مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الكتاب المقدس:‏ كتاب نبوي دقيق،‏ الجزء ٤
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • الكتاب المقدس:‏ كتاب نبوي دقيق،‏ الجزء ٤

      الكتاب المقدس ينبئ بآ‌لام المسيح وموته

      تتناول سلسلة المقالات هذه المؤلفة من ثمانية اجزاء في «استيقظ!‏» وجها مميزا من الكتاب المقدس:‏ النبوات،‏ اي الاخبار بالاحداث قبل وقوعها.‏ وهذه المقالات تساعدك في الاجابة عن السؤال التالي:‏ هل نبوات الكتاب المقدس هي نتاج ذكاء بشري او وحي الهي؟‏ ندعوك ان تزن الادلة انت بنفسك.‏

      عندما كان يسوع المسيح على الارض منذ الفي سنة تقريبا،‏ عرف انه سيموت ميتة وحشية على يد اعدائه.‏ كيف؟‏ كان ملمًّا تماما بالنبوات المتعلقة به في الاسفار العبرانية،‏ او «العهد القديم».‏ مثلا،‏ كتب النبي اشعيا عددا من هذه النبوات قبل اكثر من ٧٠٠ سنة على ولادة يسوع.‏ ولكن كيف نتأكد ان كلماته كُتبت قبل وقوعها؟‏

      عام ١٩٤٧،‏ وجد راع من البدو في الضفة الغربية ادراجا مخبأة داخل مغارة في قمران على شواطئ البحر الميت الشمالية الغربية.‏ وهذه وغيرها من الادراج التي وُجِدت في مغاور مجاورة سمِّيت ادراج البحر الميت.‏ وهي تحوي نسخة من كامل سفر اشعيا.‏a وقد حُدِّد تاريخها في القرن الثاني قبل ولادة يسوع.‏ لذلك فإن ما كتبه اشعيا هو في الواقع نبوة.‏ فماذا انبأ عن آلام وموت المسيح،‏ او المسيَّا؟‏b لنتأمل في نبوتين ذكرهما هذا النبي.‏

      آلام المسيح منبأ بها

      النبوة الاولى:‏ ‏«أسلمتُ ظهري للضاربين».‏ —‏ اشعيا ٥٠:‏٦‏.‏c

      الاتمام:‏ سنة ٣٣ ب‌م،‏ قام اعداء يسوع اليهود بإحضاره امام الحاكم الروماني بنطيوس بيلاطس للمحاكمة.‏ فحاول إطلاق سراحه لأنه عرف انه بريء.‏ إلا ان اليهود ألحوا بأصوات عالية مطالبين بإعدامه.‏ لذا حكم «ان يلبَّى طلبهم» وسلّمهم اياه ليعلقوه على خشبة.‏ (‏لوقا ٢٣:‏١٣-‏٢٤‏)‏ ولكن اولا «اخذ بيلاطس يسوع وجلده».‏ (‏يوحنا ١٩:‏١‏)‏ وكما انبأ اشعيا،‏ لم يبدِ اية مقاومة بل ‹أسلم ظهره للضاربين›.‏

      هل يثبت التاريخ صحتها؟‏

      ‏• يؤكد التاريخ ان الرومان اعتادوا جلد ضحاياهم قبل اعدامهم.‏ يذكر احد المراجع:‏ «كانوا يجلدون الضحية بسوط مؤلف من اشرطة جلدية تثبَّت فيها قطع من الرصاص او المعدن الحاد.‏ وكانت الضحية تُضرب على ظهرها .‏ .‏ .‏ الى ان يتمزق اللحم،‏ مما ادى احيانا الى وفاتها».‏ لكنَّ يسوع نجا من هذه المحنة.‏

      موت المسيح منبأ به

      النبوة الثانية:‏ ‏«سكب للموت نفسه».‏ (‏اشعيا ٥٣:‏١٢‏)‏d ويضيف المزمور ٢٢:‏١٦‏،‏ ع أ:‏ «جماعة من الاشرار اكتنفتني.‏ ثقبوا يديَّ ورجليَّ».‏

