بالبروتستانتية. وخلال سفره في مركب متخلخل، بشَّر لوقت قصير في عدد من الجزر قبل وصوله الى كوبانغ، عاصمة تِيمور. يروي الاخ فوندرهاكن: «بشرت في تِيمور طوال اسبوعين. ورغم المطر الغزير، وزعت كل المطبوعات التي كانت معي وحصلت على ٣٤ طلبا للاشتراك بالمجلات وبدأت عدة دروس في الكتاب المقدس». بعد ذلك، تابع فاتحون خصوصيون الدرس مع المهتمين بالحق وأسسوا جماعة في كوبانغ. ومن هناك، انتشرت البشارة الى جزر روتي وألور وسومبا وفلوريس المجاورة.
غلى الدم في عروق رجال الدين البروتستانت في كوبانغ عندما رأوا ان اتباعهم يستمعون الى شهود يهوه. مثلا، امر رجل دين بارز سمكريًّا مسنا له يد واحدة اسمه توماس توبولاو ان يتوقف عن الدرس مع الشهود. وهدده ان احدا سيُقتل اذا لم يتوقف عن اخبار الآخرين بما يتعلمه. فأجابه توماس بكل جرأة: «المسيحي لا يقول ما قلته الآن. لن تراني في كنيستك مجددا». ولاحقا، اصبح توماس مبشرا غيورا بالملكوت وخدمت ابنته كفاتحة خصوصية.
لكن رجال الدين في تِيمور كانوا مصممين ان يوقفوا عمل شهود يهوه. فضغطوا سنة ١٩٦١ على وزارة الشؤون الدينية والسلطات العسكرية المحلية لتمنع البشارة من بيت الى بيت. فما كان من الاخوة الا ان عدَّلوا اساليب البشارة. فراحوا يتكلمون مع الناس في الاسواق وقرب آبار المياه، مع صيادي السمك، ومع العائلات التي يلتقونها في المدافن. ولم يكد ينقضي شهر واحد حتى غيَّرت السلطات العسكرية قرارها وأعلنت عبر الراديو الحرية الدينية في تِيمور. غير ان وزارة الشؤون الدينية اصرَّت على منع البشارة من بيت الى بيت. عندئذ، طلب منها الاخوة ان تكتب بيانا خطيا في هذا الخصوص. وعندما رفض الرسميون، عاود الاخوة الخدمة من بيت الى بيت دون اي عائق.
حين وصل المرسلون هانس وسوزي فان فورِه وبيت ونيل دو ياهر الى بابوا عام ١٩٦٢، لم يسلَموا هم ايضا من مقاومة رجال دين العالم المسيحي. فقد وقف في وجههم ثلاثة رجال دين بارزين وطلبوا منهم ان يبشروا في مكان آخر. ثم اتهم رجال الدين شهود يهوه انهم يسببون المشاكل للحكومة وراحوا ينشرون هذه الاكاذيب خلال عظاتهم في الكنيسة وعبر الراديو والمواد المطبوعة. وصاروا يتملقون ويهددون ويرشون اي شخص من رعيتهم بدأ يدرس مع المرسلين. كما ضغطوا على رؤساء القبائل المحليين ليقاوموا عمل التبشير.
لكن سرعان ما عرف رجال الدين ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن. فقد دعا رئيس احدى القبائل المرسلين ليتكلموا مع سكان قريته. يخبر هانس: «جمع رئيس القبيلة القرويين ثم القينا انا وبيت خطابين قصيرين حول عملنا. وبعد ذلك، مثَّلت زوجتانا كيف ندق على ابوابهم، نقبل دعوتهم الى الدخول، ونخبرهم رسالة قصيرة من الكتاب المقدس. فأحب رئيس القبيلة وشعبه ما قدمناه وسمحوا لنا ان نكمل عملنا بحرية».
وعلى مر السنوات، غالبا ما تكرر السيناريو نفسه: لا يقاوم المسلمون عموما عمل البشارة، بعكس رجال دين العالم المسيحي الذين لم يوفروا اية فرصة ليقاوموا عملنا. وما زال الوضع على حاله حتى يومنا هذا.
«تساقون امام حكام . . . شهادة لهم»
قال يسوع لتلاميذه: «تساقون امام حكام وملوك من اجلي، شهادة لهم وللأمم». (مت ١٠:١٨) وهذا ما حصل مرة بعد مرة في إندونيسيا.
فعام ١٩٦٠، نشر لاهوتي هولندي معروف في جاكارتا كتابا شهَّر فيه شهود يهوه قائلا انهم مسيحيون زائفون. فدفع هذا الكتاب العديد من رجال الدين ان يشنوا حملة على الشهود. مثلا، كتب رجال الدين في احدى البلدات الى وزارة الشؤون الدينية متهمين الشهود انهم «يشوشون تفكير اعضاء كنيستهم». وعندما دعا الرسميون الاخوة ليردوا على التهم الموجهة ضدهم، عرض الشهود الوقائع وقدموا شهادة حسنة. فما كان من احد الرسميين في الوزارة إلا ان نصح زميله قائلا: «دع شهود يهوه وشأنهم. فهم يوقظون البروتستانت النائمين».
تفريغ شحنة من كتاب الفردوس سنة ١٩٦٣
سنة ١٩٦٤، لجأ فريق من رجال الدين البروتستانت في بابوا الى لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية التابعة للبرلمان لتمنع عمل شهود يهوه. فطلب الاخوة في مكتب الفرع ان يمثلوا امام هذه اللجنة ليدافعوا عن نفسهم. ذكر تاغور هوتاسويت: «تحدثنا مع اللجنة قرابة الساعة وشرحنا بوضوح عملنا التعليمي المؤسس على الكتاب المقدس. فاتهمَنا زورا سياسي بروتستانتي مقاوم اننا نخلق اضطرابا دينيا في بابوا. لكن معظم الاعضاء المسلمين في هذه اللجنة تعاطفوا معنا وقالوا: ‹الدستور يضمن الحرية الدينية، لذا لديكم الحق ان تبشروا›». وبعد هذا الاجتماع، اعلن رسمي حكومي يشغل مركزا مرموقا في بابوا: «الحكومة الجديدة . . . تصون الحرية الدينية. وهذا ينطبق ايضا على الاديان الجديدة».
-
-
وصول المزيد من المرسلين الى إندونيسياالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
وصول المزيد من المرسلين الى إندونيسيا
في ٩ تموز (يوليو) ١٩٦٤، سجلت وزارة العدل الاندونيسية جمعية تلاميذ الكتاب المقدس جمعية شرعية لشهود يهوه. ولكن كي يحصل الشهود على الحرية الدينية الكاملة، وجب عليهم ان يتسجلوا في وزارة الشؤون الدينية. وكانت هذه الوزارة تستشير المديرية العامة للمرشدية المسيحية حيث عمل بروتستانت متعصبون يقاومون شهود يهوه بشراسة.
وذات مرة، التقى احد الاخوة رسميا ذا مركز مهم يعمل مع وزير الشؤون الدينية. وخلال الحديث، اكتشفا انهما من القرية نفسها، فدارت بينهما محادثة شيقة بلهجتهما القروية. وعندما اخبره الاخ عن المشاكل التي يواجهها الشهود مع المديرية العامة للمرشدية المسيحية، رتب الرسمي ان يجتمع ثلاثة اخوة شخصيا مع الوزير الذي كان مسلما ودودا ومتعاطفا. فأصدر الوزير في ١١ ايار (مايو) ١٩٦٨ قرارا رسميا يعترف بشهود يهوه ويؤكد حقهم في متابعة عملهم في إندونيسيا.
كما عرض الرسمي الذي التقاه الاخ ان يتجاوز المديرية العامة للمرشدية المسيحية ليساعد الشهود الاجانب في الحصول على تأشيرات دخول كمرسلين. وبفضل مساعدة هذا المدير الحكيم، استطاع ان يدخل ٦٤ مرسلا الى إندونيسيا في السنوات القليلة التي تلت.
وبحلول عام ١٩٦٨، كان حوالي ٣٠٠ مرسل وفاتح خصوصي وأكثر من ٢٠٠,١ ناشر يبشرون في كل انحاء إندونيسيا. وقد استفاد الاخوة هناك كثيرا من التدريب الذي زوده المرسلون فأحرزوا تقدما روحيا سريعا. وقد جاء هذا التدريب في وقته لأن عاصفة من الاضطهاد كانت تقترب بسرعة.
رجال الدين يحصلون على «هدية الميلاد»
عام ١٩٧٤، استأنفت المديرية العامة للمرشدية المسيحية حملتها المتواصلة لحظر عمل شهود يهوه. فكتب المدير العام الى كل المكاتب الاقليمية التابعة لوزارة الشؤون الدينية مدعيا زورا ان شهود يهوه غير معترف بهم شرعيا. وحرض الرسميين المحليين ان يقوموا ضد الشهود كلما سببوا لهم «المتاعب». وتحريضه هذا لم يكن سوى دعوة مبطنة الى اضطهاد شعب يهوه. ومع ان معظم الرسميين تجاهلوا هذا التوجيه، اغتنم آخرون الفرصة ليحظروا الاجتماعات والبشارة من بيت الى بيت.