      الاتمام:‏ تخبر مرقس ١٥:‏١٥‏:‏ «بعدما جلد [بيلاطس] يسوع بالسوط،‏ سلَّمه ليعلق على خشبة».‏ وقد شمل هذا النوع الوحشي من الاعدام في حالة يسوع تثبيت يديه ورجليه بمسامير.‏ (‏يوحنا ٢٠:‏٢٥‏)‏ وبعد بضع ساعات،‏ ‹صرخ يسوع صرخة عالية ولفظ نفسه الاخير›.‏ —‏ مرقس ١٥:‏٣٧‏.‏

      هل يثبت التاريخ صحتها؟‏

      ‏• صحيح ان السجلات الدنيوية التي تتحدث عن طريقة موت يسوع قليلة،‏ لكن المؤرخ الروماني المحترم تاسيتوس المولود نحو سنة ٥٥ ب‌م قال:‏ «كريستوس،‏ الذي يُنسب اسمهم [المسيحيين] اليه،‏ عانى العقوبة القصوى اثناء حكم طيباريوس على يد احد حكامنا،‏ بنطيوس بيلاطس».‏e وتنسجم كلمات تاسيتوس تماما مع روايات الاناجيل التي تذكر ايضا طيباريوس قيصر وبنطيوس بيلاطس وغيرهما من الرسميين.‏ —‏ لوقا ٣:‏١؛‏ ٢٣:‏١-‏٣٣؛‏ يوحنا ١٩:‏١-‏٢٤‏.‏

      يثبت التاريخ ان الرومان كانوا يعلقون على خشبة العبيد والمجرمين المحتقَرين في نظرهم.‏ فكانوا يوثقونهم احيانا الى خشبة.‏ وفي احيان اخرى،‏ كانوا يسمِّرونهم عليها.‏ يخبر احد المراجع:‏ «كانت المسامير تُغرز في يدي ورجلي الضحية،‏ فيُترك الشخص معلَّقا ليقاسي ألما مبرِّحا»،‏ فيعاني «ظمأ وعذابا شديدا وتعتريه نوبات تشنج تؤلمه اشد الايلام».‏

      وكما ورد آنفا،‏ عرف يسوع مسبقا انه سيموت ميتة وحشية.‏ لذا مع اقتراب نهاية حياته،‏ استطاع هذا الرجل الشجاع ان يقول لأتباعه الاولياء:‏ «نحن صاعدون الى اورشليم،‏ وابن الانسان سيُسلَّم الى كبار الكهنة وإلى الكتبة،‏ فيحكمون عليه بالموت،‏ ويسلِّمونه الى اناس من الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويعلقوه على خشبة».‏ (‏متى ٢٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ولكن قد يتساءل البعض:‏ ‹لماذا لزم ان يموت يسوع؟‏›.‏ ان الاجابة عن هذا السؤال تؤثر فينا جميعا وتمنحنا افضل بشارة على الاطلاق.‏

      ‏«سُحق من اجل ذنوبنا»‏

      غالبا ما نقترف الاخطاء بسبب طبيعتنا الناقصة.‏ وهذا ما يُدعى خطية في الكتاب المقدس.‏ ويمكن تشبيه الخطية بحصاة في محرك سيارة تتسبب اخيرا ببلائه وتعطيله.‏ بشكل مماثل،‏ نحن نشيخ ونمرض ونموت بسبب الخطية.‏ تذكر روما ٦:‏٢٣‏:‏ «اجرة الخطية هي موت».‏ إلا ان موت المسيح يمكِّننا من التحرُّر من حالتنا المأساوية.‏ كيف ذلك؟‏ كتب اشعيا نبوة اخرى عن المسيح قائلا انه سيموت ‏«من اجل تعدياتنا»،‏ سيُسحق ‏«من اجل ذنوبنا»،‏ و «بجراحه صار لنا شفاء».‏f —‏ اشعيا ٥٣:‏٥‏.‏

      تذكِّرنا نبوة اشعيا بكلمات يسوع في يوحنا ٣:‏١٦‏:‏ «ان اللّٰه احب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكيلا يهلك كل من يمارس الايمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏

      فكيف يمكنك ان تؤمن بيسوع؟‏ بأخذ المعرفة عنه.‏ فقد صلّى قائلا:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وهذه المعرفة الثمينة موجودة في الكتاب المقدس.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      لا شك ان يسوع يريد ان يحظى اكبر عدد ممكن من الناس بحياة ابدية.‏ لهذا السبب تفوه بهذه النبوة اللافتة قُبيل موته:‏ «يُكرَز ببشارة الملكوت [حكومة اللّٰه التي ستطبق فوائد ذبيحة المسيح] في كل المسكونة شهادة لجميع الامم».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وكما سنرى في المقالتين التاليتين من هذه السلسلة،‏ تبيَّنت دقة هذه النبوة ايضا.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ان الدرج الوحيد الكامل يحتوي سفر اشعيا.‏

      b انظر الجزء الثالث من هذه السلسلة للاطلاع على المزيد من نبوات الكتاب المقدس المساعِدة على تحديد هوية المسيَّا.‏

      c تدل القرينة ان ضمير المتكلم هنا يشير الى المسيح.‏ مثلا،‏ يورد العدد ٨ بحسب الترجمة البروتستانتية (‏ع أ‏)‏‏:‏ «قريب هو [اللّٰه] الذي يبررني [يسوع المسيح]».‏ وعندما كان يسوع على الارض،‏ كان الانسان الوحيد البار او من دون خطية في نظر اللّٰه.‏ —‏ روما ٣:‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      d تورد اشعيا ٥٢:‏١٣–‏٥٣:‏١٢ عددا من التفاصيل النبوية المتعلقة بالمسيح.‏ على سبيل المثال،‏ تقول اشعيا ٥٣:‏٧‏:‏ «أُتي به كشاة الى الذبح .‏ .‏ .‏ ولم يفتح فاه».‏ ويتابع العدد ١٠ قائلا انه قدَّم نفسه «قربان ذنب».‏

      e كما تحدث مؤرخون قدماء آخرون عن المسيح،‏ من بينهم:‏ المؤرخ الروماني المحترم سويتونيوس (‏القرن الاول)‏،‏ پلينيوس الاصغر حاكم بيثينية (‏اوائل القرن الثاني)‏،‏ والمؤرخ اليهودي يوسيفوس (‏القرن الاول)‏ الذي ذكر «يعقوب،‏ أخا يسوع الذي دُعي المسيح».‏

      f ‏«لم يرتكب [يسوع] خطية» وبالتالي لم يستحق ان يخسر حياته.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ رغم ذلك،‏ بذل نفسه لأجلنا فدفع ثمن خطايانا وحلَّنا من قبضة الموت.‏ وهكذا،‏ يدعى موته «فدية».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ لمزيد من المعلومات،‏ انظر كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏ المتوفر على الموقع الالكتروني www.‎jw.‎org.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٦]‏

      رمز الى ذبيحة المسيح الفدائية

      شملت شريعة اللّٰه التي اعطاها لأمة اسرائيل فرائض رمزت او زودت نموذجا لما سيقوم به المسيَّا لاحقا.‏ على سبيل المثال،‏ وجب على الاسرائيلي ان يقرِّب حيوانا سليما كلما اخطأ او عصى اللّٰه.‏ (‏لاويين ١٧:‏١١؛‏ ٢٢:‏٢١‏)‏ ولكن هل كفَّرت الذبائح الحيوانية كاملا عن الخطية؟‏ كلا.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٤‏)‏ إلا انها رمزت الى الذبيحة التي تغطي الخطية،‏ الذبيحة التي قدمها «حمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم».‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏١،‏ ٥-‏١٠‏)‏ وكل مَن يمارس الايمان بالحمل المجازي،‏ يسوع المسيح،‏ يحظى برجاء الحياة الابدية الثمين.‏ —‏ يوحنا ٦:‏٤٠‏.‏

  • الكتاب المقدس:‏ كتاب نبوي دقيق،‏ الجزء ٥
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • الكتاب المقدس:‏ كتاب نبوي دقيق،‏ الجزء ٥

      بشارة لجميع الناس

      تتناول سلسلة المقالات هذه المؤلفة من ثمانية اجزاء في «استيقظ!‏» وجها مميزا من الكتاب المقدس:‏ النبوات،‏ اي الاخبار بالاحداث قبل وقوعها.‏ وهذه المقالات تساعدك في الاجابة عن السؤال التالي:‏ هل نبوات الكتاب المقدس هي نتاج ذكاء بشري او وحي الهي؟‏ ندعوك ان تزن الادلة انت بنفسك.‏