في ٢٤ كانون الاول (ديسمبر) ١٩٧٦، اعلنت احدى الصحف حظر عمل شهود يهوه
خلال تلك الفترة تقريبا، كان مجمع الكنائس العالمي يخطط لعقد اجتماع دولي في جاكارتا. لكن المسلمين المحليين اعتبروا هذا الامر استفزازيا وموجها ضدهم. ومع ازدياد التوتر الديني، قرر مجمع الكنائس العالمي ان يلغي هذا الاجتماع. غير ان الاهتداء الى المسيحية صار حديث الساعة وزاد من توتر السياسيين. فراح رجال الدين كعادتهم يتشكون مرارا وتكرارا من نشاطات شهود يهوه التبشيرية محاولين ان يلقوا اللوم عليهم، ما اثَّر سلبا على نظرة المزيد من الرسميين تجاه الشهود.
في كانون الاول (ديسمبر) ١٩٧٥ وفيما كان التوتر الديني يتصاعد اكثر فأكثر، غزت إندونيسيا تِيمور الشرقية التي كانت سابقا مستعمرة برتغالية، واحتلتها بعد سبعة اشهر. فاشتعلت الروح الوطنية في كل انحاء البلاد. لكن الاخوة بقوا حياديين سياسيا ورفضوا ان يشتركوا في الخدمة العسكرية او ان يحيُّوا العلم. فأغضب هذا الموقف القادة العسكريين. (مت ٤:١٠؛ يو ١٨:٣٦) فاستغل رجال الدين الوضع وظلوا يلحُّون على الحكومة لتتحرك ضد الشهود. وفي اواسط شهر كانون الاول (ديسمبر) ١٩٧٦، حصل رجال الدين اخيرا على «هدية الميلاد»: اعلان حكومي يحظر عمل شهود يهوه.
-
-
محفل لا يُنسىالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
محفل لا يُنسى
سنة ١٩٦٣، عُقد اول محفل اممي في إندونيسيا بعنوان «البشارة الابدية» من ١٥ الى ١٨ آب (اغسطس). فتوافد مئات الناشرين من كل انحاء البلد و ١٢٢ شخصا من حول العالم الى مدينة باندونغ في جاوا الغربية ليحضروا المحفل.
وفيما كان الاخوة يحضِّرون لهذه المناسبة، واجهوا العديد من العراقيل، لكنهم استطاعوا ان يتخطوها. فقد غيَّروا موقع المحفل ثلاث مرات بسبب احتفالات يوم الاستقلال الوطني. كما ان ازدياد التضخم دفع السلطات الى رفع تكاليف المواصلات ٤٠٠ في المئة. فما كان من بعض المندوبين الا ان غيَّروا وسيلة نقلهم. مثلا، مشى احد الاخوة ستة ايام ليصل الى المحفل. وسافر سبعون مندوبا من سولاويسي خمسة ايام على متن سفن مكتظة ليحضروا هذه المناسبة.
وفي المحفل، فرح المندوبون الاندونيسيون كثيرا بلقاء اخوتهم وأخواتهم المسيحيين من بلدان اخرى، بمن فيهم فردريك فرانز وغرانت سوتر من الهيئة الحاكمة. قال احد المندوبين الزائرين: «الاخوة هنا فرحانون جدا. فهم يضحكون ويبتسمون كل الوقت».
حضر المحفل اكثر من ٧٥٠ شخصا واعتمد ٣٤ منهم. قال رونالد جاكا: «دفع هذا التجمع المميز الكثير من المهتمين ان يأخذوا موقفا الى جانب الحق. والاخوة هناك اتقدوا غيرة ليتمموا عمل اللّٰه».
رونالد جاكا (الى اليمين) يلقي خطابا في محفل «البشارة الابدية» عام ١٩٦٣ ويقف بقربه مترجم فوري
-
-
مصممون على المضي قدماالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
محفل يُعقد تحت الحظر وجزء من الحضور يستمع الى الخطابات على متن مركب
إندونيسيا
مصممون على المضي قدما
ما ان علم الاخوة في بيت ايل بالحظر حتى هبُّوا الى العمل. يقول رونالد جاكا: «نقلنا سجلاتنا السرية ومخزون المطبوعات والمال الموجود في بيت ايل الى بيوت آمنة في كل انحاء جاكارتا. ونقلنا ايضا مكتب الفرع الى مكان سري وبعنا خفيةً مباني مكتب الفرع السابق».
بقي معظم الاخوة المحليين نشاطى روحيا وشجعانا. فقد واجهوا تجارب قاسية قبل ان يُحظر عملهم وظلوا يثقون بيهوه. ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان. فبعض الشيوخ خافوا ووقَّعوا افادات انهم سيتوقفون عن التبشير. وكشف آخرون اسماء الاخوة في الجماعات. فأرسل مكتب الفرع اخوة ناضجين ليقووا الجماعات ويساعدوا الذين سايروا على حساب ايمانهم. كما زار إندونيسيا الاخ جون بوث، عضو من الهيئة الحاكمة، وكأب محب قدَّم للإخوة ارشادا في وقته.
من الواضح اذًا ان يهوه، الراعي الاعظم، كان يقوي شعبه ويقف الى جانبه. (حز ٣٤:١٥) نتيجة ذلك، صار الشيوخ يتممون مسؤولياتهم بأكثر اجتهاد ويأخذون القيادة في الخدمة. كما ابتكر الناشرون طرقا جديدة للبشارة لا تلفت الانظار. (مت ١٠:١٦) فاشترى اخوة كثيرون من جمعية الكتاب المقدس في إندونيسيا نسخا من كتاب مقدس عصري سعره معقول واستعملوها في الخدمة. لكنهم حرصوا ان يبشروا بحذر شديد كلما كان الوضع مناسبا. اما آخرون فوزعوا المطبوعات على المهتمين بعدما أزالوا منها صفحة حق النشر. كما تابع فاتحون كثيرون بشارتهم مدَّعين انهم باعة يجولون من بيت الى بيت، تماما كما فعل اخوتهم سابقا خلال الاحتلال الياباني.
نوربرت ومارغرايتا هاوسلر
وفي عام ١٩٧٧، لعبت وزارة الشؤون الدينية ورقة جديدة عندما رفضت ان تجدد تأشيرات مرسلي شهود يهوه. فأُعيد تعيين معظمهم في بلاد اخرى.a يتذكر مرسل يدعى نوربرت هاوسلر خدم مع زوجته مارغرايتا في مانادو، شمال سولاويسي: «اتى مئات الاخوة والاخوات الى المطار ليودعونا. وفيما كنا نصعد سلم الطائرة التفتنا الى الوراء، فرأينا موجة من الايادي تلوِّح لنا. وصرخ الاخوة بصوت واحد تردد صداه في كل المدرج: ‹شكرا لكم. شكرا لأنكم جئتم الى هنا›. ثم صعدنا على متن الطائرة وصرنا نبكي».
غضب عظيم في سومبا
فيما انتشرت اخبار الحظر في كل الارخبيل، حرَّض المجمع الكنسي في إندونيسيا اعضاءه ان يخبروا السلطات عن اي نشاط للشهود، ما اثار موجة من الاعتقالات والاستجوابات في عدد كبير من الجزر.
فقد استدعى القائد العسكري الاقليمي في وينغابو، التي تقع في جزيرة سومبا، ٢٣ اخا الى معسكر الجيش المحلي وطلب منهم ان يوقِّعوا على وثيقة ينكرون فيها ايمانهم. وعندما رفض الاخوة، امَرهم ان يعودوا الى المعسكر في اليوم التالي. وعنى ذلك ان يمشوا مسافة ١٤ كلم ذهابا وإيابا.
في الصباح التالي، اعلمَ الاخوة القائد بحضورهم فاستدعاهم الواحد تلو الآخر وأمرهم ان يوقِّعوا على الوثيقة. وكان كلما يرفض احد الاخوة ذلك، يبدأ الجنود بضربه بالأغصان الشائكة حتى يفقدون السيطرة على نفسهم. وفي بعض الاحيان، كان الاخ يغيب عن الوعي. خلال هذا الوقت، انتظر الباقون دورهم. وفي النهاية، جاء دور اخ شاب اسمه ماني كيلي. فتقدَّم وكتب على الوثيقة. فخاب امل الاخوة كثيرا. ولكن عندما رأى القائد الوثيقة، جن جنونه. فقد كتب ماني: «اريد ان ابقى واحدا من شهود يهوه الى الابد». ضُرب هذا الشاب وأُصيب بكدمات نُقل على اثرها الى المستشفى. مع ذلك، بقي ثابتا ولم يساير قط.
لكن القائد لم يستسلم وحاول على مدى ١١ يوما ان يكسر استقامة الاخوة. فأمرهم ان يقفوا كل النهار تحت اشعة الشمس المدارية الحارقة. وأجبرهم ان يزحفوا على ايديهم وركبهم عدة كيلومترات ويركضوا مسافات طويلة حاملين احمالا ثقيلة. كما وجَّه حربة نحو حناجرهم وأمرهم ان يحيوا العلم. رغم كل ذلك، رفض الاخوة ان يلبوا طلبه. فما كان منه الا ان امر بضربهم اكثر.
كان الاخوة يتجهون الى المعسكر كل صباح بخطى بطيئة وثقيلة وهم يتساءلون اي عذاب سيذوقونه اليوم. فيصلُّون معا طوال الطريق ويشجعون بعضهم البعض ليبقوا اولياء. وعند المساء، كانوا يجرُّون اقدامهم ليعودوا الى بيوتهم مزرَّقين وملطخين بالدماء لكن في الوقت نفسه فرحين لأنهم بقوا امناء ليهوه.
عندما علم مكتب الفرع ان الاخوة تساء معاملتهم، ارسلوا على الفور برقيات احتجاج الى القائد العسكري في وينغابو، القائد العسكري الاقليمي في تِيمور، قائد الفرقة العسكرية في بالي، القائد العسكري الاعلى في جاكارتا، وسلطات حكومية اخرى لها وزنها. فشعر القائد العسكري في وينغابو بالاحراج بسبب اعماله الفظيعة التي شاعت في كل إندونيسيا وتوقف عن اضطهاد الاخوة.
«شهود يهوه مثل المسامير»
في السنوات اللاحقة، احتُجز عدد كبير جدا من الشهود في كل إندونيسيا واستُجوبوا وأُسيئت معاملتهم جسديا. يخبر المرسل بيل باري: «في احدى المناطق، خسر اخوة عديدون اسنانهم الامامية من كثرة الضرب. لذلك عندما يلتقون اخا اسنانه سليمة، كانوا يسألونه مازحين: ‹هل انت جديد في الحق ام سايرت على حساب ايمانك؟›. لكن رغم الاضطهاد الذي واجهه الاخوة، لم يخسروا قط فرحهم او حماستهم في خدمة يهوه».
«علَّمني بقائي في السجن ان اتكل اكثر على يهوه، حتى انه قواني روحيا»
خلال ١٣ سنة، حُكم على ٩٣ شاهدا بالسجن مدة تراوحت بين شهرين وأربع سنوات. غير ان هذه المعاملة السيئة قوَّت تصميم الاخوة على البقاء اولياء ليهوه. فبعدما امضى موسى رادي ثمانية اشهر في السجن، زار الاخوة في منطقته ليشجعهم ان يستمروا في البشارة. قال: «علَّمني بقائي في السجن ان اتكل اكثر على يهوه، حتى انه قواني روحيا». فلا نستغرب اذًا ما قاله بعض الذين راقبوا ما حصل: «شهود يهوه مثل المسامير. كلما ضربتهم، انغرزوا اكثر».
ناشرون في طريقهم الى أمبون في مالوكو ليبشروا
a سُمح لبيتر فوندرهاكن ولان دايفيس اللذين كانا مرسلين منذ وقت طويل ان يبقيا في إندونيسيا لأنهما تجاوزا سن التقاعد. كما سُمح ايضا لماريان تامبونان (ستوفاي سابقا) ان تبقى في البلد لأنها متزوجة من إندونيسي. وظل هؤلاء الاخوة الثلاثة نشاطى روحيا وكانت خدمتهم مثمرة خلال فترة الحظر كلها.
-
-
لم يتركوا اجتماعهمالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
استغل الاخوة الاعراس ليعقدوا المحافل
إندونيسيا
لم يتركوا اجتماعهم
خلال الحظر، استمرت معظم الجماعات في عقد الاجتماعات في البيوت. وتحاشيا للفت الانظار، اوقفت العديد منها الترنيم معا. ومع ان السلطات اقتحمت بعض الاماكن التي عُقدت فيها الاجتماعات، قدر الاخوة عموما ان يحافظوا على هدوئهم.
وغالبا ما استغل الشهود التجمعات العائلية والاعراس ليعقدوا محافل كبيرة. يشرح تاغور هوتاسويت: «كان الازواج عادة يسجلون زواجهم ويحصلون على رخصة من الشرطة لإقامة عرس كبير. وأثناء العرس، يجلس العروسان على المنصة مع المقربين من العروس فيما يقدِّم الاخوة سلسلة من الخطابات المؤسسة على الكتاب المقدس».
وفي احد المحافل، اقترب شرطي من الاخ تاغور وسأله:
«اغلبية الاعراس تنتهي بعد ساعتين او ثلاث. فلماذا تبدأ اعراسكم من الصباح ولا تنتهي حتى المساء؟».
فأجاب تاغور: «بعض الازواج يواجهون الكثير من المشاكل ويحتاجون الى الكثير من النصائح المفيدة الموجودة في كلمة اللّٰه».
هز الشرطي رأسه وردَّ: «معك حق».
وعام ١٩٨٣، تحجج الاخوة بعرس جماعي ليقدِّموا في مدرَّج رياضي كبير في جاكارتا جزءا من المحفل الكوري بعنوان «وحدة الملكوت». فبلغت ذروة الحضور ٠٠٠,٤ شخص تقريبا بين اخوة ومهتمين. كما اعتمد ١٢٥ شخصا بالسر قبل ان يبدأ البرنامج. ولاحقا عندما خفَّت قليلا وطأة الحظر، عقد الاخوة محافل اكبر من بينها محفل وصل عدد الحضور فيه الى اكثر من ٠٠٠,١٥ شخص.
بناء مكتب فرع تحت الحظر
خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ارسل مكتب الفرع تكرارا عرائض الى الحكومة كي ترفع الحظر عن شهود يهوه. كما كتب اخوة من بلدان اخرى الى الحكومة الاندونيسية وسفرائها ليسألوهم عن سبب حظر عمل شهود يهوه في إندونيسيا. لقد اراد العديد من الرسميين ان يُرفع الحظر، لكن تأثير المديرية العامة للمرشدية المسيحية كان قويا جدا اذ قطعت الطريق عليهم عدة مرات.
عام ١٩٩٠، رأى الاخوة انه من الممكن بناء مكتب فرع جديد في مكان بعيد عن الانظار. فوافقت الهيئة الحاكمة في العام نفسه على شراء ارض قرب بوغور، مدينة صغيرة تقع على بعد ٤٠ كلم تقريبا من جنوب جاكارتا. لكن عددا قليلا فقط من الاخوة المحليين لديهم خبرة في البناء. فكيف سيُنجز هذا المشروع؟
اتى الجواب من خلال معشر الاخوة العالمي. فقد زود مكتب البناء في بروكلين ومكتب الهندسة الاقليمي في اوستراليا الخرائط المعمارية. وجاء ١٠٠ متطوع تقريبا من حول العالم ووضعوا خبراتهم في هذا المشروع الذي استغرق سنتين.
كان الاخ الاندونيسي حوسيا منصور صلة وصل بين الاخوة وعدد من الرسميين المحليين. يخبر: «عندما رأى الرسميون المسلمون على خوذة الامان الحرفين ‹ح. م.› اي اول حرف من اسمي وعائلتي، ظنوا ان الحرف ‹ح› يعود الى الكلمة حاج، وهو لقب رفيع يُطلق على كل من يحج الى مكة. فعاملوني باحترام كبير. وهذه الغلطة الصغيرة سهلت تنظيم العمل».
بُني مكتب الفرع هذا تحت الحظر
دُشنت مباني الفرع الجديدة في ١٩ تموز (يوليو) ١٩٩٦. وقدَّم الاخ جون بار، عضو من الهيئة الحاكمة، خطاب التدشين امام ٢٨٥ شخصا. وقد شمل هذا الحضور ١١٨ ممثلا عن الفروع ومرسلين سابقين من عدة بلدان، بالاضافة الى عائلة بيت ايل في إندونيسيا التي يبلغ عددها ٥٩ شخصا. وفي اليومين اللذين تبعا برنامج التدشين، حضر ٧٩٣,٨ مندوبا المحفل الكوري في جاكارتا بعنوان «رسل السلام الالهي».
يهوه يخلِّص شعبه
عام ١٩٩٨، استقال الرئيس سوهارتو الذي حكم إندونيسيا فترة طويلة ففسح ذلك مجالا لتشكيل حكومة جديدة. فما كان من الاخوة الا ان كثفوا جهودهم ليرفعوا الحظر عن العمل.
وفي عام ٢٠٠١، فيما كان وزير الخارجية الاندونيسي السيد يوهان افندي موجودا في نيويورك، زار بيت ايل في بروكلين واجتمع بثلاثة اعضاء من الهيئة الحاكمة. فذهل بما رآه واعترف ان صيت شهود يهوه حسن في كل العالم. اراد السيد افندي ان يُرفع الحظر لكنه قال ان الكلمة الاخيرة هي للنائب العام في إندونيسيا، السيد مرزوقي دروسمان.
ايَّد النائب العام ايضا رفع الحظر. لكن الرسميين العدائيين في قسمه ماطلوا على امل ان يعيَّن نائب عام جديد بعد وقت قصير. وأخيرا في ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠١، استُدعي تاغور هوتاسويت الى مكتب النائب العام. يخبر الاخ تاغور: «في ذلك المكتب منذ ٢٥ سنة تقريبا، تسلمت وثيقة تحظر عمل شهود يهوه. اما اليوم، آخر يوم للنائب العام في وظيفته، فتسلمت وثيقة تلغي هذا الحظر».
في ٢٢ آذار (مارس) ٢٠٠٢، سجلت وزارة الشؤون الدينية رسميا شهود يهوه في إندونيسيا. قال مدير عام هذه الوزارة لممثلي الفرع: «ليست وثيقة التسجيل ما يضمن لكم حرية العبادة. فهذه الحرية هي من اللّٰه. لكن هذه الوثيقة تفيد ان الحكومة تعترف بدينكم. لديكم الآن الحقوق نفسها مثل باقي الاديان، والحكومة في خدمتكم».
-
-
المحبة المسيحية وقت الكوارثالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
المحبة المسيحية وقت الكوارث
غالبا ما تقلب الزلازل والتسونامي والبراكين حياة الناس في إندونيسيا. وعندما تضرب هذه الكوارث، يهب شعب يهوه الى مساعدة المتضررين، خصوصا اخوتهم الروحيين. مثلا عام ٢٠٠٥، دمَّر زلزال قوي جدا غونونغسيتولي، اكبر مدينة في جزيرة نياس شمال سومطرة. فبادرت فورا الجماعات في جزيرة سومطرة المجاورة بالاضافة الى مكتب الفرع الى شحن الاعانات اللازمة الى المنطقة المنكوبة. كما سافر ناظر الدائرة المحلي وممثل عن مكتب الفرع الى الجزيرة ليشجعا الاخوة ويطمئناهم. يقول يونيمان هاريفا، شيخ في جزيرة نياس: «شلَّ الخوف الناس من حولنا. لكن تحرُّك هيئة اللّٰه السريع اكَّد لنا اننا لسنا وحدنا».
-
-
العمل يتقدم بسرعة كبيرةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
تقديم الشهادة في احدى اسواق جاكارتا
إندونيسيا
العمل يتقدم بسرعة كبيرة
جن جنون رجال دين العالم المسيحي حين سمعوا ان شهود يهوه نالوا حريتهم. فعقد اكثر من ٧٠٠ رجل دين وزعيم يمثِّلون سبع كنائس بروتستانتية مؤتمرا في جاكارتا ليطالبوا الحكومة بحظر العمل من جديد. لكن الحكومة بقيت ثابتة على موقفها.
وعندما بدأت اخبار رفع الحظر تنتشر في البلاد، كتب العديد من المهتمين الى مكتب الفرع ليطلبوا مطبوعات او دروسا في الكتاب المقدس. وعام ٢٠٠٣، حضر الذكرى اكثر من ٠٠٠,٤٢ شخص اي اكثر من ضعف عدد الناشرين في البلد. كما حضر ٠٠٠,١٠ شخص تقريبا محفلا في جاكارتا، بمن فيهم رسمي مركزه رفيع يعمل في وزارة الشؤون الدينية. وقد اندهش لمَّا رأى الصغار والكبار يفتحون الآيات في كتابهم المقدس. وأكَّد للإخوة انه مصمم ان يصحح الاشاعات الخاطئة عن شهود يهوه.
ومع انتهاء الحظر، صار بإمكان المرسلين ان يعودوا الى إندونيسيا. وأول العائدين كانوا يوزف وهيراواتي نويهارتa (من جزر سليمان)، إسا وويلهيلمينا تارهونين (من تايوان)، راينر وفيلومينا تايكمان (من تايوان)، وبيل ونينا باري (من اليابان). ثم تبعهم مرسلون جدد من جلعاد عُينوا في شمال سومطرة، كاليمانتان، شمال سولاويسي، بالاضافة الى مناطق اخرى بعيدة.
«سرَّني ان اساعد التلاميذ في التعليم والخطابة» — جوليانوس بينيغ
عام ٢٠٠٥، عقد مكتب الفرع صفوفا لمدرستين ثيوقراطيتين جديدتين. قال جوليانوس بينيغ، احد اساتذة مدرسة تدريب الخدام (تُدعى الآن مدرسة الكارزين بالملكوت): «سرَّني ان اساعد التلاميذ في التعليم والخطابة وفي تحسين مهاراتهم لتستفيد منها الهيئة». واليوم، يخدم كثيرون من خريجي هذه المدرسة فاتحين خصوصيين ونظار دوائر. صحيح ان معظم الاخوة الذين حضروا الصف الاول من مدرسة النظار الجائلين (تُدعى الآن مدرسة نظار الدوائر وزوجاتهم) كانوا قد تدرَّبوا تحت الحظر، لكن اتت المدرسة الجديدة لتساعدهم على اتمام تعييناتهم بعد ان أُلغي الحظر. ذكر بونتشو براتشويو الذي حضر الصف الاول: «علَّمتني المدرسة ان اكون ناظر دائرة اكثر تعاطفا وأقوم بمسؤولياتي على وجه اكمل. فعلا، امدَّنا هذا التدريب بالطاقة والتشجيع».
سد حاجة ملحَّة
خلال الحظر الذي دام ٢٥ سنة، اجتمعت معظم جماعات إندونيسيا في بيوت صغيرة. فقلة من الجماعات استطاعت ان تتحمل تكاليف بناء قاعة ملكوت، وكان من المستحيل تقريبا الحصول على رخصة لبناء اماكن جديدة للعبادة. لكن النمو السريع الذي شهدته جماعات كثيرة دفع مكتب الفرع ان يسد هذه الحاجة الملحَّة، فأسس مكتب بناء قاعات الملكوت (يُدعى الآن قسم التصميم/البناء المحلي).
وإحدى اولى المناطق التي استفادت من برنامج البناء الجديد هي جزيرة نياس في شمال سومطرة. يقول هاوغوارو غايا، اخ قديم في جماعة غونونغسيتولي: «لمَّا عرفنا اننا سنحصل على قاعة ملكوت جديدة قفز قلبنا من الفرح. وقد ارسل مكتب الفرع سبعة متطوعين للبناء ليشرفوا على المشروع. وأخيرا، انتهت القاعة عام ٢٠٠١». يقول فاوناسوكي لاولي، عضو في لجنة البناء المحلية: «لمَّا كنا في السابق نجتمع في بيوت صغيرة، استخف المجتمع بشهود يهوه. لكن ما ان انهينا قاعة الملكوت، حتى قفز عدد الحضور من ٢٠ الى ٤٠ شخصا. وخلال ١٢ شهرا، زاد بنسبة تفوق ٥٠٠ في المئة. ان قاعتنا افضل مكان عبادة في المنطقة، وبات الناس ينظرون الى شهود يهوه باحترام».
قاعة ملكوت في باندونغ
عام ٢٠٠٦، بدأ الاخوة في باندونغ التي تقع في جاوا الغربية بالبحث عن قطعة ارض يعمِّرون فيها اول قاعة ملكوت في المدينة. يقول سينغاب بانجايتان، شيخ خدم في لجنة البناء: «بعد ١٢ شهرا من التفتيش، وجدنا اخيرا ارضا مناسبة. لكن لزم ايضا ان يوافق على مشروعنا ما لا يقل عن ٦٠ جارًا من غير الشهود لتعطينا السلطات رخصة بناء. فوافق ٧٦ جارًا من بينهم امرأة واسعة النفوذ كانت تقاومنا سابقا. وعندما انتهى بناء القاعة، دعَونا الجيران ورئيس بلدية باندونغ ليروا القاعة. فقال رئيس البلدية: ‹يجب على كل الكنائس الباقية ان تتبع مقياس النظافة والترتيب الذي في قاعتكم›». وقد دُشنت هذه القاعة المؤلفة من طابقين عام ٢٠١٠.
منذ عام ٢٠٠١، بُني اكثر من ١٠٠ قاعة ملكوت في إندونيسيا. لكن الحاجة لا تزال ماسة الى المزيد من القاعات.
a ترد قصة حياة هيراواتي نويهارت في استيقظ! عدد شباط (فبراير) ٢٠١١ (بالانكليزية).