      ان رسالة اللّٰه الى البشر مسطَّرة في الكتاب المقدس،‏ وهي تحمل الينا اخبارا سارة.‏ لذلك أمضى يسوع المسيح حياته مبشِّرا «بملكوت اللّٰه».‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ ويخبرنا الكتاب المقدس ان هذا الملكوت حكومة الهية ستزيل الحكم البشري الظالم،‏ تحقق السلام،‏ وتستأصل كل ما يسبب المعاناة للبشر.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فيا لها من اخبار مفرحة!‏

      لا شك ان بشارة كهذه تستحق ان تبلغ اكبر عدد ممكن من الناس.‏ ولكن عندما أُعدم يسوع،‏ لم يترك وراءه سوى عدد ضئيل من الاتباع.‏ فهل كانت رسالته ستموت بموته؟‏ ليس هذا ما تذكره نبوة الكتاب المقدس.‏ فقد اخبرت مسبقا بالاحداث التالية:‏ (‏١)‏ انتشار البشارة حول العالم،‏ (‏٢)‏ صمود هذا العمل في وجه المقاومة الشرسة،‏ و (‏٣)‏ ظهور مسيحيين زائفين يضلُّون كثيرين.‏ فلنتأمل في كلٍّ من هذه النبوات على حدة.‏

      المناداة بالبشارة في جميع الامم

      النبوة:‏ ‏«يجب ان يكرز اولا بالبشارة في كل الامم»‏‏.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ ‏«تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض».‏ —‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      الاتمام:‏ بعيد موت يسوع عام ٣٣ ب‌م،‏ ملأ تلاميذه اورشليم برسالة الملكوت.‏ ثم انتشروا في اليهودية ومنطقة السامرة المجاورة.‏ وفي غضون ١٥ سنة،‏ أُرسل مسيحيون الى مناطق اخرى من الامبراطورية الرومانية.‏ وبحلول عام ٦١ ب‌م،‏ كان يمكن القول ان البشارة وصلت «الى اقصى الارض»،‏ اي العالم المعروف آنذاك.‏

      هل يثبت التاريخ صحتها؟‏

      ‏• تشهد كتابات دنيوية عائدة الى القرن الثاني ان المسيحية الباكرة نمت نموا سريعا.‏ فالمؤرخ الروماني سويتونيوس ذكر ان المسيحيين كانوا يعيشون في روما في وقت باكر يعود الى عام ٤٩ ب‌م.‏ وفي رسالة الى الامبراطور تراجان نحو سنة ١١٢ ب‌م،‏ اشار پلينيوس الاصغر حاكم بيثينية (‏الواقعة اليوم في تركيا)‏ الى المسيحية بصفتها «عدوى .‏ .‏ .‏ انتشرت ليس فقط في المدن بل في القرى والمزارع ايضا».‏ كما ان احد المؤرخين استنتج على ضوء الادلة المتوفرة:‏ «في اقل من مئة سنة على موت آخر الرسل،‏ كانت اماكن العبادة المسيحية قائمة في المدن الرئيسية في الامبراطورية».‏

      ‏• يذكر البروفسور هنري تشادويك في كتابه الكنيسة الباكرة (‏بالانكليزية)‏ ان توسع الكنيسة بدا «وليد سلسلة استثنائية من حوادث بعيدة الاحتمال.‏ ففرص نجاحها كانت شبه معدومة في نظر الجميع».‏

      مقاومة البشارة

      النبوة:‏ ‏«سيسلمونكم الى المحاكم المحلية،‏ وتُضرَبون في المجامع،‏ وتمثلون امام حكام وملوك من اجلي،‏ شهادة لهم».‏ —‏ مرقس ١٣:‏٩‏.‏

      الاتمام:‏ اضطهد اليهود والرومان على السواء المسيحيين،‏ فألقوا القبض عليهم وسجنوهم وضربوهم وقتلوهم.‏

      هل يثبت التاريخ صحتها؟‏

      ‏• ذكر فلاڤيوس يوسيفوس،‏ مؤرخ يهودي عاش في القرن الاول،‏ ان يعقوب اخا يسوع أُعدم على يد القادة الدينيين اليهود.‏ ويروي الكتاب المقدس ان غمالائيل،‏ وهو عضو محترم في المحكمة اليهودية العليا،‏ دعا الى الاعتدال عند محاكمة تلاميذ يسوع.‏ (‏اعمال ٥:‏٣٤-‏٣٩‏)‏ وبالفعل،‏ تؤكد المراجع وجود غمالائيل وتشير انه كان منفتح العقل.‏