-
-
اعلان اسم يهوه بفخرالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
اعلان اسم يهوه بفخر
خلال سنوات الحظر العديدة، طبَّق الاخوة في إندونيسيا بحكمة نصيحة يسوع: «كونوا حذرين كالحيات، وأبرياء كالحمام». (مت ١٠:١٦) لكن الوضع تغير بعد رفع الحظر، اذ وجب على كثير من الاخوة ان يتعلموا كيف يبشرون «بجرأة». — اع ٤:٣١.
مثلا، خاف بعض الاخوة من التبشير من بيت الى بيت، فركَّزوا على الزيارات المكررة ودروس الكتاب المقدس. اما آخرون فتجنبوا التكلم مع المسلمين. وعرَّف كثيرون عن نفسهم انهم مسيحيون بدل ان يقولوا انهم من شهود يهوه. كما استعملوا ترجمات العالم المسيحي للكتاب المقدس لا ترجمة العالم الجديد باللغة الاندونيسية.a وتردد آخرون ايضا ان يوزعوا بوفرة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.
لقد نشأت بعض هذه العادات خلال الحظر، اما البعض الآخر فكان نتيجة الحضارة المحلية التي تميل الى المسايرة والغموض بدل المواجهة والوضوح. فماذا ساعد الاخوة ان يعدِّلوا تفكيرهم؟
زوَّد يهوه المساعدة عبر نصائح لطيفة من اخوة ناضجين روحيا. (اف ٤:١١، ١٢) مثلا عام ٢٠١٠، زار ستيفن لَت، عضو من الهيئة الحاكمة، الاخوة وشجعهم بحرارة ان يدافعوا عن اسم اللّٰه باستعمال ترجمة العالم الجديد في الخدمة دون خوف. يقول المرسل ميشا بيرانس: «أثَّر خطاب الاخ لَت كثيرا في عدد كبير من الناشرين. فقد لمسوا كم مهم ان يعلنوا انهم من شهود يهوه ويدافعوا بفخر عن كلمة اللّٰه».
وبما ان المسلمين في إندونيسيا غالبا ما يظنون ان شهود يهوه هم جزء من العالم المسيحي، قدمت خدمتنا للملكوت في الطبعة التي تصدر بإندونيسيا توجيها في محله. ذكرت: «عرِّفوا بوضوح في بداية حديثكم انكم من شهود يهوه. فغالبا ما تكون هذه الطريقة فعالة . . . نحن نمثِّل يهوه بكل فخر ونريد ان نعرِّف الناس في مقاطعتنا باسمه وبمقاصده». يخبر شينسوكي كاواموتو الذي يخدم في مكتب الفرع بإندونيسيا: «هذا الاسلوب الصريح ولكن اللبق يأتي بنتائج جيدة. فالعديد من المسلمين يريدون ان يستفسروا عن شهود يهوه ويعرفوا ماذا يميزنا عن غيرنا. وهذا الفضول يتيح لنا الفرصة لنقدِّم لهم شهادة حسنة».
وقد طُلب ايضا من الناشرين ان يكثروا من توزيع مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!. يشرح لوتار ميهانك، منسق لجنة الفرع: «يجب ان يقرأ الناس مجلاتنا ليعرفوا اكثر عنا. فالمجلات تمهِّد الطريق للحديث وتزيد من احتمال قبولهم الحق. وحين نوزعها في كل مكان، نفسح المجال لعدد اكبر من الناس ان يتعلموا عن يهوه».
الشهادة العلنية تفعل فعلها
عام ٢٠١٣، بدأ الفرع في إندونيسيا بتطبيق طريقتين جديدتين للبشارة بموافقة الهيئة الحاكمة: الشهادة العلنية الخصوصية في المدن الكبرى والشهادة العلنية على نطاق الجماعة. وهذان التطوران المشوقان يتيحان لعدد اكبر من الناس في إندونيسيا ان يسمعوا البشارة.
في اطار الشهادة العلنية الخصوصية في المدن الكبرى، وُضعت اول طاولة عرض في مركز تسوق كبير للإلكترونيات غرب جاكارتا. وبعد ذلك، بدأت الجماعات المحلية تشترك في الشهادة العلنية بعرض واجهات متحركة وطاولات عرض ضمن حدود مقاطعتها. وفي سنة واحدة، استُعملت اكثر من ٤٠٠ طاولة عرض وواجهة متحركة في المدن بكافة انحاء إندونيسيا. فعمَّ اسفر هذا النوع من الشهادة؟
يقول يوساك اونيبلايتا، شيخ في جاكارتا: «قبل ان نبدأ بالشهادة العلنية، كانت جماعتنا تطلب ٢٠٠,١ مجلة في الشهر. اما بعد ستة اشهر، فصرنا نطلب ٠٠٠,٦ مجلة في الشهر. والآن نطلب ٠٠٠,٨ مجلة ونوزع ايضا الكثير من الكتب والكراسات». وفي ميدان، شمال سومطرة، وضع فريق صغير من الفاتحين واجهات متحركة في ثلاث مواقع مختلفة. فوزعوا في الشهر الاول ١١٥ كتابا و ٨٠٠,١ مجلة تقريبا. وبعد شهرين، وزع حوالي ٦٠ فاتحا في سبعة اماكن مختلفة اكثر من ٢٠٠,١ كتاب و ٤٠٠,١٢ مجلة. يقول المرسل جيسي كلارك: «هذه الاساليب الجديدة في الخدمة تحمِّس الاخوة وتكشف عن الامكانات الروحية الموجودة في إندونيسيا. لن نتوقف ابدا عن الشهادة العلنية».
استعمال لغة تمس القلوب
تقع إندونيسيا وسط واحدة من اكثر المناطق المتنوعة لغويا على الارض.b فمع ان اللغة المشتركة بين معظم الناس هي الإندونيسية، يتكلم كثيرون ايضا لغة محلية، لغتهم التي تمس قلوبهم.
فريق يترجم الى لغة باتاك توبا في شمال سومطرة
عام ٢٠١٢، قرر مكتب الفرع ان يدرس حاجات هذا الحقل المتنوع اللغات. يقول توم فان ليمبوتن: «بدأنا بترجمة المواد الى ١٢ لغة محلية يتكلم بها حوالي ١٢٠ مليون شخص. ولمَّا رأى المترجمون الى اللغة الجاوية اول نشرة بهذه اللغة، بكوا من الفرح. فأخيرا صار عندهم طعام روحي بلغتهم».
مع ذلك، استمرت معظم الجماعات بعقد اجتماعاتها باللغة الإندونيسية حتى في المناطق التي يتكلم فيها معظم الناس لغتهم الام. يتذكر لوتار ميهانك: «عام ٢٠١٣، حضرنا انا وزوجتي كارمن محفلا دام يومين في جزيرة نياس شمال سومطرة. كان معظم الحضور المؤلف من ٤٠٠ شخص يتكلمون اللغة النياسية. لكن كل الخطابات قُدِّمت باللغة الإندونيسية. وبعد التشاور مع الخطباء، اخبرنا الحضور ان البرنامج غدا سيكون باللغة النياسية. وفي اليوم التالي، غصَّ المكان بأكثر من ٦٠٠ شخص». وتخبر كارمن: «كان واضحا جدا انهم انتبهوا الى البرنامج في اليوم الثاني اكثر من اليوم الاول لمَّا كانت الخطابات بالإندونيسية. فقد فرحوا جدا لأنهم سمعوا رسالة الكتاب المقدس بلغتهم وفهموا كل شيء».
امرأة صماء تنال المساعدة الروحية
والآن بات بإمكان الصم ايضا في إندونيسيا ان «يسمعوا» الحق بلغتهم. فمنذ سنة ٢٠١٠، اصدر فريق لغة الاشارات الإندونيسية سبع كراسات وثماني نشرات بهذه اللغة. كما تدرَّب اكثر من ٧٥٠ اخا وأختا على البشارة بلغة الاشارات من خلال ٢٤ صفا عقده مكتب الفرع. واليوم، تزود اكثر من ٢٣ جماعة وفريقا بلغة الاشارات المساعدة الروحية والتعزية لحوالي ثلاثة ملايين اصم يعيشون في إندونيسيا.
حاليا، يتضمن قسم الترجمة ٣٧ فريقا. وهناك ١١٧ مترجما و ٥٠ فريق دعم يعملون في ١٩ موقعا في كل انحاء إندونيسيا.
a صدرت ترجمة العالم الجديد كاملة باللغة الاندونيسية عام ١٩٩٩. وقد عمل المترجمون سبع سنين تحت الحظر لينجزوا هذا المشروع. وبعد عدة سنوات، صدرت باللغة الاندونيسية موسوعة الكتاب المقدس المؤلفة من مجلدين، بصيرة في الاسفار المقدسة، بالاضافة الى مكتبة برج المراقبة على اسطوانة متراصة. فعلا، بُذلت جهود جبارة في عمل الترجمة.
b تحتوي إندونيسيا على ٧٠٧ لغات حية، اما بابوا غينيا الجديدة التي تقع شرق إندونيسيا فتتضمن ٨٣٨ لغة.
-
-
مكتب فرع في الاعاليالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
مكتب فرع في الاعالي
مكاتب في الطابق الـ ٣١
عام ٢٠٠٨، حققت إندونيسيا ذروة في عدد الناشرين بلغت ٦٩٩,٢١ ناشرا. وبما ان مباني الفرع كانت صغيرة وبعيدة لأنها بُنيت خلال الحظر، لزم فرع اكبر وأقرب الى جاكارتا.
وبعد سنتين تقريبا، اشترى الاخوة عقارا جديدا يختلف كثيرا عن العقار القديم: كامل الطابق الـ ٣١ في برج عصري من ٤٢ طابقا يتضمن مكاتب فقط ويقع قرب وسط جاكارتا. ثم اشتروا ١٢ طابقا في برج سكني قريب يسع ٨٠ من خدام بيت ايل او اكثر. واشتروا ايضا مبنى من خمسة طوابق ليكون تابعا لبيت ايل وتشغله اقسام مختلفة.
اماكن السكن في بيت ايل موزَّعة على ١٢ طابقا
وقد عمل فريق من خدام البناء من بلدان مختلفة مع متعهدين محليين ليعيدوا هندسة المكاتب والشقق. يقول دارِن بيرغ ناظر البناء: «ساعدنا يهوه مرارا وتكرارا على حل مشاكل عويصة. مثلا، اردنا ان نقيم محطة متطورة جدا لمعالجة مياه الصرف الصحي. لكن السلطات لم تكن ملمة بهذه التكنولوجيا، ورفضت المشروع. فنقل شاهد محلي يعمل مهندسا قضيتنا الى رسمي ذي رتبة عالية. فوافق هذا الاخير فورا على طلبنا وقال انه يثق ثقة عمياء باقتراحات الاخوة».
«لم نعد مختبئين. فالناس يلاحظون وجود شهود يهوه ويعرفون اننا مصممون ان نبقى»
دُشنت مباني الفرع الجديدة في ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٥. وقدَّم انطوني موريس الثالث، عضو في الهيئة الحاكمة، خطاب التدشين. يقول فنسنت ويتانتو إيبيكوسوما، عضو في لجنة الفرع: «نحن الآن في مكان راقٍ بين بعض اهم الشركات في إندونيسيا. لم نعد مختبئين. فالناس يلاحظون وجود شهود يهوه ويعرفون اننا مصممون ان نبقى».
لجنة الفرع من اليمين الى اليسار: هيديوكي موتووي، لوتار ميهانك، فنسنت ويتانتو إيبيكوسوما، بودي سانتوسا ليم
«عمل البشارة ممتع هنا»
في السنوات الاخيرة، تنتقل الى إندونيسيا اعداد متزايدة من الشهود من كل العالم. يوضح لوتار ميهانك: «يؤدي الذين يخدمون حيث الحاجة ماسة دورا مهما في بلاد مثل بلادنا. فخبرتهم ونضجهم وحماستهم معدية بين الاخوة في الجماعات. كما انهم يساعدونهم ان يقدِّروا اكثر معشر الاخوة العالمي». فماذا دفع هؤلاء الاخوة ان ينتقلوا الى هناك؟ وكيف تيسَّرت امورهم؟ اقرأ بعض ما قالوه.
اخوة يخدمون حيث الحاجة ماسة
١- دان وجانين مور
٢- ستيوارت وماندي ويليامز
٣- جايسن وكايسي غيبس
٤- تاكاهيرو (الى الخلف جهة اليمين) وماري أكياما (الى الامام جهة اليمين)
جايسن وكايسي غيبس قادمان من الولايات المتحدة. يخبران: «درسنا نسبة السكان الى الناشرين في عدد من البلدان الواردة في الكتاب السنوي، فلاحظنا ان النسبة في إندونيسيا من اعلى النسب في العالم. ثم اخبرَنا عدد من الاصدقاء الذين خدموا حيث الحاجة ماسة ان الناس في إندونيسيا متعطشون للحق. فاتصلنا بمكتب الفرع في إندونيسيا ووجَّهَنا الاخوة الى بالي. كان الحقل الانكليزي بإندونيسيا في بداياته، لذا كان بإمكاننا ان نساعد كثيرا فور وصولنا. فخططنا ان نبقى هناك سنة واحدة لكننا بقينا ثلاث سنوات. وأغلبية الناس الذين بشرناهم لم يسمعوا بشهود يهوه من قبل. فعلا، نشعر في الخدمة اننا نصرف وقتنا في عمل مهم جدا».
ستيوارت وماندي ويليامز زوجان من اوستراليا في اواسط عمرهما. يقولان: «اردنا ان نبشر اشخاصا متعطشين الى الحق، فذهبنا الى إندونيسيا. وفي مالانغ التي تقع في جاوا الشرقية، نلتقي بطلاب جامعات يتكلمون الانكليزية ونجد المئات منهم متلهفين لسماع البشارة. وهم يعشقون الموقع jw.org الالكتروني. الخدمة هنا روعة!».
تاكاهيرو وماري أكياما يخدمان فاتحين في يوغياكارتا على جزيرة جاوا. يرويان: «نشعر هنا بالامان اكثر مما كنا نشعر في بيتنا باليابان. فالناس لطفاء ومهذبون. وكثيرون منهم، خصوصا الشباب، يحبون ان يطَّلعوا على ديانات اخرى. فذات يوم عندما كنا نقف قرب طاولة عرض خلال الشهادة العلنية، وزعنا حوالي ٦٠٠,٢ مجلة في ٥ ساعات فقط».
دان وجانين مور زوجان في اواخر خمسينياتهما. يذكران: «عندما نذهب الى الخدمة، يتجمع الناس حولنا. نبتسم لهم فيبتسمون لنا. انهم يحبون ان يطَّلعوا على رسالتنا. وعندما يسمعونها، يهتمون بها ويتحمسون كثيرا. وبعد ان نريهم آية من الكتاب المقدس يقول لنا البعض: ‹هل اقدر ان اكتبها؟›. فالحكمة الروحية الموجودة في الكتاب المقدس تدهشهم. لقد مضت سنة على وجودنا هنا ونأسف اننا لم نأتِ من قبل. كنا نبحث عن مقاطعة لم يسمع فيها الناس عن يهوه ووجدناها اخيرا».
ميشا وكريستينا بيرنس اتيا كمرسلين عام ٢٠٠٩ وهما يخدمان الآن في العمل الدائري. يرويان: «التجاوب مع بشارتنا رائع في جزيرة مادورا الواقعة في جاوا الشرقية، مع انها واحدة من اكثر المناطق المحافِظة اسلاميا في إندونيسيا. فالناس يوقفون سياراتهم ويطلبون المجلات قائلين: ‹انا مسلم لكني استمتع بقراءة هذه المجلات. هل اقدر ان احصل على المزيد كي اعطيها لرفاقي؟›. عمل البشارة ممتع هنا».
الحقول ابيضت للحصاد
عندما وصل فرانك رايس الى جاكارتا عام ١٩٣١، كان يعيش في إندونيسيا ٠٠٠,٠٠٠,٦٠ شخص تقريبا. اما اليوم فيحتل هذا البلد المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد السكان الذي يقارب الـ ٠٠٠,٠٠٠,٢٦٠ شخص.
وخلال هذه الفترة، ازداد عدد شهود يهوه ايضا ازديادا ملحوظا. فعام ١٩٤٦ وبعد الحرب العالمية الثانية، لم يكن في إندونيسيا سوى عشرة ناشرين امناء. اما اليوم فهناك اكثر من ٠٠٠,٢٦ ناشر وفي هذا دليل واضح على بركة يهوه. وبعدما حضر الذِّكرى ٨٦٤,٥٥ شخصا سنة ٢٠١٥ لا شك ان الخير الى قدام.
قال يسوع: «ان الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون. فتوسلوا الى سيد الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده». (مت ٩:٣٧، ٣٨) يردد خدام يهوه في إندونيسيا هذه الكلمات، وهم مصممون ان يبذلوا كل ما في وسعهم ليقدسوا اسم يهوه العظيم في مجموعة الجزر هذه. — اش ٢٤:١٥.
-
-
اعَزَّ الكنوز الروحيةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
اعَزَّ الكنوز الروحية
ثيو سينغ بي
تاريخ الولادة: ١٩٠٦
تاريخ المعمودية: ١٩٣٧
لمحة عن حياته: شيخ امين عانى من العنف العنصري. اقرأ ما روته ابنته ثيو سو نيو.
في ايار (مايو) ١٩٦٣، اندلعت اعمال شغب معادية للصين في كل جاوا الغربية. وأكثر مدينة تضررت هي سوكابومي حيث كانت عائلتنا تدير شركة شحن. فاقتحم بيتنا مئات الاشخاص الهائجين، ومن بينهم بعض جيراننا. فلزمنا مكاننا مرعوبين فيما كسَّر المشاغبون ممتلكاتنا ونهبوها.
عندما غادر الرعاع، جاء جيران آخرون ليواسونا. فجلس ابي معهم على الارض في غرفة الجلوس حيث وجد بين اغراضنا المكسَّرة كتابه المقدس الكبير باللغة السوندية. ففتحه وأخبر الجيران ان هذه المشاكل منبأ بها وشرح لهم عن رجاء الملكوت المفرح.
لم يُرد ابي قط ان يكنز كنوزا على الارض. وغالبا ما كان يذكِّرنا: «يجب ان نضع الامور الروحية اولا في حياتنا». وبفضل مثاله وغيرته، صارت امي، انا وإخوتي الخمسة، جدي البالغ من العمر ٩٠ سنة، والعديد من الاقرباء والجيران في الحق.
-
-
فاتح لا يعرف الخوفالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
فاتح لا يعرف الخوف
اندريه إلياس
تاريخ الولادة: ١٩١٥
تاريخ المعمودية: ١٩٤٠
لمحة عن حياته: فاتح شجاع وقف ثابتا مرارا وتكرارا في وجه التهديدات والاستجواب
خلال الحرب العالمية الثانية، وقف الاخ إلياس وزوجته جوزفين امام رسميين في سوكابومي بجاوا الغربية في المركز الرئيسي للكِمبايتي اي الشرطة العسكرية اليابانية التي اوقعت الرعب في النفوس. فاستُجوب اندريه اولا وأُمطر بوابل من الاسئلة، منها: «مَن هم شهود يهوه؟ هل انتم ضد الحكومة اليابانية؟ هل انت جاسوس؟».
فأجاب اندريه: «نحن خدام الاله القادر على كل شيء ولم نقترف اي ذنب». فسحب الضابط القائد سيف ساموراي كان معلَّقا على الحائط وشهره في وجهه.
ثم صاح بغضب: «ماذا لو قطعت رأسك الآن؟». عندئذ وضع اندريه رأسه على المكتب وصلى في قلبه. وبعد صمت طويل انفجر الضابط بالضحك وقال: «انت رجل شجاع!». ثم استدعى جوزفين. وحين رأى ان شهادتيهما متطابقتان قال بصوت عال: «انتما لستما جاسوسين. انصرفا من هنا!».
بعد عدة اشهر، وشى بأندريه ‹اخوة دجالون› فزُج في السجن. (٢ كو ١١:٢٦) وعلى مدى عدة اشهر، كان يقتات بفتات الطعام الذي يلتقطه من مزراب الزنزانة. ورغم كل ما عاناه، لم يتمكن السجَّانون من كسر استقامته. فعندما تمكنت جوزفين من زيارته، همس اليها من خلال قضبان السجن قائلا: «لا تقلقي، سأبقى امينا ليهوه سواء اعدموني او اطلقوا سراحي. فبإمكانهم ان يحملوني من هنا جثة هامدة، لكنهم لن يخرجوني خائنا».
وبعد ان امضى اندريه ستة اشهر في السجن، مثَل امام محكمة جاكارتا العليا ثم أُطلق سراحه.
وبعد ٣٠ سنة تقريبا عندما حظرت الحكومة الاندونيسية عمل شهود يهوه مجددا، استدعى المدعي العام في مانادو بشمال سولاويسي الاخ اندريه الى مكتبه وسأله: هل تعلم ان عمل شهود يهوه محظور؟
- نعم.
- هل انت الآن على استعداد لتغيير دينك؟
فانحنى اندريه وخبط يده على صدره قائلا بحزم: «بامكانك ان تنزع قلبي من صدري، لكنك لن تتمكن ابدا من تغيير ديني».
فصرف المدعي العام اندريه ولم يعد يزعجه.
توفي الاخ اندريه سنة ٢٠٠٠ عن عمر ٨٥ سنة بعد ان امضى ٦٠ عاما تقريبا في الخدمة كفاتح غيور.
-
-
انها فعلا ابنة سارةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
انها فعلا ابنة سارة
تيتي كوتين
تاريخ الولادة: ١٩٢٨
تاريخ المعمودية: ١٩٥٧
لمحة عن حياتها: اخت عرفت كيف تساعد بحكمة زوجها المقاوم ليتعلم الحق. اقرأ ما رواه ابنها ماريو كوتين.
كانت امي امرأة لطيفة، قريبة الى القلب، وتحب الكتاب المقدس. وعندما التقت غيرتروت أُت، مرسلة في مانادو شمال سولاويسي، قبلت بكل سرور درسا في الكتاب المقدس وصارت من شهود يهوه. اما ابي اروين، الذي كان مصرفيا مهما وأصبح في ما بعد مدير بورصة جاكارتا، فقد عارض بشدة دين امي الجديد.
فذات يوم، هددها ابي بغضب قائلا:
«اختاري الآن: دينك ام زوجك».
ففكرت امي كثيرا ثم ردت بلطف: «اريد الاثنين. اريد زوجي وأريد يهوه».
فانعقد لسان ابي وتبخر غضبه.
ومع الوقت، صار يتقبل الحق اكثر فأكثر لأنه احب امي كثيرا وقدَّر جدا حكمتها وبُعد نظرها.
لكن امي ارادت ان ينضم زوجها اليها في العبادة الحقة. لذلك صلَّت من كل قلبها بخصوص هذا الموضوع، ثم تذكرت انه يحب تعلُّم اللغات. فعرضت آيات من الكتاب المقدس بالانكليزية في انحاء البيت وتحججت قائلة: «اريد ان احسِّن لغتي الانكليزية». وبما انه كان يحب الاستماع الى خطابات، طلبت منه ان يساعدها في الاستعداد لتعييناتها في مدرسة الخدمة الثيوقراطية. فوافق على ذلك. كما سألته إن كان ممكنا ان يبيت ناظر الدائرة عندنا لأنها تعرف ان ابي مضياف. فلم يرفض طلبها. واقترحت بلطف ان يجلس معنا خلال المحافل المسيحية لأنها تدرك انه يحب عائلته كثيرا. وهذا ما فعله.
لان قلب ابي تدريجيا بفضل صبر امي وحكمتها. ولاحقا عندما انتقلنا الى انكلترا، حضر الاجتماعات وصادق جون بار الذي صار عضوا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه. واعتمد ابي في السنة نفسها ففرحت امي كثيرا. وفي السنوات اللاحقة، غمرها ابي بحبه وحنانه.
مست امي قلب كل من تعرَّف اليها بتواضعها وعمقها الروحي واحترامها للآخرين
بعض اصدقائنا يشبِّهون امي بليديا، امرأة مسيحية في القرن الاول عُرفت بضيافتها. (اع ١٦:١٤، ١٥) لكنني غالبا ما اشبهها بسارة التي خضعت بفرح لزوجها ابراهيم. (١ بط ٣:٤-٦) فأمي كانت متواضعة وعميقة روحيا وتحترم الآخرين كثيرا. فمست قلب كل من تعرَّف اليها. ومثالها هذا هو ما ساعد والدي ان يصير شاهدا ليهوه. بالنسبة الي، كانت امي فعلا ابنة سارة.
-
-
نجوت من ثورة شيوعيةالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
نجوت من ثورة شيوعية
رونالد جاكا
تاريخ الولادة: ١٩٢٨
تاريخ المعمودية: ١٩٤١
لمحة عن حياته: كان خادم الفرع في إندونيسيا لأكثر من ٢٥ سنة.
خلال ساعات الصباح الاولى في ١ تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٦٥، اغتالت قوات تابعة للحزب الشيوعي الاندونيسي ستة قادة معروفين في محاولة انقلاب فاشلة. فجاء رد الحكومة سريعا لا يرحم. فشهدت البلاد مجزرة فظيعة اودت بحياة ٠٠٠,٥٠٠ شخص تقريبا اشتُبه انهم شيوعيون.
وبعد مرور عدة اسابيع على هذه الحادثة، اخبرني قائد عسكري مرموق ان اسمي كان على رأس لائحة بأسماء رجال دين في منطقتنا كان قد اعدَّها الشيوعيون لتصفيتهم. حتى انه عرض عليَّ ان يريني اين حفروا قبري. فرفضت بلطف لأنني لم ارد ان اخاطر بسمعتي كمسيحي حيادي اذا رآني احد برفقته وسط هذا الجو السياسي المتوتر.
-
-
خمسون سنة في الفتح الخصوصيالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
خمسون سنة في الفتح الخصوصي
أليستن لومارا
تاريخ الولادة: ١٩٢٧
تاريخ المعمودية: ١٩٦٢
لمحة عن حياته: ضابط شرطة سابق خدم فاتحا خصوصيا اكثر من ٥٠ سنة.
عام ١٩٦٤، عُينت فاتحا خصوصيا في مانوكواري في بابوا الغربية حيث واجهت الجماعة الصغيرة هناك مقاومة شرسة من رجال الدين المحليين. وبعيد وصولي، اقتحم بيتي قس بروتستانتي.
وبدأ يهدد بالصوت العالي: «سأدمر هذا البيت وأُريح مانوكواري من شهود يهوه».
لكني لم اخف من تهويله بسبب التدريب الذي نلته في الشرطة. فأجبته بهدوء وانصرف في النهاية دون اية مشاكل. — ١ بط ٣:١٥.
آنذاك، كان في مانوكواري ثمانية ناشرين فقط. اما اليوم وبعد ٥٠ سنة تقريبا، فهناك سبع جماعات في تلك المنطقة. وعام ٢٠١٤، حضر المحفل المحلي اكثر من ٢٠٠,١ شخص. يغمرني الفرح عندما ارى ما انجزه يهوه في هذه المنطقة النائية.
-
-
من رئيس عصابة الى مواطن محترمالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
من رئيس عصابة الى مواطن محترم
هيسار سومن
تاريخ الولادة: ١٩١١
تاريخ المعمودية: ١٩٥٢
لمحة عن حياته: رئيس عصابة اجرامية اصبح في ما بعد عضوا في لجنة الفرع.
ذات مرة، استُدعي الاخ سومن للمثول امام رئيس مخابرات مكتب النائب العام.
قال له: «انت اندونيسي، فكن صريحا معي. ماذا يفعل شهود يهوه فعلا في إندونيسيا؟».
فأجاب الاخ سومن: «دعني اخبرك قصتي. في الماضي، كنت رئيس عصابة اجرامية لكني الآن اعلِّم الناس من الكتاب المقدس. وهذا ما يفعله شهود يهوه في إندونيسيا: يحوِّلون الناس الاردياء مثلي الى مواطنين صالحين».
وفي وقت لاحق، قال رئيس المخابرات: «تصلني شكاوى كثيرة عن شهود يهوه. لكني اعرف انه دين جيد لأنه ساعد السيد سومن ان يتغير».
-
-
لم نساير على حساب ايمانناالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
لم نساير على حساب ايماننا
دانيال لاكولو
تاريخ الولادة: ١٩٦٥
تاريخ المعمودية: ١٩٨٦
لمحة عن حياته: فاتح خصوصي بقي ثابتا في وجه الاضطهاد.
في ١٤ نيسان (ابريل) ١٩٨٩، عندما كنت ادير اجتماعا في بلدة موميري في جزيرة فلوريس، اقتحم رسميون حكوميون البيت وأوقفوني انا وثلاثة اخوة آخرين.
حاول الحراس في السجن المحلي ان يجبرونا على تحية العلم. ولمَّا رفضنا، ضربونا وركلونا وأوقفونا تحت اشعة الشمس الحارقة خمسة ايام. وكنا نمضي الليل على ارض اسمنتية صلبة في زنزاناتنا الضيقة مرتجفين، وسخين، منهكين، موجوعين من جروحنا. جرَّب حارس السجن عدة مرات ان يقنعنا كي نساير لكننا اجبنا: «ولو متنا فلن نحيِّي العلم». ومثل عدد كبير من المسيحيين الذين سبقونا، شعرنا انه امتياز لنا ان ‹نتألم من اجل البر›. — ١ بط ٣:١٤.
-
-
اطعنا التوجيه فنجَوناالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
اطعنا التوجيه فنجَونا
بلاسياس دا غومس
تاريخ الولادة: ١٩٦٣
تاريخ المعمودية: ١٩٩٥
لمحة عن حياته: شيخ محب اهتم بالاخوة في الجماعة خلال نزاع ديني في أمبون في جزر مالوكو.
في ١٩ كانون الثاني (يناير) ١٩٩٩، بلغت حزازيات بين المسلمين والمسيحيين ذروتها وأدت الى اعمال عنف على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من بيتي. فعمت الفوضى المكان.a
بعد ان اطمأننت على سلامة عائلتي، اتصلت بناشرين آخرين لأتأكد انهم بخير. وطلبت منهم ان يبقوا هادئين ويتجنبوا الاماكن الخطرة. ولاحقا، زار الشيوخ الاخوة ليقووهم روحيا ويشجعوهم ان يجتمعوا معا للعبادة في فرق صغيرة.
كما طلب منا مكتب الفرع ان نخلي المناطق الخطرة من الناشرين. فنقلنا هذا التوجيه الى عدة عائلات. لكن احد الاخوة رفض ان يغادر فقُتل لاحقا على يد جمع مسلح. اما كل الاخوة الذين سمعوا لتوجيه مكتب الفرع فنجوا بحياتهم.
a امتد النزاع الى كل مقاطعة مالوكو وازداد عنفا على مدى اكثر من سنتين وشرَّد عشرات الآلاف.
-
-
ما فعله يهوه فاق توقعاتناالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
ما فعله يهوه فاق توقعاتنا
أنغيراغو هايا
تاريخ الولادة: ١٩٥٧
تاريخ المعمودية: ١٩٩٧
لمحة عن حياته: عاد الى قريته النائية في جزيرة نياس حيث ساهم في بناء قاعة ملكوت.
عام ٢٠١٣، سمعَت جماعتنا الصغيرة في توغالا اويو اخبارا مفرحة جدا: سنحصل على قاعة ملكوت جديدة. فقد رحبت السلطات المحلية بالمشروع ووقَّع ٦٠ شخصا من جيراننا على عريضة ليعطونا موافقتهم. قال لنا احد الجيران: «لو اردتم ٢٠٠ توقيع فستحصلون عليها».
اتى متطوعان خبيران في بناء القاعات كي يشرفا على عمل بناء القاعة الجديدة. وانتهى هذا المشروع في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤. لم نحلم قط ان تحظى جماعتنا بقاعة جميلة كهذه. ان ما فعله يهوه فاق توقعاتنا.
-
-
اجتمعنا اخيراالكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
-
-
إندونيسيا
اجتمعنا اخيرا
كما روته ليندا وسالي أونغ
ليندا: بعمر ١٢ سنة، اخبرتني امي ان لي اختا اصغر مني تم تبنيها. فتساءلت إن كانت مثلي صماء منذ الولادة. لكني كبرت دون ان اعرف من هي.
سالي: لم يكن عندي ادنى فكرة انني متبناة. كانت «أمي» تضربني بوحشية وتعاملني كخادمة. فكبرت وأنا حزينة ووحيدة كأنه لا يكفيني اني وُلدت صماء. ثم التقيت بشهود يهوه وبدأت ادرس الكتاب المقدس. وعندما اكتشفت «امي» ذلك، ضربتني بحزام وغيَّرت اقفال الباب لتحبسني في البيت. لكنني هربت بعمر ٢٠ سنة، واحتضنني الشهود. وفي بداية العام ٢٠١٢ اعتمدت.
ليندا: عندما كان عمري ٢٠ سنة، بدأت ادرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه. ولاحقا، صرت احضر المحافل الكورية في جاكارتا حيث تُرجم البرنامج للصم. وهناك، التقيت صمًّا كثيرين، من بينهم سالي شاهدة تعيش في شمال سومطرة. شعرت انني اعرفها من زمان لكنني لم أَدرِ ما سبب هذا الشعور.
سالي: اصبحنا انا وليندا صديقتين مقربتين. لاحظت اننا متشابهتان في الشكل لكنني لم أُعِر الموضوع اية اهمية.
ليندا: في آب (اغسطس) ٢٠١٢ وقبل يوم واحد من معموديتي، اردت من كل قلبي ان اجد اختي الصغيرة الضائعة. فترجيت يهوه: «ارجوك ساعدني ان اجد اختي. اريد ان اخبرها عنك». وبعد وقت قصير، تلقت امي رسالة نصية غير متوقعة من شخص يعرف عن اختي الضائعة. ثم تتالت الاحداث واتصلت في النهاية بسالي.
سالي: ما ان اخبرتني ليندا انني اختها التي فقدَتها منذ وقت طويل حتى سافرت الى جاكارتا لألتقيها. وعندما عبرت امن المطار، رأيت ليندا وأبي وأمي وأختي الكبرى بانتظاري. كنت ارتجف من شدة تأثري. فتعانقنا وقبَّلنا بعضنا البعض. ولما جاء دور امي عانقتني مطولا ولم تتركني. كان الكل يبكي. ثم اعتذر والداي على ما فعلاه والدموع تخنقهما. فبكينا وتعانقنا من جديد.
ليندا: كل واحدة منا كبرت في بيئة مختلفة عن الاخرى، لذا هناك اختلافات في الشخصية والعادات نبذل جهدنا لنتأقلم معها. مع ذلك، تجمعنا محبة شديدة.
سالي: نعيش الآن انا وليندا معا ونخدم سويا بجاكارتا في جماعة بلغة الاشارات.
ليندا: افترقنا انا وسالي طوال اكثر من ٢٠ سنة. لكننا نشكر يهوه اننا اجتمعنا اخيرا.
-