      ‏• يخبرنا المؤرخون ان الاباطرة الرومان،‏ بدءا من نيرون عام ٦٤ ب‌م،‏ عرَّضوا المسيحيين لموجات من الاضطهاد.‏ وقد ناقش الامبراطور تراجان وپلينيوس الاصغر في مراسلة بينهما عقوبات أُنزِلت بالمسيحيين الذين لم ينكروا ايمانهم.‏

      ‏• «عوض ان يدفع الاضطهاد الكنيسة الى تقديم العبادة في الخفاء،‏ أتى بنتيجة معاكسة تماما»،‏ حسبما يقول البروفسور تشادويك المقتبس منه آنفا.‏ فحين فرّ المسيحيون من الخطر المحدق بهم،‏ حملوا رسالتهم الى مناطق جديدة.‏ (‏اعمال ٨:‏١‏)‏ وقد حافظوا على ثباتهم،‏ غالبا في وجه الرفض من الاقارب والاصدقاء.‏ وهذا التصرف لافت لأن اتباع يسوع كانوا ‹غير متعلمين وعاميين›،‏ ولم يتمتعوا بأي نفوذ سياسي.‏ (‏اعمال ٤:‏١٣‏)‏ ويُجمع المؤرخون ان «البشارة انتشرت بأكثر سهولة .‏ .‏ .‏ بين اصحاب الدكاكين الصغيرة والتجار».‏

      عند دراسة العلماء تاريخ المسيحية الباكر،‏ يتعجبون من قدرة فريق صغير الشأن كهذا على نشر المسيحية بسرعة فائقة في وجه المقاومة الشرسة.‏ لكن يسوع اخبر بهذه الحوادث البعيدة الاحتمال مسبقا.‏ والآن لنتأمل في نبوة الاسفار المقدسة بتوقف عمل البشارة فترة من الوقت.‏

      ظهور المسيحيين الزائفين

      النبوة:‏ ‏«ستدخل بينكم ذئاب جائرة لن تعامل الرعية برقة،‏ ومن بينكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور معوجة ليجتذبوا التلاميذ وراءهم».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ‏«سيكون ايضا بينكم معلمون دجالون.‏ هؤلاء سيدسون بدعا مهلكة .‏ .‏ .‏ وبسبب هؤلاء سيقال كلام مهين على طريق الحق».‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      الاتمام:‏ أُفسدت الجماعة المسيحية بسبب اشخاص قساة وخدَّاعين وطموحين.‏

      هل يثبت التاريخ صحتها؟‏

      ‏• وقعت المسيحية الحقة تدريجيا تحت تأثير رجال بارزين قاموا من داخلها ولوّثوا تعاليمها بالفلسفة اليونانية،‏ وخصوصا بعد موت اتباع يسوع الاولين.‏ وسرعان ما نشأ صف رجال دين وأخذ يتمثل بالحكام السياسيين في الجاه والنفوذ.‏ ويقول المؤرخون انه لم يبقَ اي اثر للجماعة الباكرة عندما اصبحت «المسيحية» دين الدولة الرومانية.‏

      ‏• على مر القرون،‏ لُطِّخ سجل المسيحية المزيفة بالعنف والجشع.‏ فعوض ان يُثبت رجال الدين انهم من اتباع يسوع،‏ اضطهدوا مَن اقتدى بأساليبه في الكرازة ومَن حاول نشر الكتاب المقدس بلغة عامة الناس.‏

      في القرون التي تمتعت بها المسيحية الزائفة بسلطة كبيرة،‏ بدا وكأن عمل البشارة خُنق تماما.‏ غير ان يسوع اشار ان البشارة ستحيا مجددا في الايام الاخيرة.‏ وشبَّه هذه الفترة بحصاد حين يُفصَل المسيحيون الزائفون المشبَّهون بالزوان عن المسيحيين الحقيقيين المشبَّهين بالحنطة.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ عندئذ ستشهد النبوة عن المناداة بالبشارة اعظم اتمام.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذا ما سنناقشه في المقالة التالية من هذه السلسلة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

      الاباطرة الرومان نيرون،‏ دوميتيان،‏ ماركوس اوريليوس،‏ وديوقليتيانُس شنوا اضطهادا وحشيا على المسيحيين الاولين

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Photograph taken by courtesy of the British Museum

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة